بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٣

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٣

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: محمد علي النجار
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٣
الصفحات: ٥٥٦

ثمّ اختلف هؤلاء فى متعلّق الزهد ، فقالت طائفة : الزهد إنما هو فى الحلال لأن ترك الحرام فريضة. وقالت فرقة : بل الزهد لا يكون إلّا فى الحرام ، وأمّا الحلال فنعمة من الله على عبده ، والله تعالى يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده ، فيشكره على نعمه ، والاستعانة بها على طاعته واتخاذها طريقا إلى جنّته أفضل من الزّهد فيها والتّخلى عنها ، ومجانبة أسبابها.

والتحقيق أنّها إن شغلته عن الله فالزّهد فيها أفضل ، وإن لم تشغله عن الله بل كان شاكرا فيها فحاله أفضل.

وقد زهّد الله تعالى فى الدّنيا ، وأخبر عن خسّتها ، وقلّتها ، وانقطاعها وسرعة فنائها ، ورغّب فى الآخرة ، وأخبر عن شرفها ، ودوامها ، وسرعة إقبالها. والقرآن مملوء من ذلك :

قال تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ)(١) إلى قوله : (إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) ، وقال : (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ)(٢) إلى قوله : (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ، وقال : (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا)(٣) إلى قوله : (ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) ، وقال : (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ)(٤) إلى قوله : (وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ) ، وقال : (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ)(٥) إلى قوله : (وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى).

__________________

(١) الآية ٢٠ سورة الحديد

(٢) الآية ٢٤ سورة يونس

(٣) الآيتان ٤٥ ، ٤٦ سورة الكهف

(٤) الآيات ٣٣ ـ ٣٥ سورة الزخرف

(٥) الآية ١٣١ سورة طه

١٤١

٧ ـ بصيرة فى الزهق والزيت والزوج

زهقت نفسه ـ بكسر الهاء وفتحها ـ : خرجت ، أو خرجت أسفا.

والزيت : الدّهن المعروف ، والزّيتون شجرته. وزتّ الطعام أزيته زيتا : جعلت فيه الزّيت ، فهو مزيت ومزيوت. وازدات : ادّهن به. وزاتهم زيتا : أطعمهم إيّاه. وأزاتوا : كثر عندهم الزّيت.

والزّوج يطلق على كلّ واحد من القرينين من الذكر والأنثى فى الحيوانات (١) المتزاوجة ، و [يقال] لكلّ قرينين فيها وفى غيرها ؛ كالخفّ والنّعل ، ولكلّ ما يقترن بآخر مماثلا له ومضادّا : زوج ، قال تعالى : (يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)(٢) ، وزوجة لغة رديئة ، والجمع زوجات ، وجمع الزّوج : أزواج.

وقوله : (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ)(٣) أى أقرانهم المقتدين بهم فى أفعالهم. وقوله : (مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ)(٤) أى أشباها وأقرانا. وقوله : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ)(٥) بيّن أنّ كلّ ما فى العالم فإنه زوج ؛ من حيث إنّ له ضدّا ما أو (٦) مثلا ما ، [أو تركيبا ما (٧)] ، بل

__________________

(١) فى ا ، ب : «الحيوان» وما أثبت عن الراغب

(٢) الآية ٣٥ سورة البقرة ، والآية ١٩ سورة الأعراف

(٣) الآية ٢٢ سورة الصافات

(٤) الآية ٨٨ سورة الحجر ، والآية ١٣١ سورة طه

(٥) الآية ٤٩ سورة الذاريات

(٦) فى الأصلين : «و» وما أثبت عن الراغب

(٧) زيادة من الراغب

١٤٢

لا ينفك بوجه من تركيب ، وإنما ذكر هنا زوجين تنبيها أن الشىء وإن لم يكن له ضد ولا مثل فإنه لا ينفك من تركيب صورة ومادّة (١) وذلك زوجان. وقوله تعالى : (أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى)(٢) أى أنواعا متشابهة. وقوله : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ)(٣) أى أصناف. وقوله : (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً)(٤) أى فرقا ، وهم الذين فسّرهم بما بعد. وقوله : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)(٥) قيل : معناه : قرن كلّ شيعة بما (٦) شايعهم فى الجنة والنار. وقيل : قرنت الأرواح بأجسادها حسبما نبّه عليه فى أحد التّفسيرين : (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ)(٧) أى صاحبك. وقيل : قرنت النفوس بأعمالها حسبما نبّه عليه قوله : (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً)(٨). وقوله : (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ)(٩) أى قرنّاهم بهنّ ، ولم يرد فى القرآن زوّجناهم حورا / كما يقال : زوّجته امرأة ، تنبيها أنّ ذلك لا يكون على حسب المتعارف فيما بيننا من المناكحة.

__________________

(١) فى الراغب : «جوهر وعرض» والمادة هنا هى الجوهر ، والصورة هى العرض. وللفلاسفة فى الصورة اصطلاح آخر يجعلها من الجواهر.

(٢) الآية ٥٣ سورة طه

(٣) الآية ١٤٣ سورة الأنعام ، والآية ٦ سورة الزمر

(٤) الآية ٧ سورة الواقعة

(٥) الآية ٧ سورة التكوير

(٦) كذا فى الأصلين. ويصح استعمال (ما) فى العاقل اذا قصد الوصف. وفى الراغب : «بمن» وهو أولى

(٧) الآية ٢٨ سورة الفجر. وتفسير الرب بالصاحب خلاف المتبادر. وقد جاء فى تفسير ابن عباس بعد التفسير بالظاهر ، ففيه : «الى ربك : الى ما أعد الله لك فى الجنة. ويقال : الى سيدك يعنى الجسد»

(٨) الآية ٣٠ سورة آل عمران

(٩) الآية ٥٤ سورة الدخان ، والآية ٢٠ سورة الطور

١٤٣

قال أبو الفضائل المعينى : ورد فى القرآن الزّوج على أربعة عشر وجها :

الأوّل : بمعنى أصناف الموجودات ، من الجمادات أو غير الجمادات : (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها)(١).

الثّانى : بمعنى الحيوانات المأكولات : (ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ)(٢) ، (أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِيَةَ أَزْواجٍ)(٣)

وبمعنى أجناس الحيوانات : (قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ)(٤)

وبمعنى كلّ ما له زوج من المخلوقات : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ)(٥)

وبمعنى أنواع الأشجار والنّبات : (مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)(٦).

وبمعنى البنين والبنات : (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً)(٧).

وبمعنى المنكوحات المحلّلات : (جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً)(٨).

وبمعنى المحلّل فى حق المطلّقات : (حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ)(٩).

وبمعنى المخلّفات فى عدّة : الوفاة : (وَيَذَرُونَ أَزْواجاً)(١٠).

وبمعنى الحوراء والعيناء من حرائر الجنّات : (وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ)(١١) ، (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ)(١٢).

__________________

(١) الآية ٣٦ سورة يس

(٢) الآية ١٤٣ سورة الانعام

(٣) الآية ٦ سورة الزمر

(٤) الآية ٤٠ سورة هود

(٥) الآية ٤٩ سورة الذاريات

(٦) الآية ٧ سورة ق

(٧) الآية ٥٠ سورة الشورى

(٨) الآية ٧٢ سورة النحل

(٩) الآية ٢٣٠ سورة البقرة

(١٠) الآية ٢٣٤ سورة البقرة

(١١) الآية ٢٥ سورة البقرة

(١٢) الآية ٥٤ سورة الدخان والآية ٢٠ سورة الطور

١٤٤

وبمعنى الفواكه والثّمرات : (فِيهِما مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ)(١).

وبمعنى اقتران الرّوح بالجسد : (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ)(٢).

وبمعنى حوّاء عليها‌السلام : (وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها)(٣).

وبمعنى مخدّرات حجر النبوّة : (زَوَّجْناكَها)(٤) ، (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً)(٥) ، (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)(٦).

__________________

(١) الآية ٥٢ سورة الرحمن

(٢) الآية ٧ سورة التكوير

(٣) الآية ١ سورة النساء

(٤) الآية ٣٧ سورة الأحزاب

(٥) الآية ٥٣ سورة الأحزاب

(٦) الآية ٦ سورة الأحزاب

١٤٥

ـ بصيرة فى الزور والزول

الزور : أعلى الصدر. ويستحب فى الفرس أن يكون رحب اللّبان ، قال عبد الله بن سليمة ـ وقيل ابن سليم أصحّ ـ :

ولقد غدوت على القنيص بشيظم (١)

كالجذع وسط الجنّة المغروس

متقارب الثفنات (٢) ضيق زوره

رحب اللّبان شديد طىّ ضريس

أراد بالضّريس الفقار. وقد فرق بين الزّور واللبان كما ترى.

والزّور أيضا : مصدر قولك زرته أزوره زورا وزيارة وزوارا (٣) ومزارا أى لقيته بزورى ، أو قصدت زوره أى (٤) وجهته.

والزّور أيضا : القوم الزّائرون. وفى الصّحيح : «إن لزورك عليك حقّا». ونسوة زور أيضا ، وزوّر مثال نوّم ، وزائرات.

والزّور ـ محركة ـ : ميل فى الزّور. والأزور : المائل الزّور.

وقوله : (تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ)(٥) أى تميل. قرئ (تَزاوَرُ)(٦) ، وتزورّ (٧)

__________________

(١) الشيظم : الطويل الجسيم الفتى من الناس والخيل والابل ، والمراد هنا الفرس.

(٢) جمع الثفنة ، وهى ما يمس الأرض من ذوات الاربع عند البروك أو الربوض ، والضريس جمع الضرس للسن. وانظر اللسان (زور)

(٣) فى الأصلين : «زوارة». وما أثبت عن القاموس

(٤) فى الراغب بدله : «نحو»

(٥) الآية ١٧ سورة الكهف

(٦) هى قراءة عاصم وحمزة والكسائى ، كما فى الاتحاف

(٧) هى قراءة ابن عامر بن السبعة ، ويعقوب من العشرة ، كما فى الاتحاف

١٤٦

وازورّ عنه : مال. ورجل أزور ، وقوم زور. وبئر زوراء : مائلة الحفر.

والزور : الكذب ، لكونه قولا مائلا عن الحقّ ، قال تعالى : (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)(١). وسمّى الصّنم زورا لكونه كذبا. وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)(٢) قيل : هو الشرك بالله ، وقيل : هو أعياد اليهود والنّصارى.

والزّيار والزّوار : حبل يجعل بين التّصدير (٣) والحقب (٤). وفى الكلمات القدسية أنّ الله تعالى قال لأيوب عليه‌السلام : إنه لا ينبغى أن يخاصمنى إلّا من يجعل الزّيار فى فم الأسد ، والسّحال فى فم العنقاء. السحال والمسحل : الحلقة المدخلة فى الأخرى على طرفى شكيمة اللّجام ، وهما مسحلان.

والزّول ـ بالضم ـ والزّوال والزّويل والزّوول : الذّهاب والاستحالة. وقد زال يزول : فارق طريقته جانحا عنها (٥). وأزلته أنا ، وزوّلته.

والزّوال يقال فى شىء قد كان ثابتا. فإن قيل : قالوا : زوال الشمس [و](٦) معلوم أنّه لاثبات للشّمس بوجه / ، قلنا : إنما قالوا ذلك لاعتقادهم فى الظّهيرة أنّ لها ثباتا فى كبد السّماء ، ولهذا قالوا : قام قائم الظّهيرة.

وزيّلهم فتزيّلوا : فرّقهم فتفرقوا ، قال تعالى : (فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ)(٧) وذلك

__________________

(١) الآية ٣٠ سورة الحج

(٢) الآية ٧٢ سورة الفرقان

(٣) التصدير : حزام الرحل من امام ، والحقب : حزامه من خلف

(٤) فى الأصلين والراغب : «عنه» ولا يجىء هذا مع «طريقته». وقد يكون الأصل : «طريقه» فيصح ما فى الأصول.

(٥) زيادة من الراغب

(٦) الآية ٢٨ سورة يونس

١٤٧

على التّكثير فيمن قال : زلت متعدّ ، نحو مزته وميّزته ، تقول : زلته أى فرّقته ، وزل ضأنك من معزاك. وقوله تعالى : (لَوْ تَزَيَّلُوا)(١) أى لو تميّز المؤمنون من الكافرين لأنزلنا بالكافرين فى نصركم عليهم عذابا أليما.

وقد ذكر الزّوال والزّيال فى أحد عشر موضعا من القرآن :

الأوّل : فى عذر تأخير العقوبة : (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا)(٢).

الثّانى : فى تمييز عبّاد الأصنام من معبوديهم يوم الحشر : (فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ)(٣).

الثالث : فى حفظ الله أركان السّماوات من الخلل : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا)(٤).

الرّابع : دعوى القرون الماضية أن لا ذهاب لملكهم : (أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَكُمْ مِنْ زَوالٍ)(٥).

الخامس : صعوبة مكر نمرود المتمرّد : (وَإِنْ كانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ)(٦).

السّادس : خروج آدم من الجنّة بوسوسة إبليس المحتال (٧) : فأزالهما الشيطان عنها (٨) فى قراءة من قرأ بالألف (٩).

__________________

(١) الآية ٢٥ سورة الفتح

(٢) الآية ٢٥ سورة الفتح

(٣) الآية ٢٨ سورة يونس

(٤) الآية ٤١ سورة فاطر

(٥) الآية ٤٤ سورة ابراهيم

(٦) الآية ٤٦ سورة ابراهيم

(٧) فى ا «الحيال» وفى ب : «الخيال» ، والظاهر أن كليهما تصحيف عما اثبت

(٨) الآية ٣٦ سورة البقرة

(٩) هو حمزة ، ووافقه الأعمش ، كما فى الاتحاف ، وقراءة العامة : (فَأَزَلَّهُمَا)

١٤٨

السّابع : دوام دعوى المبطلين على سبيل الإنكار : (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ)(١).

الثامن : ظهور خيانة اليهود : (وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ)(٢).

التّاسع : إصرار المنافقين على التّهمة والرّيبة : (لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً)(٣).

العاشر : دوام مصائب الكفار : (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ)(٤).

الحادى عشر : دوام اختلاف المؤمنين فى مسائل الدين : (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ)(٥).

__________________

(١) الآية ١٥ سورة الأنبياء

(٢) الآية ١٣ سورة المائدة

(٣) الآية ١١٠ سورة التوبة

(٤) الآية ٣١ سورة الرعد

(٥) الآية ١١٨ سورة هود

١٤٩

٩ ـ بصيرة فى الزيادة

الزّيادة : أن ينضمّ إلى ما عليه الشىء فى نفسه شىء آخر ، زدته أزيده زيدا وزيادة فازداد. وقوله تعالى : (وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ)(١) نحو ازددت (٢) فضلا ، أى ازداد فضلى ، فهو من باب سفه نفسه (٣)

وذلك قد يكون زيادة مذمومة كالزّيادة على الكفاية كزائد الأصابع ، والزّوائد فى قوائم الدّابّة ، وزيادة الكبد ، وهى قطعة متعلّقة بها يتصوّر أن لا حاجة إليها ؛ لكونها غير مأكولة.

وقد يكون زيادة [محمودة (٤)] نحو قوله تعالى : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)(٥) ، روى من طرق مختلفة أنّ هذه الزّيادة النظر إلى وجه الله تعالى ، إشارة إلى أحوال وأمور لا يمكن تصوّرها فى الدنيا.

وقوله : (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)(٦) أى أعطاه من العلم والجسم قدرا زائدا على ما أعطى أهل زمانه.

__________________

(١) الآية ٦٥ سورة يوسف

(٢) يريد أن (كَيْلَ بَعِيرٍ) تمييز محول عن الفاعل

(٣) جعل (نفسه) فى هذا التركيب تمييزا مذهب الفراء ، وهو يجيز أن يكون التمييز معرفة ، ويرى غيره ممن لا يجيز ذلك أن (نفسه) منصوب على نزع الخافض ، أى سفه فى نفسه ، أو أن (سفه) فى معنى جهل يتعدى بنفسه ، ف (نفسه) مفعول به ، وانظر التاج فى (سفه)

(٤) زيادة من الراغب.

(٥) الآية ٢٦ سورة يونس

(٦) الآية ٢٤٧ سورة البقرة

١٥٠

ومن الزّيادة المكروهة : (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً)(١) فإن هذه الزّيادة هو ما بنى عليه جبلّة الإنسان : أن من تعاطى فعلا ـ إن خيرا وإن شرّا ـ يقوى فيما يتعاطاه ، ويزداد حالا فحالا فيه.

وقوله تعالى : (هَلْ مِنْ مَزِيدٍ)(٢) يجوز أن يكون استدعاء للزّيادة ، ويجوز أن يكون تنبيها أنّه قد امتلأت ، وحصل فيها ما ذكر ـ تعالى ـ فى قوله : (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ)(٣).

يقال : زدته كذا ، وزاد هو ، وازداد ، وشىء زائد وزيد ، قال (٤) :

وأنتم معشر زيد على مائة

فأجمعوا أمركم كلّا فكيدونى

والزّاد : المدّخر الزائد على ما يحتاج إليه فى الوقت. والتزوّد : أخذ الزاد ، وقال تعالى : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى)(٥).

وقد وردت الزّيادة على وجوه مختلفة فى القرآن :

كزيادة نفرة قوم نوح من دعواهم (٦) : (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعائِي إِلَّا فِراراً)(٧).

/ زيادة خسارهم من اتّباع أهل الضّلال : (وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ

__________________

(١) الآية ١٠ سورة البقرة

(٢) الآية ٣٠ سورة ق

(٣) الآية ١٨ سورة الأعراف. وورد فى آيات أخرى

(٤) أى ذو الاصبع العدوانى من قصيدة مفضلية

(٥) الآية ١٩٧ سورة البقرة

(٦) أى من دعائه اياهم

(٧) الآية ٦ سورة نوح

١٥١

إِلَّا خَساراً)(١) ، (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً)(٢) ، (إِلَّا خَساراً)(٣)

زيادة خسار ثمود : (فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ)(٤).

زيادة قوّة قوم عاد : (وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ)(٥) ، (وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً)(٦).

زيادة العلم والجسم لملك الإسرائيليّين : (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)(٧).

زيادة الإحسان من قوم موسى للمحسنين : (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)(٨) :

زيادة كيل القوت من يوسف لإخوته : (وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ)(٩).

زيادة العدد من قوم يونس : (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ)(١٠).

زيادة الهدى من الله : (وَزِدْناهُمْ هُدىً)(١١).

زيادة العلم والحكمة لسيّد المرسلين : (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)(١٢).

زيادة اليقين والإخلاص للصّحابة : (وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً)(١٣)(لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ)(١٤).

__________________

(١) الآية ٢١ سورة نوح

(٢) الآية ٢٤ سورة نوح

(٣) وردت هذه العبارة فى الأصلين وكأنها من زيادة النساخ ، أو تكون تفسيرا لقوله : «إِلَّا ضَلالاً».

(٤) الآية ٦٣ سورة هود

(٥) الآية ٥٢ سورة هود

(٦) الآية ٦٩ سورة الأعراف

(٧) الآية ٢٤٧ سورة البقرة

(٨) الآية ٥٨ سورة البقرة

(٩) الآية ٦٥ سورة يوسف

(١٠) الآية ١٤٧ سورة الصافات

(١١) الآية ١٣ سورة الكهف

(١٢) الآية ١١٤ سورة طه

(١٣) الآية ٣١ سورة المدثر

(١٤) الآية ٤ سورة الفتح

١٥٢

زيادة خشية الصّحابة عند سماع القرآن : (وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً)(١).

زيادة خسار الظّالمين ، من ذلك : (وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً)(٢).

زيادة رجس المنافقين : (فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ)(٣).

زيادة الشكّ والشّبهة للكفار : (فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً)(٤).

زيادة عذابهم : (زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ)(٥) ، (فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً)(٦).

زيادة تطاول الجنّ : (فَزادُوهُمْ رَهَقاً)(٧).

زيادة الفضل للمطيعين : (نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً)(٨).

زيادة القربة للعارفين : (زادَهُمْ هُدىً وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ)(٩) ، (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً)(١٠).

زيادة اللّقاء والرّؤية لأهل الجنة : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ)(١١).

وفى الحديث : «من ازداد علما ولم يزدد هدى ، لم يزدد من الله إلّا بعدا (١٢)». وقال الشاعر :

وحدّثتنى يا سعد عنها فزدتنى

جنونا فزدنى من حديثك يا سعد

__________________

(١) الآية ٢ سورة الأنفال

(٢) الآية ٨٢ سورة الاسراء

(٣) الآية ١٢٥ سورة التوبة

(٤) الآية ١٠ سورة البقرة

(٥) الآية ٨٨ سورة النحل

(٦) الآية ٣٠ سورة النبأ

(٧) الآية ٦ سورة الجن

(٨) الآية ٢٣ سورة الشورى

(٩) الآية ١٧ سورة محمد

(١٠) الآية ٧٦ سورة مريم

(١١) الآية ٢٦ سورة يونس

(١٢) ورد فى الجامع الصغير ، وفيه «زهدا» فى مكان «هدى». وفى الشرح ان أسناده ضعيف

١٥٣

١٠ ـ بصيرة فى الزيغ

الزّيغ : الميل عن الاستقامة. وقد زاغ يزيغ زيغا وزيغانا وزيغوغة : مال. وزاغ البصر : كلّ ، قال الله تعالى : (ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى)(١). وقوله تعالى : (فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ)(٢) أى شكّ وجور عن الحقّ. وقوم زاغة عن الشىء أى زائغون ؛ كالباعة للبائعين. وأزاغه عن الطّريق : أماله عنه ، ومنه قوله تعالى : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا)(٣).

وقوله : (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ)(٤) ، أى لمّا فارقوا الاستقامة عاملهم بذلك. قال أبو سعيد : زيّغت فلانا تزييغا : إذا أقمت زيغه. وقوله تعالى : (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ)(٥) يصحّ أن يكون إشارة إلى ما تداخلهم من الخوف حتى أظلمت أبصارهم ، ويصحّ أن يكون إشارة إلى ما قال : (يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ)(٦).

والزّائغ : المائل. وزاغت الشمس : إذا مالت ، وذلك إذا فاء الفىء. وتزيّغت المرأة : تبرّجت وتزيّنت.

__________________

(١) الآية ١٧ سورة النجم

(٢) الآية ٧ سورة آل عمران

(٣) الآية ٨ سورة آل عمران

(٤) الآية ٥ سورة الصف

(٥) الآية ١٠ سورة الأحزاب

(٦) الآية ١٣ سورة آل عمران

١٥٤

١١ ـ بصيرة فى الزين

الزّينة : ما يتزيّن به. وكذلك الزّيان. والزّين : ضدّ الشين ، والجمع أزيان. وزانه وأزانه وأزينه وزيّنه بمعنى ، فتزيّن هو وازدان وازّيّن وازيانّ وازينّ. وقمر زيان : حسن ، وامرأة زائن : متزيّنة.

والزّينة فى الحقيقة : ما لا يشين الإنسان فى شىء من أحواله ، لا فى الدّنيا ولا فى الآخرة. فأمّا ما يزينه فى حالة دون حالة فهو من وجه شين.

والزّينة بالقول المجمل ثلاث : زينة نفسيّة ؛ كالعلم والاعتقادات الحسنة (١). وزينة بدنيّة ، كالقوّة وطول القامة وتناسب الأعضاء. وزينة خارجيّة ؛ كالمال والجاه.

وقوله تعالى : (حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)(٢) هو من الزينة النفسيّة. وقوله : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ)(٣) حمل على الزّينة الخارجيّة ، وذلك أنّه قد روى أنّ أقواما كانوا يطوفون بالبيت عراة ، فنهوا عن ذلك بهذه الآية. وقيل : بل زينة الله فى هذه الآية هى الكرم المذكور فى قوله : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)(٤).

__________________

(١) فى الأصلين : «الحسية» وما أثبت عن الراغب

(٢) الآية ٧ سورة الحجرات

(٣) الآية ٣٢ سورة الأعراف

(٤) الآية ١٣ سورة الحجرات

١٥٥

وقوله : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)(١) هى الزينة الدّنيوية : من الأثاث والمال والجاه.

وقد نسب الله ـ تعالى ـ تزيين الأشياء إلى نفسه فى مواضع ، وإلى الشيطان فى مواضع ، وفى أماكن ذكره غير مسمّى فاعله. قال ـ تعالى ـ فى الإيمان : (وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)(٢) ، وفى الكفر : (زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ)(٣). وممّا نسبه إلى الشيطان : (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ)(٤). وممّا لم يسمّ فاعله : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ)(٥) ، وكذلك زُين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم (٦) أى زيّنه (٧) شركاؤهم.

وقوله : (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ)(٨) ، (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ)(٩) ، (وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ)(١٠) إشارة إلى الزّينة المدركة بالبصر للخاصّة والعامّة ، وإلى الزينة المعقولة الّتى تعرفها الخاصّة ، وذلك إحكامها وسيرها (١١).

__________________

(١) الآية ٧٩ سورة القصص.

(٢) الآية ٧ سورة الحجرات

(٣) الآية ٤ سورة النمل

(٤) الآية ٤٨ سورة الأنفال

(٥) الآية ١٤ سورة آل عمران

(٦) الآية ١٣٧ سورة الانعام. وهذه القراءة نسبها أبو حيان فى البحر ٤ / ٢٢٩ الى السلمى والحسن وأبى عبد الملك صاحب ابن عامر ، وهى من القراءات الشاذة

(٧) يريد أن (شُرَكاؤُهُمْ) على هذه القراءة مرفوع على أنه فاعل لفعل محذوف مبنى للفاعل هو (زينه). وفى البحر فى الموطن السابق أن هذا توجيه سيبويه ، وأن قطربا يرى أن (شُرَكاؤُهُمْ) فاعل للمصدر (قَتْلَ أَوْلادِهِمْ)

(٨) الآية ١٢ سورة فصلت

(٩) الآية ٦ سورة الصافات

(١٠) الآية ١٦ سورة الحجر

(١١) فى ا : «سيرينها» وفى ب «سيرتها» وما أثبت عن الراغب

١٥٦

وتزيين الله تعالى للأشياء قد يكون بإبداعها مزيّنة كذلك. قال الشاعر :

الرّوض يزدان بالأنوار فاغمة

والحرّ بالبرّ والإحسان يزدان (١)

وقال آخر :

وإذا الدرّ زان حسن وجوه

كان للدر حسن وجهك زينا (٢)

وقال :

لكلّ شيء حسن زينة

وزينة العاقل حسن الأدب (٣)

قد يشرّف المرء بآدابه

يوما وإن كان وضيع النّسب

وقد وردت الزّينة فى القرآن على عشرين وجها (٤) :

الأول : زينة الدّنيا : (وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ)(٥).

الثّانى : زينة بالملابس : (تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها)(٦) أى ثيابها.

الثالث : زينة ستر العورة : (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)(٧).

الرّابع : زينة قارون بماله ورجاله : (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ)(٨).

__________________

(١) الانوار : جمع نور ـ بفتح النون ـ وهو النوار. وفاغمة. متفتحة

(٢) البيت فى تحرير التحبير ٣١٩ بدون عزو.

(٣) البيتان فى معجم الأدباء ١ / ٧٢ (ط دار المأمون) يوما : فى الأدباء : فينا

(٤) بل على اثنين وعشرين وجها ، كما يبين ذلك

(٥) الآية ٢٠ سورة الحديد

(٦) الآية ٢٨ سورة الأحزاب

(٧) الآية ٣١ سورة الاعراف

(٨) الآية ٧٩ سورة القصص

١٥٧

الخامس : زينة النّساء بالحلىّ : (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَ)(١) ، (ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَ)(٢).

السادس : زينة العجائز بالثياب الفاخرة : (غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ)(٣).

السابع : زينة العيد : (مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ)(٤).

الثامن : زينة عاريّة القبط : (حُمِّلْنا أَوْزاراً مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ)(٥).

التاسع : زينة آل فرعون : (آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً)(٦).

العاشر : زينة أهل الدّنيا فيها : (الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا)(٧).

الحادى عشر : زينة المسافرين بالمراكب : (لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً)(٨).

الثانى عشر : زينة حبّ الشّهوات : (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ)(٩).

أى حسّن فى أعينهم وقلوبهم.

الثانى عشر أيضا : زينة العصيان فى أعين ذوى الخذلان : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً)(١٠).

الثالث عشر : زينة قتل الولدان : (وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ)(١١).

__________________

(١) الآية ٣١ سورة النور

(٢) الآية ٣١ سورة النور

(٣) الآية ٦٠ سورة النور

(٤) الآية ٥٩ سورة طه

(٥) الآية ٨٧ سورة طه

(٦) الآية ٨٨ سورة يونس

(٧) الآية ٤٦ سورة الكهف

(٨) الآية ٨ سورة النحل

(٩) الآية ١٤ سورة آل عمران

(١٠) الآية ٨ سورة فاطر

(١١) الآية ١٣٧ سورة الأنعام

١٥٨

الرابع عشر : زينة الحياة لذوى الطغيان : (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا)(١).

الخامس عشر : زينة أحوال الماضين والباقين فى عيون الكفّار استدراجا لهم : (فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ)(٢).

السادس عشر : زينة الشّيطان الضلال (٣) لمتّبعيه : (لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ)(٤) ، (فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ)(٥).

السابع عشر : زينة الله لأعدائه خذلانهم : (زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ)(٦).

الثامن عشر : زينة السّماء لأولى الأبصار / : (وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ)(٧).

التاسع عشر : زينة الأرض بالنّبات والرياحين : (أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ)(٨) أى تلوّنت بالألوان.

العشرون : زينة الفلك بالكواكب : (زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ)(٩)

الحادى والعشرون : زينة الأفلاك السّبع بالسّيّارات السّبع : (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ)(١٠).

__________________

(١) الآية ٢١٢ سورة البقرة

(٢) الآية ٢٥ سورة فصلت

(٣) الضلال منصوب بزينة على أنها فى معنى التزيين

(٤) الآية ٣٩ الحجر

(٥) الآية ٦٣ سورة النحل

(٦) الآية ٤ سورة النمل

(٧) الآية ١٦ سورة الحجر

(٨) الآية ٢٤ سورة يونس

(٩) الآية ٦ سورة الصافات

(١٠) الآية ١٢ سورة فصلت

١٥٩

[الثانى والعشرون] : زينة الإيمان فى قلوب العارفين : (وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)(١) أنشدنا لبعض المحدثين :

سبحان من زيّن الأفلاك بالقمر

وزيّن الأرض بالأنهار والشجر

لا كالسّراج ولا كالشّمس زاهره (٢)

لا كالجواهر والياقوت والدرر

وجنّة الخلد بالأنوار زيّنها

والقصر زيّنه بالحور والسرر

وزيّن النفس بالأعضاء مستويا

والرأس زيّنه بالسمع والبصر

وزيّن القلب بالأنوار نوّره

لا كالنجوم ولا كالشمس والقمر

(انتهى (٣) آخر الجزء الأول ولله الحمد. يتلوه أوّل الجزء الثّانى إن شاء الله تعالى).

__________________

(١) الآية ٧ سورة الحجرات

(٢) فى ا : «ظاهره»

(٣) وجد ما بين القوسين فى الأصلين. ولا يدرى هل هو من المؤلف أو من الناسخ

١٦٠