بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٥

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٥

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: عبدالعليم الطحاوي
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٤٤

/ لا تجزعى إن منفسا أهلكته

وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى (١)

ونهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن التنفّس فى الإناء ، أى أن يتنفّس فى الإناء من غير أن يبينه عن فمه. وكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتنفّس فى الإناء ثلاثا ، أى يشربه بثلاثة أنفاس فيبين فاه عن الإناء فى كلّ نفس.

وتنفّس الصّبح : تبلّج ، قال الله تعالى : (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ)(٢).

وتنفّست القوس : تصدّعت. وتنفّس النّهار : زاد وطال.

ونافست فى الشىء : إذا رغبت فيه على وجه المباراة فى الكرم. وتنافسوا فيه ، أى رغبوا ، ومنه قوله تعالى : (وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ)(٣).

__________________

(١) اللسان (نفس) ، سمط اللآلئ ٤٩٨.

(٢) الآية ١٨ سورة التكوير.

(٣) الآية ٢٦ سورة المطففين.

١٠١

٤٣ ـ بصيرة فى نفش

نفش القطن وغيره : إذا شعّثته بأصابعك حتى ينتشر ، قال الله تعالى : (كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ)(١) وقال رؤبة :

كالبوه تحت الظّلّة المرشوش

فى هبريات الكرسف المنفوش (٢)

وقال آخر (٣) يصف غبارا :

* تنفش منه الخيل ما لا تعزله *

ونفشت الغنم فى الزّرع : إذا رعته ليلا بلا راع ، عن ابن دريد ، قال : ولا يقال ذلك إلّا للغنم ، قال تعالى : (إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ)(٤) ، قال ابن دريد : وأمّا الإبل فيقال فيها : عشت تعشو عشوا ، وهو أصل قولهم فى المثل : «العاشية تهيج الآبية» (٥) ، ولا يقال للإبل نفشت. والصّحيح أنّه يقال ذلك للإبل والغنم ، ومنه حديث عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أنّه قال : «الحبّة فى الجنّة مثل كرش البعير يبيت نافشا» (٦) فجعل النّفوش للبعير. وهى إبل نفش بالتحريك ، ونفّاش ونوافش (٧) ،

__________________

(١) الآية ٥ سورة القارعة.

(٢) ديوان رؤبة ، واللسان (هبر ، بوه) البوه : الكبير من البوم. الهبرية : ما طار من الزغب الرقيق من القطن.

(٣) هو العجاج كما فى الأساس وقبله فى الأساس مشطور آخر : ثار عجاج مسبطر قسطله وانظر الديوان :

(٤) الآية ٧٨ سورة الأنبياء.

(٥) الفاخر رقم ٢٧٣ ـ الميدانى ١ / ٣٠٧ يضرب فى نشاط الرجل للأمر إذا رأى غيره يفعله وإن لم ينشط له من قبل ذلك. وفى ا ، ب الغاشية هج الأبنة وهو تصحيف والتصويب من المراجع السابقة.

(٦) الفائق : ٣ / ١١٨ عن ابن عمر. ونافشا أى راعيا بالليل من قوله تعالى : (إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ).

(٧) وفى اللسان : ونفش. أيضا. أى بضم النون وفتح الفاء مشددة.

١٠٢

وقد نفش ينفش مثال نصر ينصر ، وينفش مثال يضرب ، ونفشت تنفش مثال سمعت تسمع.

وقال ابن الأعرابىّ : النّفش ـ بالتحريك ـ : الصّوف.

والنّفيش : المتاع المتفرّق فى الغرارة.

وكل شىء تراه منتبرا رخو الجوف فهو منتفش ، ومتنفّش.

١٠٣

٤٤ ـ بصيرة فى نفع ونفق

النّفع : ما يستعان به فى الوصول إلى الخيرات ، وما يتوصّل به إلى الخير [فهو](١) خير ، ومنه قوله تعالى : (ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ)(٢) ، وقال تعالى : (وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً)(٣) ، وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما نفعنى [مال قط ما نفعنى](٤) مال أبى بكر» ، والاسم : المنفعة ، والنّفاع كسحاب ، والنّفيعة ، عن اللّحيانى ، قال :

وإنّى لأرجو من سعاد نفيعة

وإنّى من عينى جمال لأوجر (٥)

أوجر ، أى مرتاب (٦). والنّفوع : الكثير النّفع ، كالنّفّاع ، أنشد سيبويه :

كم فى بنى سعد ابن بكر سيّد

ضخم الدّسيعة ماجد نفّاع (٧)

النّفق ، يدّل على انقطاع الشىء وذهابه ، وتارة على إخفاء الشىء وإغماضه ، وعلى مضىّ شىء ونفاذه ، ومنه نفق البيع نفاقا : راج ، وفى المثل : «دون هذا وينفق الحمار» (٨). ونفقت الدّابة نفوقا : ماتت.

والنفقة : [ما أنفق](٩) من الدّاهم وغيرها ، والجمع نفاق بالكسر ،

__________________

(١) زيادة من المفردات.

(٢) الآية ١٠٦ سورة يونس.

(٣) الآية ٣ سورة الفرقان.

(٤) رواه الإمام أحمد فى مسنده عن أبى هريرة كما فى الفتح الكبير وما بين القوسين تكملة من الفتح الكبير.

(٥) الأساس (نفع) ورواية الشطر الثانى فيه : وإنى من عينى سعاد لأوجر.

(٦) فى ا ، ب : من تاب وهو تصحيف مرتاب وفى الأساس فسره بقوله : مشفق.

(٧) البيت فى التاج (نفع).

ضخم الدسيعة : يجزل العطاء. الدسيعة : العطية الجزيلة.

(٨) المستقصى : ٢ / ٨٢ رقم ٢٩٨.

(٩) ما بين القوسين تكملة من اللسان. وفى المفردات : والنفقة اسم لما ينفق.

١٠٤

مثل ثمرة وثمار. ويقال : نفقت نفاق القوم تنفق نفقا بالتّحريك أى فنيت نفقاتهم. ورجل منفاق : كثير النّفقة. وأنفق الرجل ماله ، قال تعالى : (إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ)(١) أى خشية الفناء والنّفاد ، وقال قتادة : أى خشية إنفاقه. وقال : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ)(٢). وقال (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا)(٣).

وأنفق القوم : نفقت سوقهم.

ونفّق (٤) السّلعة تنفيقا : روّجها.

والنّفق / : السّرب فى الأرض له مخلص إلى مكان [آخر](٥) ، قال الله تعالى : (فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ)(٦) ، وفى المثل : «ضلّ دريص نفقه (٧)» ، يضرب لمن يعنى بأمره ويعدّ حجّة لخصمه فينسى عند الحاجة.

والنافقاء : إحدى جحرة اليربوع يكتمها ويظهر غيرها ، وهو موضع يرقّقه فإذا أتى من جهة القاصعاء ضرب برأسه النّافقاء وخرج ، ومنه المنافق فإنّه يدخل فى الدّين من باب ويخرج من باب. وعلى هذا نبّه بقوله : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ)(٨) أى الخارجون عن الدّين والشرع. وجعل الله المنافقين شرّا من الكافرين فقال : (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)(٩).

__________________

(١) الآية ١٠٠ سورة الإسراء.

(٢) الآية ٢٧٤ سورة البقرة.

(٣) الآية ٦٧ سورة الفرقان.

(٤) وفى القاموس : كأنفقها.

(٥) تكملة عن اللسان لتوضيح السياق.

(٦) الآية ٣٥ سورة الأنعام.

(٧) المستقصى ٢ / ١٤٩ رقم ٥٠١ ـ نهاية الأرب ج ٣ / ٣٧ (نقلا عن الميدانى) يعنى بأمره فى ا ، ب يعبأ بأمره.

(٨) الآية ٦٧ سورة التوبة.

(٩) الآية ١٤٥ سورة النساء.

١٠٥

وقيل : وردت النّفقة فى القرآن على وجوه :

بمعنى فرض الزّكاة : (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)(١) أى يزكّون ويتصدّقون.

وبمعنى التطوّع بالصّدقات : (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ) (٢) (وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً) (٣) (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ)(٤) أى يتطوّعون بالصّدقة.

وبمعنى الإنفاق فى الجهاد : (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ)(٥) ، (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ)(٦) ، (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ)(٧).

وبمعنى الإنفاق على العيال والأهل : (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَ)(٨) ، (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ)(٩).

وبمعنى الإنفاق فى عمارة الدّنيا والنّدم عليه : (فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها)(١٠).

وبمعنى الفقر والإملاق : (إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ)(١١).

وبمعنى رزق الحقّ الخلق فى عموم الحالات : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ)(١٢) أى يرزق.

__________________

(١) الآية ٣ سورة البقرة.

(٢) الآية ١٣٤ سورة آل عمران.

(٣) الآية ٢٢ سورة الرعد.

(٤) الآية ٢٧٤ سورة البقرة.

(٥) الآية ١٩٥ سورة البقرة.

(٦) الآيتان ٢٦١ ، ٢٦٢ سورة البقرة.

(٧) الآية ١٠ سورة الحديد.

(٨) الآية ٦ سورة الطلاق.

(٩) الآية ٧ سورة الطلاق.

(١٠) الآية ٤٢ سورة الكهف.

(١١) الآية ١٠٠ سورة الإسراء.

(١٢) الآية ٦٤ سورة المائدة.

١٠٦

وبمعنى نفقة المخلصين طلبا لمرضات الله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ)(١).

وبمعنى نفقة اليهود أموالهم تقوية للكفر : (كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ)(٢) ، (مَثَلُ ما يُنْفِقُونَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ)(٣).

وبمعنى إنفاق المؤمنين أموالهم انتظارا للثّواب : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ)(٤) ، (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ)(٥) ، (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ)(٦)

وقال الشاعر :

أنفق من الصّبر الجميل فإنّه

لم يخش فقرا منفق من صبره

والمرء ليس ببالغ فى أرضه

كالصّقر ليس بصائد فى وكره

وقال آخر :

زمان كلّ حبّ فيه (٧) خبّ

وطعم الخلّ خلّ لو يذاق

لهم سوق بضاعتها نفاق

فنافق فالنّفاق لها نفاق

__________________

(١) الآية ٢٦٥ سورة البقرة.

(٢) الآية ٢٦٤ سورة البقرة.

(٣) الآية ١١٧ سورة آل عمران.

(٤) الآية ٢٦٧ سورة البقرة.

(٥) الآية ٢٧٠ سورة البقرة.

(٦) الآية ٣٩ سورة سبأ.

(٧) فى ا ، ب : منه وما أثبتناه أقرب للمعنى وأولى به ، وبين حب وخب ، وخل وخل ، ونفاق ونفاق : جناس تام.

١٠٧

٤٥ ـ بصيرة فى نفل

النّفل : الغنيمة بعينها لأنّها من فضل الله وعطائه ، قال لبيد :

إنّ تقوى ربّنا خير نفل (١)

والنّفل : ما ينفله الغازى ، أى يعطاه زائدا على سهمه (٢) من المغنم. وقيل : اختلفت العبارة عن النّفل لاختلاف الاعتبار ، فإنّه إذا اعتبر بكونه مظفورا به يقال له غنيمة ، وإذا اعتبر بكونه منحة من الله ابتداء من غير وجوب يقال له نفل. ومنهم من فرق بينهما من حيث العموم والخصوص ، فقال : الغنيمة ما حصل مستغنما بتعب كان أو غير تعب ، وباستحقاق كان أو غير استحقاق ، وقبل الظّفر كان أو بعده ؛ والنّفل : ما يحصل للإنسان قبل القسمة (٣) من جملة الغنيمة ، وقيل : هو ما يحصل للمسلمين بغير قتال ، وهو الفىء. وقيل : هو (٤) ما يفضل من المتاع ونحوه بعد قسم الغنيمة ، وعلى ذلك حمل بعضهم قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ)(٥) أى عن حكم الأنفال. وقيل / : عن بمعنى من ، أى

__________________

(١) ديوان لبيد : ١٧٤ (بيروت) ، اللسان (نفل) وتمام البيت :

وبإذن الله ريثى والعجل

النفل : الفضل والعطية.

(٢) فى ب : سهم.

(٣) فى ا ، ب الغنيمة ، وهو تصحيف ، والتصويب من المفردات.

(٤) فى ب : أو هو ما يفضل.

(٥) صدر سورة الأنفال.

١٠٨

من الأنفال ، وقيل : عن صلة ، أى يسألونك الأنفال وبه قرأ ابن مسعود ، وعلى هذا [يكون](١) سؤال طلب ، وعلى الأوّل سؤال استخبار ، وهو قول الضّحّاك وعكرمة.

قيل : سمّيت الغنائم أنفالا لأنّها زيادة من الله تعالى لهذه الأمّة على الخصوص. وأكثر المفسّرين على أنّ الآية فى غنائم «بدر». وقال عطاء : هى ما شذّ (٢) من المشركين إلى المسلمين بغير قتال من : عبد أو أمة (٣) أو متاع فهو للنّبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصنع به ما شاء ، وأصل ذلك من النفل وهو الزيادة على الواجب ، ومنه قوله تعالى : (فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ)(٤) ، وعلى هذا قوله أيضا : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً)(٥) ، وهو ولد الولد. [وفى الحديث (٦)] : «قال الله تعالى لا يزال العبد يتقرّب إلىّ بالنّوافل حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه وبصره» الحديث (٧). وجمع الأنفال نفل بضمّ النون.

__________________

(١) زيادة لتوضيح السياق.

(٢) ا ، ب : شد بدال مهملة وما أثبتنا هو ما يقتضيه المراد ، وشذ أى ندر وتنحى عن جمهوره.

(٣) فى ا ، ب : من عند إقامة وهو تصحيف : من عبد أو أمة.

(٤) الآية ٧٩ سورة الإسراء.

(٥) الآية ٧٢ سورة الأنبياء.

(٦) زيادة لإزالة الإيهام فى عبارة (قال الله تعالى).

(٧) أخرجه البخارى من حديث أبى هريرة وفيه : كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به.

١٠٩

٤٦ ـ بصيرة فى نفى ونقب

نفاه ينفيه وينفوه : نحّاه ، فنفا هو ، لازم ومتعدّ. وانتفى : تنحّى. ونفى الريح التّراب نفيا ونفيانا : أطارته ، قال الله تعالى : (أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ)(١).

النّقب : الطّريق فى الجبل ، والجمع : أنقاب.

ونقب الجدار نقبا : ثقبه ، واسم تلك النّقبة نقب أيضا. ونقب الخفّ الملبوس ، أى تخرّق.

وقرأ مقاتل بن سليمان : فَنَقِبوا فى البلاد (٢) بكسر القاف المخفّفة ، أى ساروا فى الأنقاب حتّى لزمهم الوصف به.

وقرأ الأعمش والحسن البصرىّ و [أبو] عبيد : فنقَبوا بفتح القاف المخفّفة على أصل الفعل ، أى ساروا.

وقال ابن مقسّم : هو من النّقابة ، أى اللّطافة فى النظر والحذاقة فى الأمور.

وأنقب الرّجل فى البلاد ، ونقّب فيها : سار فيها ، ومنه قراءة (٣) الجمهور : (فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ) ، وحقيقته ساروا فى نقوبها ، أى طرقها ، الواحد نقب ، أى ساروا فيها طلبا للمهرب.

والنّقبة ـ بالضمّ ـ : أوّل ما يبدو من الجرب قطعا متفرّقة ، وهى من النّقب لأنّها تنقب الجلد ، والجمع نقب ، قال دريد بن الصّمّة :

__________________

(١) الآية ٣٣ سورة المائدة.

(٢) الآية ٣٦ سورة ق ـ وقراءة مقاتل هذه أشار إليها الصاغانى فى التكملة.

(٣) بقيت قراءة رابعة وهى (فنقِّبوا فى البلاد) بكسر القاف المشددة ، وهو أمر لأهل مكة وهو كالوعيد ، أى اذهبوا فى البلاد وجيئوا ، ونسبها صاحب الإتحاف إلى الحسن (الاتحاف) وفى المحتسب : قراءة ابن عباس وأبى العالية ويحيى بن يعمر

١١٠

ما إن رأيت ولا سمعت به

كاليوم هانئ أينق جرب (١)

متبذّلا تبدو محاسنه

يضع الهناء مواضع النّقب

والنّقبة أيضا : اللّون والوجه. قال ذو الرمّة يصف ثورا :

ولاح أزهر مشهور بنقبته

كأنّه حين يعلو عاقرا لهب (٢)

والنّقبة أيضا : ثوب كالإزار يجعل له حجزة مخيطة من غير نيفق (٣) ولا ساقين ، ويشدّ كما يشدّ السّراويل.

والنّقبة أيضا : الصّدأ ، قال لبيد رضى الله عنه يصف ثورا :

إذا وكف الغصون على قراه

أدار الرّوق حالا بعد حال (٤)

جنوح الهالكىّ على يديه

مكبّا يجتلى نقب النّصال

__________________

(١) البيتان فى مختار الأغانى (ترجمة الخنساء) ٣ / ٤٠١ برواية طالى أينق ـ والهناء : القطران. وورد البيت الثانى فى اللسان (نقب).

(٢) البيت فى اللسان (نقب) ، ديوان ذى الرمة : ٢٣ (ق / ١ : ٨٩).

لاح : ظهر وأشرق. عاقر : رملة لا تنبت شيئا.

(٣) نيفق السراويل : الموضع المتسع منه

(٤) ديوان لبيد ٧٧ ، ٧٨ والثانى فى اللسان (نقب) ـ جنوح ويروى جنوء وهو انكبابه وانحناؤه معتمدا على يديه.

١١١

٤٧ ـ بصيرة فى نقذ ونقر

النّقذ ـ بالتحريك ـ : ما أنقذته ، وهو فعل بمعنى مفعول ، مثل نفض ، وقبض ، وهدم. وقال ابن دريد : النّقذ مصدر نقذ بالكسر ينقذ نقذا ـ بالتحريك ـ : إذا نجا.

وقال ابن السكّيت : ما به شقذ ولا نقذ (١) ، أى ما به حراك. وقال اللّحيانىّ : أى ما له شىء. قال : ويقال ما فيه شقذ ولا نقذ ، أى ما فيه عيب.

والنّقذ بالفتح : الإنقاذ ، قال لقيم بن أوس الشّيبانىّ :

أو كان شكرك أن زعمت نفاسة

نقذيك أمس وليتنى لم أشهد (٢)

نقذيك كما تقول : ضربيك ، أى نقذى إيّاك. وقوله تعالى : (فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها)(٣) أى أنجاكم وخلّصكم. واستنقذته ، وتنقّذته : خلّصته ونجّيته ، قال الله تعالى : (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ)(٤).

والنقائذ من الخيل : ما أنقذته من العدوّ وأخذته منهم ، الواحدة نقيذة (٥) /. والنّقيذة أيضا : الدّرع لأنّها تنقذ لابسها من السّيوف ، قال يزيد بن الصّعق :

__________________

(١) المستقصى : ٣٣١ رقم ١٢١٤ برواية : ما له. وانظر (شقذ) قاموس. أى ماله أحد يشقذه أى يطرده ولا أحد ينقذه.

(٢) اللسان (نقذ).

(٣) الآية ١٠٣ سورة آل عمران.

(٤) الآية ٧٢ سورة الحج.

(٥) وفى اللسان أيضا : وواحد الخيل النقائذ نقيذ بغير هاء.

١١٢

أعددت للحدثان كلّ نقيذة

أنف كلائحة المضلّ جرور (١)

أنف : لم يلبسها غيره. لائحة المضلّ : يعنى السّراب ، جعلها تبرق كالسّراب لجدّتها ، وقيل : أنف أى سابغة.

نقر الطائر الحبّة ينقرها نقرا : التقطها. ونقرت الشىء : نقبته (٢) بالمنقار.

والنّاقور : الصّور ، قال الله تعالى : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)(٣) أى فى الصّور.

ونقر الرّحى : نقشها بالمنقار. واحتجم فى نقرة القفا.

ونقرته : عبته وغبته. ونقرت عن الخبر ونقّرت عنه : بحثت. ونقرت بالرّجل وانتقرت به : دعوته من بين (٤) القوم ، وهى النّقرى. وهو يصلّى النّقرى : إذا نقر فى صلاته نقر الدّيك. ونقر (٥) باسمه : إذا سمّاه من بين النّاس. وما أغنى عنّى نقرة ، أى أدنى شىء ، وأصلها النّقرة الّتى فى ظهر النّواة ، وهو النّقير ، قال تعالى : (وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً)(٦).

والنّقر : صويت يسمع من قرع الإبهام على الوسطى. وما أثابه نقرة ، أى شيئا ، لا يستعمل إلّا فى النفى قال :

وهنّ حرى أن لا يثبنك نقرة

وأنت حرى بالنار حين تثيب (٧)

والناقر : السّهم إذا أصاب الهدف ، وإذا لم يصب فليس بناقر

__________________

(١) اللسان (نقذ). جرور : فى ا ، ب : حزور بالزاى بعد حاء مهملة. والجرور : البطيء وربما كان من إعياء وربما كان من قطاف.

(٢) فى الصحاح : ثقبته (بالثاء المثلثة).

(٣) الآية ٨ سورة المدثر.

(٤) فى ا ، ب : مرتين تصحيف والتصويب من القاموس والأساس.

(٥) وفى القاموس : نقر باسمه تنفيرا.

(٦) الآية ١٢٤ سورة النساء.

(٧) الصحاح واللسان (نقر) ، (حرى) بدون عزو.

١١٣

٤٨ ـ بصيرة فى نقص ونقض

النّقص. الخسران فى الحظّ. والنّقصان يكون مصدرا ويكون قدر الشىء الذاهب من المنقوص ، وهو اسم له ، تقول : نقص ينقص نقصا ونقصانا ، وهو مصدر ، وتقول : نقصانه كذا وكذا ، وهو قدر الذاهب ، وتقول : دخل عليه نقص فى عقله ودينه ، ولا يقال نقصان (١).

والنّقيصة : الوقيعة فى الناس ، والخصلة الدّنيئة فى الإنسان أو الضّعيفة ، قال :

فما وجد الأعداء فىّ نقيصة

ولا طاف لى منهم بوحشى صائد (٢)

ونقص الماء نقاصة ، فهو نقيص ، أى عذب طيّب. والتّناقص : النّقص قال العجّاج :

فالغدر نقص فاحذر التّناقصا (٣)

وأنقصته لغة فى نقصته. وانتقص الشىء نفسه وانتقصته ، لازم ومتعدّ (٤).

__________________

(١) وعلل ذلك بأن النقص هو الضعف وأما النقصان فهو ذهاب بعد التمام.

(٢) التاج (نقص) بدون عزو.

(٣) ديوان العجاج : ٢٥ برواية : فاحذر النقاصا.

(٤) ومما جاء فى القرآن من هذه المادة قوله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ) الآية ١٥٥ سورة البقرة ، (وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ) الآية ١٠٩ سورة هود ؛ (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً) الآية ٤ سورة التوبة.

١١٤

النّقض : نقض البناء (١) قال تعالى : (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها)(٢).

وقوله : (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ)(٣) قال ابن عرفة : أى أثقله حتّى جعله نقضا ، وهو الذى أتعبه السّفر والعمل فنقض لحمه. وقال الأزهرىّ : أثقله حتّى سمع نقيضه ، أى صوته.

والنّقض بالتحريك ، والنّقيض : صوت المحامل والرّحال ، قال :

شيّب أصداغى فهنّ بيض

محامل لقدّها نقيض (٤)

يقال : سمعت نقيض [النسع (٥)] والرّحل إذا كان جديدا. وقال اللّيث : النّقيض صوت المفاصل والأصابع والأضلاع. ونقيض المحجمة صوت مصّ الحجّام إيّاها :

وأنقضت العقاب والدّجاج : صوّتت ، قال ذو الرمّة :

كأنّ أصوات من إيغالهنّ بنا

أواخر الميس إنقاض الفراريج (٦)

أى كأنّ أصوات أواخر الميس من إيغالهنّ بنا إنقاض الفراريج ، أى أنّ رحالهم جدد.

والمناقضة فى القول : أن يتكلّم بما يتناقض معناه. والتّناقض : خلاف التّوافق (٧). والانتقاض : الانتكاث.

__________________

(١) فى المفردات : النقض : انتثار العقد من البناء والحبل والعقد ، وهو ضد الإبرام ، يقال : نقض البناء والحبل والعقد ، وقد انتقض. وعبارة المصنف فى القاموس. النقض فى البناء والحبل والعهد وغيره ضد الإبرام.

(٢) الآية ٩٢ سورة النحل.

(٣) الآية ٣ سورة الشرح.

(٤) الرجز فى اللسان والتاج (نقض). وقدها : سيورها التى تشد بها وهى تؤخذ من جلد فطير غير مدبوغ.

(٥) تكملة من التاج عن العباب.

(٦) اللسان (نقض) ـ ديوان ذى الرمة : ٧٦ (ق / ٩ : ٢٥).

الميس : الرحل. إيغالهن : سيرهن ، والإيغال أيضا : الإمعان فى السير.

(٧) كذا فى العباب. ويراد به المراجعة والمراددة.

١١٥

٤٩ ـ بصيرة فى نقم ونكب ونكث

النّقمة والنّقمة والنّقمة ككلمة وكلمة وكلمة : المكافأة بالعقوبة والجمع : نقم ونقم ونقمات.

ونقم منه ، ونقم كضرب وعلم ، نقما وتنقّاما ، وانتقم ، أى عاقبه. وقيل : أنكره (١) إمّا باللّسان / وإما (٢) بالعقوبة ، قال الله تعالى : (وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ)(٣) ، وقال تعالى : (فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ)(٤).

نكب به : طرحه. ونكب عن الطّريق ينكب نكوبا : عدل ، قال الله تعالى : (عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ)(٥).

والمنكب : مجمع عظم العضد والكتف. والمناكب فى جناح الطّائر : أربع بعد القوادم (٦).

والمنكب من الأرض : الموضع المرتفع ، وقوله تعالى : (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها)(٧) أى فى جبالها ، وقيل : فى طرقها.

والنّكبة : واحده نكبات الدّهر ، وقد نكبته نكبة ، أى هبّت

__________________

(١) جعل الراغب هذا المعنى أصلا لمعنى النقمة.

(٢) فى ا ، ب : أو ، وما أثبتنا هنا عن الراغب.

(٣) الآية ٨ سورة البروج.

(٤) الآيات : ١٣٦ سورة الأعراف ، ٧٩ سورة الحجر ، ٢٥ سورة الزخرف.

(٥) الآية ٧٤ سورة المؤمنين.

(٦) القوادم : أربع أو عشر ريشات فى مقدم الجناح ، الواحدة : قادمه.

(٧) الآية ١٥ سورة الملك.

١١٦

عليه هبوب النكباء ، وهى الرّيح الناكبة تنكب عن مهابّ الرّياح (١) القوّم.

والنّكب فى الرّياح أربع : فنكباء الصّبا والجنوب تسمّى الأزيب ، ونكباء الصّبا والشّمال تسمّى النّكيباء ، صغّروها وهم يريدون تكبيرها لأنّهم يستبردونها جدّا ، ونكباء الشّمال : الدّبور (٢) قرّة تسمّى الجربياء ، وهى نيّحة (٣) الأزيب ؛ ونكباء الجنوب والدّبور حارّة وتسمى الهيف ، وهى نيّحة النكيباء ، لأنّ العرب تناوح بين هذه النكب كما ناوحوا بين القوّم من الرّياح.

النّكث بالكسر : أن تنقض أخلاق (٤) الأخبيّة والأكسية لتغزل ثانية.

ونكث العهد والحبل فانتكث ، أى نقضه فانتقض.

والنّكيثة : خطّة (٥) صعبة ينكث (٦) فيها القوم.

__________________

(١) فى ا : رياح القوم ، والتصويب من الصحاح.

(٢) فى ا ، ب : الجنوب والتصويب من الصحاح.

(٣) نيحة الأزيب : التى تناوحها أى تقابلها.

(٤) أخلاق الأخبية : البالى منها.

(٥) خطة : أمر شديد.

(٦) ينقضون العهود وينصرفون عن عزائمهم.

١١٧

٥٠ ـ بصيرة فى نكح ونكد

النّكاح : الوطء ، وقد يكون العقد ، تقول : نكحتها ، ونكحت هى ، أى تزوّجت. وهى ناكح فى بنى فلان ، أى ذات زوج منهم. واستنكحها بمعنى نكحها ، وأنكحها ، أى زوّجها.

ورجل نكحة كهمزة : كثير النّكاح.

[النّكح](١) والنّكح : كلمة كانت العرب تزوّج (٢) بها.

والنّكاح استعمل فى القرآن بمعان :

الأوّل : بمعنى بلوغ الصّبىّ : (وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ)(٣) أى الحلم (٤).

وبمعنى العطاء والهبة : (إِنْ أَرادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَها خالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)(٥) ، وكان النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يجوز له النّكاح بلفظ الهبة.

وبمعنى الصّحبة والمجامعة : (حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ)(٦) أى تجامع.

وبمعنى التّزويج والتزوّج : (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ)(٧) ، أى لا تزوّجوهنّ ، (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ)(٨) أى زوّجوهنّ ، (فَانْكِحُوا ما طابَ

__________________

(١) سقط فى ا.

(٢) فى الصحاح : تتزوج بها.

(٣) الآية ٦ سورة النساء.

(٤) الحلم : الإدراك وبلوغ مبلغ الرجال.

(٥) الآية ٥٠ سورة الأحزاب.

(٦) الآية ٢٣٠ سورة البقرة.

(٧) الآية ٢٢١ سورة البقرة.

(٨) الآية ٣٢ سورة النور.

١١٨

لَكُمْ مِنَ النِّساءِ)(١) أى تزوّجوا بهنّ.

نكد عيشهم ، بالكسر ، ينكد نكدا : اشتدّ. ونكدت الرّكيّة : قلّ ماؤها. قال الله تعالى : (وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً)(٢) أى قليل النّزل والرّيع ، وهذا مثل لقلوب الكافرين.

ورجل نكد ونكد ، أى عسر ، وقوم أنكاد ومناكيد.

ونكدنى فلان حاجتى أى منعنى إيّاها. وعطاء منكود : نزر قليل.

__________________

(١) الآية ٣ سورة النساء.

(٢) الآية ٥٨ سورة الأعراف.

١١٩

٥١ ـ بصيرة فى نكر

النّكرة : ضدّ المعرفة. وقد نكرت الرّجل بالكسر نكرا ونكورا ، وأنكرته واستنكرته ، كلّه بمعنى. قال الأعشى (١) :

وأنكرتنى وما كان الّذى نكرت

من الحوادث إلّا الشّيب والصّلعا (٢)

وقد نكّره فتنكّر ، أى غيّره فتغيّر إلى مجهول. والمنكر واحد المناكير. [وأصل الإنكار أن يرد على القلب ما لا يتصوّره وذلك ضرب من الجهل](٣) قال تعالى : (فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ)(٤) ، وقال تعالى : (فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)(٥). وقد يستعمل ذلك فيما ينكر (٦) باللسان ، وسبب الإنكار باللسان الإنكار بالقلب ، لكن ربّما ينكر اللسان الشىء وصورته فى القلب حاضرة (٧) ، ويكون [فى](٨) ذلك كاذبا. وعلى هذا قوله تعالى : (يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها)(٩).

والمنكر : كلّ فعل تحكم العقول الصّحيحة بقبحه أو تتوقّف / فى استقباحه العقول فتحكم الشّريعة بقبحه ، وإلى (١٠) هذا القصد فى قوله تعالى :

__________________

(١) قال يونس حدثنى أبو عمرو بن العلاء أنه صنع هذا البيت وأدخله فى شعر الأعشى (الأغانى ٣ : ١٤٣).

(٢) البيت فى اللسان والصحاح (نكر) ، الصبح المنير البيت الثانى من القصيدة ١٢.

(٣) تكملة من المفردات يقتضيها السياق وربط الآية بما قبلها.

(٤) الآية ٧٠ سورة هود.

(٥) الآية ٥٨ سورة يوسف.

(٦) فى ا ، ب : منكرا ، وما أثبتناه عن المفردات لوضوحه.

(٧) فى المفردات : حاصلة.

(٨) تكملة من المفردات.

(٩) الآية ٨٣ سورة النمل.

(١٠) فى التاج نقلا عن البصائر : ومن هذا قوله تعالى.

١٢٠