بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٢

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز - ج ٢

المؤلف:

مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي


المحقق: محمد علي النجار
الموضوع : القرآن وعلومه
الطبعة: ٣
الصفحات: ٦٢٣

٢٦ ـ بصيرة فى الافك

وقد ورد فى نصّ القرآن على سبعة أوجه :

الأوّل : بمعنى الكذب : (فَسَيَقُولُونَ (١) هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ) أى كذب.

الثانى : بمعنى العبادة : (أَإِفْكاً آلِهَةً (٢) دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ).

الثّالث : بمعنى وصف الحقّ بالشريك (٣) والولد : (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ (٤) لَيَقُولُونَ. وَلَدَ اللهُ).

الرّابع : بمعنى قذف المحصنات : (إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ (٥) بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ).

الخامس : بمعنى الصّرف والقلب (يُؤْفَكُ (٦) عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) أى يصرف ، (فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)(٧) أى تصرفون.

السّادس : بمعنى الانقلاب : (وَالْمُؤْتَفِكَةَ (٨) أَهْوى).

السّابع : بمعنى السّحر : (فَإِذا (٩) هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) أى ما يسحرون.

والإفك فى الأصل كلّ مصروف عن وجهه الذى يحقّ أن يكون عليه. وقوله تعالى : (أَجِئْتَنا (١٠) لِتَأْفِكَنا) استعمله فى ذلك لمّا اعتقدوا أنّ ذلك من الكذب. ورجل مأفوك : مصروف عن الحقّ إلى الباطل ، وعن العقل إلى الخيال.

__________________

(١) الآية ١١ سورة الأحقاف.

(٢) الآية ٨٦ سورة الصافات.

(٣) أ ، ب : «بالتنزيل» ، وهو محرف عما أثبت.

(٤) الآيتان ١٥١ ، ١٥٢ سورة الصافات.

(٥) الآية ١١ سورة النور.

(٦) الآية ٩ سورة الذاريات.

(٧) الآية ٩٥ سورة الأنعام ، وغيرها.

(٨) الآية ٥٣ سورة النجم.

(٩) الآية ١١٧ سورة الأعراف ، والآية ٤٥ سورة الشعراء.

(١٠) الآية ٢٢ سورة الأحقاف.

١٠١

٢٧ ـ بصيرة فى الامساك

وقد ورد فى النصّ على سبعة أوجه :

الأوّل : بمعنى رجعة المطلّق بعد الطّلاق (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ)(١) أى مراجعة.

الثانى : بمعنى الحبس : (فَأَمْسِكُوهُنَ (٢) فِي الْبُيُوتِ) أى احتبسوهنّ.

الثالث : بمعنى البخل : (إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ (٣) خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ) أى بخلتم.

الرابع : بمعنى الحفظ : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ (٤) السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا) ،(وَيُمْسِكُ (٥) السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ) أى يحفظ.

الخامس : بمعنى المنع : (ما يَفْتَحِ اللهُ (٦) لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها) أى فلا مانع ؛ (هَلْ هُنَ (٧) مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ).

السّادس : بمعنى الاستيثاق بالشىء والتعلّق به : (فَقَدِ اسْتَمْسَكَ (٨) بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) أى تعلّق وتمسّك.

السّابع : بمعنى العمل بالشىء : (فَاسْتَمْسِكْ (٩) بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ) أى اعمل به. ويقال : مسك به ، وأمسك ، وتماسك ، ومسّك ، واستمسك ، وتمسك أى احتبس [واعتصم (١٠) به] قال الشاعر :

__________________

(١) الآية ٢٢٩ سورة البقرة.

(٢) الآية ١٥ سورة النساء.

(٣) الآية ١٠٠ سورة الاسراء.

(٤) الآية ٤١ سورة فاطر.

(٥) الآية ٦٥ سورة الحج.

(٦) الآية ٢ سورة فاطر.

(٧) الآية ٣٨ سورة الزمر.

(٨) الآية ٢٥٦ سورة البقرة ، والآية ٢٢ سورة لقمان.

(٩) الآية ٤٣ سورة الزخرف.

(١٠) زيادة من القاموس.

١٠٢

ودّعت إلفى وفى يدى يده

مثل غريق به تمسّكت

فراح عنى وراحتى عطرت

كأنّنى بعده تمسّكت (١)

والمسكة : ما يتمسّك به ، وما يمسك الأبدان من الغذاء والشّراب. وقيل : ما يتبلّغ به منهما. والمسكة أيضا ، والمسيك : العقل الوافر. ورجل مسيك ، ومسّيك ، ومسكة ـ كهمزة ـ ومسك ـ بضمّتين ـ : بخيل. وفيه مسكة ، ومسكة ، ومساك ، ومساك ، ومساكة وإمساك : بخل. والمسك والمساك ، والمسك : موضع يمسك الماء. والمسك : الذبل (٢) المشدود على المعصم.

__________________

(١) تمسكت من المسك

(٢) يريد أساور كانت تتخذ من جلد السلحفاة البحرية أو البرية أو من عظام ظهر دابة بحرية ، كما فى القاموس

١٠٣

٢٨ ـ بصيرة فى الأخذ

وقد ورد فى القرآن على خمسة أوجه :

الأوّل : بمعنى القبول : (وَأَخَذْتُمْ (١) عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي) : قبلتم.

الثانى : بمعنى الحبس : (فَخُذْ (٢) أَحَدَنا مَكانَهُ) أى احبس ، (مَعاذَ اللهِ (٣)أَنْ نَأْخُذَ) أى نحبس ، (ما كانَ (٤) لِيَأْخُذَ أَخاهُ) أى ليحبس.

الثالث : بمعنى العذاب والعقوبة : (وَكَذلِكَ (٥) أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) أى عذابه.

الرّابع : بمعنى القتل : (وَهَمَّتْ (٦) كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ) أى يقتلوه.

الخامس : بمعنى الأسر (فَاقْتُلُوا (٧) الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ)

والأصل فيه حوز الشىء وتحصيله. وذلك تارة يكون بالتّناول ؛ كقولك أخذنا المال ، وتارة بالقهر ؛ نحو قوله تعالى : (لا تَأْخُذُهُ (٨) سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ) (وَأَخَذَ الَّذِينَ (٩) ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) (فَأَخَذَهُ (١٠) اللهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى) ، وأخذته الحمّى. ورجل أخذ ، وبه أخذ ـ بضمّتين ـ : كناية عن الرّمد وتقدّم (١١) فى بصيرة الاتخاذ شيء من معناه.

__________________

(١) الآية ٨١ سورة آل عمران.

(٢) الآية ٧٨ سورة يوسف.

(٣) الآية ٧٩ سورة يوسف.

(٤) الآية ٧٦ سورة يوسف.

(٥) الآية ١٠٢ سورة هود.

(٦) الآية ٥ سورة غافر.

(٧) الآية ٥ سورة التوبة.

(٨) الآية ٢٥٥ سورة البقرة.

(٩) الآية ٦٧ سورة هود.

(١٠) الآية ٢٥ سورة النازعات.

(١١) انظر ص ٥٧.

١٠٤

٢٩ ـ بصيرة فى الاسراف

وقد ورد فى التنزيل على ستّة أوجه :

الأوّل : بمعنى الحرام : (وَلا تَأْكُلُوها (١) إِسْرافاً).

الثانى : بمعنى مخالفة الموجبات : (فَلا (٢) يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) أى فلا يخالف ما يجب.

الثّالث : بمعنى الإنفاق فيما لا ينبغى : (وَالَّذِينَ (٣) إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا).

الرابع : بمعنى التجاوز عن الحدّ ، وهو معناه الأصلىّ : (كُلُوا (٤) وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا).

الخامس : بمعنى الشرك : (وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ (٥) هُمْ أَصْحابُ النَّارِ) أى المشركين

السّادس : بمعنى الإفراط فى المعاصى : (يا عِبادِيَ (٦) الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) أى أفرطوا عليها بالمعاصى.

والسّرف وإن كان موضوعا لتجاوز الحدّ فى كلّ فعل يفعله الإنسان ، لكن فى الإنفاق أشهر. ويقال تارة باعتبار القدر ، وتارة باعتبار الكيفيّة. ولهذا قال سفيان : ما أنفقت فى غير طاعة الله فهو سرف ، وإن كان قليلا ، وسمّى قوم لوط ـ عليه‌السلام ـ مسرفين من حيث إنّهم تعدّوا فى وضع البذر فى غير المحلّ المخصوص بقوله تعالى : (نِساؤُكُمْ (٧) حَرْثٌ لَكُمْ).

__________________

(١) الآية ٦ سورة النساء.

(٢) الآية ٣٣ سورة الاسراء.

(٣) الآية ٦٧ سورة الفرقان.

(٤) الآية ٣١ سورة الأعراف.

(٥) الآية ٤٣ سورة غافر.

(٦) الآية ٥٣ سورة الزمر.

(٧) الآية ٢٢٣ سورة البقرة.

١٠٥

٣٠ ـ بصيرة فى الاستواء

وقد ورد فى النصّ على ستّة أوجه :

الأوّل : بمعنى القصد إلى الشىء : (ثُمَّ اسْتَوى (١) إِلَى السَّماءِ) أى قصد إلى خلقها.

الثانى : بمعنى التمكّن والاستقرار : (وَاسْتَوَتْ (٢) عَلَى الْجُودِيِّ) أى استقرّت.

الثالث : بمعنى الرّكوب ، والاستعلاء : (ثُمَّ تَذْكُرُوا (٣) نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ) أى ركبتم واستعليتم.

الرّابع : بمعنى الشدّة والقوّة : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ (٤) وَاسْتَوى) أى قوى واشتدّ.

الخامس : بمعنى المعارضة والمقابلة : (وَما (٥) يَسْتَوِي الْبَحْرانِ) (وَما يَسْتَوِي (٦) الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) أى يقابل هذا ذاك.

السّادس : بمعنى القهر والقدرة : (اسْتَوى (٧) عَلَى الْعَرْشِ) (الرَّحْمنُ (٨)

__________________

(١) الآية ٢٩ سورة البقرة والآية ١١ سورة فصلت.

(٢) الآية ٤٤ سورة هود.

(٣) الآية ١٣ سورة الزخرف.

(٤) الآية ١٤ سورة القصص.

(٥) الآية ١٢ سورة فاطر.

(٦) الآية ١٩ سورة فاطر والآية ٥٨ سورة غافر.

(٧) الآية ٥٤ سورة الأعراف والآية ٣ سورة يونس.

(٨) الآية ٥ سورة طه.

١٠٦

عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) أى أقبل على أمره ، واستولى على ملكه ، وقدر عليه بالقهر والغلبة. وهو أعظم المخلوقات ، وأكبر الموجودات. فإذا قهره وقدر عليه ، فكيف ما دونه لديه.

قال أبو القاسم (١) الأصبهانى : استوى يقال على وجهين. أحدهما يسند إلى فاعلين فصاعدا ، نحو استوى زيد وعمرو فى كذا ، أى تساويا.

الثانى : أن يقال لاعتدال الشيء فى ذاته ، نحو قوله تعالى : (ذُو مِرَّةٍ (٢) فَاسْتَوى) ، ومتى عدّى بعلى اقتضى معنى الاستيلاء ، نحو (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى). وقيل معناه : استوى له ما فى السّماوات ، وما فى الأرض (٣) بتسويته تعالى إيّاه ؛ كقوله تعالى : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى (٤) السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ). وقيل : معناه : استوى كلّ شىء فى النسبة إليه ، فلا شىء أقرب إليه من شىء ؛ إذ كان تعالى ليس كالأجسام الحالّة فى مكان دون مكان. وإذا عدّى بإلى اقتضى معنى الانتهاء إليها (٥) إمّا بالذّات ، أو بالتّدبير. والله أعلم.

__________________

(١) هو الراغب فى المفردات.

(٢) الآية ٦ سورة النجم.

(٣) فى الراغب بعده : أى استقام له.

(٤) الآية ٢٩ سورة البقرة.

(٥) فى الراغب : «اليه».

١٠٧

٣١ ـ بصيرة فى الاجل

وقد ورد فى النصّ على خمسة أوجه :

الأوّل : بمعنى الموت المقدّر : (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ (١) لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ).

الثانى : بمعنى وقت معيّن معتبر (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ (٢) قَضَيْتُ) إمّا العشر وإمّا الثمانية.

الثالث : بمعنى إهلاك الكفّار : (وَأَنْ عَسى (٣) أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ) أى إهلاكهم.

الرّابع : بمعنى عدّة النساء بعد الطّلاق : (فَبَلَغْنَ (٤) أَجَلَهُنَّ).

الخامس : بمعنى العذاب والعقوبة : (إِنَّ أَجَلَ اللهِ (٥) إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ) أى عذابه.

والأجل فى الأصل : موضوع للمدّة المضروبة للشيء ؛ قال الله تعالى : (وَلِتَبْلُغُوا (٦) أَجَلاً مُسَمًّى) ويقال للمدّة المضروبة لحياة الإنسان : أجل. فيقال : دنا أجله ، عبارة عن دنوّ الموت. وأصله استيفاء الأجل أى مدّة الحياة.

__________________

(١) الآية ٣٤ سورة الأعراف.

(٢) الآية ٢٨ سورة القصص.

(٣) الآية ١٨٥ سورة الأعراف.

(٤) الآيتان ٢٣١ ، ٢٣٢ سورة البقرة.

(٥) الآية ٤ سورة نوح.

(٦) الآية ٦٧ سورة غافر.

١٠٨

وقوله : (وَبَلَغْنا (١) أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا) أى حدّ الموت. وقيل : حدّ الهرم. وقوله : (ثُمَّ قَضى (٢) أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى) فالأول البقاء فى هذه الدّنيا ، والثانى البقاء فى الآخرة. وقيل : الأوّل هو البقاء فى الدّنيا ، والثانى (مدة) (٣) ما بين الموت إلى النشور ، عن الحسن. وقيل : الأوّل للنوم ، والثانى للموت ، إشارة إلى قوله ـ تعالى ـ (اللهُ (٤)يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنامِها) عن ابن عبّاس رضى الله عنه. وقيل : الأجلان جميعا : الموت ، فمنهم من أجله بعارض ؛ كالسّيف والغرق والحرق وكلّ مخالف ، وغير ذلك من الأسباب المؤدية إلى الهلاك. ومنهم من يوقّى (٥) ويعافى حتى يموت حتف (٦) أنفه. وهذان المشار إليهما : من أخطأته سهم (٧) الرّزية لم يخطئه سهم المنيّة ؛ وقيل : للنّاس أجلان ، منهم من يموت عبطة (٨) ، ومنهم من يبلغ حدّا لم يجعل الله فى طبيعة الدنيا أن يبقى أحد أكثر منه فيها. وإليهما أشار بقوله : (وَمِنْكُمْ (٩) مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) وقصدهما الشاعر (١٠) بقوله :

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب

تمته ومن تخطئ يعمّر ويهرم

__________________

(١) الآية ١٢٨ سورة الأنعام.

(٢) الآية ٢ سورة الأنعام.

(٣) زيادة من الراغب.

(٤) الآية ٤٢ سورة الزمر.

(٥) ا ، ب : «يوفى» وما أثبت عن الراغب وقد يكون ليوفى معنى أى لا ينقص عمره.

(٦) يقال مات حتف أنفه أى على فراشه من غير قتل ولا ضرب ولا حرق ولا غرق ، كما فى القاموس.

(٧) ا : «أخطأ به» والكلمة فى ب غير ظاهرة. وما هنا عن الراغب. والتأنيث لاضافة السهم الى الرزية. والظاهر أن الأصل (سهام) فكتبت من غير ألف.

(٨) يقال مات عبطة : شابا صحيحا.

(٩) الآية ٥ سورة الحج.

(١٠) هو زهير فى معلقته.

١٠٩

٣٢ ـ بصيرة فى الامام

وهو المؤتمّ به ، إنسانا كان يقتدى بقوله وفعله ، أو كتابا ، أو غير ذلك ، محقّا كان أو مبطلا. وقد ورد فى النّص على خمسة أوجه :

الأوّل : بمعنى مقدّم القوم وقائد الخيرات : (إِنِّي (١) جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) : قائدا لهم.

الثّانى : بمعنى اللّوح المحفوظ المشتمل على جملة الأقوال والأفعال والأحوال : (وَكُلَ (٢) شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ).

الثالث : بمعنى الراحة والرّحمة : (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ (٣) مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً).

الرابع : بمعنى الطّريق الواضح : (وَإِنَّهُما (٤) لَبِإِمامٍ مُبِينٍ) : طريق واضح.

الخامس : بمعنى الكتاب ؛ كالتوراة والإنجيل والصّحف والزّبور والفرقان : (يَوْمَ (٥) نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ).

__________________

(١) الآية ١٢٤ سورة البقرة.

(٢) الآية ١٢ سورة يس.

(٣) الآية ١٧ سورة هود.

(٤) الآية ٧٩ سورة الحجر.

(٥) الآية ٧١ سورة الاسراء.

١١٠

٣٣ ـ بصيرة فى الام

وهى لغة : بإزاء الأب. وهى الوالدة القريبة الّتى ولدته ، والبعيدة التى ولدت من ولدته. ولهذا قيل لحوّاء : هى أمّنا ، وإن كان بيننا وبينها وسائط. ويقال لكلّ ما كان أصلا لوجود الشّيء ، أو تربيته ، أو إصلاحه أو مبدئه : أمّ. قال الخليل : كل شىء ضمّ إليه سائر ما يليه يسمّى أمّا. ويقال : أمّ وأمّة ، الجمع أمّات وأمّهات. وقيل : الأمّات للبهائم ، والأمّهات لبنى آدم. والهاء فيه زائدة. ولا يوجد هاء مزيدة فى وسط الكلمة أصلا إلّا فى هذه الكلمة ، قال :

رزئت بأمّ كنت أحيا بروحها

وأستدفع البلوى واستكشف الغمم

وما الأمّ إلا أمّة فى حياتها

وأمّ إذا ماتت وما الأمّ بالأمم

من الأمر ما للناس جرّعت فقدها

ومن يبك أمّا لم تذم قط لا يذمّ

وقد ورد فى النصّ على ثمانية أوجه :

الأوّل : بمعنى نفس (١) الأصل : (هُنَ (٢) أُمُّ الْكِتابِ) أى أصل الكتاب.

الثانى : بمعنى المرجع والمأوى : (فَأُمُّهُ (٣) هاوِيَةٌ) أى مسكنه النار.

الثالث : بمعنى الوالدة : (فَرَجَعْناكَ (٤) إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها).

الرّابع : بمعنى الظئر (وَأُمَّهاتُكُمُ (٥) اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ).

__________________

(١) ا ، ب : «بعث» والظاهر أنه تحريف عما أثبت.

(٢) الآية ٧ سورة آل عمران.

(٣) الآية ٩ سورة القارعة.

(٤) الآية ٤٠ سورة طه.

(٥) الآية ٢٣ سورة النساء. والظئر : المرضعة.

١١١

الخامس : بمعنى أزواج النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وَأَزْواجُهُ (١) أُمَّهاتُهُمْ).

السّادس : بمعنى اللّوح المحفوظ : (وَإِنَّهُ (٢) فِي أُمِّ الْكِتابِ).

السّابع : بمعنى مكّة شرّفها الله تعالى : (لِتُنْذِرَ أُمَ (٣) الْقُرى). سمّيت بها لأنّ الأرض دحيت من تحتها.

(وأمّ الرباع (٤) مكّة). وأمّ النّجوم : المجرّة. وأمّ الجيش : الرئيس. وأمّ الكتاب : الفاتحة.

والأمّة والإمام تقدّم (٥) فى بصيرتيهما.

__________________

(١) الآية ٦ سورة الأحزاب

(٢) الآية ٤ سورة الزخرف

(٣) الآية ٧ سورة الشورى

(٤) فى أ : «الدباع» وفى ب ما يقرب من هذا وما يحتمل (الدماع). وقد جعلتها الرباع جمع الربع وهو الدار. وبدا لى أن الأصل : «أم الرأس الدماغ» وهذا فى القاموس ، فسقطت كلمة (الرأس) فوضع الناسخ (مكة) فى غير موضعها ، والأصلان يكثر فيهما التحريف كما يشاهده القارئ فى كثير من المواطن.

(٥) تقدم ذكر الأمة فى ص ٧٩ ، والامام فى ص ١١٠

١١٢

٣٤ ـ بصيرة فى الأب

وهو الوالد. ويسمّى كلّ من كان سببا فى إيجاد شىء أو إصلاحه وظهوره : أبا. ولذلك سمّى النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا للمؤمنين. ويروى أنّه قال صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلى رضى الله عنه (أنا وأنت (١) أبوا هذه الأمّة).

وأصله أبو ، فلمّا كثر استعماله حذفوا الواو ، على قياس يد ودم وأخ. والجمع آباء ، وأبون. وأبوت وأبيت : صرت أبا ، وأبوته إباوة ـ بالكسر ـ : صرت له أبا. والاسم الإبواء. وتأبّاه : اتّخذه أبا. وقالوا فى النّداء : يا أبت ـ بكسر التّاء ، وضمّها (٢) ـ ويا أبه ـ بالهاء ـ ويا أباه. والأبا لغة فى الأب. وكذا الأبّ مشدّدة. ويقال : لاب لك ، ولا أب لك ، ولا أبا لك ، ولا أباك ، ولا أبك. كلّ ذلك دعاء فى المعنى لا محالة ، وفى اللّفظ خبر ، يقال لمن له أب ولمن لا أب له. قال الشاعر (٣) :

إنّ أباها وأبا أباها

قد بلغا فى المجد غايتاها

وقال آخر :

خالل خليل أخيك وابغ إخاءه

واعلم بأنّ أخا أخيك أخوكا

__________________

(١) لم أقف على هذا الحديث ، وظاهر أنه من الموضوعات.

(٢) الذى فى القاموس : «وفتحها» وهو المذكور فى الألفية فى قوله :

وفى الندا أبت أمت عرض

وافتح أو اكسر ومن اليا التا عوض

والضم من إجازة الفراء وأبو جعفر النحاس ومنعه الزجاج ، وحكى الخليل الضم عن العرب. انظر شرح الأشمونى للبيت السابق فى الألفية.

(٣) هو أبو النجم وقيل رؤبة. انظر شواهد العينى فى مبحث المعرب والمبنى.

١١٣

واعطف بجدّك (١) رحمة وتعطّفا

واعلم بأنّ أبا أبيك أبوكا

أبنىّ ثم بنى بنيك فكن لهم

برّا فإنّ بنى بنيك بنوكا (٢)

وورد الأب فى القرآن على أربعة أوجه :

الأوّل : بمعنى الجدّ : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ (٣) إِبْراهِيمَ) أى جدّكم

الثانى : بمعنى العمّ : (وَإِلهَ (٤) آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ إِلهاً واحِداً) وإسماعيل لم يكن من آبائه وإنما كان عمه](٥). والعرب تطلق على العمّ الأب ، وعلى الخالة الأمّ : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ (٦) عَلَى الْعَرْشِ) يعنى أباه ، وخالته (٧)

الثالث : بمعنى الوالد : (يا أَبَتِ (٨) افْعَلْ ما تُؤْمَرُ) ، (يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ)(٩).

الرابع : الأبّ مشدّدة بمعنى المرعى (وَفاكِهَةً (١٠) وَأَبًّا).

__________________

(١) ضمن (اعطف) معنى ارفق أو الطف فعداه بالباء ، وهو يعدى بعلى.

(٢) فى الأصلين اضطراب فى كتابة البيت وغموض ، وقد أثبته كما ترى. ولم يتهيأ لى الوقوف على مرجع لهذه الأبيات.

(٣) الآية ٧٨ سورة الحج.

(٤) الآية ١٣٣ سورة البقرة.

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من الراغب. والآية فى قصة يعقوب فلذلك كان اسماعيل عمه.

(٦) الآية ١٠٠ سورة يوسف.

(٧) أى لأن أمه ماتت قبل ذلك.

(٨) الآية ١٠٢ سورة الصافات.

(٩) الآية ٤٢ سورة مريم.

(١٠) الآية ٣١ سورة عبس.

١١٤

٣٥ ـ بصيرة فى الاتقاء

افتعال من التقوى ، وهو جعل الشىء فى وقاية ممّا يخاف منه. هذا حقيقته. ثمّ يسمّى الخوف تارة تقوى ، والتقوى تارة خوفا ، حسب تسمية المقتضى بمقتضيه ، والمقتضى بمقتضاه.

وصار التّقوى ـ فى عرف الشّرع ـ حفظ النّفس عمّا يؤثم. وذلك بتجنّب المحظور. و [يتم] ذلك بترك كثير من المباحات ، كما فى الحديث «الحلال (١) بيّن والحرام بيّن. ومن رتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه» ، «لا يبلغ (٢) الرّجل أن يكون من المتّقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا ممّا به البأس» قال الماع (٣) : منازل التقوى ثلاثة : تقوى عن الشرك ، وتقوى عن المعاصى ، وتقوى عن البدعة.

وقد ذكرها الله سبحانه فى آية واحدة ، وهى قوله ـ عزوجل ـ (لَيْسَ عَلَى (٤) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) التّقوى الأولى تقوى عن الشرك ، والإيمان فى مقابلة التّوحيد ، والتّقوى الثانية عن البدعة ، والإيمان المذكور معها إقرار السنّة والجماعة. والتقوى

__________________

(١) الحديث أخرجه الشيخان فى صحيحيهما ، كما فى الجامع الصغير.

(٢) الحديث أخرجه الترمذى ، وقال : حسن غريب ، كما فى الجامع الصغير.

(٣) كذا ولم يتيسر لى تصحيحه.

(٤) الآية ٩٣ سورة المائدة.

١١٥

الثالثة عن المعاصى الفرعيّة ، والإقرار فى هذه المنزلة قابلها بالإحسان ، وهو الطّاعة وهو الاستقامة عليها.

وورد فى التنزيل على خمسة أوجه :

الأوّل : بمعنى الخوف والخشية : (اتَّقُوا رَبَّكُمُ)(١).

الثّانى : بمعنى التحذير والتخويف : (لا إِلهَ (٢) إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ).

الثّالث : بمعنى الاحتراز عن المعصية : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ (٣) مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللهَ).

الرّابع : بمعنى التّوحيد والشّهادة : (اتَّقُوا اللهَ (٤) وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) أى وحّدوا الله.

الخامس : بمعنى الإخلاص واليقين : (فَإِنَّها (٥) مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (أُولئِكَ (٦) الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى).

وقوله ـ تعالى ـ : (إِنَّما يَتَقَبَّلُ (٧) اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) يشعر بأنّ الأمر كلّه راجع إلى التّقوى. وقوله تعالى (وَلَقَدْ (٨) وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ) يفهم أنّه لو كانت فى العالم خصلة هى أصلح للعبد ، وأجمع للخير ، وأعظم للأجر ، وأجلّ فى العبوديّة ، وأعظم فى القدر ،

__________________

(١) الآية ١ سورة النساء وغيرها.

(٢) الآية ٢ سورة النحل.

(٣) الآية ١٨٩ سورة البقرة.

(٤) الآية ٧٠ سورة الأحزاب.

(٥) الآية ٣٢ سورة الحج.

(٦) الآية ٣ سورة الحجرات.

(٧) الآية ٢٧ سورة المائدة.

(٨) الآية ١٣١ سورة النساء.

١١٦

وأولى فى الحال (وأنجح (١)) وفى المآل من هذه الخصلة ، لكان الله ـ سبحانه ـ أمر بها عباده ، وأوصى خواصّه بذلك ؛ لكمال حكمته ورحمته. فلمّا أوصى بهذه الخصلة الواحدة جميع الأوّلين والآخرين من عباده ، واقتصر عليها ، علمنا أنّها الغاية الّتى لا متجاوز عنها ، ولا مقتصر دونها ، وأنه ـ عزوجل ـ قد جمع كلّ محض نصح ، ودلالة ، وإرشاد ، وسنّة ، وتأديب ، وتعليم ، وتهذيب فى هذه الوصيّة الواحدة. والله ولىّ الهداية.

__________________

(١) فى الأصلين : «والحج و» والظاهر أنه محرف عما أثبت.

١١٧

٣٦ ـ بصيرة فى ان وان وانا

وقد يرد (إن) فى كلامهم ، وفى القرآن على وجوه :

الأوّل : حرف شرط : إن تخرج أخرج.

الثانى المخفّفة من المثقّلة تأكيدا : إنّ كلّا ، وإن كلا ؛ وقد قرئ (١) بهما

الثالث : أمر من أنّ يئنّ ، إذا أمرت قلت : إنّ.

الرّابع : بمعنى : «إذ» كقوله : (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أى إذ كنتم.

الخامس : بمعنى قد : (إِنْ كُنَّا (٢) عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ) أى قد كنّا ، (إِنْ نَفَعَتِ (٣) الذِّكْرى).

السّادس : إن المزيدة للتأكيد : ما إن رأيت زيدا : أى ما رأيت :

ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته

على السنّ خير لا يزال يزيد (٤)

السّابع : بمعنى ما النافية للجنس : (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ).

وإنّ حرف ينصب الاسم ، ويرفع الخبر. وقد ينصبهما : نحو :

إذا اسودّ جنح اللّيل فلتأت ولتكن

خطاك خفافا إن حرّاسنا أسدا (٥)

ويؤكّد بها الخبر ؛ وما بعدها (٦) فى تأويل المصدر. وقد يخفّف. وقد يكون بمعنى نعم ويبطل عن العمل (إِنْ هذانِ (٧) لَساحِرانِ).

__________________

(١) فى قوله تعالى فى الآية ١١١ من سورة هود : (وَإِنَّ كُلًّا لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمالَهُمْ) وفى آيات أخر قرأ بالتخفيف نافع وابن كثير وبالتشديد غيرهما ، وانظر الاتحاف.

(٢) الآية ٢٩ سورة يونس ، وان فى الآية هى المخففة من الثقيلة ، وجعلها بمعنى قد لما يئول اليه المعنى.

(٣) الآية ٩ سورة الأعلى.

(٤) البيت للمعلوط بن بذل القريعى ، كما فى التاج (ان) ، وجاء فى كتاب سيبويه ٢ / ٣٠٦.

(٥) فى حواشى المغنى (ان) أنه لعمر بن أبى ربيعة.

(٦) هذا لا يكون فى ان المكسورة التى الكلام فيها ، وانما هو فى أن المفتوحة.

(٧) الآية ٦٣ سورة طه هذا ولم يتكلم المؤلف على (انا) وهى أن الحق بها الضمير (نا).

١١٨

٣٧ ـ بصيرة فى ان وان وانى

أن من نواصب الفعل المستقبل ، مبنىّ على السّكون.

ويرد فى كلام العرب ، وفى القرآن العزيز على ستّة أوجه :

الأوّل : أن يعمل فى الفعل المستقبل بالنّصبيّة : (أَنْ تَكُونَ (١) أُمَّةٌ).

الثانى : ألّا يعمل. وذلك حين (٢) يتوسّط السّين بينها وبين الفعل : (عَلِمَ أَنْ (٣) سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى).

الثالث : أن تكون مخفّفة من الثقيلة ؛ كقولك : علمت أن زيدا (٤) لمنطلق ، مقترنا بلام فى الإعمال ، وعلمت أن زيد منطلق بلا لام فى الإلغاء

الرّابع : أن يكون بمعنى أى : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ (٥) مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا).

الخامس : أن تكون زائدة للتأكيد : (وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ (٦) رُسُلُنا). وفى موضع آخر (وَلَمَّا جاءَتْ (٧) رُسُلُنا).

__________________

(١) الآية ٩٢ سورة النحل.

(٢) ا ، ب : «حتى أن».

(٣) الآية ٢٠ سورة المزمل.

(٤) المعروف فى النحو أن أن المخففة اسمها ضمير الشأن المقدر ، واذا ورد بعدها اسم فهو مرفوع ، ولا تعمل فى غير ضمير الشأن المقدر الا فى ضرورة الشعر ، كقوله :

بأنك ربيع وغيث مريع

وأنك هناك تكون الثمالا

وانظر شرح الأشمونى عند قول ابن مالك :

وأن تخفف ان فاسمها استكن

والخبر اجعل جملة من بعد أن

(٥) الآية ٦ سورة ص.

(٦) الآية ٣٣ سورة العنكبوت.

(٧) الآية ٧٧ سورة هود.

١١٩

السّادس : أن تكون مع الفعل فى تاويل المصدر : أحببت أن تقوم أى قيامك.

السّابع : أن المضمرة الّتى تعمل ، وإن لم تكن فى اللفظ ؛ لألزمنّك أو تقضينى حقّى ، أى إلى أن تقضينى.

وأنّ ينصب الاسم ويرفع الخبر ، كإنّ المكسورة وقد يكون بمعنى لعلّ. وإذا أضفته إلى جمع أو عظيم قلت : إنا ، وإنّنا.

وأنّى يرد فى الكلام على أوجه : بمعنى كيف ، وحيث ، وأين (أَنَّى (١) شِئْتُمْ) محتمل الأوجه الثلاثة. وقوله : (أَنَّى لَكِ (٢) هذا) أى من أين لك. ويكون حرف شرط : أنى يكن أكن.

وهمزة أن مفتوحة إلّا فى مواضع (نظمتها (٣) فى قولى)

__________________

(١) الآية ٢٢٣ سورة البقرة.

(٢) الآية ٣٧ سورة آل عمران.

(٣) كذا فى ب ، وفى ا : «نظمها فى قوله» ولم يذكر فى كلتا النسختين النظم. وفى هامش بـ : «ينظر فيه لأنه وقع فى موضوع البيت بياض ، ولعله بيت واحد». وفى نسخة أأدرج هذا مع الأصل.

١٢٠