الوجيز في تفسير القرآن العزيز - ج ٢

الشيخ علي بن الحسين بن أبي جامع العاملي

الوجيز في تفسير القرآن العزيز - ج ٢

المؤلف:

الشيخ علي بن الحسين بن أبي جامع العاملي


المحقق: الشيخ مالك المحمودي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار القرآن الكريم
المطبعة: نگين
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٨

سورة الشعراء

[٢٦]

مائتان وسبع وعشرون آية مكية إلّا : (وَالشُّعَراءُ ...) الى آخرها.

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)

[١] ـ (طسم) أمالها «أبو بكر» و «حمزة» و «الكسائي» وأظهر «حمزة» النّون (١).

[٢] ـ (تِلْكَ) آيات الكتاب (آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ) السّورة أو القرآن البيّن اعجازه أو المبيّن له.

[٣] ـ (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) قاتلها (أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) من أجل أن لا يؤمنوا ، و «لعلّ» للإشفاق أي اشفق عليها أن تقتلها غمّا لذلك.

[٤] ـ (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً) علامة ملجئة الى الإيمان (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ) منقادين.

أجريت الأعناق مجرى العقلاء حين وصفت بوصفهم ، أو أصله فظلّوا لها خاضعين ، فاقحمت ، أو أريد بها رؤساؤهم أو جماعاتهم «فظلّت» عطف على «ننزّل» لصحّة نزّلنا بدله.

__________________

(١) حجة القراآت : ٥١٦.

٤٢١

[٥] ـ (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ) زائده أو تبعيضيّة (ذِكْرٍ) قرآن (مِنَ الرَّحْمنِ) صفته أو صلة «يأتيهم» (مُحْدَثٍ) مجدّد تنزيله (إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ) إلّا جدّدوا اعراضا عنه وكفرا به.

[٦] ـ (فَقَدْ كَذَّبُوا) أي : به ، حين أعرضوا عنه وجرّهم التّكذيب الى الاستهزاء (فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا) اخبار الشيء الّذي (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) أي سيعلمون بأيّ شيء استهزءوا ، إذا مسّهم العذاب يوم بدر أو يوم القيامة.

[٧] ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا) ينظروا (إِلَى الْأَرْضِ) وعجائبها (كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) صنف (كَرِيمٍ) محمود ، ذي فوائد و «كلّ» لإحاطة الأزواج و «كم» لكثرتها.

[٨] ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ) الإنبات أو كلّ واحد من الأزواج (لَآيَةً) على قدرة منبتها على احياء الموتى (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) لأنّهم مطبوع على قلوبهم.

[٩] ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) القادر على عقوبتهم (الرَّحِيمُ) بإمهالهم.

[١٠] ـ (وَإِذْ) واذكر إذ (نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ) بأن أو أي (ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) بالكفر وتعذيب بني إسرائيل.

[١١] ـ (قَوْمَ فِرْعَوْنَ) عطف بيان أو بدل من السابق (أَلا يَتَّقُونَ) استئناف بإنكار عليهم ، وتعجيب له من فرط ظلمهم وقلّة خوفهم ، وفيه حثّ على التّقوى لمن عقل.

[١٢] ـ (قالَ) موسى : (رَبِّ إِنِّي) وفتح «الحرميّان» و «أبو عمرو» الياء (١) (أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ).

[١٣] ـ (وَيَضِيقُ صَدْرِي) بتكذيبهم لي (وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي) للعقدة ، إن كان هذا قبل دعوته أو لبقيّتها إن كان بعدها ، أو لقصور فصاحته وان انحلّت ، ونصب «يعقوب» الفعلين (٢) (عطفا على «يكذبون» فهما) (٣) من المخوف لاستلزام التّكذيب

__________________

(١) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٥٣.

(٢) النشر في القراآت العشر : ٣٣٥.

(٣) ما بين القوسين ليس موجودا في «ج».

٤٢٢

لضيق الصّدر المستلزم لاحتباس اللسان (فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ) أخي أي اجعله نبيّا يعضدني في أمري ، طلب المعاونة حرصا على الامتثال لا تعلّلا.

[١٤] ـ (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ) هو قتل القبطي ، أي : تبعة ذنب وهي القود (فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ) به قبل التّبليغ ، استدفاع للبلاء المتوقّع ، لا تعلّل.

[١٥] ـ (قالَ كَلَّا) ردع له عن الخوف وعدّة بالدّفع (فَاذْهَبا بِآياتِنا) اجابة لسؤاله ، ضمّ أخيه إليه وهو عطف على فعل دلّ عليه «كلّا» أي ارتدع عما تظنّ فاذهب أنت ومن طلبته ، وخوطبا تغليبا للحاضر (إِنَّا مَعَكُمْ) أريد به «موسى» واخوه و «فرعون» (مُسْتَمِعُونَ) لما يجري بينكما وبينه ، فننصركما عليه.

والاستماع بمعنى الإصغاء بالحاسّة ، وصف به تعالى مجازا مبالغة في وعدهما بالإمداد ، وهو خبر ثان أو هو الخبر و «معكم» متعلّق به.

[١٦] ـ (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) أفرد الرّسول لأنّه هنا مصدر ، وصف به كالرّسالة أو لاتّحادهما لوحدة مطلبهما وللإخوة ، أو أريد كلّ واحد منّا.

[١٧] ـ (أَنْ) بأن أو اي ، لتضمّن الرّسول الإرسال وهو بمعنى القول (أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ) خلّهم يذهبوا معنا الى الشّام ، فأتياه فقالا له ذلك.

[١٨] ـ (قالَ) ـ «فرعون» لموسى ـ : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً) طفلا قريبا من الولادة (وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ) اثنتي عشرة أو أكثر وكان يدعى ولده.

[١٩] ـ (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) هي قتل خبّازه القبطي ، وبّخه به بعد تذكيره نعمته (وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ) بنعمتي ، حال أو ابتداء ، حكم عليه بأنّه ممّن كفروا بنعمته أو إلهيّته.

[٢٠] ـ (قالَ فَعَلْتُها إِذاً) أي حينئذ (وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) الجاهلين أي الفاعلين فعل ذوي الجهل ، أو الذّاهلين عن مآل الأمر.

أو المخطئين أي لم اتعمّد قتله ، أو النّاسين.

٤٢٣

[٢١] ـ (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً) علما (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) ردّ لما وصفه به من الكفر ، ثمّ قصد الى ردّ امتناعه بالتّربية بقوله :

[٢٢] ـ (وَتِلْكَ) التّربية (نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ) اتّخذتهم عبيدا ، تذبّح أبنائهم أي ما امتننت به في الحقيقة ، هو تعبّدك ايّاهم فإنّه سبب حصولي عندك وتربيتك ، فهو نقمة لا نعمة.

وقد يضمر همزة انكار اي «او تلك» ، ومحلّ «ان عبّدت» رفع بأنّه خبر محذوف أو بدل «نعمة» أو نصب بنزع اللام أي انّما صارت نعمة لأن «عبّدت» ولو لا لكفاني أهلي ولم يلقوني في اليمّ.

وقيل : «تلك» اشارة الى خصلة شنعاء مبهمة ، وبيانها «ان عبّدت» والمعنى تعبيدكهم «نعمة» «تمنّها عليّ» ووحّد الضّمير في «تمنّها» وجمع فيما قبله لأنّ المنّة منه والخوف والفرار من ملائه معه.

[٢٣] ـ (قالَ فِرْعَوْنُ) ـ تعنّتا حين بلّغه الرّسالة ـ : (وَما رَبُّ الْعالَمِينَ) الّذي ادّعيت انّك رسوله ، أي ايّ شيء هو؟ تفتيش عن حقيقته ، ولمّا امتنع تعريفه إلّا باللوازم عرّفه بأظهر خواصّه.

[٢٤] ـ (قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) أي خالق جميع ذلك (إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) بشيء قطّ ، فهذا اولى ما توقنون به لظهور آثار الحدوث في هذه الأشياء ، فلها محدث واجب قديم هو ربّ العالمين.

[٢٥] ـ (قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ) ـ من أشراف قومه تعجيبا لهم ـ : (أَلا تَسْتَمِعُونَ) جوابه لسؤالي عن حقيقته بذكر صفاته أو بنسبة الرّبوبيّة الى غيري.

[٢٦] ـ (قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ) انتقال الى ما هو اظهر للنّاظر وأقرب إليه ، ولا يشكّ في احتياجه الى صانع يصرفه من حال الى حال.

٤٢٤

[٢٧] ـ (قالَ) ـ غيظا وتهكّما ـ : (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) يجيب بما لا (١) يطابق السؤال.

[٢٨] ـ (قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما) الّذي يجري النّيّرات من مشارقها الى مغاربها على نظام مستقيم (إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) علمتم ذلك ، لاطفهم اوّلا ثمّ لمّا خاشنوه خاشنهم.

ولمّا بهت فرعون عدل عن جداله الى تهديده :

[٢٩] ـ (قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ) ممّن عرفت حالهم في سجوني ، كان يلقي الشّخص في هوّة (٢) عميقة فردا حتّى يموت فهو أبلغ من لأسجننك.

[٣٠] ـ (قالَ أَوَلَوْ) واو الحال وليت الهمزة ، أي أتفعل ، ولو (جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ) صدّق دعواي وهو المعجزة؟

[٣١] ـ (قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في دعواك.

[٣٢] ـ (فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) بيّن الثّعبانيّة.

[٣٣] ـ (وَنَزَعَ يَدَهُ) قيل : لمّا بهرته الآية الاولى قال فهل غيرها؟ فأخرج يده.

قال : فما فيها؟ فأدخلها في إبطه فنزعها (٣) (فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ) ذات شعاع كالشمس (لِلنَّاظِرِينَ) خلاف لونها من الادمة.

[٣٤] ـ (قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ) ظرف وقع حالا (إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ) حاذق في السّحر.

[٣٥] ـ (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَما ذا تَأْمُرُونَ) دهش ممّا رأى

__________________

(١) في «ألف» و «ب» : لم.

(٢) الهوّة : الحفرة «مصباح اللغة».

(٣) تفسير البيضاوي ٣ : ٢٥٦.

٤٢٥

حتّى انحطّ من (١) دعوى الرّبوبيّة الى مؤامرة قومه وإظهاره لهم ما احسّ به من غلبة «موسى» على ارضهم.

[٣٦] ـ (قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ) اخّر أمرهما ، وسبق ما فيه من القراآت في الأعراف (٢) (وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ) جامعين.

[٣٧] ـ (يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) حاذق يفوق «موسى» بالسّحر.

[٣٨] ـ (فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) لوقت موقّت من يوم معيّن وهو وقت الضّحى من يوم الزّينة.

[٣٩] ـ (وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ) حثّ لهم على الاجتماع أي بادروا إليه.

[٤٠] ـ (لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ) غرضهم من التّرجّي على تقدير غلبتهم أن يستمرّوا على دينهم فلا يتّبعوا «موسى» فكنّوا عنه باتّباع السّحرة.

[٤١] ـ (فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ).

[٤٢] ـ (قالَ نَعَمْ) وكسر عينه «الكسائي» (٣) أنعم لهم بالأجر وزيادة ، هي : (وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) عندي.

[٤٣] ـ (قالَ لَهُمْ مُوسى) ـ بعد ما قالوا له (إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ) (٤) ـ : (أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) أمر اذن (٥) بتقديم إلقائهم توسّلا الى ظهور الحق على الباطل لا أمر بالسّحر.

[٤٤] ـ (فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ) جزموا بأن

__________________

(١) في «ج» عن.

(٢) سورة الأعراف : ٧ / ١١١.

(٣) النشر في القراآت العشر : ٢٦٩.

(٤) سورة الأعراف : ٧ / ١١٥.

(٥) في «ألف» : امر إذا.

٤٢٦

الغلبة لهم ، واقسموا عليها بعزّته ثقة بأنفسهم إذا بذلوا جهدهم في السّحر.

[٤٥] ـ (فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ) (١) تتلقّف اي تبتلع ، وخفّفه «حفص» (٢) (ما يَأْفِكُونَ) يغلبونه بتمويههم فيخيّلون ان حبالهم وعصيّهم حيات تسعى.

[٤٦] ـ (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ) ألقاهم ما بهرهم من الحقّ حتّى لم يتمالكوا أنفسهم ، أو الله بإلهامهم ذلك.

[٤٧] ـ (قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ) ولئلّا يتوهّم ارادة فرعون به ابدلوا منه :

[٤٨] ـ (رَبِّ مُوسى وَهارُونَ).

[٤٩] ـ (قالَ) «فرعون» : (آمَنْتُمْ لَهُ) (٣) لموسى ، وحقّق الهمزتين «حمزة» و «الكسائي» و «أبو بكر» وقرأ «حفص» آمنتم (٤) خبرا (قَبْلَ أَنْ آذَنَ) أنا (لَكُمْ) في ذلك (إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ) رئيسكم (الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ) وتواطئتم على ما فعلتم (فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) وبال أمركم ، وعيد بيانه : (لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ) من كلّ شقّ طرفا (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) ليعتبر بكم.

[٥٠] ـ (قالُوا لا ضَيْرَ) لا ضرر علينا في ذلك (إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) الى ثوابه ، راجعون بعد الموت بأيّ وجه وقع ، أو مصيرنا ومصيرك إليه فيحكم بيننا وبينك ، تعليل لنفي الضير وكذا :

[٥١] ـ (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ) لأن (كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) في زماننا أو من رعيّة «فرعون».

__________________

(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «تلقف» ، ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.

(٢) حجة القراآت : ٥١٧.

(٣) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «آمنتم» ، ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.

(٤) حجة القراآت : ٤٥٨.

٤٢٧

[٥٢] ـ (وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى) بعد سنين أقامها بينهم يدعوهم بالآيات الى الحقّ فلم يجيبوه (أَنْ) بأن أو أي (أَسْرِ بِعِبادِي) بالقطع والوصل أي سر بهم ليلا ، وفتح «نافع» الياء (١) (إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) يتبعكم «فرعون» وجنوده ، تعليل ل «أسر» أي بنيت أمركم على أن تتقدّموا ويتبعوكم حتّى يلجوا ورائكم البحر فأنجاكم وأغرقهم.

[٥٣] ـ (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ) حين أخبر بسراهم (فِي الْمَدائِنِ) قيل : كان له ألف مدينة سوى القرى (حاشِرِينَ) للجنود ، فجمعوا فقال لهم :

[٥٤] ـ (إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ) طائفة قليلة (قَلِيلُونَ) جمع قليل ، أي هم أسباط كلّ سبط منهم قليل ، استقلّهم وكانوا ستّمائة وسبعين ألفا بالنّسبة الى جيشه ، إذ كان (٢) ألف ألف ملك مع كلّ ملك ألف.

[٥٥] ـ (وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ) فاعلون ما يغيظنا.

[٥٦] ـ (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ) (٣) من عادتنا الحذر والتّيقّظ ، وقرأ «الكوفيّون» و «ابن ذكوان» حاذرون (٤) أي آخذون حذرنا ، وهذه معاذير لئلّا يظنّوا به عجزا.

[٥٧] ـ (فَأَخْرَجْناهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ) بساتين (وَعُيُونٍ) جارية فيها.

[٥٨] ـ (وَكُنُوزٍ) أموال من ذهب وفضّة (وَمَقامٍ كَرِيمٍ) منازل حسنة ومجالس بهيّة (٥).

[٥٩] ـ (كَذلِكَ) مصدر ، أي اخرجناهم مثل ذلك الإخراج ، أو صفة «مقام» أي مثل ذلك المقام الّذي كان لهم ، أو خبر محذوف أي الأمر كذلك (وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ) بعد إغراق «فرعون» وقومه.

__________________

(١) حجة القراآت : ٣٤٧ و ٥١٧.

(٢) في «ج» : إذ كانوا.

(٣) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «حاذرون».

(٤) النشر في القراآت العشر : ٣٣٥.

(٥) اي حسنة الواسعة.

٤٢٨

[٦٠] ـ (فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ) داخلين في وقت شروق الشّمس.

[٦١] ـ (فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ) حصل كل منهما بمرأى للآخر (قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) لملحقون.

[٦٢] ـ (قالَ كَلَّا) لن يدركونا (إِنَّ مَعِي رَبِّي) بنصره وحفظه ، وفتح «حفص» ياء «معى» (١) (سَيَهْدِينِ) سبيل النّجاة كما وعدني.

[٦٣] ـ (فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ) بأن أو أي (اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ) القلزم ، (٢) أو اساف ، (٣) فضربه (فَانْفَلَقَ) انشق فرقا بينها اثنى عشر مسلكا (فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ) كالجبل الشّامخ الرّاسي ، فسلك كلّ سبط مسلكا.

[٦٤] ـ (وَأَزْلَفْنا ثَمَ) وقرّبنا هناك (الْآخَرِينَ) «فرعون» وقومه ، حتّى سلكوا مسلكهم.

[٦٥] ـ (وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ) بإمساك البحر أن ينطبق حتّى عبروا.

[٦٦] ـ (ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) بإطباقه عليهم.

[٦٧] ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ) المقصوص (لَآيَةً) عجيبة لمن تدبّر (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ) بعد الإنجاء ، فسألوا تمثال بقرة يعبدونه وعبدوا العجل وطلبوا رؤية الله.

[٦٨] ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) المنتقم من أعدائه (الرَّحِيمُ) بأوليائه.

[٦٩] ـ (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ) على قومك (نَبَأَ إِبْراهِيمَ) خبره.

[٧٠] ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ) اي عمّه آزر (وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ) سألهم للإلزام.

[٧١] ـ (قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً) بسطوا جوابه بزيادة «نعبد» وعطف (فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ) عليه ، ابتهاجا به أي فندوم عابدين لها.

__________________

(١) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٥٣.

(٢) كذا كان يسمى ، ويعرف اليوم بالبحر الأحمر.

(٣) إساف : اسم اليمّ الذي غرق فيه فرعون وجنوده لسان العرب.

٤٢٩

[٧٢] ـ (قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ) يسمعون دعائكم (١) حذف لقرينة : (إِذْ تَدْعُونَ) وهو حكاية حال ماضية ليستحضروها لأنّ «إذ» للمضيّ.

[٧٣] ـ (أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ) إذ عبدتموهم (أَوْ يَضُرُّونَ) إن لم تعبدوهم.

[٧٤] ـ (قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ) اضربوا عن جواب سؤاله وتمسّكوا بالتّقليد.

[٧٥] ـ (قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) [٧٦] ـ (أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ) فإنّ الباطل لا ينقلب حقّا بتقدّمه.

[٧٧] ـ (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي) أي اعداء لكم لتضرّركم بعبادتهم أو لطاعتكم الشّيطان بها ، وهو أعدى عدوّ لكم ، فصوّر الأمر في نفسه تعريضا لهم ليكون أبلغ في النّصح واقرب الى القبول بإراءتهم (٢) انّه نصح نفسه بذلك ، وفتح «نافع» و «أبو عمرو» الياء (٣) (إِلَّا) لكنّ (رَبَّ الْعالَمِينَ) فإنّه وليي ، أو استثناء متّصل على تعميم المعبودين وانّ في آبائهم من عبد الله.

[٧٨] ـ (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ) لمصالح الدّارين تدريجا مستمرّا الى أن ينعّمني في جنّته.

[٧٩] ـ (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) لا غيره إذ خلق الغذاء وما يتوقف عليه للاغتذاء به.

[٨٠] ـ (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) لم يقل أمرضني لحدوث المرض غالبا بإسراف الإنسان في مطعمه ومشربه وغيرهما ، وبتنافر طبائع الأخلاط ما لم يحفظها الله على نسبة مخصوصة بقدرته لتحصل الصّحّة ، ولأنّه في مقام تعديد

__________________

(١) في «ج» : لدعائكم.

(٢) في «ج» : بإرادتهم.

(٣) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٥٣.

٤٣٠

النّعم ونسب الإماتة إليه في : [٨١] ـ (وَالَّذِي يُمِيتُنِي) لأنّ الموت لا يحسّ به ، فلا ضرر إلّا في مقدّماته وهي المرض ولأنّه وصلة الى الحياة الباقية (ثُمَّ يُحْيِينِ) في الآخرة.

[٨٢] ـ (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) قاله تواضعا لله وهضما لنفسه إذ لا خطيئة له.

[٨٣] ـ (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً) علما الى علم ، أو حكما بالحقّ بين النّاس (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) وفّقني لعمل انتظم به في جملتهم ، أو اجمع بيني وبينهم في الجنّة.

[٨٤] ـ (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) ذكرا جميلا في الّذين يأتون بعدي الى يوم الدّين ، وقد أجابه ، فكلّ امّة تثنى عليه ، أو ولدا صادقا داعيا الى اصل ديني وهو «محمد» صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

[٨٥] ـ (وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) ممّن يعطاها ، وسبق معنى الوراثة (١).

[٨٦] ـ (وَاغْفِرْ لِأَبِي) بأن توّفقه للإيمان ، وفتح «نافع» و «أبو عمرو» الياء (٢) (إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) هذا قبل أن يتبيّن له انّه لن يؤمن.

[٨٧] ـ (وَلا تُخْزِنِي) تهنّي (يَوْمَ يُبْعَثُونَ) أي العباد وهو من نحو : (يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي) (٣).

[٨٨] ـ (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ) [٨٩] ـ (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) من الشّرك وحبّ الدّنيا ، متّصل (٤) أي إلّا مال من هذا نعته حيث أنفقه في البرّ وبنيه حيث ارشدهم الى الخير أو لا ينفعان أحدا إلّا من سلم قلبه

__________________

(١) سورة مريم : ١٩ / ٦٣ وسورة المؤمنون : ٢٣ / ١١.

(٢) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٥٣.

(٣) هذه السورة / ٨٢.

(٤) أي الاستثناء.

٤٣١

من فتنة المال والبنين.

أو منقطع أي لكن نعت من هذا نعته ينفعه.

[٩٠] ـ (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ) قرّبت (لِلْمُتَّقِينَ) ليروها فيزدادوا فرحا.

[٩١] ـ (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ) كشفت (لِلْغاوِينَ) ليروها فيزدادوا غمّا.

[٩٢] ـ (وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ) [٩٣] ـ (مِنْ دُونِ اللهِ) من الأصنام (هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ) بدفع العذاب عنكم كما زعمتم شفاعتهم (أَوْ يَنْتَصِرُونَ) بدفعه عن أنفسهم ، إذ هم وآلهتهم وقود النّار ، ويحقّقه :

[٩٤] ـ (فَكُبْكِبُوا) ألقوا (فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ) الآلهة وعبدتها بعضهم على بعض.

[٩٥] ـ (وَجُنُودُ إِبْلِيسَ) شياطينه أو اتباعه من الثّقلين (أَجْمَعُونَ).

[٩٦] ـ (قالُوا) ـ أي العبدة (وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ) مع الأصنام ـ :

[٩٧] ـ (تَاللهِ إِنْ) المخفّفة (كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) اللام فارقة.

[٩٨] ـ (إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) في العبادة.

[٩٩] ـ (وَما أَضَلَّنا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ) رؤساؤنا أو اوّلونا الّذين اقتدينا بهم.

[١٠٠] ـ (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ) كما للمؤمنين من النّبيّين وغيرهم.

[١٠١] ـ (وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ) يهمّه أمرنا إذ لا تصادق ثمّ إلّا للمتّقين.

عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أنّ الرجل في الجنّة يقول : ما فعل صديقي وصديقه في الجحيم»؟.

فيقول الله تعالى : اخرجوا له صديقه الى الجنّة ، فيقول من بقي في النّار : «فما لنا من شافعين ... الآيات» (١).

وعن الصادق عليه‌السلام : «والله لنشفعنّ لشيعتنا» ـ ثلاث مرّات ـ حتّى يقول النّاس

__________________

(١) تفسير مجمع البيان ٤ : ١٩٤.

٤٣٢

«فما لنا ... الى حميم» (١) وجمع الشّافع ووحّد الصّديق لكثرة الشّفعاء عادة وقلّة الصّديق.

[١٠٢] ـ (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً) رجعة الى الدّنيا ، و «لو» في معنى التّمنّي أو شرط ، حذف جوابه (فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) جواب التّمنّي أو عطف على «كرّة» إذ معناه أن نكرّ.

[١٠٣] ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ) المقصوص (لَآيَةً) دلالة لمن اعتبر (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ) اكثر قوم «ابراهيم» (مُؤْمِنِينَ) به.

[١٠٤] ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ) القادر على النقمة (الرَّحِيمُ) بتأخيرها للحكمة.

[١٠٥] ـ (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) بتكذيبه ، لاشتراكهم في الدعاء الى التوحيد و «قوم» مؤنث معنى.

[١٠٦] ـ (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ) نسبا (نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) الله في الإشراك به.

[١٠٧] ـ (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) فيكم.

[١٠٨] ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) فيما أمركم به من توحيده وطاعته.

[١٠٩] ـ (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) على الدّعاء والنّصح (مِنْ) زائدة (أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ) (٢) (إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) وفتح «نافع» و «ابن عامر» (٣) و «حفص» ياء «أجرى» في الخمسة (٤).

__________________

(١) في تفسير مجمع البيان ٤ : ١٩٥ ـ حتى يقول الناس فما لنا من شافعين ولا صديق حميم اي قوله فنكون من المؤمنين ـ وفي رواية حتى يقول عدونا.

(٢) في المصحف «اجرى».

(٣) في «ج» و «ابو عمرو».

(٤) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٥٣.

٤٣٣

[١١١٠] ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ) كرّر تأكيدا.

[١١١] ـ (قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) الّذين لا مال لهم ولا عزّ ـ عن غير بصيرة ـ ، جعلوا اتّباع هؤلاء مانعا من إيمانهم وموجبا لتكذيبه لجهلهم وقصر هممهم (١) على حطام الدّنيا.

[١١٢] ـ (قالَ وَما عِلْمِي) وأيّ علم لي (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) أعن بصيرة أم لا ، وما عليّ إلّا اعتبار الظّواهر.

[١١٣] ـ (إِنْ) ما (حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي) العالم ببواطنهم لا عليّ (لَوْ تَشْعُرُونَ) ذلك لعلمتموه.

[١١٤] ـ (وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ) تطييبا لنفوسكم طمعا في إيمانكم.

[١١٥] ـ (إِنْ) ما (أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) للإنذار بالحجّة الواضحة.

[١١٦] ـ (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ) عمّا تقول (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) بالحجارة أو بالشّتم.

[١١٧] ـ (قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ) أراد أنّه انّما يدعو عليهم لتكذيبهم الحقّ لا لإيذائهم له.

[١١٨] ـ (فَافْتَحْ) فاحكم (بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً) حكما (وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ممّا يحلّ بهم ، وفتح «ورش» و «حفص» ياء «معي» (٢).

[١١٩] ـ (فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) المملوّ.

[١٢٠] ـ (ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ) بعد انجائهم (الْباقِينَ) من قومه.

[١٢١] ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) باهرة (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ).

[١٢٢] ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).

__________________

(١) في «ألف» : قصرهم.

(٢) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٥٣.

٤٣٤

[١٢٣] ـ (كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ) انّث لمعنى القبيلة.

[١٢٤] ـ (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ).

[١٢٥] ـ (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) [١٢٦] ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ).

[١٢٧] ـ (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ) دلّ تصدير القصص بذلك على أنّ الغرض من البعثة الدّعاء الى توحيد الله تعالى وطاعته.

والأنبياء متّفقون فيه وان اختلفوا في بعض شرائعهم ولم يطلبوا به طمعا (١) دنيويّا.

[١٢٨] ـ (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ) مكان مرتفع (آيَةً) علما للمارّة (تَعْبَثُونَ) ببنائها إذ كانوا في أسفارهم يهتدون بالنّجوم فيستغنون عنها ، أو يجتمعون إليها للعبث بمن يمرّ بهم أو بروج الحمام.

[١٢٩] ـ (وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ) مآخذ للماء أو حصونا وقصورا مشيّدة (لَعَلَّكُمْ) كأنّكم (تَخْلُدُونَ) أو ترجون الخلود فتحكّمونها.

[١٣٠] ـ (وَإِذا بَطَشْتُمْ) بسوط أو سيف (بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ) مستعلين بالضّرب أو القتل بلا رأفة ولا تثبّت.

[١٣١] ـ (فَاتَّقُوا اللهَ) في ذلك (وَأَطِيعُونِ) فيما أمركم به.

[١٣٢] ـ (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ) من ضروب النّعم.

[١٣٣] ـ (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ).

[١٣٤] ـ (وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) أجمل النّعم اوّلا ثم فصّل بعضها ممّا يعلمونه مبالغة في تنبيههم عليها وحثهم على التّقوى ، ثمّ انذرهم فقال : [١٣٥] ـ (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) في الدّنيا والآخرة ، ان عصيتموني ، وفتح «الحرميّان»

__________________

(١) في «ب» : مطمعا ـ وفي «ج» : مطعما.

٤٣٥

و «أبو عمرو» «الياء» (١).

[١٣٦] ـ (قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ) أصلا فلا نقلع عمّا نحن فيه ، لم يقابلوا «أوعظت» ب «أم لم تعظ» عدولا الى الأبلغ.

[١٣٧] ـ (إِنْ) ما (هذا) الّذي جئتنا به (إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ) اختلاقهم وكذبهم أو ما خلقنا إلّا خلقهم ، نحيى ونموت مثلهم ولا بعث ، وضمّ «نافع» و «ابن عامر» و «عاصم» و «حمزة» أوّلى «خلق» (٢) أي وما هذا الّذي جئت به إلّا عادة الأوّلين كانوا يفترون مثله ، أو ما الّذي نحن عليه من الحياة والموت إلّا عادة قديمة في النّاس.

[١٣٨] ـ (وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) كما تزعم.

[١٣٩] ـ (فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ) بالرّيح بتكذيبهم (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ).

[١٤٠] ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [١٤١] ـ (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ).

[١٤٢] ـ (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ).

[١٤٣] ـ (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ) [١٤٤] ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ).

[١٤٥] ـ (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ).

[١٤٦] ـ (أَتُتْرَكُونَ) انكار (فِي ما هاهُنا) من النّعم (آمِنِينَ) الزّوال ثمّ بيّن ما هاهنا بقوله : [١٤٧] ـ (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ).

[١٤٨] ـ (وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ) لطيف ضامر (٣) للطف طلع إناث

__________________

(١) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٥٣.

(٢) اي الحرفين الأولين من كلمة «خلق» ـ وفي تفسير البيضاوي ٣ : ٢٦١ ـ وقرأ نافع وابن عامر وحمزة «خلق الأولين» بضمتين.

(٣) في تفسير مجمع البيان ٤ : ١٩٩ : والهضيم هو الظاهر بدخول بعضه في بعض عن الضحاك.

٤٣٦

النّخل ، أو : ليّن نضيج وهو الرّطب ، وأفرد النّخل بالذّكر لفضلها.

[١٤٩] ـ (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ) (١) حاذقين بنحتها أو بطرين ، وقرأ «الكوفيون» و «ابن عامر» : «فارهين» (٢).

[١٥٠] ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ).

[١٥١] ـ (وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ) لا تطيعوهم (٣) فنسب للأمر مجازا.

[١٥٢] ـ (الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ) أي فسادهم خالص عن الصّلاح.

[١٥٣] ـ (قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ) الّذين سحروا كثيرا حتّى لم يعقلوا.

[١٥٤] ـ (ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في دعواك.

[١٥٥] ـ (قالَ هذِهِ ناقَةٌ) أي بعد ما خلقها الله له من الصّخرة كما اقترحوها (لَها شِرْبٌ) نصيب من الماء (وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) فلا تجاوزوه الى شربها.

[١٥٦] ـ (وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ) كعقر وأذى (فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ) عظّمه مبالغة في عظم عذابه.

[١٥٧] ـ (فَعَقَرُوها) أسند فعل البعض الى الكلّ لرضاهم به (فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ) على عقرها حين عاينوا العذاب.

[١٥٨] ـ (فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ) الموعود (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ).

[١٥٩] ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).

[١٦٠] ـ (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ).

__________________

(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «فارهين» ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.

(٢) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٥١.

(٣) في «ج» لا تطيعونهم.

٤٣٧

[١٦١] ـ (إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ).

[١٦٢] ـ (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).

[١٦٣] ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ).

[١٦٤] ـ (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ).

[١٦٥] ـ (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ) من النّاس مع كثرة الإناث فيهم.

أو : من بين ما ينكح من الحيوان اختصصتم بذلك؟.

[١٦٦] ـ (وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ) بيان ل «ما» (بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ) متعدّون حدّ الحلال الى الحرام.

[١٦٧] ـ (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ) عن نهينا وتقبيح أمرنا (لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ) من بلدنا كأنّهم كانوا يعنّفون بمن يخرجونه.

[١٦٨] ـ (قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ) المبغضين ، أشدّ البغض أي معدود في جملتهم فهو أبلغ من «بعملكم» قال : [١٦٩] ـ (رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ) من وباله.

[١٧٠] ـ (فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ) يشمل من آمن به لأنّه يأهلهم.

[١٧١] ـ (إِلَّا عَجُوزاً) هي امرأته (فِي الْغابِرِينَ) الباقين في العذاب ، لرضاها بفعلهم وإعانتها لهم.

[١٧٢] ـ (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ) أهلكناهم بالائتفاك (١).

[١٧٣] ـ (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً) حجارة ، اتبعناه ايّاها أو على شدادهم (٢) فأهلكناهم بهم (فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ) مطرهم واللّام للجنس.

[١٧٤] ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ).

__________________

(١) الائتفاك اي الانقلاب ومنه المؤتفكة : اي المنقلبة.

(٢) كذا في النسخ ، وفي تفسير البيضاوي : وقيل أمطر الله على شذاذ القوم حجارة فأهلكهم.

٤٣٨

[١٧٥] ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).

[١٧٧] ـ (كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ) الأيكة : الشّجر الملتفّ وهي غيطة (١) بقرب مدين ، يسكنها قوم ، بعث إليهم شعيب ولم يكن منهم «مدين» (٢) فلذا لم يقل أخوهم وقال : [١٧٧] ـ (إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ) وحذف «نافع» و «ابن كثير» و «ابن عامر» همزة «الأيكة» (٣) والقوا حركتها على اللّام وكتبت هنا وفي «ص» (٤) بلا ألف ، اتباعا للفظه ، ومن ثمّ توهّم بعض انّها «ليكة» اسم بلدهم ففتح التّاء (٥).

[١٧٨] ـ (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ).

[١٧٩] ـ (فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ).

[١٨٠] ـ (وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ).

[١٨١] ـ (أَوْفُوا الْكَيْلَ) اتّموه (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ) النّاقصين.

[١٨٢] ـ (وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ) (٦) (الْمُسْتَقِيمِ) بالميزان السّوىّ ، بضمّ القاف ، وكسره «حفص» و «حمزة» و «الكسائي» (٧).

[١٨٣] ـ (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) لا تنقصوهم حقوقهم (وَلا تَعْثَوْا) تفسدوا (فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) بالقتل وغيره ، حال مؤكّدة.

[١٨٤] ـ (وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ) ذوي الجبلّة وهي الخلقة أي والخلائق (الْأَوَّلِينَ).

__________________

(١) الغوطة : الوهدة في الأرض.

(٢) اي كما بعثه الى مدين ـ ينظر تفسير البيضاوي ٣ : ٢٦٢.

(٣) حجة القراآت : ٥١٩.

(٤) سورة ص : ٣٨ / ١٣.

(٥) اي لم تكتب «ال» التعريف في أول الكلمة بل حذف الألف كتبا ـ كما يحذف لفظا.

(٦) في المصحف الشريف بقراءة حفص القسطاس بكسر القاف ـ كما سيشير اليه المؤلّف ـ.

(٧) حجة القراآت : ٤٠٢ و ٥٢٠.

٤٣٩

[١٨٥] ـ (قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ).

[١٨٦] ـ (وَما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا) الواو تفيد انّه جمع بين وصفين منافيين للرّسالة. (وَإِنْ) المخفّفة (نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ) في دعواك ، واللّام فارقة.

[١٨٧] ـ (فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً) قطعة ، وفتح «حفص» سينه (١) (مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).

[١٨٨] ـ (قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ) وبجزائه الّذي استوجبتموه من كسف أو غيره فينزله بكم ، وفتح «الحرميّان» و «أبو عمرو» الياء (٢).

[١٨٩] ـ (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ) هي سحابة اظلّتهم بعد حرّ شديد ، أصابهم سبعة أيّام فأمطرت عليهم نارا فأحرقتهم (إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).

[١٩٠] ـ (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ).

[١٩١] ـ (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) قصّ سبع قصص ، هذا آخرها ، تسلية لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتهديدا للمكذّبين به بما أصاب الأمم بتكذيب الرّسل.

[١٩٢] ـ (وَإِنَّهُ) أي القرآن المشتمل على هذه القصص وغيرها (لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ) تقرير لحقّيتها واشعار بإعجاز القرآن وصدق «محمّد» صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذ إخبار الأمّي بها انّما يكون بوحي الله تعالى ويؤكّده :

[١٩٣] ـ (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) عليه جبرائيل ، سمّي روحا لأنّ به يحيى الدّين ، أو لأنّه روحانيّ ، وشدّد الزّاي «ابن عامر» و «أبو بكر» و «حمزة» و «الكسائي» ونصبوا «الرّوح» (٣).

__________________

(١) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ٥١ حجة القراآت : ٥٢٠.

(٢) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٥٣.

(٣) الكشف عن وجوه القراآت ٢ : ١٥١ وتفسير البيضاوي ٣ : ٢٦٣.

٤٤٠