بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٥

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٥

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: عبدالعليم الطحاوي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٤٤

ونيّم (١) ونوّام ، ونيّام (٢) ، ونوم كقوم ، وقيل : هو اسم الجمع (٣).

والنّوم فسّر على أوجه كلّها صحيحة باعتبارات مختلفة ، قيل : هو استرخاء أعصاب الدماغ برطوبات البخار الصّاعد إليه ؛ وقيل : هو أن يتوفّى الله النّفس من غير موت كما قال الله تعالى : (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها)(٤). وقيل : النّوم : موت خفيف ، والموت نوم ثقيل.

واستنام فلان إلى كذا : اطمأنّ إليه. وتناوم : أراه (٥) من نفسه كاذبا.

ونام الثّوب : بلى. والرجل : تواضع لله تعالى. وإليه : سكن واطمأنّ. والخلخال : انقطع صوته من سمن الساق.

__________________

(١) نيم بالكسر لمكان الياء وهذه عن سيبويه.

(٢) نيام بالياء وهذه نادرة لبعدها من الطرف.

(٣) وقد يكون النوم للواحد كما يقال رجل صوم أى صائم.

(٤) الآية ٤٢ سورة الزمر.

(٥) أراه : أى أرى النوم.

١٤١

٦٠ ـ بصيرة فى نيل وناى

نلته أناله نيلا ونالا : أصبته. وأنلته إيّاه ، وأنلت له. والنّيل والنائل : ما نلته. قال الله تعالى : (وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً)(١). وما أصاب منه نيلا ولا نيلة ولا نولة (٢) : شيئا.

والنّوال (٣) والنّال والنّائل : العطاء. ونلته ونلت له ، ونلت به أنوله ، وأنلته إيّاه ، ونولته ونوّلت عليه ، وله : أعطيته.

ورجل نال : جواد ، أو كثير النائل. ونال ينال نيلا : صار نالا (٤). ونولك أن تفعل كذا ، ونوالك ومنوالك : أى ينبغى لك.

ناء الرجل مثال ناع : لغة (٥) فى نأى مثل نعى : إذا بعد ، قال سهم بن حنظلة الغنوىّ :

إنّ اتّباعك مولى السّوء تسأله

مثل القعود ولمّا تتّخد نشبا (٦)

من إن رآك غنيّا لان جانبه

وإن رآك فقيرا ناء واغتربا

هكذا رواه الكسائىّ وروى غيره :

إذا افتقرت نأى واشتدّ جانبه

وإن رآك غنيّا لان واقتربا

__________________

(١) الآية ١٢٠ سورة التوبة.

(٢) بضم النون.

(٣) هذه الكلمات وما بعدها وردت فى القاموس فى مادة (نول).

(٤) نالا : جوادا.

(٥) أو مقلوب منه.

(٦) البيتان فى الأصمعيات (ط. برلين) : صفحة ٧ وهما فيها منسوبان إلى رجل من غنى وقد نسبهما التاج (ناء) إلى سهم وانظر التكملة. وفى العباب منسوبان له ولعبادة بن مخبر.

١٤٢

قال الله تعالى : (أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ)(١) وقرئ (٢) : وناء بجانبه.

وناء ينوء نوءا : نهض بجهد ومشقّة ، قال الله تعالى : (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ)(٣).

وناء به الحمل : أثقله. والمرأة تنوء بعجيزتها ، أى تنهض بها مثقلة ، وتنوء بها عجيزتها ، أى تثقلها.

وناء أى سقط فهو من الأضداد. وعندى ما ساءه وما ناءه ، أى ما أثقله. وما يسوءه وينوؤه ، أراد ساءه وأناءه ، وإنّما قال ناءه وهو لا يتعدّى لأجل الازدواج.

وقال تعالى : (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ)(٤) : يبعدون.

__________________

(١) الآيتان : ٨٣ سورة الإسراء ، ٥١ سورة فصلت.

(٢) فى الاتحاف هى قراءة ابن ذكوان وأبى جعفر ، وفى اللسان وقرأ ابن عامر على القلب.

(٣) الآية ٧٦ سورة القصص.

(٤) الآية ٢٦ سورة الأنعام.

١٤٣

الباب السّابع والعشرون

فى الكلم المفتتحة بحرف الواو

وهى : الواو ، ووأد ، ووبل ، ووبر ، ووبق ، ووتن ، ووتد ، ووتر ، ووثق ، ووثن ، ووجب ، ووجد ، ووجس ، ووجل ، ووجه ، ووجف ، ووحد ، ووحش ، ووحى ، وودّ ، وودع ، وودق ، وودى ، ووذر ، وورث ، وورد ، وورق ، وورى ، ووزر ، ووزع ، ووزن ، ووسوس ، ووسط ، ووسع ، ووسق ، ووسل ، ووسم ، ووسن ، ووشى ، ووصب ، ووصد ، ووصف ، ووصل ، ووصى ، ووضع ، ووضن ، ووطر ، ووطؤ ، ووعد ، ووعظ ، ووعى ، ووفد ، ووفر ، ووفض ، ووفق ، ووفى ، ووقب ، ووقد ، ووقذ ، ووقر ، ووقع ، ووقف ، ووقى ، ووكد ، ووكز ، ووكل ، ووكأ ، وولج ، وولد ، وولق ، وولى ، ووهب ، ووهج ، ووهن ، ووهى ، ووى ، وويك ، وويل.

١٤٤

١ ـ بصيرة فى الواو

وهى ترد فى القرآن وفى اللغة على وجوه كثيرة :

١ ـ حرف من حروف الهجاء شفوىّ يحصل من انطباق الشّفتين جوار مخرج الفاء. [و] النّسبة [إليه](١) واوىّ ، والفعل منه واويت (٢) واوا حسنا وحسنة ، والأصل ووّوت ، لكن لمّا اجتمعت أربع واوات متوالية استثقلوه فقلبوا الواو الثانية ألفا والرابعة ياء فصارت واويت (٣) ، وجمعه : واوات.

٢ ـ الواو فى حساب الجمّل اسم لعدد الستّة.

٣ ـ الواو المكرّرة فى نحو : سوّلت وسوّيت.

٤ ـ الواو الأصلىّ كما فى : وعد ، وروح ، ونحو.

٥ ـ واو الإعراب كما فى الأسماء الستّة.

٦ ـ واو الحال ، كقوله تعالى : (وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) (٤) (وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ)(٥) أى فى تلك الحالة. ومنه أتيته والشّمس طالعة.

__________________

(١) ما بين القوسين تكملة من التاج يقتضيها السياق.

(٢) وعن الكسائى ويّيت. فى اللسان : قال الكسائى ما كان من الحروف على ثلاثة أحرف وسطه ألف ففى فعله لغتان ، الواو والياء كقولك : دوّلت دالا وقوّفت قافا أى كتبتها ، إلا الواو فإنها بالياء لا غير لكثرة الواوات ، تقول فيها : ويّيت واوا حسنة.

(٣) وفى اللسان : وحكى ثعلب أن بعضهم يقول : أوّيت واوا حسنة يجعل الواو الأولى همزة لاجتماع الواوات.

(٤) الآية ٩٦ سورة الأنبياء.

(٥) الآية : ١٢٥ سورة التوبة.

١٤٥

٧ ـ واو الاستئناف : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا)(١).

٨ ـ الواو المقحمة : (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا)(٢).

٩ ـ الواو الزائدة فى ثانى الاسم ، نحو : كوثر ، وكوكب ، أو فى ثالثه نحو : عجوز ، وعروس ، أو فى رابعه ، نحو : ترقوة (٣) وعرقوة (٤) أو فى خامسه ، نحو : قلنسوة.

١٠ ـ الواو المبدلة من الهمزة إذا كان ما قبلها مضموما نحو : رأيت وباك ، أو من الألف نحو ضوارب.

١١ ـ واو (٥) الثمانية : (وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) (٦) ، (ثَيِّباتٍ وَأَبْكاراً) (٧) (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً) إلى قوله (وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) (٨). (وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ) (٩).

__________________

(١) صدر سورة محمد. والواو هنا غير ظاهرة فى الاستئناف ، فالمقصود من واو الاستئناف الواو التى تكون بعدها جملة غير متعلقة بما قبلها فى المعنى ولا مشاركة لها فى الأعراب ، ومن أمثلة ما جاء فى القرآن الكريم قوله تعالى : (لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ) الآية ٥ سورة الحج ، وقوله تعالى : (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا وَيَقُولُ الْإِنْسانُ) ، الآيتان ٦٥ ، ٦٦ سورة مريم ، ويسميها بعض النحاة واو الابتداء.

(٢) الآية ١٥ سورة يوسف. والواو المقحمة ، أى الزائدة ، فى هذه الآية هى التى فى قوله : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا). لأنه جواب لما بعد قوله (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ).

(٣) الترقوة : عظم وصل بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين.

(٤) العرقوة : من معانيها خشبة معروضة على الدلو.

(٥) أنكر الفارسى واو الثمانية وأبطلها ابن هشام وغيره من المحققين وذهبوا إلى أن الواو فى ذلك إما عاطفة وأما واو مع وأما واو الحال.

(٦) الآية ٢٢ سورة الكهف.

(٧) الآية ٥ سورة التحريم. قالوا : الواو عاطفة ولا بد من ذكرها لأنها بين وصفين لا يجتمعان فى كل واحد (الجنى الدانى).

(٨) الآية ٧١ سورة الزمر. قال أبو على : الواو هنا واو الحال ، والمعنى حتى إذا جاءوها وقد فتحت أى جاءوها مفتحة (الجنى الدانى).

(٩) الآية ١١٢ سورة التوبة. والواو فى هذه الآية عاطفة وحكمة ذكرها فى هذه الصفة دون ما قبلها من الصفات ما بين الأمر والنهى من التضاد فجىء بالواو رابطة بينهما لتباينهما وتنافيهما (الجنى الدانى).

١٤٦

١٢ ـ بمعنى أو : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ)(١).

١٣ ـ بمعنى إذ (٢) ، نحو : لقيتك وأنت شابّ ، أى إذ أنت. (وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ)(٣) أى إذ طائفة.

١٤ ـ بمعنى مع : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ)(٤).

١٥ ـ بمعنى ربّ ، فى مثل قول رؤبة :

وقاتم الأعماق خاوي المخترق (٥)

١٦ ـ واو القسم : (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ)(٦).

١٧ ـ واو التفصيل : (وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ) (٧) ، (وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) (٨) (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ)(٩).

١٨ ـ واو التأكيد والتقرير : (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا) (١٠) (أَوَلَمْ يَسِيرُوا) (١١)

١٩ ـ واو التّكرار : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) (١٢)

__________________

(١) الآية ١٣٦ سورة النساء.

(٢) يذهب بعض النحويين إلى أنها واو الحال فهم يقدرونها بإذ من جهة أن الحال فى المعنى ظرف للعامل فيها.

(٣) الآية ١٥٤ سورة النساء.

(٤) الآية ٩٨ سورة الأنبياء.

(٥) ديوان رؤية ص ١٠٤ ق / ٤٠ : ١ ـ والصحيح أن رب هنا محذوفة والواو المذكورة عاطفة ، ولا حجة فى افتتاح القصائد بها لإمكان إسقاط الراوى شيئا من أولها ولإمكان عطفها على بعض ما فى نفسه.

(٦) الآية ٢٣ سورة الذاريات.

(٧) الآية ٧ سورة الأحزاب.

(٨) الآية ٦٨ سورة الرحمن.

(٩) الآية ٩٨ سورة البقرة.

(١٠) الآية ١٨٥ سورة الأعراف.

(١١) الآيات : ٩ سورة الروم ، ٤٤ سورة فاطر ، ٢١ سورة غافر. والواقع أن الذى أفاد التقرير هو الهمزة والواو عاطفة وكان الأصل تقديم حرف العطف على الهمزة لأنها من الجملة المعطوفة لكن راعوا أصالة الهمزة فى استحقاق التصدير فقدموها بخلاف هل وسائر أدوات الاستفهام.

(١٢) الآية ٢٣٨ سورة البقرة.

١٤٧

٢٠ ـ واو صلة : (إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ)(١).

٢١ ـ واو العطف ، وتكون لمطلق الجمع ، فتعطف الشىء على مصاحبه نحو قوله تعالى : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَصْحابَ السَّفِينَةِ)(٢) وعلى لاحقه نحو : قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ)(٣) ، وعلى سابقه ، نحو قوله تعالى : (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ)(٤)

وإذا قيل قام زيد وعمرو احتمل ثلاثة معان (٥) ، وكونها للمعيّة راجح ، وللتّرتيب كثير ، ولعكسه قليل. ويجوز أن يكون بين متعاطفيها تقارب أو تراخ نحو : (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)(٦).

وقد تخرج الواو عن إفادة مطلق الجمع وذلك على أوجه :

أحدها [تكون] : بمعنى أو ، وذلك على ثلاثة أوجه :

أحدها تكون بمعناها فى التّقسيم (٧) نحو : الكلمة اسم ، وفعل ، وحرف ؛ وبمعناها فى الإباحة ، نحو جالس الحسن وابن سيرين ، أى أحدهما ؛ وبمعناها فى التخيير نحو :

وقالوا نأت فاختر لها الصّبر والبكا (٨)

والثانى : بمعنى باء (٩) الجرّ نحو : أنت أعلم ومالك (١٠) ، وبعت

__________________

(١) الآية ٤ سورة الحجر ـ الواو هنا لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف ، فجملة ولها كتاب واقعة صفة لقرية والقياس ألا تتوسط الواو بينهما وإنما توسطت لهذا المعنى ، والمراد بالكتاب المعلوم هو أجلها الذى كتب فى اللوح وبين.

(٢) الآية ١٥ سورة العنكبوت.

(٣) الآية ٢٦ سورة الحديد.

(٤) الآية ٣ سورة الشورى.

(٥) هى : المعبة ، ومطلق الجمع ، والترتيب.

(٦) الآية ٧ سورة القصص ، والتراخى فى الآية أن بين رد موسى إلى أمه وجعله رسولا زمان متراخ.

(٧) استعمال الواو فيما هو تقسيم أجود من استعمال أو «الجنى الدانى».

(٨) صدر بيت لكثير عزة وعجزه :

فقلت البكا أشفى إذا لغليلى

(جامع الشواهد)

(٩) التقدير : أنت أعلم بمالك. وبعت الشاة شاة بدرهم.

(١٠) التقدير : أنت أعلم بمالك. وبعت الشاة شاة بدرهم.

١٤٨

الشّاة شاة ودرهما.

الثالث : بمعنى لام التّعليل ، نحو : (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ)(١) قاله الخارزنجىّ :

الرّابع : واو الاستئناف (٢) نحو : لا تأكل السّمك وتشرب اللبن ، فيمن رفع.

الخامس : واو المفعول معه ، كسرت والنّيل.

السّادس : واو القسم (٣). ولا تدخل إلّا على مظهر ، ولا تتعلّق إلا بمحذوف ، نحو : (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) فإن تلتها واو أخرى فالثانية للعطف ، وإلّا لاحتاج كلّ إلى جواب ، نحو : (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ)(٤).

(السابع) : واو ربّ ، ولا تدخل إلّا على منكّر (٥) ،.

(الثامن) : الزائدة : (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها)(٦). وقد تقدم.

(التاسع) : واو ضمير الذكور ، نحو : الرّجال قاموا ، وهو اسم (٧) (و) عند الأخفش والمازنى حرف (٨).

(العاشر) : واو علامة المذكّرين (٩) فى لغة طيّئ أو أزد شنوءة أو بلحارث ،

__________________

(١) الآية ٢٧ سورة الأنعام. تأويلها على قول الخارزنجى نرد لئلا نكذب. وفى الكشاف : يا ليتنا نرد ، تم تمنيهم ، ثم ابتدءوا (وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) واعدين الإيمان كأنهم قالوا : ونحن لا نكذب ونؤمن على وجه الإثبات : وشبهه سيبويه بقولهم ، دعنى ولا أعود بمعنى دعنى وأنا لا أعود تركتنى أو لم تتركنى. ويجوز أن يكون معطوفا على نرد ، أو حالا على معنى يا ليتنا نرد غير مكذبين وكائنين من المؤمنين فسيدخل تحت حكم التمنى.

(٢) تقدم هو وما بعده تحت رقمى ٧ ، ١٤.

(٣) تقدم تحت رقم ١٦.

(٤) صدر سورة التين.

(٥) منكر موصوف لأن وضع رب لتقليل نوع من جنس فيذكر الجنس ثم يختص بصفة تعرفه.

(٦) الآية ٧١ سورة الزمر.

(٧) عند أكثر النحاة.

(٨) والفاعل مستكن فى الفعل.

(٩) أصحاب هذه اللغة يلحقون الفعل المسند إلى ظاهر مثنى أو مجموع علامة كضميره ، وهى فى ذلك حروف لا ضمائر لإسناد الفعل إلى الاسم الظاهر ، وهذه الأحرف عندهم كتاء ـ

١٤٩

ومنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يتعاقبون فيكم ملائكة باللّيل وملائكة بالنّهار (١)».

(الحادى عشر) : واو الإنكار (٢) ، نحو : الرّجلوه بعد قول القائل : قام الرّجل.

(الثانى عشر) : الواو المبدلة من همزة الاستفهام (٣) المضموم ما قبلها كقراءة قنبل : وإليه النّشور وأمنتم (٤) ونحو : (قالَ فِرْعَوْنُ) و (آمَنْتُمْ)(٥).

(الثالث عشر) : واو التّذكّر (٦).

(الرابع عشر) واو القوافى (٧).

__________________

ـ التأنيث فى نحو قامت هند ، ومن أنكر هذه اللغة تأول ما ورد من ذلك ، فبعضهم يجعل ذلك خبرا مقدما ومبتدأ مؤخرا ، وبعضهم يجعل ما اتصل بالفعل ضمائر والأسماء الظاهرة أبدال منها. قال صاحب الجنى الدانى (ابن أم قاسم) : أما أن يحمل جميع ما ورد من ذلك على التأويل فغير صحيح لأن المأخوذ عنهم هذا الشأن متفقون على أن ذلك لغة قوم مخصوصين من العرب ، وقال السهيلى : ألفيت فى كتب الحديث المروية الصحاح ما يدل على كثرة هذه اللغة وجودتها.

(١) رواه البخارى ومسلم والنسائى عن أبى هريرة (الفتح الكبير).

(٢) حرف الإنكار تابع لحركة الآخر ألفا بعد الفتحة وياء بعد الكسرة وواوا بعد الضمة ، ويردف بهاء السكتة.

(٣) قال صاحب رصف المبانى : ولا ينبغى ذكر مثل هذا إذ لو فتح هذا الباب لعدت الواو من حروف الاستفهام والإبدال فى ذلك عارض لاجتماع الهمزتين.

(٤) الآيتان ١٥ ، ١٦ سورة الملك.

(٥) الآية ١٢٣ سورة الأعراف.

(٦) فى ا ، ب والقاموس : التذكير وما أثبت عن تصويب التاج. وفى التكملة للصاغانى : وتكون للتعايى والتذكر كقولك هذا عمرو فتستمد ثم تقول منطلق ، وكذلك الألف والياء قد تكونان للتذكر. وفى الجنى الدانى : وحرف التذكار تابع أيضا لحركة الآخر ، وإنما يكون ذلك فى الوقف على الكلمة ليذكر ما بعدها ، فإن كان آخر الموقوف عليه ساكنا كسر وألحق الياء ولا يلحقون هاء السكت حرف التذكار لأن الوصل منوى.

(٧) وفى التاج : واو الصلة والقوافى كقوله :

قف بالديار التى لم يعفها القدمو

فوصلت ضمة الميم بواو تم بها البيت. وفى الجنى الدانى : سماها واو الإطلاق. وهى فى الحقيقة واو الإشباع ولكنها قياسية.

١٥٠

(الخامس عشر) : واو الإشباع (١) كالبرقوع.

(السادس عشر) : واو مدّ الاسم (٢) بالنّداء.

(السابع عشر) : الواو المتحوّلة (٣) نحو : طوبى ، أصلها طيبى (٤).

(الثامن عشر) : واوات الأبنية كالجورب والتورب (٥).

(التاسع عشر) : واو الوقت ، وتقرب من واو الحال : اعمل وأنت صحيح (٦).

(العشرون) : واو النسبة (٧) كأخوىّ فى النسبة إلى أخ.

(الحادى والعشرون) : واو عمرو لتفرق بينه وبين عمر.

(الثانى والعشرون) : الواو الفارقة كواو أولئك وأولى لئلّا يشتبه بإليك وإلى.

(الثالث والعشرون) : واو الهمزة فى الخطّ كهذه نساؤك وشاؤك ، [و] فى اللفظ كحمراوان وسوداوان.

(الرابع والعشرون) : واو النّداء والنّدبة (٨).

__________________

(١) وهى الزائدة للضرورة نحو قول الشاعر :

وإننى حيث ما يثنى الهوى بصرى

من حيث ما سلكوا أدنو فأنظور

أى فأنظر فاشبع الضمة لإقامة الوزن.

(٢) فى التاج : كقولهم يا قورط يريد قرطا فمدوا ضمة القاف بالواو ليمتد الصوت بالنداء. والحق أنه ليس خاصا بالواو ، كما أن المصنف كثر من تشقيق الوجوه وهى ترجع إلى وجه واحد وهو الإشباع.

(٣) فى القاموس : المحوّلة.

(٤) قلبت الياء واوا لانضمام الطاء قبلها ، وهى من طاب يطيب. وفى التاج : ومن ذلك واو الموسرين من أيسر. ثم عد من أقسام الواو المحولة واو الجزم المرسل والجزم المنبسط فليراجع هنالك.

(٥) التورب : التراب.

(٦) ومن أمثلتها أيضا : اعمل الآن وأنت فارغ.

(٧) من قواعد النسب أنه يردّ لام الثلاثى صحيح العين إن كانت محذوفة وذلك إن جبر بردها فى التثنية مثل أب وأخ فيقال : أبوىّ وأخوىّ كما يقال أبوان وأخوان ، فالواو فى أخوى هى لام أخ المحذوفة ، وترد فى التثنية أيضا فلا وجه لتخصيصها بواو النسبة.

(٨) واو النداء مثل وا زيد. وواو الندبة كقول المتفجع : وا لهفاه وا غربتاه.

١٥١

(الخامس والعشرون) : واو الصّرف وهو أن تأتى الواو معطوفة على كلام فى أوّله حادثة لا تستقيم إعادتها على ما عطف عليها نحو :

لا تنه عن خلق وتأتى مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم (١)

فإنّه لا يجوز إعادة [لا] على وتأتى مثله ، [فلذلك] سمّى صرفا إذ كان معطوفا ولم يستقم أن يعاد فيه الحادث الّذى فيما قبله.

(السادس والعشرون) : الواو اللغوىّ ، قال الخليل : [الواو] عندهم : البعير الفالج (٢) ، قال الشّاعر :

وكم مجتد أغنيته بعد فقره

فآب بواو جمّة وسوام (٣)

__________________

(١) البيت فى معجم المرزبانى ٣٣٩. وقائله المتوكل الليثى وهو شاعر أموى كان فى عهد معاوية ، وبين النحاة خلاف حول الناصب للفعل الذى بعدها والصحيح أن الواو عاطفة والفعل منصوب بأن مضمرة بعد الواو.

(٢) الفالج : فى ا ، ب العالح «تصحيف» ، والبعير الفالج : الضخم ذو السنامين.

(٣) البيت فى تاج العروس (واو) بدون عزو. مجتد فى ا ، ب والتاج : محتذ وهو تصحيف والمجتدى هو الذى يسأل العطاء. السوام : كل ما رعى من ماشية وغنم فى الفلوات.

١٥٢

٢ ـ بصيرة فى واد ووبل

وأد بنته يئدها وأدا ، أى دفنها وهى حيّة ، قال الله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ)(١) وفى حديث النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنّه نهى عن عقوق الأمّهات ، ووأد البنات ، ومنع وهات» (٢). وكانت كندة تئد البنات ، قال الفرزدق :

ومنّا الّذى منع الوائدا

ت وأحيا الوئيد فلم يوأد (٣)

والموائد (٤) : الدّواهى. وتوأّدت عليه الأرض : غيّبته.

الوبل ، والوابل : المطر الشديد الكثير القطر. وبلت السماء تبل : أتت بالوبل ، قال الله تعالى : (فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌ)(٥).

ولمراعاة الثّقل قيل لكلّ شدّة (٦) ومخافة وبال. قال الله تعالى : (فَذاقَتْ وَبالَ أَمْرِها)(٧).

والوبيل : الشديد ؛ والعصا الغليظة ، والقضيب الذى فيه لين ، وخشبة يضرب بها النّاقوس ؛ والحزمة من الحطب ؛ والمرعى الوخيم ، قال الله

__________________

(١) الآية ٨ سورة التكوير.

(٢) النهاية لابن الأثير.

(٣) ديوان الفرزدق ١ : ٢٠٣ (ط. الصاوى) وفى الأغانى والكامل : وجدى الذى منع الوائدات يعنى صعصعة بن ناجية.

(٤) الموائد : هى مقلوب المآود.

(٥) الآية ٢٦٥ سورة البقرة.

(٦) فى المفردات : قيل للأمر الذى يخاف ضرره وبال.

(٧) الآية ٩ سورة الطلاق.

١٥٣

تعالى : (فَأَخَذْناهُ أَخْذاً وَبِيلاً)(١).

وأبيل على وبيل ، أى شيخ على عصا.

ورجل وابل : جواد يبل بالعطايا. أنشد الفرّاء :

فأصبحت المنازل قد أذاعت

بها الإعصار بعد الوابلينا (٢)

أى بعد الأجواد من أهلها /. ووبله بالسّياط : تابعها عليه. واستوبلوا المكان : استوخموه.

__________________

(١) الآية ١٦ سورة المزمل.

(٢) البيت فى الأساس. وفى اللسان برواية المذاهب. أذاعت بها : أذهبتها وطمست معالمها.

١٥٤

٣ ـ بصيرة فى وبر ووبق

الوبر (١) معروف ، وجمعه أوبار ، قال الله تعالى : (وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها)(٢). وبعير وبر وأوبر ، وناقة وبرة ووبراء : كثيرة الوبر. ووبّرت الأرنب توبيرا وهو أن تمشى على وبر قوائمها لئلّا يقتصّ أثرها. قال (٣) :

مرطى مقطّعة سحور بغاتها

من سوسها التوبير مهما تطلب (٤)

ووبّر فلان أمره توبيرا : عمّاه.

الوبوق : الهلاك. وبق يبق ، كوعد يعد ، ووبق يوبق كوجل يوجل ، ووبق يبق كوثق يثق. قال الله تعالى : (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً)(٥) أى جعلنا بينهم من العذاب ما يهلكهم. وقال أبو عبيدة : الموبق : الموعد. وقال ابن عرفة : موبقا أى محبسا. وكلّ شيء حال بين شيئين فهو موبق. وقيل : الموبق : واد فى جهنّم.

وأوبقه : أهلكه. وقيل : حبسه ، قال الله تعالى : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا)(٦) أى يحبس السفن فلا تجرى عقوبة لأهلها.

__________________

(١) الوبر : صوف الإبل والأرانب ونحوها.

(٢) الآية ٨٠ سورة النحل.

(٣) يصف فرسا كما فى الأساس.

(٤) البيت فى الأساس بدون عزو. مرطى : سريعة. سحور : جمع سحر : الرثة. بغاتها : طالبيها. السوس : طبيعتها وسجيتها.

(٥) الآية ٥٢ سورة الكهف.

(٦) الآية ٣٤ سورة الشورى.

١٥٥

٤ ـ بصيرة فى وتن ووتد ووتر

الواتن : الشىء الثّابت الدّائم فى مكانه ؛ والماء المعين (١) الدّائم.

والوتين : عرق فى القلب إذا انقطع مات صاحبه ، والجمع : أوتنة ووتن ، قال الله تعالى : (ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ)(٢). ووتنه : أصاب وتينه. والماء (٣) : دام ولم ينقطع. واستوتن المال : سمن وغلظ وتينه (٤).

الوتد (٥) بالفتح ، والوتد ككتف (٦) واحد الأوتاد. وفى المثل : «أذلّ من وتد بقاع» (٧) لأنّه يدقّ أبدا ، قال (٨) :

إنّ الهوان حمار الأهل تعرفه

والحرّ ينكره والجسرة الأجد

ولا يقيم بدار الذلّ يعرفها

إلّا الأذلّان عير الأهل والوتد

هذا على الخسف مربوط برمّته

وذا يشجّ فلا يرثى له أحد

وكذلك الودّ (٩) فى لغة من يدغم. قال الله تعالى : (وَالْجِبالَ أَوْتاداً)(١٠)

__________________

(١) الماء المعين : الظاهر الجارى على سطح الأرض تراه العين.

(٢) الآية ٤٦ سورة الحاقة.

(٣) مصدر فعله وتونا وتنة كعدة.

(٤) عبارة المفردات : غلظ وتينه من السمن.

(٥) بفتح الواو وسكون التاء على التخفيف لغة نجد.

(٦) هى اللغة الفصحى كما فى المصباح. وهناك لغة ثالثة بالتحريك أى بفتح الواو والتاء. والوتد : ما رزّ فى الأرض أو الخائط من خشب.

(٧) المستقصى : ١ / ١٣٦ رقم ٥٢٥ قال عبد الرحمن بن حسبان بن ثابت :

وكنت أذل من وتد بقاع

يشجج رأسه بالفهرواجى

(٨) الأبيات فى المستقصى ١ / ٢٣٣ بدون عزو وفى نهاية الأرب ج ٣ / ٦٤ نسب البيتان الثانى والثالث إلى المتلمس (جرير بن عبد المسيح).

(٩) فى ا ، ب : الوتد والتصويب من المعجمات. وذلك أن تقلب التاء دالا ثم تدغم فى الدال التى هى لام الكلمة وهذه لغة رابعة.

(١٠) الآية ٧ سورة النبأ.

١٥٦

وتقول : وتدت الوتد أتده وتدا ، وأوتدته (١). وإذا أمرت قلت : تد وتدك بالميتدة أى بالمدقّ.

الوتر بالكسر : الفرد. والوتر بالفتح : الذّحل ، هذه لغة أهل العالية فامّا لغة أهل الحجاز فبالضدّ (٢) ، قال تعالى : (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)(٣) وأمّا تميم فبالكسر فيهما. والموتور : الذى قتل له قتيل فلم يدرك بدمه ، تقول منه : وتره يتره وترا وترة. وكذلك وتره حقّه ، أى نقصه ، قال الله تعالى : (وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ)(٤) أى لم ينقصكم من (٥) أعمالكم.

والتّواتر : تتابع الشىء ولا يراد به التّواصل (٦). ومواترة الصّوم : أن يصوم يوما ويفطر يوما أو يومين ، ويأتى به وترا وترا ، ولا يراد به المواصلة. وكذلك واترت الكتب فتواترت ، أى جاء بعضها فى إثر بعض ، قال تعالى : (ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا)(٧) أى واحدا بعد واحد ، وفيها لغتان : التّنوين (٨) ، وترك التنوين (٩) مثل علقى ، فمن ترك صرفها (١٠) فى المعرفة جعل ألفها ألف تأنيث وهو أجود ، وأصلها وترى من الوتر وهو الفرد ، ومن نوّنها جعل ألفها ملحقة.

والوتيرة : السجيّة (١١). وحلقة من عقب (١٢) يتعلّم عليها الطّعن.

__________________

(١) أى ثبّتّه.

(٢) أى بفتح الواو بمعنى الفرد وبكسرها بمعنى الذحل.

(٣) الآية ٣ سورة الفجر. وقراءة الفتح قراءة عاصم ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وهى لغة قريش ، وقرأ حمزة والكسائى بالكسر وهى لغة لتميم (انظر الاتحاف).

(٤) الآية ٣٥ سورة محمد.

(٥) ا ، ب : فى ، وفى الصحاح : لن ينتقصكم فى أعمالكم.

(٦) أى تتابع مع فترات.

(٧) الآية ٤٤ سورة المؤمنين.

(٨) وهو قراءة أبى عمرو وابن كثير.

(٩) قراءة سائر القراء. قال الفراء : وأكثر العرب على ترك تنوين تترى لأنها بمنزله تقوى.

(١٠) صرفها : تنوينها.

(١١) عبارة الأساس : وهم على وتيرة واحدة : على طريقة وسجية من التواتر.

(١٢) العقب : العصب تعمل منه الأوتار.

١٥٧

٥ ـ بصيرة فى وثق ووثن

وثقت بفلان ، بالكسر ، أثق ثقة وموثقا ووثوقا : إذا ائتمنته قال الله تعالى : (حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ)(١) ، أى ميثاقا. وقال الله تعالى : (فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ)(٢).

والميثاق : عقد يؤكّد بيمين وعهد. قال الله تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ)(٣) ، أى أخذ العهد عليهم بأن / يؤمنوا بمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف.

وأصل الميثاق : الموثاق صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها ، والجمع : المواثيق ، والمياثيق أيضا على اللفظ ، وقد جاء فى الشعر المياثق أنشد ابن الأعرابىّ لعياض ابن درّة الطائىّ :

حمى لا يحلّ الدّهر إلّا بإذننا

ولا نسأل الأقوام عقد المياثق (٤)

والوثاق (٥) والوثاق : ما يشدّ به ، والجمع : وثق ككتب ، قال الله تعالى : (فَشُدُّوا الْوَثاقَ)(٦). وأوثقه فى الوثاق : شدّه.

__________________

(١) الآية ٦٦ سورة يوسف.

(٢) الآية ٦٦ سورة يوسف.

(٣) الآية ٨١ سورة آل عمران.

(٤) البيت فى اللسان (وثق) وفيه : ولا نسل الأقوام.

(٥) وفرق بينهما بعضهم فقال : إن ما يوثق به بالكسر لأنه معروف فى الآلات كالركاب ، والحزام وأما بالفتح فمصدر كالخلاص. والصحيح أن الوثاق بالفتح اسم مصدر من أوثق إيثاقا ووثاقا.

(٦) الآية ٤ سورة محمد.

١٥٨

ووثّقت الشّىء توثيقا ؛ ووثّقت فلانا : إذا قلت إنّه ثقة (١) ، وناقة موثّقة الخلق : محكمة.

واستوثقت منه : أخذت منه الوثيقة. قال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلّب :

وخلائق منه إلىّ جميلة

حسبى ونعم وثيقة المستوثق (٢)

وواثقنى بالله ليفعلنّ. وتواثقوا على كذا ، قال كعب بن زهير :

ليوفوا بما كانوا عليه تواثقوا

بخيف منى والله راء وسامع (٣)

والوثقى قريبة من الموثق ، قال الله تعالى : (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى)(٤).

الوثن (٥) محرّكة : الصّنم ، والجمع وثن وأوثان.

والواثن : الشىء الدّائم الثابت فى مكانه كالواتن بالمثنّاة.

وأوثن من المال : أكثر منه.

وأوثن زيدا : أجزل عطيّته.

__________________

(١) ثقة : مؤتمن.

(٢) البيت فى تاج العروس.

(٣) البيت فى الأساس (وثق) ـ الديوان (ط. دار الكتب) : ١١٢ والرواية فيه : تعاقدوا بدلا من تواثقوا.

(٤) الآيتان : ٢٥٦ سورة البقرة ، ٢٢ سورة لقمان.

(٥) جاء من هذه المادة فى القرآن الكريم قوله تعالى : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) الآية ٣٠ سورة الحج و (إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً) الآية ١٧ سورة العنكبوت و (قالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) الآية ٢٥ سورة العنكبوت.

١٥٩

٦ ـ بصيرة فى وجب

مادّته تدلّ على سقوط الشىء ووقوعه ، تقول : وجب الشىء : إذا لزم ، يجب وجوبا. وفى كتاب يافع (١) ويفعة : وجب البيع وجوبا بفتح الواو كالقبول والولوع وجبة كعدة. ووجب القلب وجيبا : اضطرب.

ووجب الرّجل ككرم وجوبة : جبن. والوجب : الجبان ، قال الأخطل :

عموس الدّجى ينشقّ عن متضرّم

طلوب الأعادى لا سئوم ولا وجب (٢)

والوجبة : السّقطة (٣) قال الله تعالى : (فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها)(٤) ، أى سقطت إلى الأرض ، ومنه : خرج القوم إلى مواجبهم ، أى مصارعهم.

ووجب الميّت : إذا سقط ومات ، وفى الحديث : «دعهنّ فإذا وجب فلا تبكينّ باكية ، فقيل ما الوجوب؟ قال : إذا مات (٥)». ويقال للقتيل واجب ، قال قيس بن الخطيم الأنصارىّ :

أطاعت بنو عوف أميرا نهاهم

عن السّلم حتّى كان أوّل واجب (٦)

وأوجب الله الشىء على عباده : فرضه.

__________________

(١) فى ا ، ب : نافع ونفعة وهو تصحيف وكتاب يافع ويفعة أحد كتب أبى زيد الأنصارى.

(٢) الديوان : ٢١٦. والبيت فى اللسان (وجب) وفى ينشق ضمير الدجى.

عموس الدجى : لا يعرس أبدا حتى يصبح وإنما يريد أنه ماض فى أموره غير وان. المتضرم : المتلهب غيظا. السؤوم : الكال الذى أصابته السآمة.

(٣) فى المعجمات : السقطة مع الهدة أى صوت السقوط.

(٤) الآية ٣٦ سورة الحج.

(٥) تمامه فى الفائق ٣ : ١٤٦ «عاد صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الله بن ثابت رضى الله عنه فوجده قد غلب فاسترجع وقال : غلبنا عليك يا أبا الربيع فصاح النساء يبكين فجعل ابن عتبك يسكتهن فقال ... الحديث.

(٦) الديوان : ٤٣ (ط) دار العروبة ، والبيت فى اللسان (وجب) وهو يصف حربا وقعت بين الأوس والخزرج فى يوم بعاث وأن مقدم بنى عوف وأميرهم لج فى المحاربة ونهى بنى عوف عن السلم حتى كان أول قتيل.

١٦٠