الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

السيّد عبد الله شبّر

الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

المؤلف:

السيّد عبد الله شبّر


الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات مكتبة المفيد
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٦

عن حماد بن عثمان عن ربعي عن سورة بن كليب قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام بأي شيء يفتي الإمام قال : بالكتاب قلت : فما لم يكن في الكتاب قال : في السنة قلت : فما لم يكن في الكتاب والسنة قال : ليس شيء إلا في الكتاب والسنة قال فكررت مرة أو مرتين قال يسدد ويوفق فأما ما تظن فلا. وعن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن المثنى عن ربعي عن خيثمة قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : يكون شيء لا فيه كتاب أو سنة قال : لا قلت : فإن جاء شيء؟ قال : لا يجيء ، فأعدت مرارا قال لا يجيء ، ثم قال : يا خيثمة يوفق ويسدد ليس حيث تذهب.

الفقيه ـ عن محمد بن إبراهيم بن موسى الطالقاني عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي عن علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : للإمام علامات يكون أعلم الناس إلى أن قال : وتكون عنده الجامعة وهي صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر إهاب ماعز وإهاب كبش فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة الحديث.

العيون ـ بهذا الإسناد مثله.

الأمالي للصدوق ـ قال حدثنا أحمد بن محمد الصانع العدل قال حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال حدثنا أحمد بن سلام الكوفي قال حدثنا الحسين بن عبد الواحد قال : حدثنا حرب بن الحسن قال حدثنا أحمد بن إسماعيل بن صدقة عن أبي الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام قال : لما نزلت هذه الآية (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) قام رجلان من مجلسهما فقالا : يا رسول الله هو التوراة قال : لا قالا : فالإنجيل؟ قال : لا قالا فالقرآن؟ قال : لا قيل أمير المؤمنين علي عليه‌السلام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذا الإمام الذي أحصى الله فيه علم كل شيء.

العلل ـ حدثنا أبي ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سأله عن شيء من الحلال والحرام فقال : إنه لم يجعل شيء إلا لشيء.

المحاسن ـ عن الوشاء عن أبان الأحمر عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سمعته يقول : إن الأرض لا تترك إلا بعالم يحتاج

٢٨١

إليه ولا يحتاج إلى الناس بعلم الحلال والحرام. وعن علي بن إسماعيل الميثمي عن محمد بن حكيم عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : أتاهم رسول الله بما اكتفوا به في عهده واستغنوا به من بعده قال : ورواه بلفظ آخر قال أتاهم رسول بما سيستغنون به في عهده وما يكتفون به من بعده كتاب الله وسنة نبيه. وعن عبد الرحمن بن أبي نجران عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال : إن الله اختار محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله فبعثه بالحق وأنزل عليه الكتاب فليس شيء إلا وفي كتاب الله تبيانه. وعن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله وربعي بن عبد الله عن فضيل بن يسار قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام إن للدين حدودا كحدود بيتي هذا وأومأ إلى جدار فيه. وعن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما من شيء إلا وله حد كحدود داري هذه فما كان في الطريق فهو من الطريق وما كان من الدار فهو من الدار. وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي إسماعيل السراج عن خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي قال حدثني أبو الوليد البحراني عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه أتاه رجل بمكة فقال له : يا محمد بن علي أنت الذي تزعم أنه ليس شيء إلا وله حد فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : نعم أنا أقول إنه ليس شيء مما خلق الله صغيرا ولا كبيرا إلا وله حد إذا جوز به ذلك الحد فقد تعدى حدود الله فيه الخبر. وعن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن حفص بن عمر قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : كان علي عليه‌السلام يعلم الحلال والحرام ويعلم القرآن ولكل شيء منهما حد. وعن محمد بن عبد الحميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في خطبة الوداع : أيها الناس اتقوا الله ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد نهيتكم عنه وأمرتكم به. وعن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن الصباح الحذاء عن أبي أسامة قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فسأله رجل من المغيرية عن شيء من السنن فقال : ما من شيء يحتاج إليه ولد آدم إلا وقد جرت فيه سنة من الله ومن رسوله عرفها من عرفها وأنكرها من أنكرها الخبر. وعن أبيه عن درست بن أبي منصور عن محمد بن حكيم قال قال أبو الحسن عليه‌السلام إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها ووضع يده على فيه ، فقلت : ولم ذلك؟ قال : لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتى الناس بما اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة.

رجال الكشي ـ حدثني محمد بن قولويه القمي قال : حدثني محمد

٢٨٢

بن عباد بن بشير عن ثوير بن أبي فاختة عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث قال : الحمد لله الذي جعل لكل شيء حدا ينتهي إليه حتى إن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه. وعن علي بن محمد بن قتيبة قال مما وقع عبد الله بن حمدويه وكتبت من رقعته أن أهل نيشابور قد اختلفوا في دينهم إلى أن قال : ويزعمون أن الوحي لا ينقطع وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن عنده كمال العلم ولا كان عند أحد من بعده وإذا حدث الشيء في أي زمان كان ولم يكن علم ذلك عند صاحب الزمان أوحى الله إليه وإليهم فقال عليه‌السلام : كذبوا لعنهم الله وافتروا إثما عظيما الخبر.

الإحتجاج ـ عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث طويل أنه قال لطلحة : إن كل آية أنزلها الله على نبيه عندي بإملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط يدي وتأويل كل آية أنزلها على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وكل حلال وحرام أو حد أو حكم أو شيء تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة مكتوب بإملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط يدي فقال كل شيء من صغير أو كبير أو خاص أو عام كان أو يكون إلى يوم القيامة فهو عندك مكتوب؟ قال : نعم وسوى ذلك أسرني في مرضه ألف باب يفتح كل باب ألف باب.

وعن سليم عن عبد الله بن جعفر قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : في حديث شأن الأئمة عليهم‌السلام والنص عليهم : أهل الأرض كلهم في تيه غيرهم وغير شيعتهم لا يحتاجون إلى أحد من الأمة في شيء من أمر دينهم والأمة يحتاجون إليهم وهم الذين قال الله (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا). وعنه عن الحسن بن علي عليه‌السلام في حديث قال : نحن أهل البيت نقول إن الأئمة منا وإن العلم فينا ونحن أهله وهو عندنا مجموع بحذافيره كله وإنه لا يحدث شيء إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش إلا وهو عندنا مكتوب بإملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي بيده ، قال الطبرسي وكان الصادق عليه‌السلام يقول : علمنا غابر ومزبور إلى أن قال : وعندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه إلى أن قال : وهي كتاب طوله سبعون ذراعا إملاء رسول الله وخط علي بن أبي طالب ، والله إن فيه جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة حتى إن فيه أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة.

٢٨٣

باب ـ الاحتياج إلى علم الرجال وأن ما روي عنهم عليهم‌السلام فيه الصحيح وغيره وأنه يجب التمييز والاقتصار على ما صح عنهم عليهم‌السلام ولو بالقرائن الحالية والمقالية وأن الأخبار ليس كلها قطعية الدلالة ولا كل أحد يجوز له الأخذ بها بل إنما ذلك مرتبة الفقيه الخبير والمحقق النحرير الذي أحاط بالعلم بمحكمات الكتاب والسنة ومذاهب العامة وأن الدراية غير الرواية وبالدرايات للروايات تبين الدرجات وأن أخبارهم عليهم‌السلام فيها المحكم والمتشابه وأنه يجب رد متشابهها إلى محكمها كالكتاب.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام إلى أن قال : فإن كان كل واحد اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما فاختلفا فيما حكما وكلاهما اختلفا في حديثكم فقال : الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر إلى ما تقدم في الجمع بين الأخبار.

الفقيه ـ عن داود بن الحصين عن أبي عبد الله عليه‌السلام في رجلين اتفقا على عدلين جعلاهما بينهما في حكم وقع بينهما فيه اختلاف فرضيا بالعدلين فاختلف العدلان بينهما عن قول أيهما يمضي الحكم؟ قال ينظر إلى أفقههما وأعلمهما بأحاديثنا وأورعهما فينفذ حكمه ولا يلتفت إلى الآخر ونحوهما جملة من الأخبار تقدمت في علة اختلاف الأخبار وكيفية الجمع بينها.

الإحتجاج ـ عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام في مناظرته مع يحيى بن أكثم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حجة الوداع : قد كثرت علي الكذابة وستكثر فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به الخبر.

الإحتجاج ـ ومما أجاب به أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليه‌السلام في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض أن قال : أجمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند

٢٨٤

جميع فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تجتمع أمتي على ضلالة فأخبرهم صلى‌الله‌عليه‌وآله أن ما اجتمعت عليه الأمة ولم يخالف بعضهم بعضا هو الحق فهذا معنى الحديث ما تأوله الجاهلون ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب واتباع حكم الأحاديث المزورة والروايات المزخرفة الخبر.

الخصال ـ أبي عن علي عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال قلت لأمير المؤمنين عليه‌السلام : إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي الله غير ما في أيدي الناس ثم سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أن ذلك كله باطل أفترى الناس يكذبون على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متعمدين ويفسرون القرآن بآرائهم؟ قال : فأقبل علي عليه‌السلام فقال : قد سألت فافهم الجواب إن في أيدي الناس حقا وباطلا وصدقا وكذبا وناسخا ومنسوخا وعاما وخاصا ومحكما ومتشابها وحفظا ووهما وقد كذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على عهده حتى قام خطيبا فقال أيها الناس قد كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ثم كذب عليه من بعده الخبر.

البصائر ـ محمد بن عيسى قال : أقرأني داود بن فرقد الفارسي كتابه إلى أبي الحسن الثالث عليه‌السلام وجوابه بخطه فقال : نسألك عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك قد اختلفوا علينا فيه كيف العمل به على اختلافه؟ فكتب وقرأته : ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموا فردوه إلينا.

المحاسن ـ علي بن النعمان عن ابن مسكان عن عبد الأعلى قال : سأل علي بن حنظلة أبا عبد الله عليه‌السلام عن مسألة وأنا حاضر فأجابه فيها فقال له علي : فإن كان كذا وكذا فأجابه بوجه آخر حتى أجابه بأربعة أوجه فقال علي بن حنظلة : يا أبا محمد هذا باب قد أحكمناه فسمعه أبو عبد الله عليه‌السلام فقال له : لا تقل هكذا يا أبا الحسن فإنك رجل ورع إن من الأشياء أشياء مضيقة ليس تجري إلا على وجه واحد منها وقت الجمعة ليس لوقتها إلا حد واحد حين تزول الشمس ومن الأشياء أشياء موسعة تجري على وجوه كثيرة وهذا منها والله إن له عندي سبعين وجها.

السرائر ـ من كتاب المسائل من مسائل علي بن عيسى حدثنا محمد بن أحمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي بن موسى قال : كتبت إلى أبي

٢٨٥

الحسن عليه‌السلام أسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك ص قد اختلف علينا فيه فكيف العمل به على اختلافه والرد إليك فيما اختلف فيه؟ فكتب : ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه إلينا. قال العلامة المجلسي رحمه‌الله في البحار : ظاهره عدم جواز العمل بالأخبار التي هي مظنونة الصدور عن المعصوم لكنه بظاهره مختص بالأخبار المختلفة فيجمع بينه وبين خبر التخيير بما مر ، على أن إطلاق العلم على ما يعلم الظن شائع وعمل أصحاب الأئمة عليهم‌السلام على أخبار الآحاد التي لا تفيد العلم في أعصارهم متواتر بالمعنى لا يمكن إنكاره.

غوالي اللئالي ـ روى العلامة مرفوعا إلى زرارة قال : سألت الباقر عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فأيهما آخذ فقال عليه‌السلام : يا زرارة خذ بما اشتهر عند أصحابك ودع الشاذ النادر ، فقلت يا سيدي إنهما معا معروفان مشهوران مأثوران عنكم فقال عليه‌السلام : خذ بقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك الخبر.

رجال الكشي ـ ابن قولويه عن سعد عن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل عن الصادق عليه‌السلام في حديث تقدم في اختلاف الأخبار وقال فيه : يا فيض إن الناس أولعوا بالكذب علينا. وعن محمد بن قولويه والحسين بن الحسن عن سعد عن اليقطيني عن يونس بن عبد الرحمن أن بعض أصحابنا سأله وأنا حاضر فقال له : يا أبا محمد ما أشدك في الحديث وأكثر إنكارك لما يرويه أصحابنا فما الذي يحملك على رد الأحاديث؟ فقال : حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي فاتقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا وسنة نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فإنا إذا حدثنا قلنا قال الله عزوجل وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال يونس وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام متوافرين فسمعت منهم وأخذت كتبهم فعرضتها بعد على أبي الحسن الرضا عليه‌السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن تكون من أحاديث أبي عبد الله عليه‌السلام وقال لي : إن أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله عليه‌السلام لعن الله أبا الخطاب وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الأحاديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام الخبر. وبهذا الإسناد عن يونس عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي ويأخذ كتب أصحابه وكان

٢٨٦

أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي عبد الله عليه‌السلام ثم يدفعها إلى أصحابه فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة فكلما كان في كتب أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام من الغلو فذاك مما دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم. وعن محمد بن مسعود عن المغيرة عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن حريز عن زرارة قال : قال يعني أبا عبد الله عليه‌السلام : إن أهل الكوفة نزل فيهم كذاب أي المغيرة فإنه يكذب على أبي يعني أبا جعفر عليه‌السلام قال حدثه أن نساء آل محمد إذا حضن قضين الصلاة وإن والله عليه لعنة الله ما كان من ذلك شيء ولا حدثه وأما أبو الخطاب فكذب علي وقال إني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كواكب كذا فقال القنداني والله إن ذلك الكوكب ما أعرفه.

معاني الأخبار ـ أبي وابن الوليد معا عن سعد والحميري وأحمد بن إدريس ومحمد العطار جميعا عن البرقي عن علي بن حسان الواسطي عمن ذكره عن داود بن فرقد قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : أنتم أفقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا إن الكلمة لتنصرف على وجوه فلو شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب. وعن أبيه عن علي عن أبيه عن اليقطيني عن ابن أبي عمير عن زيد الرزاز عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا بني اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم فإن المعرفة هي الدراية للرواية وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان إني نظرت في كتاب لعلي عليه‌السلام فوجدت في الكتاب أن قيمة كل امرئ وقدره معرفته ، إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا. وعن ابن مسرور عن ابن عامر عن عمه عن ابن أبي عمير عن إبراهيم الكرخي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : حديث تدريه خير من ألف ترويه ولا يكون الرجل منكم فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا وإن الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجها لنا من جميعها المخرج.

الإحتجاج ـ عن الرضا عليه‌السلام أنه قال : إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن ومحكما كمحكم القرآن فردوا متشابهها دون محكمها.

العيون ـ أبي عن علي عن أبيه عن أبي حيون مولى الرضا عليه‌السلام عن الرضا عليه‌السلام قال : من رد متشابه القرآن إلى محكمه فقد هدي إلى صراط مستقيم ثم قال عليه‌السلام : إن في أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن ومحكما كمحكم القرآن فردّوا متشابهها إلى محكمها ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا.

٢٨٧

البصائر ـ عبد الله عن اللؤلؤي عن ابن سنان عن علي بن أبي حمزة قال دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبد الله عليه‌السلام فبينا نحن قعود إذ تكلم أبو عبد الله عليه‌السلام بحرف فقلت أنا في نفسي : هذا مما أحمله إلى الشيعة هذا والله حديث لم أسمع مثله قط ، قال : فنظر في وجهي ثم قال : إني لأتكلم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها إن شئت أخذت كذا وإن شئت أخذت كذا.

وعن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : إني لأتكلم على سبعين وجها لي في كلها المخرج.

وعن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنا لنتكلم بالكلمة لها سبعون وجها لنا من كلها المخرج. وعن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي أيوب أخو إبراهيم عن حمدان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إني لأتكلم على سبعين وجها لي من كلها المخرج. وعن أحمد بن محمد عن الأهوازي عن فضالة وعلي بن الحكم معا عن عمر بن أبان عن أيوب مثله. وعن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن محمد بن حمدان عن محمد بن مسلم عنه عليه‌السلام مثله وعن أحمد عن الأهوازي عن فضالة عن حمران مثله. وعن محمد بن عيسى عن ابن جميلة عن أبي الصباح الكناني عن عبد الرحمن بن سيابة عنه عليه‌السلام مثله. وعن محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة عن ابن أبي عمير عن أبي الصباح عن عبد الرحمن بن سيابة عنه عليه‌السلام مثله. وعن محمد بن عبد الجبار البرقي عن فضالة عن ابن أبي عمير عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إني لأحدث الناس على سبعين وجها لي في كل وجه منها المخرج. وعن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الأحول عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أنتم أفقه الناس ما عرفتم معاني كلامنا إن كلامنا لينصرف على سبعين وجها. وعن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن محبوب مثله وعن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عبد الكريم بن عمرو عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إني لأتكلم بالكلمة الواحدة لها سبعون وجها إن شئت أخذت كذا وإن شئت أخذت كذا. وعن أحمد بن محمد عمن رواه عن الحسين بن عثمان عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إني لأتكلم بالكلام ينصرف على سبعين وجها كلها لي منه المخرج.

٢٨٨

باب ـ العلوم التي أمر الناس بتحصيلها والتي نهوا عنها.

الكافي ـ علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام : يقول تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي إن الله يقول في كتابه (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)

الكافي ـ الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن الربيع عن مفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملا.

الكافي ـ محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال لوددت أن أصحابي ضربت رءوسهم بالسياط حتى يتفقهوا.

الكافي ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عمن رواه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت له : جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه قال فقال : كيف يتفقه هذا في دينه؟

الكافي ـ محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست الواسطي عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : دخل رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال : ما هذا؟ فقيل : علامة فقال : وما العلامة؟ فقالوا أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية والأشعار والعربية قال فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ذاك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنما العلم ثلاثة آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة وما خلاهن فهو فضل.

الكافي ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن حماد بن عيسى (وفي نسخة بن عثمان) عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين.

الكافي ـ محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال ، قال : الكمال

٢٨٩

كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة. أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن إدريس بن الحسن عن أبي إسحاق الكندي عن بشير الدهان قال ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام لا خير في من لا يتفقه من أصحابنا يا بشير إن الرجل منهم إذا لم يستغن بفقهه احتاج إليهم فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم.

الخصال ـ أبي عن سعد عن البرقي عن المعلى عن محمد بن جمهور القمي عن جعفر بن بشير البجلي عن أبي بحر عن شريح الهمداني عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث الأعور قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام ثلاث بهن يكمل المسلم التفقه في الدين والتقدير في المعيشة والصبر على النوائب.

قرب الإسناد ـ ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عن علي عليه‌السلام قال : لا يذوق المؤمن حقيقة الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال الفقه في الدين والصبر على المصائب وحسن التقدير في المعاش.

معاني الأخبار والخصال ـ أبي عن سعد عن الأصبهاني عن المنقري عن سفيان بن عيينة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : وجدت علم الناس كلهم في أربع أولها أن تعرف ربك والثاني أن تعرف ما صنع بك والثالث أن تعرف ما أراد منك والرابع أن تعرف ما يخرجك من دينك.

المحاسن ـ الأصبهاني مثله.

الخصال ـ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن البزنطي عن رجل من خزاعة عن الأسلمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : تعلموا العربية فإنها كلام الله الذي يكلم به خلقه ونظفوا الماضغين وبلغوا بالخواتيم.

أمالي الشيخ ـ جماعة عن أبي المفضل عن عثمان بن نصير الحافظ عن يحيى بن عمرو التنوخي عن أحمد بن سليمان عن محمد بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما عبد الله عزوجل بشيء أفضل من فقه في دين أو قال في دينه.

العلل ـ أبي عن سعد عن ابن يزيد عن حماد عن حريز عن زرارة ومحمد بن مسلم وبريد قالوا قال رجل لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن لي ابنا قد أحب أن يسألك عن حلال وحرام لا يسألك عما لا يعنيه قال فقال عليه‌السلام هل يسأل الناس عن شيء أفضل من الحلال والحرام؟

٢٩٠

محاسن ـ محمد بن عبد الحميد عن يونس بن يعقوب عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إن لي ابنا وذكر مثله.

بصائر ـ ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي عميرة عن الثمالي عن علي بن الحسين أو أبي جعفر عليه‌السلام قال متفقه في الدين أشد على الشيطان من عبادة ألف عابد.

المحاسن ـ أبي عن الحسن بن سيف عن أخيه علي عن سليمان بن عمر عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال التفقه في الدين وحسن التقدير في المعيشة والصبر على الرزايا. وعن بعض أصحابنا عن ابن أسباط عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ليت السياط على رءوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام. وعن محمد بن عبد الحميد عن عمه عبد السلام بن سالم عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : حديث في حلال وحرام وتأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب أو فضة. بعض أصحابنا عن ابن أسباط عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : تفقهوا في الحلال والحرام وإلا فأنتم أعراب. أبي عن عثمان بن عيسى عن علي بن حماد عن رجل سمع أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا يشغلك طلب دنياك عن طلب دينك فإن طالب الدنيا ربما أدرك وربما فاته فهلك بما فاته منها. أبي عن ابن أبي عمير عن العلاء عن محمد قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام وأبو جعفر عليه‌السلام : لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته قال وكان أبو جعفر عليه‌السلام يقول : تفقهوا وإلا فأنتم أعراب وفي حديث آخر لابن أبي عمير رفعه قال قال أبو جعفر عليه‌السلام : لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه في الدين لأوجعته. وفي وصية المفضل بن عمر قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : تفقهوا في دين الله ولا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملا. وعن عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه منكم فهو أعرابي إن الله عزوجل يقول في كتابه (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) وعن علي بن حسان عمن ذكره عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ثلاث هن من علامات المؤمن علمه بالله ومن يحب ومن يبغض. وعن أبيه مرسلا قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : أفضل العبادة العلم بالله.

تفسير العياشي ـ عن أبي بصير قال سألته عن قول الله عزوجل (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) قال هي طاعة الله ومعرفة

٢٩١

الإمام. وعن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) قال : معرفة الإمام واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار. وعن سليمان بن خالد قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) فقال : إن الحكمة المعرفة والتفقه في الدين فمن فقه منكم فهو حكيم وما أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من فقيه.

غوالي اللئالي ـ عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه. وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله الفقهاء أمناء الرسول. وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لولده محمد تفقه في الدين فإن الفقهاء ورثة الأنبياء.

السرائر ـ في جامع البزنطي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن أبيه قال قال علي عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نعم الرجل الفقيه في الدين إن احتيج إليه نفع وإن لم يحتج إليه نفع نفسه. ومن كتاب جعفر بن محمد بن سنان الدهقاني عن عبيد الله عن درست عن الحميد بن أبي العلاء عن موسى بن جعفر عن آبائه عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من انهمك في طلب النحو سلب الخشوع.

روضة الواعظين ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع.

تفسير الإمام ـ عن أبي محمد العسكري عن آبائه عليه‌السلام قال : قال رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنعم الله عزوجل على عبد بعد الإيمان بالله أفضل من العلم بكتاب الله ومعرفته بتأويله ومن جعل الله له من ذلك حظا ثم ظن أن أحدا لم يفعل به ما فعل به قد فضل عليه فقد حقر نعم الله عليه. إلى أن قال : ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله يرفع الله بهذا القرآن والعلم بتأويله وبموالاتنا أهل البيت والتبري من أعدائنا أقواما فيجعلهم في الخير قادة أئمة في الخير تقتص آثارهم وترهق أعمالهم ويقتدى بفعالهم وترغب الملائكة في خلتهم وتمسحها بأجنحتهم في صلواتهم ويستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه والسماء ونجومها.

تفسير العياشي ـ عن يونس بن عبد الرحمن أن داود قال : كنا عنده فارتعدت السماء فقال هو : سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته فقال له أبو بصير جعلت فداك إن للرعد كلاما فقال : يا أبا محمد سل عما يعنيك ودع ما لا يعنيك.

٢٩٢

أقول ـ وقد وردت جملة من الأخبار في ذم علم النجوم وتعلمه والنهي عنه وبإزائها أخبار آخر تدل على أن أصله حق وقد جمعناها وجمعنا بينها في كتابنا (مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار).

باب ـ صفات العلماء وأصنافهم ووجوب الحذر من متابعة علماء السوء.

قال تعالى : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) وقال تعالى : (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ).

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد بن عثمان عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) قال : يعني بالعلماء من صدق قوله فعله ومن لم يصدق قوله فعله فليس بعالم.

كا ـ عنه عن أبيه عن القاسم عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إذا رأيتم العالم محبا لدنياه فاحذروه على دينكم فإن كل محب لشيء يحوط ما أحب وقال : أوحى الله إلى داود عليه‌السلام لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم. ورواه الصدوق في العيون.

كا ـ عنه عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا قيل : يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال : اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم.

قرب الإسناد ـ عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن جعفر عن أبيه عليه‌السلام أن عليا عليه‌السلام قال : إياكم والجهال من المتعبدين والفجار من العلماء فإنهم فتنة كل مفتون.

الخصال ـ عن هارون الفامي عن ابن بطة عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : قطع ظهري رجلان رجل عليم اللسان فاسق ورجل جاهل القلب ناسك هذا يصد بلسانه عن فسقه وهذا بنسكه عن جهله فاتقوا الفاسق من العلماء

٢٩٣

والجاهل من المتعبدين ، أولئك فتنة كل مفتون فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : هلاك أمتي على يدي كل منافق عليم اللسان وعن محمد بن موسى بن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن زياد بن المنذر عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث قال : قال عيسى عليه‌السلام الدنيا داء الدين والعالم طبيب الدين فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه واعلموا أنه غير ناصح لغيره.

معاني الأخبار ـ عن أبيه عن سعد عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن حماد بن عثمان عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) قال : هل رأيت شاعرا يتبعه أحد؟ إنما هم قوم تفقهوا لغير الدين فضلوا وأضلوا (١).

الخصال ـ عن محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الخشاب عن ابن مهران وابن أسباط فيما أعلم عن بعض رجالهما قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إن من العلماء من يحب أن يحزن عليه ولا يؤخذ عنه فذلك في الدرك الأول من النار ، ومن العلماء من إذا وعظ أنف وإذا وعظ عنف فذلك في الدرك الثاني من النار ، ومن العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف فلا يرى له في المساكين وضعا فذلك في الدرك الثالث من النار ، ومن العلماء من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين فإن رد عليه شيء من قوله أو قصر في شيء من أمره غضب فذاك في الدرك الرابع من النار ، ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليعزز به علمه ويكثر به حديثه فذاك في الدرك الخامس من النار ، ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول سلوني ولعله لا يصيب حرفا واحدا والله لا يحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار ومن العلماء من يتخذ علمه مروة وعقلا فذاك في الدرك السابع من النار.

ثواب الأعمال ـ أبي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : سيأتي على أمتي زمان لا يبقي من القرآن إلا رسمه إلى أن قال : فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود.

الإختصاص ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تعلم علما ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو يصرف به الناس إلى نفسه يقول : أنا رئيسكم فليتبوأ مقعده من النار إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها فمن دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه لم ينظر الله إليه يوم القيامة.

__________________

(١) فيه دلالة على جواز تفسير القرآن (منه).

٢٩٤

الخصال والعيون ـ أبي عن الكميداني عن ابن عيسى عن البزنطي قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام : من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت إن الصمت باب من أبواب الحكمة إن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على كل خير.

كا ـ محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار وتواضعوا لمن تعلمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم.

كا ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد بن عثمان عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) قال : يعني بالعلماء من صدق فعله قوله ومن لم يصدق قوله فعله فليس بعالم.

كا ـ العدة عن أحمد بن محمد البرقي عن إسماعيل بن مهران عن أبي سعيد القماط عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ألا أخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم من عذاب الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكر.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان النيشابوري جميعا عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : من علامات الفقه الحلم والصمت.

كا ـ أحمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد البرقي عن بعض أصحابه رفعه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لا يكون السفه والعزة في قلب العالم.

كا ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان رفعه قال : قال عيسى بن مريم عليه‌السلام : يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة اقضوها لي قالوا : قضيت حاجتك يا روح الله فقام فقبل أقدامهم فقالوا : كنا نحن أحق بهذا يا روح الله فقال : إن أحق الناس بالخدمة العالم إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم ثم قال عيسى عليه‌السلام : بالتواضع تكبر الحكمة لا بالتكبر وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل.

٢٩٥

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عمن ذكره عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : يا طالب العلم إن للعلم ثلاث علامات العلم والحلم والصمت وللمتكلف ثلاث علامات ينازع من فوقه بالمعصية ويظلم من دونه بالغلبة ويظاهر الظلمة.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يحدث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال في كلام له : العلماء رجلان رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج وعالم تارك لعلمه فهذا هالك وإن أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه عمله واتباعه الهوى وطول الأمل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وطول الأمل ينسي الآخرة.

كا ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن علي بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم الجعفري عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا.

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه‌السلام : قال قال : يا حفص يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد وبهذا الإسناد قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام قال عيسى بن مريم عليه‌السلام : ويل لعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار.

كا ـ العدة عن أحمد بن محمد عن نوح بن شعيب النيشابوري عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان عن درست بن أبي منصور عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي عن شعيب عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : يا طالب العالم إن العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع وعينه البراءة من الحسد وأذنه الفهم ولسانه الصدق وحفظه الفحص وقلبه حسن النية ، وعقله معرفة الأشياء والأمور ويده الرحمة ورجله زيارة العلماء وهمته السلامة وحكمته الورع ومستقره النجاة ، وقائده العافية ، ومركبه الوفاء ، وسلاحه لين الكلمة ، وسيفه الرضا وقوسه المداراة وجيشه محاورة العلماء وماله الأدب وذخيرته اجتناب الذنوب وزاده المعروف وماؤه الموادعة ودليله الهدى ورفيقه محبة الأخيار.

٢٩٦

علي بن محمد عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن آبائه عليه‌السلام قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله ما العلم؟ قال : الإنصات قال : ثم مه يا رسول الله؟ قال : الاستماع قال : ثم مه؟ قال : الحفظ قال : ثم مه؟ قال : العمل به قال : ثم مه يا رسول الله؟ قال : نشره.

كا ـ علي بن إبراهيم رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال طلبة العلم ثلاثة فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم صنف يطلبه للجهل والمراء وصنف يطلبه للاستطالة والختل وصنف يطلبه للفقه والعقل فصاحب الجهل والمراء مؤذ ممار متعرض للمقال في أندية الرجال يتذاكر العلم وصفة الحلم قد تسربل من الخشوع وتخلى من الورع فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه وصاحب الاستطالة والختل ذو خبيء يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه فهو لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره ، وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر قد تحنك في برنسه وقام الليل في حندسه يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا ، مقبلا على شأنه ، عارفا بأهل زمانه ، مستوحشا من أوثق إخوانه فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه.

الخصال ـ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن سعيد بن علاقة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : طلبة العلم إلخ وفيه يتعلمون العلم للمراء.

أمالي الصدوق ـ ابن مسرور عن محمد الحميري عن أبيه عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن زياد الأزدي عن أبان بن عثمان عن ابن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس مثله.

الخصال ـ العطار عن أبيه عن محمد بن أحمد عن ابن معروف عن ابن غزوان عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي قيل : يا رسول الله ومن هما؟ قال : الفقهاء والأمراء.

الخصال ـ أبي عن محمد العطار عن محمد بن أحمد عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو بن سعيد عن موسى بن أكيل قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا يكون الرجل فقيها حتى لا يبالي أي ثوبيه ابتذل وبما سد فورة الجوع.

المحاسن ـ أبي عن فضالة عن أبان بن عثمان عن الفضل بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن أبا جعفر عليه‌السلام سئل عن مسألة فأجاب

٢٩٧

فيها فقال الرجل : إن الفقهاء لا يقولون هذا فقال له أبي : ويحك إن الفقيه الزاهد في الدنيا ، الراغب في الآخرة ، المتمسك بسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

روضة الواعظين ـ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علماء هذه الأمة رجلان رجل آتاه الله علما فطلب به وجه الله والدار والآخرة وبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا ولم يشتر به ثمنا قليلا فذلك يستغفر له من في البحور ودواب البر والبحر ، والطير في جو السماء ، ويقدم على الله سيدا شريفا ، ورجل آتاه الله علما فبخل على عباد الله وأخذ عليه طمعا واشترى به ثمنا قليلا فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار وينادي ملك من الملائكة على رءوس الأشهاد : هذا فلان بن فلان آتاه الله علما في دار الدنيا فبخل به على عباده حتى يفرغ من الحساب.

باب ـ عدم جواز كتمان العلم عن أهله والخيانة فيه إذا لم تكن تقية.

قال الله تعالى : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) وقال تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ) وقال تعالى (يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وقال تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ).

كا ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور القمي يرفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله.

أمالي الشيخ المفيد ـ عن علي بن خالد المراغي عن الحسن بن علي بن عمرو الكوفي عن القاسم بن محمد بن حماد الدلال عن عبد بن يعيش عن مصعب بن أبي سلام عن سعيد عن عكرمة عن ابن عباس قال : قال رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تناصحوا في العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله وإن الله مسائلكم يوم القيامة. وبإسناد أخي دعبل عن الرضا عن

٢٩٨

آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا خير في علم إلا لمستمع واع أو عالم ناطق. وعن الخفار عن إسماعيل عن محمد بن غالب بن حرب عن علي بن أبي طالب البزاز عن موسى بن عمير الكوفي عن الحكم بن إبراهيم عن الأسود بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيما رجل آتاه الله علما فكتمه وهو يعلمه لقي الله عزوجل يوم القيامة ملجما بلجام من نار.

المحاسن ـ ابن يزيد عن محمد بن جمهور القمي رفعه قال : قال رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا ظهرت البدعة في أمتي فليظهر العالم علمه فإن لم يفعل فعليه لعنة الله. وعن أبيه عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن آبائه قال : قال عليه‌السلام : إن العالم الكاتم علمه يبعث أنتن أهل القيامة ريحا تلعنه كل دابة حتى دواب الأرض الصغار.

تفسير الإمام ـ قال أبو محمد العسكري عليه‌السلام قال أمير المؤمنين عليه‌السلام سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من سئل عن علم فكتمه حيث يجب إظهاره فتزول عنه التقية جاء يوم القيامة ملجما بلجام من النار. وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا كتم العالم العلم أهله وزها الجاهل في تعلم ما لا بد منه وبخل الغني بمعروفه وباع الفقير دينه بدنيا غيره جل البلاء وعظم العقاب.

أقول ـ هذا الخبر يجمع بين أخبار هذا الباب والباب الذي بعده فلا تغفل.

غوالي اللئالي ـ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كتم علما نافعا ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار وروي عن علي عليه‌السلام أنه قال : ما أخذ الله على الجهال أن يتعلموا حتى أخذ على العلماء أن يعلموا. وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : من احتاج الناس إليه ليفقههم في دينهم فسألهم الأجرة كان حقيقا على الله تعالى أن يدخله نار جهنم.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن حازم عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قرأت في كتاب علي عليه‌السلام أن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال لأن العلم كان قبل الجهل.

كا ـ العدة عن محمد بن يحيى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : زكاة العلم أن تعلمه عباد الله.

٢٩٩

كا ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قام عيسى بن مريم خطيبا في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل لا تحدثوا الجهال بالحكمة فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.

كا ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عزوجل يقول : تذاكر العلم بين عبادي مما تحيا عليه القلوب الميتة إذا هم فيه انتهوا إلى أمري.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : رحم الله عبدا أحيا العلم قال : قلت : وما إحياؤه؟ قال : أن يذاكر به أهل الدين وأهل الورع.

كا ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن بعض أصحابه رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فإن الحديث جلاء للقلوب إن القلوب لترين كما يرين السيف جلاؤه الحديث (وفي نسخة الحديد).

كا ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن منصور الصيقل قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : تذاكر العلم دراسة والدراسة صلاة حسنة.

أقول : قد تقدم في حجية الخبر كثير مما يناسب هذا الباب.

باب ـ وجوب كتمان العلم عن غير أهله وفي محل التقية ومع عدم المصلحة في إظهاره.

كا ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى وهو يقول : إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم أهل النار فقال أبو جعفر عليه‌السلام : فهلك إذا مؤمن آل فرعون ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا فليذهب الحسن يمينا وشمالا فو الله ما يوجد العلم إلا هاهنا.

الإحتجاج ـ عن عبد الله بن سليمان قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام إلى آخر ما تقدم وزاد فيه : وكان عليه‌السلام يقول : محنة الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يجيبونا وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا.

٣٠٠