الموسوعة القرآنيّة - ج ٤

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ٤

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٨

١٨ ـ (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ)

«عليين» : جمع لا واحد له ، ك «عشرين» ، فجرى مجراه.

وقد قيل : إن «عليين» : صفة للملائكة ، فلذلك جمع بالواو والنون.

٢٧ ، ٢٨ ـ (وَمِزاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ)

انتصب «عين» عند الأخفش ب «يسقون».

وعند المبرد ، بإضمار : «أعنى».

وعند الفراء : «بتسنيم» : على أن «تسنيما» ، اسم للماء الجاري من علو ، كأنه يجرى من علو الجنة ، معرفة ؛ تقديره : ومزاجه من الماء العالي جاريا من علو.

«يشرب بها» : نعت ل «عين» ، و «بها» ، بمعنى : منها.

ـ ٨٤ ـ

سورة الانشقاق

١ ، ٢ ـ (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ)

يرتفع ما بعد «إذا» على إضمار فعل ، عند البصريين.

وعند الكوفيين : ابتداء وخبر ، والعامل فى «إذا» : اذكر.

وقيل : العامل : انشقت.

وقيل : العامل : «فملاقيه» الآية : ٦ ، وجواب «إذا» : أذنت ؛ على تقدير زيادة الواو.

وقيل : الجواب محذوف ، ومثله «إذا» الثانية ، الآية : ٣.

وقيل : جوابها : «ألقت» ، على حذف الواو.

وقيل : الجواب مضمر.

وقيل : الجواب : «أذنت» الثانية ، الآية : ٥ ، على حذف الواو.

وإنما تحتاج «إذا» إلى جواب ، إذا كانت للشرط ، فإن عمل فيها ما قبلها لم تحتج إلى جواب ولم تكن للشرط.

٥٠١

٦ ـ (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ)

«فملاقيه» : رفع ، على إضمار : فأنت ملاقيه.

٧ ـ (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ)

«من» : رفع بالابتداء ، وما بعدها الخبر

٩ ـ (وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً)

«مسرورا» : حال من المضمر فى «ينقلب».

١٠ ـ (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ)

«من» : رفع بالابتداء ، وما بعدها الخبر.

١٤ ـ (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ)

«أن» : سدت مسد المفعولين ل «ظن».

٢٠ ـ (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)

«ما» : استفهام ابتداء ، و «لهم» : الخبر ، «ولا يؤمنون» : حال من الهاء والميم ، والعامل فيه معنى الاستفهام التي تعلقت به اللام فى «لهم».

٢٥ ـ (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)

«الذين» : نصب على الاستثناء من الهاء والميم فى «فبشرهم» الآية : ٢٤.

وقيل : «هم» : استثناء ليس من الأول.

ـ ٨٥ ـ

سورة البروج

١ ـ (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) جوابه : «قتل أصحاب الأخدود» الآية : ٤ ؛ أي : لقتل.

وقيل : جوابه «إن بطش ربك لشديد» الآية : ١٣

وقيل : الجواب محذوف.

٥٠٢

٢ ـ (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ)

«الموعود» : نعت ل «اليوم» ، وثم ضمير محذوف به تتم الصلة ؛ تقديره : الموعود به ، ولو لا ذلك ما صحت الصفة ، إذ لا ضمير يعود على الموصوف من صفته.

٥ ـ (النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ)

«النار» : بدل من «الأخدود» الآية : ٤ ، وهو بدل الاشتمال.

وقال الكوفيون : هو خفض على الجوار.

وقال بعض أصحاب البصريين : هو بدل ؛ ولكن تقديره : قتل أصحاب الأخدود نارها ، ثم صارت الألف واللام بدل من الضمير.

وقدره بعض البصريين : قتل أصحاب الأخدود والنار التي فيها.

١٥ ـ (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ)

«المجيد» : من خفضه جعله نعتا ل «العرش».

وقيل : لا يجوز أن يكون نعتا ل «العرش» ، لأنه من صفات الله جل ذكره ، وإنما هو نعت ل «رب» فى قوله : «إن بطش ربك لشديد» الآية : ١٢.

ومن رفعه جعله نعتا ل «ذو» ، أو : خبرا بعد خبر.

١٦ ـ (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ)

«فعال» : رفع على إضمار «هو» ، أو : على أنه خبر بعد خبر ، أو : على البدل مما قبله من «ذو العرش».

١٨ ـ (فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ)

بدل من «الجنود» الآية : ١٧ ، فى موضع خفض ، أو فى موضع نصب على : «أعنى» ، ولا ينصرفان للتعريف والعجمة فى «فرعون» ، والتأنيث فى «ثمود» والتعريف ، إذ هو اسم للقبيلة.

٢٢ ـ (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)

«محفوظ» : من رفعه جعله نعتا ل «قرآن» الآية : ٢١ ؛ ومن خفضه جعله نعتا ل «لوح».

٥٠٣

ـ ٨٦ ـ

سورة الطارق

٤ ـ (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ)

من قرأ بتخفيف «لما» جعل «ما» زائدة ، و «إن» مخففة من الثقيلة ، ارتفع ما بعدها لنقصها ، وهى جواب القسم ، كأنه قال : إن كل نفس لعليها حافظ ، وتصحيحه : إنه لعلى كل نفس حافظ ، ف «حافظ» : مبتدأ ، و «عليها» : الخبر ؛ والجملة : خبر «كل» ، ودخلت اللام للفرق بين «إن» المخففة من الثقيلة وبين «إن» بمعنى «ما» النافية.

ومن شدد «لما» جعل «لما» بمعنى : إلا ، و «أن» : بمعنى : ما ؛ تقديره : ما كل نفس إلا عليها حافظ.

وحكى سيبويه : نشدتك بالله لما فعلت ؛ أي : إلا فعلت.

٨ ، ٩ ـ (إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ)

«يوم» : ظرف ، والعامل فيه «لقادر» ، ولا يعمل فيه «رجعه» ، لأنك كنت تفرق بين الصلة والموصول بخبر «إن» ، وهذا على قول من قال «رجعه» بمعنى : بعثه وإحيائه بعد موته.

ومن قال «رجعه» بمعنى : رده لما فى الإحليل ، أو على حبس الماء فلا يخرج من الإحليل ، نصب «يوما» بفعل مضمر ؛ أي : اذكر يوم تبلى ؛ ولا يعمل فيه «لقادر» ، لأنه لم يرد أنه يقدر على رد الماء فى الإحليل وغير ذلك يوم القيامة ، إنما أخبر بذلك أنه يقدر عليه فى الدنيا لو شاء ذلك.

ـ ٨٧ ـ

سورة الأعلى

٥ ـ (فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى)

«الهاء» و «غثاء» : مفعولان ب «جعل» ، لأنه بمعنى : «صير» ، و «أحوى» : نعت ل «غثاء» ، وأحوى ، بمعنى : أسود.

وقيل : أحوى : حال من «المرعى» ، و «أحوى» : بمعنى : أخضر ؛ أي : أخرج المرعى فى حال خضرة فجعله غثاء. والغثاء : الهشيم ، كغثاء السيل.

٥٠٤

٦ ، ٧ ـ (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إِلَّا ما شاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى)

«لا» : بمعنى : «ليس» ، وهو خبر ، و «ليس» : بمعنى النفي ، إذ لا يجوز أن ينهى الإنسان عن النسيان ، لأنه ليس باختياره.

«ما» : فى موضع نصب على الاستثناء ؛ أي : لست تنسى إلا ما شاء الله أن يرفع تلاوته وينسخه بغير بدل.

وقيل : تنسى ، بمعنى : تترك ، فيكون المعنى : إلا ما شاء الله ، وليس يشاء الله أن تنسى منه شيئا ، فهو بمنزلة قوله فى «هود» فى الموضعين «خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك» الآية : ١٠٧ ، قيل معناه : إلا ما يشاء ربك وليس يشاء جل ذكره ترك شىء من الخلود ، لتقدم مشيئته لهم بالخلود.

وقيل : «إلا ما شاء الله» : استثناء من «فجعله غشاء أحوى» الآية : ٥.

ـ ٨٨ ـ

سورة الغاشية

٢ ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ)

«خاشعة» : خبر «وجوه» ، وذلك فى الآخرة.

٣ ـ (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ)

«عاملة» : رفع على إضمار «هى» ، وذلك فى الدنيا ، فتقف ، على هذا التأويل ، على «خاشعة».

ويجوز أن تكون «عاملة» : خبرا بعد خبر عن «وجوه» ، فيكون العمل فى النار ، لما لم يعمل فى الدنيا ، أعملها الله فى النار ، وهو قول الحسن وقتادة ، ولا تقف ، على هذا ، على «خاشعة».

٨ ، ٩ ـ (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ لِسَعْيِها راضِيَةٌ)

«وجوه ... ناعمة» : ابتداء وخبر ، و «راضية» : خبر ثان ، أو على إضمار : «هى».

٢١ ، ٢٢ ، ٢٣ ـ (فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ)

«من» : فى موضع نصب ، على الاستثناء المنقطع.

٥٠٥

وقيل. هو استثناء من الخبر على إضمار بعد «فذكر» ؛ أي : فذكر عبادى إلا من تولى ، أو على إضمار بعد «مذكر» ؛ أي : إنما أنت مذكر الناس ، إلا من تولى.

وقيل : فى موضع خفض ، على البدل من الهاء والميم فى «عليهم».

٢٥ ـ (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ)

«إيابهم» : قرأه أبو جعفر بتشديد الياء ، وفيه بعد ، لأنه مصدر : آب يئوب إيابا ، وأصل «الياء» أولا : واو ، لكن انقلبت «ياء» لانكسار ما قبلها ، وكان يلزم من شدد أن يقول : أوابهم ، لأنه من الواو ، ويقول : إيوابهم ، فيبدل من أول المشدد ياء ، كما قالوا : ديوان ، والأصل : دوان.

ـ ٨٩ ـ

سورة الفجر

٦ ، ٧ ـ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ)

«إرم» : فى موضع نصب ، خفض على النعت ل «عاد» ، أو : على البدل ، ومعنى «إرم» : القديمة.

ومن جعل «إرم» مدينة ، قدر فى الكلام حذفا ؛ تقديره : بمدينة عاد إرم.

وقيل : تقديره : بعاد صاحبة إرم.

«وإرم» : مؤنثة معرفة ، على هذا القول ، فلذلك لم ينصرف ، وانصرف «عاد» ، لأنه مذكر خفيف.

٩ ـ (وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ)

«وثمود» : لم ينصرف ، لأنه اسم للقبيلة ، وهو معرفة ، وموضعه خفض على العطف على «عاد» ، و «الذين» : فى موضع النعت ل «ثمود» ، أو : فى موضع نصب على : «أعنى» ، أو : فى موضع رفع على «هم».

١٨ ـ (وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ)

مفعول «تحضون» محذوف ؛ تقديره : ولا تحضون الناس ـ أو : أنفسكم ـ على طعام.

ومن قرأها «تحاضون» لم يقدر حذف مفعول ، إنما هو تتحاضون فيما بينكم على الخير ، لا يتعدى.

٥٠٦

٢٢ ـ (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)

«صفا صفا» : حال.

٢٣ ـ (وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى)

«بجهنم» : فى موضع رفع ، مفعول لما لم يسم فاعله.

وقيل : المصدر مضمر ، وهو المفعول لما لم يسم فاعله.

ويجوز أن يكون المفعول «يومئذ» ، بدلا من الأول.

وقيل : العامل فيه «يتذكر».

«وأنى له الذكرى» : الذكرى ، رفع بالابتداء ، و «أنى له» : الخبر.

ـ ٩٠ ـ

سورة البلد

١ ـ (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ)

«لا» : زائدة.

وقيل : هى بمعنى «إلا».

وقيل : لا ، غير زائدة ، وهى رد لكلام قبله ، و «البلد» : نعت ل «هذا» ، أو : بدل ، أو : عطف بيان.

٥ ـ (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ)

«أن» : سدت مسد مفعولى «حسب» ، ومثله «أن لم يره» الآية : ٧ ، وأصل «يره» : يراه ، ثم خففت الهمزة وحذفت الألف للجزم.

١٢ ، ١٣ ـ (وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ)

«فك رقبة» : بدل من «العقبة» ، أو : على إضمار : هى فك ، ابتداء وخبر.

١٦ ، ١٥ ـ (يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ)

«يتيما» : نصب ب «إطعام» ، و «أو مسكينا» : عطف عليه.

٥٠٧

ـ ٩١ ـ

سورة الشمس

٩ ، ١٠ ـ (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها)

فى «زكاها» : ضمير «من» ، وبه تتم الصلة ؛ أي : من زكّى نفسه بالعمل الصالح.

«وقد خاب من دساها» ؛ أي : أخفى نفسه بالعمل السيئ.

وقيل : إن فى «زكاها» و «دساها» : ضمير يعود على الله عزوجل ؛ أي : قد أفلح من زكّاه الله ، وقد خاب من خذله الله.

وهذا يبعد ، إذ لا ضمير يعود على «من» من صلته ، وإنما يعود الضمير على اسم الله جل ذكره.

ولكن إن جعلت «من» اسما للنفس ، وأثبت على المعنى. فقلت : زكاها ودساها ، جاز : لأن الهاء والألف يعود على «من» حينئذ ، فيصلح الكلام ، كأنه فى التقدير : قد أفلحت النفس التي زكاها الله ، وقد خابت النفس التي خذلها الله وأخفاها.

ومعنى «دساها» : أخفاها بالعمل السيئ ، أو تكون «من» بمعنى الفرقة ، أو الطائفة ، أو الجماعة ، فتعود «الهاء» فى «دساها» و «زكاها» على «من» ، ويحسن الكلام بأن يكون الضمير فى «زكاها» و «دساها» لله جل ذكره.

و «دساها» ، أصله : دسسها ، من : دسست الشيء : أخفيته ، لكن أبدلوا من السين الأخيرة ياء ، وقلبت ألفا ، لتحركها وانفتاح ما قبلها.

١٣ ـ (فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها)

«ناقة الله» : نصب على الإغراء ؛ أي : احذروا ناقة الله ، و «سقياها» ، فى موضع نصب ، عطف على «ناقة».

١٤ ـ (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها)

«سواها» : الهاء ، تعود على «الدمدمة» ، ودل على ذلك قوله «فدمدم» ؛ أي : سوى بينهم فى العقوبة.

١٥ ـ (وَلا يَخافُ عُقْباها)

من قرأه بالفاء ، فالفعل لله جل ذكره ، ومن قرأه بالواو ، فالفعل للعاقر ؛ أي : انبعث أشقاها ولا يخاف عقباها.

ويجوز أن يكون من قرأه بالواو ، جعل الفعل لله.

٥٠٨

ـ ٩٢ ـ

سورة الليل

٣ ، ٤ ـ (وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى)

«ما» والفعل : مصدر ؛ أي : وخلق الذكر.

وقيل : ما ، بمعنى «من» ، أقسم الله جل ذكره بنفسه. و «إن سعيكم» : هو جواب القسم.

وقيل : ما ، بمعنى «الذي».

وأجاز الفراء خفض «الذكر والأنثى» : على البدل من «ما» ، جعلها بمعنى «الذي».

٥ و ٦ و ٧ ـ (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى)

«من» : رفع بالابتداء ، و «فسنيسره» : الخبر ، وهو شرط وجوابه ، ومثله : «وأما من بخل» الآية : ٨

١١ ـ (وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى)

«ما» : فى موضع نصب على «يغنى» ، وهى استفهام عمل فيه ما بعده.

ويجوز أن تكون «ما» نافية ، حرفا ، وبحذف مفعول «يغنى» ؛ أي : وليس يغنى عنه ماله شيئا إذا هلك

١٢ ـ (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى)

«الهدى» : اسم «إن» ، «وعلينا» : الخبر ، ومثله : «وإن لنا للآخرة» الآية : ١٣ ، ولام التأكيد تدخل على الابتداء وعلى اسم «إن» إذا تأخر ، وعلى خبر «إن» إلا أن يكون ماضيا ، أو يكون ظرفا يلى «إن» ، وعلى الظرف إذا وقع موقع الخبر ، وإن لم يكن خبرا ، وكان الخبر بعده.

٢٠ ـ (إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى)

«ابتغاء» : نصب على الاستثناء المنقطع.

وأجاز الفراء ، الرفع فى «ابتغاء» على البدل من موضع «نعمة» الآية : ١٩ ، وهو بعيد.

٥٠٩

ـ ٩٣ ـ

سورة الضحى

٣ ـ (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)

«ما» : جواب القسم.

«ودعك» لا يستعمل إلا بالتشديد ، لا يقال : ودع.

قال سيبويه : استغنوا عنه ب «ترك».

«ما قلى» : المفعول محذوف ؛ أي : وما قلاك ؛ أي : وما أبغضك.

٥ ـ (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى)

المفعول الثاني محذوف ، كما تقول : أعطيت ، وتسكت ؛ فالتقدير : يعطيك ما تريد فترضى.

٦ ـ (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى)

الكاف ، و «يتيما» : مفعولان ل «يجد» ، ومثله : «ووجدك ضالا» الآية : ٧ ، و «وجدك عائلا» الآية : ٨

٩ ـ (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)

«اليتيم» : نصب ب «تقهر» ، وحقه التأخير بعد الفاء ؛ وتقديره : مهما يكن من شىء فلا تقهر اليتيم ، ومثله : (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) الآية : ١٠ ، ولو كان مع «تقهر» و «تنهر» : هاء ، لكان الاختيار فى «اليتيم» و «السائل» : الرفع ، ويجوز النصب ؛ ولا يجوز مع حذف «الهاء» إلا النصب.

و «اليتيم» و «السائل» : اسمان يدلان على الجنس.

١١ ـ (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)

«بنعمة» : الباء ، متعلقة ب «حدث» ؛ وتقديرها أن تكون بعد الفاء ؛ والتقدير : مهما يكن من شىء فحدث.

ـ ٩٤ ـ

سورة الشرح

١ ـ (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)

«ألم» : الألف ، تقلب الكلام من النفي فترده إيجابا.

٥١٠

ـ ٩٥ ـ

سورة التين

٢ ـ (وَطُورِ سِينِينَ)

هذه لغة فى «سينا» ، وقد تقدم ذكره فى سورة «المؤمنين» الآية : ٢٠.

٣ ـ (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)

«هذا» : الاسم من «هذا» : ذا ، عند البصريين ؛ و «الذال» وحدها ، عند الكوفيين ، وهو اسم مبهم مبنى ، وإنما بنى لأنه مسمى بعينه ، بل ينتقل إلى كل مشار إليه فلا يستقر على شىء بعينه ، فخالف الأسماء فى مشابهة الحروف ، لأن الحروف مخالفة للأسماء ، فبنى كما بنيت الحروف.

وقال الفراء : إنما لم يعرب لأن آخره ألف ، والألف لا تتحرك.

وهذا قول ضعيف يلزم منه بناء «موسى» : و «عصا» : وشبههما.

٧ ـ (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ)

«ما» : استفهام ، رفع بالابتداء ، و «يكذبك» : الخبر.

٨ ـ (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)

«أحكم» : انصرف ، وهو على وزن الفعل ، لأنه أضيف فخرج عن شبه الأفعال ، لأنها لا تضاف ، فانصرف إلى الخفض.

ـ ٩٦ ـ

سورة العلق

١ ـ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)

دخلت الباء فى «باسم» لتدل على الملازمة والتكرير ، ومثله : أخذت بالخطام ؛ فإن قلت : اقرأ اسم ربك ، وأخذت الخطام ، لم يكن فى الكلام ما يدل على لزوم الفعل وتكريره.

وأجاز النحويون : أقر بهذا ، بحذف الهمزة ، على تقدير إبدال الألف من الهمزة قبل الأمر ، كما قال تعالى.

٥١١

(أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى) ٢ : ٦١ ، فالألف فى «أدنى» ، على قول جماعة ، بدل من همزة ، وهو من الدناءة ، فلما دخله الأمر حذفت الألف للبناء.

وهو مبنى عند البصريين ، ومعرب عند الكوفيين.

٣ ـ (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ)

«وربك الأكرم» : ابتداء وخبر فى موضع الحال ، من المضمر فى «اقرأ».

٧ ـ (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى)

«أن» : مفعول من أجله ، و «الهاء» ، و «استغنى» مفعولان : «ل «رأى» ، و «رأى» : بمعنى : علم ، يتعدى إلى مفعولين.

وقد قرأ قنبل عن ابن كثير : «أن راه» بغير ألف بعد الهمزة ، كأنه حذف لام الفعل ، كما حذفت فى «حاش لله».

وحكى حذفها عن العرب.

وقيل : إن الهمزة سهلت على البدل ، فاجتمع ألفان ، فحذفت الثانية لالتقاء الساكنين ، فلما نقصت الكلمة ردت الهمزة إلى أصلها.

وقيل : إنما حذفت الألف لسكونها وسكون السين بعدها ، لأن الهاء حرف خفى لا يعتد به ، وجرى الوقف على لفظ الوصل ، فحذفت فى الوقف كما حذفت فى الوصل ، لئلا يختلف.

وقيل : إنما حذفت الألف لأن مضارع «رأى» قد استعمل بحذف عينه ، بعد إلقاء حركته على ما قبله ، استعمالا صار فيه كالأصل لا يجوز غيره ، فقالوا : ترى ، فجرى الماضي على ذلك ، فلم يمكن حذف العين ، إذ ليس قبلها ساكن تلقى عليه الحركة ، فحذفت اللام.

٩ ـ (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى)

«أرأيت» : الياء ، ساكنة لا يجوز غيره ، لاتصال المضمر المرفوع بها ، ومن لم يهمز «أرأيت» جعل الهمزة بين الهمزة والألف.

وقيل : أبدل منها ألفا.

٥١٢

والأول هو الأصل.

١٥ ـ (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ)

«لنسفعا» : هذه النون هى نون التأكيد الخفيفة ، دخلت مع لام القسم ، والوقف عليها ، إذا انفتح ما قبلها ، بالألف ، وتحذف فى الوقف إذا انضم ما قبلها ، أو تكسر ويرد ما حذف من أجلها.

ـ ٩٧ ـ

سورة القدر

١ ـ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)

«أنزلناه» : الهاء ، تعود على القرآن ، وإن لم يجر له ذكر ، إذ قد فهم المعنى.

٢ ـ (وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ)

«ما» الأولى : استفهام ، ابتداء ، و «أدراك» : فعل ، وفيه ضمير الفاعل يعود على «ما» ، والكاف : مفعول أول ل «أدراك» ، و «ما» الثانية : استفهام ، ابتداء ثان ، و «ليلة» : خبر عن الثاني ، والجملة : فى موضع المفعول الثاني ل «أدراك» ، و «أدراك» ومفعولاها : خبر الأولى ، ومثله : (وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ) ١٠١ : ٣ ، وقد تقدم الكلام على هذا فى «الحاقة» السورة : ٦٩ ، وفى غيرها.

٥ ـ (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)

«سلام هى» : ابتداء وخبر.

«حتى مطلع الفجر» : الأصل فى قياس «مطلع» فتح اللام ، لأن اسم المكان والمصدر من فعل يفعل : المفعل ، وقد شذت فأتى فيها الكسر ، لغة ، نحو : المسجد.

وقرأ الكسائي «مطلع» ، بكسر اللام ، جعله مما خرج عن قياسه.

ـ ٩٨ ـ

سورة البينة

١ ، ٢ ـ (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى

تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً)

«لم يكن» : كسرت النون لسكونها وسكون اللام بعدها ، وأصلها السكون للجزم ، وحذفت الواو قبلها لسكونها وسكون

٥١٣

النون ، ولم ترد الواو عند حركة النون ، لأن الحركة عارضة لا يعتد بها ، ومثله : (قُمِ اللَّيْلَ) ٧٣ : ٢ ، وهو كثير فى القرآن فى كل فعل مجزوم ، أو مبنى وعينه واو أو ياء ، أو ألف مبدلة من أحدهما ، ولا يحسن حذف النون فى هذا «من يكن» على لغة من قال : لم يك زيد قائما ، لأنها قد تحركت ، وإنما يجوز حذفها إذا كانت ساكنة للوصل ، فتشبه بحروف المد واللين ، فتحذف للمشابهة ولكثرة الاستعمال ، وإذا تحركت زالت المشابهة فامتنع الحذف فى الشعر ، فقد أتى حذفها بعد أن تحركت لالتقاء الساكنين.

«والمشركين» : عطف على «أهل» ، ولا يحسن عطف «المشركين» على «الذين» ، لأنه ينقلب المعنى ، ويصير المشركون من أهل الكتاب ، وليسوا منهم.

«منفكين» : معناه : مفارقين بعضهم بعضا ؛ أي : متفرقين ، ودل على ذلك قوله بعد ذلك : «وما تفرق الذين أوتوا الكتاب» الآية : ٤ ، فهو مأخوذ من قولهم : قد انفك الشيء ، من الشيء ، إذا فارقه ، فلا يحتاج إلى خبر ، إذ كان بمعنى : زائلين ، ولو كان بمعنى الاستمرار لاحتاج إلى خبر ، لأنه من أخوات «كان».

٢ ـ (رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً)

«رسول» : بدل من «البينة» الآية : ١ ، أو رفع على إضمار : هى رسول ، و «يتلوا» : فى موضع رفع ، على النعت ل «رسول» ، وفى حرف أبى : «رسولا» ، بالنصب على الحال.

٣ ـ (فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ)

ابتداء وخبر ، فى موضع النعت ل «صحف» الآية : ٢

٥ ـ (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا

الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)

مخلصين» ، و «حنفاء» : حالان من المضمر فى «يعبدوا».

«دين القيمة» : دين ، خبر «ذلك» ، و «القيمة» : صفة قامت مقام موصوف ؛ تقديره : دين الملة القيمة ؛ أي : المستقيمة.

وقيل : تقديره : دين الجماعة القيمة

٦ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها

أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ)

«المشركين» : فى موضع خفض ، عطف على «أهل» ، كما فى الآية الأولى فى علته.

٥١٤

٨ ـ (جَزاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً

رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)

«جزاؤهم عند ربهم» : ابتداء ، و «جنات» : خبره ؛ أي : دخول جنات ، و «تجرى» : نعت ل «جنات» ، و «خالدين» : حال من الهاء والميم فى «جزاؤهم».

وجاز ذلك ، لأن المصدر ليس بمعنى «أن يفعل» فيحتاج إلى ما يفرق بينه وبين ما تعلق به ، إنما يمتنع أن يفرق بينه وبين ما تعلق به إذا كان بمعنى «أن فعل» ، وليس هذا منه : و «أبدا» : ظرف زمان.

ـ ٩٩ ـ

سورة الزلزلة

١ ـ (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها)

«إذا» : ظرف زمان مستقبل ، والعامل فيه «زلزلت» ، وجاز ذلك لأنها بمعنى الشرط ، وما بعدها فى تقدير مجزوم لها ، فكما جاز عملها فيما بعدها جاز عمل ما بعدها فيها ، كما يعمل فى «ما» و «من» اللتين للشرط ما بعدها ، ويعملان هما فيما بعدهما ، تقول ، من يكرم أكرمه ، وما تفعل أفعل ، ف «ما» و ، «من» : فى موضع نصب بالفعل المجزوم الذي بعدهما ، وهما جزما ما بعدهما ، فجرت «إذا» ، إذ كانت بمعنى الشرط على حكم «ما» و «من» ، وإن كانت فى التقدير مضافة إلى الجملة بعدها.

«زلزالها» : مصدر ، كما تقول : ضربتك ضربك ، وحسن إضافته إلى الضمير لتتفق رءوس الآي على لفظ واحد.

والزلزال ، بالفتح : اسم ؛ وبالكسر : مصدر.

وقيل : هما جميعا مصدر.

وقد قرأ عاصم الجحدري : «زلزالها» ، بالفتح.

٣ ـ (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها)

«ما لها» : ابتداء ، استفهام تام ، و «لها» : الخبر.

٥١٥

٦ ـ (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ)

«أشتاتا» : حال من «الناس».

٧ ، ٨ ـ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)

«فمن يعمل» : من ، شرط ، وهو اسم تام مبتدأ ، و «يره» : الخبر ، ومثله الثاني.

ـ ١٠٠ ـ

سورة العاديات

١ ـ (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً)

«ضبحا» : مصدر ، فى موضع الحال.

٢ ـ (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً)

«قدحا» : مصدر محض ، لأن ف «الموريات» بمعنى : ف «القادحات».

٣ ـ (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً)

«صبحا» : ظرف زمان ، عمل فيه «فالمغيرات».

٤ ـ (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً)

«نقعا» : مفعول به ب «أثرن».

٥ ـ (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً)

«جمعا» : حال.

٩ ، ١٠ ، ١١ ـ (أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ

إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ)

العامل فى «إذا» ، عند المبرد : «بعثر» ولا يعمل فيه «يعلم» ، ولا «خبير» ، لأن الإنسان لا يراد منه العلم والاعتبار ذلك الوقت ، إنما يعتبر فى الدنيا ويعلم ، ولا يعمل ما بعد «إن» فيما قبلها ، لو قلت : يوم الجمعة إن زيدا قائم ، لم يجز إلا على كلامين وإضمار عامل ل «يوم» ، كأنك قلت : اذكر يوم الجمعة ، ثم قلت : إن زيدا قائم ؛

٥١٦

ولا يعمل فيه «قائم» البتة ، فأما «يومئذ» الثاني فالعامل فيه «خبير» ، وجاز أن يعمل ما بعد اللام فيما قبلها ، لأن التقدير فى «اللام» أن تكون فى الابتداء ، وإنما دخلت فى الخبر لدخول «إن» على الابتداء ، فيعمل الخبر فيما قبله ، وإن كان فيه «لام» على أصل حكم «اللام» فى التقدير قبل المبتدأ.

ـ ١٠١ ـ

سورة القارعة

١ ، ٢ ، ٣ ـ (الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ)

قد تقدم الكلام فيها وفيما كان مثلها ، مثل : «ما أدراك ماهيه» الآية : ١٠ ، وشبهة فى «الحاقة» : ٦٩ ، و «الواقعة» : ٥٦ ، وفى «القدر» : ٩٧

٤ ، ٥ ـ (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ وَتَكُونُ الْجِبالُ

كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ)

العامل فى «يوم» : القارعة ؛ أي : تقرع آذان الخلق يوم يكون.

وقيل : «القارعة» : رفع بإضمار فعل ، وذلك الفعل عامل فى «يوم» ؛ تقديره : ستأتى القارعة.

والأول أحسن.

«كالفراش» : الكاف ، فى موضع خبر «كان» ، ومثله : «كالعهن» ، والعهن : جمع عهنة.

٧ ـ (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ)

«من» : شرط ، اسم تام فى موضع رفع بالابتداء ، و «فهو» : الخبر ، ومثله : «من خفت» الآية : ٨

١٠ ـ (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ)

«هيه» : الهاء ، دخلت للوقف ، لبيان حركة الياء.

١١ ـ (نارٌ حامِيَةٌ)

«نار» : رفع على إضمار مبتدأ ؛ أي : هى نار.

٥١٧

ـ ١٠٢ ـ

سورة التكاثر

٦ ـ (لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ)

«لترون» : من قرأ بضم «التاء» جعله فعلا رباعيا منقولا من «رأى» ، من رؤية العين ، فتعدى بنقله إلى الرباعي إلى مفعولين ، قام أحدهما مقام الفاعل ، وهو المضمر فى «لترون» ، مفعول لم يسم فاعله ، و «الجحيم» : المفعول الثاني.

ومن فتح «التاء» جعله فعلا ثلاثيا غير منقول إلى الرباعي ، فعداه إلى مفعول واحد ، لأنه فى الوجهين من رؤية العين.

٧ ـ (ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ)

«عين اليقين» : نصب على المصدر ، لأن معناه : لتعايننها عينا يقينا.

ـ ١٠٣ ـ

سورة العصر

١ ـ (وَالْعَصْرِ)

«والعصر» : هو قسم ، والواو بدل من الباء ؛ وتقديره : ورب العصر ، وكذلك التقدير فى كل قسم بغير الله. و «العصر» : الدهر.

٣ ـ (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) «

إلا الذين آمنوا» : فى موضع نصب على الاستثناء من «الإنسان» ، لأنه بمعنى الجماعة.

ـ ١٠٤ ـ

سورة الهمزة

١ ـ (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ)

«ويل» : رفع بالابتداء ، وهو الاختيار ، ويجوز نصبه على المصدر ، أو على الإغراء

٥١٨

٢ ـ (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ)

«الذي» : فى موضع رفع على إضمار مبتدأ ؛ أي : هو الذي ، أو : فى موضع نصب على : «أعنى» ، أو : فى موضع خفض على البدل من «كل».

«وعدده» : فعل ماض مبنى على الفتح ؛ وقرأه الحسن بالتخفيف ، فهو منصوب على العطف على «مال» ؛ أي : وجمع عدده ، ولا يحسن أن يكون التخفيف فعلا ماضيا على إظهار التضعيف ، لأن إظهار التضعيف فى مثل هذا لا يجوز إلا فى شعر.

٣ ـ (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ)

«أن» : سدت مسد مفعولى «يحسب».

وكسر السين فى «يحسب» وفتحها : لغتان مشهورتان.

٤ ـ (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ)

«لينبذن» : هذا الفعل ونظيره مبنى على الفتح لأجل ملاصقة النون له ، وفيه ضمير يعود على «الذي».

وقرأ الحسن «لينبذان» على التثنية ، رده على المال وصاحبه ، وروى عنه «لينبذن» بضم الذال ، على الجمع ، رده على : الهمزة ، واللمزة ، والمال.

٥ ـ (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ)

قد تقدم ذكرها (الآية : ٤)

٦ ـ (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ)

«نار الله» : رفع على إضمار : «هى» ، ابتداء وخبر.

٨ ـ (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ)

«مؤصدة» : من همزة جعله من : أصدت الباب : ضيقته ، لغة معروفة ، ومن لم يهمز جعله مخففا من الهمزة.

ويجوز أن يكون جعله من «أوصدت» ، لغة مشهورة فيه ، وهو مثل قولهم : وكدت وأكدت ، والتأكيد

٥١٩

والتوكيد ، ومثله : أرخت الكتاب ورخته ، لغتان ، وقوله : «بالوصيد» ١٨ : ١٨ ، يدل على «أوصدت» بالواو.

٩ ـ (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)

«فى عمد» : من قرأها بفتحتين جعلها اسما للجميع ، لأن باب : فعول ، أو فعيل ، أو فعال ، أن يجمع على «فعل» نحو : كتاب وكتب ، ورسول ورسل ورغيف ورغف ، وقد قالوا : أديم وأدم ، وأفيق وأفق ، فهذا بمنزلة : عمود وعمد ، بالفتح.

ـ ١٠٥ ـ

سورة الفيل

١ ـ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ)

«كيف» : ظرف ، والعامل فيه «فعل» ، ولا يعمل فيه «تر» ، لأنه على معنى الاستفهام ، ولا يعمل فيه ما قبله.

٣ ـ (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ)

«أبابيل» : واحدها : أبول ، كعجول وعجال وعجاجيل.

وقيل : واحدها «إبيل» ، كسكين وسكاكين.

وقيل : واحدها «إبال» ، كدينار ودنانير ، وأصل «دينار» : دنار ، بتكرير النون فى الجمع والتصغير.

وقيل : هو جمع لا واحد له.

وقيل : هو اسم للجمع.

٤ ـ (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ)

«ترميهم» : فى موضع نصب نعت ل «طير» الآية : ٣ ، وكذلك «أبابيل» نعت ل «طير» ، فكأنه قال : جماعات متفرقة.

٥ ـ (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)

«كعصف» : الكاف ، فى موضع نصب مفعول ثان ل «جعل» ، لأنه بمعنى «صير».

٥٢٠