بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٢

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٢

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: محمد علي النجار
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٣
الصفحات: ٦٢٣

الرّابع للمجاهدين ، والغزاة (لكِنِ (١) الرَّسُولُ) إلى قوله : (أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

الخامس : للمصلحين (٢) : (قَدْ أَفْلَحَ (٣) الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ).

السّادس : للمكثرين من صالحات الأعمال : (فَمَنْ ثَقُلَتْ (٤) مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

السّابع : للمطيعين (وَمَنْ (٥) يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ) إلى قوله : (المفلحون).

الثامن : لأرباب السّمع والطّاعة : (إِنَّما كانَ قَوْلَ (٦) الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ) الآية.

التّاسع : أهل الإخلاص واليقين (فَآتِ ذَا الْقُرْبى (٧) حَقَّهُ) إلى آخر الآية.

العاشر : لأهل الإحسان : (هُدىً وَرَحْمَةً (٨) لِلْمُحْسِنِينَ) إلى قوله : (الْمُفْلِحُونَ).

الحادى عشر : لحزب الله وأهل طاعته (أَلا إِنَّ حِزْبَ (٩) اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

__________________

(١) الآية ٨٨ سورة التوبة.

(٢) كذا فى ا ، ب. والظاهر أنه محرف عن «للمصلين».

(٣) الآيتان ١ ، ٢ سورة المؤمنين.

(٤) الآية ٨ سورة الأعراف ، والآية ١٠٢ سورة المؤمنين.

(٥) يريد الآية ٥٢ سورة النور وختامها (فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) لا (المفلحون) وقد اشتبه عليه الأمر.

(٦) الآية ٥١ سورة النور.

(٧) الآية ٣٨ سورة الروم.

(٨) الآيات ٣ ـ ٥ سورة لقمان.

(٩) الآية ٢٢ سورة المجادلة.

١٨١

الثانى عشر : للأسخياء الكرماء : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ (١) فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

الثّالث عشر : المطهّرون من الألواث (٢) : (قَدْ أَفْلَحَ (٣) مَنْ تَزَكَّى).

الرّابع عشر : للمؤدّين فرض الزّكاة : (قَدْ أَفْلَحَ (٤) مَنْ زَكَّاها).

وأمّا قوله : (وَقَدْ (٥) أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى) فصحّ أنّهم قصدوا به الفلاح الدّنيوىّ. وقول المؤذن : حىّ على الفلاح أى على الظّفر الذى جعله الله لنا فى الصّلاة.

__________________

(١) الآية ٩ سورة الحشر.

(٢) جمع اللوث ، وهو الشر.

(٣) الآية ١٤ سورة الأعلى.

(٤) الآية ٩ سورة الشمس. والتزكية هنا تطهير النفس لا أداء الزكاة.

(٥) الآية ٦٤ سورة طه.

١٨٢

٧٧ ـ بصيرة فى الاسلام

وقد ورد فى القرآن على ثلاثة أوجه :

الأوّل : بمعنى الإخلاص : (إِذْ قالَ لَهُ (١) رَبُّهُ أَسْلِمْ) أى أخلص.

الثانى : بمعنى الإقرار : (وَلَهُ (٢) أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ) أى أقرّ له بالعبوديّة.

الثالث : بمعنى الدّين (إِنَ (٣) الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ) (وَرَضِيتُ (٤) لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً).

قال أبو القاسم الأصفهانى : الإسلام فى الشّرع على ضربين :

أحدهما دون الإيمان. وهو الاعتراف باللّسان ، وبه يحقن الدّم ، حصل معه الاعتقاد ، أو لم يحصل. وإيّاه قصد بقوله : (قُلْ لَمْ (٥) تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا).

والثانى فوق الإيمان. وهو أن يكون مع الاعتراف اعتقاد بالقلب ، ووفاء بالفعل. وقوله : (تَوَفَّنِي)(٦)(مُسْلِماً) أى اجعلنى ممّن استسلم لرضاك. ويجوز أن يكون معناه : اجعلنى سالما عن كيد الشيطان حيث قال : (لَأُغْوِيَنَّهُمْ (٧) أَجْمَعِينَ).

وقوله : (إِنْ تُسْمِعُ (٨) إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ) أى منقادون

__________________

(١) الآية ١٣١ سورة البقرة.

(٢) الآية ٨٣ سورة آل عمران.

(٣) الآية ١٩ سورة آل عمران.

(٤) الآية ٣ سورة المائدة.

(٥) الآية ١٤ سورة الحجرات.

(٦) الآية ١٠١ سورة يوسف.

(٧) الآية ٨٢ سورة ص.

(٨) الآية ٨١ سورة النمل ، والآية ٥٣ سورة الروم.

١٨٣

للحقّ ، مذعنون له. وقوله (يَحْكُمُ بِهَا (١) النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا) أى الذين انقادوا من الأنبياء الّذين ليسوا من أولى العزم ، الذين يهتدون بأمر الله ، ويأتون بالشّرائع.

والإسلام أيضا : الدّخول فى السّلم. وهو أن يسلم كلّ واحد منهما أن يناله ألم من صاحبه ، ومصدر أسلمت الشىء إلى فلان إذا أخرجته إليه. ومنه السّلم فى البيع.

__________________

(١) الآية ٤٤ سورة المائدة.

١٨٤

٧٨ ـ بصيرة فى الاسف

وقد ورد على معنيين :

الأوّل : بمعنى الحزن والمصيبة : (يا أَسَفى (١) عَلى يُوسُفَ) (وَلَمَّا رَجَعَ (٢) مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً) أى حزينا.

الثانى : بمعنى السخط والغضب (فَلَمَّا آسَفُونا (٣) انْتَقَمْنا) أى أغضبونا. وحقيقة الأسف : ثوران دم القلب شهوة الانتقام. فمتى كان ذلك على من دونه انتشر فصار (غضبا (٤) ، ومتى كان على من فوقه انقبض فصار) حزنا. ولذلك سئل ابن عبّاس عن الحزن والغضب ؛ فقال : مخرجها واحد ، واللّفظ مختلف. فمن نازع من يقوى عليه أظهره غيظا وغضبا ، ومن نازع من لا يقوى عليه أظهره (٥) حزنا وجزعا. وبهذا اللّفظ قال الشاعر :

* فحزن كلّ أخى حزن أخو الغضب*

قال الرّضا (٦) : إنّ الله لا يأسف كأسفنا ، ولكن له أولياء يأسفون ويرضون ، فجعل رضاهم رضاه ، وغضبهم غضبه ، وعلى ذلك قال : (من (٧) أهان لى وليّا فقد بارزنى بالمحاربة).

__________________

(١) الآية ٨٤ سورة يوسف.

(٢) الآية ١٥٠ سورة الأعراف.

(٣) الآية ٥٥ سورة الزخرف.

(٤) سقط ما بين القوسين فى ا.

(٥) ا ، ب : «أظهر» وما أثبت عن الراغب.

(٦) فى الراغب : «أبو عبد الله الرضا». وجاء هذا القول فى الراغب عقب قوله تعالى : (فَلَمَّا آسَفُونا).

(٧) من حديث رواه ابن أبى الدنيا فى كتاب الأولياء وغيره انظر كنز العمال ١ ، ٥٩.

١٨٥

٧٩ ـ بصيرة فى الاقامة

وقد وردت فى القرآن على ستّة أوجه :

الأوّل : بمعنى الإتمام (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) أى أتمّوها بحقوقها وحدودها.

الثانى : بمعنى استقبال القبلة : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ (١) عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) أى استقبلوا بها القبلة.

الثالث : بمعنى الإخلاص فى الدّيانة : (وَأَنْ أَقِمْ (٢) وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً) أى أخلص.

الرّابع : بمعنى عمل الفرائض ، وشرائع الكتاب : (أَقامُوا (٣) التَّوْراةَ) أى عملوا بها.

الخامس : بمعنى التسوية ، والعمارة : (جِداراً يُرِيدُ أَنْ (٤) يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ) أى سوّاه وعمره.

السّادس : بمعنى الاستقرار فى الوطن : (يَوْمَ (٥) ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ).

__________________

(١) الآية ٢٩ سورة الأعراف.

(٢) الآية ١٠٥ سورة يونس.

(٣) الآية ٦٦ سورة المائدة.

(٤) الآية ٧٧ سورة الكهف.

(٥) الآية ٨٠ سورة النحل.

١٨٦

٨٠ ـ بصيرة فى الاستطاعة

وقد وردت فى القرآن على ثلاثة أوجه :

الأوّل : بمعنى السّعة والغنى بالمال : (لَوِ اسْتَطَعْنا (١) لَخَرَجْنا مَعَكُمْ) ، (مَنِ اسْتَطاعَ (٢) إِلَيْهِ سَبِيلاً).

الثانى : بمعنى القوة والطّاقة : (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ (٣) تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ).

الثالث : بمعنى القدرة والمكنة البدنيّة : (وَمَا اسْتَطاعُوا (٤) لَهُ نَقْباً) ، (إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا)(٥).

والاستطاعة استفعالة من الطّوع. وذلك وجود ما يصير به الفعل (متأتيا (٦). وهو (٧) عند المحققين اسم للمعانى [التى](٨) بها يتمكّن الإنسان ممّا يريده من إحداث الفعل). وهى أربعة أشياء : بنية مخصوصة للفاعل ، وتصوّر للفعل ، ومادّة قابلة لتأثيره ، وآلة إن كان الفعل آليّا ، كالكتابة ؛ فإن الكاتب محتاج إلى هذه الأربعة فى إيجاده للكتابة. ولذلك يقال : فلان غير مستطيع للكتابة إذا فقد واحدا من هذه الأربعة ، فصاعدا. ويضادّه العجز ، وهو ألّا (٩) يجد أحد هذه الأربعة فصاعدا. ومتى وجد هذه الأربعة كلّها فمستطيع

__________________

(١) الآية ٤٢ سورة التوبة.

(٢) الآية ٩٧ سورة آل عمران.

(٣) الآية ١٢٩ سورة النساء.

(٤) الآية ٩٧ سورة الكهف.

(٥) الآية ٣٣ سورة الرحمن.

(٦) سقط ما بين القوسين فى أ.

(٧) فى الراغب : «هى».

(٨) زيادة من الراغب.

(٩) ا ، ب : «أن» وما أثبت موافق لما فى التاج عن الراغب.

١٨٧

مطلقا ، ومتى فقدها فعاجز مطلقا ، ومتى وجد بعضها دون بعض فمستطيع من وجه ، عاجز من وجه. ولأن يوصف بالعجز أولى.

والاستطاعة أخصّ من القدرة. وقوله تعالى : (وَلِلَّهِ (١) عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) فإنّه يحتاج إلى هذه الأربعة.

وقوله : (هَلْ (٢) يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ) قيل : قالوا ذلك قبل أن يقوى معرفتهم بالله. وقيل : إنّهم لم يقصدوا قصد القدرة ، وإنّما قصدوا أنّه هل يقتضى الحكمة أن يفعل ذلك ، وقيل : يستطيع ويطيع بمعنى واحد ، ومعناه : هل يجيب ؛ كقوله : (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ (٣) وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) أى يجاب. وقرئ (هل تستطيع ربّك) على الخطاب ، ونصب (ربَّك) أى سؤال ربّك ؛ كقولك : هل تستطيع الأمير أن يفعل كذا؟ ويقال فيه استاع واسطاع ؛ قال الله تعالى : (فَمَا (٤) اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً) قال :

تكثّر من الإخوان ما اسطعت إنهم

عماد إذا استنجدتهم وظهور

فما بكثير ألف خلّ وصاحب

وإنّ عدوّا واحدا لكثير

__________________

(١) الآية ٩٧ سورة آل عمران.

(٢) الآية ١١٢ سورة المائدة.

(٣) الآية ١٨ سورة غافر.

(٤) الآية ٩٧ سورة الكهف.

١٨٨

الباب الثالث

فى الكلمات المفتتحة بحرف الباء

وهى (١) الباء ، البيت ، الباب ، البشارة ، البشر ، البشير ، البرّ ، البعث ، البدل ، البسط ، البركة ، البقية ، البحر ، البحيرة ، البكاء ، البصيرة ، البضاعة ، البهتان ، الباطل ، البغى ، البرج ، البرزخ ، البلد ، البطن ، البيع ، البديع ، البصير ، البارئ ، البنيان ، البلاء ، البرهان ، بئس ، البقر ، البادى ، البيان ، البين ، البكر ، البكرة ، بارد ، بادر ، بغل ، بطش ، برق ، بخس ، براح ، بل.

__________________

(١) لم يأت التفصيل والبيان على حسب ما ذكر فى هذا الاجمال ، بل فيه زيادة ونقص.

١٨٩

١ ـ بصيرة فى الباء

وقد ورد فى القرآن ، وفى كلام العرب ، على وجوه :

الأول : حرف من حروف (١) المتهجى بها. ومخرجه من انطباق الشفتين قرب مخرج الفاء. ويمدّ ويقصر. والنسبة باوىّ وبائى. وبيّب باء حسنة ، وحسنا. وجمع المقصور أبواء (كذا (٢) وأذواء) وجمع الممدود باءات كحالات

الثانى : اسم لعدد اثنين فى حساب الجمّل.

الثالث : الباء الأصلى ؛ كباء برك ، وكبر ، وركب.

الرّابع : باء الإلصاق. ويكون حقيقة ؛ كأمسكت بزيد ، ومجازا ؛ كمررت به.

الخامس : يكون للتعدية ؛ نحو (ذَهَبَ (٣) اللهُ بِنُورِهِمْ) (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ (٤) بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ).

السّادس : باء السّببية : (فَكُلًّا (٥) أَخَذْنا بِذَنْبِهِ) ، وقال الشاعر :

* قد سقيت آبالهم بالنّار (٦) *

__________________

(١) كذا. وهو من اضافة الموصوف للصفة

(٢) كذا. وكأنه يريد (ذا) بمعنى صاحب فى النصب. وقد جمع ذو فى أسماء ملوك اليمن على أذواء كذى رعين. وفى فصل التاء ذكر أن الممدود يجمع على أتواء كداء وأدواء. وقد يريد ذا الاشارية اذا سمى بها يقال أذواء عند من يجعل أصله ذويا ، ومنهم من يجعله ذييا فيقال أذياء.

(٣) الآية ١٧ سورة البقرة.

(٤) الآية ٢٠ سورة البقرة.

(٥) الآية ٤٠ سورة العنكبوت.

(٦) بعده : * والنار قد تشفى من الأوار* ، والنار سمة بالكى ، وكان لا بل كل قبيلة سمة خاصة. يذكر أن هؤلاء لهم قدر عند العرب ، فاذا وردت إبلهم ماء سقيت لسمتها. والاوار شدة العطش. وانظر التاج فى «نور».

١٩٠

وفى الحديث : (لن يدخل أحدكم الجنّة بعمله).

السّابع : باء الاستعانة ؛ كباء بسم الله الرّحمن الرّحيم ، وقولك : نجرت بالقدوم ، وكتبت بالقلم.

الثامن : باء العوض ؛ كقول الشاعر :

ولا يواتيك فيما ناب من حدث

إلّا أخو ثقة فانظر بمن تثق (١)

أراد من تثق به فزادها عوضا عنه.

التّاسع : باء المصاحبة : (اهْبِطْ (٢) بِسَلامٍ) ، (وَقَدْ دَخَلُوا (٣) بِالْكُفْرِ) ، (فَسَبِّحْ (٤) بِحَمْدِ رَبِّكَ) ، سبحانك الله وبحمدك.

العاشر : باء المقابلة : (ادْخُلُوا (٥) الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ، وقولك : كافأت إحسانه بضعف ، اشتريته بألف.

الحادى عشر : باء المجاوزة : (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً (٦)) ، (وَيَوْمَ (٧) تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ (٨)).

الثانى عشر : باء الغاية ، وهى الّتى بمعنى إلى : (وَقَدْ أَحْسَنَ (٩) بِي).

__________________

(١) ورد فى أبيات خمسة فى مجالس ثعلب ٣٠٠ وينسب الشعر الى العرجى ، والى سالم بن وابصة ، كما فى نوادر أبى زيد ١٨٠.

(٢) الآية ٦١ سورة المائدة.

(٣) الآية ٤٨ سورة هود.

(٤) الآية ٩٨ سورة الحجر.

(٥) الآية ٣٢ سورة النحل.

(٦) الآية ٥٩ سورة الفرقان.

(٧) الآية ٢٥ سورة الفرقان.

(٨) الآية ١٨ سورة المزمل. ومعنى المجاوزة فى هذه الآيات أنها بمعنى عن. وينكر ذلك البصريون. راجع المغنى.

(٩) الآية ١٠٠ سورة يوسف.

١٩١

الثالث عشر : باء البدل :

فليت لى بهم قوما إذا ركبوا

شنّوا الإغارة فرسانا وركبانا (١)

الرابع عشر : باء الاستعلاء بمعنى على : (مَنْ إِنْ (٢) تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ) (وَإِذا (٣) مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ) بدليل (وَإِنَّكُمْ (٤) لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ) وقال (٥) :

أربّ يبول الثعلبان برأسه

لقد ذلّ من بالت عليه الثعالب

(يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا (٦) وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ) ، زيد بالسطح.

الخامس عشر : باء التبعيض : (عَيْناً (٧) يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ) أى منها

* شربن بماء النحر ثم ترفعت (٨) *

وقول الآخر (٩) :

فلثمت فاها آخذا بقرونها

شرب النزيف ببرد ماء الحشرج

__________________

(١) من شعر لقريط بن أنيف العنبرى يهجو فيه قومه ويمدح بنى شيبان. وهو فى أول الحماسة.

(٢) الآية ٧٥ سورة آل عمران.

(٣) الآية ٣٠ سورة المطففين.

(٤) الآية ١٣٧ سورة الصافات.

(٥) أى غاوى بن عبد العزى السلمى ، كما فى القاموس (ثعلب) .. وذكر له قصة مع صنم بنى سليم. وعنده (الثعلبان) بفتح الثاء واللام تثنية ثعلب. وعند الجوهرى تبعا للكسائى (الثعلبان) بضم الثاء واللام مفردا ، وهو ذكر الثعالب. وقد خطأ صاحب القاموس الجوهرى ، ورده الشارح.

(٦) الآية ٤٢ سورة النساء.

(٧) الآية ٦ سورة الانسان.

(٨) عجزه : متى لجج خضر لهن نئيج.

وهو من قصيدة لأبى ذؤيب الهذلى. وفى البيت رواية أخرى وهى :

تروت بماء البحر ثم تنصبت

على حبشيات لهن نئيج

ولا شاهد فيها. والنئيج : الصوت. وهو فى وصف السحاب ، وانظر ديوان الهذليين ١٨ / ١ «الدار»

(٩) فى حاشية الأمير على المغنى أنه عمر بن أبى ربيعة وقيل : جميل ، وقيل : عبيد بن أوس الطائى : والنزيف : السكران أو المحموم ، والحشرج : كوز لطيف أو نقرة خفية فى الجبل يصفو فيها الماء.

١٩٢

السّادس عشر : باء القسم : أقسم بالله.

السّابع عشر : باء التعليل : (إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ (١) أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ)

الثامن عشر : باء الظرفيّة : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ (٢) اللهُ بِبَدْرٍ) (نَجَّيْناهُمْ (٣) بِسَحَرٍ) وقال الشّاعر (٤) :

ويستخرج اليربوع من نافقائه

ومن جحره بالشّيخة اليتقصّع

التّاسع عشر : الباء الّتى تدخل على الاسم لإرادة التشبيه ، كقولهم : لقيت بزيد الأسد ، ورأيت بفلان القمر. والصحيح أنها للسبب.

العشرون : باء التقليل ، كقول الشاعر (٥) :

فلئن صرت لا تحير جوابا

لبما قد ترى وأنت خطيب

الحادى والعشرون : الباء الزّائدة ، وهى المؤكّدة. وتزاد فى الفاعل. (كَفى بِاللهِ شَهِيداً) أحسن بزيد ، أصله حسن (٦) زيد ، وقال الشاعر (٧) :

كفى ثعلا فخرا بأنّك منهم

ودهر لأن أمسيت من أهله أهل

وفى الحديث (كفى بالمرء (٨) كذبا أن يحدّث بكلّ ما سمع) ويزاد ضرورة كقوله :

__________________

(١) الآية ٥٤ سورة البقرة.

(٢) الآية ١٢٣ سورة آل عمران.

(٣) الآية ٣٤ سورة القمر.

(٤) هو ذو الخرق الطهوى ، من أبيات سبعة جاءت فى نوادر أبى زيد أوردها صاحب الخزانة فى الشاهد الأول. والشيخة رملة بيضاء فى بلاد بنى أسد وحنظلة ، كما فى القاموس. والرواية «فيستخرج». والشاهد فى قوله «بالشيخة» أى فى الشيخة.

(٥) البيت لمطيع بن اياس فى مرثية ليحيى بن زياد الحارثى ، وردت فى الأمالى ، كما فى شواهد المغنى للسيوطى.

(٦) فى القاموس : «أحسن» وهو الموافق لما فى كتب النحو.

(٧) هو أبو الطيب المتنبى. والبيت من قصيدة له فى الديوان يمدح بها شجاع بن محمد الطائى المنبجى. وانظر فى اعراب البيت المغنى فى مبحث الباء المفردة.

(٨) ورد فى الجامع الصغير بلفظ (اثما) بدل (كذبا) وفى الشرح : «قال الشيخ : حديث صحيح».

١٩٣

ألم يأتيك والأنباء تنمى

بما لاقت لبون بنى زياد (١)

وقوله :

مهما لى الليلة مهما ليه

أودى بنعلىّ وسرباليه (٢)

وتزاد فى المفعول (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ (٣) إِلَى التَّهْلُكَةِ) (وَهُزِّي إِلَيْكِ (٤) بِجِذْعِ النَّخْلَةِ)

نضرب (٥) بالسّيف ونرجو بالفرج

* * *

سود المحاجر لا يقرأن بالسور (٦)

وقلّت فى مفعول ما يتعدّى لاثنين ؛ كقوله :

تبلت فؤادك فى المنام خريدة

تسقى الضّجيع ببارد بسّام (٧)

ويزاد فى المبتدأ : (بِأَيِّكُمُ (٨) الْمَفْتُونُ) ، بحسبك درهم ، خرجت فإذا بزيد. ويزاد فى الخبر (مَا اللهُ (٩) بِغافِلٍ) ، (جَزاءُ (١٠) سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها)

ومنعكها بشيء يستطاع (١١)

__________________

(١) من قطعة لقيس بن زهير العبسى ، يقولها فى قصة جرت بينه وبين الربيع بن زياد. وانظر شرح التبريزى على الحماسة ٣ / ٣٩ (طبعة المكتبة التجارية).

(٢) من قطعة لعمرو بن ملقط. وهو شاعر جاهلى. وانظر نوادر أبى زيد ٦٢.

(٣) الآية ١٩٥ سورة البقرة.

(٤) الآية ٢٥ سورة مريم.

(٥) قبله : * نحن بنو ضبة أصحاب الفلج*. والفلج : الظفر والفوز

(٦) صدره : عن الحرائر لا ربات أخمرة. من قصيدة للراعى النميرى ، كما فى شواهد المغنى للسيوطى.

(٧) من قصيدة لحسان يذكر فيها الحارث بن هشام وهزيمته يوم بدر. وانظر شرح شواهد المغنى للسيوطى فى حرف الباء المفردة.

(٨) الآية ٦ سورة القلم.

(٩) الآية ٧٤ سورة البقرة وغيرها.

(١٠) الآية ٢٧ سورة يونس.

(١١) صدره : فلا تطمع أبيت اللعن فيها.

وهو من شعر لرجل من تميم كان له نرس أراد بعض الملوك أخذها. وانظر شواهد المغنى للسيوطى ، والحماسية ٤٨ بشرح المرزوقى

١٩٤

ويزاد فى الحال المنفىّ عاملها :

فما رجعت بخائبة ركاب

حكيم بن المسيّب منتهاها

* * *

* وليس بذى سيف وليس بنبّال (١) *

ويزاد فى التوكيد بالنّفس والعين (يَتَرَبَّصْنَ (٢) بِأَنْفُسِهِنَّ).

ومن أقسام الباء المبدلة ؛ كمكّة وبكّة ، ولازم ولازب ، والباء المكرّرة ، كباء الرّب ، وكبّر ، وتكبّر. ومنها باء الاستقامة (آمَنَّا (٣) بِرَبِّنا) أى استقمنا (فَاسْتَمْسِكْ (٤) بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ). ومنها باء التعبير. وتكون متضمّنة لزيادة العلم : (قُلْ (٥) أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ) ومنها الباء اللّغوى ، وهو الرّجل الشّبق. الباء أيضا : النكاح. وكذلك الباءة والباه.

__________________

(١) البيت بتمامه :

وليس بذى سيف فيقتلنى به

وليس بذى رمح وليس بنبال

وترى التغيير فيه من المؤلف ، وهو من قصيدة لإمرئ القيس

(٢) الآيتان ٢٢٨ ، ٢٣٤ سورة البقرة.

(٣) الآية ٧٣ سورة طه.

(٤) الآية ٤٣ سورة الزخرف.

(٥) الآية ١٦ سورة الحجرات.

١٩٥

٢ ـ بصيرة فى البيت

وقد ورد فى القرآن على خمسة عشر وجها.

الأوّل : بمعنى المنازل والمساكن : (يا أَيُّهَا (١) الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ) وقال (مِنْ (٢) بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ) (لا تَدْخُلُوا (٣) بُيُوتَ النَّبِيِّ).

الثانى : بمعنى الخانات ومنازل الرفاق (لَيْسَ (٤) عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ) (فَإِذا دَخَلْتُمْ (٥) بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ).

الثالث : بمعنى المساجد ، ومواضع العبادة : (وَاجْعَلُوا (٦) بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً) ، (فِي بُيُوتٍ (٧) أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ).

الرّابع : بمعنى سفينة نوح : (وَلِمَنْ دَخَلَ (٨) بَيْتِيَ مُؤْمِناً).

الخامس : بمعنى الكعبة : (وَطَهِّرْ (٩) بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) ، (وَإِذْ جَعَلْنَا (١٠) الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ) ، (إِنَّ أَوَّلَ (١١) بَيْتٍ).

السّادس : بمعنى غرف الكرامة (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ)(١٢).

__________________

(١) الآية ٢٧ سورة النور.

(٢) الآية ٦١ سورة النور.

(٣) الآية ٥٣ سورة الأحزاب.

(٤) الآية ٢٩ سورة النور.

(٥) الآية ٦١ سورة النور.

(٦) الآية ٨٧ سورة يونس.

(٧) الآية ٣٦ سورة النور.

(٨) الآية ٢٨ سورة نوح.

(٩) الآية ٢٦ سورة الحج.

(١٠) الآية ١٢٥ سورة البقرة.

(١١) الآية ٩٦ سورة آل عمران.

(١٢) الآية ١١ سورة التحريم.

١٩٦

السابع : بمعنى حجرات النبوّة : (وَقَرْنَ ١) فِي بُيُوتِكُنَّ) (وَاذْكُرْنَ (٢) ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ).

الثّامن : بمعنى المحابس : (فَأَمْسِكُوهُنَ (٣) فِي الْبُيُوتِ) أى فى السّجون.

التّاسع : بمعنى أعشاش الزنابير (أَنِ اتَّخِذِي (٤) مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً).

العاشر : بمعنى الخيام من الجلود : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ (٥) الْأَنْعامِ بُيُوتاً).

الحادى عشر : بمعنى الغيران فى الجبال : (وَتَنْحِتُونَ (٦) مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً).

الثانى عشر : بمعنى الدّور المعروفة : (وَمَنْ (٧) يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً).

الثالث عشر : بمعنى الملك : (راوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها (٨) عَنْ نَفْسِهِ) أى فى ملكها قاله الضحّاك عن ابن عباس.

الرّابع عشر : بمعنى الضراح فى السّماء : (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ).

الخامس عشر : بمعنى بيت النبوّة : (إِنَّما يُرِيدُ (١٠) اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) قال :

كل بيت أنت ساكنه

غير محتاج إلى السرج

وجهك المأمول حجّتنا

يوم يأتى الناس بالحجج

والبيت أيضا : الشرف. والبيت : الشريف. والبيت : القبر. وجمع البيت أبيات وبيوت. وجمع الجمع أباييت ، وبيوتات ، وأبياوات (١١) ، وتصغيره بييت ، وبييت. ولا تقل : بويت. وامرأة متبيّتة : أصابت بيتا ، وبعلا.

__________________

(١) الآية ٣٣ سورة الأحزاب.

(٢) الآية ٣٤ سورة الأحزاب.

(٣) الآية ١٥ سورة النساء.

(٤) الآية ٦٨ سورة النحل.

(٥) الآية ٨٠ سورة النحل.

(٦) الآية ١٤٩ سورة الشعراء.

(٧) الآية ١٠٠ سورة النساء.

(٨) الآية ٢٣ سورة يوسف.

(٩) الآية ٤ سورة الطور. والضراح أو البيت المعمور فى السماء الرابعة.

(١٠) الآية ٣٣ سورة الأحزاب.

(١١) فى التاج أن هذا جمع نادر.

١٩٧

٣ ـ بصيرة فى الباب

وقد ورد فى القرآن لاثنى عشر معنى :

الأوّل : لمنازل العقوبة : (لَها سَبْعَةُ (١) أَبْوابٍ).

الثانى : لمساكن المثوبة : (جَنَّاتِ (٢) عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) ، (وَفُتِحَتْ (٣) أَبْوابُها).

الثالث : بمعنى السّكّة والمحلّة : (لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ (٤) واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ) أى من سكك.

الرّابع : باب المكر والحيلة : (وَغَلَّقَتِ (٥) الْأَبْوابَ).

الخامس : باب الهرب والهزيمة من المعصية : (وَاسْتَبَقَا الْبابَ (٦)) ، (وَأَلْفَيا سَيِّدَها (٧) لَدَى الْبابِ).

السّادس : الأبواب المعروفة (يَدْخُلُونَ (٨) عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ).

السابع : دروب مدينة (أريحا (٩) وأذرح) (وَادْخُلُوا (١٠) الْبابَ سُجَّداً) (ادْخُلُوا (١١) عَلَيْهِمُ الْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غالِبُونَ).

__________________

(١) الآية ٤٤ سورة الحجر.

(٢) الآية ٥٠ سورة ص.

(٣) الآية ٧٣ سورة الزمر.

(٤) الآية ٦٧ سورة يوسف.

(٥) الآية ٢٣ سورة يوسف.

(٦) الآية ٢٥ سورة يوسف.

(٧) الآية ٢٥ سورة يوسف.

(٨) الآية ٢٣ سورة الرعد.

(٩) ا : «أوديحا وأدرحاز» وهكذا هو فى ب غير أن فيها «أدرجان». و (أوريحا) محرفة لا محالة عن (أريحا) فانها مدينة الجبارين وأما (ادرحان) أو (أدرجان) فمحرفة عن أدرح. ويبدو لى أنها محرفة عن «فى الاردن».

(١٠) الآية ٥٨ سورة البقرة.

(١١) الآية ٢٣ سورة المائدة.

١٩٨

الثامن : بمعنى مدخل الأمر ومخرجه : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ (١) مِنْ أَبْوابِها) أى الأمور من وجوهها.

التاسع : بمعنى مفتتح الأمر (حَتَّى إِذا فَتَحْنا (٢) عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ).

العاشر : بمعنى طرق أعمال العباد إلى السّماء : (لا تُفَتَّحُ (٣) لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ).

الحادى عشر : بمعنى أبواب الاستدراج بإظهار النّعم : (فَتَحْنا (٤) عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ).

الثانى عشر : الباب المشترك بين المؤمنين والمنافقين : (لَهُ بابٌ (٥) باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ).

والباب أيضا ، والبابة فى الحدود والحساب : الغاية. ويجمع الباب على أبواب ، وبيبان ، وعلى أبوبة. وهذا نادر. وباب له يبوب : صار له بوّابا. وحرفته البوابة. وتبوّب بوّابا : اتّخذه. ومنه يقال فى العلم : باب كذا ، وهذا العلم باب إلى كذا أى يتوصّل إليه. وقد يقال : أبواب الجنّة ، وأبواب جهنّم للأسباب الّتى يتوصّل بها إليهما. وبابات الكتاب : سطوره لا واحد له. وهذا بابته أى يصلح له ؛ قال الشاعر :

تركت النبيذ وشرّابه

وصرت حبيبا لمن عابه

شراب يضلّ سبيل الرّشاد

ويفتح للشرّ أبوابه

__________________

(١) الآية ١٨٩ سورة البقرة.

(٢) الآية ٧٧ سورة المؤمنين.

(٣) الآية ٤٠ سورة الأعراف.

(٤) الآية ٤٤ سورة الأنعام.

(٥) الآية ١٣ سورة الحديد.

١٩٩

٤ ـ بصيرة فى البشارة

وهى الخبر السّارّ. ويقال لها : البشرى أيضا. وبشرته ، وأبشرته وبشّرته : أخبرته بسارّ بسط بشرة وجهه. وذلك أنّ النّفس إذا سرّت (١) انتشر الدّم فيها انتشار الماء فى الشجر.

وبين هذه الألفاظ فروق ؛ فإنّ بشرته عامّ ، وأبشرته نحو أحمدته ، وبشّرته على التكثير. وقرئ (يَبشُرُك) (٢) ، و (يُبشِرُك) ، و (يُبَشِّرُكَ). واستبشر (٣) إذا وجد ما يسرّه من الفرح (٤). والبشير المبشّر.

والبشارة وردت فى القرآن على اثنى عشر وجها ، لاثنى عشر (٥) قوما باثنتى عشرة كرامة (٦).

الأوّل : بشارة أرباب الإنابة بالهداية : (وَأَنابُوا إِلَى اللهِ (٧) لَهُمُ الْبُشْرى) إلى قوله : (هَداهُمُ اللهُ).

الثّانى : بشارة المخبتين والمخلصين بالحفظ والرّعاية : (وَبَشِّرِ (٨) الْمُخْبِتِينَ).

الثالث بشارة المستقيمين بثبات الولاية : (إِنَّ الَّذِينَ (٩) قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) إلى قوله : (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ).

__________________

(١) أ : «بشرت» وما أثبت عن ب والراغب.

(٢) الآيتان ٣٩ ، ٤٥ سورة آل عمران. وقد قرأ «يبشرك» من الثلاثى حمزة والكسائى وقرأ الباقون «يبشرك» من التبشير كما فى الاتحاف. وقرأ (يبشر) من الابشار ابن مسعود وهى قراءة شاذة وانظر البحر ٢ / ٤٤٧.

(٣) ا ، ب : «اذا استبشر» وما أثبت عن الراغب.

(٤) فى الراغب : «الفرج».

(٥) ا ، ب : «يوما» والمناسب ما أثبت.

(٦) أى فى المعظم ، اذ منها بشارة المنافقين.

(٧) الآية ١٧ سورة الزمر.

(٨) الآية ٣٤ سورة الحج.

(٩) الآية ٣٠ سورة فصلت.

٢٠٠