بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٥

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٥

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: عبدالعليم الطحاوي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٤٤

والنّصب والنّصب : ما عبد من دون الله ، مثال : يسر ويسر ، قال الأعشى :

وذا النّصب المنصوب لا تنسكنّه

لعاقبة والله ربّك فاعبدا (١)

أراد فاعبدن فوقف بالألف كما تقول زيدا [وقوله](٢) وذا النّصب يعنى إيّاك وهذا النصب (٣). والأنصاب [جمعه](٤) قال تعالى : (وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ)(٥).

والنّصب بالضّمّ : الشرّ والبلاء ، وكذلك النصب بفتحتين كرشد ورشد قال الله تعالى : (بِنُصْبٍ وَعَذابٍ)(٦) ، وقيل : بنصب فى بدنى ، وعذاب فى أهلى ومالى. وقرأ عبيد بن عمير وعبد الله بن عبيد الله : لقد لقينا من سفرنا هذا نُصُبا (٧) أى (نَصَباً) ، وقوله تعالى : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ)(٨) أى ذات نصب وتعب.

وثغر منصّب ـ كمعظّم : مستوى النّبتة كأنّه نصب فسوّى. ونصّبت الخيل آذانها ؛ شدّد للكثرة أو المبالغة.

وغبار منتصب : مرتفع. والنصبة بالضمّ : السّارية

__________________

(١) اللسان (نصب) ـ الصبح المنير : (ق / ١٧ : ٢٠) ورواية الشطر الثانى فيه :

ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا

(٢) ما بين القوسين تكملة من اللسان ، وفى ا ، ب : أقحمت كلمة والأنصاب مكانها.

(٣) فى اللسان : قال الأزهرى ، وقد جعل الأعشى النصب واحدا.

(٤) ما بين القوسين تكملة يقتضيها السياق.

(٥) الآية ٩٠ سورة المائدة.

(٦) الآية ٤١ سورة ص.

(٧) الآية ٦٢ سورة الكهف.

(٨) الآية ٣ سورة الغاشية.

٦١

٢٨ ـ بصيرة فى نصت

نصت ينصت نصتا ، وأنصت / إنصاتا : إذا سكت واستمع للحديث ، قال الله تعالى : (وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا)(١) يقال : أنصتوه ، وأنصتوا له بمعنى ، قال لجيم (٢) بن صعب بن علىّ بن بكر فى حذام بنت جسر (٣) بن تيم :

إذا قالت حذام فأنصتوها

فإنّ القول ما قالت حذام (٤)

ويروى فصدّقوها.

وأنصت فلان فلانا : إذا أسكته قال :

أبوك الّذى أجدى علىّ بنصره

فأنصت عنّى بعده كلّ قائل (٥)

وانتصت : سكت ، قال الطّرمّاح :

يخافتن بعض المضغ من خشية الرّدى

وينصتن للسّمع انتصات القناقن (٦)

__________________

(١) الآية ٢٠٤ سورة الأعراف.

(٢) فى اللسان : وأنشد أبو على لوشيم بن طارق.

(٣) فى اللسان : حذام بنت العتيك بن أسلم بن يذكر.

(٤) البيت فى اللسان والأساس (نصت).

(٥) البيت فى اللسان (نصت) غير معزو. على : فى ا ، ب (عليك) والتصويب من اللسان.

(٦) اللسان (نصت ـ قنن) القناقن : جمع قناقن (بضم القاف) وهو البصير بالماء تحت الأرض واستخراجه.

٦٢

٢٩ ـ بصيرة فى نصح

النصيحة : كلمة جامعة مشتقة من مادة «ن ص ح» الموضوعة لمعنيين : أحدهما الخلوص والبقاء ، والثانى : الالتئام والرفاء. يقال : نصح الشىء : إذا خلص ، ويمكن أن يكون النّصح والنّصيحة من هذا المعنى ، لأنّ الناصح يخلص للمنصوح له عن الغش ؛ والمعنى الثانى : نصح الثوب نصحا : خاطه وكذلك تنصّحه ، والنّصّاح والناصح والناصحىّ : الخيّاط. والنّصاح ككتاب : الخيط. والمنصحة : المخيطة. والمنصح : المخيط. وفيه (١) متنصّح لم يصلحه ، أى موضع خياطة ومترقّع ؛ ويمكن أن تكون النصيحة من هذا المعنى ؛ لأن الناصح يرفأ ويصلح حال المنصوح له ، كما يفعل الخياط بالثوب المحروق ، تقول منه : نصحه ونصح له نصحا ونصيحة ونصاحة ونصاحية ، وفى التنزيل (وَأَنْصَحُ لَكُمْ)(٢) وقال تعالى : (إِذا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ)(٣) قال (٤) :

نصحت بنى عوف فلم يتقبّلوا

رسولى ولم تنجح لديهم وسائلى (٥).

وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الدّين النّصيحة لله ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم» (٦).

__________________

(١) وفيه : أى فى الثوب. وعبارة اللسان : وفى ثوبه متنصح لم يصلحه.

(٢) الآية ٦٢ سورة الأعراف.

(٣) الآية ٩١ سورة التوبة.

(٤) هو النابغة الذبيانى كما فى اللسان.

(٥) اللسان (نصح) ـ الديوان (ط. السعادة) : ٩٠ وفى ا ، ب : رسائلى والتصويب من المراجع السابقة.

(٦) الحديث فى التاريخ للبخارى عن ابن عمر مقتصرا على (الدين النصيحة) والبزار عن ابن عمر (الفتح الكبير).

٦٣

قال أبو سليمان الخطّابى : النّصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظّ للمنصوح له ، ويقال : هو من وجيز الأسماء ومختصر الكلام ، فإنّه ليس فى كلام العرب كلمة مفردة تستوفى بها العبارات عن معنى هذه الكلمة حتى يضمّ إليها شيء آخر ، كما قالوا فى الفلاح إنّه ليس فى كلام العرب كلمة أجمع لخير الدنيا والآخرة منه ، حتّى صار لا يعدله شىء من الكلام فى معناه. قيل : الكلمة مأخوذة من نصح : خاط ، وقيل : من نصح العسل : صفّاه ، شبّهوا تخليص القول والعمل من شوب الغشّ والخيانة بتخليص العسل من الخلط انتهى ملخّص كلامه وأقول : النّصح : الخلوص مطلقا ولا تقييد له بالعسل ولا بغيره كما قدّمته آنفا. وإعادة معنى الكلمة على معنى الخلوص أوضح.

وأمّا بيان أنواع النّصيحة [فقد] قال الشيخ أبو زكريا : قالوا : مدار الدّين على أربعة أحاديث ، وأنا أقول بل مداره على هذا الحديث وحده.

ثمّ اعلم أنّ النّصيحة أقسام كما بيّنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ فأمّا النصيحة لله عزوجل فمعناها منصرف إلى اعتقاد وحدانيّته ، ووصفه بما هو أهله ، وتنزيهه عمّا لا يجوز عليه ، والرّغبة فى محابّه والبعد عن مساخطه ، والإخلاص فى عبادته ، والحبّ فيه والبغض ، وموالاة من أطاعه ، ومعاداة من عصاه ، وجهاد من كفر به ، والاعتراف بنعمه والشكر عليها بالقول والفعل ، والدّعاء إلى جميع هذه الأوصاف المذكورة ، والحثّ عليها / ، والتلطّف فى جمع جميع الناس أو من أمكن منهم عليها. وحقيقة هذه الإضافة راجعة إلى العبد فى نصحه نفسه لله ، ودعوة غيره من الخلق إلى هذه الخصال. والله سبحانه غنىّ عن نصح كلّ ناصح.

٦٤

وأمّا نصيحة كتابه فالإيمان بأنّه كلام الله تعالى وتنزيله ، لا يشبهه شىء من كلام الخلق ، ولا يقدر على مثله أحد من المخلوقين. ثم من نصحه تلاوته ، وحقّ تلاوته إقامة حروفه وتحسينها ، والخشوع عند (١) الاستماع لها [و] عند قراءتها ، والذبّ عنه من تأويل الغالين وتحريف المبطلين وطعن الملحدين ، والتصديق بجميع ما فيه ، والوقوف عند أحكامه ، والتفقّه فيه ، والاعتبار بمواعظه ، والتفكّر فى عجائبه ، والعلم بفرائضه وسننه ، ونشر علومه ، والدّعاء إليه ، وتعظيم أهله.

وأمّا النّصيحة لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإنّما هى فى تصديقه على الرّسالة ، والإيمان بجميع ما جاء به ، وبذل الطّاعة له فيما أمر به ونهى عنه ، ومؤازرته ونصرته وحمايته حيّا وميتا ، وإحياء سنّته بالطلب لها والذبّ عنها ، ونشرها وإثارة علومها والتّفقّه فى معانيها ، والدّعاء إليها والتلطّف فى تعلّمها وتعليمها ، وإجلال أهلها ، والإمساك عن الكلام فيها بغير فهم ، والتأدّب عند قراءتها.

وأمّا النّصيحة لأئمة المسلمين. فإنّ الأئمة هم الولاة من الخلفاء الرّاشدين ومن بعدهم ممّن يلى أمر الأمّة ويقوم به. ومن نصيحتهم معاونتهم على الحقّ وطاعتهم فيه ، وأمرهم به ، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ، وترك الخروج عليهم ، وتألّف النّاس لطاعتهم ، والصّلاة خلفهم ، والجهاد معهم ، وأداء الصّدقات إليهم وألّا يغرّوهم بالثّناء الكاذب عليهم ، وأن يدعى لهم بالصّلاح. وهذا

__________________

(١) فى ا ، ب عند أهل الاستماع إليها ، والمعنى غير واضح ورجحنا زيادة كلمة أهل لتستقيم العبارة وزدنا واوا قبل قوله (عند قراءتها).

٦٥

على أنّ المراد بأئمة المسلمين الولاة عليهم ، وهو الّذى فهمه جمهور العلماء من الحديث. ويحتمل أن يكون المراد به الأئمة الذين هم علماء الدين كما قال جماعة من المفسّرين فى قوله تعالى : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(١) إنّ المراد بأولى الأمر منكم العلماء ، فتكون نصيحتهم فى قبول ما رووه ، وتقليدهم فى الأحكام لمن ليست له أهليّة ، وإحسان الظنّ بهم (٢). ويمكن حمل أئمة المسلمين على المجموع من الامراء والعلماء ، بناء على القول بحمل المشترك على معنييه. والله أعلم.

وأما النّصيحة لعامّة المسلمين ، وهم من عدا ولاة الأمر (٣) الأمراء والعلماء على هذا الاحتمال ، فإرشادهم لمصالحهم فى آخرتهم ودنياهم ، وكفّ الأذى عنهم ، وستر عوراتهم وسدّ خلّاتهم ، ودفع المضارّ عنهم ، ورفع المسارّ (٤) إليهم ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص ، والشفقة عليهم ، وتنبيه غافلهم وتبصير جاهلهم ، ورفد (٥) محتاجهم ، وتوقير كبيرهم ، ورحمة صغيرهم ، وتحوّلهم (٦) بالموعظة الحسنة ، وترك غشّهم وحسدهم ، وأن يحبّ لهم ما يحبّ لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لها. فبهذا التفصيل ظهر أن حصر الدّين فى النّصيحة على ظاهره ، وإن كان بعض ذلك فرض عين ، وبعضه فرض كفاية ، وبعضه سنّة ، كما هو الدّين أيضا / يشتمل على جميع ذلك. وفى هذا الحديث أنّ النصيحة تسمّى دينا

__________________

(١) الآية ٥٩ سورة النساء.

(٢) سقطت من ا.

(٣) فى ا : «ولاة الأمراء» وفى ب : «ولاة الأمر والعلماء».

(٤) فى ا ، ب : المشار ، وما أثبتناه أقرب إلى المراد.

(٥) رفد محتاجهم : إعانته وإعطاؤه ما يسد حاجته.

(٦) تحولهم بالموعظة : توخى الحال التى ينشطون فيها لقبول ذلك.

٦٦

وإسلاما ، وأنّ الدّين يقع على العمل كما يقع على القول. والنّصيحة فرض يجزى فيها من قام به ويسقط عن الباقين. والنصيحة لازمة على قدر الطّاقة إذا علم النّاصح أنّه يقبل نصحه ويطاع أمره ، وأمن على نفسه المكروه ، فإن خشى أذى فهو فى سعة.

وأمّا نصيحة الملوك فهو (١) على قدر الجاه والمنزلة عندهم ، فإذا أمن من ضرّهم فعليه نصحهم ، فإن خشى على نفسه غيّر بقلبه ، وإن علم أنّه لا يقدر على نصحهم فلا يدخل عليهم لأنّه يفتنهم (٢) ويزيدهم فتنة ويذهب دينه معهم. قال الفضيل : ربّما يدخل العالم على الملك ومعه شىء من دينه فيخرج وليس معه شىء. قيل له : وكيف ذلك؟ قال : يصدّقه فى كذبه ، ويمدحه فى وجهه.

والنّصيحة واجبة لجميع الخلق مسلمين وغيرهم ، وهو معنى قوله وعامّتهم ، فيقال للكافر اتّق الله تعالى ويدعى إلى الإسلام وينهى عن ظلمه ، ومنه قوله تعالى : (وَأَنَا لَكُمْ ناصِحٌ أَمِينٌ)(٣).

قال الآجرّى : ولا يكون ناصحا لله تعالى ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم إلّا من بدأ بالنّصيحة لنفسه ، واجتهد فى طلب العلم والفقه ليعرف به ما يجب عليه ، ويعلم عداوة الشيطان له وكيف الحذر منه ، ويعلم قبيح ما تميل إليه النفس حتى يخالفها بعلم.

وقال الحسن : ما زال لله تعالى نصحاء ينصحون لله فى عباده ،

__________________

(١) فهو : يريد النصح والأولى فهى أى النصيحة المتقدم ذكرها.

(٢) يفتنهم : غير واضحة فى ب وبهامش النسخة : ويغشهم غير منقوطة.

(٣) الآية ٦٨ سورة الأعراف.

٦٧

وينصحون لعباد الله فى حقّ الله ، ويعملون لله تعالى فى الأرض بالنّصيحة ، أولئك خلفاء الله فى الأرض.

وحاصل الأمر أنّ السّلامة من جهة النّطق بالنصيحة فى أحد أمرين :

الأوّل : أن تتكلم إذا اشتهيت أن تسكت ، وتسكت إذا اشتهيت أن تتكلّم.

والأمر الثانى : ألّا تتكلّم إلّا فيما إن سكتّ عنه كنت عاصيا ، وإن لم فلا. وإياك والكلام عند ما يستحسن كلامك ، فإنّ الكلام فى ذلك الوقت من أكبر الأمراض ، وما له دواء إلّا الصّمت. والله أعلم.

٦٨

٣٠ ـ بصيرة فى نصف

نصره على عدوّه ينصره نصرا : أعانه ، والاسم النّصرة. ونصرة الله لنا ظاهرة ، ونصرتنا لله هو النّصرة لعباده ، أو القيام بحفظ حدوده ورعاية (١) عهوده ، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه. قال الله تعالى : (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ)(٢).

والنّصير : الناصر ، والجمع أنصار كشريف وأشراف ، وجمع النّاصر نصر كصاحب وصحب. واستنصره على عدوّه : سأله أن ينصره عليه.

وقوله تعالى : (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)(٣) أى انصر. وإنّما قال انتصر ولم يقل انصر تنبيها أنّ ما يلحقنى يلحقك من حيث إنى جئتهم بأمرك ، فإذا نصرتنى فقد انتصرت لنفسك.

والتّناصر : التعاون ، قال الله تعالى : (ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ)(٤).

والنّصر : العطاء قال رؤبة (٥) :

إنّى وأسطار سطرن سطرا

لقائل يا نصر نصرا نصرا

والنّصارى جمع نصران (٦) ونصرانة ، مثل النّدامى جمع ندمان

__________________

(١) فى ا ، ب : إعانة والتصويب من السياق.

(٢) الآية ٧ سورة محمد.

(٣) الآية ١٠ سورة القمر.

(٤) الآية ٢٥ سورة الصافات.

(٥) قال الصاغانى : ليس لرؤبة والمشطوران فى اللسان (نصر). وفى التكملة والقاموس ، الرواية : يا نضر نضرا نضرا بالضاد المعجمة ، ونضر هذا هو حاجب نصر بن سيار بالصاد المهملة ، وبعده

بلغك الله فبلغ نصرا

نصر بن سيار يثبنى وفرا

(٦) فى اللسان : قال ابن برى : قوله إن النصارى جمع نصران ونصرانة إنما يريد بذلك الأصل دون الاستعمال ، وإنما المستعمل فى الكلام نصرانى ونصرانية بياء النسب. وقال غيره : يجوز أن يكون واحد النصارى نصريا مثل بعير مهرى وإبل مهارى.

٦٩

وندمانة. وقيل : سمّوا بذلك لقوله (١) تعالى : (كُونُوا أَنْصارَ اللهِ كَما قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوارِيِّينَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ)(٢).

ولم يستعمل نصران إلّا بياء النّسب لأنّهم قالوا : رجل نصرانىّ وامرأة نصرانيّة. / ونصّره : جعله نصرانيّا (٣).

وقيل : سمّوا بذلك انتسابا إلى قرية بالشّام يقال لها نصرانة (٤) وجمعه : نصارى.

ونصر الغيث الأرض ، أى غاثها. ونصرت الأرض فهى منصورة أى ممطورة.

__________________

(١) فى ا ، ب (كقوله) والتصويب من السياق.

(٢) الآية ١٤ سورة الصف.

(٣) نصرانيا : فى ا ، ب : نصرا والتصويب من المعجمات.

(٤) فى اللسان عن الجوهرى نصران (بدون هاء) وعن الليث : نصرونة.

٧٠

٣١ ـ بصيرة فى نصف

النّصف (١) والنّصف والنّصف ، بتثليث النون ، أحد شقّى الشىء والجمع : أنصاف. والنّصف أيضا النّصفة ، وأنشد سيبويه للفرزدق :

ولكنّ نصفا لو سببت وسبّنى

بنو عبد شمس من مناف وهاشم (٢)

وإناء نصفان : إذا بلغ الماء نصفه ، وقربة نصفى. ونصفت الشىء نصفا بلغت نصفه. تقول : نصفت القرآن ، ونصف عمره ، ونصف الشّيب رأسه ، ونصف الإزار ساقه ، قال أبو جندب :

وكنت إذا جارى دعا لمضوفة

أشمّر حتّى ينصف السّاق مئزرى (٣)

ونصف النّهار : انتصف ، قال المسيّب بن علس يصف غائصا :

نصف النّهار الماء غامره

ورفيقه بالغيب لا يدرى (٤)

يعنى والماء غامره فحذف واو الحال ، قال تعالى : (فَلَهَا النِّصْفُ)(٥) وقال : (وَلَكُمْ نِصْفُ ما تَرَكَ أَزْواجُكُمْ)(٦) ، وقال تعالى : (فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ)(٧) ، وقال تعالى : (فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ)(٨) ، ونصفهم ينصفهم وينصفهم نصافا ونصافة بكسرهما (٩) أى خدمهم.

__________________

(١) بالكسر هو أفصح اللغات ، وأقيسها الضم لأنه الجارى على بقية الأجزاء كالربع والخمس والسدس ، ثم الفتح.

(٢) اللسان (نصف) ـ الديوان ٢٤٧ (بيروت) قال الصاغانى : هكذا أنشده سيبويه ، والذى فى شعره : ولكن عدلا

(٣) اللسان (نصف) ـ شرح أشعار الهذليين : ٣٥٨ ، والرواية فيه : إذا جار. المضوفة : الأمر يشفق منه.

(٤) اللسان (نصف). أراد انتصف النهار والماء غامره ، فانتصف النهار ولم يخرج من الماء.

(٥) الآية ١١ سورة النساء.

(٦) الآية ١٢ سورة النساء.

(٧) الآية ٢٣٧ سورة البقرة.

(٨) الآية ٢٥ سورة النساء.

(٩) بكسرهما : وفى اللسان أيضا بفتحهما.

٧١

والمنصف والمنصف : الخادم. وقيل لبعضهم : ما حرفتك؟ فقال : إذا صفت (١) نصفت ، وإذا شتوت (٢) قتوت (٣) فأنا ، ناصف قاتى (٤) ، فى جميع أوقاتى.

والنّصيف : النصف ومنه الحديث : «لو أنفق ملء الأرض ذهبا ما أدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه (٥)».

والنّصيف : الخمار ، ومنه الحديث فى الحور : «ولنصيف إحداهنّ على رأسها خير من الدّنيا وما فيها» (٦).

والنّصف ـ محرّكة ـ : المرأة بين الحدثة والمسنّة.

والنّصف : الخدّام ، الواحد ناصف.

والنّصف أيضا والنّصفة : الاسم من الإنصاف ، أى العدل.

وتناصفوا : أنصف بعضهم بعضا ومنه قوله (٧) :

من ذا رسول ناصح فمبلّغ

عنّى عليّة غير قيل الكاذب (٨)

أنّى غرضت إلى تناصف وجهها

غرض المحبّ إلى الحبيب الغائب

يعنى استواء المحاسن كأنّ بعض أجزاء (٩) الوجه أنصف بعضا فى أخذ القسط من الجمال.

__________________

(١) صفت : أصابنى مطر الصيف وأصله صيفت فاستثقلت الضمة مع الياء فحذفت وكسرت الصاد لتدل عليها.

(٢) شتوت : أجدبت فى الشتاء (قاموس) وهى غير واضحة فى الأصلين.

(٣) قتوت : خدمت وهى غير واضحة فى ا ، وفى ب فنوت.

(٤) قاتى : خادم ، وهى ساقطة من ا وفى ب فانى بالفاء والنون.

(٥) الحديث أخرجه الشيخان والإمام أحمد وأبو داود والترمذى عن أبى سعيد وابن ماجه عن أبى هريرة (الفتح الكبير) وانظر الفائق : ٣ / ١٥ وتمام الحديث : «لا تسبوا أصحابى فو الذى نفسى بيده لو أن أحدكم أنفق ملء الأرض ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه».

(٦) أخرجه البخارى فى باب الحور العين (كتاب الجهاد) عن أنس ـ الفائق : ٣ / ٩٣.

(٧) هو ابن هرمة كما فى اللسان. غرضت إليه : اشتقت إليه.

(٨) البيتان فى اللسان (نصف) ، والثانى فى (غرض).

(٩) أجزاء : فى اللسان : أعضاء.

٧٢

وتنصّف : خدم : وتنصّفه : استخدمه ، ويروى بيت حرقة بنت النّعمان بن المنذر بالوجهين :

بينا نسوس النّاس والأمر أمرنا

إذا نحن فيهم سوقة نتنصّف (١)

بالفتح أى نخدم ، وبالضمّ أى نستخدم ، والبيت مخروم.

__________________

(١) اللسان (نصف) وفيه برواية : فبينا.

٧٣

٣٢ ـ بصيرة فى نضو ونضج ونضخ ونضد

الناصية والناصاة : قصاص الشّعر (١). ونصوته ، وأنصيته ، وانتصيته وناصيته : أخذت بناصيته [قال تعالى] : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ)(٢). ونواصى الناس : أشرافهم ورؤساؤهم.

نضج (٣) الثمر واللّحم نضجا ونضجا ، أى أدرك ، فهو نضج (٤) ونضيج وناضج ، وأنضجته أنا. ورجل نضيج الرأى : محكمه.

ونضّجت النّاقة بولدها : إذا جازت السّنة ولم تنتج (٥) فهى منضّج ، ونوق منضّجات.

أصابه نضخ من كذا وهو أكثر من النّضح ، وقيل : النّضخ : الرّشّ مثل النضح بالحاء وهما سواء (٦) ، تقول : نضخت أنضخ بالفتح. وغيث نضّاخ : غزير. وعين نضّاخة : كثيرة الماء (٧) ، وقوله تعالى : (فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ)(٨) قال أبو عبيدة : أى فوّارتان.

والنّضخة : المطرة وأنشد أبو عمرو :

لا يفرحون إذا ما نضخة وقعت

وهم كرام إذا اشتدّ الملازيب (٩)

__________________

(١) فى اللسان : «قصاص الشعر فى مقدم الرأس».

(٢) الآيتان ١٥ و ١٦ سورة العلق.

(٣) نضج ، من باب (سمع).

(٤) هكذا فى ا ، ب فهو وصف بالمصدر ولم تشر إليه المعجمات. أو لعله مصحف من منضج وهو مذكور فى المعجمات.

(٥) جاوزت بحملها وقت ولادها.

(٦) فرق أبو على بينهما فقال : ما كان من سفل إلى علو فهو نضخ أى بالخاء المعجمة.

(٧) فى اللسان : كثيرة الماء فوارة.

(٨) الآية ٦٦ سورة الرحمن.

(٩) اللسان (نضخ ، لزب).

والملازيب : جمع ملزاب وهو الشدة. وفسر فى (لزب) بأنه البخيل جدا.

٧٤

نضد / متاعه ينضده ـ بالكسر ـ نضدا أى وضع بعضه على بعض ، فهو منضود ونضيد ، وقوله تعالى : (حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ)(١) أى يأتى بعضه فى إثر بعض كالبرد. وفى حديث مسروق : «شجرة الجنّة نضيد من أصلها إلى فرعها (٢)» ، يريد ليس لها سوق بارزة ، ولكنّها منضودة بالورق والثّمار من أسفلها إلى أعلاها.

والنّضد : السّرير الّذى ينضّد عليه المتاع. والنضد أيضا : متاع البيت المنضود بعضه فوق بعض ، ومنه استعير : طلع نضيد (٣). وطلح منضود (٤) ، وهو الموز لأنّ بعضه منضود فوق بعض.

والنّضد أيضا : الشّرف. وأنضاد القوم : جماعتهم. وأنضاد الرّجل : أعمامه وأخواله ؛ والمتقدّمون فى الشرف الذين يجتمعون لنصرته. وأنضاد السّحاب : ما تراكم وتراكب منه.

ونضّد المتاع تنضيدا ، شدّد للمبالغة.

__________________

(١) الآية ٨٢ سورة هود.

(٢) انظر النهاية (نضد).

(٣) فى القرآن الكريم : (وَالنَّخْلَ باسِقاتٍ لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ) الآية ١٠ سورة ق.

(٤) فى القرآن الكريم : (وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ) الآية ٢٩ سورة الواقعة.

٧٥

٣٣ ـ بصيرة فى نضر (*) ونطح

النّضرة : الحسن والرّونق ، وقد نضر وجهه ينضر نضرة (١) ، أى حسن. ونضر الله وجهه يتعدّى ولا يتعدّى ، ويقال : نضر نضارة ككرم كرامة. وفيه لغة ثالثة : نضر بالكسر ، حكاها أبو عبيد.

ونضّر الله وجهه بالتشديد وأنضره. وإذا قلت نضّر الله امرأ (٢) ، تعنى نعّمه ، وفى الحديث : «نضّر الله امرأ سمع مقالتى فوعاها (٣)» ، ويقال : أخضر ناضر كقولهم : أصفر فاقع (٤).

والنّضار ـ بالضمّ ـ الخالص من كلّ شىء.

والنّضر : الذّهب ، ويجمع على أنضر قال الكميت :

ترى السابح الخنذيذ منها كأنّما

جرى بين ليتيه إلى الخدّ أنضر (٥)

والنّضار أيضا : الذهب ، وكذلك النّضير. قال (٦) :

إذا جرّدت يوما حسبت خميصة

عليها وجريال النّضير الدّلامصا (٧)

__________________

(*) ومما جاء من هذه المادة فى القرآن الكريم قوله تعالى : (وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً) الآية ١١ سورة الإنسان ، و (تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ) ، الآية ٢٤ سورة المطففين ، و (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ) الآية ٢٢ سورة القيامة.

(١) وفى اللسان أيضا من المصادر : نضرا ونضورا.

(٢) ا ، ب : مرأة وما أثبت من اللسان.

(٣) أخرجه الإمام أحمد وابن ماجه عن أنس كما فى (الفتح الكبير) برواية عبدا ، وما هنا موافق للنهاية ، وفى الفائق : ٣ / ٩٩ : «عبدا» والحديث يروى بالتخفيف أيضا.

(٤) وقد يبالغ بالناضر فى كل لون ويراد به الناعم الذى له بريق فى صفائه.

(٥) اللسان (نضر) ـ الخنذيذ : الطويل الضخم من الخيل.

(٦) هو الأعشى.

(٧) اللسان (نضر ، خمص ، جول) ـ الصبح المنير : ١٠٨ (ق / ١٩ : ٢) الخميصة : كساء أسود مربع له علمان ويريد بها شعرها الأسود ، وشبه لون بشرتها بالذهب. الجريال : لونه. الدلامص : البراق.

٧٦

نطحه (١) الكبش ينطحه وينطحه نطحا. وانتطحت الكباش : تناطحت.

والنّطيحة (٢) : المنطوحة التى ماتت منه ، وإنّما جاء بالهاء لغلبة الاسم عليها ، وكذلك الفريسة والأكيلة والرّميّة ، لأنّه ليس [هو (٣)] على نطحتها فهى منطوحة ، وإنّما هو الشىء فى نفسه ممّا ينطح ، والشىء ممّا يفرس وممّا يؤكل.

ونواطح الدّهر : شدائده.

والنّطيح والنّاطح : الذى يأتيك من أمامك من الطّير والوحش.

وما له ناطح ولا خابط (٤) ، أى غنم ولا إبل.

__________________

(١) من بابى نفع وضرب.

(٢) ومما جاء من هذه المادة فى القرآن الكريم قوله تعالى : (وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ) ؛ الآية ٣ سورة المائدة.

(٣) ما بين القوسين تكملة من اللسان.

(٤) فى ا ، ب : حائط ، (تصحيف) وما أثبتناه من اللسان والقاموس.

٧٧

٣٤ ـ بصيرة فى نطف

النّطفة : الماء الصّافى قليلا كان أو كثيرا ، فمن القليل نطفة الإنسان. وفى قصّة غزوة هوازن أنّه قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما : «هل من وضوء؟ فجاء رجل بنطفة فى إداوة فاقتضّها ، فأمر بها صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصبّت فى قدح فتوضّأنا كلّنا ونحن أربع عشرة مائة ندغفقها دغفقة (١)» يريد الماء القليل. وقال أبو ذؤيب الهذلىّ يصف عسلا :

فشرّجها من نطفة رجبيّة

سلاسلة من ماء لصب سلاسل (٢)

أى خلطها بماء سماء أصابهم فى رجب. قال الله تعالى : (مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَلِيهِ)(٣) ، وقال : (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً)(٤). ومن الكثير قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يزال الإسلام يزيد وأهله ، وينقص الشرك وأهله ، حتى يسير الرّاكب بين النّطفتين لا يخشى إلّا جورا (٥)» ، يريد البحرين : بحر المشرق وبحر المغرب ، فأمّا بحر المشرق فإنّه ينقطع عند البصرة ، وأمّا بحر المغرب فمنقطعه عند القلزم. وقيل : أراد بالنّطفتين : ماء الفرات وماء البحر الّذى يلى جدّة وما والاها ، وكأنّه أراد أنّ الرّجل يسير فى أرض العرب

__________________

(١) الفائق : ٣ / ١٠٣.

اقتضها (ويروى بالفاء) : فتح رأس الإداوة ـ دغفق الماء : صبه صبا كثيرا واسعا.

(٢) شرح أشعار الهذليين : ١٤٥.

شرجها : مزجها وخلطها. سلاسلة : سهلة سريعة الدخول فى الحلق. اللصب : الشق فى الجبل. سلاسل : عذب بارد.

(٣) الآية ٣ سورة الإنسان.

(٤) الآية ١٤ سورة المؤمنون.

(٥) الفائق : ٣ / ١٠٣.

٧٨

بين ماء الفرات / وماء البحر لا يخاف شيئا غير الضّلال والجور عن الطّريق. والجمع : نطف ونطاف.

ونطفان الماء ونطفه : سيلانه. وليلة نطوف : تمطر حتى الصّباح ونطف الماء ينطف وينطف كنصر وضرب نطفا ونطفانا وتنطافا ونطافة (١) : سال : قال :

ألم يأتها أنّ الدّموع نطافة

لعين يوافى فى المنام حبيبها

__________________

(١) بالكسر كما فى القاموس.

٧٩

٣٥ ـ بصيرة فى نطق

النّطق فى العرف : الأصوات المقطّعة التى يظهرها اللسان وتعيها الآذان. ولا يكاد يقال إلّا للإنسان ، وأمّا لغيره فعلى التبعيّة ، كقولهم : مال صامت وناطق ، فإنّهم يريدون بالناطق ما له صوت ، وبالصّامت : ما لا صوت له. وقد نطق الرجل ينطق نطقا ومنطقا ، زاد ابن عبّاد نطوقا :

وقوله تعالى : (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ)(١) قال ابن عرفة : إنّما يقال لغير المخاطبين من الحيوان صوت ، والنّطق إنما يكون لمن عبّر عن معنى ، فلمّا فهّم الله سليمان صلوات الله عليه أصوات الطّير سمّاه منطقا لأنّه عبّر به عن معنى فهمه ، فهو بالنسبة إليه ناطق وإن كان صامتا ، وبالنّسبة إلى من لا يفهم عنه صامت وإن كان ناطقا. قال : فأمّا قول جرير :

* لقد نطق اليوم الحمام لتطربا (٢) *

فإن الحمام لا نطق له وإنّما هو صوت ، لكن استجاز الشاعر ذلك لأن عنده أنّ الحمام إنّما صوّت شوقا إلى ألّافه وبكى ، فكأنّه ناطق إذ (٣) عرف ما أراد.

والمنطقيّون يسمّون القوّة الّتى منها النطق نطقا ، وإيّاها عنوا حيث حدّوا الإنسان بالحىّ الناطق المائت ، فالنّطق لفظ مشترك عندهم بين القوّة الإنسانية (٤) التى [يكون بها (٥)] الكلام ، وبين الكلام

__________________

(١) الآية ١٦ سورة النمل.

(٢) الرواية فى قول جرير : لقد هتفت (ديوانه ـ ١٢ ط. الصادى) :

(٣) فى ا ، ب : إذا ، وما أثبت يقتضيه السياق.

(٤) فى ا ، ب : للإنسان ، وما أثبت عن المفردات.

(٥) فى ا ، ب : هى الكلام ، وما بين القوسين من المفردات.

٨٠