الوجيز في تفسير القرآن العزيز - ج ٣

الشيخ علي بن الحسين بن أبي جامع العاملي

الوجيز في تفسير القرآن العزيز - ج ٣

المؤلف:

الشيخ علي بن الحسين بن أبي جامع العاملي


المحقق: الشيخ مالك المحمودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القرآن الكريم
المطبعة: نگين
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٨٤

فشغلته حتى غربت الشّمس ففاتته العصر.

[٣٢] ـ (فَقالَ إِنِّي) وفتح «الياء» «الحرميّان» و «أبو عمرو» (١) (أَحْبَبْتُ) أردت (حُبَّ الْخَيْرِ) أي الخيل ، سماها خيرا لأنّه معقود بنواصيها كما في الحديث (٢) (عَنْ ذِكْرِ رَبِّي) عن أمره ايّاى بحبّها وارتباطها ، أو عن الصلاة.

وعدّى ب «عن» لتضمّنه معنى «أنبت» (حَتَّى تَوارَتْ) أي الشّمس بدلالة العشىّ عليها (بِالْحِجابِ) بحجاب الأفق أي غربت أو حتى غابت الخيل عن بصره حين أجريت.

[٣٣] ـ (رُدُّوها) أي الشّمس (عَلَيَ) أيّها الملائكة الموكّلون بها.

طلب منهم ردّها بأمر الله إيّاه بذلك ، فردّت فصلى كما ردّت ل «يوشع» و «عليّ» عليه‌السلام ، أو الضمير للخيل (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) فجعل يمسح سوقها وأعناقها بيده مسحا حبّا لها.

وقيل : مسحها : قطعها بالسّيف أي ذبحها وتصدّق بلحمها تقرّبا الى الله بأعزّ ماله (٣).

وقيل : وسم سوقها وأعناقها فجعلها في سبيل الله ، (٤) وعن «ابن كثير» همز «السّوق» (٥).

[٣٤] ـ (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ) اختبرناه وامتحنّاه (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً).

عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انّ «سليمان» قال لأطوفنّ الليلة على سبعين امرأة ،

__________________

(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٥.

(٢) منها : الخير معقود في نواصي الخيل الى يوم القيامة ، وللمزيد ينظر وسائل الشيعة ٨ : ٣٤١ الباب / ٢.

(٣) قاله ابو عبيدة ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٥ مع اختلاف يسير ـ.

(٤) قاله ابو عبيدة ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٥ وفيه «مسح» بدل وسم ـ.

(٥) تفسير البيضاوي ٤ : ٨٩.

١٠١

تلد كلّ واحدة فارسا يجاهد في سبيل الله ، ولم يقل «إن شاء الله» ، فطاف عليهنّ فلم تحمل إلّا واحدة منهن بشق رجل ، (١) فوالذي نفسي بيده ، لو قال إن شاء الله لجاهدوا فرسانا (ثُمَّ أَنابَ) رجع منقطعا إلى الله بالاستغفار عن ترك الاستثناء المندوب إليه (٢).

وقيل : ولد له ولد فقصد الشياطين قتله فعلم بذلك فاسترضعه في السّحاب فما شعر إلّا وقد ألقى على كرسيّه ميّتا تنبيها على غفلته عن التوكل على ربّه ثمّ أناب إليه (٣).

وقيل : ابتلى بمرض فضعف حتى صار جسدا ملقى على كرسيه «ثمّ أناب» رجع الى حال الصحة.

وما قيل أنّ ملكه كان في خاتمه وكان يضعه عند بعض نسائه إذا أراد الخلا فتمثّل شيطان بصورته ، فأخذه فجلس على كرسيّه وعكف عليه الجن (٤) وأنكروا «سليمان» لتغيّر هيئته فقذف الشّيطان الخاتم في البحر فابتلعته سمكة ، فوقعت في يد «سليمان» فوجده في بطنها فلبسه فرجع الى ملكه ، (٥) فهذا وما أشبهه من النّقل مخالف لقضية العقل (٦).

[٣٥] ـ (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي) قاله انقطاعا الى ربّه أو استغفر ممّا الأولى خلافه (وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي) لا يكون (لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) أي غيري ممّن بعثت إليهم ليكون معجزة لي. وفتح «نافع» و «أبو عمرو» : «الياء» (٧)

__________________

(١) اي ناقص الخلقة.

(٢) تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٥.

(٣) قاله مجاهد ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٦.

(٤) في «ألف» : وعلف على الخلق وفي «ب» : عليه الخلق.

(٥) قاله ابو مسلم ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٦ ـ.

(٦) للمزيد ينظر تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٧٦.

(٧) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٥.

١٠٢

(إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).

[٣٦] ـ (فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً) ليّنة أي في وقت ، وعاصفة في آخر أو مطيعة (حَيْثُ أَصابَ) أراد.

[٣٧] ـ (وَالشَّياطِينَ) عطف على «الرّيح» ويبدل منه (كُلَّ بَنَّاءٍ) أبنية عجيبة (وَغَوَّاصٍ) في البحر يستخرج اللؤلؤ.

[٣٨] ـ (وَآخَرِينَ) عطف على «الشياطين» أو كلّ (مُقَرَّنِينَ) أي بعضهم مع بعض (فِي الْأَصْفادِ) جمع صفد وهو القيد والوثاق.

وسمّى به العطاء لأنّه يرتبط [به] ـ (١) المعطي [له] ـ (٢).

[٣٩] ـ (هذا) أي وقلنا له : هذا الّذي أعطيناك من الملك والتّسلّط (عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ) فأعط من شئت وامنع من شئت (بِغَيْرِ حِسابٍ) متعلق بالأمرين اي لا حرج ولا حساب عليك في ذلك ، فتصرّف فيه كيف شئت.

أو بعطائنا ، اي : عطاء جمّ كثير وما بينهما اعتراض.

[٤٠] ـ (وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) في الجنة مع ماله من الملك في الدنيا.

[٤١] ـ (وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ) هو من ولد «عيص بن إسحاق» وزوجته «ليا» بنت «يعقوب» أو «رحمة» بنت «افراثيم بن يوسف» (إِذْ نادى رَبَّهُ) بدل من «عبدنا» و «ايّوب» بيان له (أَنِّي) بأني (مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ) وسكّن «حمزة» : «الياء» (٣) (بِنُصْبٍ) بتعب ، وقرأ «يعقوب» بضمّتين (٤) (وَعَذابٍ) ألم.

وأسنده الى الشّيطان لأنّ الله سلّطه عليه ابتلاء لصبره أو لرعاية الأدب.

__________________

(١) الزيادة من تفسير البيضاوي ٤ : ٩٠.

(٢) الزيادة من تفسير البيضاوي ٤ : ٩٠.

(٣) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٥.

(٤) النشر في القراءات العشر ٢ : ٣٦١ ، وفيه : وقرأ يعقوب بفتحها ...

١٠٣

أو لأنّ المراد مسّه بالأحزان الحاصلة له بوسوسته من تعظيم بلائه واغرائه على الجزع والقنوط من الرّحمة.

[٤٢] ـ (ارْكُضْ) أي وقيل له اضرب (بِرِجْلِكَ) الأرض ، فضربها فنبعت عين ، ففي : ل (هذا مُغْتَسَلٌ) ما تغتسل به (بارِدٌ وَشَرابٌ) تشرب منه ، فاغتسل وشرب فبرأ ظاهره وباطنه.

[٤٣] ـ (وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ) بأن ولد له ضعف ما هلك أو أحياهم وولد مثلهم (رَحْمَةً مِنَّا) لرحمتنا عليه (وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ) وعظة لهم ليصبروا كما صبر.

[٤٤] ـ (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً) حزمة من حشيش ونحوه (فَاضْرِبْ بِهِ) زوجتك ضربة واحدة ، وكان قد حلف أن يضربها مائة جلدة لإبطائها عليه ، أو لقول أنكره منها (وَلا تَحْنَثْ) بترك ضربها ، حلّل الله يمينه بذلك (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً) على البلاء ، ولا ينافيه شكواه الى الله تعالى وطلبه كشف ضرّه ، بل يحقّقه : (نِعْمَ الْعَبْدُ) ايّوب (إِنَّهُ أَوَّابٌ) الى الله بالانقطاع إليه.

[٤٥] ـ (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) وقرأ «ابن كثير» «عبدنا» (١) بجعل «ابراهيم» ، لفضله بيانا له وما بعده عطف على «عبدنا» (أُولِي الْأَيْدِي) القوة في الطاعة (وَالْأَبْصارِ) البصيرة في الدّين ، أو اولى العمل والعلم لأنّ أكثر الأعمال باليد وأقوى مبادئ المعرفة : البصر.

[٤٦] ـ (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ) جعلناهم خالصين لنا بسبب خصلة خالصة لا شوب فيها ، هي : (ذِكْرَى الدَّارِ) تذكّرهم للدّار الحقيقيّة وهي الآخرة والعمل لها ، وأضاف «نافع» و «هشام» «بخالصة» الى «ذكرى» (٢) للبيان أو لكونها مصدرا أضيف

__________________

(١) حجة القراءات : ٦١٣.

(٢) حجة القراءات : ٦١٣ والكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣١.

١٠٤

الى فاعله ، أي : بخلوص ذكراها.

[٤٧] ـ (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ) المختارين (الْأَخْيارِ) جمع «خيّر» مشدّدا أو مخففا كأموات لميّت وميت ، أو خير كشرّ واشرار.

[٤٨] ـ (وَاذْكُرْ إِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ) «ابن أخطوب» : وشدّد «حمزة» و «الكسائي» «اللام» وسكّنا «الياء» (١) وعلى القرائتين علم أعجميّ دخلته اللام (وَذَا الْكِفْلِ) اختلف في نبوّته.

وعن الباقر عليه‌السلام : انّه نبي مرسل ، سمّي به لتكفله بصيام نهاره وقيام ليله والحكم بالحقّ فوفى به.

أو لأنّه كفّل مائة نبىّ ، فرّوا إليه من القتل أو لغير ذلك وسبق في الأنبياء (٢) (وَكُلٌ) أي وكلّهم : (مِنَ الْأَخْيارِ).

[٤٩] ـ (هذا) أي ما ذكر من أحوالهم (ذِكْرٌ) شرف لهم أو نوع من الذّكر وهو القرآن ، ثمّ أخذ في ذكر جزاء المتّقين والطّاغين فقال : (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ) مرجع في الآخرة.

[٥٠] ـ (جَنَّاتِ عَدْنٍ) بيان له (مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) منها ، حال منها وعاملها معنى الفعل في «للمتقين» والمعنى لا يقفون حتى تفتح.

[٥١] ـ (مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها) حالان مترادفان أو متداخلان من الضّمير في «لهم» أو «يدعون» استئناف و «متّكئين» حال من ضميره (بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ) أي يتحكّمون في ثمارها وشرابها ، فإذا قالوا لشيء منها : أقبل ، حصل عندهم.

[٥٢] ـ (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ) على ازواجهنّ (أَتْرابٌ) جمع ترب وهو اللدّة ، أي : لدّات.

__________________

(١) النشر في القراءات العشر ٢ : ٣٦١ و ٢٦٠.

(٢) سورة الأنبياء : ٢١ / ٨٥.

١٠٥

أو : قرينات لهم في السّنّ أو بعضهنّ قرين بعض ، لا عجائز ولا صبيّة ، من التّراب لأنّه مسّهن في وقت واحد.

[٥٣] ـ (هذا) المذكور (ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ) لأجله ، وقرا «ابن كثير» و «أبو عمرو» : بالياء (١).

[٥٤] ـ (إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ) انقطاع.

[٥٥] ـ (هذا) أي الأمر هذا ، أو خذ هذا ، أو هذا للمؤمنين (وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ).

[٥٦] ـ (جَهَنَّمَ) مرّ إعرابه (٢) (يَصْلَوْنَها) يدخلونها (فَبِئْسَ الْمِهادُ) الفراش الممهّد هي.

[٥٧] ـ (هذا) أي العذاب هذا ، أو مفعول فعل يفسّره : (فَلْيَذُوقُوهُ) أو مبتدأ خبره : (حَمِيمٌ) ماء شديد الحرارة ، وهو على الأوّلين خبر محذوف أي هو حميم (وَغَسَّاقٌ) (٣) ما يغسق أي يسيل من صديد أهل النار ، وشدّده «حفص» و «حمزة» و «الكسائي» (٤).

[٥٨] ـ (وَآخَرُ) ومذوق آخر ، وضمّه «أبو عمرو» جمعا (٥) أي ومذوقات أخر (مِنْ شَكْلِهِ) من مثل المذكور من الحميم والغسّاق في الشّدّة (أَزْواجٌ) انواع ، خبر ل «آخر» أو صفة له ، أو للثلاثة ، ويقال لقادتهم إذا دخلوا النّار ثمّ دخل الأتباع.

[٥٩] ـ (هذا فَوْجٌ) جمع (مُقْتَحِمٌ) داخل بشدّة (مَعَكُمْ) النّار ، فيقول

__________________

(١) حجة القراءات : ٦١٤.

(٢) قد مرّ كرارا في موارد ، منها سورة البقرة ٢ : ٢٦٠ وآل عمران ٣ : ١٢ و ١٦٢.

(٣) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «غسّاق» بتشديد السين ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.

(٤) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٢.

(٥) حجة القراءات : ٦١٥.

١٠٦

القادة : (لا مَرْحَباً بِهِمْ) لا أتو رحبا وسعة ، و «بهم» بيان للمدعوّ عليهم (إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ) داخلوها مثلنا فيشددون الضيق علينا.

[٦٠] ـ (قالُوا) ـ أي الأتباع ـ : (بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ) بل أنتم أحقّ بما قلتم ، وعلّلوه بقولهم (أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ) أي العذاب (لَنا) بحملكم إيّانا على العمل الّذي هذا جزاؤه (فَبِئْسَ الْقَرارُ) المقرّ لنا ولكم جهنم.

[٦١] ـ (قالُوا) ـ أيضا ـ : (رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ) مضاعفا بأن يزيد على عذابه مثله فيصير ضعفين.

[٦٢] ـ (وَقالُوا) ـ أي أهل النّار ـ : (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ) يعنون المؤمنين ، أو فقرائهم الّذين يسترذلونهم.

وعن الصادق عليه‌السلام : يعنونكم معشر الشّيعة ، لا يرونكم في النّار ، لا يرون والله واحدا منكم في النّار (١).

[٦٣] ـ (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا) استفهام إنكاريّ على أنفسهم ، وتأنيب لها بالاستسخار منهم ، وقرأ «أبو عمرو» و «حمزة» و «الكسائي» بهمزة الوصل صفة اخرى ل «رجالا» (٢).

وضمّ «نافع» و «حمزة» و «الكسائي» «سخريّا» (٣) وبيّن في المؤمنين (٤) (أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ) «أم» عديلة ل «ما لنا لا نرى» كأنّهم قالوا : أليسوا فيها ، أم فيها ومالت عنهم أبصارنا فلم نرهم ، أو لاتخذناهم على الاستفهام.

وجعل «زيغ الأبصار» كناية عن حقيرهم اي : أسخرنا منهم أم حقرناهم إنكارا

__________________

(١) تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٨٤ وورد نظيره في تفسير القمي ٢ : ٢٤٣.

(٢) حجة القراءات : ٦١٦.

(٣) حجة القراءات : ٦١٨.

(٤) سورة المؤمنون : ٢٣ / ١١٠.

١٠٧

لهما أو منقطعة تتعلّق ب «مالنا» أو ب «اتّخذناهم».

[٦٤] ـ (إِنَّ ذلِكَ) المحكيّ عنهم (لَحَقٌ) واجب الوقوع وهو : (تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ) بعضهم لبعض (١).

[٦٥] ـ (قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ) مخوف بالعذاب (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ الْواحِدُ) من جميع الوجوه (الْقَهَّارُ) لكل شيء.

[٦٦] ـ (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) أردف القهر باللطف ، ثمّ أكّدهما بقوله : (الْعَزِيزُ) الغالب على أمره (الْغَفَّارُ) لذنوب من يشاء (٢).

[٦٧] ـ (قُلْ هُوَ) أي ما أنبأتكم به من التوحيد والنبوة والبعث أو القرآن المعجز (نَبَأٌ عَظِيمٌ).

[٦٨] ـ (أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) لا تنظرون في حججه الباهرة لتعلموا حقّيّته.

[٦٩] ـ (ما كانَ لِي) (٣) (مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى) أي الملائكة ، وفتح «حفص» الياء (٤) (إِذْ يَخْتَصِمُونَ) يتقاولون ، فأنبأني بتقاولهم لا يكون إلّا عن وحيي ، وشبّه بالتخاصم لأنّه سؤال وجواب و «إذ» ظرف ل «علم».

[٧٠] ـ (إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) المستثنى علّة ل «يوحى» أو مرفوع به.

[٧١] ـ (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ) نصب باذكر مقدّرا ، أو بدلا من «إذ» قبله ، ممّا تقاولوا فيه أمر آدم من قولهم : (أَتَجْعَلُ فِيها) (٥) الى آخره ،

__________________

(١) كلمة «لبعض» غير موجودة في «ج».

(٢) في «ج» : الغفار لكلّ شيء من ذنوب عباده لمن يشاء.

(٣) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «لي» بفتح الياء ـ كما سيشير اليه المؤلف ـ.

(٤) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٥.

(٥) سورة البقرة : ٢ / ٣٠.

١٠٨

كأنهم قالوه اوّلا فيما بينهم ، ثمّ خاطبوا الله به فلا يعمّه الملأ الأعلى إلا أن يراد علوّ الشّرف فيعمّه والملائكة ، واقتصر من قصته على ما هو الغرض وهو إنذار الكفرة على استكبارهم على الرّسول بما حلّ بإبليس على استكباره على آدم.

[٧٢] ـ (فَإِذا سَوَّيْتُهُ) عدّلته (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) أحييته وأضاف الرّوح الى نفسه تشريفا له (فَقَعُوا لَهُ) لتكرمته (ساجِدِينَ) لله.

[٧٣] ـ (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ) تأكيدان.

[٧٤] ـ (إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) فسّر في البقرة (١).

[٧٥] ـ (قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) بنفسي بلا توسط سبب وهذا تشريف له.

والتثنية تشعر بمزيد العناية بخلقه (أَسْتَكْبَرْتَ) أطلبت الكبر من غير استحقاق (أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) المستحقّين للّتفوّق فتكبّرت ، استفهام توبيخ.

[٧٦] ـ (قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) أجاب بعلوّه وجعله مانعا ، وعلّله بقوله : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) وبيّن في الأعراف (٢).

[٧٧] ـ (قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ).

[٧٨] ـ (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي) وفتح «نافع» : «الياء» (٣) (إِلى يَوْمِ الدِّينِ).

[٧٩] ـ (قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).

[٨٠] ـ (قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ).

[٨١] ـ (إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) فسّر في الحجر (٤).

__________________

(١) سورة البقرة : ٢ / ٣٤.

(٢) سورة الأعراف : ، / ١٢.

(٣) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٥.

(٤) سورة الحجر : ١٥ / ٣٨.

١٠٩

[٨٢] ـ (قالَ فَبِعِزَّتِكَ) بقهرك وقدرتك (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).

[٨٣] ـ (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) ـ بالقرائتين ـ الّذين أخلصتهم لطاعتك بلطفك وأخلصوا دينهم لك.

[٨٤] ـ (قالَ فَالْحَقُ) نصب بمقدّر أي أحقّ الحقّ (وَالْحَقَ) مفعول :

(أَقُولُ) أو الأوّل بنزع حرف ، القسم ويراد به اسم الله ، ورفعه «عاصم» و «حمزة» مبتدأ أي : الحقّ قسمي (١) أو خبرا ، أي : أنا الحق وجواب القسم :

[٨٥] ـ (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ) وما بينهما اعتراض (مِنْكَ) من جنسك وهم الشياطين (وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ) من الناس (أَجْمَعِينَ) تأكيد للجنسين.

[٨٦] ـ (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ) على تبليغ الوحي والقرآن (وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) المنتحلين لما لا حجة عليه من النبوّة والقرآن.

[٨٧] ـ (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ) عظة (لِلْعالَمِينَ) للثقلين.

[٨٨] ـ (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ) خبر صدقه (بَعْدَ حِينٍ) بعد الموت.

النّاس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ، أو يوم القيامة أو عند علوّ الدّين ، تهديد لهم وتخويف.

__________________

(١) حجة القراءات : ٦١٨.

١١٠

سورة الزّمر

[٣٩]

اثنتان أو خمس وسبعون آية مكية إلّا آية : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا ...).

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] ـ (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) القرآن ، مبتدأ خبره : (مِنَ اللهِ) أو خبر محذوف كهذا والجارّ صلته ، أو خبر ثان أو حال عاملها «تنزيل» (الْعَزِيزِ) في سلطانه (الْحَكِيمِ) في تدبيره.

[٢] ـ (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) متلبسا (بِالْحَقِ) فكلّ ما فيه حقّ ، مؤيّد بالحجة (فَاعْبُدِ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ) من الشرك وأغراض الدّنيا.

[٣] ـ (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ) أي وجب اختصاصه بالطّاعة الّتي لا يشوبها غرض دنيويّ ، أو شرك ظاهر أو خفيّ (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا) أي المشركون (مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) كالملائكة و «عيسى» والأصنام وخبر «الّذين» : (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) قربى ، بتقدير القول أو هو حال ، والخبر : (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ) وان أريد ب «الّذين» الشّركاء على حذف العائد أي اتخذوهم ، والواو للمشركين لقرينة المقام تعيّن الوجه الثّاني (فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) من أمر الدّين ، فيثيب المحق ويعاقب

١١١

المبطل.

والضّمير للكفرة واضدادهم ، أو لهم ولآلهتهم (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ) بنسبة الشّريك والولد إليه (كَفَّارٌ) لنعمه بعبادة غيره أي يخلّيه وكفره أو لا يحكم بهدايته.

[٤] ـ (لَوْ أَرادَ اللهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً) كما زعموا (لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ) واصطفاؤه من مخلوقاته ولدا باطل ، لوجوب مماثلته الولد لوالده في الماهية ، والمخلوق لا يماثل الخالق ويقرّر هذا : (سُبْحانَهُ هُوَ اللهُ) ألا له الحق والغني المطلق (الْواحِدُ) بالذّات لا شريك له ولا ولد (الْقَهَّارُ) بلا زوال يحوجه الى ولد يخلفه ويحقق ما ذكر :

[٥] ـ (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ) يغشى كلّا منهما الآخر ، كأنّما ألبسه ولفّ عليه ، أو يدخل كلا منهما على الآخر فيزيد في كلّ مثل ما ينقص من الآخر (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى) منتهى دوره ، أو يوم القيامة (أَلا هُوَ الْعَزِيزُ) الغالب الّذي لا يغالب (الْغَفَّارُ) برحمته لمن يشاء.

[٦] ـ (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) فيه آيتان ، خلق «آدم» من غير أب وامّ وتشعيب الخلق الكثير منه لأنّ زوجه «حوّاء» منه كما قال : (ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها) من فضل طينته أو من ضلعه وهو آية ثالثة ، و «ثمّ» لتفاوت ما بين الآيتين ، إذ التّوليد عادة جارية ، أو عطف على معنى واحدة أي من نفس وحدت ثمّ شفّعها بزوج منها أو على صفة مقدّرة لنفس نحو خلقها (وَأَنْزَلَ لَكُمْ) وأنشأ بسبب ما أنزله من المطر ، أو قسّم لأنّ قسمته كتبت في اللوح وتنزل من هناك (مِنَ الْأَنْعامِ) الإبل والبقر والضّأن والمعز (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ) من كلّ زوجين ذكرا وأنثى (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ) أنتم وسائر الحيوان ، غلّب العقلاء فخاطبهم لشرفهم (خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ) نطفا ثمّ علقا

١١٢

ثم مضغا ثمّ عظاما ثمّ كسوتها لحما ، ثمّ حيوانا سويّا (فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) ظلمة البطن والرّحم والمشيمة (ذلِكُمُ) الفاعل لهذه (اللهُ رَبُّكُمْ) هو إلهكم الحقّ المالك لكم (لَهُ الْمُلْكُ) على الحقيقة (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) إذ لا خالق سواه ، ومرّ اعرابه في فاطر (١) (فَأَنَّى) فكيف (تُصْرَفُونَ) عن توحيده الى الإشراك به.

[٧] ـ (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ) عن ايمانكم (وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) ويلزمه أن لا يريده منهم ولا يخلقه فيهم بلا تأثير لقدرتهم واختيارهم فيه ، وإلّا لم يكن راضيا بفعل نفسه ، وكونه لرحمته بهم لم يرض بما يضرّهم لا يجدي ، إذ كما انّ رحمته توجب عدم رضاه به فكذلك توجب عدم ارادته وعدم خلقه بلا إختيار لهم أولى ، وتخصيص العباد بالمؤمنين خلاف الظاهر.

ودعوى «النّيسابوري» انّه لم يرد مضافا إليه تعالى إلّا مرادا به المؤمنون ، يكذّبها : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ) (٢) الآية ، وكذا جعل الرّضا بمعنى مدحهم عليه (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) الهاء لمصدر «تشكروا» وأشبع ضمتها «ابن كثير» و «ابن عامر» و «الكسائي» و «نافع» في رواية ، وعن «ابى عمرو» إسكانها (٣) (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) مرّ مثله مرارا.

[٨] ـ (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً) راجعا (إِلَيْهِ) لكشف ضرّه (ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ) أعطاه ، من الخول : التّعهّد أو الافتخار (نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ) أي الضّرّ الّذي كان يدعو ربّه الى كشفه ، أو ربّه الّذي كان يتضرّع إليه ، و «ما» بمعنى» «من» (وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً) شركاء (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) وفتح «الياء» «ابن كثير»

__________________

(١) سورة فاطر : ٣٥ / ١٠.

(٢) سورة الفرقان : ٢٥ / ١٧.

(٣) حجة القراءات : ٦١٩.

١١٣

و «أبو عمرو» (١) (قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ) الذي تشتهيه لا لحجّة ، امر تهديد (قَلِيلاً) أي مدّة حياتك الزّائلة (إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) في الآخرة.

[٩] ـ (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ) دائم على الطّاعات.

وعن الباقر عليه‌السلام : انّها صلاه الليل (٢) و «أم» متّصلة بمقدّر أي الكافر خير أمّن هو قانت ، أو منقطعة اي بل أمّن هو قانت كمن هو عاص ، وخفّفه «الحرميّان» و «حمزة» بتقدير : أمّن هو قانت كغيره (٣) (آناءَ اللَّيْلِ) ساعاته (ساجِداً وَقائِماً) جامعا بين الصّفتين (يَحْذَرُ الْآخِرَةَ) أي عذابها ، حال ثالثة مرادفة أو مداخلة أو استئناف ، وكذا : (وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) فهو متقلّب بين الخوف والرّجاء (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) أي لا يستوي القانتون والعاصون كما لا يستوي العالمون والجاهلون (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) بالمواعظ والآيات.

عن «الصّادق» عليه‌السلام : نحن الّذين يعلمون ، وعدوّنا الّذين لا يعلمون ، وشيعتنا أولوا الألباب (٤).

[١٠] ـ (قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ) بأن تطيعوه (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ) في الآخرة هي الجنّة (وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ) فمن لم يتمكن من الطّاعة ، فليهاجر الى حيث يتمكّن منها (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ) على الطّاعة والمحن (أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) أي لا يحصر لكثرته أو لا يحاسبون.

[١١] ـ (قُلْ إِنِّي) وفتح «نافع» : «الياء» (٥) (أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)

__________________

(١) حجة القراءات : ٦١٩.

(٢) تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٩١.

(٣) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٧.

(٤) تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٩١.

(٥) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٤١.

١١٤

بتوحيده.

[١٢] ـ (وَأُمِرْتُ) بذلك (لِأَنْ) لأجل أن (أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) سابقهم في الدّارين ، أو أوّل من اسلم من هذه الامة ، والعطف باعتبار التّعليل فلا تكرير.

وقيل : «اللام» بمعنى «الباء» أو زائده و «الباء» محذوفة أي وأمرت ان أكون اوّل من دعى نفسه الى ما دعى إليه غيره.

[١٣] ـ (قُلْ إِنِّي أَخافُ) وفتح «الياء» «الحرميان» و «أبو عمرو» (١) (إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) لعظم أهواله.

[١٤] ـ (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ) اخصّ بعبادتي (مُخْلِصاً لَهُ دِينِي) من الشّرك.

[١٥] ـ (فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ) تهديد لهم (قُلْ إِنَّ الْخاسِرِينَ) في الحقيقة (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ) بإدخالها النّار (وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) لعدم انتفاعهم بهم ، سواء كانوا معهم او في الجنه.

وقيل : أهلوهم الحور المعدّة لهم في الجنة لو آمنوا (٢) (أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) تفظيع لحالهم بالاستئناف مصدّرا ب «الا» وتوسيط الفصل وتعريف «الخسران» ووصفه بالوضوح.

[١٦] ـ (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ) أطباق (مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ) أطباق منها هي (ظُلَلٌ) آخرين (ذلِكَ) العذاب (يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ) ليجتنبوا ما يوجبه (يا عِبادِ فَاتَّقُونِ) بحذف «الياء» فيهما.

[١٧] ـ (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ) الأوثان والشيطان (أَنْ يَعْبُدُوها) بدل اشتمال منه (وَأَنابُوا) اقبلوا بكلّيّتهم (إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى) عند الموت بما يسرّهم على ألسنة الملائكة.

__________________

(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٤١.

(٢) قاله الحسن ـ كما في تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٩٣.

١١٥

قال «الصّادق» عليه‌السلام لبعض شيعته : أنتم هم ، ومن أطاع جبارا فقد عبده

(١) [١٧] ـ (فَبَشِّرْ عِبادِ) [١٨] ـ (الَّذِينَ) بحذف «الياء» وفتحها «ابو شعيب» وصلا وسكّنها وقفا (٢) (يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) أولاه بالقبول وأرشده الى الحقّ ، وهو عامّ.

او أريد به «الّذين اجتنبوا وأنابوا» اي هم الّذين ضمّوا هذه الخصلة الى تلك ، ولهذا وضع الظّاهر موضع ضميرهم.

ويفيد وجوب النّظر واولويّة إيثار الأفضل (أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ) بلطفه (وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) العقول الصحيحة من علل الهوى.

[١٩] ـ (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ) جملة شرطيّة دخلتها همزة الإنكار ، وكرّرت [الهمزة] ـ (٣) في «فاء» الجزاء تأكيدا للإنكار ، ووضع الظّاهر موضع الضّمير لذلك و «الفاء» الاولى للعطف على مقدّر اي أنت مالك أمرهم ، فمن حقّ عليه كلمة العذاب بسوء إختياره فأنت تنقذه؟ يعني لا تقدر على قسره على الإيمان وإنقاذه من النّار الّتي استحقّها بفعله.

[٢٠] ـ (لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ) علالي (مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ) علالي (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) من تحت الغرف (وَعْدَ اللهِ) وعدهم الله ذلك وعدا (لا يُخْلِفُ اللهُ الْمِيعادَ) وعده.

[٢١] ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ) الينبوع المنبع والنّابع ، فهي ظرف أو حال اي ادخله في مجاريه كائنة (فِي الْأَرْضِ) أو حال كونه مياها نابعة فيها (ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً مُخْتَلِفاً أَلْوانُهُ) اصنافه من برّ وشعير وغيرهما ، أو كيفيّاته كالخضرة وغيرها (ثُمَّ يَهِيجُ) ييبس ، لأنّه إذا يبس تهيّأ لأن يثور ويذهب

__________________

(١) تفسير مجمع البيان ٤ : ٤٩٣.

(٢) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٣٧.

(٣) الزيادة من تفسير البيضاوي ٤ : ٩٦.

١١٦

(فَتَراهُ مُصْفَرًّا) ليبسه (ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً) فتاتا (إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى) لتذكيرا (لِأُولِي الْأَلْبابِ) بقدرة صانعه وحكمته وزوال الحياة الدّنيا الشبيهة به.

[٢٢] ـ (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) لطف بقلبه حتى رغب (١) في الإسلام واطمأنّ إليه (فَهُوَ عَلى نُورٍ) دلالة وهدى (مِنْ رَبِّهِ) وخبر «من» مقدّر اي كمن هو قاسي القلب بدليل : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) من أجل سماع القرآن و «من» ابلغ من «عن» لأنّ القاسي منه اشدّ نفرة له من القاسي عنه لسبب آخر (أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) بيّن.

نزلت الآية في «عليّ» و «حمزة» و «ابي لهب» وولده (٢).

[٢٣] ـ (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) أي القرآن ، ووجه كونه أحسن لفظا ومعنى أظهر من أن يبيّن ، ويدل عليه إجمالا إسناد تنزيله الى الله مؤكّدا ببناء نزل على اسمه المبدأ به (كِتاباً) بدل من «أحسن» أو حال منه (مُتَشابِهاً) يشبه بعضه بعضا في البلاغة وحسن النّظم والإعجاز (مَثانِيَ) من الثناء لأنّه يثني على الله بنعوت كماله وصفات جلاله ، أو من التّثنية لأنّه تثنى فيه القصص والمواعظ وغيرها ، أو تثني تلاوته (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) ترتعد خوفا من وعيده (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ) فيه بالرحمة ولبناء أمره عليها اطلق الذّكر.

وعدّى ب «الى» لتضمين معنى الاطمئنان ، ولم يذكر القلوب اوّلا لإشعار الخشية بها (ذلِكَ) الكتاب (هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ) من المؤمنين لأنّهم المنتفعون به (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) يخلّيه وسوء إختياره (فَما لَهُ مِنْ هادٍ) عن ضلاله.

[٢٤] ـ (أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ) بأن تغلّ يداه الى عنقه فلا يتّقي عن (٣) نفسه إلّا

__________________

(١) في «ج» ، رغّبه.

(٢) تفسير البيضاوي ٤ : ٩٦.

(٣) كذا في النسخ والظاهر زيادة : «عن» هنا ـ وفي تفسير البيضاوي ٤ : ٩٧ : فلا يقدر ان يتقي الّا بوجه.

١١٧

بوجهه (سُوءَ الْعَذابِ) شدّته (يَوْمَ الْقِيامَةِ) كمن آمن منه (وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ) القائلون خزنة النّار ـ : (ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) أي وباله.

[٢٥] ـ (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) من جهة لم تخطر ببالهم.

[٢٦] ـ (فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ) الذّلّ كالمسخ والقتل ونحوهما (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) أعظم وأدوم (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) ذلك بالنّظر لاتّعظوا به.

[٢٧] ـ (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ) يحتاجون إليه في أمر دينهم (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) يتّعظون.

[٢٨] ـ (قُرْآناً عَرَبِيًّا) حال من «هذا» باعتبار الصفة (غَيْرَ ذِي عِوَجٍ) اختلاف وانحراف عن الحقّ (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) الكفر.

[٢٩] ـ (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) للمشرك والموحّد (رَجُلاً) مملوكا ، بدل من «مثلا» (فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ) متنازعون في استخدامه ، سيّئوا الأخلاق يتجاذبونه في أغراضهم المختلفة ، وهو مثل المشرك في تحيّره في رضى كلّ من معبوديه المتنازعين فيه (وَرَجُلاً سَلَماً) (١) خالصا.

قرأه «ابن كثير» و «أبو عمرو» وقرأ الباقون : «سلما» بفتحتين ، مصدر وصف به (٢) أو بتقدير «ذا» (لِرَجُلٍ) واحد لا شركة لغيره فيه وهو مثل الموحّد (هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً) صفه تمييز ، اي لا يستويان إذ رضى واحد ممكن ورضى جماعة مختلفين ممتنع وحاصله يرجع الى التّمانع.

عن الباقر عليه‌السلام الرّجل السّلم للرّجل حقا «عليّ» وشيعته (٣) (الْحَمْدُ لِلَّهِ) على

__________________

(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «سلما».

(٢) حجة القراءات : ٦٢١.

(٣) تفسير مجمع البيان ٤٩٧.

١١٨

إلزامهم الحجّة (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) لزومها لهم.

[٣٠] ـ (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) ستموت ويموتون ، فلا شماتة بما يعمّ الكلّ.

[٣١] ـ (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) تحتج عليهم بأنّك قد بلّغت وانّهم كذبوا ويعتذرون بما لا يجدي ، أو أريد تخاصم النّاس فيما بينهم من المظالم.

[٣٢] ـ (فَمَنْ) أي لا أحد (أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ) بنسبة الشريك والولد إليه (وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ) بالقرآن (إِذْ جاءَهُ) بلا ترو فيه (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً) مقام (لِلْكافِرِينَ) المعهودين أو للجنس استفهام تقرير.

[٣٣] ـ (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) بالقرآن وهو «محمّد» صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وَصَدَّقَ بِهِ) أي هو ومن تبعه لقوله : (أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) أو أريد به الجنس ليشمل الرّسل واتباعهم.

[٣٤] ـ (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ عِنْدَ رَبِّهِمْ) في الجنّة (ذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ) على إحسانهم.

[٣٥] ـ (لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا) أي سيّئه ، وفائدة صيغة التّفضيل استعظامهم الذّنب حتّى انّ الصّغائر عندهم أسوء أعمالهم (وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) يعادل حسناتهم بأحسنها ، فيضاعف أجرها.

[٣٦] ـ (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ) أي الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو الجنس لقراءة «حمزة» و «الكسائي» : «عباده» أي الأنبياء (١) (وَيُخَوِّفُونَكَ) أي الكفرة (بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) بالأصنام ، إذ قالوا : نخاف أن تخبلك آلهتنا بعيبك ايّاها (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) يخلّيه وضلاله (فَما لَهُ مِنْ هادٍ) عن ضلاله.

[٣٧] ـ (وَمَنْ يَهْدِ اللهُ) يلطف به لكونه أهل اللطف (فَما لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ) غالب على أمره (ذِي انْتِقامٍ) من أعدائه.

__________________

(١) حجة القراءات : ٦٢٢.

١١٩

[٣٨] ـ (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ) معترفين بذلك (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي الأصنام (إِنْ أَرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ) وسكّن «حمزة» «الياء» (١) (هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ) ونوّنهما «أبو عمرو» ونصب «ضرّه» و «رحمته» (٢) (قُلْ حَسْبِيَ اللهُ) كاشفا للضّرّ ومصيبا بالرّحمة (عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ) به يثق الواثقون.

[٣٩] ـ (قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) حالكم ، استعير ما للمكان للحال ، وقرأ «أبو بكر» مكاناتكم (٣) (إِنِّي عامِلٌ) على حالي (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).

[٤٠] ـ (مَنْ) موصولة مفعول «تعلمون» (يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ) وقد أخذهم الله ب «بدر» (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ) دائم ، هو عذاب النار.

[٤١] ـ (إِنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ لِلنَّاسِ) لتضمّنه مصالح دينهم ودنياهم (بِالْحَقِ) ملتبسا به (فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ) لعود نفعه إليها (وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) لأنّ ضرره لا يتعدّاها (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) فتجبرهم على الهدى.

[٤٢] ـ (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) يقبضها بقطع تعلّقها عن الأبدان رأسا (وَالَّتِي) اي ويتوفّى الّتي : (لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها) أي يتوّفاها وقت نومها بقطع تعلّقها عنها في الجملة لا بالكلّيّة (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ) ولا يردّها الى البدن ، وبنى «حمزة» و «الكسائي» «قضى» للمفعول ورفعا «الموت» (٤) (وَيُرْسِلُ الْأُخْرى) النّائمة الى بدنها فتستيقظ (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) هو وقت موتها (إِنَّ فِي ذلِكَ) المذكور (لَآياتٍ) على قدرته وحكمته (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) في هذا التّدبير العجيب ، فيعلمون انّ من تفرّد به منزّه عن الشّريك ، قادر على البعث.

__________________

(١) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٤١ و ٢٣٩.

(٢) الكشف عن وجوه القراءات ٢ : ٢٤١ و ٢٣٩.

(٣) الكشف عن وجوه القراءات ١ : ٤٥٢.

(٤) حجة القراءات : ٦٢٤.

١٢٠