الإشارات الإلهيّة إلى المباحث الأصوليّة

نجم الدين أبي الربيع سليمان بن عبدالقوي ابن عبدالكريم الطوفي الصرصري الحنبلي

الإشارات الإلهيّة إلى المباحث الأصوليّة

المؤلف:

نجم الدين أبي الربيع سليمان بن عبدالقوي ابن عبدالكريم الطوفي الصرصري الحنبلي


المحقق: محمّد حسن محمّد حسن إسماعيل
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
ISBN: 2-7451-3779-4
الصفحات: ٦٩٦

وأحكامها أو ذكر القرآن نحو : (وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ) (١٩٦) [الشعراء : ١٩٦].

القول في سورة الغاشية / [٤٤٤ / ل]

أكثرها إلى (وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) (١٦) [الغاشية : ١٦] يتضمن العذاب والنعيم الحسيين.

(أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) (١٧) [الغاشية : ١٧] الآيات ، تضمنت الأمر بالنظر / [٢١٥ ب / م] ويستلزم ذلك أنه إذا صح أفاد العلم كما سبق ، والآية في السماء والجبار والأرض واضحة ، وأما الإبل فلكثرتها عندهم وعظم خلقها وانتفاعهم بها وعظم النعمة فيها.

(لَسْتَ عَلَيْهِمْ) وعيدي محكم أو منسوخ بآية السيف.

(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ) (٢٦) [الغاشية : ٢٦] صريح في حساب الكفار.

* * *

القول في سورة الفجر

(كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا) (٢١) [الفجر : ٢١] نحو : (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً) (١٤) [الحاقة : ١٤] إما أن يخسف بهما إلى حيث يشاء الله ـ عزوجل ـ أو ينسفا بدليل : (وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ) (١٠) [المرسلات : ١٠].

(وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) (٢٢) [الفجر : ٢٢] أي : جاء ذاته ، وقيل : بأمره لفصل القضاء ، ونظيره : (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (٢١٠) [البقرة : ٢١٠].

(فَادْخُلِي فِي عِبادِي) (٢٩) [الفجر : ٢٩] قيل : الأرواح تدخل في الأجساد ، وهو إثبات للبعث ، والظاهر أن المراد إكرام النفس الصالحة بإدخالها في الصالحين.

* * *

٦٨١

القول في سورة البلد

(وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) (١٠) [البلد : ١٠] أي طريق الخير والشر ، وهذه هداية إرشاد ، وهي الهداية العامة ، وأما هداية العصمة فخاصة بمن شاء الله ـ عزوجل ـ وسبق له السعادة.

* * *

القول في سورة الشمس

(فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) (٨) [الشمس : ٨] يحتمل أن المراد : خلق فيها ذلك ، ويحتمل أن المراد : طبعها وفطرها على ما شاء من فجور أو تقوى.

(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها) (٩) [الشمس : ٩] أي : طهرها وكملها ، باكتساب العلم والعمل ، (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) (١٠) [الشمس : ١٠] أي : ترك جهلها وفجورها كامنا فيها لم يطهر منه.

[(إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) (١٢) [الشمس : ١٢] احتجت به الشيعة على أن عليا أفضل الصحابة ؛ لأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أشقى الأولين عاقر الناقة وأشقى الآخرين قاتلك يا علي» (١) أو كما قال ، فثبت أن قاتل علي أشقى وأعظم دركا من قاتل عمر وعثمان وما ذاك إلا لأن عليا أفضل منهما ، وأن قاتله فوت من الفضيلة ، ومصلحة الوجود أعظم مما فوت قاتلهما ، وإذا ثبت هذا المعنى بالنسبة إلى علي مع عمر وعثمان ثبت بالنسبة إليه مع أبي بكر وإن لم يقتل ؛ إذ لا قائل من الجمهور بالفرق ، فثبت بهذا الدليل أن عليا أفضل الصحابة ، وتلخيصه أن قاتل علي أشقى القاتلين ، فعلي أفضل المقتولين.

وأجاب الجمهور بأن هذا الاستدلال بمعنى خبر واحد ، وهم لا يقولون به ، ثم هو لا يعارض إجماع السلف على تفضيل أبي بكر على علي].

__________________

(١) رواه أبو يعلى [١ / ٣٧٧] [٤٨٥] والطبراني في الكبير [٢ / ٤٧] [٢٠٣٧] ، [٨ / ٣٨] [٧٣١١] ورواه أحمد في فضائل الصحابة [٢ / ٥٦٦] [٩٥٣].

٦٨٢

القول في سورة الليل

(فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى) (٧) الليل [٥ ـ ٧] يحتج به من يرى الأعمال الصالحة أمارة على السعادة محصلة للظن بذلك ، وكذلك الأعمال الفاسدة على الشقاوة ؛ لأن هذا وعد من الله ـ عزوجل ـ أنه ييسر كلا لمناسب عمله ، ووعد الله ـ عزوجل ـ واقع لا محالة.

والآخرون قالوا : الأمارة قد تخلف ، والوعد قد تعلق بالمشيئة في نفس الأمر فلا يلزم وقوعه ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يعمل أحدكم بعمل أهل الجنة ـ إلى قوله ـ : «وإنما الأعمال بالخواتيم» (١) قاطع في الباب فلا يترك لغيره ، ولو صح ما قاله الأول لكان أسعد الناس / [٤٤٥ / ل] إبليس وبرصيصا وبلعام ونحوهم ممن مكر به في آخر أمره.

(إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) (١٢) [الليل : ١٢] يحتج به المعتزلة ؛ لأنه ـ عزوجل ـ التزم الهدى على نفسه فلا يضل أحدا ، وإنما الناس يضلون أنفسهم.

وجوابه أن الذي التزمه هدي الإرشاد والهداية لأهدى العصمة والرعاية ، ثم إن هدي الإرشاد واجب منه لإقامة الحجة وتحقيق العدل لا واجب عليه ، إذا قدمنا أنه ـ عزوجل ـ لا يجب عليه شيء.

(وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى) (١٨) الليل [١٧ ـ ١٨] ، احتج بها الجمهور على أن أبا بكر ـ رضي الله تعالى عنه ـ أفضل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ؛ لأنها نزلت في شأنه وقد وصف بأنه الأتقى ، وينتظم الدليل هكذا : أبو بكر أتقى ، والأتقى أكرم ، والأكرم أفضل ، أما الأولى فلهذه الآية ، وأما الثانية فلقوله ـ عزوجل ـ : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (١٣) [الحجرات : ١٣] وأما الثالثة : فبيّنة.

وأجابت الشيعة [لعنهم الله] : بأنا لا نسلم أنها نزلت في شأن أبي بكر ، وما رويتموه في ذلك آحاد ضعيفة لا يعتمد عليها ، وظاهر الآية وسياقها تعميم الأتقى في كل من اتصف بالأفضلية في التقوى ؛ لأن الله ـ عزوجل ـ قد عمّم على ذلك قوله ـ سبحانه وتعالى ـ :

__________________

(١) رواه البخاري [/ ١١٧٤] ح [٣٠٣٦] ومسلم [٤ / ٢٠٣٦] ح [٢٦٤٣].

٦٨٣

(فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤) لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) (١٧) الليل [١٤ ـ ١٧] فكما أن الأشقى عام في كل من كذب وتولى لا يخص أحدا بعينه. كذلك الأتقى الذي قوبل به يجب أن يكون عامّا في كل من تزكى بماله ابتغاء وجه ربه الأعلى ، ثم إن العام لا دلالة له على الخاص ، فلا دلالة للآية على خصوص أبي بكر ولا غيره ، بل معناها أن كل من اتصف بهذه الصفة المذكورة جنب النار التي تلظى ، ويحتاج تفضيل أبي بكر وغيره إلى دليل غير هذا.

ثم قوله ـ عزوجل ـ : (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤) لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى) (١٦) [الليل : ١٤ ـ ١٦] يحتج به المرجئة في أن لا يدخل النار إلا كافر كما سبق عنهم في سورة «تبارك الملك» ، بل هذه أدل على ذلك ؛ لأنه ـ عزوجل ـ حصر من يدخلها في الأشقى المكذب بالنفي والإثبات / [٢١٦ ب / م] ولا شك أن قولنا : لا يدخل النار إلا كافر ، أقوى دلالة من قولنا : كلما دخل النار داخل اعترف بالكفر.

ويجاب بأن النار دركات ، نحو : جهنم ولظى وسقر والحطمة وغيرها ، فهذه النار التي تعين لها الكافر الأشقى واحدة خاصة منها ، والأشبه أنها لظى لوصفها بأنها تلظى ، ولا يلزم من تعين الكافر لنار معينة أن لا يدخل غيرها ، فعصاة المؤمنين يدخلون غير هذه ، ثم يخرجون [ويعترض عليه بأنه يلزمكم في : (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى) (١٧) [الليل : ١٧] وأنه يجنب هذه النار المعينة ، ولا يلزم منه أن يجنب غيرها فلا يكون مدحه والوعد له كاملا ، لكن ذلك خلاف مقتضى سياق الكلام ، فتعين أن الكلام في مطلق النار يجنبها الأتقى ، ويتعين لها الكافر الأشقى ، وهذا اعتراض قوي ،] وطريق الانفصال عنه أنه استدلال على كل حال فلا يعارض العمومات والنصوص القاطعة من الكتاب والسنة والإجماع ، على أن عصاة المؤمنين / [٤٤٦ / ل] يدخلون النار بذنوبهم ، ثم يخرجون بإيمانهم.

* * *

٦٨٤

القول في سورة الضحى

(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) (٧) [الضحى : ٧] قيل : إنه ضل عن جده عبد المطلب وهو طفل ، وقيل : ضل في أنوار الملكوت ليلة المعراج فهداه الله ـ عزوجل ـ إليه ، وقيل :

لما نشأ بين قوم كفار انعقد له سبب الضلال ، فلولا أن أنقذه الله ـ عزوجل ـ من ملتهم بهداه ووحيه لضل ، فسمى انعقاد سبب الضلال ضلالا على المجاز ، كما يقال : وجدت فلانا غريقا فأنقذته أو قتيلا بين أعدائه فأحييته ونحوه ، إذا انعقد له سبب ذلك ، وفي هذه الآية نحو عشرين قولا هذا أقر بها إلى التحقيق ، وإليه يرجع قوله ـ عزوجل ـ : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٥٢) [القيامة : ٥٢].

* * *

القول في سورة ألم نشرح لك صدرك

هو شرح حسي بشق جوفه حتى أخرج حظ الشيطان منه ، وعقلي بخلق دواعي الإيمان فيه كما سبق في «الأنعام» وغيرها.

(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (٦) [الشرح : ٥ ، ٦] لما كرر العسر معرفا كان واحدا ، ولما كرر اليسر منكرا كان متعددا ، ومن ثم قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : «لن يغلب عسر يسرين» (١) ، واعلم أن الاسم إذا تكرر مرتين ، فإما أن يكون معرفا فيهما فهو واحد ، نحو : لقيت الرجل فقلت للرجل ، أو منكرا فيهما فيتعدد نحو : لقيت رجلا فقلت لرجل ، أو يتنكر في الأولى فقط فيتحد نحو : لقيت رجلا فقلت للرجل ، أو بالعكس فيتعدد نحو : لقيت لرجل فقلت الرجل ، والآية تضمنت الطرفين الأولين من هذه القسمة.

__________________

(١) رواه مالك [٢ / ٤٤٦] والحاكم [٢ / ٥٧٥].

٦٨٥

القول في سورة التين

(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤) ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ (٥) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (٦) [التين : ٤ ـ ٦] أي : ثم رددناه إلى خسر الكفر بدليل استثناء المؤمنين من أهل سافلين ، ولا يقابل المؤمن إلا الكافر ، وبدليل : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣) [العصر : ٢ ، ٣] وبدليل (وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ) (٧٠) [الأنبياء : ٧٠] وفى موضع : (فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ) (٩٨) [الصافات : ٩٨] ففسر السفال بالخسر ، واستثنى المؤمن من السافل فدل على أن المراد خسر الكفر ؛ فإذن الأسفل أخسر والأخسر كافر ، وإذا ثبت هذا فرددناه قاطع في مذهب الجمهور ؛ لاقتضائه أن الله ـ عزوجل ـ رده [٤٤٧ ل] إلى خسر الكفر وسفاله (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) (٨٨) [النساء : ٨٨].

* * *

القول في سورة اقرأ

(إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) (٨) [العلق : ٨] فيه إثبات المعاد.

(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) (١٤) [العلق : ١٤] فيه أن الله ـ عزوجل ـ بصير.

(سَنَدْعُ الزَّبانِيَةَ) (١٨) [العلق : ١٨] فيه إثباتهم وهم ملائكة يدفعون العصاة إلى النار.

(كَلَّا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) (١٩) [العلق : ١٩] فيه أن السجود سبب القرب من الرب ـ جل جلاله ـ قربا عقليا لا حسيا ، أما عند مثبتي الجهة فظاهر ، وأما عند غيرهم فلأنه ـ عزوجل ـ لا في السماء ولا في الأرض ولا داخل العالم ولا خارجه ، ولا متصل ولا منفصل فيستحيل التقرب منه حسا عندهم.

* * *

٦٨٦

القول في سورة القدر

(إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) [القدر : ١] يعني : القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في ليلة القدر ، وهى الليلة المباركة في سورة «الدخان».

(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (٤) [القدر : ٤] هو الأمر أو صنف من الملائكة كما مر ، وهذه السورة ثلاثون كلمة [سابعة العشرين منها هي في (سَلامٌ] هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥) [القدر : ٥] فقال ابن عباس ـ رضي الله تعالى عنه ـ :

«هي هي» أي هي سابعة العشرين من رمضان ، وقال قوم : ليلة الجمعة التي بعد نصف رمضان وترا منه هي ليلة القدر دائما ، وهو قول حسن ، وفيها أقوال كثيرة.

* * *

القول في سورة البينة

(رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً) (٢) [البينة : ٢] محمد ، (رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً) (٢) [البينة : ٢] القرآن (فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (٣) [البينة : ٣] يقتضي أن القرآن تضمن معاني الكتب التي قبله أو بعضها ، ولا أفهم لهذا الكلام معنى إلا هذا ، ثم على هذا قوله ـ عزوجل ـ (وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥) [البينة : ٥] أي دين الكتب القيمة السابق ذكرها ، وذلك إشارة إلى العبادة مخلصين حنفاء وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، فدل على أن الشرائع السابقة وردت بهذه الخصال جميعها ، وهو موافق لقوله ـ عزوجل ـ : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ) (١٣) [الشورى : ١٣] اللهم إلا [أن يراد (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥) [البينة : ٥] دين الملة القيمة وهى ملة الإسلام ، فلا يجيء هذا الكلام / [٢١٧ ب / م].

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (٧) [البينة : ٧]

٦٨٧

إلى (جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) (٨) [البينة : ٨] يستدل به مع قوله ـ عزوجل ـ : (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (٢٨) [فاطر : ٢٨] على أن العلماء أفضل من الملائكة ، ونظمه هكذا : الذين يخشون الله هم العلماء والذين يخشون الله خير البرية ، فالعلماء خير البرية والملائكة من جملة البرية ، إذ المراد منها كل ما برأه الله ـ عزوجل ـ أي خلقه ، والنزاع في هذا الاحتمال أن المراد بالبرية البشر أو العالم الأرضي بدليل (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (٦) [البينة : ٦].

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (٦) [البينة : ٦] يقتضي أن أهل الكتاب ينتظمهم لفظ الكفر لا الشرك ، لأن الآية اقتضت أن أهل الكتاب قسيم للمشركين ، والشيء لا يصدق عليه اسم قسيمه ، وإنما يصدق عليه اسم الجنس المنتظم لهما.

* * *

القول في سورة الزلزلة

(وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) (٢) [الزلزلة : ٢] إسناد الإخراج إليها مجاز ، والمخرج في الحقيقة هو الله ـ عزوجل.

(يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) (٦) [الزلزلة : ٦] إلى آخرها ، استدل بها على دخول عصاة الأمة النار ثم خروجهم وأنهم لا يخلدون خلافا للمعتزلة ، وبيانه أن الآية اقتضت أن من عمل خيرا أو شرا رآه ، أي : جوزي به ، فلا يخلو مجازاته به إما أن يكون بإدخاله الجنة ثم النار وهو باطل بإجماع ، إذ من دخل الجنة لا يخرج منها لقوله ـ عزوجل ـ : (لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ) (٤٨) [الحجر : ٤٨] أو بالعكس وهو المطلوب ولا واسطة بينهما.

* * *

٦٨٨

القول في سورة العاديات

(أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ) (٩) [العاديات : ٩] فيه إثبات البعث والحشر والنشور ، (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ) (٩) [العاديات : ٩] مشتق من بعث وأثار.

(وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ) (١٠) [العاديات : ١٠] أي صدور الناس جمع صدر ، وقيل : مصدر صدر الناس صدورا بدليل : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) (٦) [الزلزلة : ٦] أي حصل ما يكون عن صدور الناس من قبورهم وهو محدث غريب لكنه مناسب.

* * *

القول في سورة القارعة

تضمن البعث والنشر ونسف الجبال ووزن الأعمال ، ودخول النار لبعض الناس ، وقد سبق جميع ذلك.

* * *

القول في سورة التكاثر

تضمنت إثبات الجحيم وعيان الناس لها ، وذلك حين يمرون على الصراط وهو كالجسر عليها ، وأنهم يسألون عن نعيم الدنيا الحسي ، أما العقلي كنعيم العلم والمعرفة ففيه نظير ، والأشبه الموافق لعموم الآية أنهم يسألون عنه ، ما ذا عملت فيما علمت؟ وكيف سلكت / [٢١٨ أ / م] إلى من عرفت؟ ومن علمك وعرفك؟ وكيف كان شكرك له بالطاعة والتوحيد؟ ونحو ذلك.

وفي الحديث [عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال] : «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن / [٤٤٩ / ل] ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وما ذا عمل فيما علم» (١).

__________________

(١) رواه الدارمي [١ / ١٤٤] [٥٣٧] والترمذي [٤ / ٦١٢] [٢٤١٧] وأبو يعلى [١٣ / ٤٢٨] [٧٤٣٤] والطبراني في الكبير [١٠ / ٨] والصغير [٢ / ٤٩] والدارمي [١ / ١٤٥] [٥٣٩].

٦٨٩

القول في سورة العصر

(إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (٢) [العصر : ٢] هو اسم جنس عام بدليل الاستثناء منه (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣) [العصر : ٣] إلى آخره ، كان السلف يسمونه ميزان النجاة ، فيقولون : هلموا نزن أنفسنا بميزان النجاة يعني الإيمان والعمل الصالح ، والتواصي بالحق وبالصبر ، وذلك لأن للإنسان قوتين علمية وإليها الإشارة ب (وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣) [العصر : ٣] ، وعملية ، وإليها الإشارة ب (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ،) والصبر من نتائج الإيمان ، فإذا كملت هاتان القوتان حصلت النجاة والسعادة ، وبعد التداخل المذكور لم تتضمن السورة غيرهما.

* * *

القول في سورة الهمزة

فيها إثبات الحطمة وهى التي تحطم ما ألقي فيها ، وأنها تخلص إلى الأفئدة ، وهي أبصار القلوب فتطلع عليها أي تباشرها ، وأنها مؤصدة [على أهلها] ، أي : مغلقة من الوصيد وهو الباب.

* * *

القول في سورة الفيل

تضمنت من آيات الله ـ عزوجل ـ حمايته لبيته ، وتصرفه في الطير بالتسخير لقتال أعدائه وهلاكهم ، ولعل ذلك من معجزات نبينا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ كان مولده عام الفيل.

* * *

القول في سورة قريش

تضمنت عناية الله ـ عزوجل ـ بهم حتى وطأ لهم البلاد لرحلة الشتاء والصيف ، وإطعامهم من جوع وأمنهم من خوف ، بخلق الصوارف عن أذى حرمهم في قلوب المفسدين وجلب الميرة إليهم ؛ بتحريك الناس لذلك.

القول في سورة الماعون

(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (١) [الماعون : ١]

فيه ذم التكذيب بالدين ، والرياء في العبادات والتفريط فيها.

* * *

٦٩٠

القول في سورة الكوثر

وهو نهر في الجنة خص به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو من أحكام الآخرة ، واشتقاقه من الكثرة ، لكثرة خيره.

(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ) (٣) [الكوثر : ٢ ، ٣] من هاهنا أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن الأضحية لا تجزئ قبل الصلاة ، لتقديمها في الذكر ، وإن لم تكن الواو للترتيب / [٤٥٠ ل] ، وتضمن وعده ـ عليه الصلاة والسّلام ـ بأن شانئه هو الأبتر ، إما من عقب أو ذكر حسن أو / [٢١٨ ب / م] منهما.

* * *

القول في سورة الكافرين

التكرار فيها يحتمل أنه للتأكيد نحو : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) (١٥) [١٥] في المرسلات ، و (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (١٣) [١٣] في «الرحمن» و (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (٦٨) [الشعراء : ٦٨] وكقوله : (والله لا آذن ثم لا آذن) ويحتمل أن يكون نفيا لموافقته إياهم وموافقتهم إياه في العبادة ، باعتبار الحال والاستقبال ، وذلك أربعة مضروب اثنين في اثنين كما تضمنته ، وقد أخبرني الشيخ علي بن عمر بن حمزة الحراني الحجار قيم الحرم النبوي الشريف : أن بعض زنادقة الأطباء صنف تفسيرا بمبلغ علمه وسوء قصده ، فلما انتهى إلى هذه السورة جعل يقول : (لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد) قال : هذه شبيهة بالمنشار ، يعني أنها ذهاب ومجيء وصورته واحدة ، وهذا منه استهزاء بالله ـ عزوجل ـ وآياته ورسوله وزندقة أظهرها ، فعليه من الله ما يستحق.

فأما قوله ـ عزوجل ـ : (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (٦) [الكافرون : ٦] فهو إما خبر وعيدي محكم نحو : (وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) (٤١) [يونس : ٤١] أو أمر تكليفي نسخ بآية السيف ونحوها.

وقد سبق تقرير النسخ في موضعه.

* * *

٦٩١

القول في سورة النصر

(فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) (٣) [النصر : ٣] قيل : هو إشارة إلى قرب أجل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم واستدل بأمره بالاستغفار على أن الأنبياء يجوز عليهم فعل ما يستغفرون منه.

* * *

القول في سورة «تبت»

(سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) (٣) [المسد : ٣] زعم بعضهم أن بعد هذا الخبر ارتفع التكليف عن أبي لهب ؛ لأنه لما حكم له بالنار صار كأنه فيها ، ولا تكليف على من فيها.

والصواب خلافه ، وحينئذ يستدل به على تكليف ما لا يطاق ؛ لأنه مقطوع له بالنار مكلف بالإيمان ، فقد كلف بالإيمان بأنه لا يؤمن.

* * *

القول في سورة الإخلاص

تضمنت إثبات الأحدية والصمدية ، وهو يقتضي نفي الانقسام والتجسيم ، وتضمنت نفي الولادة والمولودية ، وهو يقتضي نفي المسبوقية والمادة الجسمانية ، وتضمنت أن لا كفؤ له ، أي مثل مكافئ ، ومن ثم عظم شأن هذه السورة لاختصاصها بتنزيه الحق ـ عزوجل ـ لم يتضمن غيره.

* * *

القول في المعوذتين

(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) (٢) [الفلق : ٢] يقتضي خلق الشرور جميعها ؛ لأن التعوذ عام ، فنظمه هكذا : تعوذ من جميع الشرور وتعوذ مما خلق بالشرور / [٢١٩ أ / م] هي مما خلق ، وتضمنت أن للسحر حقيقة وتأثيرا ؛ لأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر بالتعوذ من شر النفثات وهن السواحر ، ولو لا أن الأمر كما قلنا لما كان كذلك.

وكذلك تضمنت أن للوسواس وهو الشيطان شرا يتعوذ منه وهو الإضلال والتزيين ، ووسوسته في الصدور ، قيل : بدخول فيها إذ يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وقيل : النفس

٦٩٢

يخرج من مسام البدن إلى الفضاء كخروج الهباء من الطاقة. فينفث فيها الشيطان بوسوسته ثم يدخل بذلك القلب ، والأول أصح ، وتضمنت أن الوسوسة تكون من شياطين الجن والإنس كما سبق.

وليكن هذا آخر الكتاب ، وقد استطردنا فيه يسيرا مما ليس من موضوعه سبقا أو سهوا أو لغرض صحيح ، والله ـ عزوجل ـ أعلم بالصواب.

وافق الفراغ منه العشر الآخر من المحرم الحرام ، مفتتح شهور سنة سبع وخمسين وسبعمائة.

والحمد لله رب العالمين ، وصلّى الله على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الأمي وآله وصحبه الطهر الطاهرين وسلم.

* * *

٦٩٣

فهرس المحتويات

ترجمة المصنف................................................................... ٣

وصف المخطوط................................................................. ٤

القول في الفاتحة................................................................ ٣١

القول في سورة البقرة............................................................ ٣٥

القول في سورة آل عمران...................................................... ١١٨

القول في سورة النساء.......................................................... ١٥٣

القول في سورة المائدة.......................................................... ١٩٩

القول في سورة الأعراف........................................................ ٢٧١

القول في سورة الأنفال......................................................... ٣٠٥

القول في سورة براءة........................................................... ٣١٢

القول في سورة يونس.......................................................... ٣٢٥

القول في سورة هود........................................................... ٣٣٧

القول في سورة يوسف......................................................... ٣٤٧

القول في سورة الرعد.......................................................... ٣٥٤

القول في سورة إبراهيم......................................................... ٣٥٩

القول في سورة الحجر.......................................................... ٣٦٥

القول في سورة النحل.......................................................... ٣٧٠

القول في سورة سبحان......................................................... ٣٨٨

القول في سورة الكهف........................................................ ٤٠٧

القول في سورة مريم............................................................ ٤١٩

القول في سورة طه............................................................ ٤٢٥

القول في سورة الأنبياء......................................................... ٤٣٥

القول في سورة الحج........................................................... ٤٤٤

القول في سورة المؤمنون........................................................ ٤٥٠

القول في سورة النور........................................................... ٤٥٤

القول في سورة الفرقان......................................................... ٤٦٢

القول في سورة الشعراء......................................................... ٤٦٨

القول في سورة النمل.......................................................... ٤٧٢

القول في سورة القصص........................................................ ٤٧٩

القول في سورة العنكبوت...................................................... ٤٩٠

القول في سورة الروم........................................................... ٤٩٥

القول في سورة لقمان.......................................................... ٤٩٩

القول في سورة السجدة........................................................ ٥٠١

القول في سورة الأحزاب........................................................ ٥٠٣

القول في سورة سبأ............................................................ ٥١٤

القول في سورة الملائكة........................................................ ٥١٧

القول في سورة يس............................................................ ٥١٩

القول في سورة الصافات....................................................... ٥٢٧

القول في سورة ص............................................................ ٥٣٤

٦٩٤

القول في سورة الزمر........................................................... ٥٣٨

القول في سورة غافر........................................................... ٥٤٨

القول في سورة فصلت......................................................... ٥٥٥

القول في سورة الشورى........................................................ ٥٦٢

القول في سورة الزخرف........................................................ ٥٧٠

القول في سورة الدخان......................................................... ٥٧٦

القول في سورة الجاثية.......................................................... ٥٧٨

القول في سورة الأحقاف....................................................... ٥٨٠

القول في سورة محمد........................................................... ٥٨٣

القول في سورة الفتح.......................................................... ٥٨٦

القول في سورة الحجرات....................................................... ٥٩٠

القول في سورة ق............................................................. ٥٩٦

القول في سورة الذاريات........................................................ ٦٠٢

القول في سورة الطور.......................................................... ٦٠٤

القول في سورة النجم.......................................................... ٦٠٦

القول في سورة القمر.......................................................... ٦١٢

القول في سورة الرحمن.......................................................... ٦١٤

القول في سورة الواقعة.......................................................... ٦٢٠

القول في سورة الحديد......................................................... ٦٢٢

القول في سورة المجادلة......................................................... ٦٢٨

القول في سورة الحشر.......................................................... ٦٣١

القول في سورة الممتحنة........................................................ ٦٣٨

القول في سورة الصف......................................................... ٦٣٩

القول في سورة الجمعة......................................................... ٦٤٠

القول في سورة المنافقين........................................................ ٦٤١

القول في سورة التغابن......................................................... ٦٤٢

القول في سورة الطلاق......................................................... ٦٤٤

القول في سورة التحريم......................................................... ٦٤٦

القول في سورة الملك........................................................... ٦٤٨

القول في سورة (ن)........................................................... ٦٥٢

القول في سورة الحاقة.......................................................... ٦٥٤

القول في سورة المعارج.......................................................... ٦٥٦

القول في سورة نوح............................................................ ٦٥٧

القول في سورة الجن........................................................... ٦٥٨

القول في سورة المزمل.......................................................... ٦٦١

القول في سورة المدثر.......................................................... ٦٦٣

القول في سورة القيامة......................................................... ٦٦٦

القول في سورة الإنسان........................................................ ٦٧٠

القول في سورة المرسلات....................................................... ٦٧٤

القول في سورة عمّ............................................................ ٦٧٦

القول في سورة النازعات....................................................... ٦٧٧

٦٩٥

القول في سورة عبس.......................................................... ٦٧٧

القول في سورة التكوير......................................................... ٦٧٨

القول في سورة الانفطار........................................................ ٦٧٩

القول في سورة المطففين........................................................ ٦٧٩

القول في سورة الانشقاق....................................................... ٦٧٩

القول في سورة البروج.......................................................... ٦٨٠

القول في سورة الطارق......................................................... ٦٨٠

القول في سورة الأعلى......................................................... ٦٨٠

القول في سورة الغاشية......................................................... ٦٨١

القول في سورة الفجر.......................................................... ٦٨١

القول في سورة البلد........................................................... ٦٨٢

القول في سورة الشمس........................................................ ٦٨٢

القول في سورة الليل........................................................... ٦٨٣

القول في سورة الضحى........................................................ ٦٨٥

القول في سورة الشرح.......................................................... ٦٨٥

القول في سورة التين........................................................... ٦٨٦

القول في سورة اقرأ............................................................ ٦٨٦

القول في سورة القدر.......................................................... ٦٨٧

القول في سورة البينة........................................................... ٦٨٧

القول في سورة الزلزلة.......................................................... ٦٨٨

القول في سورة العاديات....................................................... ٦٨٩

القول في سورة القارعة......................................................... ٦٨٩

القول في سورة التكاثر......................................................... ٦٨٩

القول في سورة العصر......................................................... ٦٩٠

القول في سورة الهمزة.......................................................... ٦٩٠

القول في سورة الفيل........................................................... ٦٩٠

القول في سورة قريش.......................................................... ٦٩٠

القول في سورة الماعون......................................................... ٦٩٠

القول في سورة الكوثر......................................................... ٦٩١

القول في سورة الكافرين........................................................ ٦٩١

القول في سورة النصر.......................................................... ٦٩٢

القول في سورة «تبت»........................................................ ٦٩٢

القول في سورة الإخلاص...................................................... ٦٩٢

القول في المعوذتين............................................................ ٦٩٢

فهرس المحتويات............................................................... ٦٩٤

٦٩٦