تفسير كتاب الله العزيز - ج ٤

هود بن محكم الهوّاري الأوراسي

تفسير كتاب الله العزيز - ج ٤

المؤلف:

هود بن محكم الهوّاري الأوراسي


المحقق: بالحاج بن سعيد الشريفي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار البصائر للنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٠

تفسير سورة والعصر ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ) (١) : أي عصر النهار ، وهو ما بين زوال الشمس إلى الليل (١). وهو قسم.

(إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) (٢) : أي من الجنّة. وقال بعضهم : لفي ضلال. ثمّ استثنى من الناس فقال :

(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ) : أي بالتوحيد.

(وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣) : أي على الفرائض. وبعضهم يقول : (بِالْحَقِّ) أي : بالله. (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) فإنّهم ليسوا في خسر من الجنّة ، وهم أهل الجنّة.

ذكروا أنّ رجلين من أصحاب النبيّ عليه‌السلام إذا التقيا فأرادا أن يفترقا أخذ كلّ واحد منهما بيد صاحبه ، ثمّ قرأ كلّ واحد منهما سورة (وَالْعَصْرِ) إلى آخرها.

* * *

__________________

(١) هذا قول الحسن وقتادة. وقيل : العصر هو الدهر ، أي : الزمان كلّه. وهو قول ابن عبّاس وزيد بن أسلم ، والفرّاء ، وابن قتيبة. وقال ابن أبي زمنين. «والعصر أيضا : الليلة ، واليوم عصر أيضا. قال الشاعر :

ولن يلبث العصران يوم وليلة

إذا طلبا أن يدركا ما تيمّما

٤٨١

تفسير سورة الهمزة (١) ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ) (١) : وهو الذي يطعن على الناس. بلغنا أنّها نزلت في الأخنس بن شريق (٢). وقد نهي عن ذلك المؤمنون.

ذكروا عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه ذكر في حديث ليلة أسري به قال : مررت بأقوام تقطع لحومهم بدمائهم ، ويضفزونها ولهم جؤار ، فقلت : من هؤلاء يا جبريل؟ فقال : هؤلاء الهمّازون اللمّازون (٣) ؛ ثمّ تلا هذه الآية : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ) [الحجرات : ١٢].

قال عزوجل : (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ) (٢) : أي وأحصى عدده. وهي تقرأ على وجهين : بالتثقيل والتخفيف. فمن قرأها بالتثقيل فهو يقول : أحصى عدده ، ومن قرأها بالتخفيف فهو يقول : أعدّه.

(يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) (٣) : أي يحسب أنّه يخلد فيه حياته. كقول أحد الرجلين الكافر منهما لصاحبه في سورة الكهف : (ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً) (٣٥) [الكهف : ٣٥] أي : أخلد فيها حتّى الموت. والكافر يقرّ بالموت ويجحد البعث.

قال : (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (٤) : أي ليرمينّ به في الحطمة ، وهي اسم من أسماء جهنّم ، وجهنّم كلّها حطمة ، تأكل لحومهم وتحطم عظامهم ، تأكلهم وتأكل كلّ شيء منهم إلّا الفؤاد ، فتطبخ الفؤاد ، ثمّ يجدّد خلقهم. ثمّ تأكلهم أيضا ، حتّى تنتهي إلى الفؤاد.

قال : (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) (٧) أي تأكل كلّ شيء منهم حتّى تنتهي إلى الفؤاد فتطبخ الفؤاد.

__________________

(١) كذا في ق وع ، وفي ز : «تفسير سورة (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ).

(٢) هو الأخنس بن شريق الثقفيّ. كان حليفا لبني زهرة ، فخنس بهم ، أي تأخّر وانقبض يوم بدر ، فلم يشهد بدرا من بني زهرة أحد ، ولم يثبت للأخنس هذا إسلام. انظر : ابن دريد ، الاشتقاق ، ص ٣٠٤ ـ ٣٠٥.

(٣) انظر ما سلف ج ٢ ، تفسير الآية الأولى من سورة الإسراء.

٤٨٢

قال عزوجل : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) (٨) : أي مطبقة.

(فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٩) : أي لها عمد هي ممدودة بها. وفي تفسير الحسن : قال الله في سورة الكهف : (أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) [الكهف : ٢٩] أي : لها سرادق.

والسرادق عمد دون عمد منه ، يعني سقفها ؛ فإذا مدّت تلك العمد أطبقت على أهلها.

ذكروا عن عبد الله أنّه قال : إذا قيل لهم : (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) (١٠٨) [المؤمنون : ١٠٨] انطبقت عليهم ، وليس لهم فيها إلّا الزفير والشهيق.

* * *

٤٨٣

تفسير سورة الفيل ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) (١) : [أي ألم تخبر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل] (١). قال الحسن : هذا خبر أخبر الله به النبيّ عليه‌السلام ، وذلك أنّ العرب ، أهل الحرم ، هدموا كنيسة للحبشة ، وهم نصارى. فقال أبرهة بن الصباح (٢) : لنهدمنّ كعبة العرب كما هدموا بيتنا.

وكان أبرهة بن الصباح من أهل اليمن ملكته الحبشة عليهم ، فبعث بالفيل وجنوده ، فجاء ، حتّى إذا انتهى إلى الحرم ألقى بجرانه فسقط. فوجّهوه نحو منازلهم فذهب يسعى. قالوا : فإذا وجّهوه إلى الحرم ألقى بجرانه ولم يتحرّك ، وإذا وجّه إلى منازلهم ذهب يسعى. قال بعضهم : إنّ أبا يكسوم الحبشيّ سار بالفيل إلى البيت ليهدمه ، وذلك العام الذي ولد فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال تعالى : (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ) : أي الذي كادوا به لك (فِي تَضْلِيلٍ) (٢) : أي ضلالا (٣). قال تعالى : (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) (٣) : والأبابيل : الزمر ، زمرة بعد زمرة ، في تفسير سعيد بن جبير. وتفسير الحسن : الأبابيل : الكثيرة.

وذكر بعضهم أنّه أخرج الله عليهم طيرا من البحر سودا ، طوال الأعناق ، لها خراطيم ، يحمل كلّ طائر منها ثلاثة أحجار كهيئة الحمص (٤) ، مكتوب فيها اسم صاحبها الذي يموت بها. ولم تر تلك الطير قبل ذلك ولا ترى بعد ذلك.

قال تعالى : (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) (٤) : وهي بالفارسيّة ؛ أوّلها حجر وآخرها طين. وقال في سورة الذاريات : (حِجارَةً مِنْ طِينٍ) (٣٣) [الذاريات : ٣٣]. كان مع الطير منها ثلاثة أحجار ، حجران في رجليه وحجر في فيه. وكان إذا وقع الحجر منها على الرجل سقط

__________________

(١) زيادة من ز ورقة ٣٩٨.

(٢) انظر نسبه في جمهرة أنساب العرب ، لابن حزم ، ص ٤٣٥.

(٣) كذا في ق وع : «ضلالا» ، وفي ز : «في ذهاب».

(٤) في ق وع بياض قدر كلمة ، أثبتّ فيه كلمة : «الحمص» كما وردت في بعض التفسير. وفي بعضها : أكبر من العدسة وأصغر من الحمصة».

٤٨٤

جلده (١). وكان ذلك في أوّل ما كان. ثمّ إنّ الله أرسل سيلا فألقاهم في البحر.

وقال الكلبيّ : إنّ أبا يكسوم الحبشيّ سار بالفيل يريد الكعبة ، حتّى إذا كان بالحرم من قبل عرفات ، أرسل الله عليهم طيرا أبابيل ، أي : متتابعة (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) أي : من طين. ذكر بعضهم أنّ أبا يكسوم هو الذي أرسل الفيل إلى البيت.

قال تعالى : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (٥) : قال الحسن : العصف : سوق الزرع ، والمأكول : الذي خرقه الدود الذي يكون في البقل ، وهو مثل.

* * *

__________________

(١) كذا في ق وع : «سقط جلده» ، وفي ز ورقة ٣٩٩ : «فكان إذا وقع الحجر منها على رأس أحدهم نقبه حتّى يسقط من دبره».

٤٨٥

تفسير سورة قريش (١) ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) (٢) : وإيلافهم تعوّدهم رحلة الشتاء والصيف. وقال مجاهد : إيلافهم ذلك فلا يشقّ عليهم رحلة شتاء ، ولا صيف.

وتفسير الكلبيّ : كانت قريش قد تعوّدت رحلتين فصليّتين (٢) : إحداهما في الشتاء ، والأخرى في الصيف للميرة ، فمكثوا بذلك زمانا حتّى اشتدّ العسر ، ثمّ أخصبت تبالة وجرش. وهما على شاطئ البحر من اليمن ؛ فحمل أهل الساحل إلى مكّة في البحر ، ثمّ حمل أهل اليمن على الإبل. فنزل أهل الساحل بجدّة ، ونزل أهل اليمن بالمحصبة (٣). فامتار أهل مكّة ما شاءوا ، وكفاهم الله الرحلتين.

قال بعضهم : كانت رحلة الشتاء إلى اليمن لأنّها حارّة ، وأخرى إلى الشام في الصيف لأنّها باردة.

قال تعالى : (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ) : وهو ما كان أصابهم من الشدّة.

(وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) (٤) وهو الأمن الذي كان فيه أهل الحرم ، وأهل الجاهليّة يقتل بعضهم بعضا ويسبي بعضهم بعضا وهم آمنون ممّا فيه العرب.

* * *

__________________

(١) كذا في ق وع ، وفي ز : «سورة (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ).

(٢) في ق : «فلصطين» ، وفي ع : «فلسطين». ولا معنى لهما ، وفيهما تصحيف ولا شكّ ، فأثبتّ ما يناسب المعنى.

(٣) في ق : «المحصنة» ، وفي ع : «المحصه» ، ولم أهتد لتحديد هذا المكان ، ولم ترد الكلمة في معجم البلدان لياقوت ، وأغلب ظنّي أنّه المحصّب ، وهو موضع معروف بين مكّة ومنى وهو إلى منى أقرب ، وجعله بعض الشعراء من منى.

٤٨٦

تفسير سورة (أَرَأَيْتَ الَّذِي) ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) (١) : أي بالحساب ، وهو المشرك لا يقرّ بالبعث وبأنّ الله يدين الناس يوم القيامة بأعمالهم.

قال : (فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) (٢) : أي يدفعه عن حقّه (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ) (٣) : وذلك أنّ المشركين كانوا يقولون : (أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ) [يس : ٤٧].

قال تعالى : (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ) (٤) : وهم المنافقون (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) (٥). تفسير الحسن : هم المنافقون ، إن صلّوها لم يرجوا ثوابها ، وإن تركوها لم يخشوا عقابها. وقال بعضهم : هم الذين يؤخّرونها عن وقتها (١).

(الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ) (٦) : تفسير عمرو عن الحسن : لا يصلّونها في السرّ ويصلّونها في العلانية ، يراءون بها المؤمنين. قال تعالى : (وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ) (٧) : والماعون الزكاة. [وتفسير بعضهم : الماعون : القدر والدلو والرحى والفأس وما أشبه ذلك] (٢).

* * *

__________________

(١) هذا قول نسبه ابن جرير الطبريّ في تفسيره ، ج ٣٠ ص ٣١١ ـ ٣١٢ إلى سعد بن أبي وقّاص وإلى ابن عبّاس ، ثمّ أورد حديثا من رواية مصعب عن أبيه سعد بن أبي وقّاص قال : سألت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) قال : «هم الذين يؤخّرون الصلاة عن وقتها». وانظر : السيوطيّ ، الدرّ المنثور ، ج ٦ ص ٤٠٠. وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ٢٩٥ : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) يقول : لاهون. كذلك فسّرها ابن عبّاس وكذلك رأيتها في قراءة عبد الله». وهذا المعنى أقرب إلى الصواب ، فإنّ المصلّي إذا لها عن صلاته أخّرها عن وقتها.

(٢) زيادة من ز ورقة ٣٩٩. وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٣ ص ٢٩٥ : «وحدّثني حبان بإسناده قال : الماعون : المعروف كلّه ، حتّى ذكر القصعة والقدر والفأس». وقال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٣١٣ : «هو في الجاهليّة كلّ منفعة وعطيّة ، والماعون في الإسلام الطاعة والزكاة».

٤٨٧

تفسير سورة الكوثر (١) ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (١) : ذكروا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : بينما أنا في الجنّة إذا أنا بنهر حافاته قباب اللؤلؤ المجوّف فضربت بيدي إلى مجرى الماء فإذا مسك أذفر. فقلت : ما هذا يا جبريل؟ فقال هذا الكوثر الذي أعطاك ربّك(٢).

ذكروا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر في حديث ليلة أسري به قال : انفجر لي من السلسبيل نهران : نهر الرحمة ونهر الكوثر ، فاغتسلت في نهر الرحمة ، فغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر ، وأعطيت الكوثر فسلكته حتّى انفجر بي في الجنّة (٣).

وقال مجاهد : الكوثر : الخير كلّه.

وقال الحسن : الكوثر : القرآن. وقال عطاء : الكوثر حوض أعطاه الله النبيّ عليه‌السلام في الجنّة.

ذكروا عن ثوبان ، مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّ رجلا سأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ما الكوثر الذي تحدّث عنه؟ فقال : هو من أيلة إلى عمان ، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا. أوّل الناس به واردا فقراء المهاجرين ، الشعث الرءوس ، الدنس الثياب ، الذين تفتح لهم أبواب المتعات ، الذين يعطون الذي عليهم ، ولا يعطون الذي لهم (٤).

قوله تعالى : (فَصَلِّ لِرَبِّكَ) : أي صلاة العيد.

(وَانْحَرْ) (٢) : أي يوم النحر.

قوله تعالى : (إِنَّ شانِئَكَ) : أي مبغضك.

__________________

(١) كذا في ق وع ، وفي ز : «تفسير (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ).

(٢) انظر الإشارة إليه فيما سلف ، ج ٢ ، تفسير الآية ٣٥ من سورة الرعد. وأخرجه يحيى بن سلّام بالسند التالي : «يحيى عن عثمان عن قتادة عن أنس بن مالك».

(٣) انظر الإشارة إليه بلفظ أطول فيما سلف ج ٢ ، تفسير الآية الأولى من سورة الإسراء.

(٤) لم أجد هذا الحديث فيما بين يديّ من مصادر التفسير والحديث.

٤٨٨

(هُوَ الْأَبْتَرُ) (٣) : تفسير الحسن : المنقطع به ، أي : يقطع به أمره دون أن يبلغ فيه ما يأمل.

وقال الكلبيّ إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج من المسجد والعاص بن وائل داخل المسجد ، فالتقيا عند الباب ، فقالت قريش للعاص : من الذي استقبلك عند الباب؟ فقال : ذلك الأبتر ؛ فقال الله : (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ). وقال الله للنبيّ عليه‌السلام : لا أذكر حتّى تذكر معي ، وأمّا عدوّ الله العاص فهو أبتر من كلّ خير ، فلا يذكر بخير.

وقال بعضهم : نزلت في عمرو بن هشام.

* * *

٤٨٩

تفسير سورة الكافرين ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله عزوجل : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) (٢) : أي من الأوثان.

(وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (٣) : أي إنّكم تعبدون الأوثان ولا تعبدون الله.

(وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) (٤) : أي من الأوثان.

قال : (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) (٥) : أي إنّكم تعبدون الأوثان ولا تعبدون الله(١).

(لَكُمْ دِينُكُمْ) : أي الكفر.

(وَلِيَ دِينِ) (٦) : أي الإسلام.

* * *

__________________

(١) هذا تفسير بسيط للسورة ، اقرأ ما قاله أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٣١٤ ، فهو على اختصاره مفيد واف بالغرض.

٤٩٠

تفسير سورة (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ) ، وهي مدنيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (١) : يعني فتح مكّة.

قال الحسن : لمّا فتح الله على رسوله مكّة قالت العرب بعضهم لبعض : يا أيّها القوم ، ليس لكم بهؤلاء القوم يدان. فجعلوا يدخلون في دين الله أفواجا أي : أمّة أمّة (١).

قال الله تعالى : (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) (٣) : قال الكلبيّ : (يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) أي جماعات جماعات ، فعند ذلك نعيت للنبيّ عليه‌السلام نفسه.

وذكر بعضهم أنّه قرأ هذه السورة فقال : نعي إليه نفسه.

* * *

__________________

(١) كذا في ق وع : «أمّة أمّة». وفي ز : «قبائل قبائل».

٤٩١

تفسير سورة (تَبَّتْ يَدا) ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) : أي خسرت يدا أبي لهب (وَتَبَ) (١) : أي وخسر.

(ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) (٢) : يعني ولده ، أي : إذا صار إلى النار.

قال تعالى : (سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) (٣).

قال : (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (٤) : قال الحسن : كانت تلقي العضاه (١) على طريق النبيّ عليه‌السلام ، فكأنّما يطأ به كثيبا. وقال مجاهد : (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) يعني : حمالة النميمة ؛ [تمشي بالنميمة] (٢).

قال تعالى : (فِي جِيدِها) : أي في عنقها (حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) (٥) : قال بعضهم : في عنقها قلادة فيها ودعات من مسد. ذكروا أنّ رجلا سأل النبيّ عليه‌السلام : وما المسد؟ قال : أما رأيتم الخيوط الصفر والحمر تنعقد فيها البرود اليمانيّة؟ فإنّها تجعلها في عنقها.

وقال ابن عبّاس : المسد : الحديد. وقال الكلبيّ : في عنقها سلسلة من حديد من نار ، ذرعها سبعون ذراعا ، وهي حبل من مسد.

* * *

__________________

(١) في ق وع : «تلقي العصى» ، وهو تصحيف ، صوابه ما أثبتّه من تفسير الطبريّ ، ج ٣٠ ص ٣٣٩ حيث ورد فيه الخبر مرويّا عن قرّة بن خالد عن عطيّة الجدليّ. وأصل العضاه كلّ شجر له شوك كالطلح والسلم والسدر ، وواحدته عضاهة وعضهة وعضة. وكانت امرأة أبي لهب ، وهي أمّ جميل بنت حرب ، أخت أبي سفيان ، من أشدّ الناس عداوة للنبيّ عليه‌السلام.

(٢) زيادة من ز. وقال ابن أبي زمنين : «من قرأ (حَمَّالَةَ) بالرفع فعلى معنى سيصلى هو وامرأته حمالة الحطب ، (حَمَّالَةَ) نعت لها. ومن قرأها بالنصب (حَمَّالَةَ) فنصبه على الذمّ ، أعني حمّالة الحطب». وانظر ابن خالويه ، الحجّة ، ص ٣٥٠.

٤٩٢

تفسير سورة الإخلاص (١) ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (١) : أي الواحد. قال بعضهم : كان عبد الله بن مسعود يقرأها : (قل هو الله الواحد).

قال : (اللهُ الصَّمَدُ) (٢) : أي الباقي. وتفسير بعضهم : الصمد : الذي قد انتهى في الشرف والسؤدد. وتفسير الكلبيّ : الذي لا يأكل ولا يشرب (٢).

قال تعالى : (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) (٤) : أي ولم يكن أحد كفؤا له.

وتفسير الكلبيّ : إنّ المشركين قالوا للنبيّ عليه‌السلام ، وقال بعضهم : إنّهم اليهود قالوا له : انسب لنا ربّك وصفه لنا ، فأنزل الله تعالى هذه السورة.

* * *

__________________

(١) كذا في ق وع ، وفي ز : «تفسير (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).

(٢) وقيل : الصّمد ، على وزن فعل بمعنى مفعول ، أي مصمود بمعنى مقصود ، يقال : صمده وصمد إليه ، فالله هو المصمود إليه في الحوائج.

٤٩٣

تفسير سورة الفلق ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) (١) : ذكروا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : الفلق سجن في جهنّم (١). وقال جابر بن عبد الله : الفلق فلق الصبح. وقال الحسن مثله ، وكلّ شيء تفلّق من الحبّ والنوى للنبات.

(مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ) (٣) : أي ومن شرّ الليل إذا أطبق. قال بعضهم : عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) [الإسراء : ٧٨] أي اجتماع الليل وظلمته. ذكر ذلك داود بن حصين عن ابن عبّاس. وقال بعضهم : بدوّ الليل.

قال تعالى : (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) (٤) : وهنّ السواحر ينفثن في العقد للسحر.

قال تعالى : (وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ) (٥) : [يحيى عن الحسن بن دينار عن الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : غمّوا هذا الحسد بينكم فإنّه من الشيطان ، وإنّه ما من أحد إلّا وهو يعرض له منه شيء ، وإنّه ليس بضائر عبدا لم يعد بلسان أو يد] (٢).

* * *

__________________

(١) أخرجه ابن جرير الطبريّ بسنده عن ابن عبّاس ولم يرفعه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخرجه من حديث أبي هريرة عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الفلق جبّ في جهنّم مغطّى» ، كما في تفسيره ، ج ٣٠ ص ٣٤٩. وأخرجه ابن مردويه والديلميّ عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن قول الله : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) قال : هو سجن في جهنّم يحبس فيه الجبّارون والمتكبّرون وإنّ جهنّم لتتعوّذ بالله منه ، كما في الدرّ المنثور ، ج ٦ ص ٤١٨.

(٢) ما بين المعقوفين زيادة من ز ورقة ٤٠٠. ولم أجد هذا الحديث فيما بين يديّ من المصادر إلّا عند ابن سلام.

٤٩٤

تفسير سورة الناس (١) ، وهي مكّيّة كلّها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قوله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ). (٤)

ذكر بعضهم قال : إنّ الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا ذكر الله خنس.

قال تعالى : (الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ) (٥).

ذكروا أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ به رجل ومعه امرأة من نسائه فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا فلان ، هذه فلانة.

فقال الرجل : يا رسول الله ، أفأظنّ بك هذا؟ أو كما قال.

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم (٢).

قوله عزوجل : (مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) (٦) : أي من شرّ شياطين الجنّ والإنس.

ذكروا أنّ أبا ذرّ قام إلى الصلاة فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا أبا ذرّ ، تعوّذ من شياطين الجنّ والإنس.

فقال أبو ذرّ : يا رسول الله ، أو للإنس شياطين كشياطين الجنّ؟

قال : نعم (٣).

__________________

(١) كذا في ق وع ، وجاء في ز ورقة ٤٠١ ما يلي : «تفسير سورة (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ، وهي مكّيّة في قول قتادة ، وبعضهم يقول : مدنيّة ، نزلت هي و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) معوّذتين للنبيّ حين سحرته اليهود».

(٢) حديث صحيح متّفق عليه ، أخرجه البخاريّ في كتاب الصوم ، باب هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد؟. وأخرجه مسلم في كتاب السّلام ، باب بيان أنّه يستحبّ لمن رؤي خاليا بامرأة ، وكانت زوجة أو محرما له ، أن يقول : هذه فلانة ليرفع ظنّ السوء به. كلاهما يرويانه من حديث عليّ بن حسين عن صفيّة بنت حييّ. صحيح مسلم (رقم ٢١٧٥) ، ورواه مسلم أيضا من حديث أنس (رقم ٢١٧٤).

(٣) انظر تخريجه فيما سلف ، ج ١ ، تفسير الآية ١١٢ من سورة الأنعام.

٤٩٥

قال بعضهم : بلغنا أنّ الشياطين توسوس إلى الجنّ من غير الشياطين كما توسوس إلى الناس (١) (٢) (٣).

* * *

__________________

(١) هذا ما جاء في ظهر آخر ورقة من مخطوطة القرارة : «كمل السفر الرابع من تفسير هود بن محكّم قاضي الإمام عبد الوهاب (كذا) بن عبد الرحمن بن رستم ، رضي الله عنهم ، بحمد الله وحسن عونه وتأييده. وكان الفراغ منه يوم الأحد بعد الزوال الثاني والعشرين من شهر الله المبارك صفر الذي من عام السابع عشر (كذا) من القرن الثاني عشر من هجرة النبيّ عليه الصلاة والسّلام ، على يد العبد الفقير إلى الله الغنيّ به عمّن سواه أحمد بن موسى بن أبي القاسم بن عمور ، لطف به آمين. نسخه لإخوانه أهل القرارة ، عمرها الله بالإسلام ، آمين يا ربّ العالمين».

(٢) وهذا ما ورد في ظهر آخر ورقة من مخطوطة العطف : «كمل السفر الرابع من تفسير هود بن محكّم الهوّاريّ ، قاضي الإمام عبد الوهّاب رحمه‌الله بحمد الله وحسن عونه على يد متمّمه أبي القاسم بن يحيى الغرداوي غفر الله له ولجميع المسلمين. أتممت نسخته (كذا) من نسختين كثيرتي الفساد جدّا ، فمن وجد له نسخة صحيحة فليقابله فأجره على الله».

(٣) وهذا ما جاء في مصوّرة مخطوطة ابن أبي زمنين في آخر ورقة ٤٠١ : «تمّ الجزء العاشر ، وبه كمل جميع الديوان ، والحمد لله على ذلك كثيرا ، وصلّى الله على محمّد نبيّ الهدى والرحمة ، وعلى آله وسلّم تسليما ، وفي السادس والعشرين من شوّال إحدى عشر وستّمائة ه».

٤٩٦

فهرس الجزء الرابع

تفسير سورة ص.................................................................. ٥

تفسير سورة الزمر............................................................... ٢٨

تفسير سورة المؤمن.............................................................. ٤٩

تفسير سورة حم السّجدة........................................................ ٦٦

تفسير سورة حم عسق.......................................................... ٨٤

تفسير سورة الزخرف............................................................ ٩٩

تفسير سورة الدخان........................................................... ١١٧

تفسير سورة الجاثية............................................................ ١٢٥

تفسير سورة الأحقاف......................................................... ١٣٢

تفسير سورة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم........................................................ ١٤٤

تفسير سورة الفتح............................................................. ١٥٦

تفسير سورة الحجرات.......................................................... ١٦٨

تفسير سورة ق............................................................... ١٨١

تفسير سورة الذاريات.......................................................... ١٩٣

تفسير سورة الطور............................................................. ٢٠٢

تفسير سورة النجم............................................................ ٢١٥

تفسير سورة اقتربت الساعة..................................................... ٢٢٩

تفسير سورة الرحمن............................................................ ٢٣٨

تفسير سورة الواقعة............................................................ ٢٥٠

تفسير سورة الحديد............................................................ ٢٦٤

تفسير سورة المجادلة............................................................ ٢٧٧

تفسير سورة الحشر............................................................ ٢٨٩

تفسير سورة الممتحنة.......................................................... ٣٠٥

٤٩٧

تفسير سورة الصفّ........................................................... ٣١٤

تفسير سورة الجمعة............................................................ ٣١٩

تفسير سورة المنافقون.......................................................... ٣٢٣

تفسير سورة التغابن............................................................ ٣٢٧

تفسير سورة الطّلاق........................................................... ٣٣٢

تفسير سورة التحريم........................................................... ٣٤٣

تفسير سورة الملك............................................................. ٣٥٠

تفسير سورة ن................................................................ ٣٥٦

تفسير سورة الحاقّة............................................................. ٣٦٤

تفسير سورة سأل سائل........................................................ ٣٧١

تفسير سورة نوح.............................................................. ٣٧٧

تفسير سورة الجنّ.............................................................. ٣٨١

تفسير سورة المزّمّل............................................................. ٣٨٦

تفسير سورة المدّثّر............................................................. ٣٩١

تفسير سورة القيامة............................................................ ٣٩٨

تفسير سورة الإنسان.......................................................... ٤٠٤

تفسير سورة المرسلات......................................................... ٤١١

تفسير سورة عمّ يتساءلون...................................................... ٤١٥

تفسير سورة النازعات.......................................................... ٤٢٠

تفسير سورة عبس............................................................. ٤٢٥

تفسير سورة (إذا الشّمس كوّرت (١))........................................ ٤٢٩

تفسير سورة (إذا السّماء انفطرت)............................................ ٤٣٤

تفسير سورة المطفّفين.......................................................... ٤٣٦

تفسير سورة الانشقاق وهي مكّيّة كلّها........................................... ٤٤١

تفسير سورة(والسّماء ذات البروج) وهي مكّيّة كلّها............................. ٤٤٤

٤٩٨

تفسير سورة والطارق........................................................... ٤٤٧

تفسير سورة (سبّح اسم ربّك)................................................ ٤٤٩

تفسير سورة الغاشية........................................................... ٤٥١

تفسير سورة الفجر............................................................ ٤٥٤

تفسير سورة (لا أقسم بهذا البلد)............................................ ٤٥٨

تفسير سورة (والشّمس) وهي مكّيّة كلّها........................................ ٤٦١

تفسير سورة (والليل إذا يغشى)............................................... ٤٦٣

تفسير سورة (والضّحى)..................................................... ٤٦٥

تفسير سورة (ألم نشرح).................................................... ٤٦٧

تفسير سورة التين............................................................. ٤٦٩

تفسير سورة (اقرأ باسم ربّك)................................................ ٤٧١

تفسير سورة القدر............................................................. ٤٧٣

تفسير سورة (لم يكن)....................................................... ٤٧٤

تفسير سورة (إذا زلزلت) ، وهي مدنيّة......................................... ٤٧٦

تفسير سورة (والعاديات) ، وقيل : إنّها مدنيّة................................... ٤٧٧

تفسير سورة القارعة........................................................... ٤٧٩

تفسير سورة (ألهاكم)........................................................ ٤٨٠

تفسير سورة والعصر........................................................... ٤٨١

تفسير سورة الهمزة............................................................. ٤٨٢

تفسير سورة الفيل............................................................. ٤٨٤

تفسير سورة قريش............................................................. ٤٨٦

تفسير سورة (أرأيت الّذى)................................................... ٤٨٧

تفسير سورة الكوثر............................................................ ٤٨٨

تفسير سورة الكافرين.......................................................... ٤٩٠

تفسير سورة (إذا جاء نصر الله).............................................. ٤٩١

٤٩٩

تفسير سورة (تبّت يدا)...................................................... ٤٩٢

تفسير سورة الإخلاص......................................................... ٤٩٣

تفسير سورة الفلق............................................................. ٤٩٤

تفسير سورة الناس............................................................. ٤٩٥

الفهرس...................................................................... ٤٩٧

* * *

٥٠٠