بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٤

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٤

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: محمد علي النجار
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٧

١٩ ـ بصيرة فى لا

/ وهى على ثلاثة أوجه : نافية ، وموضوعة لطلب الترك ، وزائدة.

فأمّا النافية فعلى خمسة أوجه :

أحدها : أن تكون عاملة عمل إنّ. وإنما يظهر نصب اسمها إذا كان خافضا ، نحو : لا صاحب جود ممقوت ، وقول المتنبّى :

فلا ثوب مجد غير ثوب ابن أحمد

على أحد إلّا بلؤم مرقّع (١)

أو رافعا ، نحو : لا حسنا فعله مذموم ؛ أو ناصبا ، نحو : لا طالعا جبلا حاضر ومنه لا خيرا من زيد عندنا ، وقول المتنبّى :

قفا قليلا بها علىّ فلا

أقلّ من نظرة أزوّدها (٢)

والثانى : العاملة عمل ليس ، فمثّلوا بقوله :

من صدّ عن نيرانها

فأنا ابن قيس لا براح (٣)

الوجه الثالث : أن تكون عاطفة ، ولها ثلاثة شروط :

أحدها : أن يتقدّمها إثبات ، نحو : جاء زيد لا عمرو (٤) ؛ أو نداء ، نحو : يا ابن أخى لا ابن عمّى.

الثانى : ألّا تقترن بعاطف.

__________________

(١) من قصيدة فى مدح على بن أحمد الطائى. وانظر الديوان (البرقوقى) ١ / ٤١٢.

(٢) من قصيدة فى مدح محمد بن عبيد الله العلوى. وانظر الديوان ١ / ١٩٦.

(٣) من قصيدة حماسية لسعد بن مالك. وقوله «عن نيرانها» أى عن نيران الحرب. والبراح : الزوال والانتقال ، أى لا أنتقل عن الحرب. وانظر الحماسية ١٦٧ من شرح المرزوقى ، والخزانة ١ / ٢٢٣.

(٤) فى المغنى بعده : «أو أمر كاضرب زيدا لا عمرا».

٤٦١

الثالث : أن يتعاند متعاطفاها ، فلا يجوز جاءنى رجل لا زيد ؛ لأنه يصدق على زيد اسم الرّجل ، بخلاف جاءنى رجل لا امرأة.

قالوا : فإن كان ما بعدها جملة اسميّة صدرها معرفة أو نكرة ولم تعمل فيها ، أو فعلا ماضيا لفظا أو تقديرا ، وجب تكرارها. مثال المعرفة : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ)(١) ؛ ومثال النكرة : (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ)(٢) ، والتكرار هنا واجب بخلاف : (لا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ)(٣) ، ومثال الفعل الماضى : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى)(٤) ، وفى الحديث : «فإنّ المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى (٥)».

الثانى من أوجه لا : أن تكون موضوعة لطلب الترك ، وتختص بالمضارع ؛ نحو : قوله تعالى : (لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ)(٦) ، (لا تَتَّخِذُوا الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ)(٧).

الوجه الثالث : لا الزّائدة للتأكيد ، نحو قوله تعالى : (ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ)(٨) ، وقوله تعالى : (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ)(٩) وتوضّحه (١٠) الآية الأخرى : (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ)(١١).

واختلف فى لا فى مواضع من التنزيل هل هى نافية أو زائدة :

أحدها : قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ)(١٢) فقيل : نافية لما تقدّم منهم من إنكار البعث. وقيل : زائدة لمجرّد التوكيد وتقوية الكلام.

__________________

(١) الآية ٤٠ سورة يس.

(٢) الآية ٤٧ سورة الصافات.

(٣) الآية ٢٣ سورة الطور والتكرار هنا جائز الاحتمال أن تكون لا عاملة عمل ليس.

(٤) الآية ٣١ سورة القيامة.

(٥) من حديث أخرجه البزار عن جابر كما فى الفتح الكبير ١ / ٤٢٥

(٦) الآية ١ سورة الممتحنة.

(٧) الآية ١٤٤ سورة النساء.

(٨) الآيتان ٩٢ ، ٩٣ سورة طه.

(٩) الآية ١٢ سورة الأعراف.

(١٠) فى الأصلين : «توضح» وما أثبت من المغنى.

(١١) الآية ٧٥ سورة ص.

(١٢) صدر سورة القيامة.

٤٦٢

الموضع الثانى : قوله تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً)(١) ، فقيل : لا نافية. وقيل : ناهية ، وقيل : زائدة. والجمع محتمل. وحاصل القول فى الآية : أن (ما) خبريّة بمعنى الذى منصوبة ب (أَتْلُ) ، (و (حَرَّمَ رَبُّكُمْ) صلة ، (و (عَلَيْكُمْ) متعلق ب (حَرَّمَ)(٢)).

الموضع الثالث : قوله تعالى : (وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ)(٣) فيمن فتح الهمز ، فقال الخليل والفارسىّ : لا زائدة ، وإلّا لكان عذرا لهم أى للكفّار. وردّه الزجّاج بأنّها نافية فى قراءة الكسر ، فيجب ذلك فى قراءة الفتح. وقيل : نافية وحذف المعطوف ، أى أو أنهم يؤمنون وقال : الخليل مرّة : (أنّ) (٤) بمعنى لعل. وهى لغة فيه.

الموضع الرابع : (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ)(٥) ، قيل : زائدة. والمعنى : ممتنع على أهل قرية قدّرنا إهلاكهم لكفرهم أنهم يرجعون عن الكفر إلى القيامة. وقيل : نافية ، والمعنى : ممتنع عليهم أنهم لا يرجعون إلى الآخرة.

الموضع الخامس : (ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللهُ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ / كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ وَبِما كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً)(٦) قرئ فى السبع برفع (يأمرُكم) ونصبه. فمن رفعه

__________________

(١) الآية ١٥١ سورة الأنعام.

(٢) لهذا الكلام بقية لا بد منها فى المغنى.

(٣) الآية ١٠٩ سورة الأنعام.

(٤) أى مرة أخرى ، وفى قول آخر.

(٥) الآية ٩٥ سورة الأنبياء.

(٦) الآيتان ٧٩ ، ٨٠ سورة آل عمران.

٤٦٣

قطعه عمّا قبله ، وفاعله ضميره تعالى ، أو ضمير الرسول ، و [لا](١) على هذه القراءة نافية لا غير. ومن نصبه فهو معطوف على (يُؤْتِيَهُ) وعلى هذا (لا) زائدة مؤكّدة لمعنى النفى.

وقوله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا)(٢) قرأ جماعة : (لتصيبنّ) ، وخرّج على حذف ألف (لا) تخفيفا ؛ كما قالوا : أم والله.

وأمّا (لا) فى قوله تعالى : (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(٣) فقيل : نافية ، والتاء لتأنيث اللفظة ، نحو : ربّت وثمّت ، وحرّكت لالتقاء الساكنين. وقيل نافية والتاء زائدة فى أوّل الحين. وقيل : إنما هى كلمة واحدة ، فعل ماض بمعنى نقص ، من قوله تعالى : (لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً)(٤) فإنه يقال : لات يليت ، كما يقال ألت يألت ، وقد قرئ بهما. وقيل : أصلها ليس على زنة أيس ، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، وأبدلت السين تاء.

واختلف فى عمله ، فقال الأكثرون : يعمل عمل ليس ، وقيل : يعمل عمل إنّ : ينصب الاسم ويرفع الخبر ، وقيل : لا يعمل شيئا. فإن وليها مرفوع فمبتدأ محذوف الخبر ، أو منصوب فمعمول لفعل محذوف. والتقدير فى الآية : لا أرى حين مناص. وعلى قراءة الرفع التقدير : لا حين مناص كائن لهم.

وقرئ : (ولات حينِ مناص) بخفض (حين) ، فزعم الفرّاء أن (لات) يستعمل حرفا جارا لأسماء الزمان خاصّة ؛ كما أن مذ ومنذ كذلك. والله أعلم.

__________________

(١) زيادة من المغنى.

(٢) الآية ٢٥ سورة الأنفال.

(٣) الآية ٣ سورة ص.

(٤) الآية ١٤ سورة الحجرات.

٤٦٤

٢٠ ـ بصيرة فى لن وليت (واللات)

لن : حرف نصب ونفى واستقبال ، ولا يفيد توكيد المنفى ، ولا التأبيد ، خلافا للزمخشرى ؛ ولو كانت للتأبيد لم يقيّد منفيّها باليوم فى قوله تعالى : (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)(١) ، ولكان ذكر الأبد فى قوله تعالى : (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً)(٢) تكرارا ، والأصل عدمه.

ويأتى للدّعاء كقوله :

لن يزالوا كذلكم ثم لا زل

ت لهم خالدا خلود الجبال (٣)

ومنه قوله تعالى : (قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ)(٤)

وتلقّى القسم بها وبلم نادر جدا ، كقول أبى طالب :

والله لن يصلوا إليك بجمعهم

حتّى أوسّد فى التراب دفينا (٥)

وقد يجزم بها ؛ كقوله :

* فلن يحل للعينين بعدك منظر*

وليت حرف تمنّ يتعلق بالمستحيل غالبا ؛ كقوله :

فيا ليت الشّباب يعود يوما

فأخبره بما فعل المشيب (٦)

__________________

(١) الآية ٢٦ سورة مريم.

(٢) الآية ٩٥ سورة البقرة.

(٣) نسبه فى جامع الشواهد / ٢٥٠ لأعشى همدان ولم أقف عليه فى شعره بديوان الأعشين.

(٤) الآية ١٧ سورة القصص.

(٥) جامع الشواهد / ٢٩٠

(٦) من قصيدة لأبى العتاهية. وانظر شواهد العينى على هامش الخزانة ٢ / ٢٢٥.

٤٦٥

ويتعلّق بالممكن قليلا : (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)(١) ، (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ)(٢) ، (يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً)(٣)

وحكمه أن ينصب الاسم ـ ويرفع الخبر. قيل : وقد ينصبهما كقوله :

* يا ليت أيام الصبا رواجعا (٤) *

واللات والعزّى صنمان. أصل اللات : اللاه ، فحذفوا منه الهاء ، وأدخلوا لتاء فيه ؛ فأنّثوه ؛ تنبيها على قصوره عن الله تعالى. وجعلوه مختصّا بما يتقرّب به إلى الله فى زعمهم.

__________________

(١) الآية ٢٧ سورة الفرقان.

(٢) الآية ٧٢ سورة النساء.

(٣) الآية ٤٠ سورة النبأ.

(٤) اللسان (ليت) دون عزو.

٤٦٦

٢١ ـ بصيرة فى لكن ولكن

لكنّ ـ مشدّدة ـ : حرف ، تنصب الاسم وترفع الخبر ؛ (وَلكِنَّ اللهَ سَلَّمَ)(١) ، (وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا)(٢) ، ونظائره كثيرة جدّا.

ومعناه الاستدراك ، وهو : أن يثبت لما بعدها حكما مخالفا لحكم ما قبلها. ولذلك لا بدّ أن يتقدّمها كلام مناقض لما بعدها. وقيل : تارة للاستدراك ، وتارة للتوكيد. وقيل : للتوكيد دائما مثل إنّ ، ويصحب التوكيد معنى الاستدراك.

وهى بسيطة عند البصريّين. وقيل : أصلها : لكن إنّ / فطرحت الهمزة للتخفيف ، ونون لكن للساكنين. وقيل : مركّبة من : لا ، والكاف الزائدة ، ولا التشبيهيّة ، وإنّ ، حذفت الهمزة تخفيفا. وقد يحذف اسمها كقوله

فلو كنت ضبيّا عرفت قرابتى

ولكنّ زنجىّ عظيم المشافر (٣)

لكن ساكنة النون حرف ابتداء لا يعمل ، خلافا لجماعة. فإن وليها كلام فهى حرف ابتداء لمجرد الاستدراك ، وليست عاطفة. ويجوز أن يستعمل بالواو نحو قوله تعالى : (وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ)(٤) ، وبدونها نحو قول زهير

إنّ ابن ورقاء لا تخشى بوادره

لكن وقائعه فى الحرب تنتظر (٥)

وإن وليها مفرد فهى عاطفة بشرط أن يتقدّمها نفى أو نهى ، نحو : ما قام زيد لكن عمرو. وقيل : لا يستعمل مع المفرد إلّا بالواو.

__________________

(١) الآية ٤٣ سورة الأنفال.

(٢) الآية ١٠٢ سورة البقرة.

(٣) من أبيات للفرزدق يهجو بها أيوب بن عيسى ، انظر الديوان وجامع الشواهد / ١٩٣

(٤) الآية ٧٦ سورة الزخرف.

(٥) انظر الديوان ٣٠٦.

٤٦٧

٢٢ ـ بصيرة فى لوح ولوذ ولوط ولوم

اللّوح : ما يكتب فيه من الخشب ، ولوح السفينة. وقوله تعالى : (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)(١) استأثر الله بالعلم بكيفيته ، وليس لأحد بحقيقته علم إلّا بقدر ما روى لنا فى الآثار الصّحيحة ، وهو المعبّر عنه بالكتاب فى قوله تعالى : (إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ)(٢) ، والجمع : ألواح قال تعالى : (وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ)(٣). ونظرت إلى ألواحه ولوائحه ، أى إلى ظواهره.

وبه لوح شديد ، أى عطش. ولاح والتاح : عطش. ولاح البرق والنجم وغيرهما ، وألاح ، قال جران العود :

أراقب لوحا من سهيل كأنه

إذا ما بدا من آخر الليل يطرف (٤)

وقال المتلمّس :

وقد ألاح سهيل بعد ما هجعوا

كأنّه ضرم بالكف مقبوس (٥)

ولاحته النّار والسّموم : غيّرته ، وكذا لوّحته. وألاح بسيفه وبثوبه ، ولوّح به : لمع به (٦). ولوّح للكلب برغيف فتبعه. وألاح من الشىء وأشاح : أشفق وحذر. ولاح لى أمرك : ظهر وبرز.

__________________

(١) الآية ٢٢ سورة البروج.

(٢) الآية ١١ سورة فاطر.

(٣) الآية ١٣ سورة القمر.

(٤) الزهرة / ٢٩٤ وانظر ديوانه

(٥) اللسان (لوح)

(٦) أى أشار.

٤٦٨

لاذ به يلوذ لوذا ولواذا ولواذ ولواذا بالحركات الثلاث. وقرأ [يزيد بن (١)] قطيب : (يتسللون منكم لَواذا) (٢) و (لواذا) بالفتح والضّم ، أى لجأ إليه وعاذ به واستتر. قال عمرو بن جميل (٣) :

يريغ شذّاذا إلى شذّاذ

من الرباب دائم التلواذ (٤)

واللوذ أيضا : جانب الجبل ، وما يطيف به. والجمع : ألواذ.

ولاوذ القوم لواذا : لاذ بعضهم ببعض ، ومنه قراءة الجمهور : (يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً)(٥).

قال القطامىّ :

وما ضرّها أن لم تكن رعت الحمى

ولم تطلب الخير الملاوذ من بشر (٦)

أى لا يجىء خيره إلّا بعد كدّ وجهد ، قاله ابن السكيت.

وقال الزجاج فى قوله تعالى : (يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً)(٧) : إنّ معنى اللواذ : الخلاف ، أى يخالفون خلافا. وقال بعضهم : يلاوذونه فرارا منه وتباعدا. وقيل : تستّرا. وكان المنافقون إذا أراد الواحد منهم مفارقة مجلس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لاذ بغيره متستّرا ثم نهض.

لوط النبىّ صلوات الله عليه ينصرف مع العجمة والتّعريف ، وكذلك نوح ، وإنّما ألزموهما الصرف لأن الاسم على ثلاثة أحرف أوسطه ساكن ، وهو على غاية الخفة ، فقاومت خفّته أحد السّببين. واشتقاقه من : لاط

__________________

(١) زيادة من البحر المحيط فى تفسير الآية. وليزيد ابن قطيب ترجمة فى طبقات ابن الجزرى تحت رقم ٣٨٨١.

(٢) الآية ٦٣ سورة النور.

(٣) فى التاج : «حميل» بالحاء المهملة.

(٤) يريغ أى يريد ويميل. وشذاذ القوم : متفرقوهم. وكان على المؤلف أن يذكر من المصادر التلواذ كما فعل فى القاموس.

(٥) الآية ٦٣ سورة النور.

(٦) البيت فى اللسان (لوذ) وفسر الملاوذ : بالقليل ، وانظر الديوان

(٧) الآية ٦٣ سورة النور.

٤٦٩

الشىء بقلبى يلوط ويليط لوطا وليطا. يقال : هو ألوط بقلبى وأليط ، وإنى لأجد له فى قلبى لوطا وليطا ، أى الحب اللازق بالقلب. ولطت الحوض بالطين لوطا : بلّطته به وطيّنته. ولاط يلوط : عمل عمل قوم لوط ، مشتق من لفظ لوط النّاهى عنه ، لا من لفظ المتعاطين له.

اللّوم واللّوماء / واللّومى واللائمة : العذل. لامه لوما وملاما وملامة فهو مليم وملوم. قال تعالى : (فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ)(١) ، وقال : (فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)(٢) ذكر اللوم تنبيها على أنه إذا لم يلاموا لم يفعل بهم ما فوق اللوم. وألام : استحق اللّوم ، أو صار ذا لائمة. قال تعالى : (فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ. وَهُوَ مُلِيمٌ)(٣). وألامه ولوّمه للمبالغة. وقوم لوّام ولوّم وليّم. واستلام إليهم : أتاهم بما يلومونه. وجاء بلومة ولامة : بما يلام عليه. وتلوّم فى الأمر : تمكّث.

وقوله تعالى : (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)(٤) ، قيل : هى النّفس التى اكتسبت بعض الفضيلة فتلوم صاحبها إذا ارتكب مكروها ، فهى دون النفس المطمئنّة ، وقيل : بل هى النفس التى قد اطمأنّت فى ذاتها ، وترشّحت لتأديب غيرها ، فهى النفس المطمئنّة.

__________________

(١) الآية ٢٢ سورة إبراهيم.

(٢) الآية ٦ سورة المؤمنين ، الآية ٣٠ سورة المعارج

(٣) الآية ٤٠ سورة الذاريات.

(٤) الآية ٢ سورة القيامة.

٤٧٠

٢٣ ـ بصيرة فى لون ولؤلؤ وليل (ولين) ولى

اللون : واحد الألوان ينطوى على الأبيض والأسود وما بينهما. وتلوّن الشىء لونا غير اللون الذى كان له. واللون أيضا : النوع.

وقوله تعالى : (وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ)(١) إشارة إلى أنواع الألوان واختلاف الصور التى يختص (بها كلّ إنسان كهيئة) (٢) غير هيئة صاحبه مع كثرة عددهم ؛ وذلك تنبيه على سعة قدرته ، وعدم انحصار تجلّياته. وفلان يأتى بألوان من الأحاديث ، أى بأجناس منها.

اللؤلؤة : الدرّة. والجمع : اللؤلؤ واللآلئ. واللؤلؤة أيضا : البقرة الوحشيّة. قال الفراء : تقول العرب لصاحب اللؤلؤ : لآل مثال ، لعّال ، والقياس لآء مثال لعّاع. واللّئالة مثال الكتابة : حرفته. ولؤلؤان : يشبه اللؤلؤ. وتلألأ البرق : لمع.

الليل معروف. والليلاة لغة فيه ، والجمع : ليال وليائل. وليلة ليلاء بالمدّ وبالقصر : طويلة شديدة ، وقيل : هى أشدّ ليالى الشهر ظلمة ، وقيل : هى ليلة الثلاثين. وليل أليل ولائل ، ومليّل كمعظّم كذلك. وألالوا وأليلوا : دخلوا فى الليل. ولايله ملايلة كياومه مياومة. (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً)(٣).

__________________

(١) الآية ٢٢ سورة الروم.

(٢) فى الراغب : «كل واحد بهيئة».

(٣) صدر سورة الاسراء.

٤٧١

اللّين : ضدّ الخشونة ، واللّيانة ـ بالفتح ـ لغة فيه. لان يلين وتليّن فهو لين وليّن كميت وميّت. أو المخفّفة فى المدح خاصّة ، والجمع لينون وأليناء قال :

هينون لينون أيسار ذوو شرف (١)

قال تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ)(٢).

واللّين يكون على وجهين : لين فى الأجساد ، كلين الشمع والحديد وغيره ؛ ولين فى المعانى ، كلين الطبع ولين القول ، قال تعالى : (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ)(٣) ، وفيه إشارة إلى إذعانهم للحق وقبوله بعد تأبّيهم منه ، وإنكارهم إيّاه.

واللينة : الدّقل (٤) من النخل ، واللّونة لغة فيها ، والجمع : لين. وجمع اللّين : ليان ؛ وقيل : هى الناعمة من النخل ، قال تعالى : (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ)(٥).

واللّىّ واللّوىّ (٦) : الفتل. لواه يلويه : فتله وثناه ، فالتوى وتلوّى. ولوى يده. ولوى رأسه : عبارة عن الإباء. ولوى لسانه بكذا : كناية عن

__________________

(١) عجزه :

* سواس مكرمة أبناء أيسار*

وهو من كلمة للعرندس الكلابى يمدح فيها بنى عمرو الغنويين. والأيسار : جمع يسر وهم القوم يجتمعون على الميسر ويدخلون فيه ، وكان ذلك من أمارات الكرم عندهم. وقوله : «شرف» فى الكامل بشرح رغبة الآمل ٢ / ٣ : «يسر».

(٢) الآية ١٥٩ سورة آل عمران.

(٣) الآية ٢٣ سورة الزمر.

(٤) الدقل : أردأ التمر.

(٥) الآية ٥ سورة الحشر.

(٦) ضبط هكذا كما فى القاموس ، وفى التاج أن هذا الضبط خطأ. والصواب لوى بفتح اللام وسكون الواو.

٤٧٢

الكذب ، قال : (يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ)(١). وفلان لا يلوى على أحد : إذا لم يلتفت فى الهزيمة ، قال تعالى : (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ)(٢)

واللّواء ـ بالمدّ والهمز ـ واللّواى ـ بالياء ـ : العلم ، وقيل : الراية. والجمع : ألوية ، وجمع الجمع : ألويات. وألواه (٣) : رفعه.

واللّوى / بمعنى اللائى جمع التى. واللاءون واللّاءو بمعنى الذين. ولوليتم مدبرين ، أى ولّيتم.

__________________

(١) الآية ٧٨ سورة آل عمران.

(٢) الآية ١٥٣ سورة آل عمران.

(٣) أى ألوى اللواء.

٤٧٣

الباب الخامس والعشرون

فى الكلم المفتتحة بحرف الميم

وهى ، الميم ، ومتع ، ومتن ، ومتى ، ومثل ، ومجد ، ومحص ، ومحق ، ومحل ، ومحن ، ومحو ، ومحز ، ومدّ ، ومدن ، ومرّ ، ومرج ، ومرح : ومرد ، ومرض ، ومرؤ ، ومرى ، ومزج ، ومزن ، ومسّ ، ومسح ، ومسخ ، ومسد ، ومسك ، ومشج ، ومشى ، ومصر ، ومضع ، ومضى ، ومطر ، ومطا ، ومع ، ومعز ، ومعن ، ومقت ، ومكك ، ومكث ، ومكر ، ومكن ، ومكا ، وملا ، ومل ، وملح ، وملك ، وملو ، ومنّ ، ومن ، ومنع ، ومهد ، ومهل ، وموت ، وموج ، ومور ، وميد ، ومير ، وميز ؛ وميل ، وما.

٤٧٤

١ ـ بصيرة فى الميم نفسها

الميم ترد (١) فى الكلام على اثنى عشر وجها :

١ ـ حرف شفوىّ من حروف الهجاء ، يظهر من انطباق الشفتين قرب مخرج الباء. والنسبة ميمىّ. والفعل منه : ميّمت ميما حسنا وحسنة. وجمعه على التذكير : أميام ، وعلى التأنيث : ميمات وميم.

٢ ـ الميم عبارة عن عدد الأربعين فى حساب الجمّل

٣ ـ الميم الأصلىّ ، كما فى : ملح ، ومحل ، ولحم ، وحلم ، وحمل ، ولمح.

٤ ـ ميم التثنية : أنتما ولكما.

٥ ـ ميم الجمع : أنتم ولكم.

٦ ـ الميم المكرّرة ، نحو : عمّ وعمّم

٧ ـ الميم الكافية : التى تكون كناية عن كلمة ؛ نحو : حم ، ح (٢) : حلمه ، م : ملكه. وله نظائر.

٨ ـ ميم المفعول : وتكون مفتوحة ، كميم منصور ومحبوب. ويكون فى مسغبة مضموما فاعلا كان أو مفعولا ؛ نحو مكرم ومكرم.

٩ ـ الميم الزائدة : ومنها ما يكون أوّل الكلمة كمضرب ومثقب ، أو فى وسطها كلبن قمارص ودرع دلامص ، أو فى آخرها نحو زرقم وشدقم.

__________________

(١) فى الأصلين : «تسترد».

(٢) هذا بعض الوجوه فى تفسير حم.

٤٧٥

١٠ ـ الميم المبدلة : من الباء ، نحو : بنات بخر وبنات مخر ؛ أو من الواو ، نحو : فم ، فإن الأصل فوه بدليل أن الجمع أفواه ؛ أو لام التعريف كالحديث «ليس من امبرّ ام صيام فى ام سفر (١)» أو من النون كالبنام فى البنان.

١١ ـ الميم اللغوىّ ، قال اللغويّون : الميم : الخمر ، قال :

إنى امرؤ فى سعة أو محل

أمتزج الميم بماء ضحل

__________________

(١) فى الأصلين عبارة غير واضحة وضعنا بدلا منها الحديث نقلا عن التاج رواية عن البصائر فى هذا الموضوع.

٤٧٦

٢ ـ بصيرة فى متع

متع النهار يمتع ـ كمنع يمنع ـ متوعا : ارتفع. والماتع : الطويل من كل شىء. وحبل ماتع : جيّد الفتل. ونبيذ ماتع : شديد الحمرة. وكل شىء جيّد فهو ماتع. والمتاع : السلعة ، والمتاع : المنفعة ، وما تمتّعت به ، قال المسيّب بن علس :

أرحلت من سلمى بغير متاع

قبل العطاس ورعتها بوداع (١)

أى قبل أن ترى ما تكره (٢). وقال الليث : المتاع من أمتعة البيت : ما (٣) يستمتع به الإنسان فى حوائجه ، وكذلك كل شىء نحوه. والدنيا متاع الغرور.

وقوله تعالى : (مَتاعُ الْحَياةِ)(٤) أى منفعتها التى لا تدوم ، وقال بعض العرب فى امرأته يهجوها على كفران النعمة :

لو جمع الثلاث والرباع

وحنطة الأرض التى تباع

لم تره إلّا هو المتاع

الثلاث والرباع : أحدهما كيل معلوم والآخر وزن معلوم ، يقول : لو جمع لها جميع ما يكال أو يوزن لم تره هذه المرأة إلّا / متعة قليلة.

__________________

(١) مطلع قصيدة له مفضلية.

(٢) وذلك أنهم يتشاءمون بالعطاس.

(٣) فى الأصليين : «مما» ، وما أثبت عن اللسان.

(٤) الآية ٣٥ سورة الزخرف.

٤٧٧

وقوله تعالى : (ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ)(١) ، أى ذهب أو فضة ، (أو متاع) أى حديد وصفر ونحاس ورصاص. والمتعة والمتعة ـ بالضم والكسر ـ : ما يتبلّغ به من الزاد ، والجمع : متع ومتع ، كغرف وكسر.

ومتعة المرأة إذا طلّقها زوجها متّعها متعة فوصلها بشيء من غير أن يكون له لازما ولكن سنّة ، (وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ)(٢). ومتعة التزوّج : كان الرجل يتزوّج المرأة يتمتّع بها أيّاما ثم يخلّى سبيلها ؛ وكان ذلك بمكّة حين حجّ النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة أيام ، ثم حرّمها الله إلى يوم القيامة. كان الرجل يشارط المرأة شرطا على شىء بأجل معلوم ، ويعطيها شيئا فيستحل بذلك فرجها ، ثم يخلّى سبيلها من غير تزويج ولا طلاق.

والمتعة فى الحج : أن يضمّ الرجل عمرة إلى حجّة.

والمتعة والمتاع : اسمان يقومان مقام المصدر الحقيقىّ ، وهو التمتيع. وأمتعه الله بكذا أى متّعه. وقال أبو زيد : أمتعت بالشىء أى تمتّعت به وقوله تعالى : (فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً)(٣) بالتخفيف. وهى قراءة ابن عامر ، أى فأؤخّره. ومتّع الشىء تمتيعا طوّله. ومتّعه الله بكذا ، أى أبقاه وأنسأه إلى أن ينتهى شبابه ، وقوله تعالى : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى)(٤) أى يبقكم بقاء فى عافية إلى وقت وفاتكم ، ولا يستأصلكم بالعذاب كما استأصل أهل القرى الذين كفروا. وقيل :

__________________

(١) الآية ١٧ سورة الرعد.

(٢) الآية ٢٢٦ سورة البقرة.

(٣) الآية ١٢٦ سورة البقرة.

(٤) الآية ٣ سورة هود.

٤٧٨

يعمّركم. والتمتيع : التعمير. ومثله قوله تعالى : (إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ)(١) وقوله : (فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً)(٢) ، وهى قراءة من سوى ابن عامر ، أى فأؤخّره.

واستمتعت بالشىء وتمتّعت بمعنى. وقوله تعالى : (فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ)(٣) ، قال الفرّاء : (٤) رضوا بنصيبهم فى الدنيا من أنصبائهم فى الآخرة ، وفعلتم أنتم كما فعلوا ؛ ونحو ذلك قال الزجّاج. وقوله تعالى : (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ)(٥) أى انتفعتم به من وطئهن. وقوله (٦) تعالى : (رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ)(٧). وقوله : (تَمَتَّعُوا فِي دارِكُمْ)(٨) يقول : تردّدوا ، وقيل : عيشوا عيشا صحيحا ثلاثة أيّام ، وهذا أمر وعيد. والله أعلم.

وقوله تعالى : (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ)(٩) تنبيه على أن لكل إنسان من الدنيا تمتّع مدّة معلومة. وقوله : (قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ)(١٠) تنبيه أن ذلك فى جنب الآخرة غير معتدّ به. وقوله تعالى : (وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ)(١١) أى طعامهم ، وقيل : وعاءهم ، وكلاهما متاع ، وهما متلازمان ؛ فإن الطعام كان فى الوعاء.

وكل موضع فى القرآن ذكر [فيه](١٢) تمتّعوا فى الدنيا فإنما هو على طريق التهدّد ، وذلك لما فيه من معنى التوسّع. والله أعلم.

__________________

(١) الآية ٢٠٥ سورة الشعراء.

(٢) الآية ٢٢٦ سورة البقرة.

(٣) الآية ٦٩ سورة التوبة.

(٤) انظر معانى القران ١ / ٤٤٦.

(٥) الآية ٢٤ سورة النساء.

(٦) لم يذكر خبر هذا المبتدأ.

(٧) الآية ١٢٨ سورة الأنعام.

(٨) الآية ٦٥ سورة هود.

(٩) الآية ٣٦ سورة البقرة.

(١٠) الآية ٧٧ سورة النساء.

(١١) الآية ٦٥ سورة يوسف.

(١٢) زيادة من الراغب.

٤٧٩

٣ ـ بصيرة فى متن ومتى

المتن والمتنة : ما صلب من الأرض وارتفع. والمتن أيضا : الرجل الصلب. ومتن ـ ككرم يكرم ـ : صلب واشتدّ. ومتنا الظهر : مكتنفا الصلب. ويؤنّث. وحبل متين : شديد ، قال الله تعالى : (إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)(١)

متى : سؤال عن الوقت. قال الله تعالى : (مَتى هذَا الْوَعْدُ)(٢) ، وقال (مَتى نَصْرُ اللهِ)(٣). ويكون اسم شرط كقوله :

* متى أضع العمامة تعرفونى* (٤)

وحكى أن هذيلا تقول : جعلته متى كمىّ ، أى وسط كمىّ. وقيل : إنما هى بمعنى من / : أخرجته متى كمىّ ، أى من كمىّ ، وأنشدوا :

شربن بماء البحر ثم ترفّعت

متى لجج خضر لهنّ نئيج (٥)

__________________

(١) الآية ٥٨ سورة الذاريات.

(٢) الآية ٤٨ سورة يونس.

(٣) الآية ٢١٤ سورة البقرة.

(٤) صدره :

* أنا ابن جلا وطلاع الثنايا*

وهو لسحيم بن وثيل الرياحى. وانظر شواهد العينى على هامش الخزانة ٤ / ٣٥٦.

(٥) لأبى ذؤيب الهذلى. وهو فى الحديث عن السحاب. وانظر ديوان الهذليين ١ / ٥٢.

٤٨٠