المنتخب من تفسير القرآن - ج ٢

أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي

المنتخب من تفسير القرآن - ج ٢

المؤلف:

أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن إدريس الحلّي


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي الكبرى
المطبعة: مطبعة سيد الشهداء عليه السلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٤١٦
الجزء ١ الجزء ٢

ألمه لما إذا أكلته أجمع. والتراث الميراث.

وقوله (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا) معناه : وجاء أمر الله أو عذاب الله.

وقيل : معناه وجاء جلائل آياته ، فجعل مجيء جلائل الآيات مجيئا لها تفخيما لشأنها.

وقال الحسن : معناه وجاء قضاء الله كما يقول القائل : جاءتنا الروم أي سيرتهم.

وقال بعضهم : معنى جاء ظهر بضرورة المعرفة كما توصف الاية إذا وقعت ضرورة المعرفة ، لأنها تقوم مقام الرؤية.

ثم قال (فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ) معناه في قراءة من كسر الذال اخبار من الله تعالى أنه لا يعذب عذاب الله احد في ذلك اليوم.

ومن فتح الذال قال : معناه لا يعذب عذاب الجاني الكافر الذي لم يقدم لحياته أحد من الناس ، لأنا علمنا أن إبليس أشد عذابا من غيره بحسب اجرامه ، وإذا أطلق الكلام لقيام الدلالة على ذلك قيل : معناه لا يؤاخذ بذنب غيره ، لأنه المستحق للعذاب ، ولا يؤاخذ الله أحدا بجرم غيره.

سورة البلد

فصل : قوله تعالى (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ. وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ. وَوالِدٍ وَما وَلَدَ. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ. أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) الآيات : ١ ـ ١٠.

قال ابن عباس ومجاهد وعطاء وقتادة وابن زيد : يعني بالبلد مكة.

وقوله (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) معناه في قول ابن عباس انه حلال لك به قتل من رأيت حين أمر بالقتال ، فقتل ابن حنظل صبرا وهو آخذ بأستار الكعبة ولم يحل لاحد بعده ، وبه قال مجاهد وقتادة وعطاء وابن زيد والضحاك. وقال عطاء : لم يحل الا لنبيكم ساعة من النهار.

٣٨١

وقوله (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) قال ابن عباس والحسن : في شدة ، قال لبيد :

يا عين هلا بكيت أربد إذ

قمنا وقام الخصوم في كبد (١)

أي : في شدة نصب ، فالكبد في اللغة شدة الامر.

وقوله (أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) قال الحسن : معناه يقول أهلكت مالا كثيرا فمن يحاسبني عليه. واللبد : الكثير الذي قد تراكب بعضه على بعض ، ومنه بليد القطن والصوف إذا تراكب بعضه على بعض ، وكذلك الشعر.

ومعنى قوله (هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ) قال ابن عباس : معناه نجد الخير والشر ، وبه قال الحسن ومجاهد والضحاك وقتادة ، وفي رواية عن ابن عباس انهما الثديان ، وشبه طريق الخير والشر بالطريقين الغالبين لظهوره فيهما ، وأصل النجد العلو.

فصل : قوله تعالى (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ. وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ. فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ. يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ. أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ) الآيات : ١١ ـ ٢٠.

تلخيصه : هلا اقتحم العقبة ، ولا يجوز الصراط الا من كان بهذه الصفة يفك رقبة ، أو يطعم يتيما في يوم ذي مجاعة ، فلا اقتحم بمعنى «لم» كما قال تعالى (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) (٢) ومعناه لم يصدق ولم يصل.

ومعنى «مؤصدة» الوصيد الباب من أوصدته فهو مؤصد. قال الحسن : عقبة والله شديدة مجاهدة الإنسان نفسه وهواه وعدوه والشيطان.

وحكي عن ابن عباس أنه قال : تقديره أفلا أقتحم وحذف الاستفهام والاقتحام الدخول على الشدة.

وقوله (أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) فالمسغبة المجاعة ، قال جرير :

__________________

(١). ديوان لبيد ١ / ١٩.

(٢). سورة القيامة : ٣١.

٣٨٢

تعلل وهي ساغبة بنيها

بأنفاس من الشبم القراح (١)

واليتيم الصبي الذي قد مات أبوه أو أمه ، والأغلب في اليتيم من الأب في الناس.

وقوله (ذا مَقْرَبَةٍ) معناه : ذا قرابة ، ولا يقال فلان قرابتي وانما يقال : ذو قرابتي لأنه مصدر ، كما قال الشاعر :

يبكي الغريب عليه ليس (٢) يعرفه

وذو قرابته في الحي (٣) مسرور

وقوله (ذا مَتْرَبَةٍ) معناه : ذا حاجة شديدة من قولهم ترب الرجل إذ افتقر.

وقوله (عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ) قال ابن عباس ومجاهد والضحاك : معناه مطبقة.

سورة الشمس

قوله تعالى (وَالشَّمْسِ وَضُحاها. وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها. وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها. وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها. وَالسَّماءِ وَما بَناها. وَالْأَرْضِ وَما طَحاها) الآيات : ١ ـ ١٠.

قوله (وَضُحاها) يعني : ضحى الشمس ، وهو صدر وقت طلوعها ومجيء النهار.

قال ابن زيد : القمر إذا اتبع الشمس في النصف الاول من الشهر إذا غربت الشمس تلاها القمر بالطلوع ، وفي آخر الشهر يتلوها في الغروب. وقال الحسن (إِذا تَلاها) معناه : ليلة الهلال.

قوله (وَالْأَرْضِ وَما طَحاها) معنى طحاها بسطها حتى أمكن التصرف عليها. وقال الحسن ومجاهد : طحاها ودحاها واحد بمعنى بسطها ، قال علقمة :

__________________

(١). اللسان «قرح».

(٢). في التبيان : حين.

(٣). في التبيان : الناس.

٣٨٣

طحا بك قلب في الحسان طروب

قوله (فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وسفيان : معناه عرفها طريقة الفجور والتقوى ، ورغبها في التقوى وزهدها في الفجور. وقال قوم : خذلها حتى اختارت الفجور وألهمها تقواها بأن وفقها لها.

وقوله (وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) معناه : قد خاب أي خسر من دنس نفسه في معاصي الله منهمكا في القبائح التي نهاه الله عنها.

فصل : قوله تعالى (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها. إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها. فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها. فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها. فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها. وَلا يَخافُ عُقْباها) الآيات : ١١ ـ ١٥.

قوله (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) أي : كان تكذيبها حين انبعث أشقى ثمود. وقيل : اسمه قدار بن سالف. وقال قوم : عقر الناقة هو تكذيبهم.

وقوله (فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ) معناه : أهلكهم الله عقوبة على ذنبهم. وقيل : معنى دمدم عليهم دمر عليهم. وقيل : معناه أطبق عليهم بالعذاب. وقيل : دمدم عليهم أي غضب عليهم ، فالدمدمة ترديد الحال المتكرهة.

وقوله (وَلا يَخافُ عُقْباها) معناه : لا يخاف الله تبعة الدمدمة.

سورة الليل

قوله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى. وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى. وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى. إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى. فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) الآيات : ١ ـ ١٣.

التيسير لليسرى يكون بأن يصيرهم الى الجنة ، والتيسير الى العسرى بأن يصيرهم الى النار. ويجوز أن يراد بالتمكين من سلوك طريق الجنة ، والتمكين من سلوك طريق النار.

٣٨٤

ومعناه : انا لسنا نمنع المكلفين من سلوك أحد الطريقين ولا نضطرهم اليه ، وانما نمكنهم بالإقرار عليهما ورفع المنع ، والترغيب في أحدهما ، والتزهيد في الاخر ، فان أحسن الاختيار اختار ما يؤديه الى الجنة ، وان أساء فاختار ما يؤديه الى النار ، فمن قبل نفسه أتى.

وقوله (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى) معناه : أي شيء يغني عن هذا الرجل الذي بخل بماله ولم يخرج حق الله منه إذا تردى في نار جهنم ، في قول قتادة وأبي صالح ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه‌السلام.

وقيل : في قوله (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) دلالة على وجوب هدى المكلفين الى الدين ، وأنه لا يجوز اضلالهم عنه.

وقوله (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى) معناه : ليس ذلك ليد سلفت تكافئ عليها ، ولا ليد يتخذها عند أحد من العباد.

وقوله (إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى) معناه : بل انما فعل ذلك طلب رضوان الله ، وذكر الوجه طلبا لشرف الذكر ، والمعنى الا لله.

سورة الضحى

قوله تعالى (وَالضُّحى. وَاللَّيْلِ إِذا سَجى. ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى. وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى. أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى. وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى. وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) الآيات : ١ ـ ١١.

وقوله (وَاللَّيْلِ إِذا سَجى) قال الحسن : معنى سجى غشى بظلامه. وقال قتادة : معنى سجن سكن ، وهذا من قولهم بحر ساج أي ساكن ، وبه قال الضحاك ، قال الأعشى :

٣٨٥

فما ذنبنا ان جاش بحر ابن عمكم

وبحرك ساج ما يواري الدعا مصا (١)

وقوله (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) قيل : انه لما تأخر الوحي عنه خمس عشرة ليلة قال قوم من المشركين : ودع الله محمدا وقلاه ، فأنزل الله تعالى هذه السورة تكذيبا لهم.

ثم عدد تعالى نعمه في دار الدنيا فقال (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى) ومعناه تقريره على نعم الله حين مات أبوه وبقي يتيما فآواه ، بأن سخر له عبد المطلب أولا ، ولما مات عبد المطلب آواه الى أبي طالب وسخره للاشفاق عليه والحنين الى حفظه ومراعاته.

وقوله (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) قيل : في معناه أقوال :

أحدها : وجدك لا تعرف الحق فهداك اليه ، بأن نصب لك الادلة وأرشدك اليها حتى عرفت الحق وذلك من نعم الله.

وثانيها : وجدك ضالا عما أنت عليه الآن من النبوة والشريعة فهداك اليهما.

وثالثها : وجدك في قوم ضلال ، أي : فكأنك واحد منهم.

ورابعها : ووجدك مضلولا عنك فهدى الخلق الى الإقرار بنبوتك والاعتراف بصدقك ، فجعل ضالا بمعنى مضلول ، كما قيل : ماء دافق بمعنى مدفوق وسر كاتم بمعنى مكتوم.

وخامسها : أنه لما هاجر الى المدينة ضل في الطريق وضل دليله ، فأرشدهم الله الى الطريق الواضح حتى واصوا ، فإذا قيل : السورة مكية أمكن أن يقال : ان المراد بذلك الاستقبال والاعلام له أنه يكون هذا على وجه البشارة له به ولم يكن ضلالة (٢) معصية ، لأنه ليس ذهابا عما كلف.

__________________

(١). ديوان الأعشى ص ١٠٠.

(٢). في التبيان : فعلا له.

٣٨٦

وقوله (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى) فالعائل الفقير وهو ذو العيلة ، قال الشاعر :

وما يدري الفقير متى غناه

وما يدري الغني متى يعيل (١)

أي : متى يفتقر. فان قيل : في هذا ونظائره مما عدده الله على خلقه من النعمة وامتنانه عليهم كيف يمنن الله تعالى على خلقه بالنعم ، وذلك من فعل البخلاء (٢) ، لان الواحد منا لو من على غيره بما يسدى اليه كان مقبحا.

قيل : انما يقبح الامتنان إذا كان الغرض الإزراء بالمنعم عليه والتقصير به ، فأما إذا كان الغرض تعريف النعمة وتعديدها واعلامه وجوهها ليقابلها بالشكر ، فيستحق به الثواب والمدح فانه نعمة أخرى ، وتفضل آخر يستحق به الشكر ، فبطل ما قالوه.

سورة الانشراح

قوله تعالى (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ. وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ. فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) الآيات : ١ ـ ٧.

روى أصحابنا ان (أَلَمْ نَشْرَحْ) مع (الضُّحى) سورة واحدة ، لتعلق بعضها ببعض ولم يفصلوا بينهما ب «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» وأوجبوا قراءتهما في الفرائض في ركعة وألا يفصل بينهما ، ومثله قالوا في سورة (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ) و (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) وفي المصحف هما سورتان فصل بينهما ببسم الله.

قوله (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ) قال الحسن : يعني بالوزر الذي كان عليه في الجاهلية قبل النبوة. وقال مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد : يعني ذنبك ، قالوا :

__________________

(١). مجاز القرآن ٢ / ٣٠٢.

(٢). في التبيان : النجل.

٣٨٧

وانما وصفت ذنوب الأنبياء بهذا الثقل مع أنها صغار مكفرة لشدة اغتمامهم بها وتحسرهم على وقوعها مع ندمهم عليها.

وهذان التأويلان لا يصحان على مذهبنا ، لان الأنبياء عليهم‌السلام لا يفعلون شيئا من القبائح لا قبل النبوة ولا بعدها ، لا صغيرة ولا كبيرة. فإذا ثبت هذا فمعنى الاية هو : ان الله تعالى لما بعث نبيه وأوحى اليه وانتشر أمره وظهر حكمه (١) كان يلقي من كفار قومه ، وتتبعهم لأصحابه بأذاهم له ، وتعرضهم إياهم ما كان يغمه ويسوءه ويضيق به صدره ويثقل عليه ، فأزال الله ذلك بأن أعلى كلمته وأظهر دعوته وقهر عدوه.

فان قيل : السورة مكية وكان ما ذكرتموه بعد الهجرة.

قيل : ليس يمتنع أن يكون الله أخبره بأن ذلك سيكون فيما بعد ليبشره به ويسليه عما هو عليه ، فجاء بلفظ الماضي وأراد الاستقبال ، كما قال (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ) (٢) وكما قال (وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) (٣) والوزر الثقل في اللغة.

وقوله (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) قال ابن عباس : معناه فإذا فرغت من فرضك فانصب الى ما رغبك الله فيه من العمل.

وقال قتادة : معناه فإذا فرغت من صلاتك فانصب الى ربك في الدعاء.

وقال مجاهد : معناه فإذا فرغت من أمر دنياك فانصب الى عبادة ربك.

ومعنى «فانصب» فاتعب ، يقال ناله هم ناصب أي ذو نصب.

سورة التين

قوله تعالى (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ. لَقَدْ خَلَقْنَا

__________________

(١). في «ن» : بمكة.

(٢). سورة الاعراف : ٤٣.

(٣). سورة الزخرف : ٧٧.

٣٨٨

الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) الآيات : ١ ـ ٨.

قال الحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة : هو التين الذي يؤكل ، والزيتون الذي يعصر. وقال ابن زيد : التين مسجد دمشق ، والزيتون بيت المقدس.

والطور جبل ، وسينين معناه مبارك ، فكأنه قيل : جبل فيه الخير الكثير ، لأنه اضافة تعريف.

وقال الحسن : طور سينين هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى بن عمران عليه‌السلام وقيل : سينين بمعنى حسن ، لأنه كثير النبات والشجر ، في قول عكرمة.

وقوله (الْبَلَدِ الْأَمِينِ) قال ابن عباس ومجاهد وقتادة : البلد الأمين مكة ، والأمين بمعنى آمن.

قوله (ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ) قال ابن عباس وابراهيم وقتادة : معناه الى أرذل العمر. وقال الحسن ومجاهد وابن زيد : ثم رددناه الى النار في أقبح صورة.

سورة العلق

قوله تعالى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) الآيات : ١ ـ ١٠.

النطفة تستحيل في الرحم علقة ، ثم مضغة وتسمى ضرب من الدود الأسود العلق ، لأنه يعلق على الشفتين لداء يصيبهما فيمتص الدم. وفي خلق الإنسان من علق دليل على ما يصح أن ينقلب اليه الجوهر.

وقوله (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى) تقرير للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واعلام له ما يفعله بمن ينهاه عن الصلاة. وقيل : ان الاية نزلت في أبي جهل والمراد بالاية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بأن أبا جهل كان ينهى النبي عن الصلاة ، وكان النبي لما قال له أبو جهل : ألم أنهك عن الصلاة ، انتهره واغلظ له ، فقال له أبو جهل : أنا أكثر أهل هذا

٣٨٩

الوادي ناديا ، ذكره ابن عباس وقتادة. والمعنى : أرأيت يا محمد من فعل ما ذكرناه من منع الصلاة وينهى المصلين عنها ، ما ذا يكون جزاؤه؟ وما يكون حاله عند الله؟

فصل : قوله تعالى (أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى. أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى. أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى. أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى. كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ. ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) الآيات : ١١ ـ ١٩.

قوله : (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ) أي : لنغيرن بها الى حال تشويه ، يقال : سفعته النار والشمس إذا غيرت وجهه الى حال تشويه. وقيل : هو أن يجر بناصيته الى النار ، والناصية شعر مقدم الرأس ، وهو من ناصى يناصي مناصاة إذا واصل ، قال الراجز :

قي يناصيها بلادقي

فالناصية متصلة بشعر الرأس.

وقوله (وَاسْجُدْ) فالسجود فرض وهو من العزائم ، وهي أربع مواضع : الم تنزيل ، وحم السجدة ، والنجم ، واقرأ باسم ربك ، وما عداها في جميع القرآن مسنون وليس بمفروض ، وفيه خلاف ذكرناه في الخلاف.

وقوله (وَاقْتَرِبْ) معناه من ثوابه. وقيل : معناه تقرب اليه بطاعته دون الرياء والسمعة.

سورة القدر

قوله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ. سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) الآيات : ١ ـ ٥.

قيل : سميت ليلة القدر لعظم شأنها وجلال وقعها من قولهم «فلان له قدر»

٣٩٠

وليلة القدر في العشر الاخر من شهر رمضان بلا خلاف ، وهي في ليلة الافراد بلا خلاف وقال أصحابنا : هي احدى الليلين : اما ليلة احدى وعشرين أو ثلاث وعشرين.

وجوز قوم أن يكون سائر ليالي الافراد : احدى وعشرين ، وثلاث وعشرين وخمس وعشرين ، وسبع وعشرين ، وتسع وعشرين ، وانما لم يعين هذه الليلة ليتوفر العباد على العمل في سائر الليالي. والقدر كون الشيء على مساواة غيره من غير زيادة ولا نقصان ، ففي ليلة القدر تجدد الأمور على مقاديرها.

وقوله (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) والمعنى ان الثواب على الطاعة فيها يفضل على ثواب كل طاعة تفعل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

وقيل : ان الله تعالى يتفضل على خلقه في هذه الليلة وينعم عليهم بما لا يفعل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

وقوله (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ) الذي هو جبرئيل بكل أمر في ليلة القدر الى سماء الدنيا.

وقوله : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) هو سلام الملائكة بعضهم على بعض الى طلوع الفجر وقيل : ان الملائكة تنزل بالسلامة والخير والبركة الى طلوع الفجر.

وقيل : معناه سلام هي من الشر حتى مطلع الفجر.

سورة البينة

قوله تعالى (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ. رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً. فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ. وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) الآيات : ١ ـ ٥.

٣٩١

يقول الله تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) قال الحسن وقتادة : معناه لم يكونوا منتهين عن كفرهم حتى تأتيهم البينة.

وقوله (فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) القيمة المستمرة في جهة الصواب ، فهو على وزن فعلية ، من قام بالأمر يقوم به إذا أجراه في جهة الاستقامة.

وقوله (وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) اخبار من الله تعالى أن هؤلاء الكفار لم يختلفوا في نبوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنهم كانوا مجتمعين على نبوته بما وجدوه في كتبهم من صفاته ، فلما أتاهم بالبينة الظاهرة والمعجزة القاهرة تفرقوا واختلفوا ، فآمن بعضهم وكفر بعضهم.

وفي ذلك دلالة على بطلان قول من يقول : ان الكفار خلقوا كفارا في بطون أمهاتهم ، لأنه تعالى بين أنهم لم يختلفوا في ذلك قبل مجيء معجزاته وأدلته ، ولا يلزم على ذلك أن يكون مجيء الآيات مفسدة من حيث وقع الفساد عندها ، لأنه ليس حد المفسدة ما يقع عنده الفساد ، بل حدها ما يقع عنده الفساد ولولاه لم يقع من غير أن يكون تمكينا ، وهاهنا المعجزات تمكين فلم تكن مفسدة.

وقوله (حُنَفاءَ) جمع حنيف ، وهو المائل الى الحق ، والحنفية الشريعة المائلة الى الحق.

قوله (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ) دليل على فساد مذهب المجبرة في أن الله تعالى خلق الكفار ليكفروا به ، لأنه صرح هاهنا أنه خلقهم ليعبدوه.

وليس في الاية دلالة على أن أفعال الجوارح من الايمان ولا من الدين ، لأنه يجوز أن يكون المراد (وَذلِكَ) اشارة الى التدين ، وتقديره : التدين بذلك فهو دين القيمة ، لان من لا يعتقد جميع ذلك ويؤمن بجميع ما يجب عليه فليس بمسلم وقد تقدم قوله تعالى (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ).

٣٩٢

ثم قال (وَذلِكَ) يعني وذلك الدين (دِينُ الْقَيِّمَةِ) وليس يلزم أن يكون راجعا الى جميع ما تقدم ، كما لا يلزم على مذهبهم في قوله (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً) (١) أن يكون راجعا الى الشرك وقتل النفس والزنا ، بل عندهم الى كل واحد من ذلك فكذلك هاهنا.

سورة الزلزلة

قوله تعالى (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها. وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها. يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها. بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها. يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) الآيات : ١ ـ ٨.

قوله (أَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها) قال ابن عباس ومجاهد : معناه أخرجت موتاها ، وأثقال الأرض ما فيها مدفون من الموتى وغيرها ، فان الأرض تلفظ بكل ما فيها عند انقضاء أمر الدنيا.

وقوله (أَشْتاتاً) أي : مختلفين (لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) أي : ليجازوا على أعمالهم أو ليريهم الله جزاء أعمالهم.

وقيل : معنى رؤية الاعمال المعرفة بها عند تلك الحال وهي رؤية القلب. ويجوز أن يكون التأويل على رؤية العين ، بمعنى ليروا صحائف أعمالهم يقرؤن فيها لا يغادر صغيرة ولا كبيرة.

ثم قال على وجه الوعيد (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) قال أبو عبيدة : مثقال ذرة زنة ذرة ، وتقديره : من يعمل قدر ذرة من الخير يرى ثوابه وجزاه ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ، أي : يرى ما يستحق من العقاب.

ويمكن أن يستدل بذلك على بطلان الإحباط ، لان عموم الاية يدل على أنه

__________________

(١). سورة الفرقان : ٦٨.

٣٩٣

لا يفعل شيئا من طاعة أو معصية الا ويجازى عليها ، وعلى مذهب القائلين بالإحباط بخلاف ذلك ، فان ما يقع محبطا لا يجازى عليها.

ثم التعليق من الجزء التاسع من كتاب التبيان في تفسير القرآن ، وبتمامه تم كتاب المنتخب من تفسير القرآن والنكت المستخرجة من كتاب التبيان ، والله المستعان وعليه التكلان.

قد ذكرنا في هذا الكتاب جملة وجيزة في كل سورة بأخصر ما قدرنا عليه وبلغ وسعنا اليه ، ولو شرعنا في شرح ذلك وذكر الأقاويل لخرجنا عن المقصود والمعزى المطلوب ، وفيما لخصناه واختصرناه كفاية لمن ضبط هذا الفن ، ويغنيه بذلك على ما عداه.

والله تعالى نسأل توفيقا وعصمة ، ويجعله خالصا لوجهه ومقربا من رضاه بمنه وكرمه ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، وصلواته على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

وافق الفراغ من استخراجه أواخر شهر ذي الحجة من شهور سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة ، وكتب محمد بن إدريس حامدا مصليا.

وتم استنساخ الكتاب تحقيقا وتصحيحا وتعليقا عليه في يوم العيد الأضحى سنة ألف وأربعمائة وثمان هجرية على يد العبد السيد مهدي الرجائي عفي عنه في مشهد مولانا ومولى الكونين الامام علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء.

٣٩٤

فهرس السور

سورة يوسف................................................................... ١٩

سورة الرعد.................................................................... ٣١

سورة ابراهيم................................................................... ٣٧

سورة الحجر.................................................................... ٤٤

سورة النحل.................................................................... ٥٠

سورة الاسراء................................................................... ٦٣

سورة الكهف.................................................................. ٧٤

سورة مريم...................................................................... ٩٢

سورة طه..................................................................... ١٠٠

سورة الانبياء................................................................. ١١٥

سورة الحج................................................................... ١٢٦

سورة المؤمنون................................................................. ١٣٣

سورة النور................................................................... ١٣٧

سورة الفرقان................................................................. ١٥٥

٣٩٥

سورة الشعراء................................................................. ١٥٩

سورة النمل................................................................... ١٦٤

سورة القصص................................................................ ١٦٨

سورة العنكبوت............................................................... ١٧٦

سورة الروم................................................................... ١٨٠

سورة لقمان.................................................................. ١٨٣

سورة السجدة................................................................ ١٨٦

سورة الاحزاب................................................................ ١٩٠

سورة سبأ.................................................................... ٢٠٥

سورة فاطر................................................................... ٢٠٨

سورة يس.................................................................... ٢١٠

سورة الصافات............................................................... ٢١٣

سورة ص.................................................................... ٢٢٧

سورة الزمر................................................................... ٢٣٣

سورة غافر................................................................... ٢٣٨

سورة فصلت................................................................. ٢٤٢

سورة الشورى................................................................. ٢٤٨

سورة الزخرف................................................................. ٢٥١

سورة الدخان................................................................. ٢٥٧

سورة الجاثية.................................................................. ٢٥٨

سورة الاحقاف............................................................... ٢٥٩

سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله............................................................. ٢٦١

٣٩٦

سورة الفتح................................................................... ٢٦٤

سورة الحجرات................................................................ ٢٧١

سورة ق..................................................................... ٢٧٥

سورة الذاريات................................................................ ٢٧٩

سورة الطور................................................................... ٢٨٥

صورة النجم.................................................................. ٢٨٧

سورة القمر................................................................... ٢٩٤

سورة الرحمن.................................................................. ٢٩٥

سورة الواقعة.................................................................. ٣٠٢

سورة الحديد.................................................................. ٣٠٧

سورة المجادلة.................................................................. ٣١١

سورة الحشر.................................................................. ٣١٥

سورة الممتحنة................................................................ ٣١٩

سورة الصف................................................................. ٣٢٢

سورة الجمعة.................................................................. ٣٢٤

سورة المنافقين................................................................. ٣٢٦

سورة التغابن.................................................................. ٣٢٧

سنرة الطلاق................................................................. ٣٢٩

سورة التحريم................................................................. ٣٣٧

سورة الملك................................................................... ٣٤٣

سورة النون................................................................... ٣٤٥

سورة الانسان................................................................ ٣٤٧

٣٩٧

سورة المرسلات............................................................... ٣٥٢

سورة النبأ.................................................................... ٣٥٤

سورة النازعات................................................................ ٣٥٨

سورة عبس................................................................... ٣٦٠

سورة التكوير................................................................. ٣٦٣

سورة الانفطار................................................................ ٣٦٦

سورة المطففين................................................................ ٣٦٨

سورة الانشقاق............................................................... ٣٧٢

سورة البروج.................................................................. ٣٧٤

سورة الطارق................................................................. ٣٧٥

سورة الاعلى................................................................. ٣٧٦

سورة الغاشية................................................................. ٣٧٧

سورة الفجر.................................................................. ٣٧٩

سورة البلد................................................................... ٣٨٠

سورة الشمس................................................................ ٣٨٣

سورة الليل................................................................... ٣٨٤

سورة الضحى................................................................ ٣٨٥

سورة الانشراح................................................................ ٣٨٧

سورة التين................................................................... ٣٨٨

سورة العلق................................................................... ٣٨٩

سورة القدر................................................................... ٣٩٠

صورة البينة................................................................... ٣٩١

سورة الزلزلة.................................................................. ٣٩٣

٣٩٨

فهرس مطالب الكتاب

قوله تعالى (يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ)............................................ ٥

معنى الوعظ والعياذة.............................................................. ٦

معنى السلام في قوله تعالى (يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ)................................... ٧

معنى التوكل والناصية.............................................................. ٧

تفسير الجحد في قوله تعالى (وَتِلْكَ عادٌ جَحَدُوا)................................... ٨

معنى الإنشاء والريبة............................................................... ٨

الفرق بين المس واللمس........................................................... ٨

السبب في أن العجوز لا تلد....................................................... ٩

وجه عرض المسلمة على الكفار.................................................. ١٠

معنى السجل والمسومة........................................................... ١١

معنى الوزن والتوفيق............................................................. ١٢

تفسير قوله تعالى (وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ)................................ ١٢

معنى الورد والتتبيب............................................................. ١٣

قوله (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ)................................... ١٤

٣٩٩

معنى الاستثناء في قوله تعالى (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ)................................... ١٥

وجه النهي عن الركون الى الظلمة................................................. ١٦

دلالة الاية على وجوب النهي عن المنكر........................................... ١٧

معنى الاختلاف في الاية الشريفة.................................................. ١٨

معنى الغيب والمبين والعقل........................................................ ١٩

دلالة الاية الشريفة على أن كلام الله محدث........................................ ٢٠

المراد من السجود في قصة يوسف عليه‌السلام............................................ ٢٠

معنى الاجتباء والعصبة والالتقاط والنصح.......................................... ٢١

هل اخوة يوسف عليه‌السلام كانوا أنبياء؟............................................... ٢١

معنى الهم في اللغة............................................................... ٢٢

قوله تعالى (قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ)......................................... ٢٤

معنى الاحسان والملة والاباء والاستفتاء............................................. ٢٥

دلالة الاية على جواز تقلد الامر من قبل السلطان الجائر............................. ٢٦

معنى الوفاء والحزن والبث........................................................ ٢٧

المراد من التثريب في الاية الشريفة................................................. ٢٨

تفسير قوله تعالى (يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ)............................................... ٢٩

معنى الغاشية والبغتة والافتراء والحديث............................................. ٣٠

المراد من الاستواء على العرش..................................................... ٣١

معنى الاجل والزرع والصنوان..................................................... ٣١

دلالة الاية على بطلان قول من يقول بالعطبع...................................... ٣٢

معنى سجود من في السماوات والارض لله طوعاً وكرهاً............................... ٣٣

قوله تعالى (وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ).......................................... ٣٣

٤٠٠