بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٤

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٤

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: محمد علي النجار
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٧

٣١ ـ بصيرة فى قوب وقوت وقوس

قاب قوس ، وقيب قوس ، وقاس قوس ، وقيس قوس ، وقاد قوس ، وقيد قوس ، وقبى قوس ، وقباء قوس أى قدر قوس. والقاب أيضا : ما بين المقبض والسّية (١) ، ولكل قوس قابان. قال تعالى : (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)(٢) قيل : أراد قابى قوس فقلبه ، والمراد قرب المنزلة. وفى الحديث : «لقاب قوس أحدكم من الجنّة أو موضع قدمه خير من الدّنيا وما فيها».

وعينه واو لثلاثة أوجه. أحدها : أن بنات الواو من المعتلّ العين أكثر من بنات الياء. والثّانى : أن تركيب (ق وب) موجود مستعمل ، دون (ق ى ب). والثالث : أنه علامة يعلم بها المسافة بين الشيئين ، من قولهم : قوّبوا فى هذه الأرض : إذا أثّروا [فيها](٣) بموطئهم ومحلّهم وبدت علامة ذلك.

والقوت : ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام. وما عنده قوت ليلة ، وقيت ليلة ، وقييت (٤) ليلة. وقات أهله يقوتهم قوتا وقياتة ، والأصل قواتة ، صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها. وقتّه فاقتات ، كما تقول : رزقته فارتزق. وفى دعاء النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ اجعل رزق آل

__________________

(١) سية القوس : ما عطف من طرفيها.

(٢) الآية ٩ سورة النجم

(٣) زيادة يقتضيها السياق

(٤) كذا فى الأصلين. والذى فى المعاجم : «قيتة ليلة» ومصغر قوت يجب أن يقال فيه قويت إلا على مذهب للكوفيين.

٣٠١

محمّد قوتا» ، أى مقدارا يمسك به الرمق (١). وهو فى قائت من العيش : فى كفاية. قال تعالى : (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها)(٢).

والمقيت : المقتدر ، كالّذى يعطى كلّ إنسان قوته ، قال الله تعالى : (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً)(٣).

والقوس معروف. وقد تذكّر ، تصغيرها قويسة وقويس ، والجمع : أقواس وقياس وقسىّ ، قال تعالى : (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى)(٤).

__________________

(١) الرمق هنا : القوة.

(٢) الآية ١٠ سورة فصلت

(٣) الآية ٨٥ سورة النساء

(٤) الآية ٩ سورة النجم

٣٠٢

٣٢ ـ بصيرة فى قول

القول : كل لفظ مذل (١) به اللسان ، تامّا كان أو ناقصا ، والجمع : أقوال ، وجمع الجمع : أقاويل ، قال تعالى : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ)(٢). والقول والقال والقيل واحد. وقيل : القول فى الخير ، والقال والقيل فى الشر ، قال :

أبكى إلى الشرق إن كانت منازلهم

ممّا يلى الغرب خوف القيل والقال

وقيل يقال : قال يقول قيلا وقولا وقولة ومقالا ومقالة فيهما ، فهو قائل وقال وقوول وقئول. والجمع : قوّل وقيّل وقالة وقوول وقئول. ونهى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قيل وقال ، وكثرة السّؤال ، وإضاعة المال.

وقال أبو القاسم (٣) الأصفهانى : القول يستعمل على أوجه :

أظهرها : أن يكون للمركّب من الحروف المبرز بالنّطق ، مفردا كان أو جملة. وقد يسمّى الواحد من الاسم والفعل والأداة قولا ؛ كما قد تسمّى القصيدة والخطبة قولا.

الثّانى : يقال للمتصوّر فى النفس قبل الإبراز باللفظ قول ، فيقال : فى نفسى قول لم أظهره ، قال تعالى : (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ)(٤) فجعل ما فى اعتقادهم قولا.

__________________

(١) أى نطق ، يقال : مذل بسره : أفشاه.

(٢) الآية ٤٤ سورة الحاقة

(٣) هو الراغب فى المفردات

(٤) الآية ٨ سورة المجادلة

٣٠٣

الثالث للاعتقاد (١) (كقولك : يقول الشافعى) (٢) رحمه‌الله.

الرابع : يقال للدّلالة على شىء ، كقولك للجدار (٣) المائل يقول : إنّى ساقط. وقال الشاعر : امتلأ الحوض وقال قطنى (٤).

الخامس : يقال للعناية الصّادقة بالشىء ؛ كقولك : فلان يقول بكذا (٥).

السّادس (٦) : فى الإلهام ؛ نحو : (قُلْنا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ)(٧) فإنّ ذلك لم يكن بخطاب ورد عليه فيما روى وذكر ، بل كان إلهاما فسمّاه قولا. وقيل فى قوله تعالى : (قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ)(٨) إن ذلك كان بتسخير من الله تعالى لا بخطاب ظاهر ورد عليهما.

وقوله : (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ)(٩) فذكر أفواههم تنبيها على أن ذلك كذب مقول لا عن صحّة اعتقاد ؛ كما ذكر الكتابة باليد فى قوله : (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ)(١٠).

وقوله : (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ)(١١) أى علم الله تعالى بهم وحكمه عليهم ، كما قال : (وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ)(١٢).

__________________

(١) فى الأصلين. «الاعتقاد» وما أثبت عن الراغب

(٢) فى الراغب : «نحو فلان يقول بقول أبى حنيفة»

(٣) كذا. وقد يكون الأصل : «الجدار»

(٤) بعده.

مهلا رويدا قد ملات بطنى

وانظر الخصائص ١ / ٢٣

(٥) فى الراغب : «كذا»

(٦) ترك السادس فى كلام الراغب وهو الحد عند المنطقيين ، فيقولون : قول الجوهر كذا أى حده.

(٧) الآية ٨٦ سورة الكهف

(٨) الآية ١١ سورة فصلت

(٩) الآية ١٦٧ سورة آل عمران

(١٠) الآية ٧٩ سورة البقرة

(١١) الآية ٧ سورة يس

(١٢) الآية ١٣٧ سورة الأعراف. وورد فى مواطن أخر

٣٠٤

وقوله : (ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ)(١) ، وإنما سمّاه قول الحقّ تنبيها على ما قال : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(٢). وتسميته قولا كتسميته كلمة فى قوله : (وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ)(٣).

وأمّا قوله : (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ)(٤) فمعناه : فى أمر البعث ، فسمّاه قولا ، فإن المقول فيه يسمّى قولا ، كما أنّ المذكور يسمّى ذكرا.

وقوله : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)(٥) نسب القول إلى الرّسول ، وذلك لأنّ القول الصّادر إليك عن رسول يبلّغه إليك عن مرسل له يصحّ أن تنسبه إليه تارة ، وإلى رسوله تارة. وكلاهما صحيح.

وقوله : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ)(٦) لم يرد به القول النطقى فقط ، بل أراد ذلك إذا كان معه اعتقاد وعمل.

وقوله تعالى : (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ)(٧) ، وقوله : (عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ)(٨) المراد بهما القرآن ولهما نظائر.

وقوله : (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)(٩) أمر بوعظهم وتذكيرهم ، والمبالغة فى ذلك.

__________________

(١) الآية ٣٤ سورة مريم. وفى «قَوْلَ الْحَقِّ» قراءتان : قرأ بالنصب عاصم وابن عامر ، وقرأ الباقون بالرفع. وكون «قَوْلَ الْحَقِّ» من صفة عيسى أحد وجهين فى الآية ، والوجه الآخر أن هذا من صفة الكلام والحديث عن عيسى عليه الصلاة والسّلام.

(٢) الآية ٥٩ سورة آل عمران

(٣) الآية ١٧١ سورة النساء

(٤) الآية ٨ سورة الذاريات

(٥) الآية ١٩ سورة التكوير

(٦) الآية ١٥٦ سورة آل عمران

(٧) الآية ٥١ سورة القصص.

(٨) الآيتان ١٧ ، ١٨ سورة الزمر

(٩) الآية ٦٣ سورة النساء

٣٠٥

وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ)(١) يعنى كلمة التوحيد.

وقال لموسى وهارون : (فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً)(٢). وأمر بملاطفة الأقارب وبرّهم ورضخهم (٣) فقال : (فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً)(٤).

__________________

(١) الآيتان ٧٠ ، ٧١ سورة النساء

(٢) الآية ٤٤ سورة طه

(٣) يريد الرضخ لهم. يقال : رضخ له من المال : أعطاه عطاء غير كثير.

(٤) الآية ٨ سورة النساء

٣٠٦

٣٣ ـ بصيرة فى قوم

قام يقوم قوما وقياما وقومة وقامة ، فهو قائم / من قوّم وقيّم ، وقوّام وقيّام ، وقيام. وقاومته (١) قواما : قمت معه.

والقيام على وجوه : قيام بالشخص ، ويكون إمّا بالتسخير نحو : (مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ)(٢) ، وإمّا باختيار نحو قوله : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً)(٣). ويكون بمعنى مراعاة الشىء نحو قوله تعالى : (كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ)(٤). وقوله : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ)(٥) أى حافظ. وقوله : (إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً)(٦) أى ثابتا فى طلبه.

ويكون بمعنى العزم نحو قوله : (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ)(٧). وقوله : (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ)(٨) أى يديمون فعلها ويحافظون عليها.

والقيام والقوام اسم لما يقوم ويثبت به الشىء ؛ كالعماد والسّناد لما يعمد ويسند به.

وقام بمعنى أقام ، قال :

جرى معك الجارون حتى إذا انتهوا

إلى الغاية القصوى جريت وقاموا

أى فهم [تخلّفوا](٩) ولم يدركوا شأوك.

__________________

(١) فى الأصلين : «قاومت» وما أثبت من القاموس

(٢) الآية ١٠٠ سورة هود

(٣) الآية ٩ سورة الزمر

(٤) الآية ٨ سورة المائدة

(٥) الآية ٣٣ سورة الرعد

(٦) الآية ٧٥ سورة آل عمران

(٧) الآية ٦ سورة المائدة

(٨) الآية ٣ سورة البقرة ، والآية ٧١ سورة التوبة

(٩) زيادة يقتضيها المقام

٣٠٧

وورد القيام وما يتصرّف منه على وجوه :

بمعنى أداء الصّلاة : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)(١) ، (أَقامُوا الصَّلاةَ)(٢) ، (يُقِيمُونَ الصَّلاةَ)(٣) ونظائرها. ولم يأمر بالصّلاة حيثما أمر ، ولا مدح بها حيث مدح إلّا بلفظ الإقامة ، تنبيها أنّ المقصود منها توفية شرائطها لا الإتيان بهيئاتها : (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ)(٤) أى وفّقنى لتوفية شرائطها.

وبمعنى إقامة الحدود : (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ)(٥) ، (إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ)(٦).

وبمعنى الاستقامة على سنن العدل : (كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ)(٧).

وبمعنى الأمن : (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ)(٨) ، أى أمنا لهم. وقيل : قواما (٩) ، وقيل : قائما لا ينسخ.

وبمعنى قيام المعيشة : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً)(١٠) ، أى جعله ممّا يقيمكم ويمسككم.

وبمعنى لزوم المنزل فى الحضر : (يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ)(١١).

وبمعنى القيام بالأوامر والنواهى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ)(١٢)

وبمعنى نصب ميزان العدل فى القيامة : (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً)(١٣).

__________________

(١) الآية ٤٣ سورة البقرة وتكرر فى أكثر من موضع

(٢) الآية ٢٧٧ سورة البقرة. وتكرر

(٣) الآية ٣ سورة البقرة. وتكرر

(٤) الآية ٤٠ سورة إبراهيم

(٥) الآية ٢٢٩ سورة البقرة

(٦) الآية ٢٢٩ سورة البقرة

(٧) الآية ٨ سورة المائدة.

(٨) الآية ٩٧ سورة المائدة

(٩) عبارة الراغب : «أى قواما لهم يقوم به معاشهم ومعادهم»

(١٠) الآية ٥ سورة النساء

(١١) الآية ٨٠ سورة النحل

(١٢) الآية ٦٦ سورة المائدة

(١٣) الآية ١٠٥ سورة الكهف

٣٠٨

وبمعنى تحقّق الحساب : (يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ)(١).

وبمعنى قيام القيامة : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ)(٢).

وبمعنى استواء العالم واستقامته بأمره تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ)(٣).

وبمعنى منازل الملائكة : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ)(٤).

وبمعنى قيام الدّين على سنن السّداد : (ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)(٥) ، (قَيِّماً)(٦) ، (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ)(٧).

وبمعنى التهجّد : (آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً)(٨) ، (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً)(٩) ، (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ)(١٠).

وبمعنى القيام فى عرصة العرض : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ)(١١) ، (وَأَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ)(١٢).

وبمعنى كمال الألوهيّة والقدرة : (أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ)(١٣) ، (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ)(١٤) ، وقيل القيّوم : القائم الحافظ لكل شىء ، والمعطى له ما به قوامه.

وبمعنى قيام الرّجال بمصالح النساء : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ)(١٥)

__________________

(١) الآية ٤١ سورة إبراهيم

(٢) الآية ١٢ سورة الروم. وتكرر

(٣) الآية ٢٥ سورة الروم

(٤) الآية ١٦٤ الصافات

(٥) الآية ٣٦ سورة التوبة ، وتكرر

(٦) الآية ٢ سورة الكهف. وهذا فى وصف الكتاب

(٧) الآية ١٠٥ سورة يونس

(٨) الآية ٩ سورة الزمر

(٩) الآية ٢ سورة المزمل

(١٠) الآية ٢٠ سورة المزمل

(١١) الآية ٤٦ سورة الرحمن

(١٢) الآية ٤٠ سورة النازعات

(١٣) الآية ٣٣ سورة الرعد

(١٤) الآية ١١١ سورة طه

(١٥) الآية ٢٤ سورة النساء

٣٠٩

وبمعنى قيام الحاجّ بإتمام المناسك : (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ)(١)

وبمعنى الاهتمام بإبلاغ الرّسالة : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ)(٢) ، (وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ يَدْعُوهُ)(٣).

وبمعنى الملازمة والمداومة : (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً)(٤).

وبمعنى الثبوت : (مِنْها قائِمٌ وَحَصِيدٌ)(٥).

وبمعنى الوقوف : (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)(٦).

/ وبمعنى ضدّ القعود : (وَتَرَكُوكَ قائِماً)(٧) ، (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً)(٨).

وقوله تعالى : (دِينُ الْقَيِّمَةِ)(٩) أى دين الأمّة القائمة بالقسط المشار إليهم بقوله : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ)(١٠). وقوله : (فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ)(١١) إشارة إلى ما فيها من معانى الكتب المنزلة ، فإن القرآن يجمع ثمرة كتب الله المتقدّمة.

والمقام يكون مصدرا ، واسم مكان القيام وزمانه نحو : (إِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقامِي)(١٢) ، (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى)(١٣) ، وقوله : (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ)(١٤).

__________________

(١) الآية ٢٦ سورة الحج

(٢) الآيتان ١ ، ٢ سورة المدثر

(٣) الآية ١٩ سورة الجن

(٤) الآية ٧٥ سورة آل عمران

(٥) الآية ١٠٠ سورة هود

(٦) الآية ٦ سورة المطففين

(٧) الآية ١١ سورة الجمعة

(٨) الآية ١٩١ سورة آل عمران

(٩) الآية ٥ سورة البينة

(١٠) الآية ١١٠ سورة آل عمران

(١١) الآية ٣ سورة البينة

(١٢) الآية ٧١ سورة يونس

(١٣) الآية ١٢٥ سورة البقرة

(١٤) الآية ٣٩ سورة النمل

٣١٠

وقوله تعالى : (لَسْتُمْ عَلى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ)(١). أى توفّوا حقّهما بالعلم والعمل. وقوله : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ)(٢) إلى قوله : (فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ) ، قيل المراد به إقامتها بالإقرار بوجوبها لأدائها.

والمقامة : الإقامة ، قال تعالى : (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ)(٣).

والمقام يقال للمصدر والزّمان والمكان والمفعول. لكن الوارد فى القرآن المصدر نحو قوله : (إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً)(٤) ، وقوله : (لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا)(٥) أى لا مستقر لكم. وقرئ ، (لا مَقام لكم) (٦) من أقام. وقرئ : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ)(٧) بالضمّ (٨) أى فى مكان تدوم إقامتهم فيه. وعذاب مقيم أى دائم. و (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(٩) إشارة إلى ما خصّ به الإنسان من العقل والفهم وانتصاب القامة الدالّة على استيلائه على كل ما فى هذا العالم.

وتقويم الشىء : تثقيفه ، والسّلعة : تثمينها.

والمقامة : الجماعة. قال (١٠) :

* وفيهم مقامات حسان وجوههم*

كأنّهم جعلوا اسم المكان اسما لأهله المقيمين به.

والاستقامة : لزوم المنهج القويم قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ

__________________

(١) الآية ٦٨ سورة المائدة

(٢) الآية ٥ سورة التوبة

(٣) الآية ٢٥ سورة فاطر

(٤) الآية ٦٦ سورة الفرقان

(٥) الآية ١٣ سورة الأحزاب

(٦) هى قراءة حفص

(٧) الآية ٥١ سورة الدخان

(٨) هى قراءة نافع وأبى جعفر

(٩) الآية ٤ سورة التين

(١٠) أى زهير من قصيدة فى مدح هرم بن سنان وعجزه : وأندية ينتابها القول والفعل وانظر الديوان ١١٣

٣١١

ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ)(١) الآية. وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ)(٢) إلى قوله : (يَعْمَلُونَ) ، وقال تعالى لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ)(٣) إلى قوله : (بَصِيرٌ) ، فبيّن أنّ الاستقامة بعدم الطغيان ، وهو مجاوزة الحدود. وقال : (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ)(٤)

وسئل صدّيق الأمّة وأعظمها استقامة أبو بكر الصّديق رضى الله عنه عن الاستقامة فقال : ألّا تشرك بالله شيئا. يريد الاستقامة على محض التوحيد. وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : أن يستقيم على الأمر والنهى ، ولا يروغ روغان الثعلب. وقال عثمان رضى الله عنه : استقاموا : أخلصوا العمل لله. وقال علىّ رضى الله عنه وابن عبّاس : استقاموا : أدّوا الفرائض. وقال الحسن البصرىّ : استقاموا على أمر الله ، فعملوا بطاعته ، واجتنبوا معصيته. وقال مجاهد : استقاموا على شهادة أن لا إله إلّا الله ، حتّى لحقوا بالله. وقال بعضهم : استقاموا على محبّته وعبوديته ، فلم يلتفتوا عنه يمنة ولا يسرة. وعند مسلم عن سفيان بن عبد الله قال : قلت : يا رسول الله : قل لى فى الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك ، قال : «قل آمنت بالله ثم استقم». وعند ثوبان يرفعه : «استقيموا ولن تحصوا (٥) ، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصّلاة ، ولا يحافظ على الوضوء إلّا مؤمن».

__________________

(١) الآية ٣٠ سورة فصلت

(٢) الآية ١٣ سورة الأحقاف

(٣) الآية ١١٢ سورة هود

(٤) الآية ٦ سورة فصلت

(٥) لن تحصوا أى لن تطيقوا الاستقامة

٣١٢

والمقصود من العبد الاستقامة وهى السّداد. فإن لم يقدر عليها فالمقاربة. وعند مسلم مرفوعا : «سدّوا / وقاربوا ، واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله. قالوا : ولا أنت يا رسول الله؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمّدنى الله برحمة منه وفضل». فجمع فى هذا الحديث مقامات الدّين كلها. فأمر بالاستقامة وهى السّداد ، والإصابة فى النيّات والأقوال. وأخبر فى حديث ثوبان أنهم لا يطيقونها فنقلهم إلى المقاربة ، وهى أن يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم ، كالّذى يرمى إلى الغرض وإن لم يصبه يقاربه. ومع هذا فأخبرهم أن الاستقامة والمقاربة لا تنجى يوم القيامة ، فلا يركن أحد إلى عمله ، ولا يرى أن نجاته به ، بل إنّما نجاته برحمة الله وغفرانه وفضله. فالاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين ، وهو القيام بين يدى الله تعالى على حقيقة الصّدق ، والوفاء بالعهد.

والاستقامة تتعلّق بالأقوال والأفعال والأحوال والنّيات. فالاستقامة فيها ، وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله. قال بعض العارفين : كن صاحب الاستقامة ، لا طالب الكرامة ، فإن نفسك متحرّكة فى طلب الكرامة ، وربّك يطالبك بالاستقامة. فالاستقامة للحال بمنزلة الرّوح من البدن ، فكما أنّ البدن إذا خلا عن الرّوح فهو ميّت ، فكذلك الحال إذا خلا عن الاستقامة فهو فاسد. وكما أن حياة الأحوال بها ، فزيادة أعمال الزّاهدين أيضا ونورها وزكاؤها بها ، فلا زكاء للعمل ولا صحّة بدونها. والله أعلم.

٣١٣

٣٤ ـ بصيرة فى قهر وقوى

القهر : الاستيلاء والغلبة على طريق التذليل ، قال تعالى : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)(١).

والقوّة ضدّ الضعف ، والجمع : قوى وقوى. والقواية ـ بالفتح (٢) ـ : القوة. قوى يقوى ـ كرضى يرضى ـ فهو قوىّ. وتقوّى واقتوى. وقوّاه الله. وفلان قوىّ مقو أى فى نفسه ودابّته.

وقد تستعمل القوة بمعنى القدرة ؛ نحو : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ)(٣). وتستعمل للتهيّؤ الموجود فى الشىء ، وأكثر من يستعمل هذا الفلاسفة ، ويستعملونه على وجهين : أحدهما أن يقال لما كان موجودا ، فيقال : كاتب بالقوّة ، أى معه المعرفة بالكتابة ؛ لكنه ليس يستعمل. والثانى يقال : فلان كاتب بالقوّة ، وليس يعنى أنّ معه العلم بالكتابة ، ولكن معناه : يمكنه أن يتعلّم الكتابة.

والقوّة تستعمل فى البدن تارة ، وفى القلب تارة ، وفى المعاون من خارج تارة ، وفى القدرة الإلهية تارة.

ففى البدن قوله تعالى : (وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)(٤) ، وقوله : (فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ)(٥) ، فالقوّة هاهنا قوّة البدن بدلالة أنه رغب عن القوّة الخارجة

__________________

(١) الآية ٩ سورة الضحى

(٢) كذا. وفى اللسان والتاج : بالكسر

(٣) الآية ٩٣ سورة البقرة

(٤) الآية ١٥ سورة فصلت

(٥) الآية ٩٥ سورة الكهف

٣١٤

فقال : (ما مكّنك فيه ربّك خير.) وفى (١) المعاون من خارج نحو قوله : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً)(٢) ، قيل معناه : من يقوى به من الجند ، وما يقوى به من المال. ونحو قوله : (نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ)(٣). وفى القدرة الإلهيّة قوله : (إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)(٤).

وقوله : (إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)(٥) عامّ فيما اختصّ الله به من القدرة ، وما جعله للخلق. وقوله : (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ)(٦) فقد ضمن الله تعالى أن يعطى كلّ واحد منهم من أنواع القوى قدر ما يستحقه. وقوله : (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)(٧) ، المراد به جبريل عليه‌السلام ، ووصفه بالقوّة عند ذى العرش فأفرد اللفظ ونكّره فقال / (ذِي قُوَّةٍ) تنبيها أنّه إذا اعتبر بالملإ الأعلى فقوته إلى حدّ ما. وقوله : (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى)(٨) فإنه وصف القوّة بلفظ الجمع ، وعرّفها تعريف الجنس ؛ تنبيها أنه إذا اعتبر بهذا العالم وبالذين يعلّمهم ويفيدهم هو كثير القوى عظيم القدرة. وقوله تعالى : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ)(٩) أى بجدّ ، وكذا قوله : (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ)(١٠). وقوله : (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً)(١١) أى بطشا فى الأخذ ، وكذا قوله : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً)(١٢). وقوله : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)(١٣) أى من عدّة.

__________________

(١) ترك القوة فى القلب. وفى الراغب أن منها قوله تعالى : (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) أى بقوة قلب.

(٢) الآية ٨٠ سورة هود

(٣) الآية ٣٣ سورة النمل

(٤) الآية ٢١ سورة المجادلة

(٥) الآية ٥٨ سورة الذاريات

(٦) الآية ٥٢ سورة هود

(٧) الآية ٢٠ سورة التكوير

(٨) الآية ٥ سورة النجم

(٩) الآية ١٢ سورة مريم

(١٠) الآيتان ٦٣ و ٩٣ سورة البقرة و ١٧١ سورة الأعراف

(١١) الآية ١٥ سورة فصلت

(١٢) الآية ١٣ سورة محمد

(١٣) الآية ٦٠ سورة الأنفال

٣١٥

٣٥ ـ بصيرة فى قيض وقيع وقيل

قيّض الله فلانا لفلان : جاء به وأتاحه له. وتقيّض له : تقدّر وتسبّب. وقوله تعالى : (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً)(١) أى نتح له ليستولى عليه استيلاء القيض على البيض ، وهو القشرة اليابسة على البيضة من فوق. وقيل : هى الّتى خرج ما فيها من فرخ أو ماء.

القاع : أرض سهلة مطمئنّة ، قد انفرجت عنها الجبال والآكام. والجمع : أقوع وأقواع ، وقيعان وقيع ، وقيعة ، قال تعالى : (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ)(٢).

المقيل : مصدر قال يقيل قيلا وقائلة وقيلولة ومقالا ومقيلا : قام فى القائلة ، وهى نصف النّهار. وهو قائل ، والجمع : قيّل وقيّال وقيل كشرب. والقيل والقيول : اللبن يشرب فى القائلة. والتّقييل : السّقى فيها. والتقيّل : الشرب فيها. وشربت الإبل قائلة ، أى فيها. والقيل والقيلة : النّاقة تحلب فيها. والمقيل : محلب ضخم يحلب فيه فيها.

آخر حرف القاف

__________________

(١) الآية ٣٦ سورة الزخرف

(٢) الآية ٣٩ سورة النور

٣١٦

الباب الثالث والعشرون

فى الكلم المفتتحة بحرف الكاف

وهى : الكاف ، وكب ، وكبت ، وكبد ، وكبر ، وكتب ، وكتم ، وكثب ، وكثر ، وكدح ، وكدر ، وكدى ، وكذب ، وكر ، وكرب ، وكرس ، وكرم ، وكره ، وكسب ، وكسف ، وكسل ، وكسا ، وكشط ، وكشف ، وكظم ، وكعب ، وكف ، وكفت ، وكفر ، وكفل ، وكلّ ، وكلب ، وكلف ، وكلم ، وكلّا ، وكلوا ، وكم ، وكمل ، وكمه ، وكنّ ، وكند ، وكنز ، وكنس ، وكوب ، وكور ، وكون ، وكهف ، وكهل ، وكهن ، وكيد ، وكيس ، وكيف ، وكيل ، وكى.

٣١٧

١ ـ بصيرة فى الكاف

وهى تستعمل على وجوه :

١ ـ حرف من حروف الهجاء لهوىّ ، مخرجه من اللهاة (١) جوار مخرج القاف. والنسبة إليه كافىّ. والفعل منه كوّفت كافا حسنة وحسنا. وجمعه على التذكير أكواف ، وعلى التّأنيث كافات.

٢ ـ الكاف فى حساب الجمّل : اسم لعدد العشرين.

٣ ـ الكاف الأصلىّ فى الكلمة نحو : كبر ، بكر ، وربّك.

٤ ـ كاف العجز والضرورة ؛ كمن يقول من أهل الهند وغيرهم : كام فى قام.

٥ ـ الكاف المكرّرة فى ، سكك : وشكك.

٦ ـ كاف الوقف.

٧ ـ كاف التذكير ؛ كما فى قوله تعالى : (إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)(٢).

٨ ـ كاف التأنيث : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ)(٣).

٩ ـ كاف التشبيه : (كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)(٤).

١٠ ـ كاف التأكيد ؛ نحو : كلّا ، فإن الأصل لا زيدت الكاف لتأكيد النفى.

__________________

(١) اللهاة : اللحمة المشرفة على الحلق فى أقصى الفم

(٢) الآية ٣ سورة يس

(٣) الآية ٤٢ سورة آل عمران

(٤) الآية ٥ سورة الفيل

٣١٨

١١ ـ كاف البعيد : (ذلِكَ الْكِتابُ)(١).

١٢ ـ كاف التعجّب : ما رأيت كاليوم.

١٣ ـ الكاف الزائدة : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(٢).

١٤ ـ الكاف المبدلة من القاف : امتكّ وامتقّ (٣) ، وتمعّق وتمعّك (٤).

١٥ ـ الكاف اللغوىّ : فالكاف فى اللغة : الرجل المصلح بين القوم ، قال :

خضمّ إذا ما جئت تبغى سيوبه

وكاف إذا ما الحرب شبّ شهابها (٥)

__________________

(١) الآية ٢ سورة البقرة

(٢) الآية ١١ سورة الشورى

(٣) يقال : امتق الفصيل ضرع أمه : امتص ما فيه من اللبن. وكذا امتك

(٤) تمعك فى التراب : تمرغ

(٥) السيوب : جمع سيب ؛ وهو العطاء

٣١٩

٢ ـ بصيرة فى / كب وكبت وكبد

كبّ الله العدوّ : صرعه على وجهه. وكبّ : إذا ثقل. وأكبّ على وجهه : سقط ، وهذا من النّوادر أن يقال : أفعلت أنا وفعلت غيرى ، ولهذا نظائر قليلة تجمعها هذه الأبيات :

كلم ثلاثيّها جاءت مجاوزة

ولازم أفعل احفظ كى تصدّقه (١)

بنت الأمور جفلت الرأل أجنحه

زعجته ورفأت السّفن أشنقه (٢)

شغلتها وعنجت النّوق أعرضه

قشعته كبّه أمرت لأينقه (٣)

نزفتها ونسلت الرّيش مع وزنوا

خمس وعشر بلا مثل تحقّقه (٤)

وكبكبه بمعنى كبّه ، ومنه قوله تعالى : (فَكُبْكِبُوا فِيها)(٥) ، أى دهوروا وألقى بعضهم على بعض ، وقيل : جمعوا ، مأخوذ من الكبكبة وهى الجماعة. وفى الحديث : «أكبّوا رواحلهم» هكذا الرّواية ، قال بعضهم : الصّواب [كبّوا](٦) أى ألزموها الطريق. وقال الحذّاق من

__________________

(١) مجاوزة ، أى متعدية

(٢) يقال : بنت الأمر فأبان الأمر. والرأل : ولد النعام. وجفله : حركه وطرده. ويقال : أجفل الرأل نفسه. وقوله : زعجته فالوارد : زعجه : أقلقه كأزعجه ، فلم يتبين الأمر فيها. ويقال : جنحه : أماله. وأجنح : مال. ويقال : رفأت السفينة : أدنيتها من الشط ، وقد أرفأت السفينة ، وشنق الرجل البعير : رفع رأسه فأشنق البعير

(٣) شغلتها يقال فى لغة رديئة : أشغلتها فليس من هذا الباب. وقد يكون محرفا عن لفظ آخر ، وعنج البعير : جذبه بالزمام ، وأعنج : كف. وعرض الشىء : أظهره فأعرض هو ، وقشع القوم : فرقهم ، فأقشعوا. ومرى الناقة : مسح ضرعها ؛ فأمرت هى.

(٤) نزف ماء البئر : نزحه كله ، فأنزفت البئر. ونسل الريش : أسقطه فأنسل هو. وقوله : «وزنوا» لم يتبين وجهها.

(٥) الآية ٩٤ سورة الشعراء

(٦) زيادة من النهاية

٣٢٠