بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٤

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٤

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: محمد علي النجار
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٧

٨ ـ بصيرة فى فرش وفرض

الفرش : بسط الثياب ، والمفروش : فرش أيضا وفراش ، قال تعالى : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً)(١) أى ممهّدة غير نابية بتعسير الاستقرار عليها. وجمع الفراش : فرش ، قال تعالى : (وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ)(٢). ويكنى بالفراش عن كلّ من الزوجين. وفلان كريم المفارش ، أى النساء ، قال أبو كبير الهذلىّ :

سجراء نفسى غير جمع أشابة

حشدا ولا هلك المفارش عزّل (٣)

وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الولد للفراش (٤)». وفرشته أفرشه أى بسطته له كلّه. وفرشت له فراشا ، وفرشته إيّاه ، وأفرشته.

ورأيت فراشة وهى واحد الفراش للطويئر الذى يتعرّض لإحراق نفسه ، قال تعالى : (كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ)(٥). وما فلان [إلّا (٦)] فراشة ، مثل فى الحقارة وخفّة الرأس.

وقوله تعالى : (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً)(٧) ، فالحمولة : ما يطيق الحمل ، والفرش (٨) : ما لا يطيقه لصغره وضعفه.

__________________

(١) الآية ٢٢ سورة البقرة

(٢) الآية ٣٤ سورة الواقعة

(٣) سجراء نفسى أى أصدقائى وأصفيائى ، وهو وصف لأصحابه الذين كانوا سرية فى البيت السابق. و (حشدا) أى لا يدعون عند أنفسهم شيئا من الجهد والنصرة. والأشابة : الأخلاط (ولا هلك المفارش) : يصف نساءهم بالعفة والتصون. وانظر ديوان الهذليين ٢ / ٩٠

(٤) ورد فى الجامع الصغير عن الصحيحين وغيرهما. وقال المناوى : هو متواتر فقد جاء عن بضعة وعشرين من الصحابة.

إن أريد من الفراش الزوج فالكلام على ظاهره ولا حذف ، وإن أريد به الزوجة فالكلام على حذف مضاف أى لزوج الفراش أو لمالكها.

(٥) الآية ٤ سورة القارعة

(٦) زيادة من الأساس

(٧) الآية ١٤٢ سورة الأنعام

(٨) فى الأصلين : «من الفرش» والمناسب ما أثبت

١٨١

والفرض : الحزّ ، والتوقيت ، وما أوجبه الله تعالى. وكذا المفروض. فرض الله الصلاة وافترضها ، وحقّك فرض ومفروض ومفترض. وفرض الله الفرائض. وفلان فرضىّ وفارض وفرّاض : معه علم الفرائض. والفرض كالإيجاب ، لكنّ الإيجاب اعتبارا بوقوعه ، والفرض اعتبارا بقطع الحكم فيه ، قال تعالى : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها وَفَرَضْناها)(١) أى أوجبنا العمل بها.

وقرئ بالتّشديد ، أى جعلنا فيها فريضة بعد فريضة ، وقيل : فصّلناها وبيّنّاها. وقوله تعالى : (نَصِيباً مَفْرُوضاً)(٢) أى معلوما ، وقيل : مقطوعا عنهم.

وقيل : ورد الفرض فى القرآن على خمسة أوجه :

١ ـ بمعنى الإيجاب : (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ)(٣) ، (قَدْ عَلِمْنا ما فَرَضْنا عَلَيْهِمْ)(٤) أى أوجبنا ، (فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ)(٥) : أوجبتم.

٢ ـ بمعنى الإحلال : (ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ)(٦).

٣ ـ بمعنى الإنزال : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ)(٧) أى أنزل وأوجب العمل به.

٤ ـ بمعنى قسمة الصّدقات والغنائم والميراث : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ)(٨) إلى قوله : (فَرِيضَةً مِنَ اللهِ) ،) أى قسمة. (أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنَ اللهِ)(٩) أى قسمة ، (مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً)(١٠) ، أى

__________________

(١) أول سورة النور

(٢) الآيتان ٧ ، ١١٨ سورة النساء

(٣) الآية ١٩٧ سورة البقرة

(٤) الآية ٥٠ سورة الأحزاب

(٥) الآية ٢٣٧ سورة البقرة

(٦) الآية ٣٨ سورة الأحزاب

(٧) الآية ٨٥ سورة القصص

(٨) الآية ٦٠ سورة التوبة

(٩) الآية ١١ سورة النساء

(١٠) الآية ٧ سورة النساء

١٨٢

مقسوما. وقيل : كلّ (١) موضع ورد فرض الله عليه ففى الإيجاب الّذى أوجبه الله ، وما ورد من فرض الله له فهو ألّا يحظرها على نفسه ، نحو : (ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللهُ لَهُ)(٢).

وقوله : (وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً)(٣) ، أى سمّيتم لهنّ مهرا ، وأوجبتم على أنفسكم ذلك.

__________________

(١) كأن هذا هو الوجه الخامس

(٢) الآية ٣٨ سورة الأحزاب

(٣) الآية ٢٣٧ سورة البقرة

١٨٣

٩ ـ بصيرة فى فرط وفرع وفرغ

فرط فروطا : سبق وتقدّم ، وفى الأمر / فرطا : قصّر فيه وضيّعه كفرّطه تفريطا. وقوله تعالى : (أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا)(١) أى يتقدّم. وفرط فلان القوم يفرطهم فرطا وفراطة : تقدّمهم إلى الورد لإصلاح الحوض والدلاء. وهم الفرّاط والفرط ـ بالتحريك ـ ويستوى فيه الواحد والجمع. وفرع كلّ شىء : أعلاه ، ويقال : هو فرع قومه ، للشريف منهم.

وفرعون : لقب الوليد بن مصعب ، ولقب كلّ من ملك مصر ، ولقب كلّ عات متمرّد. وفيه ثلاث لغات : فرعون كبرذون ، وفرعون كزنبور ، وفرعون بضمّ الفاء.

فرغت من الشغل أفرغ فروغا وفراغا ، وفرغ يفرغ ، مثال سمع يسمع ، لغة فيه. وفرغ ـ بالكسر ـ يفرغ ـ بالضمّ ـ مركّب من اللغتين. وقال يونس فى كتاب اللغات ، فرغ يفرغ ـ كمنع يمنع ـ لغة أيضا. [قرأ] قتادة (٢) وسعيد بن جبير والأعرج وعمارة الذرّاع : (سنفرَغ لكم) (٣) بفتح الرّاء على فرغ يفرغ وفرغ يفرغ. وقرأ أبو عمرو وعيسى بن عمر وأبو السمّال : (سَنِفْرَغ لكم) بكسر النون وفتح الرّاء على لغة من يكسر أوّل المستقبل. وقرأ أبو عمرو أيضا : (سنِفْرِغ) بكسر الراء مع كسر النون ، وزعم أن تميما تقول نعلم.

__________________

(١) الآية ٤٥ سورة طه

(٢) فى الأصلين : «عبادة» وما أثبت من التاج

(٣) الآية ٣١ سورة الرحمن

١٨٤

ورجل فرغ أى فارغ ، كفره وفاره ، وفاكه [وفكه] ، ومنه قراءة أبى الهذيل : (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً)(١). وقرأ الخليل (فُرُغا) بضمّتين بمعنى مفرّغ ، كذلل بمعنى مذلّل. وقوله تعالى : (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً) أى خاليا من الصبر ، ومنه يقال : أنا فارغ. وقيل : خاليا من كلّ شىء غير ذكر موسى. وقيل : من الاهتمام به لأنّ الله تعالى وعدها أن يردّه إليها بقوله عزوجل : (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ)(٢).

والفراغ فى اللغة على وجهين : الفراغ من الشغل معروف ، والآخر : القصد للشيء ، (والله تعالى لا يشغله شيء عن شىء) (٣) ، ومنه (٤) قيل فى قوله تعالى : (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ). ويقال أيضا فرغ إليه. قال جرير :

ألان وقد فرغت إلى نمير

فهذا حين كنت لهم عقابا

وقال جرير أيضا يردّ على البعيث ويهجو الفرزدق :

ولمّا اتقى القين العراقىّ باسته

فرغت إلى القين المقيّد بالحجل (٥)

وتفرّغ : تخلّى من الشغل. ومنه الحديث : «تفرّغوا من هموم الدنيا ما استطعتم». وتفريغ الظّروف : إخلاؤها.

وقرأ الحسن البصرىّ وأبو رجاء والنخعىّ وعمران بن جرير : (حتى إذا فرغ عن قلوبهم) (٦).

وأفرغ الدلو : صبّ ما فيه ، ومنه استعير : (أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً)(٧).

__________________

(١) الآية ١٠ سورة القصص. وقراءة الجمهور (فارِغاً). هذا وفى الأصلين : «فارِغاً» وما أثبت من التاج ، ويوجبه السياق.

(٢) الآية ٧ سورة القصص

(٣) الأولى تأخير هذه الجملة عن الآية الآتية كما فعل صاحب التاج

(٤) كذا. والأولى : «به»

(٥) القين : الحداد. والحجل : القيد

(٦) الآية ٢٣ سورة سبأ. وقراءة الجمهور : «فُزِّعَ»

(٧) الآية ٢٥٠ سورة البقرة ، والآية ١٢٦ سورة الأعراف

١٨٥

١٠ ـ بصيرة فى فرق

فرق بينهما فرقا وفرقانا : فصل. وقوله تعالى : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)(١) أى يقضى. وقوله تعالى : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ)(٢) ، أى فصّلناه وأحكمناه. وقوله تعالى : (وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ)(٣) أى فلقناه. وقوله تعالى : (فَالْفارِقاتِ فَرْقاً)(٤) ، أى الملائكة تنزل بالفرق بين الحقّ والباطل.

والفرق بالضّم والفرقان : القرآن ، وكلّ ما فرق به بين الحقّ والباطل. والفرقان : النصر ، والبرهان ، والصّبح ، والتوراة ، وانفراق البحر ، ومنه قوله تعالى : (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ)(٥). ويوم الفرقان يوم بدر.

والفراق والفراق بالكسر والفتح : ضدّ الوصال ، وقرئ : (هذا فَراق بيني وبينك) (٦) بالفتح.

والفرقة بالكسر : الطّائفة من الناس ، والجمع : فرق وأفراق. وجمع فى الشعر على أفارقة (٧). وجمع الجمع : أفاريق. والفريق / أكثر من الفرقة.

والفرقة بالضمّ : الافتراق ، قال :

وننشا ومما زاد بثّا وقوفنا

فريقى هوى منّا مشوق وشائق

على ذا مضى الناس اجتماع وفرقة

وميت ومولود وقال ووامق

__________________

(١) الآية ٤ سورة الدخان

(٢) الآية ١٠٦ سورة الاسراء

(٣) الآية ٥٠ سورة البقرة

(٤) الآية ٤ سورة المرسلات

(٥) الآية ٥٣ سورة البقرة

(٦) الآية ٧٨ سورة الكهف

(٧) فى القاموس : «أفارق»

١٨٦

وقد ورد فى القرآن ما يتصرّف من هذه المادة على وجوه :

الأوّل : فريق من اليهود أعرضوا عن كتاب الله : (نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ)(١).

الثانى : فريق بدّلوا كتاب الله : (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ)(٢).

الثالث : فريق ذمّ بالإعراض عن الحقّ : (ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ)(٣).

الرابع : فريق كذّبوا بالكتاب وقتلوا الرّسل : (فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ)(٤).

الخامس : فريقان مؤمن وكافر : (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ)(٥).

السادس : فريقان للهدى والضّلال : (فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ)(٦).

السابع : فريق هم أهل المماراة والمباهاة من المؤمنين والكافرين : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً)(٧).

الثامن : فريق المستخفّين المستهترين بالضّعفاء والفقراء : (كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي) إلى قوله (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا)(٨).

__________________

(١) الآية ١٠١ سورة البقرة

(٢) الآية ٧٨ سورة آل عمران

(٣) الآية ٢٣ سورة آل عمران

(٤) الآية ٨٧ سورة البقرة

(٥) الآية ٢٤ سورة هود

(٦) الآية ٣٠ سورة الأعراف

(٧) الآية ٧٣ سورة مريم

(٨) الآيتان ١٠٩ ، ١١٠ سورة المؤمنين

١٨٧

التاسع : فريقان ، مقرّ ومنكر من قوم صالح عليه‌السلام : (فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ)(١).

العاشر : فريق أنكروا وأشركوا بعد التوبة والنجاة من البلاء والمحن : (إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ)(٢).

الحادى عشر : فريق مالوا للهزيمة والفرار : (وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ)(٣).

الثانى عشر : فريقان [أولهما] للعذاب والنكال ، وثانيهما للثواب والوصال : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)(٤).

والفراق ورد فى مواضع مختلفة :

فراق الرّجال النساء بالطلاق : (أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)(٥).

فراق الكفار الدين : (إن الذين فارقوا دينهم) (٦).

فراق خضر موسى : (هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ)(٧).

فراق الشخص الدنيا بالموت : (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ)(٨).

فراق الحقّ من الباطل : (فَالْفارِقاتِ فَرْقاً)(٩).

فراق طائفة أوطانهم فى طلب العلم والدين : (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ)(١٠).

__________________

(١) الآية ٤٥ سورة النمل

(٢) الآية ٣٣ سورة الروم

(٣) الآية ١٣ سورة الأحزاب

(٤) الآية ٧ سورة الشورى

(٥) الآية ٢ سورة الطلاق

(٦) الآية ١٥٩ سورة الأنعام. والقراءة المثبتة قراءة حمزة والكسائى. أما الباقون فعندهم (فَرَّقُوا) كما فى الاتحاف

(٧) الآية ٧٨ سورة الكهف

(٨) الآية ٢٨ سورة القيامة

(٩) الآية ٤ سورة المرسلات

(١٠) الآية ١٢٢ سورة التوبة

١٨٨

فراق موسى قومه بالسّؤال : (فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ)(١).

فراق المؤمنين الكفّار : (وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ)(٢).

تفرقة بين أهل الإسلام قد نهى عنها : (وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ)(٣).

تفرّق أهل الكتاب بعد نزول القرآن : (وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ)(٤) ومنه قوله : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا)(٥).

تفرقة خشى هارون أن ينسبها موسى إليه : (إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ)(٦).

تفرقة أمر يعقوب بها أولاده خشية العين : (لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ)(٧).

تفرقة جعلها الله معجزة لموسى فى البحر : (فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)(٨).

والفرق والفلق أخوان. وكذا فرق الصّبح وفلقه. والفرق بالتحريك : الخوف الذى يفرّق القلب. ورجل فروق وفروقة : خوّاف.

__________________

(١) الآية ٢٥ سورة المائدة

(٢) الآية ١٠٧ سورة التوبة

(٣) الآية ١٠٣ سورة آل عمران

(٤) الآية ٤ سورة البينة

(٥) الآية ١٠٥ سورة آل عمران

(٦) الآية ٩٤ سورة طه

(٧) الآية ٦٧ سورة يوسف

(٨) الآية ٦٣ سورة الشعراء

١٨٩

١١ ـ بصيرة فى فره وفرى وفز

فره ـ ككرم ـ فراهة وفراهية : حذق ، فهو فاره وفره ، كحاذر وحذر ، بيّن الفروهة. والجمع : فرّه وفرّهة وفره. قال تعالى : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ)(١) أى حاذقين. وقرئ : (فرهين) بمعناه. وقيل : معناهما : أشرين بطرين ، من قولهم : فره ـ كفرح ـ : إذا أشر وبطر.

/ الفرى والتّفرية والإفراء : شقّ الجلد ، صالحا كان أو فاسدا. والفرى والافتراء أيضا : الكذب واختلاقه. وقيل : الإفراء : الإفساد ، والافتراء : الإصلاح ، وفى الإفساد أكثر ، ولذلك استعمل فى القرآن فى الكذب والشرك والظلم : (يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ)(٢) ، (إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً)(٣).

وقوله تعالى : (لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا)(٤) ، قيل معناه : عظيما ، وقيل : عجيبا ، وقيل : مصنوعا.

والفزّ : الإزعاج. فزّه يفزّه. ومنه سمّى ولد البقرة فزّا ، لما فيه من عدم السكون والفرار. وقوله تعالى شأنه : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ)(٥) أى أزعج. وقوله : (فَأَرادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ)(٦) أى يزعجهم.

__________________

(١) الآية ١٤٩ سورة الشعراء

(٢) الآية ٥٠ سورة النساء. وورد فى مواطن أخر

(٣) الآية ٣٨ سورة المؤمنين

(٤) الآية ٣٧ سورة مريم

(٥) الآية ٦٤ سورة الاسراء

(٦) الآية ١٠٣ سورة الاسراء

١٩٠

١٢ ـ بصيرة فى فزع

الفزع : الذعر والفرق. وربّما جمع على الأفزاع وإن كان مصدرا يقال : فزع ـ بالكسر ـ : خاف. قال تعالى : (وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ)(١). وفزع أيضا : استغاث. والإفزاع : الإخافة والإغاثة.

والتفزيع من الأضداد ، يقال فزّعه : إذا أخافه ، وفزّع عنه : كشف عنه الفزع ، قال الله تعالى : (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ)(٢) أى كشف عنها الفزع. وقرئ (فرّغ) بالرّاء والغين ، وقد تقدّم.

وقال الفراء : المفزّع يكون شجاعا ، ويكون جبانا ، فمن جعله شجاعا جعله مفعولا به ، وقال : بمثله تنزل الأفزاع. ومن جعل المفزّع الجبان أراد أنه يفزع من كلّ شىء. وهذا كقولهم للغالب مغلّب ، وللمغلوب مغلّب (٣).

__________________

(١) الآية ٨٩ سورة النمل

(٢) الآية ٢٣ سورة سبأ

(٣) فى الأصلين : «مغلوب» ، والمناسب ما أثبت

١٩١

١٣ ـ بصيرة فى فسح وفسد وفسر وفسق وفشل وفصح

الفسح والفسيح : الواسع من الأماكن. وفسحت مجلسه ، وافسحوا لأخيكم فى المجلس ، وتفسّحوا له. ومراح منفسح : كناية عن كثرة الإبل.

وفسد الشىء فسادا وفسودا فهو فاسد. قال ابن دريد : فسد يفسد ـ مثال عقد يعقد ـ لغة ضعيفة. وقوم فسدى ، كما قالوا : ساقط وسقطى. وكذلك فسد بالضمّ فسادا فهو فسيد.

والفساد : أخذ المال بغير حقّ ، هكذا فسّر مسلم البطين قوله تعالى : (لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً)(١). وقال اللّيث : الفساد : ضدّ الصلاح. والمفسدة : خلاف المصلحة. ويستعمل ذلك فى النفس والبدن والأشياء الخارجة عن الاستقامة.

الفسر والتفسير : كشف المعنى المعقول. وقد فسّر القرآن وفسره. ونظر الطبيب تفسرة المريض ، وهو ماؤه المستدلّ به على علّته ، وكذلك كلّ ما ترجم عن حال شىء فهو تفسرته.

فسق يفسق ويفسق فسقا ـ بالكسر ـ وفسوقا : فجر ، وخرج عن الحقّ ، وترك امتثال (٢) أمر الله. ورجل فسق وفسّيق : دائم الفسق. وفسقت الرطبة : خرجت عن قشرها. والفسق أعمّ من الكفر. ويقع على كثير الذنب وقليلة ، لكن تعورف فى الكثير أكثر ، وفيمن التزم

__________________

(١) الآية ٨٣ سورة القصص

(٢) فى الأصلين : «إمساك» ، والظاهر أنه محرف عما أثبت

١٩٢

حكم الشرع ثمّ أخلّ بأكثر أحكامه. والكافر فاسق لإخلاله بما ألزمه العقل ، واقتضته الفطرة السليمة ، قال تعالى : (وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)(١) ، وقال : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)(٢). وقوله : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً)(٣) فقابل به الإيمان. والفاسق أعمّ من الكافر ، والظالم أعمّ من الفاسق.

فشل كفرح فهو فشل : كسل ، وضعف ، وتراخى ، وجبن ، قال تعالى : (حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ)(٤) ، ورجل خشل (٥) فشل ، وقوم فشل.

وأفصح العجمىّ : تكلم بالعربيّة / وفصح : انطلق لسانه بها ، وخلصت لغته من اللّكنة. وأفصح الصبىّ فى منطقه : فهم ما يقول فى أوّل ما يتكلّم. وأفصح فلان ثم فصح. وأفصح لى إن كنت صادقا ، أى بيّن. ويتفصّح : يتكلّف الفصاحة. ولبن فصيح : أخذت رغوته أو ذهب لبؤه. وأفصحت الشاة : فصح لبنها. وأفصح الصّباح : ظهر أو استنار. ويوم مفصح وفصح : لا غيم فيه ولا قرّ (٦).

__________________

(١) الآية ٥٥ سورة النور

(٢) الآية ٤٧ سورة المائدة

(٣) الآية ١٨ سورة السجدة

(٤) الآية ١٥٢ سورة آل عمران

(٥) أى ضعيف

(٦) القر : البرد

١٩٣

١٤ ـ بصيرة فى فصل وفض

فصلت الشىء فانفصل : قطعته فانقطع. وفصل من الناحية خرج. وفصيلة الرجل : رهطه الأدنون ، أو عشيرته ، أو أقرب آبائه إليه ، وقطعة من لحم الفخذ. وجاءوا بفصيلتهم ، أى بأجمعهم.

والتفصيل : التبيين. والفيصل : الحاكم. ويقال : القضاء بين الحقّ والباطل. والفصل من الجسد : موضع المفصل. وبين كلّ فصلين وصل.

والفصل عند البصريّين بمنزلة العماد عند الكوفيّين ، كقوله تعالى : (إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ)(١) ، فقوله : (هُوَ) فصل وعماد ، ونصب (الْحَقَّ) لأنه خبر كان. وفصل الخطاب : قيل هو البيّنة على المدّعى واليمين على المدّعى عليه ، وقيل : هو أن يفصل بين الحقّ والباطل ، وقيل : هو كلمة أمّا بعد. وقوله : (وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ)(٢) ، أى لو لا ما تقدّم من وعد الله تعالى أنه يفصل بينهم يوم القيامة لفصل بينهم الآن. وأواخر الآيات فى كتاب الله فواصل بمنزلة قوافى الشعر واحدتها فاصلة.

والفصيل : ولد الناقة إذا فصل عن أمّه ، والجمع : فصلان وفصلان وفصال ؛ وحائط قصير دون السّور.

والمفصّل فى القرآن : من الحجرات إلى آخره ، أو من الجاثية ، أو من القتال ، أو من (ق) عن النووىّ ، أو من الصّافّات ، أو من الصّف ، أو من (تبارك) عن ابن أبى الصّيف ، أو من (إنا فتحنا) عن الدّزمارىّ ، أو من

__________________

(١) الآية ٣٢ سورة الأنفال

(٢) الآية ٢١ سورة الشورى

١٩٤

(سبح اسم) عن الفركاح ، أو من (والضحى) عند الخطابىّ. وسمّى مفصّلا لكثرة الفصول بين سوره ، أو لقلّة المنسوخ فيه.

وقيل : الفصل ورد فى القرآن على أربعة معان :

الأوّل ـ بمعنى خروج القافلة : (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ)(١) ، أى خرجت.

الثانى ـ بمعنى التبيين : (وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ)(٢) ، (وَكُلَّ شَيْءٍ)(٣)(فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً)(٤).

الثالث ـ بمعنى القضاء : (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ)(٥) ، (لِيَوْمِ الْفَصْلِ وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ)(٦) ، (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ)(٧) ، (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كانَ مِيقاتاً)(٨) ، أى يوم القضاء وله نظائر.

الرابع ـ بمعنى الفطام : (فَإِنْ أَرادا فِصالاً عَنْ تَراضٍ مِنْهُما)(٩)(وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً)(١٠).

والفضّ : الكسر بالتفرقة ، والنفر المتفرّقون ، وفكّ خاتم الكتاب. ومنه استعير انفضّ القوم ، قال تعالى : (لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)(١١) أى تفرّقوا.

__________________

(١) الآية ٩٤ سورة يوسف

(٢) الآية ١٥٤ سورة الأنعام ، والآية ١٤٥ سورة الأعراف

(٣) الآية ١٢ سورة الاسراء

(٤) الآية ١٢ سورة الاسراء

(٥) الآية ٢١ سورة الصافات ، والآية ٣٨ سورة المرسلات

(٦) الآيتان ١٣ ، ١٤ سورة المرسلات

(٧) الآية ٤٠ سورة الدخان

(٨) الآية ١٧ سورة النبأ

(٩) الآية ٢٣٣ سورة البقرة

(١٠) الآية ١٥ سورة الأحقاف

(١١) الآية ١٥٩ سورة آل عمران

١٩٥

١٥ ـ بصيرة فى فضل

الفضل : ضدّ النقص ، والجمع : فضول. وقد فضل ، كنصر وعلم. وأمّا فضل يفضل فمركّبة منهما. ورجل فضّال ومفضل ومفضال : كثير الفضل. والفضيلة : الدّرجة الرّفيعة فى الفضل. والفواضل : الأيادى الجسيمة. (والفضيلة : الدّرجة) (١). والفضل والفضالة : البقيّة ، وقد فضل كنصر وحسب. والفضل يكون محمودا كفضل العلم والحلم ، ومذموما كفضل الغضب على ما يجب أن يكون [عليه (٢)] ، قال الشاعر : /

متى زدت تقصيرا تزدنى تفضّلا

كأنّى بالتقصير أستوجب الفضلا

وقد ورد الفضل وما يشتق منه على عشرين وجها فى القرآن :

١ ـ فضل الصّورة والخلقة : (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً)(٣).

٢ ـ فضل قوم على آخرين فى المنزلة والرّتبة : (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ)(٤).

٣ ـ فضل بالنبوّة والعلم : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)(٥).

٤ ـ فضل معجزة وكرامة : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً)(٦).

__________________

(١) ما بين القوسين مكرر كما هو ظاهر

(٢) زيادة من الراغب

(٣) الآية ٧٠ سورة الاسراء

(٤) الآية ٤٧ سورة البقرة

(٥) الآية ١٥ سورة النمل

(٦) الآية ١٠ سورة سبأ

١٩٦

٥ ـ فضل الأنبياء بعضهم على بعض : (وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ)(١). وهذا التفضيل فيهم على نوعين : خلقىّ وخلقى.

فالخلقىّ كما فى آدم بالصفوة ، وفى نوح بالصّلابة ، وفى إبراهيم بالخلّة (٢) والصّدق والصّداقة ، وفى يوسف بالصّباحة ، وفى موسى بالملاحة ، وفى داود بالنغمة ، وفى سليمان (فى الفطنة) (٣) ، وفى زكريّا بالعبادة ، وفى يحيى بالطّهارة ، وفى محمد بالخلق والفصاحة.

وأمّا التفضيل الخلقى ففى آدم بالأسماء ، وفى نوح بإجابة الدعاء ، وفى إبراهيم بالذبيح والفداء ، وفى يوسف بتعبير الرؤيا ، وفى موسى بالمكالمة والاصطفاء ، وفى داود بتسخير الجبال والطير فى الهواء ، وفى سليمان بتسخير الجنّ وريح الصّبا ، وفى عيسى بإحياء الموتى ، وفى محمّد بالقرآن ذى النّور والضّياء ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

٦ ـ فضل تأخير العذاب : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ)(٤) ، (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ)(٥) ، (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً)(٦) ، وله نظائر.

٧ ـ فضل زيادة الثّواب والكرامة : (وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ)(٧).

٨ ـ فضل المال والنّعمة : (فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ)(٨).

__________________

(١) الآية ٥٥ سورة الاسراء

(٢) فى الأصلين : «الخلة» ، والمناسب ما أثبت

(٣) كذا فى الأصلين. والمناسب : «بالفطنة»

(٤) الآية ١٤ سورة النور

(٥) الآية ٨٣ سورة النساء

(٦) الآية ٢١ سورة النور

(٧) الآية ٢٩ سورة الحديد

(٨) الآية ٧٦ سورة التوبة

١٩٧

٩ ـ فضل البرّ والصّدقة : (وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً)(١).

١٠ ـ فضل الرّجال على النساء بالعقل والعلم والدّين والشجاعة والإمامة والكتابة والفروسيّة والشهادة وقسمة الميراث والخطابة : (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللهُ)(٢)

١١ ـ فضل النبوّة والرّسالة : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ)(٣) إلى قوله : (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ)

١٢ ـ فضل الظفر والغنيمة : (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ)(٤)

١٣ ـ فضل الغزو والمجاهدة : (وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ)(٥)

١٤ ـ فضل الغنى والنعمة : (وَاللهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ)(٦).

١٥ ـ فضل الكسب والتّجارة : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ)(٧) ، (يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ)(٨)(فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ)(٩).

١٦ ـ فضل الاختيار والمزية : (وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)(١٠).

١٧ ـ فضل قبول التّوبة والإنابة : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(١١) ، أى بقبول التّوبة.

١٨ ـ فضل إجابة الدّعاء وقضاء الحاجة : (وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ)(١٢).

__________________

(١) الآية ٢٦٨ سورة البقرة

(٢) الآية ٣٤ سورة النساء

(٣) الآيات ٢ ـ ٤ سورة الجمعة

(٤) الآية ١٧٤ سورة البقرة

(٥) الآية ٩٥ سورة النساء

(٦) الآية ٧١ سورة النحل

(٧) الآية ١٩٨ سورة البقرة

(٨) الآية ٢٠ سورة المزمل

(٩) الآية ١٠ سورة الجمعة

(١٠) الآية ١١٣ سورة النساء

(١١) الآية ٢٠ سورة النور

(١٢) الآية ٣٢ سورة النساء

١٩٨

١٩ ـ فضل القربة واللقاء والرؤية : (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللهِ فَضْلاً كَبِيراً)(١).

٢٠ ـ فضل الإسلام والسنّة والتوحيد والمعرفة : (إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ)(٢)

__________________

(١) الآية ٤٧ سورة الأحزاب

(٢) الآية ٧٣ سورة آل عمران

١٩٩

١٦ ـ بصيرة فى فضا وفطر وفظ

فضا المكان فضاء وفضّوا : اتّسع. والفضاء ـ بالمدّ ـ : السّاحة ، / وما اتّسع من الأرض. والفضاء ككساء : الماء يجرى على الأرض. وأفضى إليها : جامعها ، وقيل : خلا بها جامعها أم لا. وهذا فى باب الكناية أبلغ [وأقرب](١) إلى التصريح من قولهم : خلا بها.

فطر الله الخلق ، وهو فاطر السماوات : مبتدعها. وافتطر الأمر : ابتدعه. وكلّ مولود يولد على الفطرة ، أى على الجبلّة القابلة لدين الحقّ. وقد فطر هذه البئر ، وفطر الله الشجر بالورق فانفطر به وتفطّر. قال الله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ)(٢). وتفطّرت الأرض بالنبات ، واليد والثوب : تشقّقت. وفطر ناب البعير : شقّ اللحم وطلع. وهذا كلام يفطّر الصّوم ، أى يفسده. وأفطر الصّائم ، وأفطره غيره ، وفطّره

وذبحنا فطيرة وفطورة ، وهى الشّاة الّتى تذبح يوم الفطر. وعجين فطير (٣) ، وطين (٤) فطير ، ورأى فطير (٥). تقول : رأيه فطير ولبّه مستطير. وإذا غربت الشّمس فقد أفطر الصّائم ، أى دخل فى وقت الفطر.

والفظاظة : الغلظ. والفظّ : الغليظ الجانب السيّئ الخلق. وهو بيّن الفظاظة والفظاظ بالكسر. والفظظ : خشونة الكلام.

__________________

(١) زيادة من الراغب

(٢) أول سورة الانفطار

(٣) هو ما خبز قبل أن يختمر

(٤) أى طين به من ساعته ، كما فى الأساس.

(٥) أى لم ينضج ولم يتروأ فيه

٢٠٠