الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ١٠

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٥٩

(فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) أي مرجوم بالشهب.

٣٥ ـ (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ) :

(اللَّعْنَةَ) أي لعنتى.

٣٦ ـ (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) :

(فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ألا يموت الى يوم البعث ، لأن يوم البعث لا موت فيه ولا بعده.

٣٧ ـ (قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ) :

(الْمُنْظَرِينَ) المؤجلين.

٣٨ ـ (إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) :

أي النفخة الأولى ، أي حين تموت الخلائق.

٣٩ ـ (قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) :

(بِما أَغْوَيْتَنِي) الباء للقسم. وما مصدرية. أي تسبيبه لغيه حين أمره بالسجود فلم يسجد.

(لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ) بفعل المعاصي ، أو بشغلهم بزينة الدنيا عن الطاعة.

(وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) أي لأضلهن عن طريق الهدى.

٤٠ ـ (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) :

(الْمُخْلَصِينَ) أي الذين استخلصتهم وأخلصتهم.

وقرئ بكسر اللام ، أي الذين أخلصوا لك العبادة من فساد ورياء.

٤١ ـ (قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) :

(هذا صِراطٌ) أي طريق حق.

(عَلَيَ) أن أراعيه.

٤٢ ـ (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) :

١٨١

(لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) أي على قلوبهم.

(إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) أي الضالين المشركين.

(لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ (٤٨) نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩))

٤٣ ـ (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ) :

يعنى إبليس ومن اتبعه.

٤٤ ـ (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) :

(سَبْعَةُ أَبْوابٍ) أي أطباق.

(لِكُلِّ بابٍ) لكل طبقة.

(جُزْءٌ مَقْسُومٌ) أي حظ معلوم.

٤٥ ـ (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) :

(إِنَّ الْمُتَّقِينَ) أي الذين اتقوا الفواحش والشرك.

(فِي جَنَّاتٍ) بساتين.

(وَعُيُونٍ) أنهار.

٤٦ ـ (ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ) :

(بِسَلامٍ) بسلامة من كل داء وآفة. وقيل بتحية من الله لهم.

(آمِنِينَ) أي من الموت والعذاب.

٤٧ ـ (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) :

(إِخْواناً) منصوب على الحال.

(مُتَقابِلِينَ) يواجه بعضهم بعضا.

٤٨ ـ (لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ) :

(نَصَبٌ) أي اعياء وتعب.

٤٩ ـ (نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) :

نبىء عبادى أنى كثير الغفران والعفو لمن تاب وآمن وعمل صالحا وأنى كثير الرحمة.

١٨٢

٥٠ ـ (وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ) :

وأخبرهم أن العذاب الذي أنزله بالعصاة الجاحدين هو العذاب المؤلم حقا ، وكل عذاب غيره لا يعد مؤلما بجواره.

٥١ ـ (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) :

(ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) الملائكة الذين بشروه بهلاك قوم لوط.

٥٢ ـ (إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) :

(إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ) جمع لأن الضيف يصلح للواحد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث.

(فَقالُوا سَلاماً) أي سلموا سلاما.

(قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ) فزعون خائفون.

٥٣ ـ (قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) :

(قالُوا لا تَوْجَلْ) لا تخف.

(بِغُلامٍ عَلِيمٍ) عالم. وقيل : حليم.

٥٤ ـ (قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) :

(عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ) أن ، مصدرية ، أي على مس الكبر إياى.

(فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) استفهام تعجب. وقيل : استفهام حقيقى.

٥٥ ـ (قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ) :

(قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِ) بما لا خلف فيه وأن الولد لا بد منه.

(فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ) من اليائسين من الولد.

٥٦ ـ (قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ) :

(إِلَّا الضَّالُّونَ) المكذبون الذاهبون عن طريق الصواب.

٥٧ ـ (قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ) :

(فَما خَطْبُكُمْ) فما أمركم وشأنكم.

١٨٣

٥٨ ـ (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) :

(مُجْرِمِينَ) مشركين ضالين لنهلكهم.

٥٩ ـ (إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ) :

(إِلَّا آلَ لُوطٍ) أتباعه وأهل دينه.

(إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ) مخلصوهم.

٦٠ ـ (إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) :

(إِلَّا امْرَأَتَهُ) استثناء من آل لوط.

(قَدَّرْنا) قضينا.

(لَمِنَ الْغابِرِينَ) الباقين فى العذاب.

٦١ ـ (فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ) :

أي ولما نزل الملائكة بلوط وأتباعه.

٦٢ ـ (قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) :

(قَوْمٌ مُنْكَرُونَ) لا أعرفكم.

٦٣ ـ (قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ) :

أي يشكون أنه نازل بهم وهو العذاب.

٦٤ ـ (وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ) :

(بِالْحَقِ) بالصدق.

(وَإِنَّا لَصادِقُونَ) فى إهلاكهم.

٦٥ ـ (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ) :

(بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ) بعد مرور قطع من الليل.

(وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ) أي كن من ورائهم لئلا يتخلف منهم أحد فيناله العذاب.

١٨٤

(وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ) نهوا عن الالتفات ليجدوا فى السير ويتباعدوا من القرية قبل أن يفاجئهم الصبح.

(وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ) قيل : الشام.

٦٦ ـ (وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ) :

(وَقَضَيْنا إِلَيْهِ) أي أوحينا الى لوط.

(دابِرَ هؤُلاءِ) أي آخرهم.

(مُصْبِحِينَ) أي عند الصبح.

٦٧ ـ (وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ) :

(أَهْلُ الْمَدِينَةِ) أي مدينة لوط سدوم.

(يَسْتَبْشِرُونَ) مستبشرين بالأضياف طمعا منهم فى ركوب الفاحشة.

٦٨ ـ (قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ) :

(ضَيْفِي) أي أضيافى.

(فَلا تَفْضَحُونِ) بفضيحة ضيفى ، لأن من أسىء الى ضيفه فقد أسىء اليه.

٦٩ ـ (وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ) :

(وَلا تُخْزُونِ) يجوز أن يكون من الخزي الذي هو الذل والهوان ، أو من الخزاية ، بمعنى الحياء والخجل.

٧٠ ـ (قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ) :

أي عن أن تضيف أحدا لأنا نريد منهم الفاحشة. وقيل : أو لم ننهك عن أن تكلمنا فى أحد من الناس إذا قصدناه بالفاحشة.

٧١ ـ (قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) :

أي فتزوجوهن ولا تركنوا الى الحرام.

٧٢ ـ (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) :

١٨٥

(لَعَمْرُكَ) على إرادة القول ، أي قالت الملائكة للوط عليه‌السلام : لعمرك.

(إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ) أي غوايتهم التي أذهبت عقولهم وتمييزهم بين الخطأ الذي هم عليه وبين الصواب الذي تشير به عليهم.

(يَعْمَهُونَ) يتحيرون.

٧٣ ـ (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ) :

(الصَّيْحَةُ) العذاب.

(مُشْرِقِينَ) داخلين فى الشروق ، وهو بزوغ الشمس.

٧٤ ـ (فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ) :

(مِنْ سِجِّيلٍ) من طين.

٧٥ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) :

(لِلْمُتَوَسِّمِينَ) المتفرسين المتأملين.

٧٦ ـ (وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) :

(وَإِنَّها) أي وان هذه القرى وآثارها.

(لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ) ثابت يسلكه الناس لم يندرس بعد وهم يبصرون تلك الآثار.

٧٧ ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) :

(لَآيَةً) دليلا وحجة.

٧٨ ـ (وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) :

(أَصْحابُ الْأَيْكَةِ) قوم شعيب.

٧٩ ـ (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) :

(وَإِنَّهُما) يعنى قرى قوم لوط والأيكة. وقيل : الضمير للأيكة ومدين ، لأن شعيبا كان مبعوثا إليهما.

١٨٦

(لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) لبطريق واضح. والإمام : اسم لما يؤتم به ، فسمى به الطريق.

٨٠ ـ (وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ) :

(أَصْحابُ الْحِجْرِ) ثمود. والحجر : واديهم ، وهو بين المدينة والشام.

(الْمُرْسَلِينَ) يعنى بتكذيبهم صالحا ، لأن من كذب واحدا من الرسل فكأنما كذبهم جميعا.

٨١ ـ (وَآتَيْناهُمْ آياتِنا فَكانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) :

(مُعْرِضِينَ) لم يعتبروا.

٨٢ ـ (وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ) :

(آمِنِينَ) لوقاية البيوت واستحكامها من أن تهدم ويتداعى بنيانها.

٨٣ ـ (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ) :

(الصَّيْحَةُ) العذاب.

(مُصْبِحِينَ) مع الصبح.

٨٤ ـ (فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) :

(ما كانُوا يَكْسِبُونَ) من بناء البيوت الوثيقة والأموال والعدد.

٨٥ ـ (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) :

(إِلَّا بِالْحَقِ) الا خلقا ملتبسا بالحق والحكمة ، لا باطلا وعبثا.

(وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ) وان الله ينتقم لك فيها من أعدائك.

(فَاصْفَحِ) فأعرض عنهم واحتمل ما تلقى منهم.

(الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) إعراضا جميلا بحلم وإغفاء.

٨٦ ـ (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) :

١٨٧

(الْخَلَّاقُ) الذي خلقك وخلقهم.

(الْعَلِيمُ) بحالك وحالهم ، فلا يخفى عليه ما يجرى بينكم وهو يحكم بينكم.

٨٧ ـ (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) :

(سَبْعاً) سبع آيات ، وهى الفاتحة.

(الْمَثانِي) من التثنية ، وهى التكرير ، لأن الفاتحة مما تكرر قراءتها فى الصلاة وغيرها.

أو من الثناء ، لاشتمالها على ما هو ثناء على الله.

٨٨ ـ (لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) :

(لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) أي لا تطمح ببصرك طموح راغب فيه متمنّ له.

(إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) أصنافا من الكفار.

(وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ) أي لا تتمن أموالهم ولا تحزن عليهم أنهم لم يؤمنوا فيتقوى بمكانهم الإسلام.

(وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) وتواضع لمن معك من فقراء المؤمنين وضعفائهم.

٨٩ ـ (وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ) :

(وَقُلْ) لهم.

(النَّذِيرُ الْمُبِينُ) أنذركم ببيان وبرهان أن عذاب الله نازل بكم.

٩٠ ـ (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ) :

(كَما أَنْزَلْنا) متعلق بقوله (وَلَقَدْ آتَيْناكَ) أي أنزلنا عليك مثل ما أنزلنا على أهل الكتاب ، وهم المقتسمون.

٩١ ـ (الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) :

١٨٨

حيث قالوا بعنادهم بعضه حق موافق للتوراة والإنجيل ، وبعضه باطل مخالف لهما ، فاقتسموه الى حق وباطل ، وعضوه وجزءوه.

٩٢ ـ (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) :

(لَنَسْئَلَنَّهُمْ) عبارة عن الوعيد.

٩٣ ـ (عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) :

أي عما كانوا يعبدون ، وما ذا أجابوا المرسلين.

٩٤ ـ (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) :

(فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) فأجهر به وأظهره.

٩٥ ـ (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) :

أي ان الله كافيك أذاهم.

٩٦ ـ (الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) :

هذه صفة المستهزئين.

وقيل ، هو ابتداء ، وخبره (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ).

٩٧ ـ (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ) :

(بِما يَقُولُونَ) من أقاويل الطاعنين فيك وفى القرآن.

٩٨ ـ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ) :

(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) فافزع فيما نابك الى الله.

٩٩ ـ (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) :

(وَاعْبُدْ رَبَّكَ) ودم على عبادة ربك.

(حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) أي الموت.

١٨٩

(١٦)

سورة النحل

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

١ ـ (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) :

(أَتى أَمْرُ اللهِ) الذي هو بمنزلة الآتي الواقع ، وان كان منتظرا لقرب وقوعه.

(فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) فاطمأنوا.

(سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) تبرأ عزوجل عن أن يكون له شريك ، أو عن اشراكهم ، على أن (ما) موصولة ، أو مصدرية.

٢ ـ (يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ) :

(بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ) بما يحيى القلوب الميتة بالجهل من وحيه ، أو بما يقوم فى الدين مقام الروح فى الجسد.

(أَنْ أَنْذِرُوا) بدل من (بِالرُّوحِ) أي ينزلهم بأن أنذروا.

(أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) أي : اعلموا بأن الأمر ذلك. والمعنى : يقول لهم أعلموا الناس قولى لا إله إلا أنا فاتقون.

٣ ـ (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) :

(بِالْحَقِ) للدلالة على قدرته.

٤ ـ (خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) :

(فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) أي فاذا هو منطيق مجادل عن نفسه مكافح للخصوم مبين للحجة.

أو فاذا هو خصيم لربه منكر على خالقه.

١٩٠

٥ ـ (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) :

(وَالْأَنْعامَ) المال الراعية ، وأكثر ما يقع على الإبل ، وانتصابها بمضمر يفسره الظاهر.

(خَلَقَها لَكُمْ) أي ما خلقها الا لكم ولمصالحكم يا جنس الإنسان.

(دِفْءٌ) اسم ما يدفأ به.

(وَمَنافِعُ) هى نسلها ودرها وغير ذلك.

(وَمِنْها تَأْكُلُونَ) مؤذن بالاختصاص ، وقد يؤكل من غيرها.

٦ ـ (وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) :

(حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) وصف للحين ، والمعنى : تريحون فيه وتسرحون فيه.

٧ ـ (وَتَحْمِلُ أَثْقالَكُمْ إِلى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) :

(لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) حيث رحمكم بخلق هذه الحوامل وتيسير هذه المصالح.

٨ ـ (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) :

(وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ) عطف على (الْأَنْعامَ).

(لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) أي وخلق هؤلاء للركوب والزينة.

(وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ) من الخلق.

٩ ـ (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) :

(قَصْدُ السَّبِيلِ) أي على الله بيان قصد السبيل ، فحذف المضاف ، وهو البيان.

(جائِرٌ) أي عادل عن الحق فلا يهتدى به.

١٩١

١٠ ـ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) :

(تُسِيمُونَ) من سامت الماشية ، إذا رعت ، فهى سائمة ، وأسامها صاحبها.

١١ ـ (يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) :

(يَتَفَكَّرُونَ) ينظرون فيستدلون بها عليه ، وعلى قدرته وحكمته.

١٢ ـ (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) :

(لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ذكر العقل لأن الآثار العلوية أظهر دلالة على القدرة الباهرة وأبين شهادة للكبرياء والعظمة.

١٣ ـ (وَما ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ) :

(وَما ذَرَأَ لَكُمْ) أي وسخر ما ذرأ لكم فى الأرض ، أي خلق.

١٤ ـ (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) :

(مَواخِرَ فِيهِ) جارية على سطحه.

١٥ ـ (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهاراً وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) :

(أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) كراهة أن تميد بكم وتضطرب.

١٦ ـ (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) :

(وَبِالنَّجْمِ) المراد الجنس.

١٧ ـ (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) :

١٩٢

(أَفَمَنْ يَخْلُقُ) أي الله.

(كَمَنْ لا يَخْلُقُ) أي الأصنام.

١٨ ـ (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) :

(إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) حيث يتجاوز عن تقصيركم فى أداء شكر النعمة ولا يقطعها عنكم لتفريطكم.

١٩ ـ (وَاللهُ يَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ) :

أي ما تخفون وما تظهرون من أعمالكم ، وهو وعيد.

٢٠ ـ (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) :

(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ) والآلهة الذين يدعونهم الكفار.

٢١ ـ (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) :

(وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) وما يعلم هؤلاء الآلهة متى تبعث الأحياء ، تهكما بحالها لأن شعور الجماد محال.

٢٢ ـ (إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ) :

(إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) أي قد ثبت بما تقدم من ابطال أن تكون الإلهية لغيره أنها له وحده لا شريك له فيها.

٢٣ ـ (لا جَرَمَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) :

(لا جَرَمَ) حقا.

(أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ) وعيد.

(ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) سرهم وعلانيتهم ، فيجازيهم.

(إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ) عن التوحيد ، يعنى المشركين ، ويجوز أن يعم كل مستكبر فيدخل هؤلاء تحت عمومه.

١٩٣

٢٤ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) :

(ما ذا) فى محل نصب ، وناصبه (أنزلنا) بمعنى : أي شىء أنزل ربكم ، أو مرفوع بالابتداء بمعنى : أي شىء أنزله ربكم.

فإذا نصبت فمعنى (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) ما يدعون نزوله أساطير الأولين.

وإذا رفعت فالمعنى : المنزل أساطير الأولين.

٢٥ ـ (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) :

(لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ) أي قالوا ذلك اضلالا للناس ، فحملوا أوزارهم وضلالهم كاملة وبعض أوزار من ضل بضلالهم.

(بِغَيْرِ عِلْمٍ) حال من المفعول ، أي يضلون من لا يعلم أنهم ضلّال.

٢٦ ـ (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) :

(مِنَ الْقَواعِدِ) من جهة القواعد.

(مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) من حيث لا يحتسبون ولا يتوقعون.

٢٧ ـ (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكافِرِينَ) :

(يُخْزِيهِمْ) يذلهم بعذاب الخزي.

(شُرَكائِيَ) على الاضافة الى نفسه حكاية لاضافتهم ، ليوبخهم بها ، على طريق الاستهزاء بهم.

(تُشَاقُّونَ فِيهِمْ) تعادون وتخاصمون المؤمنين فى شأنهم.

(قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) هم الأنبياء والعلماء من أممهم الذين كانوا

١٩٤

يدعونهم الى الايمان ويعظونهم ، فلا يلتفتون إليهم ويستكبرون عليهم ويشاقونهم.

٢٨ ـ (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) :

(فَأَلْقَوُا السَّلَمَ) فسالموا وأخبتوا ، وجاءوا بخلاف ما كانوا عليه فى الدنيا من الشقاق والكبر.

(ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) وجحدوا ما وجد منهم من الكفر والعدوان.

(إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فهو يجازيكم عليه.

٢٩ ـ (فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) :

(فَادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ) دركات جهنم.

(مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ) مقام المتكبرين الذين تكبروا عن الايمان وعن عبادة الله تعالى.

٣٠ ـ (وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) :

(خَيْراً) أنزل خيرا.

(وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ) دار الآخرة ، فحذف المخصوص بالمدح.

٣١ ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ) :

(كَذلِكَ يَجْزِي اللهُ الْمُتَّقِينَ) أي مثل هذا الجزاء يجزى الله المتقين.

٣٢ ـ (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) :

(طَيِّبِينَ) طاهرين من ظلم أنفسهم بالكفر والمعاصي.

١٩٥

٣٣ ـ (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) :

(تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ) لقبض الأرواح.

(أَمْرُ رَبِّكَ) العذاب المستأصل أو القيامة.

(كَذلِكَ) أي مثل ذلك الفعل من الشرك والتكذيب.

(وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ) بتدبيرهم.

(وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) لأنهم فعلوا ما استوجبوا به التدبير.

٣٤ ـ (فَأَصابَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) :

(سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا) جزاء سيئات أعمالهم.

٣٥ ـ (وَقالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ ما عَبَدْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلا آباؤُنا وَلا حَرَّمْنا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) :

(كَذلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) أي أشركوا بالله وحرموا ما أحل الله.

(فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) الا أن يبلغوا الحق.

٣٦ ـ (وَلَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) :

(فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا) ما فعلت بالمكذبين جزاء تكذيبهم.

٣٧ ـ (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) :

(مِنْ ناصِرِينَ) ينصرونهم من دون الله.

٣٨ ـ (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللهُ مَنْ يَمُوتُ بَلى وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) :

(بَلى) اثبات لما بعد النفي ، أي : بلى يبعثهم.

١٩٦

(وَعْداً عَلَيْهِ) مصدر مؤكد لما دل عليه (بَلى) ، لأن يبعث ، موعد من الله.

(حَقًّا) أي إن الوفاء بهذا الموعد حق واجب عليه فى الحكمة.

(لا يَعْلَمُونَ) أنهم يبعثون.

٣٩ ـ (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ) :

(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالبعث وأقسموا عليه.

٤٠ ـ (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) :

(قَوْلُنا) مبتدأ.

(أَنْ نَقُولَ) خبره.

(كُنْ فَيَكُونُ) من (كان) التامة التي بمعنى الحدوث والوجود.

٤١ ـ (وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) :

(فِي اللهِ) فى حقه ولوجهه.

(لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً) أي لننزلنهم فى الدنيا منزلة حسنة.

٤٢ ـ (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) :

(الَّذِينَ صَبَرُوا) على العذاب وعلى مفارقة الوطن.

٤٣ ـ (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) :

(نُوحِي إِلَيْهِمْ) على ألسنة الملائكة.

(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) أهل الكتاب.

٤٤ ـ (بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) :

(ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) يعنى ما نزل الله إليهم فى الذكر مما أمروا به ونهوا عنه.

١٩٧

(وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وإرادة أن يصغوا الى تنبيهاته فينتهوا ويتأملوا.

٤٥ ـ (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) :

(مَكَرُوا السَّيِّئاتِ) أي المكرات السيئات وهم أهل مكة.

٤٦ ـ (أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ) :

(فِي تَقَلُّبِهِمْ) متقلبين فى مسايرهم ومتاجرهم وأسباب دنياهم.

٤٧ ـ (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) :

(عَلى تَخَوُّفٍ) متخوفين.

٤٨ ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ داخِرُونَ) :

(يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ) أي يميل من جانب الى جانب.

(سُجَّداً) حال من قوله (ظلال).

(داخِرُونَ) صاغرون.

٤٩ ـ (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) :

(مِنْ دابَّةٍ) أي كل ما يدب على الأرض.

(وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن عبادة ربهم.

٥٠ ـ (يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) :

(مِنْ فَوْقِهِمْ) أي يخافون أن يرسل عليهم عذابا من فوقهم ، هذا ان علقته بقوله (يَخافُونَ) أو يخافون ربهم عاليا لهم قاهرا ، وهذا ان علقت بقوله (رَبَّهُمْ).

٥١ ـ (وَقالَ اللهُ لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) :

(إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) أي لا تتخذوا اثنين إلهين. وقيل : جاء قوله (اثْنَيْنِ) توكيدا.

١٩٨

(فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) خافون.

٥٢ ـ (وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ) :

(الدِّينُ) الطاعة.

(واصِباً) دائما.

(أَفَغَيْرَ اللهِ تَتَّقُونَ) أي لا ينبغى أن تتقوا غير الله.

٥٣ ـ (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ) :

(وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ) أي : أي شىء حل بكم من نعمة فهو من الله.

(فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ) فما تتضرعون الا اليه.

٥٤ ـ (ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) :

(الضُّرَّ) أي البلاء.

(إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) بعد ازالة البلاء.

٥٥ ـ (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) :

(لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ) ليجحدوا نعمة الله التي أنعم عليهم من كشف الضر والبلاء. أي ليجحدوا النعمة سببا للكفر.

(فَتَمَتَّعُوا) الأمر للتهديد.

(فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) عاقبة أمركم.

٥٦ ـ (وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) :

(لِما لا يَعْلَمُونَ) أنه يضر وينفع وهى الأصنام.

(نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ) من أموالهم يتقربون به إليها.

١٩٩

(تَاللهِ لَتُسْئَلُنَ) سؤال توبيخ.

(عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) أي تختلقونه من الكذب على الله أنه أمركم بهذا.

٥٧ ـ (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) :

(وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ) بزعمهم أن الملائكة بنات.

(سُبْحانَهُ) تنزيه لله تعالى عما نسبوه اليه.

(وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) أي يجعلون لأنفسهم البنين ويأنفون من البنات.

٥٨ ـ (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ) :

(وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى) أي أخبر أحدهم بولادة بنت.

(ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا) متغيرا.

(وَهُوَ كَظِيمٌ) أي ممتلئ غما.

٥٩ ـ (يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) :

(يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ) يختفى ويتغيب.

(مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ) من سوء العار الذي لحقه بسبب البنت.

(عَلى هُونٍ) على هوان.

(أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) فى اضافة البنات الى خالقهم واضافة البنين لهم.

٦٠ ـ (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) :

(لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) أي لهؤلاء الواصفين لله البنات.

٢٠٠