أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ١٠

جواد شبّر

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ١٠

المؤلف:

جواد شبّر


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: دار المرتضى
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٠

السيد محمد علي الغريفي :

السيد محمد علي ابن السيد عدنان ابن السيد شبر الخ. ولد في سنة ١٣٢٩ ه‍ ودرس مقدمات العلوم لدى أخيه الاكبر العلامة السيد علي ثم هاجر الى النجف الاشرف وأتم دراسته فيها بحضوره دروس الاعلام والمراجع وبعد وفاة أخيه السيد علي المذكور عاد الى بلد المحمرة وأقام فيها خلفا عن أبيه وأخيه مرجعا دينيا وهاديا مرضيا الى أن وافاه الاجل فيها يوم الخميس السابع من شهر رمضان سنة ١٣٨٨ ه‍ ونقل جثمانه الطاهر الى النجف الاشرف وشيع ودفن في اليوم الثامن من شهر رمضان وأقام آية الله العظمى السيد الحكيم الفاتحة على روحه الطاهرة في مسجد الطوسي وجددتها الهيئة العلمية واقيمت له الفواتح في بلد المحمرة كما أقيم له تأبين في أربعينه ألقي فيه القصائد والخطب وأرخ عام وفاته البحاثة الخطيب السيد علي الهاشمي بقوله من جملة أبيات :

بفقد علي بن عدنانها

حكت أعين المجد صوب الغمام

فشيعة الفضل في موكب

وآب به نحو دار السلام

وحل بجنب أبيه الهمام

لدى جنة الخلد أسمى مقام

وثغر العراق وأبناؤه

عراها الاسى مذ أتاه الحمام

فنادى مؤرخه ( داعيا

فتبكي عليا بشهر الصيام )

وأعقب ولدين أحدهما علي والآخر نزار وخلف مؤلفات منها شرح الخطبة الشقشقية كما خلف ديوان شعر رائق فيه عدة قصائد قالها في واقعة الطف فقال في قصيدة رثى بها أبا الفضل العباس (ع) :

٢٤١

المجد مجدك يا ابن ساقي الكوثر

والفخر فخرك يا كريم العنصر

بك تفخر الدنيا وكم قد طاولت

أبناء فهر فيك كل مظفر

قمر بك القمر المنير تلألات

أنواره وبدى بوجه نير

والفضل يشهد أنه لولاك لم

يعرف وما في الناس عنه بمخبر

والسيف يلمع في يديك ووقعه

يوم الوغى كالرعد فوق المغفر

والرمح تنظم فيه كل مدجج

والشوس بين مجدل ومعفر

لله يومك وهو يوم ما له

مثل وكم مرت به من أعصر

يوم بوادي الطف كم غنت به

الاجيال من غاد عليه ومبكر

هيهات ما انساك يوم تزاحفت

جند الضلال على ابن طه الاطهر

وعليه قد سدوا الفضاء واجلبوا

للحرب كل مدرع مستنسر

فوقفت كالطود الاشم مشمرا

عن ساعديك وكنت غير مذعر

نازلت جمعهم فكم لحسامك ال

ماضي تصاغر كل ليث قسور

ونثرت بالسيف الصقيل رؤوسهم

ونظمت اسدهم بصدر الاسمر

فرقت شملهم فكم من هارب

من حد سيفك في عماه محير

أمطرتهم عند النزال صواعقا

فتركتهم صرعى بيوم ممطر

اني لاكبر فيك أعظم همة

دفعتك دوما للمحل الاكبر

ومواقفا لك في الطفوف كريمة

ومناقبا عظمت وان لم تحصر

وازرت يوم الطف سبط محمد

بمهند صافي الحديد مجوهر

بك لاذت الفتيات من عمرو العلى

يهتفن باسمك يا عظيم المحضر

لك تشتكى العطش الشديد وانت

ذو البأس العظيم مظنة المستنصر

فابت لك النفس الكريمة أن ترى

عطش الفواطم يا بن ساقي الكوثر

فحملت تقتحم الفرات مزمجرا

بالسيف تضرب هامة المزمجر

وملكت بالسيف الشريعة وانتحى

عنها لهول لقاك كل غضنفر

فأبيت شرب الماء وابن محمد

لهبت حشاشته بحر مسعر

هيهات انت اجل قدرا فالوفا

لك خصلة موروثة عن حيدر

لكن حملت الماء تضرب دونه

بالسيف لم تملل ولم تتضجر

قاربت رحلك والطغام تزاحفت

لك بالسهام وبالظبى والسمهر

لولا المقادر ما استطاع مناضل

منك الدنو ولم يكن بالمجتري

حسم القضاء يديك لكن بالذي

جادت يداك على الهدى لم يشعر

أبكيك مقطوع اليدين معفرا

نفسي الفداء لجسمك المتعفر

ولرأسك المفضوخ والعين التي

انطفأت بسهم في النضال مقدر

فمشى الحسين اليك يهتف يا اخي

افقدتني جلدي وحسن تصبري

٢٤٢

أأخي ها فانظر بنات محمد

تبكي عليك بلهفة وتزفر

هتفت وقد عز النصير لشخصك

الغالي وكان هتافها بتحسر

هذا لواؤك من يقوم بحمله

بل من سيحفظ بعد فقدك معشري

جلل مصابك يا ابن والدي الذي

قد هد ركني بل أضاع تبصري

أشمت بي أعداي يا أوفى أخ

عندي به أقوى ويقوى عسكري

من للحمى من للعقائل اصبحت

حيرى ومن سيحن للطفل البري

لاخير بعدك في الحياة وقد غدى

عيشى لفقدك لا هنيء ولا مري

أبقيتني فردا أبا الفضل الذي

ما كان عني قط بالمتأخر

وسبقتني للخلد فاهنأ بالذي

أولاك ربك من نعيم أوفر

وقال في رثاء علي الاكبر (ع)

بذكراك ذا الكون العظيم يعطر

ومن كل من فوق الثرى انت اكبر

وهيهات ماضاهاك في الدهر فارس

ويوم اللقا انت الكمي الغضنفر

نمتك الكرام الصيد من آل هاشم

وعرق فيك الطهر طه وحيدر

وان العلي القدر شبل ابن فاطم

حسين وما في الناس مثلك قسور

ظفرت بأعلى المجد غير منازع

بمجدك كم في الكون قد خط مزبر

خليق وخلق كالنبي ومنطق

بليغ به في الناس لازلت تذكر

وبأس به اشبهت حمزة في الوغى

وصولة مقدام بها صال جعفر

أخذت باطراف الشجاعة والابا

وورثك العليا أبوك المظفر

وان انس لا انساك يوم تزاحفت

جيوش العدى يوم الطفوف تزمجر

وجاءت الى لقيا ابيك جحافل

كعد الحصى يقتادها متجبر

وتأبى لك النفس الكبيرة ان ترى

أباك الى الهيجا وحيدا يشمر

مشيت بثغر للكريهة باسم

ووجه صبوح وهو كالبدر يزهر

وجردت سيفا في غراريه لفنا

لاعداك يا ابن الطهر قد خط اسطر

وأقدمت للاعداء كالليث مانبا

حسامك بل ما دونه قام مغفر

وخيل للاعداء ان جاء حيدر

لابنائه بعد المنية ينصر

فأعلمتهم لكن بصوت محمد

بأنك من ابنائه حين تفخر

فكم من همام فر من هول سطوة

وضرب حسام منك للهام ينثر

وكنت متى يممت شطر كتيبة

تولت ومنها كل ليث مقطر

فلولا الظما والجهد من ثقل لامة

عليك ونار بين احشاك تسعر

ولولا القضا لم يقربوا منك والقضا

اذا كان حتما فهو لا يتأخر

فلهفي لبدر قد هوى من سمائه

ومنه المحيا في التراب يعفر

ولهفي لذاك الغصن أذوى من الظما

وحر سيوف فتكها لا يقدر

وواحر قلبي للشباب مجدلا

على جسمه الجرد العتاق تعثر

٢٤٣

ووجه يفوق البدر حسنا وروعة

يخر على حر الثرى وهو احمر

ووالده العطشان يرنو لجسمه

وقد مزقته البيض فهو مبعثر

هوى فوقه كالطود يهتف صارخا

بني وهي مني عليك التصبر

بني لقد كنت السواد لناظري

بمن بعدما فارقتني اليوم انظر

بني على الدنيا العفا ليت أنني

سبقتك في لقيا الردى فهو أجدر

بني لمن ارجو الحياة وانني

لاحسبها بالحزن بعدك تزخر

بني بمن أعداي بعدك اتقي

وبعدك من في النائبات سيحضر

بني ومن للفاطميات بعدنا

وفيمن يلوذ الطفل وهو مذعر

ومن لعليل كاد من شدة الضنى

يموت ومما نابه ليس يشعر

أحين ترجيناك ترفع للهدى

منارا وفي نشر الفضائل تجهر

يحاتفنا فيك الحمام وانني

وددت بقلبي بعد موتك تقبر

وما لي سوى الصبر الجميل وسيلة

فكل صبور في المعاد سيؤجر

٢٤٤

السيد محمد رضا شرف الدين

المتوفى ١٣٨٩

أعيني سيلي دما قانيا

وبكى قتيلا بشط الفرات

فيا غيرة الله ذا جسمه

على الترب والراس فوق القناة

فأين بدور بني غالب

وأين سمو سهمى النيرات

واين الزمان بهم زاهرا

وأين أويقاتنا الزاهرات

واين الكماة وأين الحماة

وأين الاباة واين السراة

هذه أبيات من نظم الشاعر في ( رواية الحسين ) التي نظمها مستعرضا وقعة كربلاء وجهاد الامام الحسين وأصحابه من مبدء نهضته حتى مقتله بأسلوب رصين وخيال عال جذاب وتحتوي الرواية على فصول تمثل وقعة كربلاء وتحتوي على ٢٤٠ صفحة ، طبعت بمطبعة النجاح ـ بغداد. وكان لها صدى طيبا في الاوساط الادبية وكان ينشد بعض الفصول منها فتصغي له الادباء وترتاح لهذا الاسلوب الروائي الجميل وعقيدتي انه اول من نظم هذه الوقعة بهذا اللون وتقدمت اليه دور السينما تطلب منه تمثيلها على الشاشة بجميع فصولها.

لا زلت اتصوره ببزته الدينية يرتاد مجالس النجف وأندية العلم وهو في الطليعة من الفضلاء وأذكر قصيدته التي أنشدها يوم الثامن من شهر شوال بمناسبة تهديم قبور ائمة البقيع وهو

٢٤٥

من أشد الناس حماسا لهذا الحادث المفزع. ولد السيد محمد رضا ابن الحجة المجاهد السيد عبد الحسين شرف الدين في مدينة صور بلبنان في شهر المحرم عام ١٣٢٧ ه‍ الموافق شباط ١٩٠٩ ولما ترعرع أحس من أبيه بالرغبة الملحة على الدراسة الدينية فسافر الى النجف وقصر نشاطه على الفقه والاصول ودرس على المشايخ الاعلام كالشيخ مرتضى آل ياسين والشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وغيرهما وهو يتعاهد ملكته الادبية فنظم أول ما نظم روايته الشهيرة ( الحسين ) وذلك عام ١٣٥٢ ه‍ وأعقبها بنظم رواية ( قيس ولبنى ) كما عني بنظم تاريخ العرب في ملحمة كبيرة تزيد على ٣٠٠ بيتا. وفي عام ١٣٥٣ انتقل الى بغداد فأصدر مجلة ( الديوان ) خرج منها خمسة أعداد ، وفي عام ١٩٣٩ عين في مجلس الاعيان ملاحظا لديوان الرئاسة وفي عام ١٩٤٧ نقل الى وزارة الخارجية بوظيفة ملحق صحفي في المفوضية العراقية بدمشق فالتقيت به في دمشق فقال لي اني الزمت نفسي ان انظم كل عام قصيدة بذكرى يوم الغدير أين ما حللت واذا كان لك متسع من الوقت ان تحضر غدا لاستماع قصيدتي. وفي عام ١٩٤٩ نقل الى المفوضية العراقية بطهران ثم الى المفوضية العراقية بجدة حتى شهر آب من عام ١٩٥٠ وكان موضع تقدير من كل عارفيه فانه وادع الخلق هادئ الطبع وقور الملامح تنم احاديثه عن عقيدة صحيحة صريحة ويعتز بشخصيته وشرفه ويعرف لنسبه الشريف قيمته الغالية وترجم له الخاقاني في ( شعراء الغري ) وذكر طائفة من أشعاره.

اخبرني ولده فضيلة العلامة السيد حيدر شرف الدين أن وفاة والده السيد محمد رضا في العاشر من شهر ذي الحجة الحرام سنة ١٣٨٩ ه‍ رحمه الله.

٢٤٦

الدكتور مصطفى جواد

المتوفى ١٣٨٩

جل المصاب مصاب آل محمد

فاذر الدموع بيومه المتجدد (١)

وابك الكرام الذائدين عن العلى

والدين بالقول الكريم وباليد

ذكر الزمان مصابهم فاعاده

تاريخ عز للسمو مؤيد

فالحق لا ينسيه سالف عهده

والذل لا يبقيه سوط المعتدي

والعدل لا تبليه قلة أهله

والدين لا يوهيه طعن الملحد

آل الرسول أجل فهات حديثم

واذكر مصابهم ولا تخشى الردي

جمعوا الفضائل والمكارم والعلى

والعلم والتقوى لاذكى محتد

ما حرر الاسلام الا سادة

بذلوا دماءهم له عن مقصد

سنوا لاهل الحق سنة ثورة

اضحى بها الاسلام مرهوب اليد

مل الحديد من الحديد وعزمهم

ما مل من نصر لدين محمد

فليقلع الجبناء عن اقوالهم

ان الجبان كأنه لم يولد

في كل قطر روضة لكرامهم

بندى المعالي روض ذكراها ندي

رام العدو عفاءها لكنها

حفظت على رغم العدو بمشهد

في المغرب الاقصى وفي مصر وفي

هذا العراق وفي بقيع الغرقد

وشهيدهم في كربلاء شهيدهم

في انهم اهل المقام الاوحد

عطف الصفوف على الصفوف يذيقها

حتف الحتوف وينثني كالجلمد

__________________

١ ـ انشد هذه القصيدة في يوم عاشوراء في الحفل المقام في ساحة الامام الكاظم عليه‌السلام.

٢٤٧

هجمات حيدرة العظيم وقلبه

اذ صال في صفين أو في المربد

لله يوم الطف يوما فارقا

بيض الوجوه عن الفريق الاسود

كتب العراق وثيقة استقلاله

بدم الحسين السيد بن السيد

بيني وبينك يا يزيد قضية

لا تنتهي وعداوة لم تنفد

أورثت ملكا لم تكن أهلا له

ووليت دينا ريع منك بمفسد

الدكتور مصطفى جواد ولد ببغداد محلة القشلة ودخل المدرسة الابتدائية في دلتاوة ديالي عام ١٩١٥.

في عام ١٩٢٤ أكمل دراسته في دار المعلمين واخذ ينشر بعض خواطره في جريدة الصراط المستقيم ببغداد وعين معلما في عام ١٩٢٥.

وفي عام ١٩٣٩ تخرج في جامعة السوربون بفرنسا عن اطروحة بعنوان ( سياسة الدولة العباسية في آخر عصورها ).

في عام ١٩٥٦ اصبح استاذا في دار المعلمين العالية ( قسم اللغة العربية ) توثقت صلته بمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق وأخذ ينشر بعض آثاره فيها منذ عام ١٩٤٣ وفي عام ١٩٥٠ اسهم في تحرير مجلة المجمع العلمي العراقي في اليوم السابع عشر من كانون الاول كانت وفاته سنة ١٩٦٩.

من مؤلفاته ١ ـ سيدات البلاط العباسي ـ طبع في بيروت ، ٢ ـ المباحث اللغوية في العراق ـ طبع في القاهرة ٣ ـ خارطة بغداد قديما وحديثا بالاشتراك مع احمد سوسة واحمد حامد الصراف ٤ ـ الجامع الكبير في صناعة المنظوم والمنثور حققه بالاشتراك مع الدكتور جميل سعيد ٥ ـ تكملة الاكمال في الاسماء والانساب والالقاب ـ تحقيق وهو لجمال الدين الصابوني.

نشرت مجلة البيان النجفية في السنة الاولى قصيدته التي ألقاها في الحفلة التأبينية لسيد الشهداء يوم العاشر من المحرم سنة ١٣٦٥ ه‍ الموافق ٢٦ / كانون الاول ١٩٤٥ في صحن الامامين الكاظميين عليهما‌السلام وأولها.

ألمت بي الذكرى فاوسعتها شكرا

وأرعيتها قلبي فقلبي بها أدرى

٢٤٨

كما نشرت له مجلة ( البيان ) أيضا في سنتها الاولى قصيدته التي ألقاها صباح العاشر من المحرم سنة ١٩٦٤ م في حفل الامام الحسين (ع) وأولها :

أبى الله أن ينسى مصاب ابن فاطم

فجاءت تعزي الدين شتى العوالم

قد اختلفت اجيالها غير أنها

تساوت لدى تأبين فخر الهواشم

ولا يفوتنا ان الدكتور مصطفى جواد من اشهر رجالات العرب في الادب ومعرفة لغة العرب ولا تكاد تفوته شاردة او واردة وقد نشر الكثير من ذلك تحت عنوان ( قل ولا تقل ) واخيرا اصدر في كتاب خاص.

٢٤٩

عبد الكريم العلاف

المتوفى ١٣٨٩

أي رزء بكت عليه السماء

ومصاب قد دام فيه العزاء

ذاك رزء وذاك خطب عظيم

فقدت ابنها به الزهراء

فقدته بكربلا وهي اليوم

عليه حزينة ثكلاء

فقدته بالطف يوم أتته

آل حرب وهم له أعداء

جمعوا رأيهم الى الحرب لما

لعبت في عقولهم صهباء

قابلوه بأوجه وقلوب

شأنها الغدر ملؤها البغضاء

والتقتهم من آل هاشم شوس

حين غصت بخيلها الهيجاء

فتية في الوغى بهم كل ليث

طلق الوجه واضح وضاء

ملؤا واسع الفضا بزئير

منه دكت لهولها الارجاء

بذلوا النفس والنفيس بعزم

فلتلك النفوس نفسي الفداء

وقضوا واجب الدفاع الى أن

نفذ الحكم فيهم والقضاء

ظهروا أنجما وغابوا بدورا

بينهم طلعة الحسين ذكاء

ظل ملقى له التراب فراش

وطريحا له القتام غطاء

يرمق الطرف ما له من معين

غير أطفاله وهم ضعفاء

وعلي السجاد أضحى عليلا

ومريضا أعياه ذاك الداء

ان شر الافعال فعل طغاة

ببني المصطفى البشير أساءوا

ما رعوا ذمة بكشف نقاب

من نساء قد ضمهن الخباء

نسوة للشام سيقت سبايا

ومن العار أن تساق النساء

٢٥٠

صرخت زينب بصوت وقالت

ويلكم هكذا يكون الجزاء

فلماذا منعتم الماء عنا

وأبونا لديه ثم الماء

لهف قلبي على أسود عرين

ورجال أعضاؤهم أشلاء

لهف قلبي على بنات خدور

زانهن العفاف ثم الحياء

لهف قلبي على خيام تداعت

حول استارها اريقت دماء

لهف قلببي على بدور أضاءت

ثم غابت فطاب فيها الرثاء

بعد رزء الحسين بالله قل لي

أي رزء بكت عليه السماء

الشاعر عبد الكريم العلاف

ولد عبد الكريم بن مصطفى العلاف ببغداد سنة ١٣١٢ ه‍ ١٨٩٦ ونشأ في احضان عشيرة العزة بمحلة الفضل بعد أن تعلم القراءة والكتابة درس على العلامة الشيخ عبد الوهاب النائب في جامع الفضل ولازمه ملازمة الظل حتى وفاته ، وآل النائب هم الذين أعانوه على تحمل اعباء الحياة ومواصلة الدراسة. وعندما اندلعت نيران الثورة العراقية الكبرى كان في مقدمة شعرائها ، فقد ألقى القصائد الحماسية في جامع الحيدر خانة مما أدت الى سجنه ، وعين بعد تشكيل الحكومة العراقية كاتبا لمالية الكاظمية ثم تركها وآثر الاشتغال في المهن الحرة حتى أصيب بالشلل فاضطر الى مواصلة الحياة بكتابة العرائض. وبعدها بفترة عينه الاستاذ أحمد حامد الصراف في احدى وظائف الاذاعة ، ولم يمض طويل وقت حتى عاد الى كتابة العرائض ثانية حتى وافاه الاجل بتاريخ ٢٢ ـ ١١ ـ ١٩٦٩ المصادف ١٣٨٩ ه‍ صدرت له عدة كتب هي :

١ ـ الاغاني والمغنيات.

٢ ـ ايام بغداد.

٣ ـ الطرب عند العرب.

٤ ـ بغداد القديمة.

٥ ـ قيان بغداد في العصر العباسي والعثماني والاخير.

٢٥١

٦ ـ مجموعة الاغاني والمغنيات.

٧ ـ الموال البغدادي.

٨ ـ موجز الاغاني العراقية.

عبد الكريم العلاف شاعر يجيد النظم باللغتين : الفصحى والدارجة وهو مؤلف كتاب ( الطرب عند العرب ) و ( بغداد القديمة ) المطبوع بمطبعة المعارف و ( الموال البغدادي ) وهو صحفي أصدر مجلة باسم ( الفنون ) استمرت عاما كاملا ، وقضى فترة بالاشراف على فرقة الرشيد للفنون الشعبية في مصلحة السينما والمسرح (١).

سألته ( كل شيء ) عن الوقت الذي بدأ فيه ينظم الشعر فقال : كنت مولعا بالشعر الفصيح وبدأت أنظمه قبل اربعين عاما ، ولكني رغبت بأن أنظم الشعر الشعبي لروعته وأسلوبه منذ ثلاثين عاما ، قال : ونظمت أغنية :

يا نبعة الريحان

حني على الولهان

وكنت طريح الفراش في المستشفى عام ١٩٣٦ بعد أن دهستني احدى السيارات. ونظمت اغنية : خدري الجاي خدري للمطربة الهوزوز بمناسبة اخرى كما نظمت أغنية : كلبك صخر جلمود ما حن عليه

غنتها كوكب الشرق أم كلثوم عام ١٩٣٢ عندما زارت بغداد وقد أعجبت بها على ملأ من الناس في الحفلات التي أقيمت آنذاك تكريما لها. وقال : عندي مؤلفات لم تزل مخطوطة.

وجاء في معجم المؤلفين ج ٢ ـ ٣١٠ كوركيس عواد. ما نصه :

__________________

١ ـ صحيفة ( كل شيء ) البغدادية بتاريخ ٣١ آذار ١٩٦٩ المصادف ١٢ محرم ١٣٨٩ ه‍.

٢٥٢

عبد الكريم العلاف ( بغداد ١٨٩٦ ).

١ ـ الاغاني والمغنيات : مجموعة أغاني عراقية مصورة ـ بغداد ١٩٣٣ و١٩٦٩.

٢ ـ أيام بغداد ( بغداد ١٩٦٩ ).

٣ ـ بغداد القديمة ( بغداد ١٩٦٠ ).

٤ ـ الطرب عند العرب ( بغداد. ط ١ ـ ١٩٤٥ ط ٢ ـ ١٩٦٣.

٥ ـ قيان بغداد في العصر العباسي والعثماني الاخير. بغداد ١٩٦٩.

٦ ـ مجموعة الاغاني والمغنيات ( ٢٤ حلقة : بغداد ١٩٣٥ ـ ١٩٤٦ ).

٧ ـ الموال البغدادي ( بغداد ١٩٦٤ ).

٨ ـ موجز الاغاني العراقية ( بغداد ١٩٣٠ ).

ومما استجيد روايته ما يقول صاحب ( بغداد القديمة ص ١٤٣ ما نصه : وفي يوم الاحد ١٧ جمادى الاولى سنة ١٣٣٥ يقابلها ١١ اذار سنة ١٩١٧ جمادى الاولى سنة ١٣٣٥ يقابلها ١١ اذار سنة ١٩١٧ فوجئنا بخبر سقوط على أيدي الجيوش الانكليزية فوقع وقوع الصاعقة علينا وبعد ساعات ظهرت طيارات في سماء سامراء ورمت القنابل على المنطقة ومن فزعنا لذنا في ضريحي الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما‌السلام ، وذهبت انا ولذت بمقام الامام المهدي عليه‌السلام ووقفنا وقلنا والدموع تذرف من عيني :

فقم لها يا امام المسلمين فقد

آن الاوان وخذ في كفك العلما

واصرخ على الشرك واعلن بالجهاد وقل

وا أحمداه ترى الغبرا تفيض دما

أقول : وروى لي الشاعر الشهير السيد أحمد الهندي من شعر عبد الكريم العلاف :

بربك يا لواء السبط فيئ

مقاما ضم أشلاء الحسين

فحامل مجدك العباس أضحى

على الغبراء مقطوع اليدين

٢٥٣

السيد محمود الحبّوبي

المتوفى ١٣٨٩

شجون يقض لها المضجع

وهم له العين لا تهجع

وحزن تولاك يا ابن الوصي

لامر هو الحادث الافظع

أتاك بأن خلافتكم

تحلى بها الالكع الاكوع

يزيد الغرور يزيد الفجور

يزيد الخمور وما يتبع

أبى طاعة الله والمسلمون

له من أنامله أطوع

ويجبن عن كل فخر كما

على كل موبقة يشجع

وأثمن من أنفس المسلمين

له قدح بالطلى يترع

* * *

فبت تؤرقك الهاجسات

وما لك في دفعها مطمع

أيلعب بالحكم وغد ولا

يد بالحسام له تصفع

أأضيع هذا الورى بينهم

نبيه ، وأنبههم أضيع

فظلت كأنك فوق المهاد

على كل جارحة مبضع

وبينا تفكر بالمسلمين

وماذا ابن صخر بهم يصنع

اذا بالرسائل تترى عليك

كمنهلة المزن اذ تهمع

فرسل تجيء ورسل تعود

وكتب بأضعافها تشفع

رسائل تطلب منك القدوم

لمن هم ملبوك مهما دعوا

جنود أبيك وأنصاره

ومن هضبة الجور قد زعزعوا

٢٥٤

وحزب أخيك وأشياعه

ومن غير نهجك لم يتبعوا

وقد وحدوا رأيهم أن تكون

اماما عليهم وقد اجمعوا

فلما اعتزمت موافاتهم

وهم في دياجي الشقا هجع

نصيب سواهم نعيم الحياة

وحظهم فقرها المدقع

قطيع له الذئب راع ، متى

يطيب ويهنا له مرتع

وما ان خدعت بايمانهم

ومن خبر الناس لا يخدع

ولكن ليفهم معنى الحياة

أناس بأوهامهم قنع

خرجت بظعنك من يثرب

وسرت تشيعك الادمع

وأسرع نحوك أسيادها

وأدمعهم منهم أسرع

وقد ودعوك فهل أيقنوا

بأنهم مجدهم ودعوا

فقمت كما انتفض ابن العرين

لهم ، أو كما عصفت زعزع

وقلت وقد غمر الحاضرين

جلالك والشرف الارفع

أمر من الموت أن تذعنوا

لحكم الطليق وأن تخضعوا

وماذا ستجنون من فعلكم

اذا حصد المرء ما يزرع

أيغدو ابن ميسون وهو الاذل

عليكم أميرا ولم تجزعوا

أيستبعد الكلب ليث الشرى

وبالحوت يحتكم الضفدع

أبى مجد هاشم أن يستكين

بنوه المغاوير أو يضرعوا

وما أبعد الذل عن مثلهم

لمن عن مخازيه لا يردع

ومن خير اثاره شرها

وأفضل أعماله الاشنع

وأشهى من العمر اتلافه

اذا طاول الارفع الاوضع

وليس الحياة بمحبوبة

اذا غلب الساعد الاصبع

فلا بد من نهضة لي بها

بلوغ المرام او المصرع

الحسين في طريقه الى مكة :

ظعنت برهطك تطوي القفار

وبالنجب أجوازها تقطع

يحلك في مهمه مهمه

ويدنيك من حاجر لعلع

وحولك من هاشم فتية

فؤاد المعالي بهم مولع

كستها يد العز برد الجلال

وأبدع تكوينها المبدع

مصابيح في الافق اشباهها

بهم كل داجية تصدع

تناقلك البيد حتى غدا

لركبك في مكة موضع

وريع يزيد فبث العيون

عليك فما فاتهم مجمع

٢٥٥

وأحزن مكة أن ابنها

الابر على هجرها مزمع

ولما تلاقت وفود الحجيج

ومن كل فج أتت تهرع

شرعت بسيرك نحو العراق

وخصمك في كيده يشرع

وجئت الطفوف فجاءتك من

جهات العراق العدى تسرع

رعيل يجد بأثر الرعيل

وجيش خطى مثله يتبع

وقفت تحذرهم فعلهم

وتأبى غوايتهم أن يعوا

ومذ أخفق القصد في وعظهم

وعاد سوى السيف لا ينفع

تقدم للحرب ابناؤها

ومن بأسهم ليلها يسطع

ليوث وغى ان يحم البلاء

بهم كل نازلة تدفع

تحامي كماة العدى قربهم

كما يتقى الجانب المسبع

وخاضوا غمار الردى ، والظبى

تسل ، وسمر القنا تشرع

فخروا لوجه الثرى بعدما

تضعضع هولا وما ضعضعوا

وماتوا كراما أريج الثناء

لهم من أريج الكبا أضوع

رضيع الحسين :

وطفلك أعزز على أمه

وقد عاد من دمه يرضع

سقته المدامع لو لم يكن

من الرعب قد جمد المدمع

أتتك به كي تروي حشاه

وغيرك ليس لها مفزع

وهب انكم قد أخذتم بما

جنيتم ، فماذا جنى الرضع

وبعدما يصف حملات الحسين (ع) الى مصرعه يختم الملحمة بقوله :

كفى ان ذكراك يا ابن النبي

بها كل قلب لنا موجع

ستبقى مخلدة ما دعا

فم في الورى أو وعى مسمع

وان سهام رزاياكم

بكل فؤاد لها موقع

أيفزع منها الحشا سلوة

وقد ضاق فيها الفضا الاوسع

وما جل يومك لو أننا

بمثل حوادثه نفجع

محمود ابن السيد حسين بن محمود ولد ١٣٢٣ ه‍ شاعر رقيق وأديب ذواقة من مشاهير الشعراء واعلام الادب نشرت له الصحف كثيرا من الشعر وشارك في حفلات أدبية فكان له قصب السبق طبعت له رباعيات بعنوان : رباعيات الحبوبي.

٢٥٦

عرفته كما عرفه غيري هادئ الطبع لطيف المعشر أنيقا مترفا يعتني كثيرا بهندامه وملبسه وأحب شيء الى نفسه الندوات الادبية حتى يعاف النوم والطعام في سبيلها وينسى كل شيء في الحياة يعجبه كثيراً أن يصف الطبيعة في شعره لذا ترى روضياته تمتاز على غيرها وهذه مجلة الغري حافلة بنتاجه الادبي كما تجد ذلك في ديوانه المطبوع بالنجف عام ١٣٦٧ ه‍ اما رباعياته طبعت سنة ١٣٧٠ ه‍ وشاهدته ينظم أكثر ما يمر عليه في الحياة لذلك تجد وصفا دقيقا لمناظر الحياة في أشعاره.

ومن أحاسيسه قوله :

دعهم يشيدوا من الاوهام ما شاؤا

فليس يحفظ خط الكاتب الماء

راموا الفخار فما نالوا مرامهم

وقد كبا بهم عجز واعياء

جاؤا الحياة بلا عقل وانهم

سيخرجون من الدنيا كما جاؤا

لو يكشف القلب عما فيه لانكشفت

منهم الى الناس اشياء واشياء

ولو درت أنهم من بعض من نسلت

حواء لم تهو الا العقم حواء

ومن وصفياته قوله في وصف الربيع :

هذا الربيع تجلى وهو مبتسم

فلتبتسم وليودع نفسك الالم

تثني الحياة عليه فالشذا مدح

وكل زنبقة بين الرياض فم

كسا الفيافي والاكام من حلل

خضرا ، بها كالفيافي تزدهي الاكم

رفارف ليس يدري من يشاهدها

صنعاء أحذق في وشيء أم الديم

أي المباهج ترجو أن تفتك هنا

دنيا هي البشر ، والاشذاء والنغم

حلم جميل تمتع فيه مغتبطا

فما حياتك الا الطيف والحلم

وقوله :

أشاعرة النهر المصفق كلما

شدوت من الازهار في خير محفل

تغني وغضي الطرف عما يخافه

سوانا من الغيب المعمى الموجل

تغني فما ندري غدا ما يجيئنا

به الدهر ، والدنيا نصيب المغفل

تغني ونحن الآن نشتمل الهنا

فليس لك الافراح تبقى وليس لي

٢٥٧

وجاء في الذكرى للشاعر محمود الحبوبي والتي طبعت بالنجف الاشرف ما يلي :

الشاعر محمود الحبوبي ولد في النجف الاشرف سنة ١٩٠٦ م من أبوين علويين وكانت تربيته الاولى على والده الفقيه السيد حسين ابن السيد محمود الحبوبي شقيق العالم المجاهد السيد محمد سعيد الحبوبي. أدخله والده سنة ١٩١٢ م ( المدرسة العلوية ) وهي مدرسة نظامية أسست في أواخر العهد العثماني واستمرت حتى أوائل الحكم الوطني وأخرجه منهاعام ١٩١٦ م بعد أن تعلم القراءة والكتابة ومبادئ الدين والحساب وأوليات اللغتين العربية والفارسية.

ثابر بعد تركه المدرسة المذكورة على دراسة علوم العربية كالنحو والصرف والبلاغة وعلم المنطق حتى تخطاها الى دراسة الاصول والفقه. انصرف عام ١٩٢٩ م الى التخصص في علوم الادب فكان يكثر من قراءة النتاج الادبي الجديد ومواصلة قرض الشعر. وفي سنة ١٩٤٨ م ترك النجف مع أفراد عائلته واستوطن الاعظمية من بغداد حيث أقام فيها خمس سنوات ثم استوطن بعدها الكرادة الشرقية.

توفي بالجلطة القلبية فجر الاول من أيار ١٩٦٩ م عن ثلاث وستين سنة ودفن بالنجف في مقبرة عمه السيد محمد سعيد الحبوبي في الصحن الحيدري لم يتزوج وآثر الانصراف الى دنيا الادب. وله من الآثار الادبية المطبوعة :

١ ـ ديوان محمود الحبوبي. طبع في النجف عام ١٩٤٨.

٢ ـ رباعيات الحبوبي. طبع في النجف عام ١٩٥١.

٣ ـ شاعر الحياة ـ موشح ـ طبع في النجف بعد وفاته عام ١٩٦٩ وله آثار لم تطبع. أقيمت له ذكرى تأبينية تبارى فيها الشعراء والكتاب وطبعت موادها بمطبعة النعمان بالنجف الاشرف عام ١٩٧٠.

٢٥٨

عبد الحميد السنيد

المتوفى ١٩٧٠ م

١٣٩٠ ه‍

خطيب بارع ، مسقط رأسه بلدة سوق الشيوخ ـ محافظة ذي قار وفيها نشأ وكان مولده سنة ١٩٠٢ وبحكم مزاولته لمجالس العلم والادب وميله لحفظ الشعر ورثاء الامام الحسين عليه‌السلام تولدت ملكته الادبية ونمت مضافا الى مطالعته لكتب الادب والتاريخ والشعر والاطلاع على دواوين الشعراء نهل من مواردها ما نهل حتى ارتوى فراح يفيض من أدبه. نشأ عصاميا استاذ نفسه فما درس في مدرسة ولا تلمذ على استاذ وكافح أميته بنفسه طفلا ومارس الشعر يافعا.

امتهن أولا صياغة الثياب النيلية والالوان الاخرى يستدر منها رزقه ثم تركها غير آسف عليها مذ رأى قابليته الادبية تساعده على الخطابة. وفي سنة ١٣٨٣ ه‍ طبع ديوانه ( الحان الروح ) بمطبعة دار السلام بغداد وفيه الوان من شعره الوجداني والوطني والعقائدي ، وقد كتب عليه :

ان أزهق الموت روحي

وغاب في الترب جسمي

فثروتي بعد موتي

ديوان شعري ورسمي

ومن الحانه في الامام الحسين عليه‌السلام قصيدته في المولد وعنوانها موكب النور ، أولها :

٢٥٩

قمرية الوادي بلحنك غردي

فالوقت طاب بطيب يوم المولد

وأخرى بعنوان ( سبط الهدى ) أولها :

سرت نفحة البشرى فأطلقت أفكاري

ووقعت لحني بعد توقيع اوتاري

ومن ألحانه قوله تحت عنوان : مهنتي.

قد أنكروني بنو قومي وما علموا

أني امرؤ قد سمت بي للعلى قدم

أعيش عنهم بعيدا لا يسامرني

الا الكتاب بليل الهم والقلم

اصوغ من دور الالفاظ ما عجزت

عن مثله العرب الامجاد والعجم

لونت منها المعاني المنتقاة باصباغ

القريحة فازدانت بها الكلم

صهرتهن بقدر الفكر فانبعثت

نار الشعور لها من تحته ضرم

فالقدر والكوز والداعوش يشهد لي

والنيل والجوهر الالوان والوضم

وله ( الزهرة الذاوية ) :

زهرتي انت بين زهر الربيع

خصك الله بالجمال الطبيعي

لك عرش بين الزهور رفيع

قد سما فوق كل عرش رفيع

انت توحين لي القريض فأسمو

في سماء القريض فوق الجميع

انت معنى الجمال يا منية النفس

وجو الخيال في موضوعي

انت في الليل روعة وسكون

فيهما تنجلي صفات الخشوع

انت في الصبح نسمة توقظ الاحساس

في شاعر الهوى المطبوع

انت في الروض نفحة القدس والطيب

ولحن الاطيار في الترجيع

انت في العود نغمة تنعش القلب

وفي الناي أنة الموجوع

اي كف أثيمة فيك عاتت

فمحت منك اي حسن بديع

بددت حسنك النضير وياما

كنت اسقيه من نمير دموعي

* * *

رتلي لي حمامة الدوح لحنا

يبعث الوجد في حنايا ضلوعي

اسعديني على البكاء فاني

لم اجد لي سوى البكا من شفيع

راعني حادث الزمان فيا

لله من حادث الزمان المريع

وأتتني تترى عواديه لما

أيقنت بي لم أهو عيش الخنوع

الوليد الثائر

هنا حلبات الشعر للمتسابق

فهيا فقد اطلقت للجري سابقي

٢٦٠