الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

السيّد عبد الله شبّر

الأصول الأصليّة والقواعد الشرعيّة

المؤلف:

السيّد عبد الله شبّر


الموضوع : أصول الفقه
الناشر: منشورات مكتبة المفيد
المطبعة: مهر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٣٦

وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) ثم قال : (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) فإذا مسح بشيء من رأسه أو بشيء من قدميه ما بين أطراف الكعبين إلى أطراف الأصابع فقد أجزأه الخبر.

عن محاسن البرقي ـ في باب أن المؤمن صديق شهيد قال : قلت : جعلك فداك أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فراشهم قال : أما تتلو كتاب الله في الحديد (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) قال : فقلت كأني لم أقرأ هذه الآية من كتاب الله عزوجل قط. وبإسناده عن منهال القصاب قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ادع الله لي بالشهادة فقال : إن المؤمن لشهيد حيث مات أوما سمعت قول الله في كتابه : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ) الآية. وبإسناده عن يوسف ابن ثابت عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال لا يضر مع الإيمان عمل ولا ينفع مع الكفر عمل ثم قال ألا ترى أنه قال تبارك وتعالى : (وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ (مِنْهُمْ) نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ) وماتوا وهم كافرون). عن بصائر الدرجات ـ للصفار بإسناده عن اليسع قال دخل حمران بن أعين على أبي جعفر عليه‌السلام فقال له جعلت فداك يبلغنا أن الملائكة تنزل عليكم ، قال : والله تنزل علينا قيظا وشتاء أما تقرأ كتاب الله تبارك وتعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ).

الفقيه ـ عن هشام بن الحكم أنه قال في مناظرته مع بعض المخالفين في أمر الحكمين بصفين : أنهما كانا غير مريدين للإصلاح بين الطائفتين فقال المخالف : من أين قلت هذا؟ قال هشام : من قول الله عزوجل في الحكمين : (إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما) فلما اختلفا ولم يكن بينهما اتفاق على أمر واحد ولم يوفق الله بينهما علمنا أنهما لم يريدا الإصلاح.

العلل ـ عن الليثي عن الباقر عليه‌السلام في حديث الطينة في قوله تعالى : (مَعاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ) قال هو في الظاهر ما تفهمونه وفي الباطن كذا.

رجال الكشي ـ بإسناده عن محمد بن حكيم قال ذكر عند أبي جعفر عليه‌السلام سلمان فقال ذاك سلمان المحمدي إن سلمان منا أهل البيت ، إنه كان يقول للناس : هربتم من القرآن إلى الأحاديث وجدتم مكتابا رفيعا

١٢١

حوسبتم فيه على النقير والقطمير والفتيل وحبة خردل فضاق ذلك عليكم وهربتم إلى الأحاديث التي اتسعت عليكم.

مجمع البيان ـ عن ابن عباس أنه قسم وجوه التفسير إلى أربعة أقسام : تفسير لا يعذر أحد بجهالته وتفسير تعرفه العرب بكلامها وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله عزوجل فأما الذي لا يعذر أحد بجهالته فهو ما يلزم الكافة من الشرائع التي في القرآن وجل دلائل التوحيد وأما الذي تعرفه العرب بلسانها فهو حقائق اللغة وموضوع كلامهم وأما الذي يعلمه العلماء فهو تأويل المتشابه وفروع الأحكام وأما الذي لا يعلمه إلا الله عزوجل فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة.

باب ـ أن الإحاطة بجميع معاني القرآن والعلم ببواطنه وأسراره وتأويله مختص بالنبي والأئمة عليهم‌السلام ولا يجوز لأحد الخوض في المتشابه وفي البطون إلاّ بنص وارد منهم عليهم‌السلام.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن أيوب بن الحر وعمران بن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله.

الكافي ـ علي بن محمد عن عبد الله بن علي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن بريد بن معاوية عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله عزوجل : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل الراسخين في العلم قد علمه الله عزوجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله الخبر.

الكافي ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمة من بعده.

الكافي ـ أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول

١٢٢

في هذه الآية (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) فأومأ بيده إلى صدره.

الكافي ـ عنه عن محمد بن علي عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عزوجل : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : هم الأئمة عليهم‌السلام.

الكافي ـ وعنه عن محمد بن علي عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو جعفر عليه‌السلام هذه الآية (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : أما والله يا أبا محمد ما قال بين دفتي المصحف قلت : من هم جعلت فداك؟ قال من عسى أن يكونوا غيرنا؟

الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن يزيد شعر عن هارون بن حمزة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سمعته يقول : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : هم الأئمة خاصة.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد ابن الفضيل قال : سألته عن قول الله عزوجل : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) قال : هم الأئمة خاصة.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد ابن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام في حديث قال فيه : إن الله يقول في كتابه : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى ونحن نعرف الماء تحت الهواء وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمرا (كذا) إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب إن الله يقول : (وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) ثم قال : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال : سمعت أبا جعفر يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب وما جمعه ولا حفظه

١٢٣

كما أنزله الله إلا علي بن أبي طالب والأئمة من بعده عليه‌السلام. محمد بن الحسين عن محمد بن الحسن عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء.

الكافي ـ علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن القاسم بن الربيع عن عبيد بن عبد الله بن أبي هاشم الصيرفي عن عمرو بن مصعب عن سلمة بن محرز قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : إن من علم ما أوتينا تفسير القرآن وأحكامه وعلم تغير الزمان وحدثانه الخبر.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن عبد الأعلى مولى آل سام قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : والله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي فيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن قال الله جل وعز : (فيه تبيان كل شيء).

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زامر عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) قال : ففرج أبو عبد الله عليه‌السلام بين أصابعه فوضعها في صدره ثم قال : وعندنا والله علم الكتاب كله.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عمن ذكره جميعا عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قال إيانا عنى علي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الكافي ـ محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون بالله قال : صدقت ، إلى أن قال : قلت للناس تعلمون أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان هو الحجة من الله على خلقه؟ قالوا : بلى ، قلت : فحين مضى صلى‌الله‌عليه‌وآله من كان الحجة على

١٢٤

خلقه؟ فقالوا القرآن ، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم فما قال فيه من شيء كان حقا ، فقلت لهم من قيم القرآن إلى أن قال : فأشهد أن عليا كان قيم القرآن وأن ما قال في القرآن فهو حق فقال : رحمك الله.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب وساق مباحثة الشامي مع هشام بمحضر الصادق عليه‌السلام ، فسأله هشام عن الحجة على الخلق من هو؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال هشام فبعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من؟ قال : الكتاب والسنة ، قال هشام : فهل نفعنا اليوم الكتاب والسنة في دفع الاختلاف عنا؟ قال الشامي : نعم قال : فلم اختلفت أنا وأنت وصرت إلينا من الشام في مخالفتنا إياك؟

الكافي ـ علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن أناسا تكلموا في القرآن بغير علم وذلك أن الله يقول : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) فالمنسوخات من المتشابهات والناسخات من المحكمات.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح قال : والله لقد قال لي جعفر بن محمد : إن الله علم نبيه التنزيل والتأويل فعلمه رسول الله عليا ثم قال : وعلمنا والله.

الكافي ـ وعنه عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث أنه قال : ما من شيء تطلبونه إلا وهو في القرآن فمن أراد ذلك فليسألني عنه.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أبي : ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض إلا كفر. ورواه الصدوق في معاني الأخبار وقال : سألت

١٢٥

محمد بن الحسن عن معنى الحديث فقال هو أن يجيب الرجل في تفسير آية تفسير آية أخرى.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث احتجاجه على الصوفية لما احتجوا عليه بآيات من القرآن في الإيثار والزهد قال عليه‌السلام : ألكم علم بناسخ القرآن ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه الذي في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الأمة قالوا : أو بعضه فأما كله فلا ، فقال لهم : فمن هاهنا أتيتم وكذلك أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أن قال : فبئس ما ذهبتم إليه وحملتم الناس عليه من الجهل بكتاب الله وسنة نبيه وأحاديثه التي يصدقها الكتاب المنزل وردكم إياها لجهالتكم وترككم النظر في غريب القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والأمر والنهي إلى أن قال : دعوا عنكم ما اشتبه عليكم مما لا علم لكم به وردوا العلم إلى أهله تؤجروا وتعذروا عند الله وكونوا في طلب ناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه وما أحل الله فيه وما حرم فإنه أقرب لكم من الله الخبر.

الكافي ـ العدة عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن جميل بن صالح قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) فقال : إن لهذا تأويلا لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم من آل محمد صلوات الله عليهم إلى أن قال : ألم أقل لك إن لهذا تأويلا وتفسيرا والقرآن ناسخ ومنسوخ.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه‌السلام فقال : يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال : هكذا يزعمون فقال أبو جعفر عليه‌السلام : بلغني أنك تفسر القرآن ، فقال له قتادة : نعم فقال له أبو جعفر عليه‌السلام : فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت إلى أن قال : ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت وإن كنت قد فسرت من الرجال فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به.

١٢٦

أمالي الصدوق ـ عن محمد بن عمر الحافظ البغدادي عن محمد بن أحمد بن ثابت عن محمد بن الحسن بن العباس الخزاعي عن حسن بن حسين العربي عن عمرو بن ثابت عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إلى أن قال : إن الله أنزل علي القرآن وهو الذي من خالفه ضل ومن ابتغى علمه عند غير علي هلك الحديث. وعن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني عن علي بن إبراهيم عن هاشم عن القاسم بن محمد البرمكي عن أبي الصلت الهروي عن الرضا عليه‌السلام في حديث قال فيه لابن الجهم : اتق الله ولا تؤول كتاب الله برأيك فإن الله يقول : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ).

التوحيد ـ عن جعفر بن علي القمي الفقيه عن معيدان بن المفضل عن محمد بن يعقوب بن محمد الجعفري عن محمد بن أحمد بن شجاع الفرعاني عن الحسن بن حماد العنيزي عن إسماعيل بن عبد الجليل البرقي عن أبي البختري وهب بن وهب القرشي عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام أن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن علي عليه‌السلام يسألونه عن الصمد فكتب إليهم : بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد : فلا تخوضوا في القرآن ولا تجادلوا فيه ولا تتكلموا فيه بغير علم فإني سمعت جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار الحديث.

العيون ـ بإسناده عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه‌السلام في كتابه إلى المأمون قال محض الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله إلى أن قال : والتصديق بكتابه الصادق إلى أن قال : وأنه حق كله من فاتحته إلى خاتمته نؤمن بمحكمه ومتشابهه وخاصه وعامه ووعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه وأخباره وأن الدليل بعده والحجة على المؤمنين والناطق عن القرآن والعالم بأحكامه أخوه وخليفته ووصيه ووليه علي بن أبي طالب وذكر الأئمة عليهم‌السلام ثم قال : وإن من خالفهم ضال مضل تارك للحق والهدى وأنهم المعبرون عن القرآن.

الخصال ـ محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن أبي القاسم عن محمد بن علي ومحمد بن سنان عن فضل عن جابر بن يزيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لعن الله المجادلين في دين الله على لسان سبعين نبيا ومن جادل في آيات

١٢٧

الله كفر قال الله : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) ومن فسر القرآن برأيه فقد (افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) الخبر.

محاسن البرقي : الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عمن حدثه عن معلى بن خنيس قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام في رسالته : وأما ما سألت عن القرآن فذلك أيضا من خطراتك المتفاوتة المختلفة لأن القرآن ليس على ما ذكرت وكلما سمعت فمعناه على غير ما ذهبت إليه وإنما القرآن أمثال لقوم يعلمون دون غيرهم ولقوم (يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) وهم الذين يؤمنون به ويعرفونه وأما غيرهم فما أشد إشكاله عليهم وأبعده عن مذاهب قلوبهم ولذلك قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس شيء أبعد من قلوب الرجال من تفسير القرآن وفي ذلك يحير الخلائق أجمعون إلا من شاء الله وإنما أراد الله بتعميته في ذلك أن ينتهوا إلى بابه وصراطه إلى أن قال : وإياك إياك وتلاوة القرآن برأيك فإن الناس غير مشتركين في علمه كاشتراكهم فيما سواه من الأمور ولا قادرين على تأويله إلا من حده وبابه الذي جعله الله لهم فافهم الخبر.

البصائر ـ عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد القلانسي عن أبي داود عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي أنت تعلم الناس تأويل القرآن مما لا يعلمون فقال علي : ما أبلغ رسالتك من بعدك يا رسول الله؟ فقال : تخبر الناس بما يشكل عليهم من تأويل القرآن.

الإحتجاج : عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليه‌السلام قال : سلوني عن كتاب الله فو الله ما نزلت آية من كتاب الله في ليل ونهار ولا مسير ولا مقام إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلمني تأويلها الخبر. وروى الشيخ في الأمالي نحوه.

أمالي الصدوق ـ عن الطالقاني عن الجلودي عن مغيرة بن محمد عن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن عن قيس بن الربيع ومنصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله قال : قال علي عليه‌السلام : ما نزلت في القرآن آية إلا وقد علمت أين نزلت وفي أي شيء نزلت وفي سهل نزلت أم في جبل نزلت الخبر.

أمالي الشيخ ـ عن المفيد عن الجعاني عن ابن عقدة عن محمد

١٢٨

بن الحسن عن علي بن إبراهيم بن يعلي عن علي بن يوسف بن عميرة عن أبيه عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما نزلت آية إلا وأنا عالم متى نزلت وفي من نزلت ولو سألتموني عما بين اللوحين لحدثتكم.

تفسير القمي ـ عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل الراسخين في العلم فقد علم جميع ما أنزل الله عليه من التأويل والتنزيل وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه التأويل ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله. وعن محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن مرازم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن القرآن تبيان كل شيء حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج العباد إليه حتى لا يستطيع عبد يقول : لو كان هذا نزل في القرآن ، إلا وقد أنزله الله فيه.

الإحتجاج ـ عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : إذا حدثتكم بشيء فاسألوني من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال فقيل له يا ابن رسول الله : أين هذا من كتاب الله عزوجل؟ قال : قوله : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ ، بَيْنَ النَّاسِ) وقال : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) وقال : (لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ).

البصائر ـ عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسين بن المنذر عن عمر بن قيس عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن الله لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه وبينه لرسوله وجعل لكل شيء حدا وجعل عليه دليلا. وعن محمد بن حماد عن أخيه عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام في حديث قال فيه : إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً) فقد ورثنا نحن هذا القرآن ففيه ما تقطع به الجبال ويقطع به البلدان ويحيى به الموتى إلى أن قال : ثم قال : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) فنحن الذين اصطفانا الله فورثنا هذا الذي هو كل شيء. وعن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن يونس عن عبد الأعلى بن أعين قال

١٢٩

سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إني لأعلم ما في السماء وأعلم ما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وأعلم ما يكون علمت ذلك من كتاب الله ، إن الله يقول : (فيه تبيان كل شيء). وعن محمد بن عبد الجبار عن منصور بن يونس عن حماد بن اللحام قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : نحن والله نعلم ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار وما بين ذلك فبهت أنظر إليه فقال : يا حماد إن ذلك من كتاب الله قالها ثلاثا ثم تلا : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) إلى أن قال : إنه من كتاب الله فيه تبيان كل شيء. ونحوه خبر آخر. وعن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنحل عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : ما يستطيع أحد أن يدعي أنه جمع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء. ونحوه أخبار أخر. وعن محمد بن عيسى عن أبي عبد الله المؤمن عن عبد الأعلى قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : والله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي فيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما يكون وخبر ما هو كائن قال الله : (فيه تبيان كل شيء).

تفسير العياشي ـ عن جابر قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إن للقرآن بطنا وظهرا ثم قال : يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال منه ، إن الآية لينزل أولها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل منصرف على وجوه. وعن الفضل بن يسار قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن هذه الرواية : ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن وما فيه حرف إلا وله حد ولكل حد مطلع ما يعني بقوله لها ظهر وبطن؟ قال : ظهره وبطنه تأويله منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد يجري كما تجري الشمس والقمر كلما جاء منه شيء وقع قال الله تعالى : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) نحن نعلمه وعن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن شيء في تفسير القرآن فأجابني ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر فقلت : جعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم فقال لي : يا جابر إن للقرآن بطنا وللبطن بطن وظهر وللظهر ظهر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن إن الآية ليكون أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل يتصرف على وجوه. وعن أبي عبد الله السلمي أن عليا مر على قاض فقال : هل تعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال : لا ، فقال : هلكت وأهلكت تأويل كل حرف من القرآن على وجوه. وعن إبراهيم بن

١٣٠

عمر قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إن في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن كانت فيه أسماء الرجال فألقيت وإنما الاسم الواحد منه في وجوه لا تحصى يعرف ذلك الوصاة. وعن السكوني عن جعفر عن أبيه عن جده عن أبيه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله وهو علي بن أبي طالب. وعن مرازم قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من أوله إلى آخره وإن عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا كتمانه ما نستطيع أن نحدث به أحدا. وعن بشير الدهان عن الصادق عليه‌السلام قال : إن الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسع الناس جهلا ، لنا صفو المال ولنا الأنفال ولنا كرائم القرآن ، ولا أقول لكم أنا أصحاب الغيب ، ونعلم كتاب الله وكتاب الله يحتمل كل شيء. وعن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه قال قال عليه‌السلام ما بين اللوحين شيء إلا وأنا أعلمه. وعن سليمان الأخمس عن أبيه قال : قال علي عليه‌السلام : ما نزلت آية إلا وأنا علمت في من نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا طلقا. وعن أبي الصباح عن الصادق عليه‌السلام قال : إن الله علم نبيه التنزيل والتأويل فعلمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا. وعن يونس عن عدة من أصحابنا قالوا : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إني لأعلم خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما كان وما هو كائن كأنه في كفي ، ثم قال : من كتاب الله أعلمه إن الله يقول : (فيه تبيان كل شيء). وعن منصور بن حماد اللحام قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : نحن والله نعلم ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار وما بين ذلك ، قال : فبهت أنظر إليه ، فقال : يا حماد إن ذلك في كتاب الله ثلاث مرات قال ثم تلا هذه الآية : (يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) ... (وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) ... (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ) إنه من كتاب الله (فيه تبيان كل شيء). وعن عبد الله بن الوليد قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام قال الله لموسى : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) فعلمنا أنه لم يكتب لموسى الشيء كله وقال الله لعيسى : (لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ) وقال الله لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : (وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) ... (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ).

أسرار الصلاة ـ قال علي عليه‌السلام : لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب.

سعد السعود ـ للسيد ابن طاوس رحمه‌الله روى النقاش أيضا

١٣١

حديث تفسير الحمد فقال بعد إسناده عن ابن عباس قال : قال لي علي عليه‌السلام : يا أبا عباس إذا صليت عشاء الآخرة فألحقني إلى الجبان ، قال : فصليت ولحقته وكانت ليلة مقمرة فقال لي : ما تفسير الألف من الحمد جميعا؟ قال : فما علمت حرفا فأجيبه قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي : ما تفسير اللام من الحمد؟ قال : فقلت لا أعلم قال : فتكلم في تفسيرها ساعة تامة ثم قال لي فما تفسير الحاء من الحمد؟ قال : فقلت لا أعلم قال : فتكلم في تفسيرها ساعة ثم قال لي : فما تفسير الميم من الحمد؟ قال فقلت : لا أعلم قال : فتكلم في تفسيرها ساعة ثم قال : فما تفسير الدال من الحمد؟ قال : قلت لا أدري فتكلم فيها إلى أن برق عمود الفجر ، قال : فقال لي : قم يا أبا عباس إلى منزلك فتأهب لفرضك فقمت وقد وعيت كل ما قال ، قال : ثم تفكرت فإذا علمي بالقرآن في علم علي كالقرارة في المثعنجر قال القرارة الغدير والمثعنجر البحر.

تفسير العياشي ـ عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن أن الآية ينزل أولها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء الخبر. وعن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من فسر القرآن برأيه فأصاب لم يؤجر وإن أخطأ كان إثمه عليه. وعن أبي الجارود قال قال أبو جعفر عليه‌السلام : ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم فإن الرجل ينزع بالآية فيخر بها أبعد ما بين السماء والأرض. وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر وإن أخطأ هو (١) أبعد من السماء. وعن عبد الرحمن بن الحجاج قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : ليس أبعد من عقول الرجال من القرآن. وعن عمارة بن موسى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر ومن فسر آية من كتاب الله فقد كفر. وعن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إياكم والخصومة فإنها تحبط العمل وتمحق الدين وإن أحدكم لينزع بالآية يقع منها أبعد من السماء.

منية المريد ـ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قال في القرآن بغير علم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أكثر ما أخاف على أمتي من بعدي رجل يتأول القرآن يضعه على غير مواضعه.

__________________

(١) كان قبل هذا الباب باب يناسبه ارتأى كثير من الأفاضل حذفه لكونه محركا لبعض المشاعر.

١٣٢

تفسير العياشي ـ سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن المحكم والمتشابه ، قال : المحكم ما يعمل به والمتشابه ما اشتبه على جاهله. وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام أن القرآن محكم ومتشابه فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به وهو قول الله : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ) إلى أن قال : والراسخون في العلم هم آل محمد صلوات الله عليهم. وعن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : إن القرآن فيه محكم ومتشابه فأما المحكم فيؤمن به ونعمل به وندين به وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به. وعن مسعدة بن صدقة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ، قال : الناسخ الثابت المعمول به والمنسوخ ما كان يعمل به ثم جاء ما نسخه والمتشابه ما اشتبه على جاهله. وعن ابن محمد الهمداني عن رجل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه ، قال : الناسخ الثابت والمنسوخ ما مضى والمحكم ما يعمل به والمتشابه الذي يشبه بعضه بعضا.

باب ـ وجوب العمل بما في أيدينا من القرآن الكريم وعدم تجاوزه وعدم جواز القراءة بما حذف منه وأن ما بين الدفتين حجة يجب العمل بها

الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن أبي سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبد الله عليه‌السلام وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : كف عن هذه القراءة ، اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم عليه‌السلام فإذا قام القائم عليه‌السلام قرأ كتاب الله على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه‌السلام الحديث.

الكافي ـ العدة عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم فهل نأثم؟ فقال : لا اقرءوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم.

أقول ـ قد تقدم في الباب السابق ما يدل على ذلك ومنه قوله عليه‌السلام في حديث طلحة إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة وغيره.

١٣٣

أبواب السنة

باب ـ لزوم العمل بالسنة

الكافي ـ محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من خالف كتاب الله وسنة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد كفر.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس رفعه قال : قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : إن أفضل الأعمال عند الله ما عمل بالسنة وإن قل.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن أبي سعيد القماط وصالح بن سعيد عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه سأله عن مسألة فأجاب فيها قال : فقال الرجل إن الفقهاء لا يقولون هذا فقال : ويحك وهل رأيت فقيها قط إن الفقيه حق الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة المتمسك بسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الأزدي عن أبي عثمان العبيدي عن جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا قول إلا بعمل ولا قول ولا عمل إلا بنية ولا قول ولا عمل ونية إلا بإصابة السنة.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال : ما من أحد إلا وله شرة وفترة فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى بدعة فقد غوى.

١٣٤

الكافي ـ علي بن محمد عن أحمد بن محمد البرقي عن علي بن حسان ومحمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن موسى بن بكر عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كل من تعدى السنة رد إلى السنة.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : السنة سنتان سنة في فريضة الأخذ بها هدى وتركها ضلالة وسنة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غير خطيئة.

أمالي الشيخ ـ ابن مخلد عن محمد بن عبد الواحد النحوي عن موسى بن سهل الوشاء عن إسماعيل بن علية عن يونس بن عبيد عن الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة. وعنه عن أبي جعفر المروزي محمد بن هشام عن يحيى بن عثمان عن ثقة عن إسماعيل بن علية عن أبان عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يقبل قول إلا بعمل ولا يقبل قول وعمل إلا بنية ولا يقبل قول وعمل ونية إلا بإصابة السنة. وبإسناد المجاشعي عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : عليكم بالسنة فعمل قليل في سنة خير من عمل كثير في بدعة.

(لعل التفضيل هنا على سبيل المماشاة مع الخصم أي لو كان في البدعة خير فقليل من السنة خير من كثير البدعة).

محاسن البرقي ـ أبي عن الحسين بن سيف عن أخيه عن علي عن أبيه عن أبي جعفر عليه‌السلام عن أبيه عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من تمسك بسنتي في اختلاف أمتي كان له أجر مائة شهيد. وعن علي بن سيف عن أبي حفص الأعشى عن الصادق عن آبائه عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثله.

وعن ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن مرازم بن حكيم قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : من خالف سنة محمد فقد كفر. وعن أبيه عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تعالى : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) قال : يعني أن يأتي الأمر من وجهه أي الأمور كان. وعن بعض أصحابنا عن عبد الله بن عبد الرحمن

١٣٥

البصري عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عن أبيه عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : مر موسى بن عمران عليه‌السلام برجل وهو رافع يده إلى السماء يدعو الله فقال يا رب هذا عبدك رافع يديه إليك يسألك حاجة ويسألك المغفرة منذ سبعة أيام لا تستجيب له ، قال : فأوحى الله إليه يا موسى لو دعاني حتى تسقط يداه أو يتقطع لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من الباب الذي أمرته.

الراوندي ـ في القصص بإسناده إلى الصدوق عن أبيه عن سعيد بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام عن الصادق عليه‌السلام قال : أمر إبليس بالسجود لآدم فقال : يا رب وعزتك إن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها قال الله جل جلاله : إني أحب أن أطاع من حيث أريد.

باب ـ وجوب العمل برواية الثقة ووجوب الرجوع إلى الرواة عن النبي والأئمة عليهم‌السلام والأخذ بأخبارهم والعمل بآثارهم.

الكافي ـ محمد بن عبد الله ومحمد بن يحيى جميعا عن عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سألته وقلت له من أعامل وعمن آخذ وقول من أقبل؟ فقال : العمري ثقتي فما أدى إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول ، فاسمع له وأطع فإنه الثقة المأمون ، وبالإسناد عن أحمد بن إسحاق أنه سأل أبا محمد عليه‌السلام عن مثل ذلك فقال : العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان الحديث. ورواه الشيخ في كتاب الغيبة بإسناده عن محمد بن يعقوب.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث إلى أن قال : فكيف يصنعان؟ قال : ينظران إلى من كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله الحديث. ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن

١٣٦

بن شمون عن محمد بن عيسى. ورواه بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن عيسى نحوه.

الكافي ـ علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه‌السلام في الرجل يشتري الأمة من رجل فيقول : إني لم أطأها فقال : إن وثق به فلا بأس بأن يأتيها الحديث. ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إسماعيل عن ابن أبي عمير مثله.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن الرجل يشتري الجارية ولم تحض قال : يعتزلها شهرا إن كانت قد مست ، قال : أفرأيت إن ابتاعها وهي طاهر وزعم صاحبها أنه لم يطأها منذ طهرت قال : إن كان عندك أمينا فمسها الخبر ورواه الشيخ عن علي بن إسماعيل عن حماد عن عبد الله بن المغيرة عن ابن سنان.

التهذيب ـ الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن شعيب عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : الرجل يشتري الجارية وهي طاهر ويزعم صاحبها أنه لم يمسها منذ حاضت فقال : إن ائتمن فمسها.

المقنعة ـ روى أنه لا بأس أن يطأ الجارية من غير استبراء لها إذا كان بائعها قد أخبره باستبرائها وكان صادقا في ظاهره مأمونا.

الفقيه ـ محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث قال فيه : إن الوكيل إذا وكل ثم قام عن المجلس فأمره ماض أبدا والوكالة ثابتة حتى يبلغه العزل عن الوكالة بثقة يبلغه أو يشافه بالعزل عن الوكالة ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن أبي عمير نحوه.

التهذيب ـ علي بن مهزيار عن فضالة عن أبان عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام في رجل صلى الغداة بليل غره من ذلك القمر ونام حتى طلعت الشمس فأخبر أنه صلى بليل قال : يعيد صلاته ورواه الكليني.

العيون ـ عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن أحمد بن عبد الله الغروي عن أبيه عن الفضل بن الربيع في حديث حبس الكاظم عليه‌السلام أنه يعقب في دبر صلواته إلى أن تطلع الشمس ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس وقد وكل من يترصد له الزوال فلست أدري متى يقول له الغلام : قد زالت الشمس إذ وثب فيبتدي الصلاة إلى أن قال : فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر فلست أدري متى

١٣٧

يقول الغلام : إن الفجر قد طلع إذ وثب هو لصلاة الفجر فهذا دأبه منذ حول الخبر.

التهذيب ـ سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن ذريح المحاربي قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : صل الجمعة بأذان هؤلاء فإنهم أشد شيء مواظبة على الوقت. ورواه الصدوق مرسلا.

تفسير العياشي ـ عن سعيد الأعرج قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام وهو مغضب وعنده جماعة من أصحابنا وهو يقول تصلون قبل أن تزول الشمس قال : وهم سكوت فقلت : أصلحك الله ما نصلي حتى يؤذن مؤذن مكة قال : فلا بأس أما إنه إذا أذن فقد زالت الشمس.

بصائر الدرجات ـ عن عبد الله بن محمد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن عبد الله عن يونس عن عمر بن يزيد قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أرأيت من لم يقربانكم في ليلة القدر كما ذكرت ولم يجحده ، فقال : أما إذا قامت عليه الحجة ممن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر وأما من لم يسمع فهو في عذر حتى يسمع ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ).

المحاسن ـ عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن ابن مسكان عن أبي بصير يعني المرادي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام أرأيت الراد على هذا الأمر كالراد عليكم فقال : يا أبا محمد من رد عليك هذا الأمر فهو كالراد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى الله عزوجل.

الكافي ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد مثله.

رجال الكشي ـ عن علي بن محمد بن قتيبة عن أحمد بن إبراهيم المراغي قال : ورد توقيع يعني من المهدي عليه‌السلام على القاسم بن العلاء وذكر توقيعا شريفا يقول فيه : فإنه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما ترويه عنا ثقاتنا قد عرفوا بأنا نفاوضهم سرنا ونحمله إياه إليهم الحديث.

وفيه ـ عن حمدويه بن نصير عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج قال : سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول : (بَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) بالجنة بريد بن معاوية العجلي وأبو بصير ليث بن البختري المرادي ومحمد بن مسلم وزرارة أربعة نجباء أمناء الله على حلاله وحرامه لو لا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست.

وفيه ـ عن جعفر بن محمد بن معروف عن محمد بن الحسين بن أبي

١٣٨

الخطاب عن جعفر بن بشير عن أبان بن تغلب عن أبي بصير أن أبا عبد الله عليه‌السلام قال له في حديث لو لا زرارة ونظراؤه لظننت أن أحاديث أبي عليه‌السلام ستذهب.

وفيه ـ عن حمدويه بن نصير عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن يونس بن عمار أن أبا عبد الله عليه‌السلام قال له في حديث : أما ما رواه زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام فلا يجوز لك أن ترده.

وفيه ـ عنه عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد وغيره قالوا : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : رحم الله زرارة لو لا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي عليه‌السلام.

وفيه ـ عن محمد بن قولويه والحسين بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الله المسمعي عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث أنه عليه‌السلام ذم رجلا وقال إنه ذكر أقواما كان أبي ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه وكذلك هم عندي اليوم إلى أن قال : قلت : من هم؟ قال بريد وأبو بصير وزرارة ومحمد بن مسلم.

وفيه ـ عنه عن سعد عن محمد بن عيسى عن أحمد بن الوليد عن علي بن المسيب الهمداني قال : قلت للرضا عليه‌السلام : شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت فعمن آخذ معالم ديني؟ قال : من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا.

وفيه ـ عن صالح بن السندي عن أمية بن علي عن مسلم بن أبي حبة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في حديث أنه قال له : ائت أبان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا فما رواه لك فاروه عني.

وفيه ـ عن محمد بن نصير عن محمد بن عيسى عن عبد العزيز بن المهتدي والحسن بن علي بن يقطين عن الرضا عليه‌السلام قال : قلت لا أكاد أصل إليك ، سألتك عما أحتاج إليه من معالم ديني أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني قال نعم.

وفيه ـ عن محمد بن قولويه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الله المسمعي عن علي بن أسباط عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن أبيه قال : بعث زرارة عبيدا ابنه يسأل عن خبر أبي الحسن عليه‌السلام فجاءه الموت قبل رجوع عبد الله فأخذ المصحف فأعلاه فوق رأسه وقال : إن الإمام بعد جعفر بن محمد اسمه بين الدفتين في جملة

١٣٩

القرآن منصوص عليه ، من الذين أوجب الله طاعتهم على عبده أنا مؤمن به ، قال : فأخبر بذلك أبو الحسن عليه‌السلام فقال : كان زرارة (مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ). (قال الشيخ الحر : فيه وفي أمثاله دلالة على إفادة خبر الثقة العلم ، وإلا فكيف يجوز الاعتماد عليه في الإمامة وتعيين الإمام؟ وقد قرره أبو الحسن واستصوب فعله والوجدان شاهد بعدم احتمال النقض عند خبر بعض الثقات وكذا كان الأئمة ينصون على الإمام عند ثقة أو ثقتين ثم يحكمون بوجوب القبول على كل من بلغه ذلك).

وفيه ـ عن حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج وغيره قال : وجه زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة يستخبر له خبر أبي الحسن عليه‌السلام وعبد الله بن أبي عبد الله فمات قبل أن يرجع إليه.

وفيه ـ قال محمد بن أبي عمير حدثني محمد بن حكيم قال : قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيدا إلى المدينة فقال : إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ).

وفيه ـ عن محمد بن عيسى عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الله بن محمد الحجال عن العلاء بن رزين عن عبد الله أبي أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إنه ليس ألقاك كل ساعة إلى أن قال : فقال : وما يمنعك من محمد بن مسلم الثقفي فإنه قد سمع من أبي وكان عنده وجيها.

كمال الدين ـ عن محمد بن محمد بن عصام عن محمد بن يعقوب عن إسحاق بن يعقوب في حديث أنه ورد عليه بخط صاحب الزمان عليه‌السلام : وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله وأما محمد بن عثمان العمري فرضي الله عنه وعن أبيه من قبل فإنه ثقتي وكتابه كتابي. ورواه الشيخ والطبرسي.

الفقيه ـ قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : المؤمن وحده حجة والمؤمن وحده جماعة.

الفقيه ـ عن أبان بن عثمان أن أبا عبد الله عليه‌السلام قال له : إن أبان بن تغلب قد روى عني حديثا كثيرا فما رواه لك عني فاروه عني.

الفقيه ـ عن عيسى بن أبي منصور قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام في اليوم الذي يشك فيه من شهر رمضان فقال : يا غلام انظر أصام السلطان أم لا؟ فذهب ثم عاد فقال : لا فدعا بالغداء فتغدينا معه.

غيبة الشيخ ـ عن أبي الحسن بن تمام الكوفي خادم الشيخ الحسين

١٤٠