الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٥٩

(ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا) أي وأحضروا حيث تجاثوا حول جهنم ، وأوردوا معهم النار ، وجثيا ، أي راكعين على ركبهم.

٦٩ ـ (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) :

(ثُمَّ لَنَنْزِعَنَ) أي لنستخرجن.

(مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ) من كل أمة وأهل دين.

(أَيُّهُمْ) بالرفع على الحكاية ، أي لننزعن من كل شيعة الذي يقال من أجل عتوه : أيهم أشد على الرحمن عتيا.

وقيل الرفع على الابتداء ، والجملة مستأنفة.

(أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) أي الأعتى فالأعتى ، كأنه يبتدأ بالتعذيب بأشدهم عتيا ثم الذي يليه.

٧٠ ـ (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا) :

(أَوْلى بِها صِلِيًّا) أي أحق بدخول النار يصطلون نارها.

٧١ ـ (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) :

(وَإِنْ مِنْكُمْ) قسم ، والواو يتضمنه.

(وارِدُها) مار بها.

(حَتْماً) موجبا.

(مَقْضِيًّا) سبق به قضاء الله.

٧٢ ـ (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا) :

(جِثِيًّا) جاثين على ركبهم.

٧٣ ـ (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا) :

(بَيِّناتٍ) أي : بينات المقاصد.

(مَقاماً) المقام ، بالفتح : موضع القيام. وقرئ بالضم ، ومعناه : الإقامة.

٢٨١

(نَدِيًّا) الندى : المجلس ومجتمع القوم.

٧٤ ـ (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً) :

(وَكَمْ) مفعول للفعل (أَهْلَكْنا).

(مِنْ قَرْنٍ) من ، تبيين لما فى (كَمْ) من إبهام ، أي كثيرا من القرون أهلكنا.

(هُمْ أَحْسَنُ) فى محل النصب صفة لقوله (كَمْ).

(أَثاثاً) متاعا.

(وَرِءْياً) منظرا وهيئة.

٧٥ ـ (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً) :

(فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا) أي يمهله ويملى له فى العمر.

(إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) أي إلى أن يشاهدوا الموعد رأى عين.

(إِمَّا الْعَذابَ) فى الدنيا.

(وَإِمَّا السَّاعَةَ) أو يشاهدوا الساعة ومقدماتها.

٧٦ ـ (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا) :

(وَيَزِيدُ) معطوف على موضع (فَلْيَمْدُدْ) لأنه واقع موقع الخبر.

(الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) أي ويزيد المهتدين هداية بتوفيقه.

(وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) أعمال الآخرة كلها.

(خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً) من مفاخرات الكفار.

(وَخَيْرٌ مَرَدًّا) أي مرجعا وعاقبة.

٧٧ ـ (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) :

٢٨٢

(أَفَرَأَيْتَ) فى معنى : أخبر ، والفاء جاءت لإفادة معناها الذي هو التعقيب كأنه قال : أخبر أيضا بقصة هذا الكافر واذكر حديثه عقيب حديث أولئك.

٧٨ ـ (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) :

(أَطَّلَعَ الْغَيْبَ) أي ارتقى الى علم الغيب الذي توحد به الواحد القهار.

(أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) أي وإما عهد من عالم الغيب.

٧٩ ـ (كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) :

(كَلَّا) ردع وتنبيه على الخطأ ، أي هو مخطئ فيما تصوره لنفسه ويتمناه فليرتدع عنه.

(وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا) أي نطول له من العذاب ما يستأهل ، أو نزيده من العذاب ونضاعف له من المدد.

٨٠ ـ (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً) :

(وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ) أي ونزوى عنه ما زعم أنه يناله فى الآخرة ونعطيه من يستحقه. والمعنى : مسمّى ما يقول ، وهو المال والولد.

(وَيَأْتِينا فَرْداً) أي هب أنا أعطيناه ما اشتهاه فإنا نرثه منه فى العاقبة ويأتينا فردا غدا بلا مال ولا ولد.

٨١ ـ (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) :

(لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) أي ليتعززوا بهم حيث يكونون لهم عند الله شفعاء وأنصارا ينقذونهم من العذاب.

٨٢ ـ (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) :

(كَلَّا) ردع لهم وانكار لتعززهم بالآلهة.

(سَيَكْفُرُونَ) الضمير للآلهة ، أي سيجحدون عبادتهم وينكرونها ويقولون : والله ما عبدتمونا وأنتم كاذبون.

٢٨٣

(عَلَيْهِمْ ضِدًّا) أي يكونون عليهم ضدا لما قصدوه وأرادوه ، أي ويكونون عليهم ذلّا لا عزّا لهم. أو ويكونون عليهم عونا.

٨٣ ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) :

(تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) أي تغريهم على المعاصي وتهيجهم لها بالوساوس والتسويلات.

٨٤ ـ (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) :

(فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ) أي لا تعجل عليهم بأن يهلكوا ويبيدوا حتى تستريح أنت والمسلمون من شرورهم.

(إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) أي فليس بينك وبين ما تطلب من هلاكهم الا أيام محصورة وأنفاس معدودة ، كأنها فى سرعة تقضيها الساعة التي تعد فيها لو عدت.

٨٥ ـ (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) :

(يَوْمَ) منصوب بمضمر ، أي اذكر يوم.

(نَحْشُرُ) نجمع.

(وَفْداً) كما يفد الوفاد على الملوك منتظرين للكرامة عندهم.

٨٦ ـ (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً) :

(وَنَسُوقُ) ندفع كما تدفع النعم العطاش.

(وِرْداً) أي واردين. والأصل فيه للورود لأن من يرد الماء لا يرده الا لعطش.

٨٧ ـ (لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) :

(لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ) أي لا يملكون أن يشفع لهم.

٢٨٤

(عَهْداً) أي الاستظهار بالإيمان والعمل.

٨٨ ـ (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً) :

يعنى قول النصارى حين جعلوا عيسى ابنا لله.

٨٩ ـ (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا) :

(إِدًّا) أمرا منكرا.

٩٠ ـ (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا) :

(يَتَفَطَّرْنَ) يتشققن.

٩١ ـ (أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً) :

(أَنْ دَعَوْا) فى محل جرّ بدلا من الهاء فى (مِنْهُ) أو فى محل نصب على تقدير سقوط اللام وإفضاء الفعل ، أي هذا لأن دعوا.

٩٢ ـ (وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) :

(وَما يَنْبَغِي) أي لا يستقيم عقلا ، فاتخاذ الولد من صفات المحدث ، والله تعالى قديم.

٩٣ ـ (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) :

(عَبْداً) خاضعا لألوهيته.

٩٤ ـ (لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) :

(أَحْصاهُمْ) أحاط بهم علمه وعلم عددهم.

(وَعَدَّهُمْ عَدًّا) تأكيد ، أي فلا يخفى عليه أحد منهم.

٩٥ ـ (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً) :

(فَرْداً) أي واحدا لا ناصر له.

٢٨٥

٩٦ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) :

(وُدًّا) أي حبا فى قلوب عباده.

٩٧ ـ (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) :

(يَسَّرْناهُ) أي القرآن الكريم.

(بِلِسانِكَ) أي بلغتك ، وهو اللسان العربي المبين.

(لُدًّا) شداد الخصومة بالباطل.

٩٨ ـ (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً) :

(رِكْزاً) صوتا خفيفا.

٢٨٦

(٢٠)

سورة طه

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (طه) :

(طه) أمر بالوطء ، أي بأن يطأ الأرض بقدميه معا ، فلقد كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقوم فى تهجده على إحدى رجليه. والأصل : طأ ، فقلبت همزته هاء ، أو قلبت ألفا ، ثم بنى عليه الأمر ، والهاء للسكت.

وقيل : طاها ، فى لغة عك بمعنى : يا رجل.

٢ ـ (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) :

(لِتَشْقى) لتتعب بفرط تأسفك عليهم وعلى كفرهم.

٣ ـ (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) :

(تَذْكِرَةً) علة للفعل.

(يَخْشى) يخاف ربه.

٤ ـ (تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى) :

(تَنْزِيلاً) أي نزلناه تنزيلا.

(الْعُلى) أي العالية الرفيعة ، جمع العليا.

٥ ـ (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) :

(الرَّحْمنُ) بالرفع ، على المدح ، والتقدير : هو الرحمن ، أو على الابتداء.

وقرئ بالجر صفة لقوله (مِمَّنْ خَلَقَ).

(عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) كناية عن الملك. ويفسره ما بعده.

٦ ـ (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى) :

(وَما تَحْتَ الثَّرى) أي وما ينطوى عليه جوف الأرض.

٢٨٧

٧ ـ (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) :

(السِّرَّ) ما تسره فى نفسك.

(وَأَخْفى) أي وما هو أخفى من ذلك من خطرات البال.

٨ ـ (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) :

(الْحُسْنى) تأنيث الأحسن ، وصفت بها الأسماء لأن حكمها حكم المؤنث. أي هو المتصف بصفات الكمال.

٩ ـ (وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) :

ليتأسى به صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى تحمل أعباء النبوة وتكاليف الرسالة.

١٠ ـ (إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) :

(إِذْ) ظرف للحديث ، أو لمضمر ، أي حين رأى نارا.

(امْكُثُوا) أقيموا فى مكانكم.

(إِنِّي آنَسْتُ) أبصرت إبصارا بينا لا شبهة فيه.

(لَعَلِّي) لم يقطع ويقول : إنى ، لئلا يعد ما ليس بمستيقن الوفاء به.

(بِقَبَسٍ) ما يقتبس من النار فى رأس عود أو نحوه.

(هُدىً) أي قوما يهدوننى الطريق وكان موسى قد استأذن شعيبا عليه‌السلام فى الخروج الى أمه ، وخرج بأهله ، فضل الطريق.

١١ ـ (فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى) :

(فَلَمَّا أَتاها) أي فلما جاء النار.

(نُودِيَ يا مُوسى) أي نودى فقيل يا موسى.

١٢ ـ (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) :

(إِنِّي) وقرئ بالفتح ، أي نودى بأنى.

(أَنَا رَبُّكَ) لتوكيد الدلالة وتحقيق المعرفة وإماطة الشبهة.

٢٨٨

(فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) تواضعا لله.

(الْمُقَدَّسِ) المطهر.

(طُوىً) بالضم وبالكسر ، منصرف وغير منصرف ، بمعنى المكان والبقعة. وقيل : مرتين ، أي نودى نداءين.

١٣ ـ (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى) :

(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) اصطفيتك للنبوة.

(لِما يُوحى) للذى يوحى ، أو للوحى.

١٤ ـ (إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) :

(لِذِكْرِي) لتذكرنى ، فتعبدنى وتصلى لى.

١٥ ـ (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) :

(أَكادُ أُخْفِيها) أكاد أظهرها وآتى بها.

(بِما تَسْعى) بسعيها.

١٦ ـ (فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى) :

(فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها) أي عن تصديقها ، والضمير للقيامة.

(فَتَرْدى) فتهلك.

١٧ ـ (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) :

سأله ليريه عظم ما سيفعله عز وعلا فى الخشبة اليابسة.

١٨ ـ (قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) :

(أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها) أعتمد عليها.

(وَأَهُشُّ بِها) أخبط بها ورق الأشجار ليقع فتأكله غنمى.

(وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) منافع أخرى.

١٩ ـ (قالَ أَلْقِها يا مُوسى) :

(أَلْقِها) أي ارم بها الى الأرض ، والضمير للعصا.

٢٨٩

٢٠ ـ (فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) :

(فَإِذا هِيَ) أي العصا.

(حَيَّةٌ) الحية : اسم جنس يقع على الذكر والأنثى والصغير والكبير.

(تَسْعى) تجرى فى خفة وسرعة وحركة.

٢١ ـ (قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) :

(سَنُعِيدُها) أي سنعيدها كما أنشأناها أولا.

(سِيرَتَهَا الْأُولى) نصب بفعل مضمر ، أي تسير سيرتها الأولى ، أي سنعيدها سائرة سيرتها الأولى حيث كنت تتوكأ عليها ولك فيها المآرب التي عرفتها.

٢٢ ـ (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى) :

(إِلى جَناحِكَ) أي الى جنبك تحت العضد.

(بَيْضاءَ) حال.

(مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) لا قبح فيها ، أي لا برص فيها ، والجار والمجرور من صلة (بَيْضاءَ).

(آيَةً) حال ثانية.

٢٣ ـ (لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) :

(مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) بعض معجزاتنا الكبرى لتكون دليلا على صدقك فى الرسالة.

٢٤ ـ (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) :

(طَغى) بغى وأفسد فى الأرض.

٢٥ ـ (قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) :

استوهب ربه أن يشرح له صدره ليستقبل ما عسى يرد عليه من الشدائد التي يذهب معها صبر الصابر.

٢٦ ـ (وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) :

٢٩٠

أي واجعل أمرى ميسرا سهلا ، وهذا الأمر هو خلافة الله فى أرضه وما يصحبها من تحمل العظائم والجلائل.

٢٧ ـ (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي) :

كان فى لسانه رتة من أثر الجمرة التي وضعها فى فيه على لسانه وهو صغير فى بيت فرعون.

٢٨ ـ (يَفْقَهُوا قَوْلِي) :

يستبينوا عنى ما أقول.

٢٩ ـ (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) :

(وَزِيراً) أي معينا يحمل عنى ثقل ما كلفت به ، وهو مفعول ثان للفعل (اجْعَلْ).

٣٠ ـ (هارُونَ أَخِي) :

(هارُونَ) مفعول أول للفعل (اجْعَلْ) وقدم ثانى المفعولين على أولهما عناية بأمر الوزارة.

(أَخِي) بدل من (هارُونَ).

٣١ ـ (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) :

(اشْدُدْ) على الدعاء.

(أَزْرِي) الأزر : القوة ، أي قونى به. وقيل : الأزر : الظهر ، أي تقوى به نفسى.

٣٢ ـ (وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) :

(وَأَشْرِكْهُ) على الدعاء ، أي اجعله شريكا لى فى أمرى الذي سأضطلع به.

٣٣ ـ (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً) :

٢٩١

أي نصلى لك. أو تلهج ألسنتنا بتمجيدك وتنزيهك عما لا يليق بجلالك.

٣٤ ـ (وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) :

أي نكثر من ذكرك داعين مبتهلين.

٣٥ ـ (إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً) أي عالما بأحوالنا وبأن التعاضد مما يصلحنا ، وأن هارون نعم المعين والعضد.

٣٦ ـ (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) :

(سُؤْلَكَ) أي طلبتك ، فعل بمعنى مفعول.

٣٧ ـ (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرى) :

وهى حفظه سبحانه له من الأعداء فى الابتداء.

٣٨ ـ (إِذْ أَوْحَيْنا إِلى أُمِّكَ ما يُوحى) :

(أَوْحَيْنا) ألهمنا.

(ما يُوحى) ما ألهمته.

٣٩ ـ (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) :

(أَنِ) هى المفسرة ، لأن الوحى بمعنى القول.

(اقْذِفِيهِ) ضعيه.

(فِي التَّابُوتِ) فى صندوق يهيأ لهذا.

(فِي الْيَمِ) فى البحر ، يعنى نهر النيل.

(فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) فليقذفه البحر الى الساحل.

(مِنِّي) متعلق بقوله (أَلْقَيْتُ) أي إنى أحببتك ومن أحبه الله

٢٩٢

أحبته القلوب ، أو هو متعلق بمحذوف صفة لمحبة ، أي محبة حاصلة أو واقعة منى ، قد ركزتها أنا فى القلوب وزرعتها فيها.

(وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) أي ولتربى ويحسن إليك وأنا مراعيك وراقبك ، كما يراعى الرجل الشيء بعينيه إذا اعتنى به.

٤٠ ـ (إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْناكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ يا مُوسى) :

(إِذْ) العامل فيه (أَلْقَيْتُ) أو (لِتُصْنَعَ). وقد يكون بدلا من (إِذْ أَوْحَيْنا).

(فُتُوناً) أي فتناك ضروبا من الفتن ، جمع فتنة ، على ترك الاعتداد بتاء التأنيث.

(مَدْيَنَ) على ثمانى مراحل من مصر. وفيها كان شعيب عليه‌السلام ، وعليه نزل موسى وعنده أقام.

(ثُمَّ جِئْتَ عَلى قَدَرٍ) أي فى وقت بعينه قد وقته لذلك ، فما جئت الا على ذلك القدر غير مستقدم ولا مستأخر.

وقيل : على مقدار من الزمان يوحى فيه إلى الأنبياء ، وهو رأس أربعين سنة.

٤١ ـ (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) :

أي استخلصتك ، وخصصتك بالكرامة والأثرة.

٤٢ ـ (اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي) :

(وَلا تَنِيا) الونى : الفتور والتقصير ، أي لا تنسيانى ولا أزال منكما على ذكر حيثما تقلبتما.

٤٣ ـ (اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) :

٢٩٣

(طَغى) بغى وأفسد.

٤٤ ـ (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى) :

(لَيِّناً) فى رفق.

(يَتَذَكَّرُ) يفكر ، ويرتد عن طغيانه.

(أَوْ يَخْشى) أو يخاف العاقبة.

٤٥ ـ (قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى) :

(أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا) أن يجعل ولا يتدبر ما نقوله له.

(أَوْ أَنْ يَطْغى) أو أن يعتدى علينا.

٤٦ ـ (قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى) :

(مَعَكُما) أي حافظكما وناصركما.

(أَسْمَعُ وَأَرى) ما يجرى بينكما وبينه من قول وفعل ، فأفعل ما به حفظى ونصرتى لكما.

٤٧ ـ (فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) :

(قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ) فى مجرى البيان والتفسير لقوله (إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ).

(وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) أي من اتبع ما جئنا به من هدى سلم من عذاب الله وسخطه.

٤٨ ـ (إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) :

(أَنَّ الْعَذابَ) أي الهلاك والدمار فى الدنيا والخلود فى جهنم فى الآخرة.

(عَلى مَنْ كَذَّبَ) أنبياء الله.

٢٩٤

(وَتَوَلَّى) أعرض عن الايمان.

٤٩ ـ (قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) :

خاطب الاثنين ووجه النداء الى أحدهما وهو موسى ، لأنه الأصل فى النبوة ، وهارون وزيره ونائبه.

٥٠ ـ (قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى) :

(خَلْقَهُ) مفعول أول للفعل (أَعْطى) أي أعطى خليقته كل شىء يحتاجون اليه ويرتفقون به.

أو هو المفعول الثاني ، والتقدير : أعطى كل شىء صورته وشكله الذي يطابق المنفعة المنوطة به.

(ثُمَّ هَدى) أي عرفه كيف يرتفق بما أعطى وكيف يتوصل إليه.

٥١ ـ (قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى) :

القائل فرعون يسأله عن حال من تقدم وخلا من القرون الأولى ، وشقاء من شقى وسعادة من سعد.

٥٢ ـ (قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى) :

أي ان هذا سؤال عن الغيب وقد استأثر الله به لا يعلمه إلا هو.

٥٣ ـ (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى) :

(الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ) فى محل رفع صفة لقوله (رَبِّي) ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أو فى محل نصب على المدح.

(مَهْداً) أي مهدها مهدا.

(وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً) أي جعل لكم فيها سبلا وطرقا.

(أَزْواجاً) أصنافا.

٢٩٥

(شَتَّى) مختلفة النفع.

٥٤ ـ (كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) :

(كُلُوا وَارْعَوْا) حال من الضمير فى (فَأَخْرَجْنا) أي أخرجنا أصناف النبات آذنين فى الانتفاع بها ، مبيحين أن تأكلوا بعضها وتعلفوا بعضها.

٥٥ ـ (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) :

(مِنْها خَلَقْناكُمْ) يعنى آدم عليه‌السلام لأنه خلق من الأرض.

(وَفِيها نُعِيدُكُمْ) بعد الموت.

(وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ) أي للبعث والحساب.

(تارَةً أُخْرى) يرجع الى قوله (مِنْها خَلَقْناكُمْ) أي من الأرض أخرجناكم ونخرجكم بعد الموت من الأرض تارة أخرى.

٥٦ ـ (وَلَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَأَبى) :

(أَرَيْناهُ) بصرناه ، أو عرفناه صحتها ويقناه بها.

(فَكَذَّبَ) ظالما.

(وَأَبى) ولم يؤمن.

٥٧ ـ (قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى) :

أي جئت توهم الناس أنك جئت بآية توجب اتباعك والإيمان بك حتى تغلب على أرضنا.

٥٨ ـ (فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً سُوىً) :

(فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ) أي لنعارضنك بمثل ما جئت به ليتبين للناس أن ما أتيت به ليس من عند الله.

(مَوْعِداً) أي وعدا ، أو هو اسم مكان.

٢٩٦

(لا نُخْلِفُهُ) أي لا نخلف ذلك الموعد. والإخلاف : أن يعد شيئا ولا ينجزه.

(مَكاناً سُوىً) أي سوى هذا المكان. وقيل : مكانا مستويا يتبين للناس ما بيناه فيه.

٥٩ ـ (قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) :

(يَوْمُ الزِّينَةِ) يوم عيد لهم كانوا يتزينون ويجتمعون فيه.

(وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) أي وأن يجمع الناس بعد طلوع الشمس.

وقرئ : وأن تحشر ، أي وأن تحشر أنت يا فرعون الناس.

٦٠ ـ (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى) :

(فَجَمَعَ كَيْدَهُ) أي حيله وسحره ، والمراد : جمع السحرة.

(ثُمَّ أَتى) الميعاد.

٦١ ـ (قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى) :

(لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً) أي لا تدعوا آياته ومعجزاته سحرا.

(فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ) أي فيستأصلكم.

٦٢ ـ (فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى) :

(فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) أي تشاوروا ، يريد السحرة.

(وَأَسَرُّوا النَّجْوى) فمن قائل إن كان ما جاء به سحرا فسنغلبه ، ومن قائل : إن كان من عند الله فسيكون له الأمر. والنجوى : المناجاة.

٦٣ ـ (قالُوا إِنْ هذانِ لَساحِرانِ يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) :

(إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) أي ما هذان إلا ساحران.

٢٩٧

(بِطَرِيقَتِكُمُ) بسنتكم وسمتكم.

(الْمُثْلى) تأنيث الأمثل ، بمعنى : الأفضل.

٦٤ ـ (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى) :

(فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ) أي أزمعوه واجعلوه مجمعا عليه.

(ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا) أي لا تختلفوا ولا يشذ واحد منكم.

(مَنِ اسْتَعْلى) من غلب.

٦٥ ـ (قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى) :

(إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ) أي اختر أحد الأمرين ، أو الأمر إلقاؤك أو إلقاؤنا.

٦٦ ـ (قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى) :

(فَإِذا) للمفاجأة والتحقيق ، وناصبها فعل المفاجأة والجملة ابتدائية ، والتقدير : مفاجأة موسى وقت تخييل سعى حبالهم وعصيهم ، وهذا تمثيل. والمعنى : على مفاجأته حبالهم وعصيهم مخيلة إليه السعى.

٦٧ ـ (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) :

أي أضمر فى نفسه شيئا من الخوف.

٦٨ ـ (قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) :

فيه تقرير لغلبته وقهره.

٦٩ ـ (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى) :

(وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ) أي عصاك.

(تَلْقَفْ) تلقم.

(ما صَنَعُوا) أي الذي صنعوا.

(إِنَّما صَنَعُوا) أي إن الذي صنعوا.

٢٩٨

(وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ) أي لا يفوز.

(حَيْثُ أَتى) من الأرض ، أو حيث احتال.

٧٠ ـ (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى) :

(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً) أي وقعوا على الأرض ساجدين.

٧١ ـ (قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى) :

(لَكَبِيرُكُمُ) لعظيمكم.

(مِنْ خِلافٍ) أن تقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى ، لأن كل واحد من العضوين خالف الآخر ، بأن هذا يد وذاك رجل ، وهذا يمين وذاك شمال.

والحرف (مِنْ) لابتداء الغاية ، لأن القطع مبتدأ وناشئ من مخالفة العضو للعضو لا من وفاقه إياه.

ومحل الجار والمجرور النصب على الحال ، أي لأقطعنها مختلفات.

(فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) أي على جذوع النخل.

(أَيُّنا) يريد نفسه وموسى عليه‌السلام.

٧٢ ـ (قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا) :

(لَنْ نُؤْثِرَكَ) لن نختارك.

(عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ) من اليقين والعلم.

(وَالَّذِي فَطَرَنا) عطف على (ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ) أي لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ، ولا على الذي فطرنا ، أي خلقنا.

وقيل : هو قسم ، أي والله لن نؤثرك.

٢٩٩

(ما أَنْتَ قاضٍ) أي قاضيه ، أي فاصنع ما أنت صانعه.

(إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا) أي انما ينفذ أمرك فيها. وهى منصوبة على الظرف.

والمعنى : انما تقضى فى متاع هذه الحياة الدنيا ، أو وقت هذه الحياة الدنيا.

٧٣ ـ (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى) :

(إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا) أي صدقنا بالله وحده لا شريك له وما جاء به موسى.

(لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا) يريدون الشرك الذي كانوا عليه.

(وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ) ما ، فى موضع نصب معطوفة على (الخطايا).

(وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى) أي ثوابه خير وأبقى. وقيل : والله خير لنا منك وأبقى عذابا لنا من عذابك لنا.

٧٤ ـ (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) :

(إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً) هذا من قول السحرة لما آمنوا. ومجرما ، أي كافرا.

٧٥ ـ (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) :

(وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً) أي من يمت على الإيمان ويوافيه مصدقا به.

(قَدْ عَمِلَ) أي وقد عمل.

(الصَّالِحاتِ) أي الطاعات وما أمر به ونهى عنه.

(الْعُلى) أي الرفيعة التي قصرت دونها الصفات.

٣٠٠