الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

السيّد عبد الله شبّر

الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

المؤلف:

السيّد عبد الله شبّر


الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات مكتبة المفيد
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٦

عليه‌السلام فقال يا أبا حنيفة قد بلغني أنك تقيس فقال : نعم فقال لا تقس فإن أول من قاس إبليس لعنه الله حين قال خلقتني من نار وخلقته من طين فقاس ما بين النار والطين ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف ما بين النورين وضياء أحدهما على الآخر.

الإحتجاج ـ سأل محمد بن الحسن أبا الحسن موسى عليه‌السلام بمحضر من الرشيد بمكة فقال له أيجوز للمحرم أن يظلل عليه محمله فقال له موسى عليه‌السلام : لا يجوز له ذلك مع الاختيار فقال له محمد بن الحسن أفيجوز أن يمشي تحت الظلال مختارا؟ فقال له نعم فتضاحك محمد بن الحسن عن ذلك فقال له أبو الحسن موسى عليه‌السلام : أفتعجب من سنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وتستهزئ بها إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كشف ظلاله في إحرامه ومشى تحت الظلال وهو محرم إن أحكام الله تعالى يا محمد لا تقاس فمن قاس بعضها على بعض فقد ضل عن سواء السبيل فسكت محمد بن الحسن لا يرجع جوابا. وقد جرى لأبي يوسف مع أبي الحسن موسى عليه‌السلام بحضرة المهدي ما يقرب من ذلك وهو أن موسى عليه‌السلام سأل أبا يوسف عن مسألة ليس فيها عنده شيء فقال لأبي الحسن موسى عليه‌السلام : إني أريد أن أسألك عن شيء فقال : هات قال ما تقول في التظليل للمحرم؟ قال لا يصلح قال فيضرب الخباء في الأرض فيدخل فيه قال : نعم قال فما فرق بين هذا وذاك قال أبو الحسن موسى عليه‌السلام ما تقول في الطامث تقضي الصلاة؟ قال : لا قال تقضي الصوم قال : نعم قال : ولم؟ قال إن هذا كذا جاء قال أبو الحسن عليه‌السلام : وكذلك هذا قال المهدي لأبي يوسف ما أراك صنعت شيئا قال يا أمير المؤمنين رماني بحجة.

العلل ـ أبي رحمه‌الله عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هاشم عن أحمد بن عبد الله العقيلي القرشي عن عيسى بن عبد الله القرشي رفع الحديث قال دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال له : يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس قال : نعم أنا أقيس قال لا تقس فإن أول من قاس إبليس حين قال خلقتني من نار وخلقته من طين فقاس ما بين النار والطين ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين وصفاء أحدهما على الآخر الخبر. وعن أبيه عن سعد عن البرقي عن محمد بن علي عن عيسى بن عبد الله مثله. وعن محمد بن الحسن القطان عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن ابن زرعة عن هشام بن عمار عن محمد بن عبد الله القرشي عن ابن شبرمة قال دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد عليه‌السلام فقال لأبي حنيفة : اتق الله ولا تقس الدين برأيك

٢٢١

فإن أول من قاس إبليس إلى أن قال ثم قال جعفر عليه‌السلام ويحك أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا قال : قتل النفس قال فإن الله عزوجل قد قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة ثم قال أيهما أعظم الصلاة أو الصوم؟ قال الصلاة قال فما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة فكيف يقوم القياس فاتق الله ولا تقس.

أمالي الشيخ ـ الحسين بن عبيد الله الغضائري عن هارون بن موسى عن علي بن معمر عن حمدان بن معافى عن العباس بن سليمان عن الحرث بن التيهان قال قال لي ابن شبرمة دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد عليه‌السلام إلى أن قال فقال عليه‌السلام : لأبي حنيفة اتق الله ولا تقس في الدين برأيك الخبر قريب مما تقدم.

العلل ـ أبي وابن الوليد معا عن سعد عن البرقي عن شبيب بن أنس عن بعض أصحاب أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال فيه إن أول من قاس إبليس الملعون فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فسكت أبو حنيفة فقال يا أبا حنيفة أيما أرجس البول أو الجنابة؟ فقال : البول فقال فما بال الناس يغتسلون من الجنابة ولا يغتسلون من البول فسكت فقال : يا أبا حنيفة أيما أفضل الصلاة أم الصوم قال الصلاة قال فما بال الحائض تقضي صومها ولا تقضي صلاتها فسكت الخبر.

العلل ـ الحسين بن أحمد عن أبيه عن محمد بن أحمد قال حدثنا أبو عبد الله الدارمي عن ابن البطائني عن سفيان الحريري عن معاذ عن بشير بن يحيى العاري عن ابن أبي ليلى قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام ومعي النعمان ثم ساق الخبر إلى أن قال عليه‌السلام : يا نعمان إياك والقياس فقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من قاس شيئا بشيء قرنه الله عزوجل مع إبليس في النار فإنه أول من قاس على ربه فدع الرأي والقياس فإن الدين لم يوضع بالقياس وبالرأي.

التوحيد والعيون والأمالي ـ ابن المتوكل عن علي عن أبيه عن الريان عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله جل جلاله ما آمن بي من فسر برأيه كلامي وما عرفني من شبهني بخلقي وما على ديني من استعمل القياس في ديني.

الإحتجاج ـ مرسلا مثله.

٢٢٢

أمالي الصدوق ـ أبي عن علي بن إبراهيم عن اليقطيني عن يونس عن داود بن فرقد عن ابن شبرمة قال ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد إلا كاد أن يتصدع له قلبي سمعته يقول : حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال ابن شبرمة وأقسم بالله ما كذب على أبيه ولا كذب أبوه على جده ولا كذب جده على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال قال رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك ومن أفتى الناس وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك.

تفسير القمي ـ في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى (وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) هؤلاء أهل البدع والشبهات والشهوات يسود الله وجوههم ثم يلقونه وقال في قوله تعالى (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) قال : نزلت في الذين غيروا دين الله وخالفوا أمر الله هل رأيتم شاعرا قط يتبعه أحد إنما عنى بذلك الذين وضعوا دينا بآرائهم فتبعه الناس على ذلك.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) الآية قال : هم النصارى والقسيسون والرهبان وأهل الشبهات والأهواء من أهل القبلة والحرورية وأهل البدع.

قرب الإسناد ـ هارون عن ابن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عليا عليه‌السلام قال : من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس. وعن ابن عيسى عن البزنطي قال قلت للرضا عليه‌السلام : جعلت فداك إن بعض أصحابنا يقولون نسمع الأمر ممن يحكي عنك وعن آبائك عليهم‌السلام فنقيس عليه ونعمل به فقال : سبحان الله لا والله ما هذا من دين جعفر هؤلاء قوم لا حاجة بهم إلينا قد خرجوا من طاعتنا وصاروا في موضعنا فأين التقليد الذين كانوا يقلدون جعفرا وأبا جعفر قال جعفر : لا تحملوا على القياس فليس من شيء يعدله القياس إلا والقياس يكسره.

التوحيد ـ الطالقاني عن الجلودي عن الجوهري عن الضبي عن أبي بكر الهذلي عن عكرمة قال قال الحسين بن علي عليه‌السلام : من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الارتماس مائلا عن المنهاج ظاعنا في الاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل الخبر.

٢٢٣

البصائر ـ ابن عيسى عن الأهوازي عن النضر عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ) يعني من يتخذ دينه رأيه بغير إمام هدى من أئمة الهدى. وعن ابن عيسى عن البزنطي عن أبي الحسن عليه‌السلام في الآية قال : يعني من اتخذ دينه برأيه بغير هدى من أئمة الهدى. وعن عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن الحجال عن غالب النحوي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (وَمَنْ أَضَلُّ) إلخ. قال : اتخذ رأيه دينا. وعن عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن عليه‌السلام في الآية قال : يعني اتخذ دينه هواه بغير هدى من أئمة الهدى.

الإكمال ـ ابن عصام عن الكليني عن القاسم بن العلاء عن إسماعيل بن علي عن ابن حميد عن ابن قيس عن الثمالي قال قال علي بن الحسين عليه‌السلام : إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة والآراء الباطلة والمقاييس الفاسدة ولا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم ومن اهتدى بنا هدي ومن دان بالقياس والرأي هلك ومن وجد في نفسه شيئا مما نقوله ونقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم وهو لا يعلم.

المحاسن ـ أحمد بن محمد عن ابن البرقي عن صفوان عن سعيد الأعرج قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن من عندنا ممن يتفقه يقولون يرد علينا ما لا نعرفه في كتاب الله والسنة نقول فيه برأينا فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : كذبوا ليس شيء إلا جاء في الكتاب وجاءت فيه السنة.

الإختصاص والبصائر ـ السندي بن محمد عن صفوان بن يحيى عن محمد بن حكيم عن أبي الحسن عليه‌السلام قال قلت له تفقهنا في الدين وروينا وربما ورد علينا رجل قد ابتلي بشيء صغير ما عندنا فيه بعينه شيء وعندنا ما هو يشبه مثله أفنقيسه بما يشبههه؟ قال : لا وما لكم والقياس في ذلك هلك من هلك بالقياس الخبر.

المحاسن ـ ابن مهران عن ابن عمير عن أبي المغراء عن سماعة قال قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : إن عندنا من قد أدرك أباك وجدك وإن الرجل يبتلى بالشيء لا يكون عندنا فيه شيء فيقيس فقال إنما هلك من كان قبلكم حين قاسوا.

٢٢٤

المحاسن ـ أبي عن حماد عن حريز عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن قوما من أصحابنا قد تفقهوا وأصابوا علما ورووا أحاديث فيرد عليهم الشيء فيقولون برأيهم؟ فقال : لا وهل لك من مضى إلا بهذا وأشباهه.

المحاسن ـ أبي عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام : جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى إن الجماعة منا ليكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه بحضرة المسألة ويحضره جوابه مما من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشيء لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شيء فننظر إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جاءنا منكم فنأخذ به فقال : هيهات هيهات في ذلك وإنه هلك من هلك يا بن حكيم ثم قال لعن الله أبا فلان يقول قال علي وقلت قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم : والله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس وعن الوشاء عن المثنى عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام يرد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا سنة فننظر فيها؟ فقال : لا أما إنك إن أصبت لم تؤجر وإن كان خطأ كذبت على الله. وعن ابن محبوب أو غيره عن المثنى مثله.

المحاسن ـ أبي عن النضر عن درست عن محمد بن حكيم قال قلت لأبي الحسن عليه‌السلام إنا نتلاقى فيما بيننا فلا يكاد يرد علينا إلا وعندنا فيه شيء وذلك شيء مما أنعم الله به علينا بكم وقد يرد علينا الشيء وليس عندنا فيه شيء وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه فقال : لا ما لكم والقياس ثم قال لعن الله أبا فلان كان يقول : قال علي وقلت وقال الصحابة وقلت ثم قال لي : أكنت تجلس إليه؟ قلت لا ولكن هذا قوله فقال أبو الحسن عليه‌السلام : إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها ووضع يده على فمه فقلت ولم ذاك؟ قال لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتى الناس بما اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة. وعن ابن فضال عن ابن بكير عن محمد بن الطيار قال قال لي أبو جعفر عليه‌السلام : تخاصم الناس؟ قلت : نعم قال : ولا يسألونك عن شيء إلا قلت فيه شيئا؟ قلت : نعم قال فأين باب الرد إذا. وعن البزنطي قال قال رجل من أصحابنا لأبي الحسن عليه‌السلام : نقيس على الأثر نسمع الرواية فنقيس عليها فأبى ذلك وقال فقد رجع الأمر إذا إليهم فليس معهم لأحد آمر. وعن عثمان بن عيسى قال : سألت أبا الحسن موسى عليه

٢٢٥

السلام عن القياس فقال : ما لكم والقياس. إن الله لا يسأل كيف أحل وحرم. وعن أبيه عن صفوان عن عبد المؤمن بن الربيع عن محمد بن بشر الأصلمي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام وورقة يسأله فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : أنتم قوم تحملون الحلال على السنة ونحن قوم نتبع على الأثر. وعن أبيه عن فضالة عن موسى بن بكير عن فضيل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن السنة لا تقاس وكيف تقاس السنة والحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة. وعن القاسم بن يحيى عن جده الحسن عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في كتاب آداب أمير المؤمنين عليه‌السلام : لا تقس الدين فإن أمر الله لا يقاس وسيأتي قوم يقيسون وهم أعداء الدين.

غوالي اللئالي ـ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعمل هذه الأمة برهة بالكتاب وبرهة بالسنة وبرهة بالقياس فإذا فعلوا فقد ضلوا وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعيتهم السنة أن يحفظوها فقالوا في الحلال والحرام برأيهم فأحلوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله فضلوا وأضلوا.

مجالس المفيد ـ الصدوق عن ابن الوليد عن الصفار عن ابن يزيد عن حماد بن عثمان عن زرارة قال قال لي أبو جعفر عليه‌السلام يا زرارة إياك وأصحاب القياس في الدين فإنهم تركوا علم ما وكلوا به وتكلفوا ما قد كفوه يتأولون الأخبار ويكذبون على الله عزوجل وكأني بالرجل منهم ينادي عن بين يديه (وفي نسخة فيجيب من خلفه وينادي من خلفه فيجيب من بين يديه قد بهتوا إلخ) قد تاهوا وتحيروا في الأرض والدين. وعن الصدوق عن ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لعن الله أصحاب القياس فإنهم غيروا كلام الله وسنة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله واتهموا الصادقين في دين الله عزوجل.

رجال الكشي ـ محمد بن قولويه عن سعد بن عبد الله المسمعي عن ابن أسباط عن محمد بن سنان عن داود بن سرحان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إني لأحدث الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين الله وأنهاه عن القياس فيخرج من عندي فيأول حديثي على غير تأويله إني أمرت قوما أن يتكلموا ونهيت قوما فكل مأول لنفسه يريد المعصية لله ولرسوله فلو سمعوا وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي أصحابه كانوا زينا وأحياء وأمواتا.

٢٢٦

المحاسن ـ بعض أصحابنا عمن ذكره عن معاوية بن ميسرة بن شريح عن الصادق عليه‌السلام في حديث قال فيه : إن عليا أبى أن يدخل في دين الله الرأي وأن يقول في شيء من دين الله بالرأي والمقاييس. وعن أبيه عن عبد الله بن المغيرة ومحمد بن زيد عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن أبيه قال ، قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لا رأي في الدين. وعن أبيه عن فضالة عن أبان الأحمر عن أبي شيبة قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس فلم تزدهم المقاييس من الحق إلا بعدا وإن دين الله لا يصاب بالمقاييس. وعن أبيه عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه قال ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام لأبي حنيفة : ويحك إن أول من قاس إبليس فلما أمره بالسجود لآدم قال خلقتني من نار وخلقته من طين.

باب ـ تحريم الحكم بغير ما أنزل الله من الكتاب والسنة أو ما يرجع إليهما ووجوب نقض الحكم مع ظهور الخطإ.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ثعلبة عن صالح الأزرق عن حكم الحناط عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام والحكم بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قالا : من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عزوجل ممن له سوط أو عصا فهو كافر بما أنزل الله على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الكافي ـ عنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عزوجل فهو كافر بالله العظيم.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن مسكان رفعه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من حكم في درهمين بحكم جور ثم جبر عليه كان من أهل هذه الآية (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) فقلت : كيف يجبر عليه؟ فقال يكون له سوط أو سجن فيحكم عليه فإن رضي بحكمه وإلا ضربه بسوط وحبسه في سجنه.

الكافي ـ عنهم عن سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول

٢٢٧

أي قاض قضى بين اثنين فأخطأ سقط أبعد من السماء. ورواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن وهب ورواه الشيخ بإسناده عن سهل بن زياد والذي قبله بإسناده عن الحسين بن سعيد والذي قبله بإسناده عن علي بن إبراهيم.

الفقيه ـ عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام من حكم في درهمين فأخطأ كفر قال : وقال عليه‌السلام الحكم حكمان حكم الله وحكم أهل الجاهلية فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم أهل الجاهلية ومن حكم بدرهمين بغير ما أنزل الله عزوجل فقد كفر بالله تعالى.

عقاب الأعمال ـ بإسناده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال من حكم بما لم يحكم به الله كان كمن شهد بشهادة زور ويقذف به في النار بعذاب شاهد الزور.

تفسير العياشي ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر ومن حكم في درهمين فأخطأ كفر.

وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سمعته يقول من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فهو كافر بالله العظيم. وعن ابن عياش عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله فقد كفر فقلت بما أنزل الله أو كفر بما أنزل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ قال ويلك إذا كفر بما أنزل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد كفر بما أنزل الله.

باب ـ الاجتهاد والتقليد لمن هو أهل لذلك وأن الناس صنفان مجتهد ومقلد وعالم ومتعلم وبصير ومستبصر ومفتي ومستفتي وحاكم ومحكوم عليه.

الآيات ـ قال الله تعالى (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) وقال تعالى : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).

الإحتجاج ـ وتفسير الإمام عن أبي محمد العسكري عليه‌السلام في قوله تعالى (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ) قال عليه‌السلام ثم قال الله تعالى يا محمد ومن هؤلاء اليهود أميون لا يقرءون الكتاب ولا يكتبون كالأمي منسوب إلى أمه أي هو كما خرج من بطن أمه لا يقرأ ولا يكتب

٢٢٨

إلى أن قال ثم قال عليه‌السلام : قال رجل للصادق عليه‌السلام فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم فإن لم يجز لأولئك القبول من علمائهم لم يجز لهؤلاء القبول من علمائهم فقال عليه‌السلام : بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة أما من حيث استووا فإن الله ذم عوامنا بتقليدهم علمائهم كما ذم عوامهم وأما من حيث افترقوا فلا ، قال : بين لي يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال عليه‌السلام : إن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصريح وبأكل الحرام والرشا وبتغيير الأحكام عن وجهها بالشفاعات والعنايات والمصانعات ، وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا عليه وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من أموال غيرهم وظلموهم من أجلهم وعرفوهم يقارفون المحرمات واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوا ومن قد علموا أنه لا يجوز قبول خبره ولا تصديقه في حكايته ولا العمل بما يؤديه إليهم عمن لم يشاهدوه ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ كانت دلائله أفصح من أن تخفى وأشهر من أن لا تظهر لهم وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب على حطام الدنيا وحرامها وإهلاك من يتعصبون عليه وإن كان لإصلاح أمره مستحقا وبالترفرف بالبر والإحسان على من تعصبوا له وإن كان للإهانة والإذلال مستحقا فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم فأما من ركب من القبائح والفواحش ما ركب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة الخبر.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث إلى أن قال : ينظران إلى من كان منكم من قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته

٢٢٩

عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله الخبر. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن بن شمون عن محمد بن عيسى ورواه أيضا بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن عيسى نحوه.

التهذيب ـ محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي الجهم عن أبي خديجة قال : بعثني أبو عبد الله عليه‌السلام إلى أصحابنا فقال : قل لهم إياكم إذا وقعت بينكم خصومة أو تداري من الأخذ والعطاء أن تحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفساق ولكن اجعلوا بينكم رجلا قد عرف شيئا من حلالنا وحرامنا فإني قد جعلته عليكم قاضيا وإياكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى السلطان الجائر.

الإحتجاج ـ بإسناده إلى أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال : حدثني أبي عن آبائه عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : أشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلى به من شرائع دينه ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا فهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى.

الإحتجاج ـ وبالإسناد إلى أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام من كان من شيعتنا عالما بشريعتنا فأخرج ضعفاء شيعتنا من ظلم جهلهم إلى نور العلم الذي حبوناه به جاء يوم القيامة وعلى رأسه تاج من نور يضيء لأهل جميع العرصات وعليه حلة لا يقوم لأقل سلك منها الدنيا بحذافيرها. ثم ينادي مناد يا عبد الله هذا عالم من تلامذة بعض علماء آل محمد ألا فمن أخرجه في الدنيا من حيرة جهل فليتشبث بنوره ليخرجه من حيرة ظلمة هذه العرصات إلى نزه الجنان فيخرج كل من كان علمه في الدنيا خيرا أو فتح عن قلبه من الجهل قفلا وأوضح له عن شبهة.

تفسير الإمام ـ قال أبو محمد العسكري عليه‌السلام حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليها‌السلام فقالت : إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلواتها شيء وقد بعثتني إليك أسألك فأجابتها فاطمة عن ذلك

٢٣٠

فثنت فأجابت ثم ثلثت إلى أن عشرت فأجابت ثم خجلت من الكثرة فقالت : لا أشق عليك يا ابنة رسول الله قالت فاطمة هاتي وسلي عما بدا لك أرأيت من اكتري يوما يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار يثقل عليه فقالت لا فقالت اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤا فأحرى أن لا يثقل علي سمعت أبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات على قدر كثرة علمهم وجدهم في إرشاد عباد الله حتى يخلع على الواحد منهم ألف ألف حلة من نور ثم ينادي مناد ربنا عزوجل أيها الكافلون لأيتام آل محمد صلوات الله عليهم الناعشون لهم عن انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا فيخلعون على كل واحد من أولئك الأيتام على قدر ما أخذوا عنهم من العلوم حتى إن فيهم يعني في الأيتام لمن يخلع عليه مائة ألف خلعة وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام على من تعلم منهم ثم إن الله تعالى يقول : أعيدوا على هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتى تتم لهم خلعهم فيضعفوها لهم ويضعفوها لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم ويضاعف لهم وكذلك من بمرتبتهم ممن خلع على مربيهم وقالت فاطمة : يا أمة الله إن سلكة من تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف ألف مرة ولا فضل فإنه مشوب بالتنغيص والكدر.

الإحتجاج ـ بالإسناد إلى أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال ، قال الحسن بن علي عليه‌السلام : فضل كافل يتيم آل محمد المنقطع عن مواليه الناشب في رتبة الجهل يخرجه عن جهله ويوضح له ما اشتبه عليه على فضل كافل يتيم يطعمه ويسقيه كفضل الشمس على السهى.

الإحتجاج ـ وبالإسناد إلى أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال : قال الحسين بن علي عليه‌السلام : من كفل لنا يتيما قطعته عنا محبتنا باستتارنا فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه قال الله عزوجل :

يا أيها العبد الكريم المواسي أنا أولى بالكرم منك اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم.

تفسير الإمام ـ قال أبو محمد العسكري عليه‌السلام قال علي بن الحسين عليه‌السلام : أوحى الله إلى موسى عليه‌السلام حببني إلى خلقي وحبب خلقي إلي ، قال : يا رب كيف أفعل؟ قال ذكرهم آلائي ونعمائي ليحبوني فلئن ترد آبقا

٢٣١

عن بابي أو ضالا عن فنائي أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها وقيام ليلها ، قال موسى عليه‌السلام : ومن هذا العبد الآبق منك؟ قال : العاصي المتمرد ، قال : فمن الضال عن فنائك؟ قال : الجاهل بإمام زمانه تعرفه والغائب عنه بعد ما عرفه الجاهل بشريعة دينه تعرفه شريعته وما يعبد به ربه ويتوصل به إلى مرضاته قال علي بن الحسين : فأبشروا علماء شيعتنا بالثواب الأعظم والجزاء الأوفر.

الإحتجاج ـ وبالإسناد إلى أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال قال محمد بن علي الباقر عليه‌السلام : العالم كمن معه شمعة تضيء للناس فكل من أبصر شمعته دعا له بخير كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة أو نجا بها من جهل فهو من عتقائه من النار والله يعوضه عن ذلك بكل شعرة لمن أعتقه ما هو أفضل له من الصدقة بمائة ألف قنطار على غير الوجه الذي أمر الله عزوجل به بل تلك الصداقة وبال على صاحبها لكن يعطيه الله ما هو أفضل من مائة ألف ركعة بين يدي الكعبة.

الإحتجاج ـ وبالإسناد إلى أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال : قال جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لأنه يدفع عن أديان محبينا وذلك يدفع عن أبدانهم.

الإحتجاج ـ وبالإسناد إلى أبي محمد العسكري قال : قال موسى بن جعفر عليه‌السلام فقيه واحد ينقذ يتيما من أيتامنا المنقطعين عنا وعن مشاهدتنا بتعليم ما هو محتاج إليه أشد على إبليس من ألف عابد لأن العابد همه ذات نفسه فقط وهذا همه مع ذات نفسه ذات عباد الله وإمائه لينقذهم من يد إبليس ومردته فذلك أفضل من ألف ألف عابد.

الإحتجاج ـ وبالإسناد إلى أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال : قال علي بن موسى الرضا عليه‌السلام يقال للعابد يوم القيامة نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك وكفيت الناس مئونتك فادخل الجنة ألا إن الفقيه من أفاض على الناس خيره وأنقذهم من أعدائهم ووفر عليهم نعم جنان الله وحصل لهم رضوان الله تعالى ويقال للفقيه يا أيها الكافل لأيتام آل محمد الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم قف حتى تشفع لمن أخذ عنك أو تعلم منك فيقف فيدخل الجنة معه. فئاما وفئاما وفئاما حتى قال عشرا وهم الذين أخذوا

٢٣٢

عنه علومه وأخذوا عمن أخذ عنه وعمن أخذ عمن أخذ عنه إلى يوم القيامة فانظروا كم فرق بين المنزلتين.

الإحتجاج ـ وبالإسناد عن أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال : قال محمد بن علي الجواد عليه‌السلام : إن من تكفل بأيتام آل محمد صلوات الله عليهم المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم الأسراء في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم وأخرجهم من حيرتهم وقهر الشياطين برد وساوسهم وقهر الناصبين بحجج ربهم ودليل أئمتهم ليفضلون عند الله تعالى على العباد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب على السماء وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء.

الإحتجاج ـ وبالإسناد عن أبي محمد عليه‌السلام قال : قال علي بن محمد عليه‌السلام : لو لا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه‌السلام من العلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها ، أولئك هم الأفضلون عند الله عزوجل.

الإحتجاج ـ وبالإسناد عن أبي محمد عن أبيه عليه‌السلام قال : يأتي علماء شيعتنا القوامون بضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة والأنوار تسطع من تيجانهم على رأس كل واحد منهم تاج بهاء قد انبثت تلك الأنوار في عرصات القيامة ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه ومن ظلمة الجهل أنقذوه ومن حيرة التيه أخرجوه إلا تعلق بشعبة من أنوارهم فرفعتهم إلى العلو حتى يحاذى بهم فوق الجنان ثم ينزلهم على منازلهم المعدة في جوار أستاذيهم ومعلميهم وبحضرة أئمتهم الذين كانوا يدعون إليهم إلى أن قال : وقال أبو محمد العسكري إن من محبي محمد وآل محمد صلوات الله عليهم مساكين مواساتهم أفضل من مواساة مساكين الفقراء وهم الذين سكنت جوارحهم وضعفت قواهم عن مقابلة أعداء الله الذين يعيرونهم بدينهم ويسفهون أحلامهم ألا فمن قواهم بفقهه وعلمهم حتى أزال مسكنتهم ثم سلطهم على الأعداء الظاهرين النواصب وعلى الأعداء الباطنين إبليس ومردته حتى يهزموهم عن دين الله ويردوهم عن أولياء آل رسول الله حول الله تعالى تلك المسكنة إلى

٢٣٣

شياطينهم فأعجزهم عن إضلالهم قضى الله تعالى بذلك قضاء حقا على لسان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

تفسير القمي ـ حدثنا أبو القاسم عن محمد بن عباس عن عبد الله بن موسى عن عبد العظيم الحسني عن عمر بن رشيد عن داود بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ) قال : قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم.

الخصال ـ أبي عن علي عن أبيه عن ابن مراد عن يونس يرفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال كان فيما أوصى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا : يا علي ثلاث من حقائق الإيمان الإنفاق في الإقتار وإنصاف الناس من نفسك وبذل العلم للمتعلم. وفي حديث الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : علموا صبيانكم ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها.

البصائر ـ أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران ومحمد بن الحسين عن عمرو بن عاصم عن المفضل بن سالم عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن معلم الخير يستغفر له دواب الأرض وحيتان البحر وكل ذي روح في الهواء وجميع أهل السماء والأرض وإن العالم والمتعلم في الأجر سواء يأتيان يوم القيامة كفرسي رهان. وعن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي حمزة عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من علم خيرا فله بمثل أجر من عمل به قلت : فإن علمه غيره يجري له ذلك؟ قال إن علمه الناس كلهم جرى له قلت : فإن مات قال : وإن مات. وعن عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين عن محمد بن حماد الحارثي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يجيء الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو الجبال الرواسي فيقول يا رب إن لي هذا ولم أعملها فيقول هذا علمك الذي علمته الناس يعمل به من بعدك وعن ابن يزيد وابن هاشم معا عن ابن أبي عمير عن أبي عميرة عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد.

ثواب الأعمال ـ العطار عن أبيه عن ابن عيسى عن محمد البرقي عمن رواه عن أبان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام لا يتكلم الرجل بكلمة حق يؤخذ بها إلا كان له مثل أجر من أخذ بها ولا يتكلم بكلمة ضلال يؤخذ بها إلا كان عليه مثل وزر من أخذ بها.

٢٣٤

المحاسن ـ أبي عن البزنطي عن أبان عن العلاء عن محمد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من علم باب هدى كان له أجر من عمل به ولا ينقص أولئك من أجورهم ومن علم باب ضلال كان له وزر من عمل به ولا ينقص أولئك من أوزارهم.

العلل ومعاني الأخبار ـ الدقاق عن الأسدي عن صالح بن أبي حماد عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن عبد المؤمن الأنصاري قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن قوما يروون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال اختلاف أمتي رحمة فقال : صدقوا فقلت إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب؟ قال ليس حيث تذهب وذهبوا إنما أراد قول الله عزوجل (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويختلفوا إليه فيتعلموا ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم إنما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين الله إنما الدين واحد.

المحاسن ـ عثمان بن عيسى عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه منكم فهو أعرابي إن الله عزوجل يقول في كتابه (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).

تفسير العياشي ـ عن أبي بصير عنه عليه‌السلام مثله.

السرائر ـ في جامع البزنطي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن أبيه عليه‌السلام قال قال علي عليه‌السلام قال ، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم الرجل الفقيه في الدين إن احتيج إليه نفع وإن لم يحتج إليه نفع نفسه.

تفسير الإمام ـ عن أبي محمد العسكري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يرفع الله بهذا القرآن والعلم بتأويله وبموالاتنا أهل البيت والتبري من أعدائنا أقواما فيجعلهم في الخير قادة أئمة في الخير تقتص آثارهم وترمق أعمالهم ويقتدى بفعالهم وترغب الملائكة في خلتهم وتمسحها بأجنحتهم (كذا وقد يكون الأصح وتمسحهم بأجنحتها) في صلواتهم ويستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه والسماء ونجومها.

أمالي الشيخ ـ المفيد عن الشريف الصالح أبي عبد الله محمد بن محمد بن طاهر الموسوي عن ابن عقدة عن يحيى بن الحسن بن الحسين العلوي عن إسحاق بن موسى عن أبيه عن جده عن محمد بن علي عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المتقون سادة والفقهاء قادة والجلوس إليهم عبادة.

٢٣٥

وبإسناد آخر عن علي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : الأنبياء قادة والفقهاء سادة ومجالستهم زيادة.

الخصال ـ ابن المغيرة بإسناده عن السكوني عن جعفر عن أبيه عليه‌السلام قال : العلم خزائن والمفاتيح السؤال فاسألوا يرحمكم الله فإنه يؤجر في العلم أربعة السائل والمتكلم والمستمع والمحب لهم.

صحيفة الرضا ـ عن الرضا عن آبائه عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : العلم خزائن ومفتاحها السؤال فاسألوا يرحمكم الله فإنه يؤجر فيه أربعة السائل والمعلم والمستمع والمحب لهم.

العيون ـ بالأسانيد الثلاثة مثله.

غوالي اللئالي ـ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا خير في العيش إلا لرجلين عالم مطاع أو مستمع واع وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اغد عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا لهم ولا تكن الخامس فتهلك : وفيه قال روي عن بعض الصادقين عليهم‌السلام أن الناس أربعة رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك مرشد عالم فاتبعوه ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك غافل فأيقظوه ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك ضال فأرشدوه.

المحاسن ـ أبي رفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام قال : اغد عالما خيرا أو تعلم خيرا. وعنه عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اغد عالما أو متعلما وإياك أن تكون لاهيا متلذذا. وعن أبيه عن صفوان عن العلاء عن محمد عن الثمالي قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام اغد عالما أو متعلما أو أحب أهل العلم ولا تكن رابعا فتهلك ببغضهم.

الخصال ـ أبي عن سعد عن البرقي عن أبيه عن صفوان عن الخزاز عن محمد بن مسلم وغيره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اغد عالما أو متعلما أو أحب العلماء ولا تكن رابعا فتهلك ببغضهم.

الخصال ـ ماجيلويه عن عمه محمد بن أبي القاسم عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الناس اثنان عالم ومتعلم وسائر الناس همج والهمج في النار.

البصائر ـ أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : العالم والمتعلم شريكان في الأجر للعالم أجران وللمتعلم أجر ولا خير في سوى

٢٣٦

ذلك. وعن محمد بن الحسين عن عمرو بن عثمان وابن فضال معا عن جميل عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الذي تعلم العلم منكم له مثل أجر الذي يعلمه وله الفضل عليه تعلموا العلم من حملة العلم وعلموه إخوانكم كما علمكم العلماء.

أمالي الشيخ ـ جماعة عن أبي المفضل عن جعفر بن محمد بن جعفر الحسيني عن محمد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال حدثني الرضا علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : طلب العلم فريضة على كل مسلم فاطلبوا العلم من مظانه واقتبسوه من أهله فإن تعليمه لله حسنة وطلبه عبادة والمذاكرة به تسبيح والعمل به جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبيل الجنة والمؤنس في الوحشة والمصاحب في الغربة والوحدة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والزين عند الأخلاء يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم ويهتدى بفعالهم وينتهى إلى آرائهم وترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم وفي صلواتها تبارك عليهم ويستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه ، إن العلم حياة القلوب من الجهل وضياء الأبصار من الظلمة وقوة الأبدان من الضعف يبلغ به العبد منازل الأخيار ومجالس الأبرار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة الذكر فيه يعدل بالصيام ومدارسته بالقيام ، به يطاع الرب ويعبد وبه توصل الأرحام ويعرف الحلال والحرام العلم أمام العمل والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظه. وبإسناده عن أبي قتادة عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : لست أحب أن أرى الشاب منكم إلا غاديا في حالين إما عالما أو متعلما فإن لم يفعل فرط فإن فرط ضيع فإن ضيع أثم وإن أثم سكن النار ، والذي بعث محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحق. وعن جماعة عن أبي المفضل الشيباني عن محمد بن إبراهيم بن المفضل الديلمي عن عبد الحميد بن صبيح عن حماد بن زيد عن أبي هارون العبدي قال : كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري قال مرحبا بوصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : سيأتيكم قوم من أقطار الأرض يتفقهون وإذا رأيتموهم فاستوصوا بهم خيرا ويقول وأنتم وصية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢٣٧

الخصال ـ ابن المغيرة بإسناده عن السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا خير في العيش إلا لرجلين عالم مطاع أو مستمع واع.

رجال الكشي ـ محمد بن مسعد الكشي ومحمد بن أبي عوف البخاري عن محمد بن أحمد بن حماد المروزي رفعه قال : قال الصادق عليه‌السلام : اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا فإنا لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا فقيل له : أو يكون المؤمن محدثا؟ قال : يكون مفهما والمفهم محدث.

رجال الكشي ـ حمدويه وإبراهيم ابنا نصير عن محمد بن إسماعيل الرازي عن علي بن حبيب المدائني عن علي بن سويد السائي قال : كتب إلي أبو الحسن الأول عليه‌السلام وهو في السجن : وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك لا تأخذن معالم دينك من غير شيعتنا فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم إنهم اؤتمنوا على كتاب الله جل وعلا فحرفوه وبدلوه فعليهم لعنة الله ولعنة رسوله ولعنة ملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة. وعن جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر بن وهب عن أحمد بن حاتم بن ماهويه قال كتبت إليه يعني أبا الحسن الثالث أسأله عمن أخذ معالم ديني وكتب أخوه أيضا بذلك فكتب إليه فهمت ما ذكرتما فاعمدا في دينكما على كل مسن في حبنا وكل كثير القدم في أمرنا فإنهم كافوكما إن شاء الله. وعن القتيبي عن الفضل عن عبد العزيز بن المهتدي وكان خير قمي رأيته وكان وكيل الرضا عليه‌السلام وخاصته قال سألت الرضا عليه‌السلام فقلت : إني لا ألقاك كل وقت فعمن آخذ معالم ديني قال خذ عن يونس بن عبد الرحمن. وعن محمد بن يونس عن محمد بن نصير عن محمد بن عيسى عن عبد العزيز بن المهتدي قال محمد بن نصير قال محمد بن عيسى وحدث الحسن بن علي بن يقطين بذلك أيضا قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : جعلت فداك لا أكاد أصل إليك لأسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه. من معالم ديني؟ فقال نعم. وعن جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عيسى عن عبد العزيز مثله. وعن محمد بن قولويه عن سعد عن محمد بن عيسى عن أحمد بن الوليد عن علي بن المسيب قال قلت للرضا عليه‌السلام : شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت عمن آخذ معالم ديني؟ قال : من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا ، قال علي بن المسيب فلما انصرفت قدمنا على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت

٢٣٨

إليه. وعن محمد بن قولويه عن سعد عن ابن عيسى عن عبد الله الحجال عن العلاء عن ابن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنه ليس كل ساعة ألقاك ولا يمكن القدوم ويجيء الرجل من أصحابنا فيسألني عنه قال : فما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي فإنه قد سمع من أبي وكان عنده وجيها. وعن حمدويه عن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن شعيب العقرقوفي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ربما احتجنا أن نسأل عن الشيء فمن نسأل قال عليك بالأسدي يعني أبا بصير.

السرائر ـ عن جامع البزنطي عن الرضا عليه‌السلام قال : علينا إلقاء الأصول إليكم وعليكم التفريع. وعن جامع البزنطي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إنما علينا أن نلقي إليكم الأصول وعليكم أن تفرعوا.

رجال الكشي ـ عن جبرئيل بن أحمد عن محمد بن عيسى عن عبد العزيز بن المهتدي قال قلت للرضا عليه‌السلام : إن شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كل وقت فآخذ معالم ديني عن يونس مولى آل يقطين؟ قال : نعم.

وعن محمد بن مسعود عن أحمد بن منصور عن أحمد بن الفضل الكناسي قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : أي شيء بلغني عنكم قلت ما هو؟ قال : بلغني أنكم أقعدتم قاضيا بالكناسة قال قلت : نعم جعلت فداك رجل يقال له عروة القتات وهو رجل له حظ من عقل نجتمع عنده فنتكلم ونتساءل ثم يرد ذلك إليكم قال لا بأس. وعن محمد بن عبد الله الحميري ومحمد بن يحيى جميعا عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سألته وقلت : من أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل؟ فقال العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون ، قال : وسألت أبا محمد عليه‌السلام عن مثل ذلك فقال : العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان الحديث

باب ـ الرجوع إلى الحي وجواز البقاء على العمل بقوله وإن مات وحكم الرجوع إلى كتب الأموات.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال : سألت

٢٣٩

أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث إلى أن قال : فكيف يصنعان قال ينظران من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله الخبر.

الخصال ـ أبي عن سعد عن يوسف بن عبد الرحمن عن الحسن بن زياد العطار عن ابن طريف عن ابن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة إلى أن قال : يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم ترمق أعمالهم وتقتبس آثارهم الخبر. وفي أمالي الشيخ نحوه وفيه فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم ويهتدى بفعالهم وينتهى إلى آرائهم وترغب الملائكة في خلتهم.

الخصال ـ حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن الشاه قال حدثنا أبو إسحاق الخواص قال حدثنا محمد بن يونس الكريمي عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن سفيان الثوري عن منصور عن مجاهد عن كميل بن زياد عن علي عليه‌السلام في حديث قال فيه : يا كميل صحبة العالم دين يدان به تكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته ، يا كميل مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر الخبر.

أمالي الصدوق ـ محمد بن علي عن علي بن محمد بن أبي القاسم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير العدني عن أبي العباس بن حمزة عن أحمد بن سوار عن عبيد الله بن عاصم عن سلمة بن وردان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه وبين النار وأعطاه الله تبارك وتعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات وما من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلا ناداه ربه عزوجل جلست إلى حبيبي وعزتي وجلالي لأسكننك الجنة معه ولا أبالي.

البصائر ـ أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي حمزة عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من علم خيرا فله بمثل أجر من عمل به قلت فإن علمه غيره يجري ذلك له؟ قال إن علمه الناس كلهم جرى له قلت فإن مات قال وإن مات وعن أحمد عن محمد البرقي عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله. وعن

٢٤٠