بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٤

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٤

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: محمد علي النجار
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٤٧

١
٢

الباب التّاسع عشر

فى الكلمات المفتتحة بحرف العين

وهى : العين ، عبث ، وعبد ، وعبر ، وعبس ، وعبأ ، وعبقر ، وعتب ، وعتيد ، وعتق ، وعتل ، وعتو ، وعثر ، وعثى ، وعجب ، وعجز ، وعجف ، وعجل ، وعجم ، وعدّ ، وعدس ، وعدل ، وعدن ، وعذب ، وعذر ، وعرّ ، وعرب ، وعرج ، وعرجن ، وعرش ، وعرض ، وعرف ، وعرم ، وعرى ، وعز ، وعزب ، وعزر ، وعزل ، وعزم ، وعزه ، وعس ، وعسر ، وعسل ، وعسى ، وعشر ، وعشى ، وعصب / ، وعصف ، وعصم ، وعصو ، وعضّ ، وعضد ، وعضل ، وعضو ، وعطف ، وعطل ، وعطو ، وعظم ، وعف ، وعفر ، وعفو ، وعقب ، وعقد ، وعقر ، وعقل ، وعقم ، وعكف ، وعلق ، وعلم ، وعلن ، وعلو ، وعم ، وعمد ، وعمق ، وعمل ، وعمه ، وعمى ، وعن ، وعنب ، وعند ، وعنو ، وعوج ، وعود ، وعوذ ، وعور ، وعوف ، وعول ، وعوم ، وعون ، وعهد ، وعهن ، وعيب ، وعير ، وعيش ، وعيل ، وعىّ.

٣

١ ـ بصيرة فى العين

وهى وردت فى القرآن العزيز وفى كلام العرب لمعان كثيرة تنيف على خمسين معنى ، أسوقها مرتّبة على حروف الهجاء.

١ ـ أهل البلد ، أهل الدار ، الإصابة بالعين ، الإصابة فى العين ، الإنسان ، ومنه قولهم : ما بالدّار عين أى أحد.

ب ـ الباصرة ، بلد بهذيل (١).

ج ـ الجاسوس ، الجريان (٢) ، الجلدة التى يقع فيها البندق (٣).

ح ـ حاسّة البصر ، الحاضر من كلّ شىء ، حقيقة القبلة.

خ ـ خيار الشىء.

د ـ دوائر دقيقة على الجلد ، الدّيدبان ، الدّينار.

ذ ـ الذهب ، ذات الشىء.

ر ـ الرّبا.

س ـ السيّد ، السحاب القبلى (٤) ، السنام ، اسم السبعين فى حساب الجمّل.

ش ـ الشمس ، شعاع الشّمس.

ص ـ صديق عين ، أى ما دام تراه.

ط ـ طائر.

ع ـ العتيد من المال ، العيب ، العزّ ، العلم.

__________________

(١) فى القاموس : «لهذيل»

(٢) أى جريان الماء كما فى القاموس

(٣) القاموس بعده : «من القوس»

(٤) فى القاموس : «من ناحية القبلة»

٤

ق ـ قرية بالشأم ، قرية باليمن.

ك ـ كبير القوم.

ل ـ لقيته أوّل عين ، أى أوّل شىء ، ويجوز ذكره فى الشىء.

م ـ المال ، مصبّ ماء القناة ، مطر أيام لا يقلع ، مفجر ماء الرّكيّة ، منظر الرّجل ، الميل فى الميزان.

ن ـ الناحية ، نصف دانق من سبعة دنانير ، النظر ، نفس الشّىء ، نقرة الرّكبة ، واحد الأعيان للإخوة من أب وأم ،

ه ـ ها هو عرض عين ، أى قريب. وقد يذكر فى القاف.

ى ـ ينبوع الماء.

وعين شمس ، وعين تمر ، وعين صيد ، ورأس عين ، مواضع معروفة.

وأسود العين ، جبل.

والمعانى المذكورة فى القرآن أحد عشر (١).

الأوّل ـ بمعنى النظر : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي)(٢) ، (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا)(٣)(فَأْتُوا بِهِ عَلى أَعْيُنِ النَّاسِ)(٤) أى بمنظر منهم.

٢ ـ بمعنى الحفظ والرّعاية : (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا)(٥) ، (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا). (٦)

٣ ـ عين النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم خلقة : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ)(٧).

٤ ـ عين الإنسان عامّة : (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ)(٨).

__________________

(١) المذكور سبعة عشر

(٢) الآية ٣٩ سورة طه

(٣) الآية ٣٧ سورة هود

(٤) الآية ٦١ سورة الأنبياء

(٥) الآية ١٤ سورة القمر

(٦) الآية ٤٨ سورة الطور

(٧) الآية ١٣١ سورة طه

(٨) الآية ٨ سورة البلد

٥

٥ ـ عيون المؤمنين خاصّة : (تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ)(١).

٦ ـ عيون الكفّار : (كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ)(٢) ، (أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها)(٣).

٧ ـ نهر بنى إسرائيل ومعجز موسى عليه‌السلام : (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً)(٤).

٨ ـ بمعنى النّحاس الجارى معجزا لسليمان عليه‌السلام : (وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ)(٥).

٩ ـ بمعنى مغرب الشمس : (تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ)(٦).

١٠ ـ العين التى وعد بها الكفّار فى جهنّم : (تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ)(٧).

١١ ـ العين الجارية التى وعد بها المتقون : (فِيها عَيْنٌ جارِيَةٌ)(٨) ، (فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ)(٩).

١٢ ـ الموعود لأصحاب اليمين : (فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ)(١٠).

١٣ ـ الموعود بها السّابقون : (عَيْناً فِيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً)(١١).

١٤ ـ الموعود بها الأبرار وأهل الخصوص : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)(١٢).

__________________

(١) الآية ٨٣ سورة المائدة

(٢) الآية ١٠١ سورة الكهف

(٣) الآية ١٩٥ سورة الأعراف

(٤) الآية ٦٠ سورة البقرة

(٥) الآية ١٢ سورة سبأ

(٦) الآية ٨٦ سورة الكهف

(٧) الآية ٥ سورة الغاشية

(٨) الآية ١٢ سورة الغاشية

(٩) الآية ٥٠ سورة الرحمن

(١٠) الآية ٦٦ سورة الرحمن

(١١) الآية ١٨ سورة الانسان

(١٢) الآية ٦ سورة الانسان

٦

١٥ ـ الموعود بها المقرّبون : (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)(١) ، وهى عين التسنيم.

١٦ ـ أعين الجناة فى القصاص : (وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ)(٢).

١٧ ـ العين الضّرورىّ : (لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ)(٣).

__________________

(١) الآية ٢٨ سورة المطففين

(٢) الآية ٤٥ سورة المائدة

(٣) الآية ٧ سورة التكاثر

٧

٢ ـ بصيرة فى عبد

العبد : خلاف الحرّ. والجمع عبدون وعبيد ، مثال كلب وكليب ، وهو جمع عزيز ـ وأعبد ، وعباد وعبدان بالضمّ ـ كتمر وتمران ، وعبدان ـ بالكسر ـ كجحش وجحشان / وعبدّان ـ بكسرتين وشدّ الدّال ـ ومعبدة كشيخ ومشيخة ، ومعابد وعبدّاء ـ بالمدّ ـ وعبدى ـ مقصور ـ وعبد ـ بضمّتين كسقف وسقف ـ وعبد ـ بفتح العين وضمّ الباء ـ ومعبوداء (١).

وقرأ ابن عبّاس رضى الله عنهما وابن مسعود وإبراهيم النخعىّ والأعمش وأبان بن ثعلب والضحّاك وابن وثّاب وعلىّ بن صالح وشيبان : (وعُبُد الطاغوت) (٢) مضافا إلى الطّاغوت ، وقرأ حمزة بن حبيب الزّيات (وعَبُدَ الطاغوت) وأضافه ، والمعنى فيما يقال : خدم الطّاغوت. قيل : وليس هذا بجمع لأن فعلا لا يجمع على فعل ، وإنما هو اسم بنى على فعل كحذر وندس. وأمّا قول أوس بن حجر :

أبنى لبينى إنّ أمّكم

أمة وإن أباكم عبد (٣)

فإنّ الفراء قال : (٤) إنّما ضمّ الباء ضرورة لأنّ القصيدة من الكامل وهى حذّاء (٥).

__________________

(١) فى الأصلين بعده : «وعبدان وعبدان» وهو تكرار مع ما سبق

(٢) الآية ٦٠ سورة المائدة. وليعلم أن فى نسبة القراءات هنا إلى أصحابها اختلافا كثيرا ، وقد يروى عن القارئ روايات متعددة كابن عباس ، ولم أر من جمع القراء المذكورين هنا على هذه القراءة كما فعل المؤلف.

(٣) قبله ـ كما فى اللسان :

أبنى لبينى لست معترفا

ليكون ألأم منكم أحد

(٤) انظر معانى القران ١ / ٣١٥

(٥) الحذذ فى الكامل سقوط الوتد من عجز متفاعلن أى سقوط (علن) فيبقى متفا فينقل إلى فعلن.

٨

وعبد بيّن العبديّة والعبوديّة والعبودة. وأصل العبوديّة الخضوع والذلّ. وقوله تعالى : (فَادْخُلِي فِي عِبادِي)(١) أى فى حزبى. والتعبيد : التذليل ، طريق معبّد : مذلّل. وأعبده : اتّخذه عبدا. وأعبدنى فلان فلانا : ملّكنى إيّاه. والتعبيد : الاستعباد ، وهو أن تتخذه عبدا ، وكذلك الاعتباد. وتعبّدنى : اتّخذنى عبدا.

والعبادة : الطاعة ، وهى أبلغ من العبوديّة ، لأنّها غاية التّذلّل لا يستحقّها إلا من له غاية الإفضال ، وهو الله تعالى. والعبادة ضربان : ضرب بالتسخير كما ذكرناه فى السجود ، وضرب بالاختيار وهو لذى النطق ، وهو المأمور به فى قوله : (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ)(٢).

والعبد يقال على أضرب :

الأوّل ـ عبد بحكم الشرع يباع ويبتاع ؛ نحو قوله تعالى : (الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ).

والثانى ـ عبد بالإيجاد ، وذلك ليس إلّا لله تعالى ، وإيّاه قصد بقوله : (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً)(٣).

الثالث ـ عبد بالعبادة والخدمة ، وهو المقصود بقوله : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ)(٤) ، (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا)(٥).

وعبد الدنيا (٦) وأعراضها هو المعتكف على خدمتها ومراعاتها ، وإيّاه قصد النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله : «تعس عبد الدينار ، تعس

__________________

(١) الآية ٢٩ سورة الفجر

(٢) الآية ٢٦ سورة البقرة

(٣) الآية ٩٣ سورة مريم

(٤) الآية ٤١ سورة ص

(٥) الآية ٦٥ سورة الكهف

(٦) كأن هذا هو الضرب الرابع. وقد جعله الراغب قسما من الضرب الثالث ، حيث ذكر أن الضرب الثالث عبد بالعبادة والخدمة ، وأن الناس فى هذا ضربان : عبد عبد الله مخلصا ، وعبد للدنيا وأعراضها. والخدمة عنده خدمة الدنيا. أما المؤلف فجعل الخدمة خدمة الله سبحانه فجعله ضربا واحدا.

٩

عبد الدّرهم (١)». وعلى هذا النوع يصحّ أن يقال : ليس كلّ إنسان عبدا لله ، فإنّ العبد على هذا المعنى العابد ، لكنّ العبد أبلغ من العابد. والناس كلّهم عباد الله بل الأشياء كلها ، بعضها بالتسخير وبعضها بالتسخير والاختيار. قال :

سيّدى إنّنى رجوتك وعدا

ما تجاوزت فى ولائك عهدا

لست آتيك كى أكون حبيبا

فاتّخذنى لعبد عبدك عبدا

قيل : ورد العبد والعبادة فى القرآن على ثلاثين وجها :

الأول ـ عامّ للمؤمن والكافر : (وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ)(٢) ، (رِزْقاً لِلْعِبادِ)(٣)(وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ)(٤).

٢ ـ خاصّ بالمؤمنين : (وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ)(٥) ، (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ)(٦)(قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا)(٧).

٣ ـ خاصّ بالكفار : (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ)(٨) ، (إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ)(٩).

٤ ـ بمعنى المماليك : (وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ)(١٠) ، (وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ)(١١).

٥ ـ بمعنى المطيعين : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ)(١٢).

٦ ـ بمعنى العاصين المجرمين : (وَكَفى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً)(١٣) ، (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ)(١٤).

__________________

(١) من حديث أخرجه البخارى وابن ماجه عن أبى هريرة كما فى الفتح الكبير

(٢) الآيتان ١٥ ، ٢٠ سورة آل عمران

(٣) الآية ١١ سورة ق

(٤) الآية ١٨ سورة الأنعام

(٥) الآية ٣٠ سورة آل عمران

(٦) الآية ١٩ سورة الشورى

(٧) الآية ٣١ سورة إبراهيم

(٨) الآية ٣٠ سورة يس

(٩) الآية ٤٨ سورة غافر

(١٠) الآية ٣٢ سورة النور

(١١) الآية ٢٢١ سورة البقرة

(١٢) الآية ٦٣ سورة الفرقان

(١٣) الآية ١٧ سورة الاسراء

(١٤) الآية ٥٣ سورة الزمر

١٠

٧ ـ بمعنى الأبرار والأخيار : (عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ)(١).

٨ ـ بمعنى المصطفين المجتبين من النّاس كالأنبياء وغيرهم : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا)(٢) ، / (وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى)(٣).

٩ ـ أهل القربة والكرامة : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ)(٤).

١٠ ـ بمعنى أمّة النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(٥) ، (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ)(٦).

١١ ـ بمعنى أمّة موسى عليه‌السلام : (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي)(٧).

١٢ ـ بمعنى الأتقياء : (مِنْ عِبادِنا مَنْ كانَ تَقِيًّا)(٨).

١٣ ـ بمعنى أهل الجنّة : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ)(٩).

١٤ ـ بمعنى قوم نوح عليه‌السلام : (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ)(١٠).

١٥ ـ بمعنى الأنبياء : (وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ)(١١)(يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ)(١٢).

١٦ ـ بمعنى المنازعين للأنبياء : (وَلكِنَّ اللهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلى مَنْ يَشاءُ)(١٣).

__________________

(١) الآية ٦ سورة الانسان

(٢) الآية ٣٢ سورة فاطر

(٣) الآية ٥٩ سورة النمل

(٤) الآية ١٨٦ سورة البقرة

(٥) الآية ٤٩ سورة الحجر

(٦) الآية ١٠٥ سورة الأنبياء

(٧) الآية ٥٢ سورة الشعراء

(٨) الآية ٦٣ سورة مريم

(٩) الآية ٦١ سورة مريم

(١٠) الآية ٢٧ سورة نوح

(١١) الآية ١١ سورة إبراهيم

(١٢) الآية ١٥ سورة غافر

(١٣) الآية ٦ سورة الحشر. والآية ليس فيها «من عباده» كما جاء فى الأصلين خطأ. ومن ثم لا يصح إيراد الآية هنا

١١

١٧ ـ بمعنى ملائكة الملكوت : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ)(١) ، (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ)(٢).

١٨ ـ بمعنى المخلصين المعصومين : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)(٣).

١٩ ـ بمعنى المنصورين على الأعداء : (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ)(٤).

٢٠ ـ بمعنى العلماء : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ)(٥).

٢١ ـ بمعنى المستحقّين للبشرى : (فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ)(٦).

٢٢ ـ بمعنى أهل الخصوص عند الوفاة ويوم القيامة : (يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ)(٧).

٢٣ ـ بمعنى نوح عليه‌السلام : (إِنَّهُ كانَ عَبْداً شَكُوراً)(٨).

٢٤ ـ بمعنى إبراهيم الخليل وأولاده : (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ)(٩).

٢٥ ـ بمعنى لوط : (كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ)(١٠).

٢٦ ـ بمعنى أيّوب عليه‌السلام : (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ)(١١)(وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ)(١٢).

__________________

(١) الآية ١٩ سورة الزخرف

(٢) الآية ٢٦ سورة الأنبياء

(٣) الآية ٤٢ سورة الحجر

(٤) الآية ١٧١ سورة الصافات

(٥) الآية ٢٨ سورة فاطر

(٦) الآيتان ١٧ ، ١٨ سورة الزمر

(٧) الآية ٦٨ سورة الزخرف

(٨) الآية ٣ سورة الاسراء

(٩) الآية ٤٥ سورة ص

(١٠) الآية ١٠ سورة التحريم

(١١) الآية ٤٤ سورة ص

(١٢) الآية ٤١ سورة ص

١٢

٢٧ ـ بمعنى داود فى مقام الأوبة والإنابة : (وَاذْكُرْ عَبْدَنا داوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ)(١).

٢٨ ـ بمعنى سليمان فى مقام شكر النّعمة : (وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ)(٢).

٢٩ ـ بمعنى عيسى عليه‌السلام فى صفة الطهارة والتزكية : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي)(٣) الآية.

٣٠ ـ بمعنى سيّد المرسلين فى ساعة القربة والكرامة : (لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ)(٤) ، (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى)(٥) ، (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ)(٦).

__________________

(١) الآية ١٧ سورة ص

(٢) الآية ٣٠ سورة ص

(٣) الآية ٣٠ سورة مريم

(٤) الآية ١٩ سورة الجن

(٥) الآية ١٠ سورة النجم

(٦) صدر سورة الاسراء

١٣

٣ ـ بصيرة فى عبث وعبر وعبس

العبث : اللعب. وقد عبث يعبث ـ كفرح يفرح ـ عبثا. والعبثة ـ بالفتح ـ المرّة الواحدة. والمادّة موضوعة للخلط. وقد عبثه يعبثه ـ كضربه يضربه ـ عبثا : خلطه. والعبيثة (١) : الأقط يخلط جافّه برطبه ليحمل يابسه رطبه. والعبيثة : طعام يطبخ ويجعل فيه جراد. وعبيثة النّاس : أخلاطهم ، قال رؤبة يمدح الحارث الهجيمىّ.

وقلت إذ أعيا امتياثا مائث

وطاحت الألبان والعبائث

إنّك يا حارث نعم الحارث

أعزّنى مجد له مآرث (٢)

أصل العبر تجاوز من حال إلى حال. وأمّا العبور فيختص بتجاوز الماء إمّا بسباحة أو فى سفينة أو على بعير أو قنطرة ، ومنه [عبر (٣) النهر لجانبه حيث يعبر منه أو إليه. واشتقّ منه عبر العين للدمع]. [و] الفرات يضرب العبرين بالزبد ، وهما شطّاه وجانباه لأنّه يعبر منه أو إليه.

وناقة عبر أسفار ـ بالضمّ وبالكسر ـ : لا تزال يسافر عليها ، قال النابغة :

وقفت فيها سراة اليوم أسألها

عن آل نعم أمونا عبر أسفار (٤)

ومنه العبرة للدّمعة. ومنه عابر سبيل. وعبر القوم : ماتوا كأنّهم عبروا قنطرة الدنيا. وأمّا العبارة فمختصمة بالكلام العابر الهواء (٥) من لسان

__________________

(١) فى الأصلين : «العبثة» ، وما أثبت عما فى اللسان والتاج

(٢) الديوان : ٢٩ (ق ١٢ : ١٢ ـ ١٧)

(٣) سقط ما بين القوسين فى ب

(٤) «فيها» أى فى دار نعم. وسراة اليوم أى حيث ارتفع النهار. الأمون : الناقة القوية الوثيقة الخلق

(٥) سقط فى ب

١٤

المتكلّم إلى / سمع السّامع. والاعتبار والعبرة : الحالة التى يتوصّل بها من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد. والتعبير مختصّ بتفسير الرؤيا. وهو العابر من ظاهرها إلى باطنها. وهو أخصّ من التأويل. والتأويل يقال [فيه وفى غيره](١). وقد عبر الرّؤيا يعبرها عبرا وعبارة ، قال تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(٢).

وعبرت الكتاب عبرا : قرأته فى نفسى ولم أرفع به صوتى.

وغلام معبر وجارية معبرة : لم يختنا. وتقول : يا ابن المعبرة. وبنو فلان يعبرون النّساء ، ويبيعون الماء ، ويعتصرون العطاء ، أى يرتجعونه. وأحصى قاضى البدو المخفوضات والبظر (٣) فقال : وجدت أكثر العفائف موعبات (٤) ، وأكثر الفواحش معبرات.

والعبوس : قطوب الوجه. أعوذ بالله من ليلة بوس ، ويوم عبوس.

__________________

(١) زيادة من الراغب

(٢) الآية ٤٣ سورة يوسف

(٣) البظر جمع بظراء وهى التى لم تختن. وموعبات : ختن فأوعب ختانهن

١٥

٤ ـ بصيرة فى عبأ وعبقر وعتب

عبأت الطّيب عبئا : إذا هيّأته وصنعته وخلطته. قال أبو زبيد حرملة ابن المنذر الطّائىّ يصف أسدا :

كأنّ بنحره وبمنكبيه

عبيرا بات تعبؤه عروس

وما عبأت بفلان عبئا ، أى ما باليت به قال ، تعالى : (قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي)(١). والمعبأ : المذهب. وعبء الشمس : ضياؤها. وعبّأت الشىء تعبئة وتعبيئا : هيّأته.

وعبقر : بلاد الجنّ. وقيل : قرية يسكنها الجنّ. وقيل : أرض ينسب إليها كلّ مارد (٢) من إنسان وحيوان وثوب. وكلّ فائق غريب ممّا يصعب عمله ؛ وكلّ شىء عظيم فى نفسه. وعبقرىّ القوم سيّدهم وكبيرهم وقويّهم. وفى حديث عمر أنّه كان يسجد على عبقرىّ ، قيل : هو الدّيباج وقيل : هو البسط الموشية. وقيل : الطنافس الثخان ، قال تعالى : (وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ)(٣) جعله الله مثلا لفرش الجنّة.

والعتب : الموجدة (٤). عتب عليه يعتب ويعتب عتبا ومعتبا أى وجد عليه ، قال : الغطمّش :

أخلّاى لو غير الحمام أصابكم

عتبت ولكن ما على الموت معتب (٥)

__________________

(١) الآية ٧٧ سورة الفرقان

(٢) المارد : الذى بلغ فى أمر الغاية التى يخرج بها من نوعه. وتراه أطلقه على الثوب

(٣) الآية ٧٦ سورة الرحمن

(٤) الموجدة على المرء : الغضب عليه

(٥) الحمام : الموت. وقبله ـ كما فى اللسان :

أقول وقد فاضت بعينى عبرة

أرى الدهر يبقى والأخلاء تذهب

وقوله : «أخلاى» أصله : أخلائى. وقيل : إن الرواية الصحيحة : أخلاء بكسر الهمزة وحذف ياء المتكلم وانظر اللسان : وفى ا : «الدهر» بدل «الموت»

١٦

والاسم المعتبة والمعتبة. والعتب : الدّرج ، وكلّ مرقاة منها عتبة ، والجمع عتبات. والعتبة : أسكفّة الباب والجمع عتب. والعرب تكنى عن المرأة بالعتبة والنعل والقارورة والبيت والغلّ والقيد والرّيحانة والقوصرّة والشاة والنعجة. وحمل فلان على عتبة ، أى على أمر كريه. وعتبت فلانا : أبرزت له الغلظة التى وجدت له فى صدرى. وأعتبته : حملته على العتب. وأعتبته أيضا : أزلت (١) عنه [العتب](٢) نحو أشكيته. والعتوب : من لا يعمل فيه العتاب. واستعتبته فأعتبنى ، أى استرضيته فأرضانى ، قال تعالى : (لا يُخْرَجُونَ مِنْها وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ)(٣). وقوله تعالى : (وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ)(٤) أى إن يستقيلوا ربّهم لم يقلهم ، أى لم يردّهم إلى الدنيا ؛ وقرأ عبيد بن عمير : (وإن يُستَعْتَبوا) على ما لم يسمّ فاعله ، أى إن أقالهم الله تعالى وردّهم إلى الدنيا لم يعملوا بطاعته لما سبق فى علم الله تعالى من الشقاء ، قال الله تعالى : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ)(٥). وعاتبته معاتبة وعتابا ، قال :

أعاتب ذا المودّة من صديق

إذا ما رابنى منه اجتناب

إذا ذهب العتاب فليس ودّ

ويبقى الودّ ما بقى العتاب

__________________

(١) فى الأصلين : «عزلت» وما أثبت من الراغب

(٢) زيادة من الراغب

(٣) الآية ٣٥ سورة الجاثية

(٤) الآية ٢٤ سورة فصلت

(٥) الآية ٢٨ سورة الأنعام

١٧

٥ ـ بصيرة فى عتد وعتق وعتل وعتو

الشّىء العتيد : الحاضر المهيّأ. وقوله تعالى : / (هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ)(١) أى هذا ما كتبته من عمله عتيد ، أى معتد معدّ. وقد عتد عتادة وعتادا. وقال تعالى : (إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(٢) أى يعتد أعمال العباد. وأعتده : أعدّه ليوم ، ومنه قوله : (أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ)(٣) ، قيل : هو أفعلنا من العتاد ، وقيل : أصله أعددنا فأبدل من أحد الدّالين تاء. وقوله تعالى : (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً)(٤) : هيّأت.

والعتيق : المتقدّم فى الزّمان أو المكان أو الرّتبة ، ولذلك قيل للقديم : عتيق ، وللكريم : عتيق ، ولمن خلّى عن الرّق : عتيق ، ولمن حسن وجهه : عتيق. وبه سمّى الصّدّيق لجماله.

وقوله تعالى : (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)(٥) إمّا لقدمه زمانا فإنه أوّل بيت وضع ، أو لأنه لم يزل معتقا من تسلّط الجبابرة. والعاتق : ما بين المنكبين لارتفاعه على سائر الجسد. والعتق : الحسن ، قال أبو النجم :

وأرى البياض على النساء جهارة

والعتق أعرفه على الأدماء (٦)

وهى عاتق من العواتق ، للشّابة أوّل ما أدركت.

عتله يعتله ويعتله عتلا : أخذ بتلبيبه (٧) فجرّه إلى حبس أو نحوه.

__________________

(١) الآية ٢٣ سورة ق

(٢) الآية ١٨ سورة ق

(٣) الآية ١٨ سورة النساء

(٤) الآية ٣١ سورة يوسف

(٥) الآية ٢٩ سورة الحج

(٦) كأنه يريد بالجهارة حسن المنظر ، يقول : إن البياض للنساء يكسبهن منظرا حسنا ، ولكن الجمال الحقيقى عند الأدماء أى السمراء

(٧) يقال : أخذ بتلبيبه : إذا جمع ثيابه عند نحره فى الخصومة ثم جره

١٨

قال تعالى : (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ)(١). وعتل النّاقة : أخذ بزمامها فقادها عنيفا.

والعتلّ : الشديد الأكول المنيع (٢) الجافى الغليظ ، والرمح الغليظ.

والعتلة : حديدة لها رأس مفلطح يهدم بها الحائط ، والناقة التى لا تلقح.

والعتوّ : النّبوّ عن الطّاعة ، عتا عتوّا وعتيّا وعتيّا : استكبر وجاوز الحدّ فهو عات وعتىّ. والجمع : عتىّ. قال تعالى : (أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا)(٣) قيل : العتىّ هنا مصدر ، وقيل : جمع عات. وقال تعالى : (وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا)(٤) أى حالة لا سبيل إلى إصلاحها (٥) ومعالجتها قال (٦) :

ومن العناء رياضة الهرم

__________________

(١) الآية ٤٧ سورة الدخان

(٢) فى الراغب : «المنوع» وفى التاج أنه الصواب

(٣) الآية ٦٩ سورة مريم

(٤) الآية ٨ سورة مريم

(٥) فى عبارة التاج المنقولة عن الراغب «إصلاحه» أى المتكلم ، وما هنا يراد إصلاح الحالة

(٦) حذف من عبارة الراغب ما يحسن معه هذا الشاهد وهو : «وقيل : إلى رياضته وهى الحالة المشار إليها بقول الشاعر : ومن العناء .......» والمؤلف يقع فى مثل هذا من رغبته فى اختصار عبارة الراغب

١٩

٦ ـ بصيرة فى عثر وعثى وعجب

ناقة عثور ، وبها عثار : لا تزال تعثر أى تسقط على وجهها. عثر الرجل يعثر عثارا وعثورا : إذا سقط على شىء. يقال : عثرت على كذا. ويتجوّز به فيمن يطّلع على أمر من غير طلبه ، وقوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ)(١) أى وقّفناهم عليهم من غير أن طلبوا(٢).

عثى يعثى ويعثى ، وعثى يعثى كرضى يرضى عثيّا وعثيّا وعثيانا ، وعثا يعثو عثوّا : أفسد. والأعثى : الأحمق ، والأسود اللون. قال تعالى (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ)(٣).

والعجب : ما لا يعرف سببه ، أو حالة تعرض عند الجهل بسبب الشىء ، ولهذا لا يصحّ التعجّب على الله تعالى. عجب منه يعجب ، كعلم يعلم.

وفى الحديث : «عجب الله من قوم يدخلون [الجنّة فى السلاسل (٤)]» «وعجب ربّكم من إلّكم (٥) وقنوطكم» ، «وعجب الله من صنيعكما الليلة بضيفكما» ، «وتعجّب ربّك من الشابّ ليست له صبوة» ، فإن العجب فى هذه الأحاديث يفسّر بالرضا. وقال ابن الأنبارىّ : عجب الله ، أى عظم ذلك عنده وكبر جزاؤكم منه.

__________________

(١) الآية ٢١ سورة الكهف

(٢) فى ا : «يطلبوا»

(٣) الآية ٦٠ سورة البقرة. وورد فى مواطن أخر

(٤) زيادة من التاج

(٥) الال : شدة القنوط

٢٠