الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

السيّد عبد الله شبّر

الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

المؤلف:

السيّد عبد الله شبّر


الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات مكتبة المفيد
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٦

نهج البلاغة ـ من ترك قول لا أدري أحببت مقاتله (أو أصيبت مقاتله).

نهج البلاغة ـ لا ورع كالوقوف عند الشبهة.

نهج البلاغة ـ وإنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق فأما أولياء الله فضياؤهم فيها اليقين ودليلهم سمت الهدى وأما أعداء الله فدعاؤهم فيها الضلال ودليلهم العمى.

نهج البلاغة ـ إن من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات حجزه التقوى عن تقحم الشبهات.

الفقيه ـ إن أمير المؤمنين عليه‌السلام خطب الناس فقال في كلام ذكره : حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له أترك وللمعاصي حمى الله فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها. وعن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن الحارث بن محمد بن النعمان عن جميل بن صالح عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كلام طويل : الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه وأمر تبين لك غيه فاجتنبه وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزوجل. ورواه في الخصال عن أبيه عن محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق التاجر عن علي بن مهزيار مثله. وفي الأمالي عن علي بن عبد الله الوراق عن سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي مثله. وعن محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن البرقي عن العباس بن معروف عن أبي شعيب يرفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : أورع الناس من وقف عند الشبهة الخبر. وعن أبيه عن سعد عن القاسم بن محمد عن المنقري عن فضيل بن عياض عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت له : من الورع من الناس؟ قال الذي يتورع عن محارم الله ويجتنب هؤلاء فإذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام وهو لا يعرفه الخبر.

التوحيد ـ عن أبيه عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن علي بن إسماعيل عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن جعفر بن سماعة عن غير واحد عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام ما حجة الله على العباد؟ قال أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا يعلمون. ورواه في المجالس عن جعفر بن محمد بن مسرور عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد مثله. إلا أنه قال ما حق الله على العباد.

العيون ـ عن أبيه عن سعد عن المسمعي عن أحمد بن الحسن الميثمي عن الرضا عليه‌السلام في حديث اختلاف الحديث قال : ما لم تجدوه في

٢٦١

شيء من هذه الوجوه فردوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك ولا تقولوا فيه بآرائكم وعليكم بالكف والتثبت والوقوف وأنتم طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من عندنا.

الوسائل ـ عن سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن علي بن الحسين عليه‌السلام أنه قال لأبان بن أبي عياش يا أخا عبد قيس إن وضح لك أمر فاقبله وإلا فاسكت تسلم ورد علمه إلى الله فإنك أوسع مما بين السماء والأرض.

التهذيب ـ عن الحسن بن محمد بن سماعة عن سليمان بن داود عن عبد الله بن وضاح أنه كتب إلى العبد الصالح عليه‌السلام يسأله عن وقت المغرب والإفطار فكتب إليه : أرى لك أن تنتظر حتى تذهب الحمرة وتأخذ بالحائطة لدينك.

جامع الجوامع ـ الطبرسي قال في حديث : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، قال : وفي الحديث أن لكل ملك حمى وحمى الله محارمه فمن رتع حول الحمى أوشك أن يقع فيه.

أمالي ابن الشيخ ـ عن أبيه عن علي بن أحمد بن الحمامي عن أحمد بن محمد القطان عن إسماعيل بن أبي كثير عن علي بن إبراهيم عن السري بن عامر عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن لكل ملك حمى وإن حمى الله حلاله وحرامه والمشتبهات بين ذلك كما لو أن راعيا رعى إلى جانب الحمى لم تلبث غنمه أن تقع في وسطه فدعوا المشتبهات. وعن أبيه عن المفيد عن علي بن محمد الكاتب عن زكريا بن يحيى التميمي عن أبي هاشم عن داود بن القاسم الجعفري عن الرضا عليه‌السلام أن أمير المؤمنين قال لكميل بن زياد فيما قال : يا كميل أخوك دينك فاحتط لدينك. وعن أبيه عن المفيد عن محمد بن علي الزيات عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن أحمد بن سلامة عن محمد بن الحسن العامري عن أبي معمر عن أبي بكر بن عياش عن الفجيع العقيلي عن الحسن بن علي عليه‌السلام قال : لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي فقال أوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها والزكاة في أهلها عند محلها والصمت عند الشبهة وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل والزم الصمت تسلم. وعن أبيه عن المفيد عن ابن قولويه عن محمد بن يعقوب عن علي

٢٦٢

بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى اليقطيني عن يونس عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في وصيته لأصحابه قال : وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوه إلينا الخبر.

أمالي الصدوق ـ عن الوراق عن سعد عن إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي عن الحسين بن سعيد عن الحارث بن محمد بن النعمان الأحول عن جميل بن صالح عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الأمور ثلاثة أمر تبين لك رشده فاتبعه وأمر تبين لك غيه فاجتنبه وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عزوجل الخبر.

الخصال ـ أبي عن محمد العطار عن الحسين بن إسحاق التاجر عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن الحارث إلى آخر ما تقدم.

الخصال ـ ماجيلويه عن عمه البرقي عن ابن معروف عن ابن شعيب يرفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال أورع الناس من وقف عند الشبهة.

المحاسن ـ أبي عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن أبي سعيد الزهري عن أبي جعفر عليه‌السلام أو عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه.

تفسير العياشي ـ عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي عليه‌السلام مثله. وعن عبد الأعلى عن الصادق عليه‌السلام مثله.

غوالي اللئالي ـ في أحاديث رواها الشيخ شمس الدين محمد بن مكي قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وقال الصادق عليه‌السلام : لك أن تنظر الحزم وتأخذ الحائطة لدينك.

المحاسن ـ عن علي بن حسان وأحمد بن محمد بن أبي نصر عن درست عن زرارة بن أعين قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما حق الله على خلقه؟ قال حق الله على خلقه أن يقولوا بما يعلمون ويكفوا عما لا يعلمون فإذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى الله حقه. وعن أبيه عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس بن عبد الرحمن عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنما أهلك الناس العجلة ولو أن الناس تلبثوا لم يهلك أحد.

كنز الفوائد ـ للكراجكي عن محمد بن علي بن طالب البلدي عن محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني عن أحمد بن محمد بن سعيد بن

٢٦٣

عقدة عن شيوخه الأربعة عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال قال جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيها الناس حلالي حلال إلى يوم القيامة وحرامي حرام إلى يوم القيامة ، ألا وقد بينهما الله لكم في الكتاب وبينتها لكم في سنتي وسيرتي وبينهما شبهات من الشيطان وبدع بعدي فمن تركها صلح له أمر دينه وصلحت له مروته وعرضه ومن تلبس بها وقع فيها ومن اتبعها كان كمن رعى غنمه قرب الحمى ومن رعى ماشيته قرب الحمى نازعته نفسه إلى أن يرعاها في الحمى ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله عزوجل محارمه فتوقوا حمى الله ومحارمه قال : وجاء في الحديث عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال من أراد أن يكون أعز الناس فليتق الله وقال : من خاف الله سخت نفسه عن الدنيا وقال : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله عزوجل.

الوسائل ـ وجدت بخط الشهيد محمد بن مكي قدس‌سره حديثا طويلا عن عنوان البصري عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول : فيه سل العلماء ما جهلت وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة وإياك أن تعمل برأيك شيئا وخذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد إليه سبيلا واهرب من الفتيا هربك من الأسد ولا تجعل رقبتك عتبة للناس.

الذكرى ـ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه قال وقال الصادق عليه‌السلام : لك أن تنظر الحزم وتأخذ بالحائطة لدينك.

الفقيه ـ خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : إن الله حد حدودا فلا تعتدوها وفرض فرائض فلا تنقضوها وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا فلا تكلفوها رحمة من الله لكم فاقبلوها ثم قال عليه‌السلام حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له أترك والمعاصي حمى الله فمن يرتع حول ذلك يوشك أن يدخلها.

باب ـ أن الكفار مكلفون بالفروع مضافاً إلى الأصول.

الآيات ـ قال الله تعالى (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) وقال تعالى (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) وقال تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) وقال تعالى حكاية عن الكفار (قالوا (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ

٢٦٤

الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) وقال تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) وقال تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) وقال تعالى : (وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) وقال تعالى في ذم الكفار (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) وسيأتي إن شاء الله ما روي في تفسيرها أنهم ما اتخذوهم آلهة وإنما صدقوهم في كل ما قالوا وكل ما أفتوا لهم.

الكافي ـ في باب أن الإيمان مبثوث على جوارح البدن كلها علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال حدثنا أبو عمر الزبيري عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال فيه : إن الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرق فيها فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها إلى أن قال : فأما ما فرض على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله إلا الله إلى أن قال : وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد وأقر به قال الله تبارك اسمه : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) وقال (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ) إلى أن قال : وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عنه والإصغاء إلى ما أسخط الله إلى أن قال : وفرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم الله عليه وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله إلى أن قال : وفرض على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله وفرض عليهما من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلوات إلى أن قال : وفرض على الرجلين أن لا يمشي بهما إلى شيء من معاصي الله وفرض عليهما المشي إلى ما يرضي الله إلى أن قال : وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلاة الخبر.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن عبد الله بن الحسن عن الحسن بن هارون قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) قال يسأل السمع عما سمع والبصر عما نظر إليه والفؤاد عما عقد عليه.

٢٦٥

الكافي ـ بعض أصحابنا عن علي بن العباس عن علي بن ميسر عن حماد بن عثمان بن عمرو النصيبي قال سأل رجل العالم عليه‌السلام إلى أن قال : إن الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح بني آدم وقسمه عليها وفرقه عليها فليس من جوارحهم جارحة إلا وهي موكلة من الإيمان بغير ما وكلت به أختها إلى أن قال : وفرض على القلب غير ما فرض على اللسان وفرض على اللسان غير ما فرض على العينين وفرض على العينين غير ما فرض على السمع وفرض على السمع غير ما فرض على اليدين وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين وفرض على الرجلين غير ما فرض على الفرج وفرض على الفرج غير ما فرض على الوجه الخبر.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ما من موضع قبر إلا وهو ينطق كل يوم ثلاث مرات أنا بيت التراب أنا بيت البلاء أنا بيت الدود قال : فإذا دخله عبد مؤمن قال مرحبا وأهلا إلى أن قال وإذا دخل الكافر قبره قالت لا مرحبا بك ولا أهلا إلى أن قال : ثم إنه يخرج منه رجل أقبح من رئي قط فيقول يا عبد الله من أنت فما رأيت شيئا أقبح منك؟ قال فيقول : إنما عملك الشيء الذي كنت تعمله ورأيك الخبيث قال ثم تؤخذ روحه فتوضع حيث رأى مقعده من النار ثم لم تزل نفحة من النار تصيب جسده فيجد ألمها وحرها في جسده إلى يوم يبعث ويسلط على روحه تسعة وستين (وفي نسخة تسعة وتسعين) تنينا تنهشه ليس منها ينفخ على ظهر الأرض فتنبت شيئا.

الكافي ـ سهل بن زياد عن الحسن بن علي عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه‌السلام وعلي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا حمل عدو الله إلى قبره نادى حملته ألا تسمعون يا إخوتاه إني أشكو إليكم ما وقع فيه أخوكم الشقي إن عدو الله خدعني فأوردني ثم لم يصدرني وأقسم لي أنه ناصح لي فغشني وأشكو إليكم دنيا غرتني حتى إذا اطمأننت إليها صرعتني وأشكو إليكم أخلاء الهوى منوني ثم تبرءوا مني وخذلوني وأشكو إليكم أولادا حميت عنهم وآثرتهم على نفسي فأكلوا مالي وأسلموني وأشكو إليكم مالا ضيعت فيه حق الله فكان وباله علي وكان نفعه لغيري وأشكو إليكم دارا أنفقت عليها حريبتي وصار سكانها غيري إلى أن قال وا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله ويا طول عويلاه فما لي من شفيع يطاع ولا صديق يرحمني فلو أن لي كرة فأكون من المؤمنين.

٢٦٦

الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يسأل الميت في قبره عن خمس عن صلواته وزكاته وحجه وصيامه وولايته إيانا أهل البيت فتقول الولاية من جانب القبر للأربع ما دخل فيكن من تقصير فعلي تمامه.

أقول ـ وروي في أخبار كثيرة أنه لا يسأل في القبر إلا من محض الإيمان أو محض الكفر وورد أيضا في أخبار كثيرة أن الإسلام بني على هذه الخمس فيكون الكافر مكلفا بها وروى في عدة أخبار أنه يسأل عن الحجة القائم بين أظهرهم وعن الإمامة والمنكر لتكليف الكفار بالفروع منكر للتكليف بها.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن أبي عبد الله عليه‌السلام وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام وعن الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن القاسم بن الربيع الصحاف عن إسماعيل بن مخلد السراج عن أبي عبد الله عليه‌السلام في رسالته إلى أصحابه التي أمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها وقال فيها : إن العبد إذا كان خلقه الله في الأصل أصل الخلق مؤمنا لم يمت حتى يكره الله إليه الشر ويباعده عنه إلى أن قال : وإن العبد إن كان الله خلقه في الأصل أصل الخلق كافرا لم يمت حتى يحبب الله إليه الشر ويقربه منه فإذا حبب إليه الشر وقربه منه ابتلي بالكبر والجبرية فقسا قلبه وساء خلقه وغلظ وجهه وظهر فحشه وقل حياؤه وكشف الله سره وركب المحارم فلم ينزع عنها وركب معاصي الله وأبغض طاعته وأهلها الخبر.

الكافي ـ حدثني محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم جميعا عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن غالب الأسدي عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال كان علي بن الحسين عليهما‌السلام يعظ الناس ويزهدهم في الدنيا ويرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال فيها : ابن آدم إن أجلك أسرع شيء إليك قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك ويوشك أن قد يدركك ، وكان قد أوفيت أجلك وقبض الملك روحك وصرت إلى قبرك وحيدا فرد إليك فيه روحك واقتحم عليك ملكان ناكر ونكير لمساءلتك وشديد امتحانك ألا وإن أول ما يسألانك

٢٦٧

عن ربك الذي كنت تعبده وعن نبيك الذي أرسل إليك وعن دينك الذي كنت تدين به وعن كتابك الذي كنت تتلوه وعن إمامك الذي كنت تتوالاه ثم عن عمرك فيما كنت أفنيته ومالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته فخذ حذرك الخبر. والتقريب فيه أن الخطاب لابن آدم وهو يعم الكافر والمسلم وأيضا قد ورد في جملة من الأخبار أن الكافر أيضا يسأل في قبره أيضا.

الكافي ـ العدة عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن ثوير بن أبي فاختة قال : سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام يحدث في مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : حدثني أبي أنه سمع أباه علي بن أبي طالب يحدث الناس قال : إذا كان يوم القيامة بعث الله تبارك وتعالى الناس من حفرهم غرلا مهلا جردا مردا في صعيد واحد إلى أن قال : فقال له رجل من قريش يا بن رسول الله إذا كان للرجل المؤمن عند الرجل الكافر مظلمة أي شيء يأخذ من الكافر وهو من أهل النار؟ قال فقال له علي بن الحسين عليهما‌السلام : يطرح عن المسلم من سيئاته بقدر ما له على الكافر فيعذب الكافر بها مع عذابه بكفره عذابا بقدر ما للمسلم قبله من مظلمته الخبر. والتقريب فيه أن غير المكلفين لا يؤاخذون بالمظالم فلو كان الكفار غير مكلفين بالفروع مطلقا لما كانوا مكلفين بالمحرمات التي منها الظلم للعباد بأقسامه.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن المؤمن إذا غلبه ضعف الكبر أمر الله عزوجل الملك أن يكتب له في حاله تلك مثل ما كان يعمل وهو شاب نشيط صحيح ومثل ذلك إذا مرض وكل الله به ملكا يكتب له في سقمه ما كان يعمل من الخبر في صحته حتى يرفعه الله ويقبضه وكذلك الكافر إذا اشتغل بسقم جسده كتب الله له ما كان يعمل من شر في صحته.

الكافي ـ محمد بن أحمد عن عبد الله بن الصلت عن يونس بن عبد الرحمن عن يحيى بن محمد قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ) قال اللذان منكم مسلمان واللذان من غيركم من أهل الكتاب فإن لم تجدوا من أهل الكتاب فمن المجوس لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سن فيهم سنة أهل الكتاب في الجزية وذلك إذا مات الرجل في أرض غربة فلم يوجد مسلمان أشهد رجلين من

٢٦٨

أهل الكتاب ويحبسان بعد الصلاة فيقسمان بالله لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين الخبر).

الكافي ـ محمد بن أحمد الخراساني عن أبيه رفعه قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يسأل الميت في قبره عن صلواته وزكواته وحجه وصيامه وولايته إيانا أهل البيت فتقول الولاية من جانب القبر للأربع ما دخل فيكن من نقص فعلي تمامه.

الكافي ـ علي عن العبدي عن يونس عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبرني الروح الأمين أن الله لا إله غيره إذا أوقف الخلائق وجمع الأولين والآخرين أتي بجهنم تقاد بألف زمام آخذ بكل زمام مائة ألف ملك إلى أن قال : ثم يوضع عليها صراط أدق من الشعر وأحد من السيف عليه ثلاث قناطر الأولى عليها الأمانة والرحمة والثانية عليها الصلاة والثالثة عليها عدل رب العالمين لا إله غيره فيكلفون الممر عليها فتحبسهم الرحمة والأمانة فإن نجوا منها حبستم الصلاة فإن نجوا منها كان المنتهى إلى رب العالمين وهو قول الله تعالى (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ) الخبر.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن أحمد بن يونس عن أبي هاشم قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنما خلد أهل النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) قال : على نيته.

المحاسن ـ علي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد مثله.

العلل ـ أبي عن سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد مثله.

العلل ـ أبي عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن عمران بن موسى عن الحسن بن علي بن النعمان عن الحسن بن الحسين الأنصاري عن بعض رجاله عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه كان يقول : نية المؤمن أفضل من عمله وذلك لأنه ينوي من الخير ما لا يدركه ونية الكافر شر من عمله وذلك لأنه ينوي الشر ويأمل من الشر ما لا يدركه.

مكارم الأخلاق ـ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مواعظه لأبي ذر إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه وإن الكافر ليرى ذنبه كأنه ذباب على أنفه.

الكافي ـ أحمد بن إدريس وغيره عن محمد بن أحمد عن إبراهيم

٢٦٩

بن محمد عن محمد بن حفص عن صباح الحذاء عن قثم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت له : جعلت فداك أخبرني عن الزكاة كيف صارت من كل ألف خمسة وعشرين لم تكن أقل أو أكثر ما وجهها؟ فقال : إن الله عزوجل خلق الخلق كلهم فعلم صغيرهم وكبيرهم وغنيهم وفقيرهم فجعل من كل ألف إنسان خمسة وعشرين فقيرا ولو علم أن ذلك لا يسعهم لزادهم لأنه خالقهم وهو أعلم بهم.

العلل ـ أبي عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد مثله.

محاسن ـ عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن جعفر عن صباح الحذاء مثله.

الفقيه ـ مرسلا نحوه.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن أناسا أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ما أسلموا فقالوا : يا رسول الله أيؤخذ الرجل منا بما كان عمل في الجاهلية بعد إسلامه؟ فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من حسن إسلامه وصح يقين إيمانه لم يأخذه الله تبارك وتعالى بما عمل في الجاهلية ومن سخف إسلامه ولم يصح يقين إيمانه أخذه الله تبارك وتعالى بالأول والآخر.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري عن المنقري عن فضيل بن عياض قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الرجل يحسن في الإسلام أيؤخذ بما عمل في الجاهلية قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : (كذا) من أحسن في الإسلام لم يؤخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر.

كا ـ العدة عن سهل بن زياد عن محمد بن أورمة عن النضر بن سويد عن درست عن أبي منصور عن ابن مسكان عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه‌السلام قال مر نبي من أنبياء بني إسرائيل برجل بعضه تحت حائط وبعضه خارج منه قد شعثته الطير ومزقته الكلاب ثم مضى فرفعت له مدينة فدخلها فإذا هو بعظيم من عظمائها ميت على سرير مسجى بديباج حوله المجمر فقال : يا رب أشهد أنك حكيم عدل لا تجور هذا عبدك لم يشرك بك طرفة عين أمته بتلك الميتة وهذا عبدك لم يؤمن بك طرفة عين أمته بهذه الميتة فقال : عبدي أنا كما قلت عدل حكيم لا أجور ذلك عبدي كانت له عندي سيئة أو ذنب أمته بتلك الميتة لكي يلقاني ولم يبق

٢٧٠

عليه شيء وهذا عبدي كانت له عندي حسنة فأمته بهذه الميتة لكي يلقاني وليس له عندي حسنة.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه وأبو علي الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : العبد المؤمن إذا أذنب أجله الله سبع ساعات فإن استغفر الله لم يكتب عليه شيء وإن مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة وإن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له وإن الكافر لينساه من ساعته.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة بياع الأكسية عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن المؤمن ليذنب الذنب فيذكر بعد عشرين سنة فيستغفر منه فيغفر له وإنما يذكره ليغفر له وإن الكافر ليذنب الذنب فينساه من ساعته.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن صدقات أهل الذمة وما يؤخذ من جزيتهم من ثمن خمورهم وخنازيرهم وميتتهم قال : عليهم الجزية في أموالهم تؤخذ من ثمن لحم الخنزير أو خمر فكل ما أخذوا منهم من ذلك فوزر ذلك عليهم وثمنه للمسلمين حلال يأخذونه في جزيتهم.

الفقيه ـ عن محمد بن مسلم مثله.

التهذيب ـ محمد بن يعقوب مثله.

المقنعة ـ للشيخ المفيد روى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سأله عن خراج أهل الذمة وجزيتهم إذا أدوها من ثمن خمورهم وخنازيرهم وميتتهم. أيحل للإمام أن يأخذها ويطيب ذلك للمسلمين فقال : ذاك للإمام والمسلمين حلال وهي على أهل الذمة حرام وهم المحتملون لوزره.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أبي طالب عبد الله بن الصلت قال : كتب الخليل بن هاشم إلى ذي الرئاستين وهو والي نيشابور : أن رجلا من المجوس مات وأوصى للفقراء بشيء من ماله فأخذه قاضي نيشابور فجعله في فقراء المسلمين فكتب الخليل إلى ذي الرئاستين بذلك فسأل المأمون فقال ليس عندي في هذا شيء فسأل أبا الحسن فقال أبو الحسن عليه‌السلام : إن المجوسي لم يوص للفقراء المسلمين ولكن ينبغي أن يؤخذ مقدار ذلك من مال الصدقة فيرد على فقراء المجوس.

٢٧١

التهذيب ـ عن علي بن إبراهيم مثله.

الفقيه ـ عن أبي طالب عبد الله بن الصلت مثله.

العيون ـ عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن إبراهيم عن ياسر الخادم قال كتب من نيشابور إلى المأمون : أن رجلا من المجوس أوصى عند موته بمال جليل يفرق في المساكين والفقراء ففرقه قاضي نيشابور في فقراء المسلمين فقال المأمون للرضا : ما تقول في ذلك؟ فقال الرضا عليه‌السلام : إن المجوس لا يتصدقون على فقراء المسلمين فاكتب إليه أن يخرج بقدر ذلك من صدقات المسلمين فيتصدق به على فقراء المجوس.

الكافي ـ في رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى (أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ) فقال كان القوم قد كسبوا مكاسب سوء في الجاهلية فلما أسلموا أرادوا أن يخرجوها من أموالهم ليتصدقوا بها فأبى الله تبارك وتعالى إلا أن يخرجوا من أطيب ما كسبوا.

الكافي ـ أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن علي بن حديد عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن إبليس أكان من الملائكة أم كان يلي شيئا من أمر السماء؟ فقال : لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء ولا كرامة فأتيت الطيار فأخبرته بما سمعت فأنكر وقال : كيف لا يكون من الملائكة والله تعالى يقول (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) فدخل عليه الطيار فسأله وأنا عنده فقال له : جعلت فداك أرأيت قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) في غير مكان فهي مخاطبة للمؤمنين أيدخل في هذا المنافقون قال نعم يدخل في هذا المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.

٢٧٢

باب ـ أن لكل شيء حدا وأنه ليس شيء إلا ورد فيه كتاب وسنة وعلم ذلك كله عند الإمام عليه‌السلام ولا ينافي ذلك القول بأصالتي البراءة والإباحة لما تقدم في الأبواب السابقة وأن لا تكليف إلا بعد البيان و (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) وكل شيء لك مطلق حتى يرد فيه نهي.

الآيات ـ قال تعالى (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) وقال تعالى (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) وقال تعالى (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ).

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن حماد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول ما من شيء إلا وفيه كتاب وسنة.

الكافي ـ وبالإسناد عن يونس عن سماعة بن مهران عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام في حديث قال : قلت أصلحك الله أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الناس بما يكتفون به في عهده؟ قال : نعم وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة فقلت فضاع من ذلك شيء فقال : لا هو عند أهله.

الكافي ـ وبالإسناد عن يونس عن أبان عن سليمان بن هارون قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ما خلق الله حراما ولا حلالا إلا وله حد كحد الدار فما كان من الطريق فهو من الطريق وما كان من الدار فهو من الدار حتى أرش الخدش فما سواه والجلدة ونصف الجلدة.

الكافي ـ الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن سليمان أخي حسان العجلي عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء حتى والله ما ترك شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد أن يقول لو كان هذا أنزل في القرآن إلا وقد أنزل الله فيه.

الكافي ـ عنه عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن المعلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله ولكن لا تبلغه عقول الرجال.

٢٧٣

الكافي ـ عنه عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أيها الناس إن الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول وأنزل إليه الكتاب بالحق إلى أن قال فاستنطقوه ولن ينطق لكم ولكن أخبركم عنه إن فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون فلو سألتموني عنه لعلمتكم.

الكافي ـ وعنه عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : قد ولدني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا أعلم كتاب الله وفيه بدأ الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة وفيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر الجنة وخبر النار وخبر ما كان وما هو كائن أعلم ذلك كأني أنظر إلى كفي إن الله يقول (فيه تبيان كل شيء).

الكافي ـ وعنه عن أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن الله ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبدا وختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبدا وأنزل فيه تبيان كل شيء وخلقكم وخلق السماوات والأرض ونبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وأمر الجنة والنار وما أنتم إليه صائرون.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن إسماعيل بن جابر قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ونحن نعلمه.

الكافي ـ وعنهم عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي المغراء عن سماعة عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال قلت له : أكل شيء في كتاب الله وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله أو تقولون فيه؟ فقال : بل كل شيء في كتاب الله وسنة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الكافي ـ وعنهم عن أحمد بن محمد عن عبد الله الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال فيه : علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام ألف باب يفتح كل باب منها ألف باب إلى أن قال : فإن عندنا الجامعة صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله وإملائه من فلق فيه وخط علي عليه‌السلام بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي فقال : تأذن يا أبا محمد قال : قلت جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت فغمزني بيده قال حتى أرش هذا كأنه مغضب.

٢٧٤

الكافي ـ وعنهم عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن عندي الجفر الأبيض قال قلت فأي شيء فيه؟ قال زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش الحديث.

الكافي ـ وعنهم عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحسين بن صغير عمن حدثه عن ربعي بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : أبى الله أن يجري الأشياء إلا بأسباب فجعل لكل شيء سببا وجعل لكل سبب شرحا وجعل لكل شرح علما وجعل لكل علم بابا ناطقا عرفه من عرفه وجهله من جهله ذاك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن.

الكافي ـ وعنهم عن أحمد بن محمد عن صالح بن سعيد عن أحمد بن أبي نصر عن بكر بن كرب الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس وإن الناس ليحتاجون إلينا وإن عندنا كتابا إملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي عليه‌السلام صحيفة فيها كل حلال وحرام الحديث.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبان عن أبي شبية قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ضل علم ابن شبرمة عند الجامعة إملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي بيده إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما فيها الحلال والحرام الخبر.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث أنه سئل عن الجامعة فقال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه وليس من قضية إلا وهي فيها حتى أرش الخدش.

الكافي ـ محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد وعن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الجريش عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام في حديث طويل قال : أبى الله أن يكون له علم فيه اختلاف إلى أن قال : أما جملة العلم فعند الله وأما ما لا بد للعباد منه فعند الأوصياء إلى أن قال : أبى الله أن يصيب عبدا بمصيبة ليس في أرضه من حكمه قاض بالصواب في تلك المصيبة ثم قال أبى الله أن يحدث في خلقه شيئا من الحدود ليس تفسيره في الأرض.

٢٧٥

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال يحتج الله على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه؟.

الكافي ـ علي عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث طويل قال فيه : إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول لا أدري.

الكافي ـ عن أبي محمد القاسم بن أبي العلاء رفعه عن عبد العزيز بن مسلم عن الرضا عليه‌السلام في حديث طويل قال : إن الله لم يقبض نبيه حتى كمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملا فقال عزوجل (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) وأنزل عليه في حجة الوداع وهي آخر عمره (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) وأمر الإمامة من تمام الدين إلى أن قال وما ترك شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه فمن زعم أن الله لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ومن رد كتاب الله فهو كافر به.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين وأحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في حديث أن الحسين عليه‌السلام دفع إلى ابنته فاطمة كتابا ثم دفعته إلى علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا يا زياد قال قلت فما في ذلك الكتاب؟ قال فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا والله إن فيه الحدود حتى إن فيه أرش الخدش.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبي الجارود نحوه.

الكافي ـ عن الحسين محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن منصور بن العباس عن علي بن أسباط عن يعقوب بن سالم عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وقد قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أكمل الله لكم الدين وبين لكم سبيل المخرج فلم يترك لجاهل حجة.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن الحسن بن علي بن عبد الله بن جبلة عن سيف بن ميمون عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال : الحمد لله الذي لم يدع شيئا إلا وقد جعل له حدا.

٢٧٦

التهذيب ـ عن محمد بن يعقوب مثله.

الكافي ـ علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال : ما من شيء إلا وله حد ينتهي إليه ثم ذكر بعض أحكام الخوان.

الكافي ـ عن بعض أصحابنا قال الكليني : سقط عني إسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله لم يترك شيئا مما يحتاج إليه إلا علمه نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله الخبر.

الكافي ـ أبو علي الأشعري والحسين بن محمد عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن غير واحد عن غير أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث قال : أما إنكم لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله ما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله ولا اختلف اثنان ، ألا علم ذلك عندنا من كتاب الله.

الكافي ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحسن الميثمي عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن علي نحوه وزاد : وما تنازعت الأمة في شيء من أمر الله إلا وعندي علمه من كتاب الله.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن عمرو بن عثمان عن علي بن الحسن بن علي بن رباط عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث أنه قال لسعد بن عبادة إن الله جعل لكم شيء حدا وجعل على من تعدى حدا من حدود الله حدا.

الكافي ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن المثنى بن الوليد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال ليس شيء إلا وله حد الخبر.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن لكل شيء حدا ومن تعدى ذلك الحد كان له حد.

الكافي ـ أبو علي الأشعري عن محمد بن حسان عن محمد بن علي عن جميل عن ابن دبيس الكوفي عن عمرو بن قيس قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا عمرو بن قيس أشعرت أن الله أرسل رسولا وأنزل عليه كتابا وأنزل في الكتاب ما يحتاج إليه وجعل له دليلا يدل عليه وجعل لكل شيء حدا ولمن جاوز الحد حدا قال قلت أرسل رسولا وأنزل عليه كتابا وأنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه وجعل له دليلا يدل عليه وجعل لكل شيء حدا ولمن جاوز الحد حدا؟ قال نعم.

٢٧٧

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حسين بن المنذر عن عمر بن قيس الماصر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلا أنزله في كتابه وبينه لرسوله وجعل لكل شيء حدا وجعل له دليلا يدل عليه وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا.

الكافي ـ عنه عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن صباح الحذاء عن أبي أسامة قال كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فسأله رجل من المغيرية عن شيء من السنن فقال ما من شيء يحتاج إليه أحد من ولد آدم إلا وقد جرت فيه من الله ومن رسوله سنة عرفها من عرفها وأنكرها من أنكرها فقال له رجل وما السنة في دخول الخلاء الحديث.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لسعد بن عبادة : إن الله جعل لكل شيء حدا وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا.

التهذيب ـ عن الحسين بن سعيد مثله.

الكافي ـ أبو علي الأشعري عن بعض أصحابه عن الخشاب رفعه قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله القرآن هدى من الضلالة وتبيان من العمى إلى أن قال : وفيه كمال دينكم.

البصائر ـ أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن عندنا لصحيفة سبعين ذراعا إملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي بيده ما من حلال ولا حرام إلا وهو فيها حتى أرش الخدش. وعنه عن الحسين بن سعيد عن بعض رجاله عن أحمد بن عمر الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام نحوه إلا أنه قال فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى أرش الخدش وعنه عن الحسين بن سعيد عن الحجال عن أحمد بن عمر الحلبي مثله. وعنه عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن القاسم بن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام نحوه إلا أنه قال : لو ظهر أمرنا لم يكن شيء إلا وفيه سنة نمضيها. وعنه عن فضالة مثله. وعنه عن علي بن الحكم والحسن بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري جميعا عن علي بن أبي حمزة

٢٧٨

عن أبي بصير قال : أخرج إلي أبو جعفر عليه‌السلام صحيفة فيها الحلال والحرام والفرائض فقلت : ما هذه؟ فقال : هذه إملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي بيده ، قال : قلت : ما تبلى؟ قال : ما يبليها ، قلت : وما تندرس؟ قال وما يدرسها هي الجامعة أو من الجامعة. وعنه عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : إنما هلك من قبلكم بالقياس وإن الله لم يقبض نبيه حتى أكمل له جميع دينه في حلاله وحرامه فجاءكم بما تحتاجون إليه في حياته وتستغنون به وبأهل بيته بعد موته وإنه مخفي عند أهل بيته حتى إن فيه لأرش الكف الخبر. وعن يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي الوشاء عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سمعته يقول : إن عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا إملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي بيده وإن فيها لجميع ما يحتاج إليه حتى أرش الخدش. وعنه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن سليمان بن خالد قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن عندنا لصحيفة يقال لها الجامعة ما من حلال وحرام إلا وهو فيها حتى أرش الخدش. وعن يعقوب بن إسحاق الرازي عن أبي عمران الأرمني عن عبد الله بن الحكم عن منصور بن حازم أو عبد الله بن أبي يعفور قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إن عندي صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها ما يحتاج إليه حتى إن فيها أرش الخدش. وعن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن ابن بكير عن محمد بن عبد الملك عن أبي عبد الله عليه‌السلام نحوه إلا أنه قال : ما خلق الله من حلال ولا حرام إلا وهو فيها. وعن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن الفضيل عن بكر بن كرب عن أبي عبد الله عليه‌السلام نحوه إلا أنه قال : فيها كل حلال وحرام. وعن إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن حماد بن عثمان عن عمرو بن أبي نصر عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال وذكر ابن شبرمة : أين هو عن الجامعة إملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي بيده فيها الحلال والحرام حتى أرش الخدش. وبالإسناد عن حماد قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ما خلق الله حلالا ولا حراما إلا وله حد كحد الدار فما كان من الطريق فهو من الطريق وما كان من الدور فهو من الدور حتى أرش الخدش فما سواه والجلدة ونصف الجلدة. وعن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن أبان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن في البيت صحيفة سبعين ذراعا ما خلق الله من حلال ولا حرام إلا فيها حتى أرش الخدش. وعن علي بن

٢٧٩

الحسن بن فضال عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن مروان عن الفضيل بن يسار قال قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : يا فضيل عندنا كتاب علي عليه‌السلام سبعون ذراعا ما على الأرض من شيء يحتاج إليه إلا وهو فيه حتى أرش الخدش ثم خط بيده على إبهامه. وعن يعقوب بن يزيد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام وقد ذكر له وقيعة ولد الحسن وذكر الجفر فقال : والله إن عندنا لجلدين ماعز وضأن إملاء رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي بيده وإن فيهما لجميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش. وعن محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن أبي القاسم الكوفي عن بعض أصحابه قال ذكروا لجعفر ولد الحسن فقالوا ما هذا؟ فذكر ذلك لأبي عبد الله عليه‌السلام فقال : نعم هما إهابان ماعز وضأن مملوءان علما كتب فيهما كل شيء حتى أرش الخدش. وعن أحمد بن موسى عن علي بن إسماعيل عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن سنان قال سمعته يقول : ويحكم وتدرون ما الجفر إنما هو جلدة شاة وليست بصغيرة ولا كبيرة فيها خط علي عليه‌السلام وإملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من فلق فيه ما من شيء يحتاج إليه إلا وهو فيها حتى أرش الخدش. وعنه عن الحسن بن النعمان عن الحسين بن عمرو الزيات عن أبان وعبد الله بن بكير قال : لا أعلم إلا قال ثعلبة أو العلاء بن رزين بن عمرو عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما‌السلام في حديث قال ولقد خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جلدا ما هو جلد حمار ولا جلد ثور ولا جلد بقرة إلا إهاب شاة فيها كل ما يحتاج إليه حتى أرش الخدش والظفر. وعن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن علي بن سعيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال في حديث طويل : وأما قوله يعني عبد الله بن الحسن في الجفر فإنما هو جلد مدبوغ كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال وحرام إملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي بيده. وعن أحمد بن محمد عن البرقي عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي المغراء عن سماعة عن أبي الحسن عليه‌السلام قال قلت له : كل شيء تقولونه في كتاب الله أو تقولون فيه؟ قال : بل كل شيء في كتاب الله وسنته. وعن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي المغراء عن سماعة عن العبد الصالح عليه‌السلام في حديث قال : ليس شيء إلا وقد جاء في الكتاب والسنة. وعن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه‌السلام قال قلت : يكون الإمام يسأل عن الحلال والحرام فلا يكون عنده فيه شيء؟ قال : لا ، ولكن يكون عنده ولا يجيب. وعن العباس بن معروف

٢٨٠