الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

السيّد عبد الله شبّر

الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

المؤلف:

السيّد عبد الله شبّر


الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات مكتبة المفيد
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٦

أمالي الصدوق ـ ابن شاذويه المؤدب عن محمد الحميري عن أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن مدرك بن الهزهاز قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام : يا مدرك رحم الله عبدا اجتر مودة الناس فحدثهم بما يعرفون وترك ما ينكرون.

الخصال ـ أبي عن سعد عن أيوب بن نوح عن ابن أبي عمير مثله.

رجال الكشي ـ آدم بن محمد عن علي بن محمد الدقاق عن محمد بن موسى السمان عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أخيه جعفر عن الرضا عليه‌السلام حديث قال فيه ليونس بن عبد الرحمن : حدث الناس بما يعرفون واتركهم مما لا يعرفون. وعن جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عيسى عن عبد الله بن جبلة عن ذريح المحاربي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن جابر الجعفي وما روى فلم يجبني وأظنه قال : سألته بجمع فلم يجبني فسألته الثالثة فقال لي : يا ذريح دع ذكر جابر فإن السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنعوا أو قال : أذاعوا. وعن علي بن محمد عن محمد بن أحمد عن ابن يزيد عن عمرو بن عثمان عن أبي جميلة عن جابر قال : رويت خمسين ألف حديث ما سمعه أحد مني. وعن جبرئيل بن أحمد عن اليقطيني عن إسماعيل بن مهران عن أبي جميلة عن جابر قال : حدثني أبو جعفر عليه‌السلام تسعين ألف حديثا لم أحدث بها أحدا قط ولا أحدث بها أحدا قط ولا لأحدث بها أحدا أبدا قال جابر : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك إنك حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون قال : يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبان (الجبال. خ. ل). فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها ثم قل حدثني محمد بن علي بكذا وكذا. وعن جبرئيل بن أحمد عن الشجاعي عن محمد بن الحسين عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام وأنا شاب فقال : من أنت؟ فقلت من أهل الكوفة جئتك لطلب العلم فدفع إلي كتابا وقال إن أنت حدثت به حتى تهلك بنو أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي وإن أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي ثم دفع إلي كتابا آخر ثم قال : وهاك هذا فإن حدثت بشيء منه أحدا فعليك لعنتي ولعنة آبائي.

البصائر ـ سلمة بن الخطاب عن القاسم بن يحيى عن جده عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم مما ينكرون ولا تحملوا على أنفسكم وعلينا إن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله

٣٠١

قلبه للإيمان. وعن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن أمرنا ستر مستتر وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر. وعن محمد بن أحمد عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن أحمد بن محمد عن أبي اليسر عن زيد بن المعدل عن أبان بن عثمان قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : إن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله. قال : وروى عن ابن محبوب عن مرازم قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام إن أمرنا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر والسر المستتر وسر مقنع بالسر.

المحاسن ـ ابن الديلمي عن داود الرقي ومفضل وفضيل قالوا : كنا جماعة عند أبي عبد الله عليه‌السلام في منزله يحدثنا في أشياء فلما انصرفنا وقف على باب منزله قبل أن يدخل ثم أقبل علينا فقال : رحمكم الله لا تذيعوا أمرنا ولا تحدثوا به إلا أهله فإن المذيع علينا أمرنا أشد علينا مئونة من عدونا انصرفوا رحمكم الله ولا تذيعوا أمرنا. وعن ابن سنان عن إسحاق بن عمار قال : تلا أبو عبد الله عليه‌السلام هذه الآية : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) فقال : والله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم بأسيافهم ولكن سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها فقتلوا فصار ذلك قتلا واعتداء ومعصية. وعن ابن فضال عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما قتلنا من أذاع حديثنا خطأ ولكن قتلنا قتل عمد. أقول والأحاديث بهذا المضمون كثيرة.

باب ـ أنه لا يجب على الأئمة عليهم‌السلام الجواب عن كل ما سئلوا عنه وإن وجب على الناس سؤالهم وهو من الباب الذي قبله.

قال الله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).

كا ـ العدة عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سمعته يقول : قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا أمرهم الله أن يسألونا قال : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) أمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا.

٣٠٢

كا ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قوله عزوجل (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال : نحن أهل الذكر ونحن المسئولون قلت : فأنتم المسئولون ونحن السائلون؟ قال : نعم قلت : حق علينا أن نسألكم؟ قال : نعم قلت : حق عليكم أن تجيبونا.؟ قال : لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل أما تسمع قول الله عزوجل : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ).

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير أو غيره عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام : قال قلت له : جعلت فداك إن الشيعة يسألونك عن هذه الآية : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) فقال : ذاك إلي إن شئت أخبرتهم بها وإن شئت لم أخبرهم ثم قال : ولكني أخبرك بتفسيرها الحديث.

كا ـ العدة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن زيد أبي الحسن عن الحكم بن أبي نعيم قال : أتيت أبا جعفر عليه‌السلام وهو بالمدينة فقلت له : علي نذر بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد صلوات الله عليهم أم لا فلم يجبني بشيء فأقمت ثلاثين يوما ثم استعملني في طريق فقال : يا حكم وإنك لهاهنا بعد؟ فقلت له : إني أخبرتك بما جعلت لله علي فلم تأمرني ولم تنه عن شيء ولم تجبني بشيء الحديث.

كا ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث أنه سئل عن قول الله عزوجل : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من هم؟ قال : نحن قلت : علينا أن نسألكم قال : نعم قلت : عليكم أن تجيبونا قال : ذاك إلينا.

البصائر ـ عن محمد بن الحسين مثله إلا أنه قال : أمركم الله أن تسألونا ولنا إن شئنا أجبناكم وإن شئنا لم نجبكم. وعن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتنا وعلى شيعتنا ما أمرهم الله ما ليس علينا ، إن عليهم أن يسألونا وليس علينا أن نجيبهم. وعن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : قلت : الإمام يسأل عن الحلال والحرام فلا يكون عنده فيه شيء؟ قال : لا ولكن يكون عنده ولا يجيب وعن أحمد بن محمد عن محمد بن سليمان النوفلي عن محمد بن عبد الرحمن الأسدي والحسن بن صالح قال : (كذا) أتى رجل من الوافقة فأخذ بلجام بغلته فقال : إني أريد أن أسألك ، فقال : إذا لا أجيبك ،

٣٠٣

فقال : ولم لا تجيبني؟ قال : لأن ذاك إلي إن شئت أجبتك وإن شئت لم أجبك. وعنه عن أبي عبد الله النوفلي عن القاسم بن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن مسألة فقال : إذا لقيت موسى فسله عنها قال : فقلت : أو لا تعلمها قال : بلى قلت : فأخبرني بها قال : لم يؤذن لي في ذلك. وعن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر قال : كتبت إلى الرضا عليه‌السلام كتابا فكان في بعض ما كتبته قال الله عزوجل : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) إلى أن قال : فقد كتبت علينا المسألة ولم يكتب عليكم الجواب قال : قال الله تعالى : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ).

تفسير القمي ـ عن محمد بن جعفر يعني الأسدي عن عبد الله بن محمد عن سليمان بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من عنى بذلك؟ قال : نحن قلت فأنتم المسئولون؟ قال : نعم قلت : ونحن السائلون؟ قال : نعم قلت فعلينا أن نسألكم؟ قال : نعم قلت وعليكم أن تجيبونا؟ قال : لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا أمسكنا ثم قال : (هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ).

كا ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام إذ دخل عليه الورد أخو الكميت فقال جعلني الله فداك اخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني منها مسألة واحدة قال : ولا واحدة يا ورد. قال : بلى قد حضرتني منها واحدة قال : وما هي؟ قال : قول الله تبارك وتعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) من هم؟ قال : نحن قلت علينا أن نسألكم قال : نعم قلت : عليكم أن تجيبونا؟ قال : ذاك إلينا.

كا ـ أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال : كتبت إلى الرضا عليه‌السلام كتابا فكان في بعض ما كتبت قال الله عزوجل : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) وقال الله (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) فقد فرضت عليهم المسألة ولم يفرض عليكم الجواب : قال : قال الله تبارك وتعالى : (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ).

أقول ـ لعل المعنى أنه لا يجب عليهم جواب كل سائل بل جواب من يستجيب لأمرهم أو المراد أن من لم يقنع بعدم الجواب فقد اتبع هواه بل

٣٠٤

ينبغي أن يصمت إذا صمتنا وينطق إذا نطقنا. واعلم أن أخبار هذا الباب ترجع إلى أخبار الباب السابق وتوهم بعض المحدثين من هذه الأخبار جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة وهو خطأ فإن المراد من تأخير البيان عن وقت الحاجة كون الشخص مكلفا بتكليف لم يبين له في وقته مع وجوبه عليه وهذا ممتنع عند كل من منع من تكليف ما لا يطاق وإنما المقصود من هذه الأخبار أن جواب المسألة قد يكتم تقية أو لعدم المصلحة أو لكون السائل ليس له أهلية فيكون التكليف بما كتم عنه ساقطا بلا مرية إذ (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) ولا تكليف إلا بعد البيان.

باب ـ بطلان تكليف ما لا يطاق

قال الله تعالى (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) وقال تعالى : (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) وقال تعالى : (وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ).

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد البرقي عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الله أكرم من أن يكلف الناس ما لا يطيقون والله أعز من أن يكون في سلطانه ما لا يريد. وبالإسناد عن علي بن الحكم عن أبان الأحمر عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال : وكذلك إذا نظرت في جميع الأشياء لم تجد أحدا في ضيق ولم تجد أحدا إلا ولله عليه الحجة إلى أن قال : وما أمروا إلا بدون سعتهم وكل شيء أمر الناس به فهم يسعون له ، وكل شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم.

التهذيب ـ الحسين بن سعيد عن زرعة عن سماعة قال : سألته عن المريض لا يستطيع الجلوس قال : فليصل وهو مضطجع ، لو وضع على جهته شيئا إذا سجد فإنه يجزي عنه ولن يكلفه الله ما لا طاقة له به.

التوحيد والخصال : العطار عن سعد بن يزيد عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رفع عن أمتي تسعة الخطأ والنسيان ما أكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه والحسد والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة وبهذا المضمون جملة من الأخبار.

المحاسن ـ عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما كلف الله العباد إلا ما يطيقون إنما كلفهم في اليوم والليلة

٣٠٥

خمس صلوات وكلفهم من كل مائتي درهم خمسة دراهم وكلفهم صيام شهر في السنة وكلفهم حجة واحدة وهم يطيقون أكثر من ذلك الخبر.

عقائد الصدوق ـ اعتقادنا في التكليف هو أن الله تعالى لم يكلف عباده إلا دون ما يطيقون كما قال الله عزوجل (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) والوسع دون الطاقة وقال الصادق عليه‌السلام : والله ما كلف الله العباد إلا دون ما يطيقون لأنه كلفهم في كل يوم وليلة خمس صلوات وكلفهم في السنة صيام ثلاثين يوما وكلفهم في كل مائتي درهم خمسة دراهم وكلفهم حجة واحدة وهم يطيقون أكثر من ذلك وعن علي بن الحكم عن أبان الأحمر عن حمزة الطيار عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال فيه : وما أمروا إلا بدون سعتهم وكل شيء أمر الناس به فهم يسعون له وكل شيء لا يسعون له فموضوع عنهم ولكن الناس لا خير فيهم.

باب ـ نفي العسر والحرج.

قال الله تعالى (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وقال تعالى (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

التهذيب ـ أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار وسعد عن أحمد بن محمد بن عيسى والحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام سألته عن الرجل يجعل الركوة أو التور فيدخل إصبعه فيه قال : إن كانت يده قذرة فليهرقه وإن كان لم يصبها قذر فليغتسل منه هذا مما قال الله (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ). وبالإسناد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن الفضيل قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن الجنب يغتسل فينضح الماء من الأرض في الإناء فقال : لا بأس هذا مما قال الله (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ). وبإسناده عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن الحسن بن رباط عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام عثرت فانقطع ظفري فجعلت على إصبعي مرارة فكيف أصنع بالوضوء؟ فقال : يعرف هذا وأشباهه من كتاب الله قال الله تعالى : (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) امسح عليه.

قرب الإسناد ـ هارون عن ابن زياد عن جعفر عن أبيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مما أعطى الله أمتي وفضلهم به على سائر الأمم أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها إلا نبي وذلك أن الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال

٣٠٦

له : اجتهد في دينك ولا حرج عليك وإن الله تبارك وتعالى أعطى ذلك أمتي حيث يقول : (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) يقول من ضيق الخبر.

باب ـ أن كل واجب تعذر فعله سقط وكان الإنسان معذورا في تركه

قال الله تعالى (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ) وقال تعالى (وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً).

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن مرازم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن المريض لا يقدر على الصلاة قال : فقال : كلما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر.

الكافي ـ علي عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول في المغمى عليه : كلما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر.

البصائر ـ أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان عن موسى بن بكر قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام الرجل يغمى عليه اليوم أو اليومين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك كم يقضي من صلواته؟ فقال : ألا أخبرك بما ينتظم هذا وأشباهه فقال : كلما غلب الله عليه من أمر فالله أعذر لعبده وزاد فيه غيره قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام وهذا من الأبواب التي يفتح كل باب منها ألف باب.

العلل والخصال ـ عن محمد بن الحسن عن الصفار مثله.

الخصال ـ محمد بن الحسن عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عبد الله بن مسكان عن موسى بن بكر قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام الرجل يغمى عليه يوما أو يومين أو الثلاثة أو الأربعة أو أكثر من ذلك كم يقضي في صلواته قال : ألا أخبرك بما يجمع لك هذه الأشياء كلها كلما غلب الله عليه فالله أعذر لعبده ، وزاد فيه غيره أن أبا عبد الله عليه‌السلام قال : هذا من الأبواب التي يفتح كل باب منها ألف باب.

العلل والعيون ـ عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه‌السلام في حديث قال : كل ما غلب الله عليه مثل المغمى الذي يغمى عليه في يوم وليلة فلا يجب عليه قضاء الصلاة كما قال الصادق عليه‌السلام : كل ما غلب الله عليه فهو أعذر لعبده.

التهذيب ـ عن إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كل ما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر.

٣٠٧

المحاسن ـ أبي عن صفوان عن منصور بن حازم قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : الناس مأمورون ومنهيون ومن كان له عذر عذره الله أقول : وتقدم ما يدل على ذلك من الأبواب السابقة.

باب : أن كل محرم اضطر الإنسان إلى فعله فهو له حلال إلا ما استثني.

يب ـ الحسين بن سعيد عن فضالة عن حسين عن سماعة عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن المريض هل تمسك له المرأة شيئا فيسجد عليه؟ قال : لا إلا أن يكون مضطرا ليس عنده غيرها وليس شيء مما حرم الله إلا وقد أحله الله لمن اضطر إليه.

يب ـ وعنه عن الحسن عن زرعة عن سماعة قال سألته عن الرجل يكون في عينيه الماء فينزع الماء منها فيستلقي على ظهره الأيام الكثيرة أربعين يوما أو أقل أو أكثر فيمتنع من الصلاة الأيام وهو على حاله فقال : لا بأس بذلك وليس شيء مما حرم الله إلا وقد أحله لمن اضطر إليه. أقول : وورد في كثير من الأخبار حل الميتة للمضطر وحل شرب الخمر للعطشان المضطر وفي الأبواب المتقدمة دلالة على ذلك أيضا.

باب ـ أنه إذا اشتبهت أفراد الحلال من نوع بأفراد الحرام منه فالجميع حلال حتى يعلم الحرام منه بعينه فيجب اجتنابه.

قه ـ الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كل شيء فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه.

يب ـ بإسناده عن الحسن بن محبوب وبإسناده عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب مثله.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي أيوب عن عبد الله بن سنان عن عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن

٣٠٨

الجبن إلى أن قال : فقال : سأخبرك عن الجبن وغيره كل ما كان فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه. ورواه البرقي في المحاسن عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان مثله وعن أحمد بن محمد الكوفي عن محمد بن أحمد النهدي عن محمد بن الوليد عن أبان بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كل شيء لك حلال حتى يجيئك شاهدان يشهدان أن فيه ميتة وعن علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : كل شيء هو لك حلال حتى تعلم الحرام بعينه فتدعه من قبل نفسك وذلك مثل الثوب يكون عليك قد اشتريته وهو سرقة أو المملوك يكون عندك ولعله حر قد باع نفسه أو خدع فبيع قهرا أو امرأة تحتك وهي أختك أو رضيعتك والأشياء كلها على هذا حتى يستبين لك غير ذلك أو تقوم لك به البينة. ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم مثله. وعن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن سماعة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجل أصاب مالا من عمل بني أمية وهو يتصدق ويصل قرابته إلى أن قال : ثم قال إن كان خلط الحرام حلالا فاختلطا جميعا فلم يعرف الحلال من الحرام فلا بأس.

يب ـ عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن أبي بصير يعني المرادي قال : سألت أحدهما عن شراء الخيانة والسرقة قال : لا إلا أن يكون قد اختلط معه غيره الخبر.

المحاسن ـ أبي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الجبن وقلت له : أخبرني من رأي أنه يجعل فيه الميتة فقال : من أجل مكان واحد يجعل فيه الميتة حرم في جميع الأرضين إذا علمت أنه ميتة فلا تأكله وإن لم تعلم فاشتر وبع الحديث وعن اليقطيني عن صفوان عن معاوية بن عمار عن رجل من أصحابنا قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام فسأله رجل عن الجبن فقال أبو جعفر عليه‌السلام : إنه لطعام يعجبني فسأخبرك عن الجبن وغيره كل شيء فيه الحلال والحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه.

باب ـ أن الأحكام الشرعية ثابتة في كل زمان إلى يوم القيامة إلا ما خرج بدليل.

كا ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حريز عن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الحلال والحرام فقال حلال

٣٠٩

محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة لا يكون غيره ولا يجيء غيره الحديث.

كا ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) فقال : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أن قال : فكل نبي جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه حتى جاء محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالقرآن وبشريعته ومنهاجه فحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة فهؤلاء أولو العزم من الرسل. والأخبار في ذلك كثيرة ومضمونها مجمع عليه لا خلاف فيه.

باب ـ أن الأحكام الشرعية عامة شاملة لجميع المكلفين من الأولين والآخرين والحاضرين والغائبين إلا ما خرج بالدليل

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام وفي حديث طويل في شرائط الجهاد وصفات المجاهدين قال : فمن كانت قد تمت فيه شرائط الله عزوجل التي وصف بها أهلها من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مظلوم فقد أذن له في الجهاد كما أذن لهم لأن حكم الله عزوجل في الأولين والآخرين وفرائضه عليهم سواء إلا من علة أو حادث يكون والأولون والآخرون أيضا في منع الحوادث شركاء والفرائض عليهم واحدة يسأل الآخرون عن أداء الفرائض عما يسأل عنه الأولون ويحاسبون عما به يحاسبون. أقول : ويدل على ذلك ما روى أنه يستحب عند قراءة (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) أن يقال : لبيك ربنا وما تقدم في الباب السابق أن حلال محمد حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة.

باب ـ وجوب الوفاء بالشروط المشروعة المشترطة في العقود اللازمة إلا الشرط المخالف للكتاب والسنة.

كا ـ العدة عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سمعته يقول : من اشترط شرطا مخالفا لكتاب الله فلا يجوز ، ولا يجوز على الذي اشترط عليه المسلمون عند شروطهم ما وافق كتاب الله عزوجل.

٣١٠

يب ـ عن الحسن بن محبوب مثله.

يب ـ الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : المسلمون عند شروطهم إلا كل شرط خالف كتاب الله عزوجل فلا يجوز.

قه ـ عن عبد الله بن سنان مثله.

يب ـ الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن سنان يعني عبد الله قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الشرط في الإماء لا تباع ولا توهب قال : يجوز ذلك غير الميراث فإنها تورث لأن كل شرط خالف كتاب الله باطل.

يب ـ أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حذيفة عن أبي المغراء عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في رجلين اشتركا في مال وربحا فيه ربحا وكان المال دينا عليهما فقال أحدهما لصاحبه أعطني رأس المال والربح لك فقال : لا بأس به إذا اشترطا به وإن كان شرطا يخالف كتاب الله عزوجل فهو رد إلى كتاب الله عزوجل الخبر.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد مثله.

يب ـ عن الصفار عن الحسن بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن إسحاق بن عمار عن جعفر عن أبيه عليه‌السلام أن علي بن أبي طالب كان يقول : من شرط لامرأته شرطا فليف لها به لأن المسلمين عند شروطهم إلا شرطا حرم حلالا أو أحل حراما.

باب ـ أنه لا يجوز الإضرار بالغير ولا يجب تحمل الضرر إلا ما استثني.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.

يب ـ أحمد بن محمد مثله.

كا ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن سمرة بن جندب كان له عذق في حائط لرجل من الأنصار وكان منزل الأنصاري بباب البستان فكان يمر إلى نخلته ولا يستأذن فكلمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة فلما تأبى جاء الأنصاري إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فشكا إليه وخبره بالخبر فأرسل إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخبره بقول الأنصاري وما شكا وقال : إذا أردت الدخول فاستأذن فأبى فلما أبى ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء فأبى أن يبيع فقال : لك بها عذق يمتد لك في الجنة فأبى أن يقبل فقال رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للأنصاري : اذهب فاقلعها وارم بها إليه فإنه لا ضرر ولا ضرار.

قه ـ عن ابن بكير نحوه.

٣١١

يب ـ عن أحمد بن محمد بن خالد مثله.

كا ـ علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن مسكان عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام نحوه إلا أنه قال : فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنك رجل مضار ولا ضرر ولا ضرار على مؤمن قال : ثم أمر بها فقلعت ورمي بها إليه فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انطلق فاغرسها حيث شئت.

كا ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن عقبة بن خالد عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال : لا ضرر ولا ضرار.

كا ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين قال كتبت إلى أبي محمد عليه‌السلام رجل كانت له رحى على نهر قرية والقرية لرجل فأراد صاحب القرية أن يسوق إلى قريته الماء في غير هذا النهر ويعطل هذه الرحى أله ذلك أم لا؟ فوقع عليه‌السلام : يتقي الله ويعمل في ذلك بالمعروف ولا يضر أخاه المؤمن.

يب ـ محمد بن علي بن محبوب قال : كتب رجل إلى الفقيه وذكر مثله. ورواه الصدوق أيضا كذلك.

كا ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن عقبة بن خالد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قضى رسول الله بالشفعة بين الشركاء في الأرضين والمساكن وقال لا ضرر ولا ضرار وقال إذا رفت الأرف وحدت الحدود فلا شفعة.

يب ـ محمد بن يحيى مثله.

قه ـ عن عقبة بن خالد مثله.

باب ـ عدم جواز التأويل بغير معارض ودليل.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن أبي البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال فيه : فانظروا أعلمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وبمضمونه أخبار كثيرة وقد استفاض بين الخاصة والعامة بل ادعى تواتره أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لعلي : يا علي أنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل. وعنه عليه‌السلام أنه قال له : إنك تقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلتهم على تنزيله. وتواتر عنهم عليهم‌السلام أن المراد بالراسخين في قوله تعالى (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) الأئمة عليهم‌السلام.

٣١٢

باب ـ استحباب تعلم العلوم العربية وكراهة الانهماك فيها.

الخصال ـ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن البزنطي عن رجل من خزاعة عن الأسلمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تعلموا العربية فإنها كلام الله الذي يكلم به خلقه الحديث.

عدة الداعي ـ عن أبي جعفر الجواد عليه‌السلام قال : ما استوى رجلان في حسب ودين إلا كان أفضلهما عند الله عزوجل آدبهما قال قلت : قد علمت فضله عليه في النادي والمجالس فما فضله عند الله؟ قال يقرأ القرآن كما أنزل ودعا به الله من حيث لا يلحن فإن الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله.

كا ـ محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن عبيد الله الدهقان عن درست الواسطي عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال : ما هذا؟ قيل : علامة فقال : وما العلامة فقالوا : أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية والأشعار والعربية قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنما العلم ثلاث آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة وما خلاهن فهو فضل.

بيان ـ يمكن حمله على المبالغ في العربية كما يشعر به لفظ العلامة أو المراد بالعربية غير المتعارف منها الآن لكونها في ذلك الزمان غير محتاج إليها.

السرائر ـ من كتاب جعفر بن محمد بن سنان الدهقان عن عبيد الله عن درست عن عبد الحميد بن أبي العلاء عن موسى بن جعفر عن آبائه مثله. وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من انهمك في طلب النحو سلب الخشوع.

باب ـ أنه ينبغي تعلم الكتابة والحساب

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن رجل عن جميل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سمعته : يقول من الله على الناس برهم وفاجرهم بالكتاب والحساب ولو لا ذلك لتغالطوا.

باب ـ عدم جواز العمل بالمنامات في الأحكام الشرعية.

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن

٣١٣

أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما تروي هذه الناصبة فقلت : جعلت فداك في ما ذا؟ فقال في أذانهم وركوعهم وسجودهم فقلت : إنهم يقولون : إن أبي بن كعب رآه في النوم فقال : كذبوا فإن دين الله أعز من أن يرى في النوم الحديث.

كا ـ عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سعد بن أبي خلف عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الرؤيا على ثلاثة وجوه بشارة من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان وأضغاث أحلام.

كا ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن النضر بن سويد عن درست بن أبي منصور عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجهما من موضع واحد قال : صدقت أما الكاذبة المختلفة فإن الرجل يراها في أول ليله في سلطان المردة والفسقة وإنما هي شيء يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها وأما الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة وذلك قبل السحر فهي صادقة لا تتخلف إن شاء الله إلا أن يكون جنبا أو ينام على غير طهور ولم يذكر الله عزوجل حقيقة ذكره فإنها تختلف وتبطئ على صاحبها.

توحيد المفضل ـ عن الصادق عليه‌السلام في أواخر المجلس الأول قال : فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها فمزج صادقها بكاذبها فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء ولو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة بل كانت فضلا لا معنى له فصارت تصدق أحيانا فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدى بها أو مضرة يحذر منها وتكذب كثيرا لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد.

باب ـ إباحة الطيبات وتحريم الخبائث.

قال الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) وقال تعالى : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) وقال تعالى : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ).

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وعن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن محمد بن مروان جميعا عن أبان بن عثمان عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى التوحيد والإخلاص وخلع الأنداد والفطرة الحنيفية السمحة

٣١٤

لا رهبانية ولا سياحة أحل فيها الطيبات وحرم فيها الخبائث ووضع عنهم إصرهم الخبر.

باب ـ أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.

يدل على ذلك جميع ما دل على استحالة التكليف بما لا يطاق عقلا ونقلا آية ورواية وما دل على أنه ليس لله على الخلق أن يعرفوا وللخلق على الله أن يعرفهم وما دل على أن لا تكليف إلا بعد البيان و (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) وما دل على التوعد على الكتمان وما دل على أن الناس في سعة ما لم يعلموا إلى غير ذلك مما تقدم مفصلا وأما ما تقدم مما يدل على أنه يجب على الناس السؤال ولا يجب عليهم عليهم‌السلام الجواب فلا يدل على جواز ذلك كما يتوهم حسبما تقدمت الإشارة إليه في محله فإنهم عليهم‌السلام إذا لم يجيبوا ارتفع التكليف بما يتوقف على البيان وتعلق بغيره وهذا مما لا نزاع فيه.

باب ـ أصالة حجية شريعة السلف إلا ما ثبت نسخه

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث حج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال فيه : فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلوا بالحج وهو قول الله تعالى الذي أنزل على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله (واتبعوا ملة أبيكم إبراهيم) فخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحابه مهلين بالحج حتى أتى منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي جمع ويمنعون الناس أن يفيضوا منها فأقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقريش ترجو أن يكون إفاضته من حيث يفيضون فأنزل الله تعالى عليه (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحاق في إفاضتهم منها ومن كان من بعدهم الخبر.

كا ـ العدة عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن سالم عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام هل للمسلمين عيد غير الجمعة والأضحى والفطر؟ قال : نعم أعظمها حرمة قلت : وأي عيد هو جعلت فداك قال : اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين إلى أن قال : فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

٣١٥

أوصى أمير المؤمنين أن يتخذ ذلك اليوم عيدا وكذلك كانت الأنبياء تفعل كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيدا.

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت : جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين قال : نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما قال : قلت وأي يوم هو؟ قال : يوم نصب أمير المؤمنين عليه‌السلام فيه علما للناس قال : قلت جعلت فداك وأي يوم هو قال : إن الأيام تدور وهو يوم ثمانية عشر من ذي الحجة قلت : جعلت فداك وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال : تصومه يا حسن وتكثر الصلاة على محمد وآله وتبرأ إلى الله ممن ظلمهم حقهم فإن الأنبياء كانت تأمر الأوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا ، قال : قلت فما لمن صامه؟ قال : صيام ستين شهرا الخبر. ورواه الشيخ في المصباح عن الحسن بن راشد ورواه الصدوق في (الفقيه) عنه أيضا. ورواه في ثواب الأعمال عن أبيه عن سعد عن إبراهيم بن هاشم مثله.

يب ـ عن محمد بن يعقوب نحوه.

الخصال ـ علي بن أحمد بن موسى عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن الحسين بن عبد الله الأشعري عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن المفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام كم للمسلمين من عيد؟ فقال : أربعة أعياد قال : قد عرفت العيدين والجمعة فقال لي : أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو اليوم الذي أقام فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين ونصبه علما للناس قال :

قلت : فما يجب علينا في ذلك اليوم قال : يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي يتخذونه عيدا ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة.

مصباح الشيخ ـ عن زياد بن محمد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت : للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والفطر والأضحى قال : نعم اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين عليه‌السلام فقلت وأي يوم هو قال : الأيام تدور ولكنه الثامن عشر من ذي الحجة ينبغي لكم أن تتقربوا إلى الله بالبر والصوم والصلاة وصلة الرحم وصلة الإخوان فإن الأنبياء كانوا إذا أقاموا أوصياءهم فعلوا ذلك وأمروا به.

العلل ـ محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن حماد

٣١٦

بن عثمان عن عبد الله بن علي الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام أيغتسلن النساء إذا أتين البيت؟ قال : نعم إن الله عزوجل يقول : (طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) فينبغي للعبد أن لا يدخل إلا وهو طاهر قد غسل عنه العرق والأذى وتطهر.

قه ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حمل العصا ينفي الفقر ولا يجاوره شيطان وقال عليه‌السلام : تعصوا فإنها من سنن إخواني النبيين وكانت بنو إسرائيل الصغار والكبار يمشون على العصي حتى لا يختالون في مشيتهم.

باب ـ وجوب التقية مع الخوف إلى خروج القائم عليه‌السلام

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وغيره عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا) قال بما صبروا على التقية (وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ) قال : الحسنة التقية والسيئة الإذاعة.

كا ـ وبالإسناد عن هشام بن سالم عن أبي عمر الأعجمي قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : يا أبا عمر تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له الخبر.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن القيام للولاة فقال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له.

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أبي عليه‌السلام يقول : وأي شيء أقر لعيني من التقية إن التقية جنة المؤمن.

كا ـ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن عبد الله بن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول التقية ترس المؤمن والتقية حذر المؤمن ولا إيمان لمن لا تقية له.

كا ـ عنه عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن جابر المكفوف عن عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اتقوا على دينكم واحجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير ولو أن الطير تعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلا أكله ولو أن الناس علموا ما في أجوافكم أنكم تحبونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم في السر والعلانية رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا.

٣١٧

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن الحسين بن أبي العلاء عن حبيب بن بشير قال : قال أبو عبد عبد الله عليه‌السلام سمعت أبي يقول : لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إلي من التقية يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله يا حبيب إن الناس إنما هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا.

كا ـ علي عن أبيه عن حماد عن حريز عمن أخبره عن أبي عبد الله في قول الله عزوجل (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ) قال : الحسنة التقية والإساءة الإذاعة وقوله عزوجل (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) قال : التي هي أحسن التقية (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عمرو الكناني عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث أنه قال : يا أبا عمرو أبى الله إلا أن يعبد سرا أبى الله عزوجل لنا ولكم في دينه إلا التقية.

كا ـ عنه عن أحمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كلما تقارب هذا الأمر كان أشد للتقية.

كا ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال التقية ترس الله بينه وبين خلقه.

كا ـ وبإسناده المتقدم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في رسالته إلى أصحابه قال : وعليكم بمجاملة أهل الباطل تحملوا الضيم منهم وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم الخبر.

معاني الأخبار ـ عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ما عبد الله بشيء أحب من الخب قلت : وما الخب؟ قال : التقية. وعن محمد بن الحسن عن الصفار عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) قال : اصبروا على المصائب وصابروا على التقية ورابطوا على من تعتدون به واتقوا الله لعلكم تفلحون. وعن أحمد بن الحسن القطان عن الحسن بن علي السكوني عن محمد بن زكريا الجواهري عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن سفيان بن سعيد قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد

٣١٨

الصادق عليه‌السلام يقول عليك بالتقية فإنها سنة إبراهيم الخليل إلى أن قال وإن رسول الله كان إذا أراد سفرا دارى بعيره وقال عليه‌السلام : أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بإقامة الفرائض ولقد أدبه الله عزوجل بالتقية فقال : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَما يُلَقَّاها إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا) الآية يا سفيان من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من القرآن وإن عز المؤمن في حفظ لسانه ومن لم يملك لسانه ندم الخبر.

العلل ـ عن المظفر بن جعفر بن مظفر العلوي عن جعفر بن محمد بن مسعود عن إبراهيم بن علي عن إبراهيم بن إسحاق عن يونس بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لا خير فيمن لا تقية له ولقد قال يوسف (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) وما سرقوا. وعنه عن جعفر بن محمد بن مسعود عن إبراهيم بن علي عن إبراهيم بن إسحاق عن يونس بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لا خير فيمن لا تقية له ، ولقد قال يوسف (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) وما سرقوا. وعنه عن جعفر عن محمد بن مسعود عن أبيه عن محمد بن نصير عن أحمد بن محمد بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام التقية من دين الله عزوجل قلت : من دين الله؟ قال : فقال : إي بالله من دين الله لقد قال يوسف (أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسارِقُونَ) والله ما كانوا سرقوا شيئا. وعن أحمد بن الحسن القطان عن الحسن بن علي السكري عن محمد بن زكريا الجوهري عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول : المؤمن علوي إلى أن قال والمؤمن مجاهد لأنه يجاهد أعداء الله عزوجل في دولة الباطل بالتقية وفي دولة الحق بالسيف.

الخصال ـ عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أبي الصهبان عن محمد بن أبي عمر عن جميل بن صالح عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان أبي يقول : يا بني ما خلق الله شيئا أقر لعين أبيك من التقية. وبإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليه‌السلام في حديث شرائع الدين قال : ولا يحل قتل أحد من الكفار والنصاب في التقية إلا قاتل أو ساعي في فساد وذلك إذا لم تخف على نفسك ولا على أصحابك واستعمال التقية في دار التقية واجب ولا حنث ولا كفارة عمن حنث تقية يدفع بذلك ظلما عن نفسه. وفي صفات الشيعة عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبد الله بن عامر عن

٣١٩

محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : لا دين لمن لا تقية له ولا إيمان لمن لا ورع له.

البصائر ـ عن أحمد بن محمد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن المعلى بن خنيس قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه فإنه من كتم أمرنا ولا يذيعه أعزه الله في الدنيا وجعله نورا بين عينيه يقوده إلى الجنة يا معلى إن التقية ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له يا معلى إن الله يحب أن يعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية والمذيع لأمرنا كالجاحد له. وعنهما عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن أبي كان يقول : أي شيء أقر للعين من التقية إن التقية جنة المؤمن.

الكفاية ـ لعلي بن محمد الخزاز عن محمد بن علي بن الحسين عن أحمد بن زياد عن جعفر عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن الرضا عليه‌السلام قال : لا دين لمن لا ورع له ولا إيمان لمن لا تقية له وإن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية قيل يا بن رسول الله إلى متى قال : إلى قيام القائم عليه‌السلام فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا الحديث. ورواه الطبرسي في أعلام الورى عن علي بن إبراهيم ورواه الصدوق في إكمال الدين عن أحمد بن زياد بن جعفر مثله.

السرائر ـ نقلا من كتاب مسائل الرجال ومكاتباتهم : مولانا علي بن محمد عليه‌السلام من مسائل داود الصرمي قال : قال لي : يا داود لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا.

أمالي الشيخ ـ عن أبيه عن الفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن الإمام علي بن محمد عن آبائه قال : قال الصادق عليه‌السلام ليس منا من لم يلزم التقية ويصوننا عن سفلة الرعية. وبهذا الإسناد قال : قال الصادق عليه‌السلام : عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه ليكون سجيته مع من يحذره.

المحاسن ـ أبي عن حماد بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لا خير في من لا تقية له ولا إيمان لمن لا تقية له. وعن أبيه عن حماد بن عيسى عن عبد الله بن حبيب عن أبي الحسن عليه‌السلام في قول الله (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) قال : أشدكم تقية.

تفسير العياشي ـ عن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : (اجعل بيننا وبينهم سدا (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) قال : هو التقية. وعن المفضل قال : سألت الصادق عليه‌السلام عن قوله (أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) قال : التقية (فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا

٣٢٠