الصلاة خير من النوم شرعة أم بدعة

السيد علي الشهرستاني

الصلاة خير من النوم شرعة أم بدعة

المؤلف:

السيد علي الشهرستاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة المؤمل الثقافية
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٨٠
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

كما فيه النعمان بن راشد الجزري ، قال علي بن المديني : ذكر يحيى بن سعيد القطان النعمان بن راشد فضعفه جدّاً .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عنه فقال : مضطرب الحديث روى أحاديث مناكير .

وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين : ضعيف ، وكذلك قال عباس الدوري عن يحيى ، وقال في موضع أخر : ليس بشي وقال البخاري : في حديثه وهم كثير ، وهو صدوق في الأصل (١) ...

وأدخله البخاري في كتابه « الضعفاء » ... وقال النسائي : ضعيف كثير الخلط ، وقال في موضع آخر أحاديثه مقلوبة (٢) .

ثالثا : سنوضح لاحقا بأن المحفوظ عن ابن محيريز هو عدم ثبوت التثويب في الأذان لا التثويب .

رابعاً : عرفت فيما سبق بأن الشافعي يشكك في كل الأخبار التي حكيت عن أبي محذورة في التثويب .

الإسناد السابع

شرح معاني الآثار : حدثنا علي ، قال ثنا الهيثم بن خالد بن يزيد ، قال ثنا أبو بكر بن عياش ، عن عبد العزيز بن رفيع ، قال : سمعت أبا محذورة ، قال : كنت غلاماً صبياً ، فقال لي رسول الله : قل الصلاة خير من النوم ، الصلاة خير من النوم .

______________________

(١) تهذيب الكمال ٢٩ : ٤٤٥ ـ ٤٤٩ ، ضعفاء العقيلي ٤ : ٢٦٨ / ت ١٨٧٥ .

(٢) المصدر السابق .

٢٠١
 &

قال أبو جعفر : فلما علم رسول الله ذلك أبا محذورة كان ذلك زيادة على ما في حديث عبد الله بن زيد ووجب استعمالها ، وقد استعمل ذلك أصحاب رسول الله من بعده (١) .

شرح مشكل الآثار : وحدثنا علي بن معبد ، حدثنا الهيثم بن خالد بن يزيد ، حدثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع ، قال : سمعت أبا محذورة يقول : كنت غلاما صبيا فقال لي النبي : قل الصلاة خير من النوم (٢) .

المعجم الكبير : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي والحسين بن إسحاق التستري قالا ، ثنا يحيى الحماني ، ثنا أبو بكر بن عياش ، ثنا عبد العزيز بن رفيع قال سمعت أبا محذورة يقول : كنت غلاما صبيا فأذنت بين يدي النبي يوم حنين فلما انتهيت إلى حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، قال لي النبي : الحق الصلاة خير من النوم (٣) .

المناقشة

لم يثبت عن رسول الله أنّه قال لأبي محذورة الحق (الصلاة خير من النوم) بعد حيّ على الفلاح ، وقد شكّ الشافعي في ذلك فقال : ( ... ولا أحب التثويب في الصبح ولا غيرها ، لان أبا محذورة لم يحك عن النبي أنّه أمره بالتثويب ، فأكره الزيادة في الأذان ، وأكره التثويب بعده) (٤) هذا أولاً .

______________________

(١) شرح معاني الآثار لأحمد بن محمد بن سلمه ١ : ١٣٧ .

(٢) شرح مشكل الآثار للطحاوي ١٥ : ٣٦١ / ح ٦٠٧٨ .

(٣) المعجم الكبير ٧ : ١٧٥ .

(٤) الأم ١ : ١٠٤ ، وأنظر المجموع ٣ : ٩٩ .

٢٠٢
 &

وثانياً : إن ما جاء في المعجم الكبير يخالف ما رواه الحافظ ابو علي العلوي من طريق [ ابن هارون عن ] يحيى بن الحميد الحماني ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي محذورة قال النبي الحق فيها حي على خير العمل .

وقد علق محمد سالم عزّان في كتابه (حي على خير العمل) على هذه الرواية الأخيرة بالقول :

وهذه دعوى ينقصها الدليل ، إذ ترجيح رواية الحضرمي على رواية ابن هارون يحتاج إلى مرجح مقبول ، خصوصا وأنّه قد روي من طرق عدة أن جملة (الصلاة خير من النوم) لم تضاف إلى الأذان إلّا في أيام عمر بن الخطاب ، وعلى ذلك رواية الإمام مالك في المؤطا (١) .

ومن الثابت المعلوم عند الجميع أنّ الإمام مالك حينما قال : (بلغنا أنّ عمر قال لمؤذّنيه) كان لا يريد تشويه سمعت عمر والتنقيص من منزلته عن المسلمين ، بل أنّه أراد الأشارة إلى حقيقة تاريخية وقف عليها ، ليس إلّا .

وبهذا فقد اتّضح لك أنّ الروايات التي فيها التثويب أغلبها ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها بعكس التي ليس فيها التثويب والتي ستأتي بعد قليل ، فهي أصحّ إسناداً من التي ورد فيها التثويب .

ولأجل ذلك شك الشافعي في نسبة المحكي عن أبي محذورة عن النبي في التثويب ، ومع ذلك ترى أتباعه يعملون على خلاف فتوى إمامهم .

أجل ، إنّ الروايات الخالية من التثويب قد وردت في الكتب المعتمدة والصحاح

______________________

(١) حي على خير العمل لعزام : ٢٣ .

٢٠٣
 &

مثل صحيح مسلم والكنى والأسماء له ، وسنن أبي داود السجستاني ، وسنن ابن ماجة ، ومسند الطيالسي ، وسنن الترمذي ، وسنن الدارمي ، وللنسائي في المجتبى والسنن الكبرى له ، ومسند أبي عوانة ، وصحيح ابن خزيمة ، وصحيح ابن حبان ، والمعجم الكبير ، والمعجم الأوسط ، ومسند الشاميين ـ كلها للطبراني ـ ، وشرح معاني الآثار لأحمد بن محمد بن سلمة ، والآحاد والمثاني للضحاك ، ومسند ابن أبي شيبة ، وغيرها من الكتب المعتمدة التي مرّ التخريج .

علما بأن في بعض تلك الروايات جاء ذكر الأذان مفصلاً لكن مع ذلك ليس فيها جملة (الصلاة خير من النوم) .

وفي اُخرى جاء مجملاً ، كأن يقول أبو محذورة مثلاً : علمني رسول الله الأذان تسعة عشر حرفا والإقامة سبعة عشر حرفاً ، ومع ذلك ليس فيه التثويب ، فنحن نفسر الروايات المجملة طبقاً لما فسّروه عن أبي محذورة وأن أذانه كان فيه الترجيع دون التثويب .

لكن سؤالنا هو : إذا كان في أذانه التثويب للزم أن يكون واحد وعشرون حرفا لا تسعة عشر حرفاً حسبما حكوه عن أبي محذورة في روايات أخرى .

وإليك الآن نصوص تلك الروايات لتقف بنفسك على حقيقة ما نقوله .

٢٠٤
 &



مرويات أبو محذورة التي ليس فيها التثويب

١ ـ عامر الأحول عن مكحول عن عبد الله بن محيريز :

مصنف ابن أبي شيبة : حدثنا أبو بكر قال نا عفان ، نا همام بن يحيى عن عامر الأحول ان مكحولاً حدثه ان عبد الله بن محيريز حدثه ان أبا محذورة حدثه قال علمني النبي الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة :

الأذان : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمّدا رسول الله ، أشهد أن محمّدا رسول الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمّدا رسول الله ، أشهد أن محمّدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله (١) .

______________________

(١) مصنف ابن أبي شيبة ١ : ١٨٥ / ح ٢١١٩ وفي مسند ابن أبي شيبة ٢ : ٣٣٠ / ح ٨٢٨ نا عفان قال : نا سلام عن يحيى عن عاصم الأحول ان مكحولاً حدثه ان عبد الله بن محيريز حدثه أن أبا محذورة حدثه قال علمني رسول الله‏ الأذان تسع عشرة كلمة و ...

وفي مسند الطيالسي (ت ٢٠٤ هـ) حدثنا يونس قال حدثنا أبو داود ، قال حدثنا همام عن عامر الأحول عن مكحول عن بن أبي محذورة عن أبيه قال علمني رسول الله‏ الأذان تسعة عشر حرفا ...

٢٠٥
 &

وفي مسند أحمد : حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ثنا عفان ، ثنا همام ، ثنا عامر الأحول ، حدثني مكحول : أن عبد الله بن محيريز حدثه أن أبا محذورة حدثه أن رسول الله علمه الأذان تسعة عشر كلمة والإقامة سبع عشر كلمة ، الأذان : الله أكبر ، ... (١) .

وفي سنن الدارمي : أخبرنا سعيد بن عامر عن همام عن عامر الأحول عن مكحول عن بن محيريز عن أبي محذورة : ان رسول الله امر نحوا من عشرين رجلاً فأذنوا فأعجبه صوت أبي محذورة فعلمه الأذان : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ... (٢) .

وفي صحيح مسلم : حدثني أبو غسان المسمعي مالك بن عبد الواحد وإسحاق بن إبراهيم ، قال أبو غسان : حدثنا معاذ ، وقال إسحاق ، أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الدستوائي وحدثني أبي عن عامر الأحول عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة : ان نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علمه هذا الأذانّ : الله أكبر ، أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمّدا رسول الله ، أشهد أن محمّدا رسول الله ، حي على الصلاة مرتين ، حي على الفلاح مرتين ، زاد إسحاق الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله (٣) .

وفي الكنى والأسماء لمسلم بن الحجاج القشيري : حدثنا همام أن عامر الأحول

______________________

(١) مسند أحمد ٣ : ٤٠٩ / ح ١٥٤١٨ ، وكذا في مسند أحمد ٦ : ٤١٠ / ح ٢٧٢٩٣ ، حدثنا عبد الله حدثني أبي ، ثنا عبد الصمد ، قال ثنا همام ...

(٢) سنن الدارمي ١ : ٢٩١ الباب ٧ / ح ١١٩٦ و ١١٩٧ عن أبي الوليد الطيالسي وحجاج بن المنهال قال حدثنا همام ...

(٣) صحيح مسلم ١ : ٢٨٧ ـ الباب ٣ / ح ٣٧٩ .

٢٠٦
 &

حدثه أن مكحولاً الشامي حدثه أن عبد الله بن محيريز حدثه : أن أبا محذورة حدثه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة (١) .

وفي سنن أبي داود : حدثنا الحسن بن علي ، ثنا عفان وسعيد بن عامر وحجاج ، والمعنى واحد ، قالوا : ثنا همام ، ثنا عامر الأحول ، حدثني ، مكحول : أن ابن محيريز حدثه أن أبا محذورة حدثه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علمه الأذان تسع عشرة كلمة ، والإقامةُ سبع عشرة كلمة : الأذان : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ... كذا في كتابه في حديث أبي محذورة (٢) .

وفي سنن ابن ماجة : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عفان ، ثنا همام بن يحيى ، عن عامر الأحول ، أن مكحولاً حدثه ، أن عبد الله بن محيريز حدثه ، أن أبا محذورة حدثه ، قال : علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأذان تسع عشرة كلمة . والإقامة سبع عشرة كلمة ، الأذان : « الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ... (٣) .

وفي سنن الترمذي : حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، حدثنا عفان ، حدثنا همام عن عامر بن عبد الواحد الأحول عنه مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علمه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح (٤) .

______________________

(١) الكنى والأسماء ١ : ١٥٧ / ح ٣١١ .

(٢) سنن أبي داود ١ : ١٣٧ / ح ٥٠٢ .

(٣) سنن ابن ماجة ١ : ٢٣٥ / ح ٧٠٩ وهو نحو حديث مسلم ، ذكر فيه عدد فصول الأذان والإقامة وأيضاً قول : الله‏ أكبر اربعا ، ومثله في مصنف ابن أبي شيبة .

(٤) سنن الترمذي ١ : ٣٦٧ / ح ١٩٢ .

٢٠٧
 &

وفي الآحاد والمثاني للضحاك : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا عفان ، ثنا همام عن عامر الأحول ، نا مكحول أنّ عبد الله بن محيريز حدثه عن أبي محذورة قال علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأذان تسع عشرة والإقامة سبع عشرة كلمة الآذان الله أكبر ، الله أكبر ، فذكر نحوه (١) .

وفي المجتبى للنسائي : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن عامر الأحول عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة قال علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأذان فقال الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ... (٢) .

كانت هذه بعض طرق روايات عامر الأحول عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة وهي موجودة أيضا في المنتقى لابن الجارود (٣) .

وصحيح بن خزيمة (٤) ، ومسند أبي عوانة (٥) ، والأوسط لابن المنذر (٦) ، وشرح معاني الآثار (٧) ، وصحيح ابن حبان (٨) ، والمعجم الكبير (٩) ، ومسند الشاميين (١٠) كلاهما

______________________

(١) (أي حديث ابن جريج عن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة عن ...) الآحاد والمثاني للضحاك ٢ : ٩٥ / ح ٧٩٢ .

(٢) سنن النسائي المجتبى ٢ : ٤ / ح ٦٣١ . والسنن الكبرى له ١ : ٤٩٧ / ح ١٥٩٥ .

(٣) المنتقى لابن الجارود ١ : ٥٠ / ح ١٦٢ .

(٤) صحيح ابن خزيمة ١ : ١٩٥ / ح ٣٧٧ .

(٥) مسند أبي عوانة ١ : ٢٧٥ / ح ٩٦٤ .

(٦) الأوسط لابن المنذر ٣ : ٤٩١ / ح ١١١٩ .

(٧) شرح معاني الآثار لأحمد بن محمد بن سلمة ١ : ١٣٠ .

(٨) صحيح ابن حبان ٤ : ٥٧٧ / ح ١٦٨١ .

(٩) المعجم الكبير ٧ : ١٧٠ / ح ٦٧٢٨ .

(١٠) مسند الشاميين ٣ : ٢٣٦ / ح ٢١٦٠ و ٣ : ٢٣٧ / ح ٢١٦١ و ٤ : ٣٦٠ / ح ٣٥٥٧ و ٤ : ٦٠ / ح ٣٥٥٨ و ٤ : ٣٦٠ / ح ٣٥٥٩ .

٢٠٨
 &

للطبراني ، وشعار أصحاب الحديث لابن إسحاق الحاكم (١) ، وسنن الدارقطني (٢) ، والفوائد (٣) ، وحلية الأولياء (٤) ، والمسند المستخرج على صحيح مسلم (٥) كلاهما لابي نعيم الاصبهاني ، ومعرفة السنن والآثار (٦) ، والسنن الكبرى كلاهما للبيهقي (٧) .

ولم تر في إحدي منها ورود جملة (الصلاة خير من النوم) لان كون الأذان تسعة عشر ، يعني وجود الترجيع في أذان أبي محذورة دون التثويب ، وقد جئنا سابقاً بكلام الحنابلة والأحناف في ردّ ما قالوه ، وأنّ أذان عبد الله بن زيد ليس فيه الترجيع والتثويب وهو مقدّم على أذان أبي محذورة .

وإذا كان الأمر كذلك ـ وهو كذلك ـ فكيف ينسبون حكاية التثويب على لسان أبي محذورة ! ولا يأخذون بكلام الإمام الشافعي في الجديد .

٢ ـ ابن جريج عن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة

وإليك الآن طريق آخر يروى عن عبد الله بن أبي محيريز مذكور في مصادر مهمة أخرى مثل : جزء ابن جريج (ت ١٥٠ هـ) ، ومسند الإمام الشافعي ، وكتابه الأم ،

______________________

(١) شعار أصحاب الحديث : ٣٩ ـ ٤٠ .

(٢) سنن الدارقطني ١ : ٢٣٧ / ح ٣ و ١ : ٢٣٨ و ١ : ٢٤٣ / ح ٤٣ .

(٣) الفوائد لتمام الرازي ٢ : ١٥٩ / ح ١٤١٩ .

(٤) حلية الأولياء ٥ : ١٤٧ .

(٥) المسند المستخرج على صحيح مسلم لابي نعيم الاصبهاني ٢ : ٤ / ح ٨٣٥ .

(٦) معرفة السنن والآثار للبيهقي ١ : ٤٢٣ / ح ٥٥٨ .

(٧) السنن الكبرى للبيهقي ١ : ٣٩٢ ـ الباب ٧٠ / ح ١٧١٣ و ١ : ٤١٦ ـ الباب ٩٩ / ح ١٨٢٢ وح ١٨٢٣ .

٢٠٩
 &

ومسند أحمد ، وسنن ابن ماجة ، وسنن ابي داود ، والمجتبى للنسائي ، والآحاد والمثاني للضحاك ، وصحيح ابن خزيمة ، ومعجم الطبراني وغيرها وليس في أحدى من هذه المصادر جملة : الصلاة خير من النوم وإليك نصوصها :

جزء ابن جريج : حدثنا محمد ، نا روح ، نا ابن جريج ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة ، أن عبد الله بن محيريز ، أخبره وكان ، يتيما في حجر أبي محذورة بن معير حين جهزه إلى الشام ، قال فقلت لأبي محذورة : أي عم ، إني خارج إلى الشام وأخشى أن أسأل عن تأذينك ، فأخبرني .

قال : نعم ، خرجت في نفر فكنا ببعض طريق حنين ، فأذّن مؤذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالصلاة عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسمعنا صوت المؤذن ونحن متنكبين ، فصرخنا نحكيه ونستهزئ به ، قال : فسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الصوت فأرسل إلينا ، إلى أن وقفنا بين يديه ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أيكم الذي سمعتُ صوته قد ارتفع ؟

فأشار القوم إلي ، فأرسلهم كلهم وحبسني ، فقال : قم فأذن بالصلاة ، فقمت ، ولا شيء أكره إلي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا مما يأمرني به ، فقمت بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فألقى علي التأذين هو نفسه فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمّدا رسول الله ، أشهد أن محمّدا رسول الله ، « ثم قال » : ارجع فامدد من صوتك ، وقل : أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن محمّدا رسول الله ، أشهد أن محمّدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله ، ثمّ دعاني حين قضيت التأذين ، فأعطاني صرة من فضة .

٢١٠
 &

ثمّ وضع يده على ناصية أبي محذورة ، ثم أمرها على وجهه ، ثم من بين يديه على كبده ، ثم بلغت يد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سرة أبي محذورة ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « بارك الله فيك ، وبارك عليك » .

فقلت : يا رسول الله ، مرني بالتأذين بمكة ، فقال : قد أمرتك به ، وذهب كل شيء كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من كراهة ، وعاد ذلك كله محبة لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقدمت على عتاب بن أسيد ، عامل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة ، فأذنت معه بالصلاة عن أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخبرني ذلك من أدركت من أهلي ممن أدرك أبا محذورة على نحو ما أخبرني عبد الله بن محيريز (١) .

وليس في هذا النَّصّ جملة : « الصلاة خير من النوم » على رغم طول الخبر وذكر تفاصيل الحادثة .

وفي مسند الشافعي : قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك ابن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز أخبره وكان يتيما في حجر أبي محذورة حين جهزه إلى الشام قال فقلت لأبي محذورة ... (٢) إلى آخره .

وفي الاُم : بنفس الاسناد ، إلّا أن فيه : فسمعنا صوت المؤذن ونحن متكئون فصرخنا نحكيه ونستهزئ به ... فقمت ولا شيء أكره إليَّ من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا مما أمرني به ... ، فقال : قل الله أكبر ، الله أكبر ، ... وفيهما زيادة : في قول ابن جريج :

______________________

(١) جزء ابن جريج ١ : ٦٩ .

(٢) مسند الشافعي : ٣٠ ـ ٣١ .

٢١١
 &

فأخبرني ذلك من أدركت من أهل أبي محذورة على نحو مما أخبرني ابن محيريز ، وأدركت إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة يؤذن كما حكى ابن محيريز ، (قال الشافعي) وسمعته يحدث عن أبيه عن ابن محيريز عن أبي محذورة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله معنى ما حكى ابن جريج (١) .

قلت :

هذا الحديث وما سبقه يضعف ما روي عن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة قبل قليل في التثويب ، لأن الثابت عن ابن محيريز في الصحاح عدم ثبوت التثويب عنه ، كما أن الإمام الشافعي شك بأن يكون رسول الله قد أمر أبا محذورة بالتثويب .

وعليه يكون معنى قول الشافعي أنّه أدرك إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة يؤذن كما أنّه سمع إبراهيم بن عبد العزيز يحدّث عن أبيه ، عن ابن محيريز الأذان الخالي من التثويب .

وفي مسند أحمد : حدثنا عبد الله ، حدثني أبي ، ثنا روح بن عبادة ، ثنا بن جريج ومحمد بن بكر أن ابن جريج قال : أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة انّ عبد الله بن محيريز أخبره وكان يتيماً في حجر أبي محذورة قال روح بن معين ولم يقله ابن بكر حين جهزه إلى الشام قال فقلت لأبي محذورة ... الحديث (وفيه التثنية والترجيع من دون التثويب) (٢) .

______________________

(١) الأُم ١ : ٨٤ .

(٢) مسند أحمد ٣ : ٤٠٩ / ح ١٥٤١٧ .

٢١٢
 &

وفي ابن ماجة : حدثنا محمد بن بشار ، ومحمد بن يحيى ، قالا : ثنا أبو عاصم ، أنبأنا ابن جريج . أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة ، عن عبد الله بن محيريز ، وكان يتيماً في حجر أبي محذورة بن معير ، حين جهزه إلى الشام . فقلت لأبي محذورة : أي عم ! إنّي خارج إلى الشام ، وإني أسأل عن تأذينك . فأخبرني أن أبا محذورة قال : ... (مثله) (١) .

قال في الزوائد : هذا الحديث ثابت في غير صحيح البخاري . لكن في رواية المصنف زيادة ، وإسنادها صحيح ، ورجالها ثقات .

وفي سنن أبي داود : حدثنا محمد بن بشار ، ثنا أبو عاصم ، ثنا ابن جريج ، أخبرني ابن عبد الملك بن أبي محذورة ـ يعني عبد العزيز ـ عن ابن محيريز ، عن أبي محذورة ، قال : ... (مثله لكنه رواه مختصراً) (٢) .

وفي المجتبى للنسائي : قال أخبرنا إبراهيم بن الحسن ويوسف بن سعيد واللفظ له قالا : حدثنا حجاج عن بن جريج قال : حدثني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أنّ عبد الله بن محيريز أخبره وكان يتيماً في حجر أبي محذورة حتّى جهزه إلى الشام قال قلت لأبي محذورة : إنّي خارج إلى الشام وأخشى أن أسأل عن تأذينك فأخبرني أنّ أبا محذورة قال : ... (٣) .

وفي السنن الكبرى له : أنبأ سويد بن نصر قال : أنبأ عبد الله عن همام بن يحيى

______________________

(١) سنن ابن ماجة ١ : ٢٣٤ / ح ١٥٤١٧ .

(٢) سنن أبي داود ١ : ١٣٧ / ح ٥٠٣ . وانظر : أخبار مكة للفاكهي ٢ : ١٣٨ / ح ١٣١٠ ، والآحاد والمثاني للضحاك ٢ : ٩٣ / ح ٧٩١ .

(٣) المجتبى للنسائي ١ : ٤٩٧ .

٢١٣
 &

عن عامر بن عبد الواحد ، قال : ثنا مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة أنّ رسول الله صلى الله عليه واله علمه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة عدهن أبو محذورة تسع عشرة وسبع عشرة (١) .

وفي صحيح ابن خزيمة : أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو عاصم أخبرنا ابن جريج أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة عن عبد الله بن محيريز ، وحدثناه يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، نا روح نا ابن جريج أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أنّ عبد الله بن محيريز أخبره وكان يتيماً في حجر أبي محذورة ابن معير حين جهزه إلى الشام ، فقلت لأبي محذورة : إنّي خارج إلى الشام وإنّي أسأل عن تأذينك فذكر الحديث بطوله ... إلا أن بندارا قال في الخبر من أول الأذان وألقى علي رسول الله صلى الله عليه واله التأذين هو نفسه ، فقال قل : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ثمّ ذكر بقية الأذان مثل خبر مكحول عن بن محيريز ولم يذكر اشتراط وزاد في الحديث زيادة كثيرة قبل ذكر الأذان وبعده ، وقال الدورقي قال في أوّل الأذان : الله أكبر ، الله أكبر ، وباقي حديثه مثل لفظ بندار وهكذا رواه روح عن بن جريج عن عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال في أول الأذان : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لم يقله أربعاً قد خرجته في باب التثويب في أذان الصبح . ورواه أبو عاصم وعبد الرزاق عن ابن جريج وقالا في أول الأذان : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، قال أبو بكر فخبر ابن أبي محذورة ثابت صحيح من جهة النقل .

______________________

(١) السنن الكبرى للنسائي ١ : ٤٩٧ .

٢١٤
 &

قلت : حديث عبد العزيز بن عبد الملك الذي رواه الدورقي عنه ليس فيه التثويب على خلاف حديث عثمان بن السائب الذي رواه أيضاً الدورقي عنه ففيه التثويب .

وفي شرح معاني الآثار : قال حدثنا علي بن شيبة وعلي بن معبد قالا : ثنا روح قال : ثنا بن جريج قال : أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أنّ عبد الله بن محيريز حدثه وكان يتيماً في حجر أبي محذورة قال أخبرني أبو محذورة : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له قم فأذن بالصلاة فقمت بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فألقى علي التأذين هو بنفسه ، ثمّ ذكر مثل التأذين الذي في الحديث الأول (١) .

قال أبو جعفر (الطحاوي) : فذهب قوم إلى هذا فقالوا هكذا ينبغي أن يؤذن ، وخالفهم آخرون في موضعين : أحدهما ابتداء الأذان ، فقالوا : ينبغي أن يقال في أول الأذان : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، واحتجوا في ذلك بما حدثنا أبو بكرة وعلي بن عبد الرحمن ، واللفظ لأبي بكرة ، قالا : ثنا عفان بن مسلم الصفار ، قال : ثنا همام بن يحيى ، قال : ثنا عامر الأحوط ، قال : حدثني مكحول أن عبد الله بن محيريز حدثه أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علمه الأذان تسع عشرة كلمة الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ثمّ ذكر بقية الأذان على ما في الحديث الأول .

ذكر الشافعي في القديم حديث ابن جريج الذي عليه اعتمدت في الحديث ... (٢) .

______________________

(١) يقصد حديث ابن جريج عن عثمان بن السائب الذي مرّ سابقاً ، وفيه ذكر الأذان فقط ، وفيه تكبيرتان بدل أربعة .

(٢) شرح معاني الآثار ، لأحمد بن محمد بن سلمة ١ : ١٣٠ .

٢١٥
 &

وفي صحيح ابن حبان : أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : أخبرنا محمد بن بكر ، قال : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أنّ عبد الله بن محيريز أخبره وكان يتيماً في حجر أبي محذورة حين جهزه إلى الشام قال قلت لأبي محذورة ... (١) (وفيه التربيع والترجيع من دون ذكر التثويب) .

لا أريد أن آتي بكلّ ما رواه ابن جريج عن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة ، بل أردت أن أشير إلى بعض الكتب المهمة التي ذكرت الخبر عنه ، منها : السنن المأثورة (٢) ، والمعجم الكبير (٣) ، وسنن الدارقطني (٤) ، وحلية الأولياء (٥) ، والسنن الكبرى للبيهقي (٦) ، ومعرفة السنن والآثار (٧) ، والاستيعاب (٨) ، ودلائل النبوة للأصبهاني (٩) ، ومصباح الزجاجة للبوصيري (١٠) .

______________________

(١) صحيح ابن حبان ٤ : ٥٧٤ / ح ١٦٨٠ .

(٢) السنن المأثورة ١ : ٢٨٩ .

(٣) المعجم الكبير ٧ : ١٧٢ / ح ٦٧٣١ .

(٤) سنن الدارقطني ١ : ٢٣٣ / ح ١ .

(٥) حلية الأولياء ٥ : ١٤٧ .

(٦) السنن الكبرى للبيهقي ١ : ٣٩٣ / ح ١٧١٤ و ١ : ٤١٩ / ح ١٨٢٧ .

(٧) معرفة السنن والآثار للبيهقي ١ : ٤٢٢ / ح ٥٥٥ ـ ٥٥٦ .

(٨) الاستيعاب ٤ : ١٧٥٢ .

(٩) دلائل النبوة للأصبهاني ١ : ١٧٨ .

(١٠) مصباح الزجاجة ١ : ٨٩ / ح ٢٦٤ .

٢١٦
 &

٣ ـ نافع بن عمر عن عبد الملك بن أبي محذورة عن ابن محيريز

وهناك طريق ثالث مروي عن عبد الله بن محيريز رواه نافع بن عمر الجمحي عن عبد الملك بن أبي محذورة أخبره عن عبد الله بن محيريز الجمحي ، عن أبي محذورة ، أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علمه الأذان يقول : الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله ...

قال المصنّف : ثمّ ذكر مثل أذان حديث ابن جريج عن عبد العزيز بن عبد الملك ومعناه . [ إذ ليس فيه : الصلاة خير من النوم ] .

٤ ـ عثمان بن السائب عن أبيه وأُم عبد الملك عن أبي محذورة

أمّا الذي رواه ابن جريج عن عثمان بن السائب عن أبيه وأم عبد الملك عن أبي محذورة فغالب ما فيها التثويب ، وقد مرت عليك بعض نصوصها ، لكن هناك روايات قليلة ليس فيها التثويب ، مثل هذا الطريق :

شرح معاني الآثار : حدثنا علي بن معبد وعلي بن شيبة قالا : ثنا روح بن عبادة (١) ح وحدثنا أبو بكرة قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا بن جريج ، قال : أخبرني عثمان بن السائب ، قال أبو عاصم في حديثه قال أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي

______________________

(١) هناك ثلاثة طرق مروية عن روح بن عبادة ، وفيها جملة « الصلاة خير من النوم » خلافاً لهذه الرواية : أحدها في شرح معاني الآثار لأحمد بن محمد بن سلمة : حدثنا علي بن معبد ، حدثنا روح بن عبادة ...

والثانية : مروية في السنن الكبرى للبيهقي : ... نا أحمد بن عبد الله النرسي ، نا روح بن عبادة ...

والثالثة : في صحيح ابن خزيمة : ... نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، نا روح ...

٢١٧
 &

محذورة يعني عن أبي محذورة قال روح في حديثه عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال :

علمني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأذان كما تؤذنون الآن الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، أشهد محمّداً رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله .

وقال روح في حديثه : أخبرني عثمان هذا الخبر كلّه عن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنّها سمعت ذلك من أبي محذورة .

وقال أبو عاصم في حديثه : قال وأخبرني هذا الخبر كلّه عثمان بن السائب عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنّهما سمعا ذلك من أبي محذورة (١) .

نصب الراية : قال الحازمي (ت ٥٨٤ هـ) في كتابه (الناسخ والمنسوخ) :

اختلف أهل العلم في هذا الباب فذهبت طائفة إلى أنّ الإقامة مثل الأذان مثنى مثنى وهو قول أبي حنيفة وأهل الكوفة واحتجوا بما أخبرنا .

وأسند عن أحمد بن شعيب ثنا إبراهيم بن الحسن ثنا حجاج عن بن جريج عن عثمان بن السائب قال : أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال : لما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من حنين خرجت عاشر عشرة من أهل مكة اطلبهم ... فعلمني : الله أكبر ، الله أكبر ، الله

______________________

(١) شرح معاني الآثار ١ : ١٣٠ .

٢١٨
 &

أكبر ، الله أكبر ، ... حي على الفلاح ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله . وهذا الخبر (ليس فيه الصلاة خير من النوم) (١) .

أقول :

طرق هذه الأحاديث معلولة بجهالة عثمان بن السائب الذي قال عنه القطان في ترجمته عبائر أمثال : (غير معروف) (لا يعرف) (مجهول الحال) ، وقال الذهبي : « أبيه السائب لا يعرف » .

وأم عبد الملك ليس لها رواية سوى هذه ، ولا يخفى بأنّ عبارة (غير معروف) أو (لا يعرف) أو (مجهول الحال) تعني كون الراوي مجهول العين والشخص .

فجاء في (الشذى الفياح) تعريف ذلك إذ قال : (القسم الثالث : هو مجهول العين ، الذي لم يرو عنه إلّا رواواً واحد ، وفيه خمسة أقوال ، أصحها وعليه الأكثر أنّه لا يقبل ...

وقال أبو الحسن المأربي في (إتحاف النبيل) ومن كان مجهول العين فهو لا يصلح في الشواهد والمتابعات إلّا إذا كثرت الطرق كثرة يترجح لدى الباحث صحّة الحديث وثبوته) (٢) .

فانظر أين يقع حديث ابن جريج عن عثمان السائب عن أبيه عن أم عبد الملك ابن أبي محذورة بعد كل ما قدّمناه ؟!

______________________

(١) نصب الراية ١ : ٢٧٢ .

(٢) الشذى الفياح ١ : ٢٤٨ ، وإتحاف النبيل : ٣٩ .

٢١٩
 &

٥ ـ إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة

وأمّا ما رواه إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده عن أبي محذورة فهو في المصادر الآتية :

سنن الترمذي : حدثنا بشر بن معاذ البصري حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة قال أخبرني أبي وجدي جميعاً عن أبي محذورة : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أقعده وألقى عليه الأذان حرفاً حرفاً ، قال إبراهيم : مِثل أذاننا ، قال بشر فقلت له : أعد علي ، فوصف الأذان بالترجيع .

قال أبو عيسى : حديث أبي محذورة في الأذان حديث صحيح ، وقد روي عنه من غير وجه ، وعليه العمل بمكة ، وهو قول الشافعي .

قال الشافعي في (الأم) : وأدركت إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة يؤذّن كما حكى ابن محيريز .

وكذا في المسند ، قال الشافعي : وأدركت إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك ابن أبي محذورة يؤذن كما حكى بن محيريز وسمعته يحدث عن أبيه عن بن محيريز عن أبي محذورة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله معنى ما حكى بن جريج (١) .

المجتبى للنسائي : أخبرنا بشر بن معاذ قال حدثني إبراهيم وهو ابن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة قال : حدثني أبي عبد العزيز وجدي عبد الملك عن أبي محذورة أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أقعده فألقى عليه الأذان حرفاً حرفاً قال إبراهيم هو مثل أذاننا

______________________

(١) سنن الترمذي ١ : ٣٦٦ ، ٢٧٩ ، والأم ١ : ١٠٤ ، والمسند ١ : ٣١ . وابن محيريز لم يذكر التثويب عند حكايته صيغة الأذان .

٢٢٠