الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

السيّد عبد الله شبّر

الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

المؤلف:

السيّد عبد الله شبّر


الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات مكتبة المفيد
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٦

والزنا واللواط واليأس من روح الله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله ومعونة الظالمين والركون إليهم واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر والكذب والكبر والإسراف والتبذير والخيانة والاستخفاف بالحج والمحاربة لأولياء الله والاشتغال بالملاهي والإصرار على الذنوب وهو مروي أيضا في تحف العقول.

الخصال ـ عن محمد بن الحسين الديلمي عن محمد بن يعقوب عن الربيع بن سليمان عن عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال عن ثور بن يزيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اجتنبوا السبع الموبقات قيل وما هن؟ قال : الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات وعن أبيه ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحكم بن مسكين عن سليمان بن طريف عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت له : ما لنا نشهد على من خالفنا بالكفر وبالنار ولا نشهد لأنفسنا ولأصحابنا أنهم في الجنة؟ قال : من ضعفكم إن لم يكن فيكم شيء من الكبائر فاشهدوا أنكم في الجنة قلت فأي شيء الكبائر؟ قال : أكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين والتعرب بعد الهجرة وقذف المحصنة والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم ظلما والربا بعد البينة وقتل المؤمن فقلت له الزنا والسرقة قال : ليسا من ذلك. وبإسناده عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليه‌السلام في حديث شرائع الدين قال : والكبائر محرمة وهي الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الربا بعد البينة وقذف المحصنات وبعد ذلك الزنا واللواط والسرقة وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير ، وما أهل لغير الله به من غير ضرورة وأكل السحت والبخس في الميزان والمكيال والميسر وشهادة الزور واليأس من روح الله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله وترك معاونة المظلومين والركون إلى الظالمين واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر واستعمال التكبر والتجبر والكذب والإسراف والتبذير والخيانة والاستخفاف بالحج والمحاربة لأولياء الله ، والملاهي التي تصد عن ذكر الله عزوجل مكروهة كالغناء وضرب الأوتار والإصرار على صغائر الذنوب.

كنز الفوائد ـ للكراجكي قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : الكبائر تسع أعظمهن الإشراك بالله عزوجل وقتل النفس المؤمنة وأكل الربا وأكل مال اليتيم وقذف

٢٠١

المحصنات والفرار من الزحف وعقوق الوالدين واستحلال البيت الحرام والسحر فمن لقي الله عزوجل وهو بريء منهن كان معي في جنة مصاريعها الذهب. ورواه الطبرسي في مجمع البيان مرسلا إلا أنه قال : سبع وترك الأخيرتين.

التوحيد ـ عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن الكاظم عليه‌السلام في حديث قال فيه : وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار.

باب ـ تحريم الإصرار على الذنوب ولو كان صغيراً

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن عبد الله بن محمد النهيكي عن عمار بن مروان القندي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : لا والله لا يقبل الله شيئا من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه.

الكافي ـ عنه عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من علامات الشقاء جمود العين وقسوة القلب وشدة الحرص في طلب الدنيا والإصرار على الذنب.

الكافي ـ عن أبي علي الأشعري عن محمد بن سالم عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) قال : الإصرار هو أن يذنب الذنب فلا يستغفر الله ولا يحدث نفسه بتوبة فذلك الإصرار.

(١) يجيء رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله إلى أن قال : ثم يأتي بخلافه إلى أن قال : فقال أبو قرة : فتكذب بالروايات فقال أبو الحسن عليه‌السلام : إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علما ولا تدركه الأبصار وليس كمثله شيء.

٢٠٢

الكافي ـ أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن سيف عن محمد بن عبيد قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام أسأله عن الرؤية وما ترويه العامة والخاصة وسألته أن يشرح لي ذلك فكتب بخطه : اتفق الجميع لا تمانع بينهم بأن المعرفة من جهة الرؤية ضرورة فإذا جاز أن يرى الله بالعين وقعت المعرفة ضرورة الخبر.

مصباح الشريعة ـ قال الصادق عليه‌السلام : لا تحل الفتيا لمن لا يستفتي عن الله عزوجل بصفاء سره وإخلاص عمله وعلانيته وبرهان من ربه في كل حال إلى أن قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لقاض هل تعرف الناسخ من المنسوخ؟ قال : لا قال فهل أشرفت على مراد الله عزوجل في أمثال القرآن؟ قال لا قال إذا هلكت وأهلكت والمفتي يحتاج إلى معرفة معاني القرآن وحقائق السنن وبواطن الإشارات والآداب والإجماع والاختلاف والاطلاع على أصول ما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه ثم حسن الاختيار ثم العمل الصالح ثم الحكمة ثم التقوى ثم حينئذ إن قدر.

تحف العقول ـ كان لأبي يوسف كلام مع موسى بن جعفر عليه‌السلام في مجلس الرشيد فقال الرشيد بعد كلام طويل لموسى بن جعفر عليه‌السلام : بحق آبائك لما اختصرت كلمات جامعة لما تجارينا فقال : نعم وأتى بدواة وقرطاس وكتب : بسم الله الرحمن الرحيم جميع أمور الأديان أربعة أمر لا اختلاف فيه وهو إجماع الأمة على الضرورة التي يضطرون إليها الأخبار المجمع عليها وهي الغاية المعروض عليها كل شبهة والمستنبط فيها كل حادثة وأمر يحتمل الشك والإنكار فسبيله استنصاح أهله لمنتحليه بحجة من كتاب الله يجمع على تأويلها وسنة مجمع عليها لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله ولا يسع خاصة الأمة وعامتها الشك فيه والإنكار له وهذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه وأرش الخدش فما فوقه فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته وما غمض عليك صوابه نفيته فمن أورد واحدة من هذه الثلاث

__________________

(١) الظاهر أنه قد سقط من هنا باب في حجية الإجماع.

٢٠٣

وهي الحجة البالغة التي بينها الله في قوله لنبيه (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ) يبلغ الحجة الجاهل فيعلمها بجهله كما يعلمه العالم بعلمه لأن الله عدل لا يجور محتجا على خلقه بما يعلمون ويدعوهم إلى ما يعرفون لا إلى ما يجهلون وينكرون فأجازه الرشيد ورده والخبر طويل.

كتاب الإختصاص ـ عن ابن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن محمد بن إسماعيل العلوي عن محمد بن الزبرقان الدامغاني عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : قال لي الرشيد : أحببت أن تكتب لي كلاما موجزا له أصول وفروع يفهم تفسيره ويكون ذلك سماعك من أبي عبد الله عليه‌السلام فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم أمور الأديان أمران أمر لا اختلاف فيه وهو إجماع الأمة على الضرورة التي يضطرون إليها والأخبار المجتمع عليها المعروض عليها كل شبهة والمستنبط منها كل حادثة وهو أمر يحتمل الشك والإنكار وسبيل استيضاح أهل الحجة عليه فما ثبت من كتاب مستجمع على تأويله أو سنة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله ضاق على من استوضح تلك الحجة ردها ووجب عليه قبولها والإقرار والديانة بها وما لم يثبت من كتاب مستجمع على تأويله وسنة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا اختلاف فيها أو قياس تعرف العقول عدله وسع خاص الأمة وعامها الشك فيه والإنكار له كذلك هذان الأمران من أمر التوحيد فما دونه إلى أرش الخداش فما دونه فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهانه اصطفيته وما غمض عنك ضوؤه نفيته ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الإحتجاج ـ ومما أجاب به أبو الحسن علي بن محمد العسكري عليه‌السلام في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض أن قال : اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تجتمع أمتي على ضلالة فأخبرهم أن ما اجتمعت عليه الأمة ولم يخالف بعضها بعضا هو الحق فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب واتباع حكم الأحاديث المزورة والروايات المزخرفة واتباع الأهواء المردية المهلكة.

رجال الكشي ـ محمد بن مسعود عن علي بن محمد عن علي بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه‌السلام

٢٠٤

قال : قال لي : يا جميل لا تحدث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذبوه.

المحاسن ـ في رواية محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربقة الإيمان من عنقه وعن عبد الله بن علي العمري عن علي بن الحسن عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : ثلاث موبقات نكث الصفقة وترك السنة وفراق الجماعة وعن النوفلي عن السكوني عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله ، وعن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من خلع جماعة المسلمين قدر شبر خلع ربق الإسلام من عنقه ومن نكث صفقة الإمام جاء إلى الله أجذم.

الكافي ـ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن حريز قال كانت لإسماعيل (وفي نسخة إبراهيم) بن أبي عبد الله دنانير وأراد رجل من قريش أن يخرج إلى اليمن فقال إسماعيل : يا أبة إن فلانا يريد الخروج إلى اليمن وعندي كذا وكذا دينارا فترى إن دفعها إليه يبتاع لي بضاعة من اليمن فقال أبو عبد الله عليه‌السلام يا بني أما بلغك أنه يشرب الخمر فقال هكذا يقول الناس فقال : يا بني إن الله عزوجل يقول في كتابه : (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) يقول : يصدق لله ويصدق للمؤمنين فإذا شهد عندك المؤمنون فصدقهم ونحوها أخبار أخر دالة على لزوم الجماعة والمنع من الخلاف والفرقة مع تفسير الجماعة بأهل الحق وإن قلوا والفرقة بأصحاب الباطل وإن كثروا ويؤيد ذلك الأخبار المستفيضة التي كادت أن تكون متواترة من قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن لكل بدعة من بعدي يكاد بها الإيمان وليا من أهل بيتي موكلا يذب عنه ويعلن الحق ويرد كيد الكائدين ، وما ورد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنهم عليهم‌السلام أن فيهم في كل خلف عدولا ينفون عن الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وكيد الكائدين وعنهم عليهم‌السلام : أن الأرض لا تخلو إلا وفيها عالم كي ما إن زاد (وفي بعضها إذا زاد) المؤمنون شيئا ردهم إلى الحق وإن نقصوا شيئا أتمه لهم ولو لا ذلك لالتبس على الناس أمورهم ولم يفرقوا بين الحق والباطل وما ورد عنهم عليهم‌السلام في تفسير قوله تعالى : (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) أن المنذر رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي كل زمان منا إمام يهديهم إلى ما جاء إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفي بعض الأخبار والله ما ذهبت منا ولا زالت فينا إلى الساعة وعن أمير المؤمنين عليه‌السلام بعدة طرق لا بد في أرضك من حجة لك على خلقك يهديهم إلى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل حجتك ولا يضل تبع أوليائك بعد إذ هديتهم به إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكتتم أو مترقب إن غاب عن الناس

٢٠٥

شخصه في حال هدنتهم فإن علمه وآدابه في قلوب المؤمنين منبثة فهم بها عاملون وعن الصادق عليه‌السلام لم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة له فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور إلى أن تقوم الساعة ولو لا ذلك لم يعبد الله قيل كيف ينتفع الناس بالغائب المستور؟ قال كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب وعن الحجة القائم عليه‌السلام وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء والتقريب فيها أن الشيعة لا تجتمع على باطل وأنه يجب على الإمام ردهم وهدايتهم إلى الحق ولو بالأسباب الخفية كما يشعر به حديث السحاب.

باب ـ حجية العقل ومدحه ومدح أهله.

الآيات ـ قال الله تعالى في البقرة (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى (وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) وقال تعالى في آل عمران (وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) وقال تعالى (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) وقال تعالى في المائدة (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ) وقال تعالى (وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ) وقال تعالى (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) وقال تعالى في الأنفال (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى في يونس (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى في هود (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) وقال تعالى في يوسف (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى في الرعد (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) وقال تعالى في إبراهيم (وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) وقال تعالى في طه (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) وقال تعالى في النور (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى في الزمر (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) وقال تعالى في المؤمن (هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) وقال تعالى (وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى في الجاثية (آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وقال تعالى في الحجرات (أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) وقال تعالى في الحديد (قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى في الحشر (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ).

٢٠٦

الكافي ـ الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد السياري عن أبي يعقوب البغدادي قال : قال ابن السكيت لأبي الحسن عليه‌السلام إلى أن قال : فما الحجة على الخلق اليوم؟ قال فقال عليه‌السلام : العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله فيكذبه فقال ابن السكيت : هذا والله هو الجواب.

الكافي ـ عدة من أصحابنا منهم محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر ثم قال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا في من أحب أما إني إياك آمر وإياك أنهى وإياك أعاقب وإياك أثيب.

الكافي ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن مفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه‌السلام قال : هبط جبرئيل على آدم عليه‌السلام فقال : يا آدم إني أمرت أن أخيرك واحدة من ثلاث فاخترها ودع اثنتين فقال له آدم : يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال : العقل والحياء والدين فقال آدم فإني قد اخترت العقل فقال جبرئيل للحياء والدين انصرفا ودعاه فقالا : يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان قال : فشأنكما وعرج.

الكافي ـ أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال قلت له : ما العقل؟ قال : ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان قال قلت فالذي كان في معاوية فقال تلك النكراء تلك الشيطنة وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل.

الكافي ـ أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن أبي محمد الرازي عن سيف بن عميرة عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام من كان عاقلا كان له دين ومن كان له دين دخل الجنة.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن علي بن يقطين عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا.

الكافي ـ علي بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : فلان من عبادته ودينه وفضله فقال كيف عقله؟ قلت : لا أدري فقال إن الثواب

٢٠٧

على قدر العقل إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة الشجر ظاهرة الماء وإن ملكا من الملائكة مر به فقال : يا رب أرني ثواب عبدك هذا فأراه الله ذلك فاستقله الملك فأوحى الله إليه أن اصحبه فأتاه الملك في صورة إنسي فقال له : من أنت؟ فقال له أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان فأتيتك لأعبد الله معك فكان معه يومه ذلك فلما أصبح قال له الملك : إن مكانك لنزه وما يصلح إلا للعبادة فقال له العابد إن لمكاننا هذا عيبا فقال له وما هو؟ قال : ليس لربنا بهيمة فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فإن هذا الحشيش يضيع فقال له الملك : وما لربك حمار فقال : لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش فأوحى الله إلى الملك إنما أثبته على قدر عقله.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال : ذكرت لأبي عبد الله عليه‌السلام رجلا مبتلى بالوضوء والصلاة وقلت : هو رجل عاقل فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : وأي عقل له وهو يطيع الشيطان فقلت له وكيف يطيع الشيطان فقال سله هذا الذي يأتيه من أي شيء هو فإنه يقول لك من عمل الشيطان.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه رفعه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته وما يضمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين ولا أدى العبد فرائض الله حتى عقل عنه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل ، والعقلاء هم أولو الألباب الذين قال الله (وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ).

الكافي ـ أبو عبد الله الأشعري عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) يا هشام إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول ونصر النبيين بالبيان ودلهم على ربوبيته بالأدلة فقال (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) إلى قوله (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وقال

٢٠٨

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ) إلى قوله (لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال (إن في اختلاف الليل والنهار ، إلى قوله لآيات لقوم يعقلون)! وقال (يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى (وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) وقال تعالى (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) إلى قوله (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقال تعالى (هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) إلى قوله (نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) يا هشام ثم وعظ أهل العقل ورغبهم في الآخرة فقال (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) يا هشام ثم خوف الذين لا يعقلون عقابه فقال عزوجل (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) وقال (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) يا هشام إن العقل مع العلم فقال (وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ) يا هشام ثم ذم الذين لا يعقلون فقال (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ) وقال (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) وقال (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ) وقال : (وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ) يا هشام ثم ذم الله الكثرة فقال (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) وقال (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) وقال (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ).

يا هشام ثم مدح القلة فقال (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) ، (وَقَلِيلٌ ما هُمْ) إلى أن قال : يا هشام ثم ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر وحلأهم بأحسن الحلية فقال (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) وقال : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) وقال : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ) وقال : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ

٢٠٩

أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) وقال : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) وقال : (كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ) وقال (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) يا هشام إن الله تعالى يقول في كتابه (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) يعني عقل وقال (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ) قال : الفهم والعقل إلى أن قال : يا هشام إن لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة وأما الباطنة فالعقول إلى أن قال : يا هشام نصب الحق لطاعة الله ولا نجاة إلا بالطاعة والطاعة بالعلم والعلم بالتعلم والتعلم بالعقل إلى أن قال : يا هشام من أراد الغنى بلا مال وراحة القلب من الحسد والسلامة في الدين فليتضرع إلى الله عزوجل في مسألته بأن يكمل عقله فمن عقل قنع بما يكفيه ومن قنع بما يكفيه استغنى ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا إلى أن قال : يا هشام كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : ما عبد الله بشيء أفضل من العقل إلى أن قال : يا هشام إن العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه ، يا هشام لا دين لمن لا مروة له ولا مروة لمن لا عقل له الخبر.

الكافي ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد رفعه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر فاستر خلل خلقك بفضلك وقاتل هواك بعقلك تسلم لك المودة وتظهر لك المحبة.

الكافي ـ جماعة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما كلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله العباد بكنه عقله قط قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت جعلت فداك إن لي جارا كثير الصلاة كثير الصدقة كثير الحج لا بأس به قال فقال : يا إسحاق كيف عقله؟ قال : قلت له جعلت فداك ليس له عقل قال فقال لا ينفع (وفي نسخة لا يرتفع) بذلك منه.

الكافي ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن

٢١٠

علي بن إبراهيم عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : حجة الله على العباد النبي ، والحجة فيما بين الله وبين العباد العقل.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد مرسلا قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : دعامة الإنسان العقل والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم وبالعقل يكمل وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره الخبر.

الكافي ـ علي بن محمد عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : العقل دليل المؤمن.

الكافي ـ محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن أبي نجران عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما خلق الله العقل قال له أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك إياك آمر وإياك أنهى وإياك أثيب وإياك أعاقب.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد عن بعض من رفعه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة كثير الصيام فلا تباهوا به حتى تنظروا كيف عقله.

الكافي ـ أبو عبد الله العاصمي عن علي بن الحسن عن علي بن أسباط عن الحسن بن الجهم عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : ذكر عنده أصحابنا وذكر العقل فقال : لا يعبأ بأهل الدين ممن لا عقل له قلت جعلت فداك إن ممن يصف هذا الأمر قوما لا بأس بهم عندنا وليست لهم تلك العقول فقال : ليس هؤلاء ممن خاطب الله إن الله خلق العقل فقال له أقبل فأقبل وقال له أدبر فأدبر فقال وعزتي ما خلقت أحسن منك أو أحب إلي منك بك آخذ وبك أعطي.

الكافي ـ علي بن محمد عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ليس بين الإيمان والكفر إلا قلة العقل قيل وكيف ذاك يا بن رسول الله؟ قال : إن العبد يرفع رغبته إلى مخلوق فلو أخلص نيته لله لآتاه الذي يريد في أسرع من ذلك.

الكافي ـ العدة عن سهل بن زياد عن عبد الله الدهقان عن أحمد بن عمر الحلبي عن يحيى بن عمران عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين يقول بالعقل استخرج غور الحكمة وبالحكمة استخرج غور العقل الخبر.

الخصال ـ العطار عن أبيه عن سهل عن محمد بن عيسى عن البزنطي عن جميل عن الصادق عليه‌السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول

٢١١

أصل الإنسان لبه وعقله دينه ومروته حيث يجعل نفسه والأيام دول والناس إلى آدم شرع سواء.

روضة الواعظين ـ روي عن ابن عباس أنه قال : أساس الدين بني على العقل وفرضت الفرائض على العقل وربنا يعرف بالعقل ويتوسل إليه بالعقل والعاقل أقرب إلى ربه من جميع المجتهدين بغير عقل ولمثقال ذرة من بر عاقل أفضل من جهاد الجاهل ألف عام وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : قوام المرء عقله ولا دين لمن لا عقل له.

العلل والعيون ـ ابن مسرور عن ابن عامر عن أبي عبد الله السياري عن أبي يعقوب البغدادي عن ابن السكيت.

الإحتجاج ـ في خبر ابن السكيت قال فما الحجة على الخلق اليوم؟ فقال الرضا عليه‌السلام : العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه والكاذب على الله فتكذبه فقال : ابن السكيت هذا هو والله الجواب.

باب ـ حجية أصل البراءة وأصل الإباحة ويدخل فيها جملة من الأصول.

الآيات ـ قال الله تعالى (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) وقال تعالى : (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) وقال تعالى (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) وقال تعالى (خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) وقال تعالى لبني إسرائيل (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللهِ) وقال تعالى (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً) وقال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) وقال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً) وقال تعالى (وَما لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) وقال تعالى (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ) وقال تعالى (كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ) وقال تعالى (كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا

٢١٢

خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) وقال تعالى (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) وقال تعالى (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ) وقال تعالى (وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ) إلى قوله تعالى (فَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَسْقَيْناكُمُوهُ وَما أَنْتُمْ لَهُ بِخازِنِينَ) وقال تعالى (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) إلى قوله (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) وقال تعالى (الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ مَواخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) وقال تعالى (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) وقال تعالى (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً) وقال تعالى (فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ) وقال تعالى (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ) وقال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ) وقال تعالى (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) وقال تعالى (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) وقال تعالى (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) وقال تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ) وقال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ) وقال تعالى (وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ) إلى قوله (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ) وقال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا أَنْعاماً فَهُمْ لَها مالِكُونَ وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيها مَنافِعُ وَمَشارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ) وقال تعالى (اللهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) وقال تعالى (وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكاً فَأَنْبَتْنا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ

٢١٣

باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رِزْقاً لِلْعِبادِ) وقال تعالى (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ) وقال تعالى (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ) وقال تعالى (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) وقال تعالى (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاها وَالْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) وقال تعالى (فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدائِقَ غُلْباً وَفاكِهَةً وَأَبًّا مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) وقال تعالى (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ) وقال تعالى (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) وقال تعالى (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ).

المحاسن ـ علي بن الحكم عن أبان الأحمر عن حمزة الطيار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال لي : اكتب وأملى إن من قولنا إن الله احتج على العباد بالذي آتاهم وعرفهم الخبر. وعن محمد بن علي عن حكم بن مسكين الثقفي عن النضر بن قرواش قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنما احتج الله على العباد بما آتاهم وعرفهم. وعن بعض أصحابنا عن ابن أسباط عن حكم بن مسكين مثله. وعن ابن فضال عن ثعلبة عن حمزة بن الطيار وحدثنا أبي عن فضالة عن أبان الأحمر عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى (ما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ) قال : حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه وقال (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) قال بين لها ما تأتي وما تترك وقال (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) قال : عرفناه فإما آخذ وإما تارك. وعن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) قال علمه السبيل فإما آخذ فهو شاكر وإما تارك فهو كافر. وعن أبيه عن يونس عن حماد بن عثمان عن عبد الأعلى قال قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : هل جعل في الناس أداة ينالون بها المعرفة؟ قال : لا قلت فهل كلفوا المعرفة؟ قال : لا إن على الله البيان (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) ولا يكلف (نَفْساً إِلَّا ما آتاها).

التوحيد والخصال ـ العطار عن سعد عن ابن يزيد عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رفع عن

٢١٤

أمتي تسعة الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه والحسد والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة. وبمضمونه أخبار كثيرة.

الفقيه ـ عن الصادق عليه‌السلام قال كل شيء مطلق حتى يرد فيه نهي.

أمالي الشيخ ـ الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن علي بن حبش عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن الحسين بن أبي عندز عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الأشياء مطلقة ما لم يرد عليك أمر ونهي وكل شيء يكون فيه حلال وحرام فهو لك حلال أبدا ما لم تعرف الحرام منه فتدعه.

غوالي اللئالي ـ قال عليه‌السلام : كل شيء مطلق حتى يرد فيه نص.

التوحيد ـ أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن ابن فضال عن داود بن فرقد عن زكريا بن يحيى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ما حجب الله علمه عن العباد فهو موضوع عنهم.

الإختصاص ـ قال أبو عبد الله عليه‌السلام رفع عن هذه الأمة ستة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه.

الفقيه ـ الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كل شيء فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام منه بعينه فتدعه. ورواه الشيخ عن الحسن بن محبوب مثله وبإسناده عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب مثله.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي أيوب عن عبد الله بن سنان عن عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الجبن إلى أن قال فقال : سأخبرك عن الجبن وغيره كلما كان فيه حلال وحرام فهو لك حلال حتى تعرف الحرام بعينه فتدعه.

الكافي ـ أحمد بن محمد الكوفي عن محمد بن أحمد النهدي عن محمد بن الوليد عن أبان بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كل شيء لك حلال حتى يجيئك شاهدان أن فيه ميتة.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سمعته يقول : كل شيء هو لك حلال حتى تعلم الحرام بعينه فتدعه من قبل نفسك وذلك مثل

٢١٥

الثوب يكون عليك قد اشتريته وهو سرقة أو المملوك يكون عندك ولعله حر قد باع نفسه أو خدع فبيع قهرا أو امرأة تحتك وهي أختك أو رضيعتك والأشياء كلها على هذا حتى يستبين لك غير ذلك أو تقوم لك به البينة.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمر بن أذينة عن محمد بن مسلم وزرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام أنهما سألاه عن أكل لحوم الحمر الأهلية فقال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أكلها يوم خبير وإنما نهى عن أكلها في ذلك الوقت لأنها كانت حمولة الناس وإنما الحرام ما حرم الله في القرآن.

العلل ـ محمد بن الحسن عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أكل لحوم الحمير وإنما نهى عنها من أجل ظهورها مخافة أن يفنوها ليست الحمير بحرام ثم قرأ هذه الآية (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) الآية. وعن أبيه عن عبد الله بن جعفر عن هارون بن مسلم عن أبي الحسن الليثي عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : سئل أبي عن لحوم الحمر الأهلية فقال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أكلها لأنها كانت حمولة الناس يومئذ وإنما الحرام ما حرم الله في القرآن. وبمضمونه أخبار أخر.

التهذيب ـ الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الجريث فقال : وما الجريث فنعته له فقال (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ) الآية.

التهذيب ـ عنه عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الجري والمارماهي والزمير وما ليس له قشر من السمك أحرام هو فقال لي يا محمد اقرأ هذه الآية التي في الأنعام (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً) قال فقرأتها حتى فرغت منها فقال إنما الحرام ما حرم الله ورسوله في كتابه الخبر.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن حنان بن سدير قال سئل أبو عبد الله عليه‌السلام وأنا حاضر عنده عن جدي رضع من لبن خنزيرة حتى شب وكبر واشتد عظمه ثم إن رجلا استفحله في غنمه فخرج له نسل فقال : أما ما عرفت من نسله بعينه فلا تقربنه وما لم تعرفه فكله فهو بمنزلة الجبن ولا تسأل عنه. ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن

٢١٦

ابن محبوب ومحمد بن إسماعيل عن حنان بن سدير ورواه الحميري في قرب الإسناد عن محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد جميعا عن حنان بن سدير نحوه إلا أنه قال : عن حمل رضع من خنزيرة ثم استفحل الحمل في غنم فخرج له نسل ورواه الصدوق في المقنع مرسلا.

التهذيب ـ محمد بن أحمد بن يحيى عن العباس بن معروف عن الحسن بن محبوب عن حنان بن سدير مثله.

الكافي ـ حميد بن زياد عن عبد الله بن أحمد النهيكي عن ابن أبي عمير عن بشر بن سلمة عن أبي الحسن عليه‌السلام في جدي رضع من خنزيرة ثم ضرب في الغنم فقال هو بمنزلة الجبن فما عرفت أنه ضربه فلا تأكله وما لم تعرفه فكل.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام أن أمير المؤمنين عليه‌السلام سئل عن سفرة وجدت في الطريق مطروحة كثير لحمها وخبزها وحبها وبيضها وفيها سكين فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام يقوم ما فيها ثم يؤكل لأنه يفسد وليس له بقاء فإن جاء طالبها غرموا له الثمن فقيل يا أمير المؤمنين عليه‌السلام لا يدرى سفرة مسلم أو سفرة مجوسي فقال : هم في سعة حتى يعلموا.

باب ـ عدم جواز العمل بالرأي والقياس ونحوهما

الكافي ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب رفعه عن أمير المؤمنين أنه قال إن من أبغض الخلق إلى الله عزوجل لرجلين رجل وكله الله إلى نفسه فهو حائر عن قصد السبيل مشغوف بكلام بدعة قد لهج بالصوم والصلاة فهو فتنة لمن افتتن به ضال عن هدى من كان قبله مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد موته حمال خطايا غيره رهين بخطيئته ورجل قمش جهلا في جهال الناس عارف بأغباش الفتنة قد سماه أشباه الناس عالما ، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه ثم قطع ، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدرى أصاب أم أخطأ لا يحسب العلم في شيء مما أنكر ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا إن قاس شيئا بشيء لم يكذب نظيره وإن أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه لكي لا يقال له لا يعلم ثم جسر فقضى فهو مفتاح عشوات ركاب

٢١٧

شبهات خباط جهالات لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم ، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم ، تبكي منه المواريث وتصرخ منه الدماء يستحل بقضائه الفرج الحرام ويحرم بقضائه الفرج الحلال لا ملي بإصدار ما عليه ورد ولا هو أهل لما منه فرط من ادعائه علم الحق.

الكافي ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبان بن عثمان عن شيبة الخراساني قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس فلم تزدهم المقاييس من الحق إلا بعدا وإن دين الله لا يصاب بالمقاييس.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه‌السلام جعلت فداك فقهنا في الدين وأغنانا الله بكم عن الناس حتى إن الجماعة منا لتكون في المجلس ما يسأل رجل صاحبه تحضره المسألة ويحضره جوابها فيما من الله علينا بكم فربما ورد علينا الشيء لم يأتنا فيه عنك ولا عن آبائك شيء فنظر إلى أحسن ما يحضرنا وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم فنأخذ به فقال : هيهات هيهات في ذلك والله هلك من هلك يا بن حكيم ثم قال : لعن الله أبا .. كان يقول : قال علي وقلت قال محمد بن حكيم لهشام بن الحكم والله ما أردت إلا أن يرخص لي في القياس.

الكافي ـ محمد بن أبي عبد الله رفعه عن يونس بن عبد الرحمن قال قلت لأبي الحسن الأول عليه‌السلام : بما أوحد الله عزوجل فقال : يا يونس لا تكن مبتدعا من نظر برأيه هلك ومن ترك أهل بيت نبيه ضل ومن ترك كتاب الله عزوجل وقول نبيه كفر.

الكافي ـ عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب ولا سنة (وفي نسخة في كتاب الله) فنظر فيها؟ فقال : لا أما إنك إن أصبت لم تؤجر وإن أخطأت كذبت على الله عزوجل.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن سماعة بن مهران عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : قلت : أصلحك الله إنا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فما يرد علينا شيء إلا وعندنا فيه شيء مستطر وذلك مما أنعم الله به علينا ثم يرد علينا الشيء الصغير ليس فيه عندنا شيء فينظر بعضنا إلى بعض وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه فقال : وما لكم وللقياس إنما هلك من هلك

٢١٨

قبلك بالقياس ثم قال إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا وإن جاءكم ما لا تعلمون فها وأهوى بيده إلى فيه ثم قال لعن الله أبا .. كان يقول قال علي وقلت أنا وقالت الصحابة وقلت ثم قال أكنت تجلس إليه؟ فقلت : لا ولكن هذا كلامه الخبر.

الكافي ـ عنه عن محمد عن يونس عن أبان عن أبي شيبة قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ضل علم ابن شبرمة عند الجامعة إملاء رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علي عليه‌السلام بيده ، إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما ، فيها علم الحلال والحرام إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من الحق إلا بعدا إن دين الله لا يصاب بالقياس.

الكافي ـ محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن السنة لا تقاس ألا ترى أن المرأة تقضي صومها ولا تقضي صلواتها؟ يا أبان إن السنة إذا قيست محق الدين.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى قال : سألت أبا الحسن موسى عليه‌السلام عن القياس فقال : ما لكم والقياس إن الله لا يسأل كيف أحل وكيف حرم.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال حدثني جعفر عن أبيه أن عليا عليه‌السلام قال : من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس قال : وقال أبو جعفر عليه‌السلام : من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن يقطين عن الحسين بن مياح عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن إبليس قاس نفسه بآدم فقال : خلقني من نار وخلقته من طين فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن عبد الله العقيلي عن عيسى بن عبد الله القرشي قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليه‌السلام فقال له : يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس قال : نعم قال لا تقس فإن أول من قاس إبليس حين قال (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فقاس ما بين

٢١٩

النار والطين ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين وصفاء أحدهما على الآخر.

الكافي ـ علي عن محمد بن عيسى عن يونس عن قتيبة قال سأل رجل أبا عبد الله عليه‌السلام عن مسألة فأجابه فيها فقال الرجل : أرأيت إن كان كذا وكذا ما كان يكون القول فيها فقال له عليه‌السلام : مه ما أجبتك فيه من شيء فهو عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لسنا من أرأيت في شيء.

الكافي ـ وبإسناده المتقدم عن الصادق عليه‌السلام في رسالته إلى أصحابه قال : أيتها العصابة المرحومة المفلحة إن الله أتم لكم ما أتاكم من الخير واعلموا أنه ليس من علم الله ولا أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقاييس إلى أن قال وكما أنه لم يكن لأحد من الناس مع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه خلافا لأمر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك لم يكن لأحد بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يأخذ بهواه ولا رأيه ولا مقاييسه إلخ.

الإحتجاج ـ عن بشر بن يحيى العامري عن ابن أبي ليلى قال دخلت أنا والنعمان أبو حنيفة على جعفر بن محمد عليه‌السلام إلى أن قال : يا نعمان إياك والقياس فإن أبي حدثني عن آبائه عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال من قاس شيئا من الدين برأيه قرنه الله تبارك وتعالى مع إبليس في النار فإنه أول من قاس حيث قال : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) فدعوا الرأي والقياس فإن دين الله لم يوضع على القياس. ورواه الصدوق في العلل عن أبيه عن سعد عن البرقي عن معاذ بن عبد الله عن بشر بن يحيى العامري عن ابن أبي ليلى مثله.

الإحتجاج ـ في رواية أخرى أن الصادق عليه‌السلام قال لأبي حنيفة وساق الخبر إلى أن قال : فقال أبو حنيفة : ليس لي علم بكتاب الله إنما أنا صاحب قياس فقال أبو عبد الله عليه‌السلام فانظر في قياسك إن كنت مقيسا أيما أعظم عند الله القتل أو الزنا؟ قال بل القتل قال : فكيف رضي في القتل بشاهدين ولم يرض في الزنا إلا بأربعة؟ ثم قال له : الصلاة أفضل أم الصيام قال بل الصلاة أفضل؟ قال عليه‌السلام : فيجب على قياس قولك على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام وقد أوجب الله عليها قضاء الصوم دون الصلاة ثم قال له البول أقذر أم المني؟ قال : البول أقذر قال عليه‌السلام : يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني وقد أوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول الخبر. وفيه عن عيسى بن عبد الله القرشي قال : دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله

٢٢٠