بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٢

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٢

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: محمد علي النجار
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٣
الصفحات: ٦٢٣

والاسم الدّعوة والدّعاوة والدّعوة والدّعاوة. والدّعوة الحلف ، والدّعاء إلى الطّعام ويضمّ كالمدعاة. والدّعوى : الادّعاء. قال (فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا)(١) والدّعوى أيضا الدّعاء كقوله تعالى : (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٢) وقال تعالى : (وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ. نُزُلاً)(٣) أى ما تطلبون.

والدّعاء يرد فى القرآن على وجوه :

الأوّل : بمعنى القول : (فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ)(٤) أى قولهم.

الثانى : بمعنى العبادة (قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُنا)(٥) أى أنعبد.

(يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ)(٦) أى يعبد ، وله نظائر.

الثالث : بمعنى النّداء (وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ)(٧) أى النّداء (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ)(٨) أى نادى (وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا)(٩) أى بندائك.

الرّابع : بمعنى الاستعانة والاستغاثة (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ)(١٠) أى استعينوا بهم (وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ)(١١) أى استعينوا بهم.

الخامس : بمعنى الاستعلام والاستفهام (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا)(١٢) أى استفهم.

السّادس : بمعنى العذاب والعقوبة (تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى)(١٣) أى تعذّب.

__________________

(١) الآية ٥ سورة الاعراف.

(٢) الآية ١٠ سورة يونس.

(٣) الآية ٣١ سورة فصلت.

(٤) الآية ١٥ سورة الانبياء.

(٥) الآية ٧١ سورة الانعام.

(٦) الآية ١٣ سورة الحج.

(٧) الآيتان ٨٠ سورة النمل ، ٥٢ سورة الروم.

(٨) الآية ١٠ سورة القمر.

(٩) الآية ٤ سورة مريم.

(١٠) الآية ٢٣ سورة البقرة.

(١١) الآية ٣٨ سورة يونس ، والآية ١٣ سورة هود.

(١٢) الآيات ٦٨ ـ ٧٠ سورة البقرة.

(١٣) الآية ١٧ سورة المعارج.

٦٠١

السّابع : بمعنى العرض (وَيا قَوْمِ ما لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجاةِ)(١) أى أعرضها عليكم (وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ) أى تعرضونها علىّ النار (٢).

الثامن : دعوة نوح قومه (إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً)(٣).

التّاسع : دعوة خاتم الأنبياء لكافّة الخلق (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ)(٤).

العاشر : دعوة الخليل للطيور (ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً)(٥).

الحادى عشر : دعاء إسرافيل بنفخ الصّور يوم النشور لساكنى القبور (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ)(٦).

الثانى عشر : دعاء الخلق ربّهم تعالى (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)(٧).

قال الشاعر (٨) :

وصبرا فى مجال الموت صبرا

فما نيل الخلود بمستطاع

سبيل الموت منهج كل حىّ

وداعيه لأهل الأرض داع

وممّا ورد فى القرآن أيضا من وجوه ذلك دعوة إبليس (إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعِيرِ)(٩)(وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)(١٠) ودعوة الهادين من الأئمّة الأعلام (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا)(١١)

__________________

(١) الآية ٤١ سورة غافر.

(٢) كأن الأصل (أى النار) وعلى كل حال فهو بدل من الضمير المنصوب فى (تعرضونها).

(٣) الآية ٥ سورة نوح.

(٤) الآية ١٢٥ سورة النحل.

(٥) الآية ٢٦٠ سورة البقرة.

(٦) الآية ٦ سورة القمر.

(٧) الآية ٦٠ سورة غافر.

(٨) هو قطرى بن الفجاءة. والبيتان من قطعة حماسية. وانظر شرح التبريزى ١ / ٩٧

(٩) الآية ٦ سورة فاطر.

(١٠) الآية ٤١ سورة القصص.

(١١) الآية ٧٣ سورة الانبياء. وهذه الآية لا تدخل فى الباب ، فليس فيها لفظ الدعاء.

٦٠٢

ودعوة إسرافيل (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ)(١) ودعوة الكفرة الضّالّين (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ)(٢) ودعوة الحقّ تعالى إلى الجنّة ذات الضّلال (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ)(٣)(وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ)(٤)(فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ)(٥).

١٢ ـ بصيرة فى الدفع والدفق والدفء والدك

الدّفع إذا عدّى بإلى اقتضى معنى الإنالة (٦) كقوله تعالى : (فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ)(٧) وإذا عدّى بعن اقتضى معنى الحماية ، قال تعالى : (إِنَّ اللهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا)(٨) وقال تعالى : (لَيْسَ لَهُ دافِعٌ. مِنَ اللهِ)(٩) أى حام. والدّفاع كرمّان : طحمة (١٠) السّيل والموج والشىء العظيم يدفع به مثله. واندفع فى الحديث : أفاض ، والفرس : أسرع فى سيره. وتدافعوا فى الحرب. دفع بعضهم بعضا. واستدفع الله الأسواء : طلب منه أن يدفعها عنه.

* * *

__________________

(١) الآية ٢٥ سورة الروم.

(٢) الآية ١٤ سورة الرعد.

(٣) الآية ٢٥ سورة يونس.

(٤) الآية ٢٢١ سورة البقرة.

(٥) الآية ١٠ سورة ابراهيم

(٦) فى الاصلين : «الامالة» وما أثبت من الراغب.

(٧) الآية ٦ سورة النساء.

(٨) الآية ٢٨ سورة الحج. وفى ب : «يدفع» وهى قراءة ابن كثير وأبى عمرو ويعقوب ، كما فى الاتحاف.

(٩) الآيتان ٢ ، سورة المعارج.

(١٠) طحمة السيل والموج ـ بتثليث الطاء ـ دفعته.

٦٠٣

والدّفق الصبّ ، دفق الماء يدفقه ، ويدفقه : صبّه فهو ماء دافق (١) أى مدفوق ؛ لأنّ دفق متعدّ عند الجمهور. ودفق الله روحه وأدفقه : أماته.

* * *

والدّفء ـ بالكسر ـ والدّفأ ـ بالتحريك ـ نقيض حدّة البرد ، والجمع أدفاء ، وقد دفئ ودفؤ وتدفّأ واستدفأ وادفأ وأدفأه : ألبسه ما يدفئه. قال تعالى : (لَكُمْ فِيها دِفْءٌ)(٢) وهو اسم لما يدفئ. والدّفء أيضا : نتاج الإبل وأوبارها والانتفاع بها ، وما أدفأ من الأصواف والأوبار.

* * *

والدّك : الأرض اللّينة والسّهلة. والدّك : الدقّ والهدم وما استوى من الرّمل.

وقوله تعالى : (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً)(٣) أى دقّت حتى جعلت بمنزلة الأرض اللّينة.

__________________

(١) ورد قوله تعالى فى الآية ٦ من سورة الطارق (خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ).

(٢) الآية ٥ سورة النحل.

(٣) الآية ١٤ سورة الحاقة.

٦٠٤

١٣ ـ بصيرة فى الدل والدلو والدلك والدم والدمر

الدّلّ كالهدى (١) وهما من السّكينة والوقار وحسن المنظر. والدّلالة مثلثة. والدّال والدّلالة : ما يتوصل به إلى معرفة الشّىء كدلالة الألفاظ على المعانى ودلالة الرّموز والإشارات والكتابة (٢) والعقود (٣) فى الحساب ، وسواء كان ذلك بقصد ممّن يجعله دلالة (٤) أو لم يكن ، كمن يرى حركة إنسان فيعلم أنّه حىّ ، قال تعالى : (ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ)(٥) والدّالّ والدّليل من حصلت منه الدّلالة ، ثمّ يسمّى الدّال والدّليل دلالة كتسمية (٦) الشّىء بمصدره.

* * *

والدّلو يذكّر ويؤنّث والجمع أدل ودلاء ودلىّ ودلىّ ودلى كعلى. ودلوت الدّلو : (أرسلتها فى البئر ، وأدليتها أخرجتها) (٧) قال تعالى : (فَأَدْلى دَلْوَهُ)(٨) واستعير للتوصّل إلى الشىء ، قال الشاعر :

__________________

(١) يقال : فلان حسن الدل أى الطريقة والسيرة ، كما يقال : حسن الهدى.

(٢) فى ب والراغب : «الكناية».

(٣) المراد عقد الاصابع كانوا يحسبون به. فالواحد له قبض الخنصر ، وللاثنين قبض البنصر ، والوسطى للثلاثة ، ويكون برفع الاصبع وهكذا كانوا يحسبون الآحاد والعشرات وغيرهما. وانظر فصلا لهذا فى كتاب بلوغ الارب للآلوسي.

(٤) فى الاصلين : «دالة» وما أثبت من الراغب.

(٥) الآية ١٤ سورة سبأ.

(٦) فى الاصلين : «لتسمية» وما أثبت من الراغب.

(٧) تبع فى هذا الراغب. والذى فى اللغة عكس ما هنا ، فالادلاء ارسال الدلو فى البئر ، ودلوها : جذبها من البئر ، وقد يستعمل فى ارسالها ، ويخص الجوهرى ذلك بالشعر. والمفسرون يجمعون فى قوله تعالى ، (فَأَدْلى دَلْوَهُ) على أن المراد ارسال الدلو فى البئر ليملأها.

(٨) الآية ١٩ سورة يوسف.

٦٠٥

وليس الرّزق عن طلب حثيث

ولكن ألق دلوك فى الدّلاء (١)

وأدلى فلان برحمه : توسّل ، وبحجّته : أحضرها ، وإليه بماله : دفعه ، ومنه قوله تعالى : (وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ)(٢). وتدلّى : دنا وقرب ، ومن الشجر : تعلّق.

* * *

ودلوك (٣) الشّمس : غروبها ، وقيل : ميلها للغروب ، وقيل : اصفرارها ، وقيل : زوالها عن كبد السّماء.

* * *

والدّم : الطحن والإهلاك ، دمّ القوم ودمدمهم (٤) : طحنهم وأهلكهم. والدمدمة أيضا : حكاية (٥) صوت الهدّة.

* * *

والتّدمير : إدخال (٦) الهلاك على الشّىء ، قال تعالى : (فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً)(٧) وقوله تعالى : (دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ)(٨) مفعول دمّر محذوف (٩).

__________________

(١) من بيتين ينسبان الى أبى الاسود الدؤلى والشطر الاول يروى : * وما طلب المعيشة بالتمنى* والبيت الثانى :

تجىء وبملئها طورا وطورا.

تجىء بحمأة وقليل ماء

(٢) الآية ١٨٨ سورة البقرة.

(٣) ورد من هذه المادة قوله تعالى فى الآية ٧٨ من سورة الاسراء : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ).

(٤) يقال : دمدم عليهم ، وجاء منه قوله تعالى فى الآية ١٤ من سورة الشمس : (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ).

(٥) أخذه من الراغب. وكأن مصدر هذا التفسير الدمدمة فى الآية بارجاف الارض بهم.

(٦) أتى فى التفسير بالادخال ليربطه بقولهم فى الثلاثى : دمر : دخل بغير أذن وهجم هجوم الشر.

(٧) الآية ٣٦ سورة الفرقان.

(٨) الآية ١٠ سورة محمد.

(٩) والاصل : «دمر الله عليهم أنفسهم وأموالهم» أتى بعليهم ليفيد الاطباق والاحاطة ، وفى كتابه الشهاب على البيضاوى أن هذا مما نزل منزلة اللازم ، وجعل المفعول فيه نسيا ، كما فى قوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ).

٦٠٦

١٤ ـ بصيرة فى الدمع والدمغ والدنو والدهر

الدّمع (١) ماء العين من حزن أو سرور. والجمع دموع وأدمع. والدّمعة : القطرة منه. ودمعت العين ودمعت كمنع وفرح دمعا ودمعانا.

والدّمغ : الهشم والشّج. وقوله : (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ)(٢) أى يهشمه ويكسر دماغه. وشجّة (٣) دامغة كذلك.

والدّم أصله دمى (٤) وجمعه دماء ودمىّ. وتثنيته دمان ودميان. والقطعة منه دمة. وقيل : الدّمة لغة فى الدّم. ويشدّ ميم الدّم لغة فيه. وقد دمى كرضى وأدميته.

والدّينار (٥) فارسى معرب أصله (دين آر) أى الشّريعة جاءت به.

* * *

والدّنوّ والدّناوة : القرب ، دنا وأدنى : قرب ، ودنّاه تدنية وأدناه : قرّبه. واستدناه : طلب منه الدّنوّ ، ويستعمل فى المكان والزّمان والمنزلة ، قال تعالى : (مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ)(٦) وقال : (دَنا فَتَدَلَّى)(٧) هذا بالحكم. ويعبّر بالأدنى

__________________

(١) جاء من هذا قوله فى الآية ٨٣ من سورة المائدة : «وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ».

(٢) الآية ١٨ سورة الانبياء.

(٣) ب : «حجة».

(٤) بالتحريك ، كما هو اختيار المؤلف. وينسب الى سيبويه أنه (دمى) بتسكين الميم ، بدليل جمعه على دماء ودمى ، فيكون كظبى وظباء وظبى ، ودلو ودلاء ودلى. وراجع التاج. وجاء من المادة فى الكتاب العزيز قوله تعالى فى الآية ١٧٣ من سورة البقرة (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ) وقوله تعالى فى الآية ٣٧ من سورة الحج : (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها).

(٥) جاء منه قوله تعالى فى الآية ٧٥ من سورة آل عمران ، (وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً).

(٦) الآية ٩٩ سورة الانعام.

(٧) الآية ٨ سورة النجم.

٦٠٧

تارة عن الأصغر ويقابل بالأكبر ؛ نحو (ولا أدنى من ذلك ولا أكبر) (١) وتارة عن الأرذل ويقابل بالخير ، نحو قوله تعالى : (أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)(٢) وعن الأولى (٣) فيقابل بالآخرة (٤) نحو قوله تعالى : (خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ)(٥) وتارة عن الأقرب فيقابل بالأقصى ، نحو قوله تعالى : (إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى)(٦) والدّنيا قد ينوّن (٧) وجمعه دنى نحو الكبرى والكبر (٨).

وقوله تعالى : (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ)(٩) أى أقرب لنفوسهم أن تتحرّى العدالة فى إقامة الشهادة. قوله تعالى : (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ. فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ)(١٠) متناول للأحوال الّتى فى النّشأة الأولى وما يكون فى النشأة الآخرة.

__________________

(١) أورد (أكبر) بالباء ، وبذلك يقابل الادنى بمعنى الاصغر. وهى قراءة الحسن ومجاهد والخليل بن احمد ويعقوب ، كما فى البحر المحيط ٨ / ٢٣٥. وقراءة الجمهور (أَكْثَرَ) بالتاء. والآية ٧ سورة المجادلة. وكان أولى له أن يمثل بقوله تعالى : (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) فى الآية ٢١ سورة السجدة.

(٢) الآية ٦١ سورة البقرة.

(٣) الذى يعبر به عن الاولى هو الدنيا مؤنث الادنى. ففى كلامه تساهل. وفى الراغب : «الاول فيقابل بالآخر» وقد عدل عنها المصنف نظرا للمثال الآتى. ولكنه عدل عن أسلوبه وتبع أسلوب الراغب فى قوله : (عن الاقرب) والخطب سهل.

(٤) الآية ١١ سورة الحج.

(٥) الآية ٤٢ سورة الانفال.

(٦) أى عند تجريده من ال ، كما لا يخفى.

(٧) فى الاصلين : «الكربى» وما أثبت من الراغب.

(٨) الآية ١٠٨ سورة المائدة.

(٩) الآيتان ٢١٩ ، ٢٢٠ سورة البقرة.

٦٠٨

١٥ ـ بصيرة فى الدهر

الدّهر : الزّمان ، قاله شمر وأنشد :

إن دهرا يلفّ شملى بجمل

لزمان يهمّ بالإحسان (١)

وقيل : الدّهر الأبد لا ينقطع. قال الأزهرى : الدّهر يقع عند العرب على بعض الدّهر الأطول ، ويقع على مدّة الدّنيا كلّها ، وقيل : الدّهر مدّة [الدنيا] كلّها من ابتدائها إلى انقضائها. وقال آخرون : بل دهر كلّ قوم زمانهم ، قال الله تعالى : (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ)(٢).

وقول النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا تسبوا (٣) الدّهر فإن الدّهر هو الله» وروى «فإنّ الله هو الدّهر» قيل : الدّهر اسم من أسماء الله تعالى. وقال الزّمخشرى : الدّهر هو الزّمان الطّويل ، وكانوا يعتقدون فيه أنّه الطّارق بالنّوائب ، ولذلك اشتقّوا من اسمه دهر فلانا خطب إذا دهاه ، وما زالوا يشكونه ويذمّونه ، قال حريث بن جبلة وقيل أبو عيينة المهلبى :

إذا هو الرّمس تعفوه الأعاصير

والدّهر أيّتما حال دهارير (٤)

__________________

(١) هو لحسان كما فى شهاب البيضاوى ٦ / ١٢٦ عن أبى هريرة.

(٢) الآية ٢٤ سورة الجاثية.

(٣) رواه مسلم ، كما فى الجامع الصغير.

(٤) هذا البيت مركب من عجزين من أبيات هى :

فاستقدر الله خيرا وأرضين به

فبينما العسر اذ دارت مياسير

وبينما المرء فى الاحياء مغتبط

اذا هو الرمس تعفوه الاعاصير

يبكى عليه غريب ليس يعرفه

وذو قرابته فى الحى مسرور

حتى كأن لم يكن الا تذكره

والدهر أيتما حين دهارير

وانظر اللسان والتاج.

٦٠٩

أى دواه وخطوب مختلفة. وهو بمنزلة عباديد (١) فى أنّه لم يستعمل واحده. وقال رجل من كلب :

لحى الله دهرا شرّه قبل خيره

تقاضى فلم يحسن إلينا التقاضيا

وقال يحيى بن زياد :

عذيرى من دهر كأنى وترته

رهين بحبل الودّ أن يتقطّعا (٢)

فنهاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ذمّ الدّهر ، وبيّن لهم أنّ الطّوارق الّتى تنزل بهم منزلها الله عزّ سلطانه دون غيره ، وأنّهم متى اعتقدوا فى الدّهر أنّه هو المنزل ثمّ ذمّوه كان مرجع المذمّة إلى العزيز الحكيم ، تعالى عن ذلك علوّا كبيرا. والّذى يحقّق هذا الموضع ويفصل بين الرّوايتين هو قوله «فإنّ الدّهر هو الله» حقيقته : فإن جالب الحوادث هو الله لا غيره ، فوضع الدّهر موضع جالب الحوادث ، كما تقول : إن أبا حنيفة أبو يوسف ، تريد أنّ النهاية فى الفقه هو أبو يوسف لا غيره ، فيضع أبا حنيفة موضع ذلك لشهرته بالتناهى فى فقهه ، كما شهر عندهم الدهر بجلب الحوادث. ومعنى الرّواية الثانية : إنّ الله هو الدّهر ، فإنّ الله هو الجالب للحوادث لا غيره الجالب ، ردّا لاعتقادهم أنّ الله ليس من جلبها فى شىء وأنّ جالبها هو الدّهر ، كما لو قلت إنّ أبا يوسف أبو حنيفة كان المعنى أنّه النّهاية فى الفقه لا المتقاصر. «هو» فصل (٣) أو مبتدأ خبره اسم الله أو الدّهر فى الرّوايتين.

__________________

(١) يقال : ذهبوا عباديد أى فى كل وجه.

(٢) ورد فى الفائق ١ / ٤٢٠

(٣) أى ضمير فصل.

٦١٠

وقال بعضهم : الدّهر الثانى فى الحديث غير الأوّل وإنما هو مصدر بمعنى الفاعل ومعناه أنّ الله هو الداهر أى المصرّف المدبّر المفيض لما يحدث.

وقال الأزهرى فى قول جرير :

أنا الدّهر يفنى الموت والدّهر خالد

فجئنى بمثل الدّهر شيئا يطاوله (١)

جعل الدّهر الدّنيا والآخرة لأنّ الموت يفنى بعد انقضاء الدّنيا. وقال تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)(٢) وقد يستعار الدّهر للعادة الباقية مدّة الحياة ، فقيل : ما دهرى بكذا. والدّهر أيضا الغلبة.

__________________

(١) قاله ردا على قول الفرزدق فيه :

فانى أنا الموت الذى هو نازل

بنفسك فانظر كيف أنت تحاوله

(٢) أول سورة الانسان.

٦١١

١٦ ـ بصيرة فى الدهق والدهم والدهن

دهق الكاس يدهقها : ملأها. ودهق الماء : أفرغه إفراغا شديدا ، فهو من الأضداد. والدّهاق ـ ككتاب ـ : الممتلئ ، قال الله تعالى : (وَكَأْساً دِهاقاً)(١) والدّهاق أيضا : الكثير يقال : ماء دهاق.

* * *

والدّهمة ـ بالضمّ ـ : سواد اللّيل. ويعبّر بها عن سواد الفرس ، وعن الخضرة التامّة اللون ، كما يعبّر عن الدّهمة بالخضرة إذا لم تكن تامّة اللّون ، وذلك لتقاربهما فى اللون ، قال تعالى : (مُدْهامَّتانِ)(٢) وبناؤهما من الفعل مفعالّ ، وقد ادهامّ ادهيماما.

* * *

والدّهن معروف والجمع أدهان ودهان. والطّائفة منه دهنة. قال تعالى : (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ)(٣) أى ملتبسة به. وقوله تعالى : (فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ)(٤) قيل : هو الأديم الأحمر ، وقيل هو دردىّ الزّيت. والإدهان فى الأصل مثل التّدهين لكن جعل عبارة عن المداراة والملاينة وترك الجدّ (٥) كما جعل التقريد ـ وهو نزع القراد عن البعير ـ عبارة عن ذلك ، قال تعالى : (أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ)(٦). والإدهان أيضا والمداهنة بمعنى وهو إظهار خلاف ما تضمر.

__________________

(١) الآية ٣٤ سورة النبأ

(٢) الآية ٦٤ سورة الرحمن.

(٣) الآية ٢٠ سورة المؤمنين.

(٤) الآية ٣٧ سورة الرحمن.

(٥) كذا فى التاج بالجيم. وفى الراغب ، ب «الحد» بالحاء المهملة

(٦) الآية ٨١ سورة الواقعة.

٦١٢

١٧ ـ بصيرة فى الدأب والدور والدول

الدأب والدّأب : الشّأن والعادة والسّوق الشّديد والطّرد. قال الله تعالى : (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ)(١) ودأب فى عمله ـ كمنع ـ دأبا ودأبا ودءوبا جدّ وتعب. وأدأبه الدّائبان : الليل والنّهار.

* * *

والدّار مؤنّثة وإنّما قال الله تعالى (وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ)(٢) وذكّر على على معنى (٣) المثوى والمنزل ، كما قال تعالى : (نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً)(٤) فأنّث (٥) على المعنى. وأدنى العدد أدؤر ، والهمزة مبدلة من واو مضمومة ، ولك أن تقول : أدور بالواو. وجمع الكثير ديار ودور كجبال وأسد. ويجمع أيضا على آدر مقلوب أدور وعلى دوران وديران وأدورة.

وقوله : (سَأُرِيكُمْ دارَ الْفاسِقِينَ)(٦) قال (٧) مجاهد أى مصيرهم (٨) فى الآخرة. وقال غيره : مدينة مصر.

ثم سمّيت كلّ محلّة اجتمعت فيها قبيلة دارا وتسمّى البلدة دارا والصّقع دارا والدنيا كما هى دارا. والدّار الدّنيا والدّار الآخرة إشارة إلى المقرّين

__________________

(١) الآية ١١ سورة آل عمران. وورد فى آيات أخرى.

(٢) الآية ٣٠ سورة النحل.

(٣) لا حاجة لهذا التأويل. فيجوز فى النحو نعم المرأة هند ، ونعمت المرأة لقصد الجنس ، كما قال ابن مالك فى الالفية :

والحذف فى نعم الفتاة استحسنوا

لان قصد الجنس فيه بين

(٤) الآية ٣١ سورة الكهف.

(٥) هذا على أن الضمير فى (حَسُنَتْ) يرجع الى الثواب. وقد ارجعه البيضاوى الى الارائك ، فلا تأويل. ويجوز رجوعه الى (جَنَّاتُ عَدْنٍ) فى صدر الآية فلا حاجة الى التأويل أيضا.

(٦) الآية ١٤٥ سورة الاعراف.

(٧) فى الاصلين : «وقال».

(٨) فى الاصلين : «مصبهم» وما أثبت من التاج.

٦١٣

فى النّشأة الأولى وفى النّشأة الآخرة. قال الله تعالى (لَهُمْ دارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ)(١) أى الجنّة ، و (دارَ الْبَوارِ)(٢) أى الجحيم. والدّورة والدّائرة فى المكروه كما يقال الدّولة فى المحبوب ، قال تعالى : (نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ)(٣) أى حادثة قاله ابن عرفة. وقال الأزهرى : معنى الدّائرة الدّولة تدور لأعداء المسلمين عليهم. وقوله تعالى : (عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ)(٤) أى يحيط بهم السّوء إحاطة الدائرة بمن فيها فلا سبيل إلى الانفكاك عنها بوجه. وقوله : (تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ)(٥) أى تتداولونها وتتعاطونها من غير تأجيل. وقوله تعالى : (وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوائِرَ)(٦) أى الموت والقتل.

* * *

والدّولة والدّولة واحدة. وقيل : بالضمّ فى المال ، وبالفتح فى الحرب والجاه. وقيل : الدّولة بالضمّ اسم الشى الّذى يتداول بعينه ، والدولة المصدر ، قال تعالى : (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ)(٧). وتداول القوم كذا أى تناولوه من حيث الدّولة. وداول الله بينهم ، قال تعالى : (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ)(٨).

* * *

والدّوام (٩) : السّكون فى الأصل. دام يدوم ويدام دوما ودواما وديمومة ، ودمت تدوم نادرة ، وأدامه ، واستدامه : تأنّى فيه ، أو طلب دوامه. والدّوم والدّيّوم : الدّائم.

__________________

(١) الآية ١٢٧ سورة الانعام.

(٢) الآية ٢٨ سورة ابراهيم.

(٣) الآية ٥٢ سورة المائدة.

(٤) الآية ٩٨ سورة التوبة ، والآية ٦ سورة الفتح.

(٥) الآية ٢٨٢ سورة البقرة.

(٦) الآية ٩٨ سورة التوبة.

(٧) الآية ٧ سورة الحشر.

(٨) الآية ١٤٠ سورة آل عمران.

(٩) مما جاء من هذه المادة فى القرآن قوله تعالى فى الآية ٢٤ من سورة المائدة (قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها).

٦١٤

١٨ ـ بصيرة فى الدون والدين

يقال للقاصر عن الشىء : دون. وقال بعضهم : هو مقلوب من الدنوّ. والأدون الدّنىء. وقوله تعالى : (لا تَتَّخِذُوا بِطانَةً مِنْ دُونِكُمْ)(١) أى ممّن (٢) لم تبلغ منزلته منزلتكم فى الدّيانة ، وقيل فى القرابة. وقوله تعالى : (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ)(٣) أى ما كان أقلّ من ذلك. وقيل : ما سوى ذلك. والمعنيان يتلازمان.

وقوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ)(٤) أى غير الله ، وقيل : معناه إلهين متوسّلا بهما إلى الله. وقوله : (وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ)(٥) أى ليس لهم من يواليهم (٦) من دون الله.

وقد يغرى بلفظ دون فيقال : دونك كذا أى تناوله. وقال بعض أئمة اللغة : دون نقيض فوق ، ويكون ظرفا ، وبمعنى أمام ووراء وفوق ، وبمعنى الشريف والخسيس ، وبمعنى الأمر وبمعنى الوعيد. وقال بعضهم : الدون : الحقير الخسيس ، وقد دان وأدين.

* * *

أمّا الدّين فيقال للطّاعة والجزاء واستعير للشريعة. والدّين كالملة لكنه يقال اعتبارا بالطّاعة والانقياد للشريعة.

__________________

(١) الآية ١١٨ سورة آل عمران.

(٢) المراد : من غير المؤمنين. والأظهر أن (دون) بمعنى غير.

(٣) الآية ١١٦ سورة النساء.

(٤) الآية ١١٦ سورة المائدة.

(٥) الآية ٣١ سورة الشورى.

(٦) فى الاصلين : «مواليهم».

٦١٥

وقوله تعالى : (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً)(١) أى طاعة وقوله (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ)(٢) حثّ على اتّباع دين النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم الّذى هو أوسط الأديان وخيرها ، كما قال : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)(٣). وقوله تعالى (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ)(٤) قيل يعنى فى الطّاعة ، فإنّ ذلك لا يكون فى الحقيقة إلّا بالإخلاص ، والإخلاص لا يتأتّى فيه الإكراه. وقيل إنّ ذلك مختصّ بأهل الكتاب الباذلين للجزية. وقوله تعالى : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ)(٥) يعنى الإسلام كقوله (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ)(٦). وقوله (فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ)(٧) أى غير مجزيين.

وقال بعضهم : الدّين : الجزاء ، دنته دينا ودينا ، والإسلام [وقد](٨) دنت به ، والعادة ، قال (٩) :

تقول إذا درأت لها وضينى

أهذا دينه أبدا ودينى

والطاعة كالدينة فيهما (١٠) بالهاء ، والذّلّ ، والداء ، والحساب ، والقهر والغلبة ، والسّلطان والحكم ، والتّوحيد ، واسم لجميع ما يتعبّد الله به ، والملّة ، والورع ، والمعصية ، والإكراه ، ومن الأمطار : ما تعاهد موضعا فصار ذلك له عادة.

__________________

(١) الآية ١٢٥ سورة النساء.

(٢) الآية ١٧١ سورة النساء.

(٣) الآية ١٤٣ سورة البقرة.

(٤) الآية ٢٥٦ سورة البقرة.

(٥) الآية ٨٣ سورة آل عمران.

(٦) الآية ٨٥ سورة آل عمران.

(٧) الآية ٨٦ سورة الواقعة.

(٨) زيادة من القاموس.

(٩) أى المثقب العبدى ، من قصيدة مفضلية. وقوله : «تقول» ، أى ناقته. يذكر أنه كثير الرحلات حتى تشكت ناقته ويوضح هذا المعنى البيت قبله :

اذا ما قمت أرحلها بليل

تأوه آهة الرجل الحزين

والوضين حزام يشد به الرحل ، والدرء : الدفع. أى اذا رأته شد الرحل عليها عرفت ما يريده من الجهد فى السير وادمان الرحلة.

(١٠) أى فى العادة والطاعة وفى القاموس ذكر قبل الطاعة من معانى الدين المواظب من الامطار أو اللين منها ، فقوله : «فيهما» يرجع الى المطر والى الطاعة.

٦١٦

وفى الحديث (١) «إن الدّين يسر» وفيه «إنّ دين الله (٢) الحنيفية السّمحة» وقال «إنّ الدّين (٣) متين فأوغل فيه برفق» ومن كلام العلماء كل من كدّ يمينك. ولا تأكل بدينك وقال الشاعر :

عجبت لمبتاع الضّلالة بالهدى

وللمشترى دنياه بالدّين أعجب

وأعجب من هذين من باع دينه

بدنيا سواه فهو من ذين أخيب

والدّين ورد فى القرآن بمعنى التّوحيد والشهادة (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ)(٤)(أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ)(٥)(أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ)(٦) أى التوحيد وله نظائر ، وبمعنى الحساب والمناقشة (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)(٧)(الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ)(٨)(وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ)(٩) أى الحساب وله نظائر أيضا ، وبمعنى حكم الشريعة (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ)(١٠) أى فى حكمه ، وبمعنى الإيالة والسّياسة (فِي دِينِ الْمَلِكِ)(١١) أى فى سياسته ، وبمعنى الملّة (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)(١٢) أى الملّة المستقيمة ، وبمعنى الإسلام (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ)(١٣).

__________________

(١) رواه البخارى والنسائى كما فى الجامع الصغير.

(٢) الذى فى الجامع الصغير عن الخطيب : «بعثت بالحنفية السمحة ومن يخالف سنتى فليس منى».

(٣) جاء فى مسند الامام احمد ، كما فى الجامع الصغير.

(٤) الآية ١٩ سورة آل عمران.

(٥) الآية ٣ سورة الزمر.

(٦) الآية ٨٣ سورة آل عمران.

(٧) الآية ٤ سورة الفاتحة.

(٨) الآية ١١ سورة المطففين.

(٩) الآية ١٧ سورة الانفطار.

(١٠) الآية ٢ سورة النور.

(١١) الآية ٧٦ سورة يوسف.

(١٢) الآية ٥ سورة البينة.

(١٣) الآية ٣٣ سورة التوبة.

٦١٧
٦١٨

الفهرس

الباب الثانى

فى وجوه الكلمات المفتتحة بحرف الألف

(٣ ـ ١٨٠)

صفحة

صفحة

٣٠ ـ بصيرة فى الاستواء

١٠٦

١ ـ بصيرة فى الألف

٤

٣١ ـ بصيرة فى الأجل

١٠٨

٢ ـ بصيرة فى .. الله

١٢

٣٢ ـ بصيرة فى الامام

١١٠

٣ ـ بصيرة فى الانسان

٣١

٣٣ ـ بصيرة فى الأم

١١١

٤ ـ بصيرة فى الاضافة

٣٦

٣٤ ـ بصيرة فى الأب

١١٣

٥ ـ بصيرة فى الأمر

٣٩

٣٥ ـ بصيرة فى الاتقاء

١١٥

٦ ـ بصيرة فى الاتيان

٤٣

٣٦ ـ بصيرة فى ان وان وانا

١١٨

٧ ـ بصيرة فى أفمن

٤٧

٣٧ ـ بصيرة فى أن وأن وأنى

١١٩

٨ ـ بصيرة فى الانزال

٤٩

٣٨ ـ بصيرة فى أى

١٢١

٩ ـ بصيرة فى الأرض

٥٣

٣٩ ـ بصيرة فى أو

١٢٢

١٠ ـ بصيرة فى الاتخاذ

٥٧

٤٠ ـ بصيرة فى الاسفار

١٢٣

١١ ـ بصيرة فى المرأة

٦٠

٤١ ـ بصيرة فى الأشعار

١٢٤

١٢ ـ بصيرة فى الآيات

٦٣

٤٢ ـ بصيرة فى الاحاطة

١٢٦

١٣ ـ بصيرة فى الاحسان

٦٧

٤٣ ـ بصيرة فى الاحصاء

١٢٨

١٤ ـ بصيرة فى اذ واذا واذن والاذى

٧١

٤٤ ـ بصيرة فى الادراك

١٣٠

١٥ ـ بصيرة فى الاسم

٧٤

٤٥ ـ بصيرة فى الأجر

١٣١

١٦ ـ بصيرة فى الأمة

٧٩

٤٦ ـ بصيرة فى الأبيض

١٣٣

١٧ ـ بصيرة فى الأكل

٨١

٤٧ ـ بصيرة فى الأسود

١٣٤

١٨ ـ بصيرة فى الأهل

٨٣

٤٨ ـ بصيرة فى الأخضر

١٣٥

١٩ ـ بصيرة فى الأول والأولى

٨٦

٤٩ ـ بصيرة فى الأصفر

١٣٦

٢٠ ـ بصيرة فى الآخرة والآخر والأخرى

٨٩

٥٠ ـ بصيرة فى الأمسح

١٣٧

٢١ ـ بصيرة فى الأحد

٩١

٥١ ـ بصيرة فى الاختيار

١٤٥

٢٢ ـ بصيرة فى الاثنين

٩٤

٥٢ ـ بصيرة فى الاستقامة

١٤٦

٢٣ ـ بصيرة فى الأربع والأربعين

٩٦

٥٣ ـ بصيرة فى الاصحاب

١٤٧

٢٤ ـ بصيرة فى الارسال

٩٨

٥٤ ـ بصيرة فى الأذان

١٤٩

٢٥ ـ بصيرة فى الاتباع

٩٩

٥٥ ـ بصيرة فى الايمان

١٥٠

٢٦ ـ بصيرة فى الافك

١٠١

٥٦ ـ بصيرة فى الأمانة

١٥٢

٢٧ ـ بصيرة فى الامساك

١٠٢

٥٧ ـ بصيرة فى الاحساس

١٥٣

٢٨ ـ بصيرة فى الأخذ

١٠٤

٥٨ ـ بصيرة فى الاستحياء

١٥٥

٢٩ ـ بصيرة في الاسراف

١٠٥

٥٩ ـ بصيرة فى الأعلى

١٥٦

٦٠ ـ بصيرة فى الأسفل

١٥٨

٦١ ـ بصيرة فى الامى

١٥٩

٦١٩

صفحة

صفحة

٦٢ ـ بصيرة فى الاتمام

١٦٠

١٤ ـ بصيرة فى البحر (والبحيرة)

٢٢٥

٦٣ ـ بصيرة فى الاكنة

١٦١

١٥ ـ بصيرة فى البخل

٢٢٧

٦٤ ـ بصيرة فى الآل

١٦٢

١٦ ـ بصيرة فى البخس

٢٢٨

٦٥ ـ بصيرة فى الانشاء

١٦٤

١٧ ـ بصيرة فى البخع

٢٢٩

٦٦ ـ بصيرة فى الاطمئنان

١٦٥

١٨ ـ بصيرة فى البدار

٢٣٠

٦٧ ـ بصيرة فى الاستغفار

١٦٦

١٩ ـ بصيرة فى البديع

٢٣١

٦٨ ـ بصيرة فى الأولى

١٦٨

٢٠ ـ بصيرة فى البدن

٢٣٣

٦٩ ـ بصيرة فى الأفواه

١٦٩

٢١ ـ بصيرة فى البرج

٢٣٤

٧٠ ـ بصيرة فى الارادة

١٧١

٢٢ ـ بصيرة فى البراح

٢٣٦

٧١ ـ بصيرة فى الاخلاص

١٧٢

٢٣ ـ بصيرة فى البروز

٢٣٧

٧٢ ـ بصيرة فى أولو

١٧٤

٢٤ ـ بصيرة فى البرزخ

٢٣٨

٧٣ ـ بصيرة فى الأبد

١٧٦

٢٥ ـ بصيرة فى البرق

٢٣٩

٧٤ ـ بصيرة فى الاصطفاء

١٧٧

٢٦ ـ بصيرة فى البرهان

٢٤٢

٧٥ ـ بصيرة فى الأدنى

١٧٩

٢٧ ـ بصيرة فى الابرام

٢٤٣

٧٦ ـ بصيرة فى أفلح

١٨٠

٢٨ ـ بصيرة فى البزوغ

٢٤٤

٧٧ ـ بصيرة فى الاسلام

١٨٣

٢٩ ـ بصيرة فى البس

٢٤٥

٧٨ ـ بصيرة فى الأسف

١٨٥

٣٠ ـ بصيرة فى بسر

٢٤٦

٧٩ ـ بصيرة فى الاقامة

١٨٦

٣١ ـ بصيرة فى البسوق

٢٤٧

٨٠ ـ بصيرة فى الاستطاعة

١٨٧

٣٢ ـ بصيرة فى البسل

٢٤٨

الباب الثالث

فى الكلمات المفتتحة بحرف الباء

(١٨٩ ـ ٢٨٢)

٣٣ ـ بصيرة فى البسم

٢٤٩

١ ـ بصيرة فى الباء

١٩٠

٣٤ ـ بصيرة فى البضاعة

٢٥٠

٢ ـ بصيرة فى البيت

١٩٦

٣٥ ـ بصيرة فى الباطل

٢٥٢

٣ ـ بصيرة فى الباب

١٩٨

٣٩ ـ بصيرة فى بعض

٢٥٨

٤ ـ بصيرة فى البشارة

٢٠٠

٣٧ ـ بصيرة فى البطء

٢٥٦

٥ ـ بصيرة فى البشر

٢٠٣

٣٨ ـ بصيرة فى البعد

٢٥٧

٦ ـ بصيرة فى البشير ، والبشرى ، والمبشر

٢٠٥

٣٩ ـ بصيرة فى بعض

٢٥٨

٧ ـ بصيرة فى البركات

٢٠٨

٤٠ ـ بصيرة فى البعل

٢٦٢

٨ ـ بصيرة فى البر ، والبر

٢١١

٤١ ـ بصيرة فى بعثر

٢٦١

٩ ـ بصيرة فى البعث

٢١٤

٤٢ ـ بصيرة فى البغى

٢٦٢

١٠ ـ بصيرة فى البدل

٢١٦

٤٣ ـ بصيرة فى البقاء

٢٦٥

١١ ـ بصيرة فى البسط

٢١٨

٤٤ ـ بصيرة فى البك

٢٦٦

١٢ ـ بصيرة في البقية

٢٢٠

٤٥ ـ بصيرة فى البكم

٢٦٧

١٣ ـ بصيرة في البصيرة

٢٢٣

٤٦ ـ بصيرة فى البكاء

٢٦٨

٤٧ ـ بصيرة فى بل

٢٦٩

٤٨ ـ بصيرة فى البلد

٢٧٢

٤٩ ـ بصيرة في البلاد (وبلى)

٢٧٤

٥٠ ـ بصيرة في البناق

٢٧٦

٦٢٠