بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٥

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٥

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: عبدالعليم الطحاوي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٤٤

واستنجى ونجّى لازم متعدّ. قال تعالى : (وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا)(١) ، (نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ)(٢).

ونجا الشجرة نجوا وأنجاها واستنجاها : قطعها. ونجا الجلد نجا ونجوا ، وأنجاه : كشطه.

وانتجى منه حاجته واستنجى : خلّصها.

والنّجاة والنّجوة والمنجى : ما ارتفع من الأرض.

وناقة ناجية ونجيّة : سريعة ، لا يوصف به البعير.

ونجّيته تنجية : تركته بنجوة من الأرض ، وعلى هذا قوله تعالى : (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ)(٣).

وناجاه مناجاة ونجاء : سارّه. والنّجاء (٤) والنّجوى : السرّ. والنّجوى المسارّون : اسم ومصدر. ونجىّ كغنىّ من تسارّه ، والجمع أنجية ، قال تعالى : (وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى)(٥). وقوله : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا)(٦) تنبيها أنهم لم يظهروا بوجه لأنّ النّجوى ربّما تظهر بعد. وقد يوصف بالنجوى فيقال : هو نجوى ، وهم نجوى ، قال تعالى : (وَإِذْ هُمْ نَجْوى)(٧)

__________________

(١) الآية ٥٣ سورة النمل.

(٢) الآية ٣٤ سورة القمر.

(٣) الآية ٩٢ سورة يونس.

(٤) هكذا فى الأصلين. وفى القاموس : النجوى : السر كالنجىّ ، وعبارة اللسان : النجوى ، والنجىّ ، السر.

(٥) الآية ٩ سورة المجادلة.

(٦) الآية ٣ سورة الأنبياء.

(٧) الآية ٤٧ سورة الإسراء.

٢١

والنّجو : السحاب الذى هراق ماءه ، ويكنى به عمّا يخرج من الإنسان وشرب دواء فما أنجاه ، أى ما أقامه. واستنجى : اغتسل بالماء منه (١) أو تمسّح بالحجر.

وانتجى : جلس على نجوة من الأرض. وفلانا خصّه بمناجاته.

__________________

(١) الضمير فى (منه) عائد على ما يخرج من الإنسان المذكور فى العبارة قبله.

٢٢

١٠ ـ بصيرة فى نحب ونحت

النّحب : النّذر ، تقول منه نحبت أنحب بالضم ، أى نذرت وقوله تعالى : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ)(١) كأنّه ألزم نفسه أن يموت فوفّى به ولم يفسخ. وسار فلان على نحب ، إذا سار فاجتهد السّير ، كأنّه خاطر على شىء فجدّ. والنّحب : المدّة ، والوقت ، والنّوم ، والموت ، والطّول ، والسّمن ، والشّدّة ، والقمار ، والعظيم من الإبل ، والسّير السريع ، وقد نظمه بعضهم فى أبيات وهى هذه :

طول ونوم وبرهان مراهنة

وحاجة مدّة والسّير والخطر

نذر أشدّ بكاء شدّة أجل

والنّفس والموت واذكر فعل من قمروا

والوقت ثمّ سعال همّة سمن

ضخم الجمال معانى النّحب فاختبروا

النّحت : النّكاح. ونحته النّجّار ينحت وينحت بكسر الحاء وفتحها (٢) ، أى براه. وقرأ الحسن وأبو حيوة : وتنحَتون من الجبال (٣) بفتح الحاء ، وزاد الحسن تنحاتون بإشباع الفتحة. والنّحاتة : البراية. والمنحت والمنحات : ما ينحت به. ونحته السّفر : أنضاه فهو نحيت.

والنّحيتة والنّحات والنّحت : الطبيعة الّتى نحت عليها الإنسان.

__________________

(١) الآية ٢٣ سورة الأحزاب.

(٢) زاد فى القاموس «باب نصر ينصر».

(٣) الآية ١٤٩ سورة الشعراء.

٢٣

١١ ـ بصيرة فى نحر ونحس

نحر البعير نحرا : طعن فى نحره. ونحّر الإبل ، وإبل منحّرة وهذا منحر البدن. وهم نحّارون للجزر. وفى قراءة عبد الله : فنحروها وما كادوا يفعلون (١). وقوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)(٢) تنبيه وتحريض على فضل هذين الرّكنين وفعلهما فإنه لا بدّ من تعاطيهما فإنه واجب فى كلّ ملّة. وقيل : هو أمر بوضع اليد على النّحر للصّلاة. وقيل : حثّ على قتل النفس بقمع الشهوة وظلف النفس عن هواها.

وجاء فى نحر النّهار ، ونحر الشّهر وناحرته ونحيرته ، أى فى أوّله ، وقيل : فى آخره ، كأنّه ينحر الذى قبله. ونحر الأمور علما (٣) ، ومنه هو نحرير من النّحارير.

وانتحر السّحاب : انبعق بالمطر ، قال الرّاعى :

فمرّ على منازلها فألقى

بها الأثقال وانتحر انتحارا (٤)

النّحس : الأمر المظلم. والنّحسان : زحل ومرّيخ ، والسّعدان : الزّهرة والمشترى. والنّحس ضدّ السّعد ، قال الله تعالى : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)(٥) وقرأ الحسن البصرىّ فى يومٍ نحِسٍ بالتنوين وكسر الحاء ، وعنه أيضا يوم نحس (٦) ، ويوم نحس على الصّفة والإضافة والحاء

__________________

(١) القراءة (فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) الآية ٧١ سورة البقرة.

(٢) الآية ٢ سورة الكوثر.

(٣) فى ا : علمها ، والتصويب من ب والأساس.

(٤) البيت فى الأساس واللسان (نحر).

(٥) الآية ١٩ سورة القمر.

(٦) وهى قراءة الحسن كما فى الإتحاف ، وفى اللسان : الإضافة أجود وأكثر.

٢٤

مكسورة ، وقرأ قرّاء الكوفة والشام ويزيد (فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ)(١) بكسر الحاء ، والباقون بسكونها. وقد نحس الشىء بالكسر فهو نحس أيضا ، قال :

أبلغ جذاما ولخما أنّ إخوتهم

طيّا وبهراء قوم نصرهم نحس (٢)

ومنه قيل : أيّام نحسات ، ونحس أيضا بالضمّ ، ومنه قراءة عبد الرحمن ابن أبى بكر : من نار ونحس على أنّه فعل ماض ، أى نحس يومهم أو حالهم.

والعرب تسمّى الريح الباردة إذا أدبرت نحسا ، قال عمرو بن أحمر الباهلىّ :

كأنّ سلافة عرضت لنحس

يحيل شفيفها الماء الزّلالا (٣)

والنّحس : الغبار فى أقطار السّماء ، يقال : هاج النّحس أى الغبار ، قال :

إذا هاج نحس ذو عثانين والتقت

سباريت أغفال بها الآل يمصح (٤)

والنّحاس : القطر (٥) ، عربىّ فصيح. وقال ابن فارس : النّحاس : النار ، قال البعيث :

__________________

(١) الآية ١٦ سورة فصلت.

(٢) البيت فى اللسان (نحس) بدون عزو.

(٣) البيت فى اللسان (نحس) وبرواية : كأن مدامة. وقوله عرضت لنحس : وضعت فى ريح فبردت. وشفيفها : بردها. ومعنى يحيل هنا : يصب ، يقول بردها يصب الماء فى الحلق ، ولو لا بردها لم يشرب الماء.

(٤) البيت فى اللسان (نحس) بدون عزو.

العثانين : جمع عثنون : وهو ما يثيره الريح من الغبار. سباريت : جمع سبروت : الأرض القفر. الأغفال : الأرض لا أعلام فيها يهتدى بها. يمصح : يمحى ويذهب.

(٥) القطر : النحاس الذائب أو ضرب منه.

٢٥

شياطين يرمى بالنّحاس رجيمها

وقال أبو عبيدة : النّحاس : ما سقط من شرار (١) الصّفر أو الحديد إذا ضرب بالمطرقة ، قال النابغة الذّبيانىّ يصف الخمر :

كأن شواظهنّ بجانبيه

نحاس الصّفر تضربه القيون (٢)

وقوله تعالى : (يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ)(٣) ، قال أبو عبيدة : النّحاس هاهنا : [الدخان (٤)] الذى لا لهب فيه ، قال النابغة الجعدىّ رضى الله عنه :

أضاءت لنا النار وجها أغرّ

ملتبسا بالفؤاد التباسا (٥)

يضىء كضوء سراج السّليط

لم يجعل الله فيه نحاسا

والنّحاس بالكسر لغة فيه. وقرأ / مجاهد من نار ونِحاس بكسر النون ورفع السّين.

والنّحاس أيضا : الطّبيعة ، والأصل ، قال لبيد رضى الله عنه :

وكم فينا إذا ما المحل أبدى

نحاس القوم من سمح هضوم (٦)

ابن الأعرابىّ : النّحاس : مبلغ أصل الشّىء. ويقال فلان كريم النّحاس ، أى كريم النّجار.

وتنحّس الأخبار وعن الأخبار ، أى تتبّعها بالاستخبار ، ويكون ذلك سرّا وعلانية.

__________________

(١) شرار الصفر : ما يتطاير منه عند الطرق بعد إحمائه.

(٢) من قصيدة فى ملحق ديوان من السنة رقم ٦٥

(٣) الآية ٣٥ سورة الرحمن.

(٤) زيادة من اللسان لتوضيح العبارة والمراد.

(٥) البيت الثانى فى اللسان (سلط) وانظر البيتين فى طبقات الشعراء / ٥٧ فى أحد عشر بيتا.

(٦) البيت فى اللسان والأساس (نحس) ـ ديوانه (ط. الكويت) : ١٠٥ ـ المحل : قلة المطر والجدب.

٢٦

١٢ ـ بصيرة فى نحل ونحن

النّحل : ذباب العسل ، واحدته نحلة ، قال تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ)(١) أى ألهمها. والنّحل أيضا : العطاء تبرّعا بلا عوض ، وقيل مطلق العطاء. والنّحل أيضا : الشّيء المعطى.

والنّحل بالضمّ : مصدر نحله أى أعطاه. والنّحل أيضا : مهر المرأة والاسم النّحلة بالكسر وبالضم ، واشتقاقه من النّحل كانّه يقول : أعطاه عطاء النّحل ، فإنّ النّحل [يقع (٢)] على الأشجار كلّها ولا تضرّ شيئا منها بوجه أصلا ، وينفع أعظم نفع ، فإنّه يعطيهم ما شفاؤهم فيه ، كما وصفه الله تعالى فى كتابه المجيد. وسمّى الصّداق نحلة من حيث إنّه لا يجب فى مقابلته أكثر من تمتّع دون عوض (٣) ماليّ. وكذا أعطية الرّجل ابنه ، [يقال (٤)] نحل ابنه كذا ، وأنحله : أعطاه أو خصّه بشيء من المال. والنّحلان والنّحل بضمّهما : اسم ذلك المعطى ، قال تعالى : (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً)(٥).

ونحل جسمه ينحل كجعل يجعل ، وعلم يعلم ، وكرم يكرم ، ونصر ينصر نحولا : ضعف حتى صار كالنّحل فى الدقّة من سفر أو

__________________

(١) الآية ٦٨ سورة النحل.

(٢) ما بين القوسين زيادة من المفردات للراغب.

(٣) فى ا ، ب : عرض بالراء ، والتصويب من المفردات للراغب.

(٤) زيادة يقتضيها السياق.

(٥) الآية ٤ سورة النساء.

٢٧

مرض ، فهو ناحل ونحيل ، وهى ناحلة. وأنحله الهمّ. وسيف ناحل : رقيق الظّبة (١) ، وانتحله وتنحّله : ادّعاه وهو لغيره.

نحن : ضمير يعنى به الاثنان والجمع المخبرون عن أنفسهم. وما ورد فى القرآن من إخبار الله عزوجل عن نفسه بقوله نحن فقد قيل هو إخبار عن نفسه وحده ، لكن يخرّج ذلك مخرج الإخبار الملوكىّ. وقيل : إنّ الله تعالى يذكر مثل هذه الألفاظ إذا كان الفعل المذكور بعده يفعله تعالى بوساطة بعض ملائكته أو بعض أوليائه ، فيكون عبارة عنه تعالى وعنهم ، وذلك كالوحى ونصرة المؤمنين وإهلاك الكافرين ونحو ذلك ، وقوله : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ)(٢) يعنى وقت المحتضر (٣) حين يشهده الرسل المذكورون فى قوله تعالى : (تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ)(٤).

وقوله : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ)(٥) لمّا (٦) كان ذلك بواسطة القلم واللّوح وجبريل [فهو] كالوحى ونصرة المؤمنين وإهلاك الكافرين ونحو ذلك ممّا يتولاه الملائكة المذكورون بقوله : (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً)(٧) ، (فَالْمُقَسِّماتِ أَمْراً)(٨) ، ولا يتأتّى ذلك فى قوله تعالى : (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)(٩) فيتعيّن أن يقال هذا على طريق ذكر العظيم نفسه وتنزيله نفسه مقام الكلّ.

__________________

(١) الظبة : حد السيف أو السنان.

(٢) الآية ٨٥ سورة الواقعة.

(٣) المحتضر : فى ا ، ب المحيص والتصويب من الراغب وهامش ب.

(٤) الآيتان ٢٨ ، ٣٢ سورة النحل.

(٥) الآية ٩ سورة الحجر.

(٦) لما : فى ا ، ب : مما والتصويب من الراغب والسياق.

(٧) الآية ٥ سورة النازعات.

(٨) الآية ٤ سورة الذاريات.

(٩) الآية ١٦ سورة ق.

٢٨

ونحن : حرف (١) مفرد مبنىّ على الضّم ، وقيل : إنّما هو جمع أنا من غير لفظها ، وحرّك آخره لالتقاء السّاكنين ، وضمّ لأنّه يدلّ على الجماعة ، وجماعة المضمرين تدلّ عليهم الواو نحو : فعلوا ، وأنتم ، والواو من جنس الضمّة.

__________________

(١) المراد بالحرف هنا اللفظ والكلمة لا الحرف الاصطلاحى.

٢٩

١٣ ـ بصيرة فى نحر ونخل وندم

نخر الشىء ينخر كعلم يعلم ، أى بلى وتفتّت ، قال تعالى : (عِظاماً نَخِرَةً)(١) وقرئ ناخرة بمعناها. ونخرة الرّيح بالضمّ : شدّة هبوبها. وقيل للعظم والعود البالى ناخر / ونخر لنخير الرّيح فيه. وما بالدّار ناخر أى أحد.

النّخل معروف مؤنّث ، ويذكّرها أهل نجد ، واحده نخلة ، والجمع نخيل قال تعالى : (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ)(٢).

ونخل الشىء وانتخله وتنخّله : صفّاه واختاره. والمنخل والمنخل : ما ينخل به. والنّخالة : ما نخل من الدّقيق ، وما بقى فى المنخل ، ضدّ. الندّ والنّديد والنّديدة : النّظير والمثل ، قال جرير :

أتيم تجعلون إلىّ ندّا

وما تيم لذى حسب نديد (٣)

قال لبيد رضى الله عنه :

لمّا دعانى عامر لأسبّهم

أبيت وإن كان ابن عيساء ظالما (٤)

لكيلا يكون السندرىّ نديدتى

وأذهب أقواما عموما عماعما

__________________

(١) الآية ١١ سورة النازعات.

(٢) الآية ٦٧ سورة النحل.

(٣) ديوان جرير : ١٦٤ (ط. الصاوى).

(٤) البيتان فى ديوانه (ط. الكويت) : ٢٨٦. عيساء : فى ا ، ب : عيسى والتصويب من الديوان ، وعيساء أم السندرى وقيل جدته ، وعامر المذكور فى البيت هو عامر بن الطفيل دعاه لينافر علقمة بن علاثة ـ قوله : وأذهب : فى الديوان : وأجعل. والعموم : جمع العمم. والعماعم : الجماعات. ويروى : وعما عماعما : والعم : الجماعة من البالغين المدركين.

٣٠

وجمع النّدّ أنداد ، وجمع النّديد : ندداء ، مثل : وديد وودداء. وجمع النّديدة : ندائد. وقال ابن شميل : يقال فلانة ندّ فلانة وختن فلانة وترب فلانة ، ولا يقال فلانة ندّ فلان ولا ختن فلان فتشبّهها به ، قال تعالى : (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً)(١).

والتنادّ : التفرّق والتنافر. وقرأ ابن عبّاس رضى الله عنهما والضحّاك والأعرج وأبو صالح يوم التنادِّ (٢) بتشديد (٣) الدال أى يندّ بعضهم من بعض ، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ)(٤) وناددته : إذا خالفته.

ندم عليه ـ كفرح ـ ندما وندامة ، وتندّم : أسف ، فهو نادم وندمان والجمع : ندامى ، وندّام.

والنّديم والنّديمة : المنادم ، والجمع ندماء. ونادمه منادمة ونداما : جالسه على الشّراب. وسمّى الشّريبان نديمين لما يتعقّب أحوالهما من الندامة على فعلهما.

__________________

(١) الآية : ٢١ سورة البقرة.

(٢) الآية ٣٢ سورة غافر.

(٣) انظر المحتسب ٢٤٣ (ط. المجلس الأعلى) وفيه. والتناد أصله التنادد فأسكنت الدال الأولى وأدغمت فى الثانية استثقالا لاجتماع المثلين متحركين قال أبو الفتح : هو مصدر تناد القوم.

(٤) الآية ٣٤ سورة عبس.

٣١

١٤ ـ بصيرة فى ندى ونذر

النّداء والنّداء بالكسر والضمّ : الصّوت ، وقيل : رفع الصّوت ، وناديته وناديت به. والنّدى : بعد الصّوت. وهو ندىّ الصّوت كغنىّ أى بعيده.

وتنادوا : نادى بعضهم بعضا ، وتجالسوا فى النّادى.

وأندى : حسن صوته ، وأندى : كثر عطاؤه.

وناديات الشىء : أوائله ..

وقوله تعالى : (وَإِذا نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ)(١) أى دعوتم. وقد يقال (٢) للصّوت المجرّد نداء قال تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً)(٣) أى لا يعرف إلّا الصّوت المجرّد (٤). وقوله تعالى : (أُولئِكَ يُنادَوْنَ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)(٥) فيه تنبيه على بعدهم عن الحقّ فى قوله : (يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ)(٦).

وقوله تعالى : (إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا)(٧) أشار بالنّداء إلى أنّه تصوّر نفسه بمكان بعيد عن حضرة الكبرياء ، كما قال الخليل إبراهيم : أنا الخليل من وراء وراء.

__________________

(١) الآية ٥٨ سورة المائدة.

(٢) فى ا ، ب يكون والتصويب من المفردات.

(٣) الآية ١٧١ سورة البقرة.

(٤) المجرد : أى دون المعنى الذى يقتضيه تركيب الكلام.

(٥) الآية ٤٤ سورة فصلت.

(٦) الآية ٤١ سورة ق.

(٧) الآية ٣ سورة مريم.

٣٢

وقوله تعالى : (سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ)(١) إشارة إلى العقل والكتاب المنزل والنبىّ المرسل ، وسائر الآيات الدالّة على وجوب الإيمان بالله. وجعله مناديا بالإيمان لظهوره ظهور النّداء ، وحثّه على ذلك كحثّ المنادى.

ونداء الصّلاة فى الشرع مخصوص بالألفاظ (٢) المشهورة المعروفة.

وأصل النداء من ندا القوم ندوا ، أى اجتمعوا ، لأنّ المنادى يطلب اجتماع القوم. وقيل : من النّدى وهو الرّطوبة ، لأنّ من يكثر رطوبة فمه يحسن صوته ، ولهذا يوصف الفصيح بكثرة الرّيق ، وذلك لتسمية المسبّب باسم سببه وقوله (٣) :

كالكرم إذ نادى من الكافور

أى ظهر ظهور صوت المنادى.

وعبّر عن المجالسة بالنّداء حتى قيل فى المجلس : النادى والنّدوة والمنتدى والنّدىّ ، وقيل ذلك للجليس أيضا ، قال الله تعالى : (فَلْيَدْعُ نادِيَهُ)(٤).

والمنديات / المخزيات لأنّها إذا ذكرت عرق المشار إليه ، وندى جبينه حياء ، قال الكميت :

وعادىّ حلم إذا المنديا

ت أنسين أهل الوقار الوقارا (٥)

__________________

(١) الآية ١٩٣ سورة آل عمران.

(٢) فى ا ، ب : الألفاظ ، والتصويب من المفردات.

(٣) العجاج ـ والمشطور فى اللسان (كفر ، ندا).

وكافور الكرم : الورق المغطى لما فى جوفه من العنقود ، شبهه بكافور الطلع لأنه ينفرج عما فيه أيضا.

(٤) الآية ١٧ سورة العلق.

(٥) البيت فى الأساس.

٣٣

وشرب حتى تندّى ، أى تروّى. وندّيت الفرس : سقيته ، وندّيته ، أى ركضته حتّى عرق.

وجمع النّدىّ : أندية وأنديات ، قال كثيّر :

لهم أنديات بالعشىّ وبالضّحى

بهاليل يرجو الرّاغبون نهالها (١)

وما نديت منه بشيء (٢) : ما نلت منه ندى. وهو يتندّى ، أى يتسخّى النّذر : أن توجب على نفسك ما ليس بواجب (٣) قال تعالى : (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً)(٤) ونذر القوم بالعدوّ : علموا به فحذروه واستعدّوا له ، وأنذرتهم به ، وأنذرتهم إيّاه. وهو نذير القوم ومنذرهم ، وهم نذر القوم (فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ)(٥) أى إنذاري ، قال تعالى : (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ)(٦) أى انذاراتى. وهو نذير القوم ، أى طليعتهم الذى ينذرهم العدوّ. وتناذروه : خوّف منه (٧) بعضهم بعضا قال النّابغة :

تناذرها الرّاقون من سوء سمّها (٨)

وأعطيته نذر جرحه ، أى أرشه ، سمّى الأرش نذرا لأنّه ممّا نذر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أى أوجبه كما يوجب الرجل على نفسه.

__________________

(١) البيت فى الأساس (ن د ى).

(٢) فى اللسان : وما نديت منه شيئا.

(٣) فى المفردات : لحدوث أمر. وهو قيد فى مفهوم النذر شرعا. وفى القاموس : النذر : ما كان وعدا على شرط ، فعل إن شفى الله مريضى كذا ، نذر ، وعلى أن أتصدق بدينار ليس بنذر (راجع فى ذلك باب النذر فى كتب الفقه).

(٤) الآية ٢٦ سورة مريم.

(٥) الآية ١٧ سورة الملك.

(٦) الآيات : ١٦ ، ١٨ ، ٢١ ، ٣٠ سورة القمر.

(٧) فى ا ، ب : منهم ، والتصويب من السياق.

(٨) عجزه : تطلقه طورا وطورا تراجع

والبيت فى اللسان (نذر) وديوانه (ط. السعادة) : ٣٩.

٣٤

١٥ ـ بصيرة فى نزع

نزعت الشىء من مكانه أنزعه نزعا : قلعته ، قال تعالى : (وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً)(١) أى أحضرنا من يشهد عليهم. وقوله تعالى : (وَنَزَعَ يَدَهُ)(٢) أى أخرجها من جيبه. وقولهم : فلان فى النزع : فى قلع الحياة. ونزع إلى أهله ينزع نزاعا ونزاعة (٣) ، أى اشتاق ، ومنه حديث عائشة رضى الله عنها فى بدء الوحى وفيه : «قبل أن ينزع إلى أهله». وبعير نازع ، وناقة نازع : إذا حنّت إلى أوطانها ومرعاها قال (٤) :

لا يمنعنّك خفض العيش فى دعة

نزوع نفس إلى أهل وأوطان

تلقى بكلّ بلاد إن حللت بها

أهلا بأهل وجيرانا بجيران

ونزع عن الأمور نزوعا : انتهى عنها ، قال الحطيئة يهجو الزبرقان :

ولقد سبقتهم إلىّ

فقد نزعت فأنت آخر (٥)

قال الليث : يقال للمرء إذا أشبه أخواله وأعمامه : نزعهم ، ونزعوه ، ونزع إليهم ، أى أشبههم ، قال الفرزدق :

أشبهت أمّك يا جرير فإنّها

نزعتك والأمّ اللّئيمة تنزع (٦)

__________________

(١) الآية ٧٥ سورة القصص.

(٢) الآيتان ١٠٨ سورة الأعراف ، ٣٣ سورة الشعراء.

(٣) ونزوعا بضم النون أيضا.

(٤) البيتان فى ديوان المعانى لأبى هلال العسكرى ٢ / ١٨٦. قال أبو هلال : النزوع هاهنا ردىء ، والجيد : النزاع. سمع أبو دلف أبا سرح ينشد هذين البيتين فقال : هذا ألأم بيت قالته العرب.

(٥) ديوانه (ط. التقدم) : ١٧

(٦) البيت فى الأساس «نزع».

٣٥

أى أخبرت شبهك

ونزع فى القوس : مدّها ، وفى المثل : «صار الأمر إلى النّزعة (١)» : إذا قام بإصلاحه أهل الأناة ، وهى جمع نازع ، ويروى : عاد السّهم إلى النّزعة (٢) ، أى رجع الحقّ إلى أهله. ويقال للخيل إذا جرت طلقا : لقد نزعت سننا ، قال النابغة الذّبيانى :

والخيل تنزع غربا فى أعنّتها

كالطّير تنجو من الشّؤبوب ذى البرد (٣)

وقوله تعالى : (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً)(٤) قال أبو عبيدة : إنّها النجوم تنزع أى تطلع ، وقيل : إنها القسىّ. وقال الفرّاء : تنزع الأنفس من صدور الكفّار كما يغرق النازع فى القوس إذا جذب الوتر.

ونزع الرجل ، أى استقى ، أى نزع الدّلو.

والنّزيع : الغريب ، وكذلك النازع ، وأصلهما فى الإبل. وفى الحديث : «طوبى للغرباء. قيل من هم يا رسول الله؟ قال : النزّاع من القبائل (٥)». وقيل للغريب نزيع لأنّه نزع عن ألّافه (٦) ، والمراد المهاجرون. ويروى قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال : «الذين يصلحون ما أفسد النّاس». والنّزيع : البعيد. والنزيع : البئر / القريبة القعر ينزع منها باليد.

والتّنازع والمنازعة : المجاذبة ، ويعبّر بهما عن المخاصمة والمجادلة.

__________________

(١) رواية المستقصى : صار الأمر إلى الوزعة بالواو (٢ / ١٣٧ رقم ٤٦٧) وفى نسخة بهامشه النزعة.

(٢) فى التهذيب والمستقصى (٢ / ١٥٥ رقم ٥٢٠) «عاد الرمى على النزعة» أى رجع على الرماة رميهم. يضرب لمن أراد شرا لصاحبه فوقع فيه.

(٣) البيت فى اللسان برواية «قبا» وانظر مادة (غرب) ، وفى الديوان (ط. السعادة) : ٣١ : والخيل تمزع بالميم والمعنى قريب فيهما.

(٤) صدر سورة النازعات.

(٥) الحديث فى النهاية والفائق ٣ / ٨٠ ، وفى الفتح الكبير «طوبى للغرباء أناس صالحون فى أناس سوء كثير ... أخرجه الإمام أحمد عن ابن عمر.

(٦) ألافه : جمع آلف ، يريد أهله وعشيرته. وانظر أيضا الفائق فالعبارة هنا عبارته.

٣٦

١٦ ـ بصيرة فى نزغ ونزف

قوله تعالى : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ)(١) النّزغ والهمز : الوسوسة ، يقول : إن نالك من الشيطان أدنى وسوسة. وقال الترمذىّ : ينزغنّك يستخفنّك. ويقال : نزغ بيننا ، أى أفسد. وقيل : النّزغ : الإغراء ، قال الله تعالى : (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)(٢) أى أغرى ، وقيل : أفسد.

ونزغه بكلمة ونسغه وندغه ، أى طعن فيه. والنّزغ : الغيبة قال :

واحذر أقاويل العداة النزّغ

ورجل منزغ ومنزغة ونزّاغ : ينزغ النّاس ، والهاء للمبالغة.

نزفت البئر أنزفه نزفا إذا نزحته كلّه ، ونزفت هى يتعدّى ، ولا يتعدّى ونزفت أيضا على ما لم يسمّ فاعله. ومنه الحديث : «زمزم لا تنزف ولا تذمّ» (٣). ويقال أيضا نزف الرّجل : إذا ذهب عقله ، ومنه قوله تعالى : (وَلا يُنْزِفُونَ)(٤) أى لا يسكرون. وأنزف الرّجل : سكر ، ومنه قراءة الكوفيّين (٥) فى الواقعة : (وَلا يُنْزِفُونَ) ، قال الأبيرد اليربوعىّ :

لعمرى لئن أنزفتم أو صحوتم

لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا (٦)

__________________

(١) الآيتان ٢٠٠ سورة الأعراف ، ٣٦ سورة فصلت.

(٢) الآية ١٠٠ سورة يوسف.

(٣) النهاية : أى لا يفنى ماؤها على كثرة الاستسقاء.

(٤) من الآية ١٩ سورة الواقعة.

(٥) عاصم وحمزة والكسائى وخلف.

(٦) البيت فى اللسان (نزف) ـ وأبجر هو أبجر بن جابر العجلى وكان نصرانيا.

٣٧

قال أبو عبيدة : قوم يجعلون المنزف مثل المنزوف الذى قد نزف دمه.

وقال الفرّاء : أنزف الرّجل إذا فنيت خمره ، أى خمر أهل الجنّة دائمة لا تفنى. وأنزف القوم : ذهب ماء بئرهم ، وكذلك ماء العين. وأنزف الرجل العبرة : أفناها بكاء.

والنزفة بالضم : القليل من الماء والشّراب ، والجمع نزف كغرفة وغرف.

ويقال للرّجل إذا عطش حتى يبست عروقه وجفّ لسانه منزوف ونزيف ، قال جميل :

فلثمت فاها آخذا بقرونها

شرب النّزيف ببرد ماء الحشرج (١)

ونزف فى الخصومة : انقطعت حجّته.

__________________

(١) البيت فى اللسان (حشرج). الحشرج : الماء العذب من ماء الحسى.

٣٨

١٧ ـ بصيرة فى نزل

نزل بالمكان ، ونزله نزلة واحدة ، ونزل من علوّ إلى أسفل ، ونزل فى البئر ، ونزل عن الدابّة. وهذا منزل القوم. واستنزلوهم من صياصيهم. وأنزل الله الغيث ، وأنزل الكتاب ونزّله. وتنزّلت الملائكة ، قال تعالى : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ)(١) ، قال :

تنزّل من جوّ السّماء يصوب (٢)

وقال تعالى : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ)(٣). ولا يقال فى المفترى والكذب وما كان من الشياطين إلّا التّنزّل ، قال تعالى :(وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ)(٤). وقوله تعالى : (رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)(٥) من أنزله بالمكان.

وأنزل الله نعمه على الخلق : أعطاهم إيّاها ، وذلك بإنزال الشىء نفسه كقوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى)(٦) ، (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً)(٧) ، وقوله : (أَنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ)(٨) ، وقوله :

__________________

(١) الآية ٦٤ سورة مريم.

(٢) البيت مختلف فى قائله ، رجح ابن برى أنه لرجل من عبد القيس يمدح النعمان. وصدره :

فلست لإنسى ولكن لملاك

(٣) الآية ٤ سورة القدر.

(٤) الآية ٢١٠ سورة الشعراء.

(٥) الآية ٢٩ سورة المؤمنون.

(٦) الآية ١٦٠ سورة الأعراف.

(٧) الآيات ١٨ سورة المؤمنون ، ٤٨ سورة الفرقان ، ١٠ سورة لقمان.

(٨) الآية ١١٤ سورة المائدة.

٣٩

(إِنِّي مُنَزِّلُها عَلَيْكُمْ)(١) ، وإمّا بإنزال أسبابه والهداية إليه ، كقوله تعالى : (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ)(٢) ، وقوله تعالى : (قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ)(٣) ، (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ)(٤). ومن إنزال العذاب (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ)(٥).

والفرق بين الإنزال والتنزيل فى وصف القرآن والملائكة أنّ التنزيل يختصّ بالموضع الذى يشير إلى إنزاله مفرّقا (٦) منجّما ، ومرّة بعد أخرى ، والإنزال عام. وقوله : (لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ)(٧) وقوله / (فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ)(٨) فإنما ذكر فى الأوّل نزّل وفى الثانى أنزل تنبيها أن المنافقين يقترحون أن ينزل شىء فشىء من الحثّ على القتال ليتولّوه ، وإذا أمروا بذلك دفعة (٩) واحدة تحاشوا عنه فلم يفعلوه ، فهم يقترحون الكثير ولا يفون منه بالقليل. وقوله (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(١٠) إنّما خصّ لفظ الإنزال دون التّنزيل لما روى أنّ القرآن أنزل دفعة واحدة إلى السّماء الدنيا ، ثمّ نزل نجما نجما بحسب المصالح. وقوله : (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ)(١١) ولم يقل نزّلنا تنبيها أنّا لو خوّلناه مرّة واحدة ما خوّلناك (١٢) مرارا لرأيته خاشعا. وقوله : (قَدْ أَنْزَلَ

__________________

(١) الآية ١١٥ سورة المائدة.

(٢) الآية ٢٥ سورة الحديد.

(٣) الآية ٢٦ سورة الأعراف.

(٤) صدر سورة الكهف.

(٥) الآية ٣٤ سورة العنكبوت.

(٦) فى ا ، ب متفرقا ، وماهنا عن المفردات.

(٧) الآية ٢٠ سورة محمد.

(٨) الآية ٢٠ سورة محمد.

(٩) فى المفردات مرة.

(١٠) صدر سورة القدر.

(١١) الآية ٢١ سورة الحشر.

(١٢) فى ا ، ب : وخولناه. والتصويب من المفردات.

٤٠