بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٣

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٣

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: محمد علي النجار
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٣
الصفحات: ٥٥٦

٤٢ ـ بصيرة فى سمك وسمن

السّمك : سمك (١) البيت. وقد سمكه أى رفعه. وقيل للسّماوات : المسموكات. وفى حديث علىّ رضى الله عنه : «وبارئ المسموكات» أى السماوات السّبع. والسّامك : العالى المرتفع.

وفى حديث ابن عمر «أنّه نظر فإذا هو بالسّماك ، فقال : قد دنا طلوع الفجر ، فأوتر بركعة». السّماك : نجم فى السّماء معروف : وهما سماكان : رامح وأعزل. والرّامح لا نوء له (٢) ، وهو إلى جهة الشّمال. والأعزل من كواكب الأنواء ، وهو إلى جهة الجنوب ، وهما فى برج الميزان. وطلوع السّماك الأعزل مع الفجر يكون فى التشرين (٣) الأوّل.

والسّمن : ضدّ الهزال. وهو سمين من سمان. وأسمنته وسمّنته : جعلته سمينا. وأسمنته : اشتريته سمينا أو أعطيته كذا (٤). واستسمنته : وجدته سمينا.

السّمنة : دواء (٥) السّمن.

__________________

(١) وهو سقفه ، أو من أعلاه الى أسفله ، كما فى القاموس.

(٢) النوء فى الأصل ميل النجم للغروب وطلوع آخر ، ولا يسمى نوءا الا اذا صاحبه مطر. ويطلق النوء أيضا على المطر ، كما فى المصباح ، وهو المراد هنا.

(٣) هو من شهور السنة السريانية يقابله فى الشهور الافرنجية اكتوبر.

(٤) أى سمينا.

(٥) عبارة الراغب : «دواء يستجلب به السمن».

٢٦١

٤٣ ـ بصيرة فى السماء

وهو / أعلى كلّ شىء ، وكلّ سماء بالإضافة إلى ما دونها فسماء ، وبالإضافة إلى ما فوقها فأرض ، إلّا السّماء العليا ، فإنّها سماء بلا أرض. وحمل على هذا قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ)(١) وسمّى المطر سماء لخروجه منها. وقيل : إنّما سمّى سماء ما لم يقع بالأرض اعتبارا بما تقدّم. وسمّى النّبات سماء إمّا لكونه (٢) من المطر الّذى هو سماء ، وإمّا لارتفاعه (٣) عن الأرض.

والسّماء المقابلة للأرض مؤنث ، وقد يذكّر. ويستعمل للواحد والجمع كقوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَ)(٤). وقد يقال فى جمعها : سماوات. وقال : (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ)(٥) ، وقال : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ)(٦) ، ووجه ذلك (٧) أنّه كالنّخل والشّجر وما يجرى مجراهما من أسماء الأجناس الّتى (٨) تذكّر وتؤنّث ويخبر عنه بلفظ الواحد والجمع. والسّماء الّذى هو المطر مذكّر (٩) ، ويجمع على أسمية وسمىّ. وفى الحديث : «صلّى بنا فى

__________________

(١) الآية ١٢ سورة الطلاق.

(٢) فى الأصلين «لكونها» وما أثبت من الراغب.

(٣) فى الأصلين : «لارتفاعها» وما أثبت عن الراغب.

(٤) الآية ٢٩ سورة البقرة.

(٥) الآية ١٨ سورة المزمل.

(٦) اول سورة الانشقاق.

(٧) أى تذكيره وتأنيثه.

(٨) يريد أن السماء اسم جنس جمعى. وهذا على أن واحده سماءة.

(٩) فى اللسان بعد هذا : «ومنهم من يؤنثه وان كان بمعنى المطر». وفى المصباح : «والسماء المطر مؤنثة لأنها فى معنى السحابة». وقد ورد التذكير فى قوله ـ أنشده فى اللسان ـ.

اذا نزل السماء بأرض قوم

رعيناه وان كانوا غضابا

٢٦٢

إثر سماء من الليل أى مطر». ويقال : ما زلنا نطأ السّماء حتى أتيناكم ، أى المطر. قال :

فإنّ سماءنا لمّا تجلّت

خلال نجومها حتى الصباح

رياض بنفسج خضل نداه

تفتّح بينها نور الأقاحى

وقال :

أردّد عينى فى النجوم كأنّها

دنانير لكنّ السّماء زبرجد

وخلت بها والصّبح ما حان ورده

قناديل والخضراء صرح ممرّد

وهو من مسمّى قومه : خيارهم. وتساموا على الخيل ، ركبوا. وأسميته من بلد : أشخصته. وهم يسمون على المائة : يزيدون. وما سموت لكم : لم أنهض لقتالكم.

وقد ورد السّماء فى القرآن على وجوه :

الأوّل : بمعنى سقف البيت : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ)(١) : إلى السّقف.

الثّانى : بمعنى السّحاب : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً)(٢) أى من السّحاب.

الثالث : بمعنى المطر : (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً)(٣) أى المطر.

__________________

(١) الآية ١٥ سورة الحج.

(٢) الآية ٤٨ سورة الفرقان.

(٣) الآية ١١ سورة نوح.

٢٦٣

الرابع : بمعنى سماء الجنّة وأرضها : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ)(١) ، وفى الحديث : «أرض الجنة من ذهب وسماؤها عرش الرّحمن».

الخامس : بمعنى سماء جهنّم : (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ)(٢) إلى قوله (ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ).

السادس : بمعنى المقابل للأرض : (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ)(٣) ، (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّماءِ فَوْقَهُمْ)(٤) ، (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)(٥) ، (فاطِرِ السَّماواتِ)(٦) ، ونظائرها كثيرة.

والسّماوة : الشّخص العالى. وسما لى (٧) شخص ؛ وسما الفحل على الشّوّل (٨) سماوة لتجلّلها (٩).

والاسم : ما يعرف به ذات الأصل (١٠). وأصله سمو بدليل قولهم : أسماء وسمىّ. وأصله من السّموّ ، وهو الّذى به رفع ذكر المسمّى فيعرف به.

__________________

(١) الآية ١٠٨ سورة هود.

(٢) الآية ١٠٧ سورة هود.

(٣) الآية ٤٧ سورة الذاريات.

(٤) الآية ٦ سورة ق.

(٥) الآية ٤٠ سورة المائدة.

(٦) الآية ١٤ سورة الأنعام ، وأول سورة فاطر. وورد فى غيرهما.

(٧) أى ارتفع حتى استثبته ، كما فى الصحاح.

(٨) جمع شائل ، وهى الناقة التى ترفع ذنبها للقاح ولا لبن لها أصلا ، كما فى القاموس.

(٩) فى الأصلين والراغب : «لتخللها» والمناسب ما أثبت. والمراد أن الفحل يتجلل النوق أى يعلوها.

(١٠) فى الراغب : «الشىء».

٢٦٤

وقوله تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها)(١) أى الألفاظ والمعانى ، مفرداتها ومركّباتها. وبيان ذلك أنّ الاسم يستعمل على ضربين :

أحدهما : بحسب الوضع الاصطلاحىّ ، وذلك هو فى المخبر عنه ، نحو : رجل ، وفرس.

والثانى : بحسب الوضع الأوّلىّ ، ويقال ذلك للأنواع الثلاثة : المخبر عنه ، والمخبر به ، والرّابط بينهما المسمّى بالحرف ، وهذا هو المراد بالآية ؛ لأنّ آدم عليه‌السلام كما علّم الاسم علّم الفعل والحرف. ولا يعرف الإنسان الاسم فيكون عارفا مسمّاه إذا عرض عليه المسمّى إلّا إذا عرف ذاته ، ألا ترى أنّا لو علمنا أسامى أشياء بالهنديّة أو الرّوميّة لم نعرف صورة ما له تلك الأسماء المجرّدة ، بل كنّا عارفين بأصوات مجرّدة. / فثبت أنّ معرفة الأسماء لا تحصل إلّا بمعرفة المسمّى ، وحصول صورته فى الضمير. فإذا المراد بقوله : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) الأنواع الثلاثة من الكلام وصورة المسمّيات فى ذواتها.

وقوله : (ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها)(٢) معناه : أن الأسماء التى تذكرونها ليس لها مسمّيات ، وإنّما هى أسماء على غير مسمّى ، إذ كان حقيقة ما يعتقدون فى الأسماء بحسب تلك الأسماء غير موجود فيها

__________________

(١) الآية ٣١ سورة البقرة.

(٢) الآية ٤٠ سورة يوسف.

٢٦٥

وقوله : (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ)(١) ، فليس المراد أن يذكروا أساميها نحو اللّات والعزّى ، وإنما المعنى أظهروا تحقيق ما تدعونه آلهة ، وأنه هل يوجد معانى تلك الأسماء فيها. ولهذا قال بعد : (أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ).

وقوله : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ)(٢) أى البركة والنعمة الفائضة فى صفاته إذ اعتبرت ، وذلك نحو الكريم ، العليم (٣) ، البارئ ، الرحمن ، الرحيم.

وقوله : (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)(٤) أى نظيرا له يستحقّ اسمه ، وموصوفا يستحقّ صفته ، على التحقيق. وليس المعنى : هل تجد من يتسمّى باسمه ؛ إذ كان كثير من أسمائه قد يطلق على غيره ، لكن ليس معناه إذا استعمل فيه كان معناه إذا استعمل فى غيره. والله أعلم.

__________________

(١) الآية ٣٣ سورة الرعد.

(٢) الآية ٧٨ سورة الرحمن.

(٣) فى الأصلين : «العالى» وما أثبت عن الراغب.

(٤) الآية ٦٥ سورة مريم.

٢٦٦

٤٤ ـ بصيرة فى سنن

قد تكرّر فى التنزيل وفى الحديث ذكر السنّة وما يتصرّف منها. والأصل فيها الطريقة والسيرة ، ومنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سنّ سنّة حسنة (١)» أى طرّق طريقة حسنة. وإذا أطلقت فى الشرع فإنما يراد بها ما أمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم به أو نهى عنه أو ندب إليه ، قولا وفعلا ، ممّا لم ينطق به الكلام العزيز. ولهذا يقال : أدلّة الشرع الكتاب والسنّة ، أى القرآن والحديث. وفلان متسنّن ، أى عامل بالسنّة.

وسنّة النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : طريقته التى كان يتحرّاها. وسنّة الله قد يقال لطريقة حكمته ، وطريق طاعته. وقوله تعالى : (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللهِ تَحْوِيلاً)(٢) ، تنبيه أنّ فروع الشرائع وإن اختلفت صورها ، فالغرض المقصود منها لا يختلف ولا يتبدّل ، وهو تطهير (٣) النفس وترشيحها (٤) للوصول إلى ثواب الله تعالى ومرضاته وجواره.

وفى الحديث : «إنّما أنسّى لأسنّ (٥)» ، أى إنّما أدفع إلى النسيان لأسوق النّاس بالهداية إلى الطّريق المستقيم ، وأبيّن لهم ما يحتاجون إليه (٦) أن يفعلوا

__________________

(١) من حديث رواه مسلم ، كما فى رياض الصالحين فى (باب من سن سنة حسنة أو سيئة).

(٢) الآية ٤٣ سورة فاطر.

(٣) فى الأصلين : «يطهر .. يرشحها» ، وما أثبت عن الراغب. وفى التاج فيما نقله عن الراغب : «تطمين» فى مكان «تطهير».

(٤) ورد فى النهاية وتكلم عليه بما هنا.

(٥) سقط هذا اللفظ فى النهاية.

٢٦٧

إذا عرض لهم النسيان. ويجوز أن يكون من سننت الإبل إذا أحسنت رعيتها والقيام عليها. وفى حديث المجوس : «سنّوا بهم سنّة أهل الكتاب (١)» أى خذوهم على طريقتهم ، وأجروهم فى قبول الجزية مجراهم.

واستنّ الفرس ، وهو عدوه إقبالا وإدبارا فى نشاط وزعل (٢).

وسنّ الماء على وجهه : صبّه صبّا سهلا. وسنّ الحديدة : حدّدها. وسنان مسنون وسنين. وسنّ سكّينه بالمسنّ [والسّنان (٣)] قال :

وزرق كستهنّ الأسنّة هبوة

أرقّ من الماء الزلال كليلها (٤)

وأسننت الرمح : جعلت له سنانا.

وقوله تعالى : (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ)(٥) قيل : متغيّر /. ومسنون الوجه : مخروطه. و (لَمْ يَتَسَنَّهْ)(٦) : لم يتغيّر ، والهاء للاستراحة (٧).

والسّنّ معروف ، وجمعه : أسنان. وسانّ البعير النّاقة : عارضها حتى أبركها.

والسّنّ أيضا الرّعى. وفى الحديث : «أعطوا السنّ ـ أى أعطوا ذوات السنّ ـ حظّها من السنّ» وهو الرّعى.

__________________

(١) هذا الحديث أخرجه مالك كما فى تيسير الوصول.

(٢) هو النشاط ، فالعطف عطف تفسير.

(٣) زيادة من الأساس.

(٤) أنشده فى الأساس من غير عزو. وأراد بالزرق الرماح. والهبوة : الغبار ، وأراد ما يرى كالغبار على سنان الرمح من الصفاء. والأسنه فى البيت : جمع سنان وهو المسن.

(٥) الآيات ٢٦ ، ٢٨ ، ٣٣ سورة الحجر.

(٦) الآية ٢٥٩ سورة البقرة.

(٧) يريد أن الهاء فى (يَتَسَنَّهْ) مزيدة للسكت ، ومن ثم كان الكسائى يحذف الهاء فى الوصل. وقيل : ان الهاء أصلية من تسنه : تغير أو أتت عليه السنون. وانظر التاج فى (سنه).

٢٦٨

٤٥ ـ بصيرة فى سنم وسنا وسنه

وسهر وسهل وسهم وسهو

التّسنيم : عين فى الجنّة ، قال تعالى : (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ)(١) ، وفسّر بقوله : (عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)(٢).

والسّنا : الضوء السّاطع. والسّناء ـ بالمد ـ : الرّفعة. والسانية : الّتى يستقى بها ، وهى الغرب (٣) مع أداته ، والبعير الّذى يسنى عليه : سانية أيضا. وسنوت (٤) الماء سناية

والسّنة [فى (٥)] أصلها طريقان : أحدهما : أنّ أصلها سنهة لقولهم : سانهته مسانهة ، أى عاملته سنة فسنة ، [قيل : ومنه (لَمْ يَتَسَنَّهْ) أى لم يتغيّر بمرّ السنين عليه ولم تذهب طراوته (٦)] ، وقيل : أصله من الواو لقولهم فى الجمع : سنوات. ومنه سانيت والهاء (٧) للوقف.

وقوله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ)(٨) عبارة عن الجدب. وأكثر ما يستعمل السّنة فى الحول الّذى فيه الجدب. وأسنتوا : أصابتهم السّنة.

والسّنة يذكر فى محله من وسن.

__________________

(١) الآية ٢٧ سورة المطففين.

(٢) الآية ٢٨ سورة المطففين.

(٣) هى الدلو العظيمة.

(٤) كذا فى الأساس. وكأن المراد استخراجه بالسانية.

(٥) زيادة من الراغب.

(٦) زيادة من الراغب.

(٧) أى فى (يتسنه) على هذا القول.

(٨) الآية ١٣٠ سورة الأعراف

٢٦٩

والسّاهرة : وجه الأرض. وقيل : أرض بيت المقدس. وقيل : أرض القيامة. وحقيقتها : الّتى يكثر الوطء بها ؛ كأنّها سهرت من ذلك.

والسّهل : ضدّ الحزن. وأسهل : دخله.

والسّهم : ما يرمى به ، وما يضرب من القداح ، قال تعالى : (فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ)(١). واستهموا : اقترعوا.

وبرد مسهّم : مخطّط بصورة السّهام.

والسّهو : خطأ عن غفلة. وهو ضربان :

أحدهما : ألّا يكون من الإنسان جوالبه ومولّداته ؛ كمجنون سبّ إنسانا.

والثّانى : أن يكون منه مولّداته ؛ كمن شرب خمرا ثم ظهر منه منكر ، لا عن قصد إلى فعله. والأوّل معفوّ عنه ، والثّانى مأخوذ به. وعلى نحو الثانى ذمّ [الله (٢)] تعالى [فقال (٣)] : (فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ)(٤) ، وقال : (هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ)(٥).

وهو يساهى أصحابه : يخالفهم ويحسن عشرتهم.

وبغلة سهوة : سهلة السّير.

__________________

(١) الآية ١٤١ سورة الصافات.

(٢) زيادة من الراغب.

(٣) الآية ١١ سورة الذاريات.

(٤) الآية ٥ سورة الماعون.

٢٧٠

٤٦ ـ بصيرة فى سيب وسيح وسير

وسود وسور

السّائبة : الّتى تسيّب فى المرعى ، فلا تردّ عن حوض ولا علف ، وذلك إذا ولدت خمسة أبطن. وانسابت الحيّة انسيابا. والسّائبة أيضا : العبد يعتق ، ولا يكون ولاؤه لمعتقه ، ويضع ماله حيث شاء ، وهو الّذى ورد النهى (١) عنه.

وساب الماء يسيب سيبا : جرى. وهذا سيبه : مجراه ، أصله من سيّبته فساب. وساب فى منطقه : أفاض فيه بغير رويّة. وفاض سيبه على النّاس : عطاؤه.

والسّاحة : المكان المتّسع : والسّائح : الماء الدّائم الجرى ، وساح سيحا. وساح الرّجل سياحة ، ورجل سائح وسيّاح ، قال تعالى : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ)(٢). وشبّه الصّائم به فقيل له : سائح. قال أبو طالب :

وبالسائحين لا يذوقون قطرة

لربّهم والراتكات / العوامل (٣)

وقوله : (السَّائِحُونَ)(٤) ، أى الصائمون ، وقوله : (سائِحاتٍ)(٥) ، أى صائمات.

__________________

(١) أى فى الحديث ، فان الولاء للمعتق ، ولا يزول ذلك بشرط غيره فى العتق ، اذ الولاء لحمة كلحمة النسب. وانظر التاج.

(٢) الآية ٢ سورة التوبة.

(٣) أنشده فى الأساس. وأراد بالراتكات النوق التى تقارب الخطو فى سيرها.

(٤) الآية ١١٢ سورة التوبة.

(٥) الآية ٥ سورة التحريم.

٢٧١

وقال بعضهم : الصّوم ضربان : حقيقىّ (١) وهو ترك المطعم والمنكح ؛ وصوم حكمىّ. وهو حفظ الجوارح من المعاصى ، كالسمع والبصر واللسان. والسّائح : الّذى يصوم هذا الصّوم دون الأوّل. وقيل : السّائحون : هم الّذين يتحرّون ما اقتضاه قوله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها)(٢).

والسّواد : ضدّ البياض. وقد اسودّ واسوادّ ، قال تعالى : (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)(٣). وابيضاض الوجوه عبارة عن المسرّة ، واسودادها عن المساءة. وحمل بعضهم كليهما على المحسوس ، والأوّل أولى ؛ لأنّ ذلك حالهم سودا كانوا أو بيضا ، (وعلى ذلك (٤)) قوله تعالى فى البياض : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ)(٥) ، وفى السّواد : (وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ كَأَنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً)(٦) ، وعلى هذا النحو : «أمّتى الغرّ المحجّلون من آثار الوضوء يوم القيامة (٧)».

ويعبّر بالسّواد عن الشخص المترائى (٨) من بعد ، وعن الجماعة الكثيرة. [والسيّد : المتولّى للسواد ، أى الجماعة الكثيرة (٩)] ، وينسب إلى ذلك

__________________

(١) فى الأصلين : «حكمى» وما أثبت عن الراغب.

(٢) الآية ٤٦ سورة الحج.

(٣) الآية ١٠٦ سورة آل عمران.

(٤) فى الأصلين «دل» وما أثبت من الراغب.

(٥) الآية ٢٢ سورة القيامة.

(٦) الآية ٢٧ سورة يونس.

(٧) ورد هذا الحديث مع بعض اختلاف فى اللفظ فى رياض الصالحين فى (فضائل الوضوء) وقال : «متفق عليه» أى أخرجه البخارى ومسلم.

(٨) فى الراغب ، «المرئى».

(٩) ما بين القوسين زيادة من الراغب.

٢٧٢

فيقال : سيّد القوم ، ولا يقال : سيّد النبات ، وسيّد الخيل. وساد القوم يسودهم. ولمّا كان من شرط المتولّى للجماعة أن يكون مهذّب النّفس قيل لكل (١) من كان فاضلا فى نفسه : سيّد ، وعلى ذلك قوله تعالى : (وَسَيِّداً وَحَصُوراً)(٢). وسمّى الزّوج سيّدا لسياسة زوجته. وقوله تعالى : (إِنَّا أَطَعْنا سادَتَنا)(٣) ، أى ولاتنا وسائسينا.

والسّور : الوثوب ، سار عليه : وثب. وساوره. وله سورة فى الحرب ، و [هو](٤) ذو سورة فيها. وتسوّرت إليه الحائط. وسرته إليه ، قال (٥) :

* سرت إليه فى أعالى السور*

وجلسوا على المساور ، أى الوسائد. وهو سوّار فى الشّراب : معربد.

وله ، سورة فى المجد : رفعة. وله سورة عليك : فضل ومنزلة. قال :

فما من فتى إلا له فضل سورة

عليك وإلا أنت فى اللؤم غالبه (٦)

وعنده سور من الإبل : كرام فاضلة. وملك مسوّر : مملّك ، قال (٧) :

وإنّى من قيس وقيس هم الذرا

إذا ركبت فرسانها فى السّنوّر

جيوش أمير المؤمنين التى بها

يقوّم رأس المرزبان المسوّر

__________________

(١) فى الأصلين : «وكل» وما أثبت عن الراغب.

(٢) الآية ٣٩ سورة آل عمران.

(٣) الآية ٦٧ سورة الأحزاب.

(٤) زيادة من الأساس.

(٥) أنشده فى الأساس من غير عزو.

(٦) أنشده فى الأساس من غير عزو.

(٧) أى ابن ميادة ، كما فى الأساس. والسنور : جملة السلاح ، وخصه بعضهم بالدروع والمرزبان : رئيس الفرس.

٢٧٣

وهو إسوار من الأساورة ، أى رام حاذق ، وأصله أساورة الفرس : قوّادها ، وكانوا رماة (١) الحدق ، وقيل : فارسىّ معرّب.

و (٢) سوار المرأة أصله دستواره ، وكيفما كان فقد استعملته العرب ، واشتقّ منه سوّرت الجارية. وجارية مسوّرة ومخلخلة (٣).

وسور المدينة : حائطها المشتمل عليها ، قال تعالى : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ)(٤). وسورة القرآن تشبيها (٥) به (٦) ، لكونها محيطة بآيات وأحكام إحاطة السّور بالمدينة قال :

ولو نزلت بعد النبيّين سورة

إذا نزلت فى مدحكم سورات

ومن قال (٧) : سؤرة بالهمز فمن أسأرت الشراب ، أى أبقيت منها بقيّة ، كأنّها قطعة مفردة من جملة القرآن.

وقوله تعالى : (سُورَةٌ أَنْزَلْناها)(٨) ، أى جملة من الحكم والحكم.

__________________

(١) يقال ذلك للمهرة فى النضال. ومن سجعات الأساس. الرامى اذا حذق ، لم يخطئ الحدق.

(٢) فى الأصلين «من» وما أثبت من الراغب.

(٣) أى ملبسة الخلخال. وقد أتى بهذه الكلمة متابعة لمسورة ، ولا يريد أنها مشتقة من السوار ، كما هو ظاهر.

(٤) الآية ١٣ سورة الحديد.

(٥) أى سميت تشبيها ، فالخبر محذوف.

(٦) فى الأصلين «بها» والسور مذكر.

(٧) فى التاج عن المحكم أن أكثر القراء على ترك الهمز فيها. وفى القاموس (سأر) : «سؤرة من القرآن لغة فى سورة».

(٨) أول سورة النور.

٢٧٤

٤٧ ـ بصيرة فى سوط وسوع

ضربه سوطا (١) وأسواطا. وسطت (٢) الدّابّة / وسيطت تساط ، [قال (٣)] :

فصوّبته كأنّه صوب غبية

على الأمعز الضاحى إذا سيط أحضرا

قوله : وساط الهريسة (٤) بالمسوط (٥) والمسواط (٦) وسوّطها. فالسّوط أصله الخلط لكونه (٧) مخلوطا بطاقات بعضها من بعض.

وقوله تعالى : (سَوْطَ عَذابٍ)(٨) تشبيها بما يكون فى الدّنيا من العذاب بالسّوط ، أو إشارة إلى ما خلط لهم من العذاب المشار إليه بقوله : (حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ)(٩).

__________________

(١) نصب لنيابته عن المصدر أى ضربة سوط. والسوط ـ كما فى الراغب ـ : الجلد المضفور الذى يضرب به.

(٢) أى ضربتها بالسوط.

(٣) أى الشماخ ، كما فى اللسان فى المادة. وهو فى وصف فرس. وصوبته : حملته على العدو فى منحدر. والصوب : المطر ، والغبية : الدفعة منه. والأمعز : المكان الصلب. والضاحى : الظاهر. والاحضار : ضرب من العدو.

(٤) هو حب مدقوق يطبخ ، كما فى المصباح.

(٥) هو خشبة يحرك بها ما فى القدر ليختلط ، كما فى اللسان.

(٦) هو خشبة يحرك بها ما فى القدر ليختلط ، كما فى اللسان.

(٧) أى وسمى به الذى يضرب به لكونه .. وترى فى الكلام نقصا. وهذا يعرض له من اختصار كلام الراغب ، فيحذف بعض العبارات فيختل كلامه. وعبارة الراغب : «وأصل السوط خلط الشىء بعضه ببعض .. فالسوط يسمى به لكونه مخلوط الطاقات ..» وهى ظاهرة.

(٨) الآية ١٣ سورة الفجر.

(٩) من الآية ٥٧ سورة ص.

٢٧٥

السّاعة جزء من أجزاء الزّمان والأيّام. وناقة مسياع ـ كمصباح ـ : تدع ولدها حتى تأكله السّباع. وساعة سوعاء (١) ، كليلة ليلاء. وعاملته مساوعة (٢). وضائع سائع اتباع.

ويعبّر بالسّاعة عن القيامة تشبيها بذلك لسرعة حسابه ، كما قال : (وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ)(٣). أو لما نبّه عليه بقوله : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ)(٤) ، فالأولى : القيامة ، والثانية : الوقت اليسير. وقيل : السّاعات التى هى القيامة ثلاث ساعات : الكبرى وهى البعث للحساب ، ومنه الحديث : «لا تقوم السّاعة حتى يظهر الفحش ، وحتى يعبد الدّرهم والدينار» ، وذكر أمورا لم تحدث فى زمانه ولا بعده. والسّاعة الوسطى ، وهى موت أهل القرن الواحد ، وذلك نحو ما روى أنّه رأى صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الله بن أنيس (٥) فقال : «إن يطل عمر هذا الغلام لم يمت حتى تقوم السّاعة» ، فقيل إنّه كان آخر من مات من الصّحابة ، رضى الله عنهم. والسّاعة الصّغرى ، وهى موت الإنسان ، فساعة كلّ إنسان موته ، وهى المشار إليها بقوله : (حَتَّى إِذا جاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قالُوا يا حَسْرَتَنا)(٦)

__________________

(١) أى شديدة.

(٢) أى بالساعة.

(٣) الآية ٦٢ سورة الأنعام.

(٤) الآية ٥٥ سورة الروم.

(٥) عقد النووى فى كتابه التقريب بابا فى معرفة الصحابة وشرحه السيوطى ، وقد عرض السيوطى لآخر من مات من الصحابة فى البلدان المختلفة ولم يرد فيهم هذا. والظاهر أنه عبد الله ابن بسر المازنى. وذكر البخارى فى التاريخ الصغير أنه قال : يعيش هذا الغلام قرنا فعاش مائة سنة ، كما فى الإصابة رقم ٤٥٥٥.

(٦) الآية ٣١ سورة الأنعام.

٢٧٦

ومعلوم أنّ هذه الحسرة تنال الإنسان عند موته ، كقوله : (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ)(١) إلى قوله : (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ.) وروى [أنه (٢)] كان إذا هبّت ريح شديدة تغيّر لونه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : تخوّفت السّاعة. وقال : «ما أمدّ طرفى ولا أغضّها (٣) إلّا وأظنّ السّاعة قد قامت». يعنى موته صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) الآية ١٠ سورة المنافقين.

(٢) زيادة من الراغب.

(٣) أنث الطرف باعتبار معناه وهو العين.

٢٧٧

٤٨ ـ بصيرة فى ساغ وسوف وسوق

ساغ الشّراب يسوغ سوغا وسواغا : سهل مدخله فى الحلق ، قال تعالى : (سائِغاً لِلشَّارِبِينَ)(١). قال (٢) :

فساغ لى الشراب وكنت قبلا

أكاد أغصّ بالماء الحميم

الحميم : الماء البارد. ويقال أيضا : سغته أسوغه ، وسغته أسيغه ، يتعدّى ولا يتعدّى. والسّواغ بالكسر : ما أسغت به غصّتك ، قال الكميت :

وكانت سواغا إن جئزت بغصّة

يضيق بها ذرعا سواهم طبيبها (٣)

يقول : إن كنت غصصت بشيء أو همّنى شىء كانوا هم الّذين يدفعونه فقد أتيت من قبلهم. وأسغ لى غصّتى ، أى أمهلنى ولا تعجلنى. قال : (يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ)(٤). وسوّغت له كذا : أعطيته إيّاه.

وسوف : كلمة تنفيس فيما لم يكن بعد ؛ ألا ترى أنّك تقول : سوّفته إذا قلت له : مرّة بعد مرّة : سوف أفعل. ولا يفصل بينها وبين الفعل ؛ لأنّها

__________________

(١) الآية ٦٦ سورة النحل.

(٢) أى عبد الله بن يعرب ، كما فى شواهد العينى فى مبحث الاضافة ، وقال : «كان له ثأر فأدركه فأنشد» : وفى التاج : «قال ثعلب : سألت ابن الأعرابى عن معنى الحميم فى هذا البيت فقال : هو الماء البارد. قال ثعلب : فالحميم عنده من الأضداد» وذلك أن المشهور فى الحميم : الماء الحار ، ويروى «بالماء الفرات» وهى ظاهرة.

(٣) الجأز : الغصص.

(٤) الآية ١٧ سورة ابراهيم.

٢٧٨

بمنزلة السّين من سيفعل. وسف أفعل ، وسو أفعل لغتان فى سوف أفعل.

وقال ابن دريد : سوف كلمة تستعمل فى التّهويل ، والوعيد ، والوعد. فإذا شئت أن تجعلها اسما أدخلتها التنوين ، وأنشد :

إنّ سوفا وإنّ ليتا عناء

ويروى / :

إنّ لوّا وإن ليتا عناء

فنوّن إذ جعلهما اسمين. انتهى. والشّعر لحرملة (١) بن المنذر الطّائىّ ، وسياقه :

ليت شعرى وأين منّى ليت

إنّ ليتا وإنّ لوّا عناء

وليس فى رواية (٢) إن سوفا.

وقيل لأبى الدّقيش : هل لك فى الرّطب؟ قال : أسرع هلّ ، فجعله اسما ونوّنه.

وساق النعم سوقا فانساقت. وأساقه إبلا : أعطاها إيّاه ، قال الكميت :

ومقلّ أسقتموه فأثرى

مائة من عطائكم جرجورا (٣)

وهو من السّوقة والسّوق ، وهم غير الملوك.

__________________

(١) هو أبو زبيد الطائى.

(٢) فى التاج : رواية من الروايات.

(٣) يقال : مائة جرجور أى كاملة ، كما فى القاموس.

٢٧٩

وسقت مهر المرأة إليها. وذلك أنّ مهورهم كانت الإبل.

وقوله تعالى : (يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ)(١) ، نحو قوله : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى)(٢). (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ)(٣) ، أى ملك يسوقه وآخر يشهد له أو عليه ، وقيل : هو كقوله : (كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ)(٤).

(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)(٥) ، قيل : عنى التفاف السّاقين عند الموت وخروج الرّوح ، وقيل : التفافهما عند ما يلفّان فى الكفن ، وقيل : هو أن يموت فلا يحملانه ، بعد أن كانتا تقلّانه ، وقيل : أراد التفاف البليّة بالبليّة.

[وقال بعضهم فى (٦)] : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ)(٧) : إنه إشارة إلى شدّة. وهو أن يموت الولد فى بطن النّاقة فيدخل المذمّر (٨) يده فى رحمها فيأخذ بساقه فيخرجه يتنا (٩) ، فهذا هو الكشف عن الساق ، فجعل لكلّ أمر فظيع.

__________________

(١) الآية ٣٠ سورة القيامة.

(٢) الآية ٤٢ سورة النجم.

(٣) الآية ٢١ سورة ق.

(٤) الآية ٦ سورة الأنفال.

(٥) الآية ٢٩ سورة القيامة.

(٦) فى الأصلين : «نحو» وما أثبت عن الراغب ليستقيم الكلام. وقد أتى المؤلف من اختصار عبارات الراغب ، فيختل الكلام ، وكثيرا ما يفعل هذا.

(٧) الآية ٤٢ سورة القلم.

(٨) هو من يدخل يده فى حياء الناقة لينظر أجنينها ذكر أم لا ، كما فى القاموس.

(٩) كذا فى ب. وفى أ : «ميتا» ، ويقال خرج المولود يتنا : اذا خرجت رجلاه قبل يديه.

٢٨٠