تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٢

تفسير مقاتل بن سليمان - ج ٢

المؤلف:


المحقق: عبدالله محمود شحاته
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٧٩٧

(قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا) يعنى سوءا (وَلا نَفْعاً) يعنى فى الآخرة (إِلَّا ما شاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ) وقت يقول : لكل أجل وقت لأنه سبقت الرحمة الغضب (إِذا جاءَ أَجَلُهُمْ) يعنى وقت العذاب (فَلا) (١) (يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) ـ ٤٩ ـ يقول لا يؤخر عنهم ساعة ولا يصيبهم قبل الوقت (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً) يعنى صباحا (أَوْ نَهاراً ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ) ـ ٥٠ ـ (أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ) يعنى قول القرآن (آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ) حين لم تنفعكم (وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ) يعنى بالعذاب (تَسْتَعْجِلُونَ) ـ ٥١ ـ (ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) يعنى كفروا (ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) ـ ٥٢ ـ من الشرك يقول : جزاء الشرك جهنم (٢).

(وَيَسْتَنْبِئُونَكَ) يقول يسألونك (أَحَقٌّ هُوَ)؟ يعنى العذاب الذي تعدنا به ، ويقال القرآن الذي أنزل إليك أحق هو؟ (قُلْ إِي وَرَبِّي) يعنى نعم وإلهى (إِنَّهُ) يعنى العذاب (لَحَقٌ) يعنى لكائن (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) ـ ٥٣ ـ يعنى بسابقىّ بأعمالكم الخبيثة فى الدنيا قبل الآخرة ، قوله : (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ) كافرة (ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ) مالا (لَافْتَدَتْ بِهِ) نفسها يوم القيامة من عذاب جهنم (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ) يعنى حين رأوا العذاب (وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) يعنى بالعدل وصاروا إلى جهنم بشركهم وصار المؤمنون إلى الجنة بإيمانهم (وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ـ ٥٤ ـ قوله : (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يقول هو رب من فيهما (أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) أن من وحده أثابه الجنة ومن كفر به عاقبه بالنار (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٥٥ ـ يعنى من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار وواحد

__________________

(١) (فَلا) : فى الأصل «لا».

(٢) فى أ : يقول الشرك جهنم ، ل : يقول جزاء الشرك جهنم.

٢٤١

إلى الجنة ، ثم أخبر بصنيعه ليوحد ، فقال : (هُوَ يُحيِي) من النطف (وَيُمِيتُ) من بعد الحياة فاعبدوا من يحيى ويميت (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) ـ ٥٦ ـ من بعد الموت فيجزيكم فى الآخرة (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ) يعنى بينة (مِنْ رَبِّكُمْ) وهو ما بين الله فى القرآن (وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ) من الكفر والشرك (وَ) هذا القرآن (هُدىً) من الضلالة (وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) ـ ٥٧ ـ لمن أحل حلاله ، وحرم حرامه (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ) يعنى القرآن (وَبِرَحْمَتِهِ) الإسلام (فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) معشر المسلمين [١٦٧ ا](هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) ـ ٥٨ ـ من الأموال. فلما نزلت هذه الآية قرأها النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مرات.

(قُلْ) لكفار قريش ، وخزاعة ، وثقيف ، وعامر بن صعصعة ، وبنى مدلج ، والحارث (١) ابني عبد مناة ، قل لهم : (أَرَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ) يعنى البحيرة ، والسائبة ، والوصيلة ، والحام ، (فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً) يعنى حرمتم منه ما شئتم (وَحَلالاً) يعنى وحللتم منه ما شئتم (قُلْ آللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ) ـ ٥٩ ـ (وَما ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ) فى الدنيا (عَلَى اللهِ الْكَذِبَ) فزعموا أن له شريكا (يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) حين لا يؤاخذهم عند كل ذنب (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) ـ ٦٠ ـ هذه النعم (وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ) (٢) (وَما تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً) يعنى إلا وقد علمته قبل أن تعملوه

__________________

(١) فى أ : والحرث.

(٢) فى أ : (وَما تَكُونُ فِي شَأْنٍ ...) إلى قوله (... عَلَيْكُمْ شُهُوداً).

وفى ل : ذكر نص الآية ، فالمثبت من آية ٦١ من : ل.

٢٤٢

(إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) وأنا شاهدكم يعنى إذ تعملونه (وَما يَعْزُبُ) يعنى وما يغيب (عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ) يعنى وزن ذرة (فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) ـ ٦١ ـ يعنى اللوح المحفوظ (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) أن يدخلوا جهنم (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ـ ٦٢ ـ أن يخرجوا من الجنة أبدا (الَّذِينَ آمَنُوا) يعنى صدقوا (وَكانُوا يَتَّقُونَ) ـ ٦٣ ـ الكبائر (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) الرؤيا الصالحات (وَفِي الْآخِرَةِ) إذا خرجوا من قبورهم (لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ) يعنى لوعد الله أن من اتقاه ثوابه الجنة ومن عصاه عقابه النار (ذلِكَ) البشرى (١) (هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ـ ٦٤ ـ (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) يا محمد يعنى أذاهم (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ) يعنى إن القوة لله (جَمِيعاً) فى الدنيا والآخرة (هُوَ السَّمِيعُ) لقولهم (الْعَلِيمُ) ـ ٦٥ ـ بهم (أَلا إِنَّ لِلَّهِ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ) يقول هو ربهم وهم عباده ، ثم قال : (وَما يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ) يعنى يعبدون (مِنْ دُونِ اللهِ شُرَكاءَ) يعنى الملائكة (إِنْ يَتَّبِعُونَ) يعنى ما يتبعون (إِلَّا الظَّنَ) يعنى ما يستيقنون بذلك (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) ـ ٦٦ ـ الكذب ثم دل على نفسه بصنعه ليعتبروا فيوحدوه ، فقال : (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ) يعنى لتأووا فيه من نصب النهار (وَالنَّهارَ مُبْصِراً) ضياء ونورا لتتغلبوا فيه لمعايشكم (إِنَّ فِي ذلِكَ) يعنى فى هذا (لَآياتٍ) يعنى لعلامات (لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) ـ ٦٧ ـ المواعظ (قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) فنزه نفسه عن ذلك (٢) ، فقال : (سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُ) أن يتخذ ولدا (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا)

__________________

(١) هكذا فى : أ ، ل ، ذلك اسم إشارة للمذكر ، البشرى مؤنثة فلعله ضمنها معنى التبشير.

(٢) فى أ : فنزه عن ذلك ، ل : فنزه نفسه عن ذلك.

٢٤٣

يقول فعندكم حجة بما تزعمون أنه له ولد (أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) ـ ٦٨ ـ (قُلْ) يا محمد (إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) ـ ٦٩ ـ يعنى لا يفوزون إذا صاروا إلى النار (مَتاعٌ فِي الدُّنْيا) يعنى بلاغ فى الحياة الدنيا (ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ) [١٦٨ أ] فى الآخرة (ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ) ـ ٧٠ ـ بقولهم إن الملائكة ولد الله. (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ) يعنى واقرأ عليهم (نَبَأَ نُوحٍ) يعنى حديث نوح (إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ) يعنى عظم عليكم (مَقامِي) يعنى طول مكثي فيكم (وَتَذْكِيرِي بِآياتِ اللهِ) يعنى تحذيرى إياكم عقوبة الله (فَعَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ) يعنى بالله احترزت (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) وآلهتكم (ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً) يعنى سوءا (ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَ) يعنى ميلوا إلى (وَلا تُنْظِرُونِ) ـ ٧١ ـ يعنى ولا تمهلون (فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ) يعنى عصيتم (فَما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ) يعنى من جعل (إِنْ أَجْرِيَ) يعنى ثوابي (إِلَّا عَلَى اللهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ـ ٧٢ ـ يعنى من الموحدين (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ) من المؤمنين (فِي الْفُلْكِ) يعنى السفينة (وَجَعَلْناهُمْ خَلائِفَ) فى الأرض من بعد نوح (وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) يعنى بنوح وما جاء به (فَانْظُرْ) يا محمد (كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) ـ ٧٣ ـ يعنى المحذرين (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ) يعنى من بعد نوح (رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ) ثم أخبر بعلمه فيهم ، فقال : (فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا) يعنى ليصدقوا (بِما كَذَّبُوا بِهِ) يعنى العذاب (مِنْ قَبْلُ) نزول العذاب (كَذلِكَ نَطْبَعُ) يعنى هكذا نختم (عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ) ـ ٧٤ ـ يعنى الكافرين (ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ) من بعد الأمم (مُوسى وَهارُونَ

٢٤٤

إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ بِآياتِنا) يعنى بعلاماتنا : اليد والعصا (فَاسْتَكْبَرُوا) يعنى فتكبروا عن الإيمان (وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ) ـ ٧٥ ـ يعنى كافرين (فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا) يعنى موسى وما جاء به من الآيات (قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ) (١) ـ ٧٦ ـ يعنى بين (قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِ) اليد والعصا (لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ) ـ ٧٧ ـ فى الدنيا والآخرة (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا) يعنى لتصدنا (عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا) يعنى عما كانت آباؤنا تعبد (وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ) يعنى موسى وهارون : الكبرياء يعنى الملك (فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ) ـ ٧٨ ـ يعنى بمصدقين (وَقالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ ساحِرٍ عَلِيمٍ) ـ ٧٩ ـ (فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) ـ ٨٠ ـ يعنى الحبال والعصى (فَلَمَّا أَلْقَوْا) الحبال والعصى سحروا أعين الناس (قالَ مُوسى ما جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللهَ سَيُبْطِلُهُ) يعنى إن الله سيدحضه ويقهره (إِنَّ اللهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) ـ ٨١ ـ يعنى إن الله لا يعطى أهل الكفر والمعاصي الظفر (وَيُحِقُّ اللهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) يقول يحق الله الدين بالتوحيد والظفر لنبيه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) ـ ٨٢ ـ (فَما آمَنَ لِمُوسى) يعنى فما صدق لموسى (إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ) يعنى أهل بيت أمهاتهم من بنى إسرائيل وآباؤهم من القبط [١٦٨ ب](عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ) «يعنى ومن معه الأشراف من قومه (٢)» الأبناء (٣) (أَنْ يَفْتِنَهُمْ) يعنى أن يقتلهم

__________________

(١) فى أ : «ما هذا» إلا (لَسِحْرٌ مُبِينٌ).

(٢) ما بين الأقواس «...» ساقط من : ل.

(٣) تطلق الأبناء على الرؤساء والسادة وكان الفرس يلقبون بأبناء الأبناء أى أبناء الأحرار والسادة قال الشاعر يمدح سيف بن ذى يزن :

حتى أتى ببني الأبناء يقدمهم

تخالهم فوق متن الأرض أجبالا

٢٤٥

(وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعالٍ فِي الْأَرْضِ) يعنى جبارا فى الأرض (وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ) ـ ٨٣ ـ يعنى المشركين.

(وَقالَ مُوسى يا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا) يعنى احترزوا (إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ) ـ ٨٤ ـ يعنى إن كنتم مقرين بالتوحيد (فَقالُوا عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ـ ٨٥ ـ يعنى الذين كفروا يقول ولا تعذبهم من أجلنا ، يقول إن عذبتهم فلا تجعلنا لهم فتنة (وَنَجِّنا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) ـ ٨٦ ـ.

(«حدثنا (١)» عبيد الله قال : سمعت أبى عن الهذيل فى قوله : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) قال : سمعت أبا صالح (٢) يقول : ربنا لا تظفرهم بنا فيظنوا أنهم على حق وأنا على باطل. قال : سمعته مرة أخرى يقول : لا تختبرنا ببلاء فيشمت بنا أعداؤنا من ذلك وعافنا منه. قال : وسمعته (٣) مرة أخرى يقول : لا تبسط لهم فى الرزق وتفتنا بالفقر فنحتاج إليهم فيكون ذلك فتنة لنا ولهم (٤)).

(وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُما) بنى إسرائيل (بِمِصْرَ بُيُوتاً) يعنى مساجد (وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) يقول اجعلوا مساجدكم قبل المسجد الحرام (وَأَقِيمُوا) فى تلك البيوت (الصَّلاةَ) لمواقيتها (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ٨٧ ـ (وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً) يعنى الملك (وَأَمْوالاً) يعنى أنواع الأموال (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ)

__________________

(١) زيادة ليست فى : أ ، والأثر الاتى كل ساقط من : ل.

(٢) أبا صالح : هو الهذيل فالأثر يرويه عبيد الله بن ثابت عن أبيه عن الهذيل.

(٣) فى أ : وسمعت.

(٤) الأثر السابق بين القوسين (...) : ساقط من : ل.

٢٤٦

يعنى إنما أعطيتهم ليشكروا ولا يكفروا بدينك (١). قال موسى : (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ) قال هارون : آمين (وَاشْدُدْ) يعنى اختم (عَلى قُلُوبِهِمْ) قال هارون : آمين (فَلا يُؤْمِنُوا) يعنى فلا يصدقوا (حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) ـ ٨٨ ـ فإذا رأوا العذاب الأليم آمنوا ولم يغن عنهم (٢) شيئا (قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما) إلى الله فصار الداعي والمؤمن شريكين (وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ) يعنى طريق (الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) ـ ٨٩ ـ بأن الله وحده لا شريك له ـ يعنى أهل مصر (وَجاوَزْنا بِبَنِي إِسْرائِيلَ الْبَحْرَ) بيان ذلك فى طه (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً وَلا تَخْشى) (٣) لا تخاف أن يدركك فرعون ، ولا تخشى أن تغرق (فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً) ظلما (وَعَدْواً) يعنى اعتداء (حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ) يعنى صدقت وذلك حين غشيه الموت (أَنَّهُ) (٤) (لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ) يعنى بالذي صدقت به بنو إسرائيل من التوحيد (وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) ـ ٩٠ ـ فأخذ جبريل ـ عليه‌السلام ـ كفا من حصباء البحر فجعلها فى فيه (٥) ، فقال : (آلْآنَ) عند الموت تؤمن (وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ)

__________________

(١) وفى الجلالين (لِيُضِلُّوا) فى عاقبته (عَنْ سَبِيلِكَ) دينك.

(٢) فى أ ، ل : لم يغن.

(٣) سورة طه : ٧٧.

(فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ) تفسيرها مضطرب فى أ ، ل.

(٤) فى أ : يعنى صدقت (أَنَّهُ) وذلك حين غشيه الموت (لا إِلهَ إِلَّا ...) ، والمثبت من : ل.

(٥) فى حاشية أ : عاب فى الكشاف هذا الرأى وقال كلاما حاصله : كيف يليق أن يمنع السيد جبريل شخصا يريد الإيمان من الإيمان.

٢٤٧

[١٦٩ ا] أى قبل نزول العذاب (وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) ـ ٩١ ـ يعنى من العاصين (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ) وذلك أنه لما غرق القوم قالت بنو إسرائيل : إنهم لم يغرقوا فأوحى الله إلى البحر فطفا بهم على وجهه فنظروا إلى فرعون على الماء فمنذ يومئذ إلى يوم القيامة تطفوا الغرقى على (١) الماء ، فذلك قوله : (لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) يعنى لمن بعدك إلى يوم القيامة آية يعنى علما (وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آياتِنا) يعنى عجائبنا وسلطاننا (لَغافِلُونَ) ـ ٩٢ ـ يعنى لاهون (وَلَقَدْ بَوَّأْنا) يعنى أنزلنا (بَنِي إِسْرائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ) منزل صدق وهو بيت المقدس (وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ) يعنى المطر والنبت (فَمَا اخْتَلَفُوا) يعنى أهل التوراة والإنجيل فى نبوة محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (حَتَّى جاءَهُمُ الْعِلْمُ) حتى بعثه الله ـ عزوجل ـ فلما بعث كفروا به وحسدوه (إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) (٢) (فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) ـ ٩٣ ـ (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ) يا محمد (مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) عبد الله بن سلام وأصحابه ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عند ذلك لا أشك ولا أسأل بعد ، أشهد أنه الحق من عند الله (لَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ) ـ ٩٤ ـ يعنى من المشركين فى القرآن بأنه جاء من الله ـ تعالى.

ثم حذر النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأوعز إليه حين قالوا : إنما يلقنه الري (٣) على لسانه ، فقال : (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ) يعنى

__________________

(١) مرد ذلك إلى تفاعلات فسيولوجية فى جسم الغريق يطفو بسببها على وجه الماء بعد فترة من زمن الغرق ولا يمنع أن يكون الله هو الذي أحكم تدبير هذه التفاعلات الفسيولوجية حتى يعثر الناس على جثة الغريق.

(٢) فى أ : القيامة القيامة.

(٣) الري : الشيطان ، وفى أ : الرويا ، وفى ل : الري.

٢٤٨

القرآن كما كذب به كفار مكة (فَتَكُونَ مِنَ الْخاسِرِينَ) ـ ٩٥ ـ ثم قال (١) : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ) يعنى وجبت عليهم كلمة العذاب يقول : أى سبقت لهم الشقاوة من الله ـ عزوجل ـ فى علمه (لا يُؤْمِنُونَ) ـ ٩٦ ـ يعنى لا يصدقون (وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) ـ ٩٧ ـ كما سألوا «فى» (٢) بنى إسرائيل (حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ...) إلى آخر الآيات (٣).

وكقوله (٤) (فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ) (٥) قال : كل شيء فى القرآن فلولا : فهلا (٦) إلا ما فى يونس (٧) وهود (٨).

__________________

(١) فى أ : وفى ل : فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عند ذلك لا أشك ولا أسأل بل أشهد أنه الحق فقال : (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ ...).

(٢) ساقطة من : أ ، ومثبتة فى : ل.

(٣) فى أ ، ل : إلى آخر الآية.

والسياق يقتضى إلى آخر الآيات ، وهي الآيات ٩٠ ، ٩١ ، ٩٢ ، ٩٣ من سورة الإسراء وتمامها : (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ، أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً ، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً».

(٤) فى أ : كقوله.

(٥) سورة هود : ١١٦.

(٦) أى معنا فهلا.

(٧) يشير إلى الآية ٩٨ من سورة يونس : (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ).

(٨) يشير إلى الآية ١١٦ من هود : (فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ).

٢٤٩

(فَلَوْ لا كانَتْ) (١) (قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها) : الإيمان عند نزول العذاب (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا) يعنى صدقوا وتابوا وذلك أن قوم يونس ـ عليه‌السلام ـ لما نظروا إلى العذاب فوق رءوسهم على قدر ميل وهم فى قرية تسمى نينوى (٢) من أرض الموصل تابوا ، فلبس (٣) المسوح بعضهم ، ونثروا الرماد على رءوسهم وعزلوا الأمهات من الأولاد والنساء من الزواج ثم عجوا إلى الله فكشف الله عنهم العذاب (كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) ـ ٩٨ ـ إلى منتهى آجالهم فأخبرهم يا محمد ، أن التوبة لا تنفعهم عند نزول العذاب (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ) (٤) (مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) ـ ٩٩ ـ هذا منسوخ نسختها آية السيف فى براءة (٥). ثم دل على نفسه بصنعه ليعتبروا فيوحدوه فقال : (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) يعنى أن تصدق بتوحيد الله حتى بأذن الله فى ذلك (وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ) يعنى الإثم (عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ) ـ ١٠٠ ـ ثم وعظ كفار مكة فقال : (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ) يعنى الشمس ، والقمر ، والنجوم ، والسحاب ، والمطر (وَالْأَرْضِ) والجبال ، والأشجار ، والأنهار ، والثمار ، والعيون ، ثم أخبر عن علمه فيهم فقال : (وَما تُغْنِي الْآياتُ) يعنى العلامات

__________________

(١) فى أ : «فلو كانت». وفى حاشية أ : التلاوة (فَلَوْ لا).

(٢) فى أ : نينون ، م : نينوى ، ل : نينون.

(٣) فى أ : فلبسوا ، ل : فلبس.

(٤) فى أ : إلى قوله «... مؤمنين».

(٥) ليس معنى آية السيف الإكراه على الدين ، فلا تعارض بينها وبين هذه الآية ، وبالتالى فليست ناسخة لها.

٢٥٠

(وَالنُّذُرُ) يعنى الرسل (عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) ـ ١٠١ ـ ثم خوفهم بمثل عذاب الأمم الخالية فقال : (فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ) يعنى قوم نوح ، وعاد ، وثمود ، والقرون المعذبة ، (قُلْ فَانْتَظِرُوا) الموت (إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) ـ ١٠٢ ـ بكم العذاب (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا) معهم (كَذلِكَ) يعنى هكذا (حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ١٠٣ ـ فى الآخرة من النار وفى الدنيا بالظفر (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي) الإسلام (فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) من الآلهة (وَلكِنْ أَعْبُدُ اللهَ) يعنى أوحد الله (الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ـ ١٠٤ ـ يعنى المصدقين (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً) يعنى مخلصا (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ـ ١٠٥ ـ بالله (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ) يعنى ولا تعبد مع الله إلها غيره (ما لا يَنْفَعُكَ) يقول ما إن احتجت إليه لم ينفعك (وَلا يَضُرُّكَ) يعنى فإن تركت عبادته فى الدنيا لا يضرك وإن لم تعبده (فَإِنْ فَعَلْتَ) فعبدت غير الله (فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ) ـ ١٠٦ ـ يعنى من المشركين ، ثم خوفه ليتمسك بدين الله (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ) يعنى بمرض (فَلا كاشِفَ لَهُ) لذلك الضر (إِلَّا هُوَ) يعنى الرب نفسه (وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ) بعافية وفضل (فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ) يعنى فلا دافع لقضائه (يُصِيبُ بِهِ) بذلك الفضل (مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ـ ١٠٧ ـ (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) يعنى القرآن (فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَ) عن إيمان بالقرآن (فَإِنَّما)

٢٥١

(يَضِلُّ عَلَيْها وَما أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) ـ ١٠٨ ـ نسختها آية السيف (١) (وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ) يعنى الحلال والحرام ثم أوعز إلى نبيه ـ عليه‌السلام ـ ليصبر على تكذيبهم إياه وعلى الأذى فقال : (وَاصْبِرْ) يا محمد على الأذى (حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) ـ ١٠٩ ـ فحكم الله عليها بالسيف فقتلهم ببدر. وعجل الله أرواحهم إلى النار فصارت منسوخة نسختها آية السيف «(٢)».

* * *

__________________

(١ ، ٢) لا نسخ فى الآية ١٠٨ ولا فى الآية ١٠٩.

* * *

فقد أمر ـ عليه‌السلام ـ بتبليغ دعوته لأهل مكة بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمر بالصبر والتحمل.

وهذه مرحلة من مراحل الدعوة ناسبها التبليغ والاحتمال.

وفى مرحلة المدينة : أمر المسلمون بالدفاع عن أنفسهم.

فلما وقف مشركو العرب فى طريق الدعوة وكونوا قوة لصد الناس عنها أمر المسلمون بقتال مشركي العرب خاصة.

فالأمر إما تدرج فى التشريع ، أو تخصيص للعام ، لا نسخا.

٢٥٢

سورة هود

٢٥٣
٢٥٤

(١١) سورة هود مكّيّة

وآياتها ثلاث وعشرون ومائة

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (١) أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (٢) وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (٣) إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٤) أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٥) وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (٦) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ

٢٥٥

إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ ما يَحْبِسُهُ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحاقَ بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٨) وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْناها مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُسٌ كَفُورٌ (٩) وَلَئِنْ أَذَقْناهُ نَعْماءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ (١٠) إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١١) فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ ما يُوحى إِلَيْكَ وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّما أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (١٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٣) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٤) مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ (١٥) أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٦)

٢٥٦

أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١٧) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (١٨) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ (١٩) أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَما كانُوا يُبْصِرُونَ (٢٠) أُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢١) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (٢٢) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٣) مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٤) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ

٢٥٧

عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ (٢٧) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (٢٨) وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٩) وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣٠) وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٣١) قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٣٢) قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (٣٣) وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٣٤) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (٣٥)

٢٥٨

وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٣٧) وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ (٣٨) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ (٣٩) حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (٤٠) وَقالَ ارْكَبُوا فِيها بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (٤١) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبالِ وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ (٤٢) قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (٤٣) وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٤) وَنادى نُوحٌ رَبَّهُ فَقالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي

٢٥٩

وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ (٤٥) قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (٤٦) قالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٤٧) قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (٤٨) تِلْكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيها إِلَيْكَ ما كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (٤٩) وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (٥٠) يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (٥١) وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (٥٢) قالُوا يا هُودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (٥٣) إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٥٤) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (٥٥)

٢٦٠