الموسوعة القرآنيّة - ج ٤

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ٤

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٨

وقيل : «هذا» : رفع على خبر ابتداء محذوف ؛ تقديره : منه حميم.

ويجوز أن يكون «هذا» فى موضع نصب ب «يذوقوه» ، و «الفاء» : زائدة ، كقولك : هذا زيد فاضربه ، لو لا «الفاء» لكان الاختيار النصب ، لأنه أمر ، فهذا بالفعل ، أولى ، وهو جائز مع ذلك.

٥٨ ـ (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ)

ابتداء وخبر ، و «من شكله» : صفة ل «أخر» ، ولذلك حسن الابتداء بالنكرة لما وصفت. و «الهاء» فى «شكله» : يعود على المعنى ؛ أي : وآخر من شكل ما ذكر.

وقيل : يعود على «حميم» الآية : ٥٧

ومن قرأه «وآخر» ، بالتوحيد ، رفعه بالابتداء أيضا ، و «أزواج» : ابتداء ثان ، «ومن شكله» : خبر ل «أزواج» ، والجملة : خبر «آخر» ؛ ولم يحسن أن يكون «أزواج» خبر عن «آخر» ، لأن الجمع لا يكون خبرا عن الواحد.

وقيل : «آخر» : صفة لمحذوف هو الابتداء ، والخبر محذوف ؛ تقديره : ولهم عذاب آخر من ضرب ما تقدم ، ويرفع «أزواج» بالظرف ، وهو «من شكله».

ولا يحسن هذا فى قراءة من قرأ «وآخر» بالجمع ، لأنك إذا رفعت «الأزواج» بالظرف ، لم يكن فى الظرف ضمير ، وهو صفة لمحذوف ، والصفة لا بد لها من ضمير يعود على الموصوف ، فهو رفع بالظرف ، ولا يرفع الظرف فاعلين.

٦٢ ـ (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ)

«ما لنا لا نرى» : ما ، ابتداء ، استفهام ، و «لنا» : الخبر ، و «لا نرى» : فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «لنا».

٦٣ ـ (أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ)

«أتخذناهم» : من قرأه على الخبر أضمر استفهاما يعادله «أم» ؛ تقديره : أمفقودون هم أم زاغت عنهم الأبصار.

ويجوز أن يكون «أم» معادلة ل «ما» فى قوله «ما لنا لا نرى» الآية : ٦٢ ، لأن «أم» إنما تأتى معادلة للاستفهام.

٣٨١

ومن قرأ بلفظ الاستفهام جعل «أم» معادلة له ، أو لمضمر كالأول.

ويجوز أن تكون «أم» معادلة ل «ما» فى الوجهين جميعا ؛ كما قال الله جل ذكره : (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ) ٢٧ : ٢٠ ، وقال : (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ) ٦٨ : ٣٦ ، ٣٧

وقد وقعت «أم» معادلة ل «من» ، قال الله تبارك وتعالى : (فَمَنْ يُجادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ) ٤ : ١٠٩.

٦٤ ـ (إِنَّ ذلِكَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ)

«لحق» : خبر «إن» ، و «تخاصم» : رفع ؛ على تقدير : هو تخاصم.

وقيل : «تخاصم» : بدل من «حق».

وقيل : هو خبر بعد خبر ل «إن».

وقيل : هو بدل من «ذلك» ، على الموضع.

٧٠ ـ (إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ)

«إلا أنما» : فى موضع رفع ب «يوحى» ، مفعول لم يسم فاعله.

وقيل : هى فى موضع نصب على حذف الخافض ؛ أي : بأنما ؛ أو : لأنما ، و «إلى» : يقوم مقام الفاعل ل «يوحى».

والأول أجود.

٨٤ ـ (قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ)

انتصب «الحق» الأول ، على الإغراء ؛ أي : اتبعوا الحق ، أو : الزموا الحق.

وقيل : هو نصب على القسم ؛ كما تقول : الله لأفعلن ، فتنصب بين حذفت الجار ، ودل على أنه قسم قوله «لأملأن» الآية : ٨٥ ، وهو قول الفراء وغيره.

ومن رفع الأول جعله خبر ابتداء محذوف ؛ تقديره : أنا الحق ؛ كما قال : (الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) ٣ : ٦٠ ، «وانتصب» الثاني ب «أقول».

٣٨٢

ـ ٣٩ ـ

سورة الزمر

١ ـ (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ)

«تنزيل الكتاب» : ابتداء ، والخبر «من الله».

وقيل : هو رفع على إضمار مبتدأ ؛ تقديره : هذا تنزيل.

وأجاز الكسائي النصب ؛ على تقدير : اقرأ تنزيل الكتاب ؛ أو : اتبع تنزيل الكتاب.

وقال الفراء : النصب على الإغراء.

٣ ـ (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا

إِلَى اللهِ زُلْفى)

«والذين اتخذوا» : ابتداء ؛ والخبر محذوف ؛ تقديره : قالوا ما نعبدهم.

وقيل : «الذين» : رفع ، بفعل مضمر ؛ تقديره : وقال الذين اتخذوا.

«زلفى» : فى موضع نصب ، على المصدر.

٩ ـ (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ

قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ)

«أمن هو قانت» : من خفف «أمن» جعله نداء ، ولا خلاف فى الكلام.

ولا يجوز عند سيبويه حذف حرف النداء من المبهم ، وأجازه الكوفيون.

وقيل : هو استفهام بمعنى التنبيه ، وأضمر معادلا للألف ؛ تقديره : أمن هو قانت يفعل كذا وكذا كمن هو بخلاف ذلك؟ ودل على المحذوف قوله ، «قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون» ، وهذا أقوى.

ومن شدد «أمن» فإنما أدخل «أم» على «من» ، وأضمر لها معادلا أيضا قبلها ؛ والتقدير : العاصون ربهم خير أم من هو قانت؟

و «من» : بمعنى : الذي ، وليست للاستفهام ؛ لأن «أم» إنما تدخل على ما هو استفهام ؛ إذ هى للاستفهام ،

٣٨٣

ودل على هذا المحذوف حاجة «أم» إلى المعادلة ، ودل عليه أيضا قوله «هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون».

١٠ ـ (قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا حَسَنَةٌ

وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ)

«حسنة» : ابتداء ، وما قبله الخبر ، وهو المجرور ، و «فى» : متعلقة ب «أحسنوا» ، على أن «حسنة» هى الجنة والجزاء فى الآخرة ؛ أو متعلقة ب «حسنة» على أن «الحسنة» هى ما يعطى العبد فى الدنيا مما يستحب فيها.

وقيل : هو ما يعطى من مولاة الله إياه ومحبته له والجزاء فى الدنيا.

والأول أحسن ؛ لأن الدنيا ليست بدار جزاء.

٢٨ ـ (قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)

«قرآنا» : توطئة للحال ، و «عربيا» : حال.

وقيل : «قرآنا» : توكيد لما قبله ، و «عربيا» : حال من «القرآن».

٤٤ ـ (قُلْ لِلَّهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)

«الشفاعة» : نصب على الحال ، وأتى «جميعا» ، وليس قبله إلا لفظ واحد ، لأن «الشفاعة» مصدر يدل على القليل والكثير ، فجمل «جميعا» على المعنى.

٤٥ ـ (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ)

«وحده» : نعت على المصدر ، عند سيبويه والخليل ، وهو حال عند يونس.

٥٦ ـ (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ)

«أن» : مفعول من أجله.

٦٤ ـ (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ)

«غير» : نصب ب «أعبد» ؛ تقديره : قل : أعبد غير الله فيما تأمرونى؟

وقيل : هو نصب ب «تأمرونى» ، على حذف حرف الجر ؛ تقديره : قل أتأمروني بعبادة غير الله ، ولو ظهرت «أن» لم يجز نصب «غير» ب «أعبد» ، لأنه يصير فى الصلة ، وقد قدمت على الموصول ، ونصبه ب «أعبد» أبين من نصبه ب «تأمرونى».

٣٨٤

٦٦ ـ (بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ)

«الله» : نصب ب «اعبد».

وقال الكسائي والفراء : هو نصب بإضمار فعل ؛ تقديره : بل اعبد الله فاعبد.

و «الفاء» : للمجازاة ، عند أبى إسحاق ؛ وزائدة ، عند الأخفش.

٦٧ ـ (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ

مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ)

«والأرض جميعا قبضته» : ابتداء وخبر ، و «جميعا» : حال.

وأجاز الفراء فى الكلام «قبضته» ، بالنصب ؛ على تقدير حذف الخافض ؛ «أي» : فى قبضته.

ولا يجوز ذلك عند البصريين ؛ لو قلت : زيد قبضتك ؛ أي : فى قبضتك ؛ لم يجز.

«والسموات مطويات بيمينه» : ابتداء وخبر.

٧١ ـ (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً)

«زمرا» : نصب على الحال.

٧٣ ـ (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها

وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ)

«جاءوها وفتحت» ، قيل : الواو زائدة ، و «فتحت» : جواب «إذا».

وقيل : الواو ، تدل على فتح أبواب الجنة قيل إتيان الذين اتقوا الله إليها ، والجواب محذوف ؛ أي : حتى إذا جاءوها آمنوا.

وقيل : الجواب «وقال لهم خزنتها» ؛ «والواو» : زائدة.

٧٥ ـ (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ

بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)

«حافين» : نصب على الحال ؛ لأن «ترى» ، من رؤية العين ؛ وواحد «حافين» : حاف.

وقال الفراء. لا واحد له ؛ لأن هذا الاسم لا يقع لهم إلا مجتمعين.

٣٨٥

ـ ٤٠ ـ

سورة غافر (المؤمن)

١ ـ (حم)

قرأ عيسى بن عمر «حم» ، بفتح الميم ، لالتقاء الساكنين ، أراد الوصل ولم يرد الوقف ، والوقف هو الأصل فى الحروف المقطعة وذكر الأعداد ؛ إذا قلت : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، أربعة ، فإن عطفت بعضها على بعض ، أو أخبرت عنها ، أعربت ، وكذلك الحروف.

وقيل : انتصب «حاميم» على إضمار فعل ؛ تقديره : اتل حاميم ، واقرأ حاميم ، ولكن لم ينصرف ، لأنه اسم للسورة ، فهو اسم لمؤنث ، ولأنه على وزن الأعجمى ، كهابيل.

١٠ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ

إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ)

العامل فى «إذ» فعل مضمر ؛ تقديره : اذكروا إذ تدعون ، ولا يجوز أن يعمل فيه «لمقت» ، لأن خبر الابتداء ، قد تقدم قبله ، وليس بداخل فى الصلة ، و «إذ» داخلة فى صلة «لمقت» ، إذا أعملته فيها ؛ فتكون قد فرقت بين الصلة والموصول بخبر الابتداء ؛ ولا يحسن أن يعمل فى «إذ» : «تدعون» ، لأنها مضافة إليه ، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف ؛ ولا يجوز أن يعمل فى «إذ» : مقتكم ؛ لأن المعنى ليس عليه ، لأنهم لم يكونوا ماقتين لأنفسهم وقت أن دعوا إلى الايمان فكفروا.

١٦ ـ (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ لا يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ

الْواحِدِ الْقَهَّارِ)

«يوم هم بارزون» : ابتداء وخبر ، فى موضع خفض بإضافة «يوم» إليها ، وظروف الزمان إذا كانت بمعنى «إذا» أضيفت إلى الجمل ، وإلى الفعل ، والفاعل ، وإلى الابتداء والخبر ، كما يفعل ب «إذ» ، فإن كانت بمعنى «إذ» لم تضف إلا إلى الفعل والفاعل ، كما يفعل ب «إذا». فإن وقع بعد «إذا» اسم مرفوع فبإضمار فعل ارتفع ؛ لأن «إذا» فيها معنى الشرط ، وهى لما يستقبل ، والشرط لا يكون إلا لمستقبل فى اللفظ وفى المعنى ، والشرط لا يكون إلا بفعل ، فهى بالفعل أولى ، فلذلك وليها الفعل مضمرا أو مظهرا ، وليست «إذ» كذلك ، لا معنى للشرط فيها ، إذ هى لما مضى ، والشرط لا يكون لما مضى.

٣٨٦

١٨ ـ (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ

حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ)

«يطاع» : نعت ل «شفيع» ، وهو فى موضع رفع على موضع «شفيع» ، لأنه مرفوع فى المعنى ، و «من» : زائدة للتأكيد ، والمعنى : ما للظالمين حميم ولا شفيع مطاع.

٢١ ـ (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ

قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً)

«فينظروا» : فى موضع نصب ، على جواب الاستفهام.

وإن شئت : فى موضع جزم ، على العطف على «يسيروا».

«كيف كان عاقبة» : كيف ، خبر «كان» ، و «عاقبة» : اسمها ، وفى «كان» ضمير يعود على «العاقبة» ، كما تقول : أين زيد؟ وكيف عمرو؟ ففي «أين» و «كيف» ضميران يعودان على المبتدأ ، أو هما خبران.

ويجوز أن يكون «كان» ، بمعنى : حدث ، فلا تحتاج إلى خبر ، فيكون «كيف» ، ظرف ملغى لا ضمير فيه.

وكذلك «الذين كانوا من قبلهم» فيه الوجهان.

وكذلك «كانوا هم أشد منهم» ، فيه الوجهان ، و «أشد» ، إذا جعلت «كان» ، بمعنى : حدث ، حالا مقدرة.

٢٨ ـ (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً

أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً

فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ)

«وإن يك كاذبا» : إنما حذفت النون من «يك» ، على قول سيبويه ، لكثرة الاستعمال.

وقال المبرد : لأنها أشبهت نون الإعراب ، فى قوله : تدخلين ، ويدخلان.

٣١ ـ (مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ)

«مثل دأب» : بدل من «مثل» الأول ، الآية : ٣٠.

٣٨٧

٣٣ ـ (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ)

«يوم» : بدل من «يوم» الأول ، الآية : ٣٠.

٣٥ ـ (الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ)

«الذين» : فى موضع نصب على البدل من «من» الآية : ٣٤ ، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أي : هم الذين.

٤٦ ـ (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا

آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ)

«النار» : بدل من «سوء العذاب» الآية : ٤٥ ، أو على إضمار مبتدأ ، أو على الابتداء ، و «يعرضون» : الخبر.

ويجوز فى الكلام النصب على إضمار فعل ؛ تقديره : يأتون النار يعرضون عليها.

ويجوز الخفض على البدل من «العذاب».

«ويوم تقوم الساعة أدخلوا» : يوم ، نصب ب «أدخلوا» ، ومن قطع ألف «أدخلوا» وكسر الخاء نصب «آل فرعون» ب «أدخلوا» ، ومن قرأه بوصل الألف وضم الخاء نصب «آل فرعون» على النداء المضاف.

٤٧ ـ (وَإِذْ يَتَحاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً)

«تبعا» : مصدر فى موضع خبر «كان» ، ولذلك لم يجمع.

٤٨ ـ (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ)

«إنا كل فيها» : ابتداء وخبر «إن».

وأجاز الكسائي والفراء نصب «كل» ، على النعت للمضمر ، ولا يجوز ذلك عند البصريين ، لأن المضمر لا ينعت ، ولأن «كلا» نكرة فى اللفظ ، والمضمر معرفة ، وجاء قولهما أنه تأكيد للمضمر ، والكوفيون يسمون التأكيد نعتا ، و «كل» ، وإن كان لفظه نكرة ، فهو معرفة عند سيبويه ، على تقدير الإضافة والحذف. ولا يجوز البدل ، لأن المخبر عن نفسه لا يبدل منه غيره.

٣٨٨

٥٤ ـ (هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ)

«هدى» : فى موضع نصب على الحال ، و «ذكرى» : عطف عليه.

٥٥ ـ (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ

بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ)

«والأبكار» : من فتح الهمزة ، فهو جمع : بكرة.

٥٦ ـ (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ

إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)

«ما هم ببالغيه» : الهاء ، تعود على ما يريدون ؛ أي : ما هم ببالغي إرادتهم فيه.

وقيل : الهاء ، تعود على «الكبر».

٧١ ـ (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ)

«يسحبون» : حال من الهاء والميم فى «أعناقهم».

وقيل : هو مرفوع على الاستئناف.

وروى عن ابن عباس أنه قرأ : «والسلاسل» ، بالنصب : و «يسحبون» ، بفتح الياء ؛ نصب «السلاسل» ب «يسحبون».

وقد قرئ : «والسلاسل» ، بالخفض ، على العطف على «الأعناق» ، وهو غلط ، لأنه يصير الأغلال فى الأعناق وفى السلاسل ، ولا معنى للغل فى السلسلة.

وقيل : هو معطوف على «الحميم» ، وهو أيضا لا يجوز ؛ لأن المعطوف المخفوض لا يتقدم على المعطوف عليه ؛ لا يجوز : مررت وزيد بعمرو ، ويجوز فى المرفوع ، تقول : قام وزيد عمرو ، ويبعد فى المنصوب ، لا يحسن : رأيت وزيد عمرا ، ولم يجزه أحد فى المخفوض.

٧٥ ـ (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ)

«ذلكم» : ابتداء ، والخبر محذوف ؛ تقديره : ذلكم العذاب مفرحكم فى الدنيا بالمعاصي ؛ وهو معنى قوله «بغير الحق».

٣٨٩

٨١ ـ (وَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَأَيَّ آياتِ اللهِ تُنْكِرُونَ)

«أي» : نصب ب «تنكرون» ، ولو كان مع الفعل «ها» لكان الاختيار الرفع فى «أي» ، بخلاف ألف الاستفهام ، تدخل على الاسم وبعدها فعل واقع على ضمير الاسم ، هذا يختار فيه النصب ، نحو قولك : أزيدا ضربته؟ هذا مذهب سيبويه ، فرق بين «أي» وبين الألف.

ـ ٤١ ـ

سورة فصلت «حم السجدة»

٢ ، ٣ ـ (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)

«تنزيل» : رفع بالابتداء ، و «من الرحمن» : نعته ، و «كتاب» : خبره.

وقال الفراء : رفعه على إضمار «هذا».

«قرآنا عربيا» : حال. وقيل : نصبه على المدح.

ولم يجز الكسائي والفراء نصبه على الحال ، ولكن انتصب عندهما ب «فصلت» ؛ أي : فصلت آياته كذلك.

وأجازا فى الكلام الرفع على النعت ل «كتاب».

٤ ـ (بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ)

«بشيرا ونذيرا» : حالان من «كتاب» ، لأنه نعت ، والعامل فى الحال معنى التنبيه المضمر ، أو معنى الإشارة ؛ إذا قدرته : هذا كتاب فصلت آياته.

٦ ـ (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا

إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ)

«أنما» : فى موضع رفع ب «يوحى».

١٠ ـ (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها وَبارَكَ فِيها وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ

أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ)

«سواء» : نصب على المصدر ، بمعنى : استواء ؛ أي : استوت استواء.

٣٩٠

ومن رفعه ، فعلى الابتداء ، و «للسائلين» : الخبر ؛ بمعنى : مستويات لمن سأل ، فقال : فى كم خلقت؟

وقيل : لمن سأل بجميع الخلق ، لأنهم يسألون القوت وغيره من عند الله جل ذكره.

ومن خفضه جعله نعتا ل «أيام» ، أو ل «أربعة».

والقراء المشهورون على النصب لا غير.

١١ ـ (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا

طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ)

«أتينا طائعين» : إنما أخبر عن السموات والأرضين بالياء والنون ، عند الكسائي ، لأن معناه : آتينا بمن معنا طائعين ، فأخبر عمن يعقل بالياء والنون ، وهو الأصل.

وقيل : لما أخبر عنها بالقول ، الذي هو لمن يعقل ، أخبر عنها خبر من يعقل بالياء والنون.

١٢ ـ (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها)

«سبع» : بدل من الهاء والنون ؛ أي : فقضى سبع سماوات ، و «السماء» : تذكر على معنى السقف ، وتؤنث أيضا. والقرآن أتى على التأنيث ، فقال : سبع سماوات ، ولو أتى على المذكر لقال : سبعة سماوات.

١٧ ـ (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى)

«ثمود» : رفع بالابتداء ، ولم ينصرف ، لأنه معرفة ، اسم القبيلة.

وقد قرأه الأعمش وعاصم بالنصب وترك الصرف ، ونصب على إضمار فعل يفسره ؛ تقديره : «فهديناهم» ، لأن «أما» : فيها معنى الشرط ، فهى بالفعل أولى ، والنصب عنده أقوى والرفع حسن ، وهو الاختيار عند سيبويه ؛ وتقدير النصب : مهما يكن من شىء فهدينا ثمود هديناهم.

١٩ ـ (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)

العامل فى «يوم» فعل دل عليه «يوزعون» ؛ تقديره : ويساق الناس يوم يحشر ، أو : اذكر يوم يحشر ؛ ولا يعمل فيه «يحشر» ، لأن «يوما» مضاف إليه ، ولا يعمل المضاف إليه فى المضاف.

٢٢ ـ (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ)

«أن» : فى موضع نصب على حذف الخافض ؛ تقديره : عن أن يشهد ، ومن أن يشهد.

٣٩١

٢٣ ـ (وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ)

«ذلكم ظنكم» : ابتداء وخبر ، و «أرادكم» : خبر ثان.

وقيل : «ظنكم» : بدل من «ذلكم» ، و «أرادكم» : الخبر.

وقال الفراء : «أرادكم» : حال ، والماضي لا يحسن أن يكون حالا عند البصريين إلا على إضمار «قد».

٢٨ ـ (ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ النَّارُ)

«ذلك» : مبتدأ ، و «جزاء» : خبره ، و «النار» : بدل من «جزاء».

وقيل : ارتفعت «النار» على إضمار مبتدأ ، وتكون الجملة فى موضع البيان للجملة الأولى.

٣٢ ـ (نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ)

«نزلا» : مصدر ، وقيل : هو فى موضع الحال.

٣٩ ـ (وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ

اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ)

«ومن آياته أنك» : أن ، رفع بالابتداء ، والمجرور قبلها خبره.

وقيل : «أن» : رفع بالاستقرار ، وجاز الابتداء ، بالمفتوحة لتقدم المخفوض عليها.

«خاشعة» : نصب على الحال من «الأرض» ، لأن «ترى» من رؤية العين.

«وربت» : حذفت لام الفعل لسكونها وسكون تاء التأنيث ، وهو من : ربا يربو ، إذا زاد ، ومنه : الربا فى الدين المحرم.

وقرأ أبو جعفر : «وربأت» ، بالهمز ، من : الربيئة ، وهو الارتفاع ؛ فمعناه : ارتفعت ، يقال : ربأ يربأ ، وربؤ يربؤ ، إذا ارتفع.

٤١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ)

«إن الذين كفروا بالذكر» : خبر «إن» : «أولئك ينادون» الآية : ٤٥

وقيل : الخبر محذوف ، تقديره : إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم خسروا ، أو هلكوا ، ونحوه.

٣٩٢

٤٣ ـ (ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ)

«إلا ما قد قيل للرسل» : ما ، والفعل : مصدر فى موضع رفع ، مفعول لم يسم فاعله ل «يقال» ، لأن الفعل يتعدى إلى المصدر ، فيقام المصدر مقام الفاعل ، فإن كان لا يتعدى إلى مفعول فهو يتعدى إلى المصدر والظرف.

٤٤ ـ (وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا لَقالُوا لَوْ لا فُصِّلَتْ آياتُهُءَ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ

لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذانِهِمْ وَقْرٌ)

«والذين لا يؤمنون فى آذانهم وقر» : الذين ، رفع بالابتداء ، وما بعده خبر ، و «وقر» : مبتدأ ، وفى «آذانهم» : الخبر ، و «لا يؤمنون» : صلة «الذين».

٤٥ ـ (وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ

لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ)

«كلمة» : رفعت بالابتداء ، والخبر محذوف لا يظهر ، عند سيبويه.

٤٧ ـ (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها)

«أكمامها» : هو : جمع كم.

ومن قال : أكمة ، جعله : جمع كمام.

٥٣ ـ (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ

أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)

الهاء فى «أنه» : لله ؛ وقيل : للقرآن ؛ وقيل : للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، و «أن» : فى موضع رفع ب «يتبين» ، لأنه فاعل.

«أو لم يكف بربك أنه» : بربك ، فى موضع رفع ، لأنه فاعل «كفى» ، و «أنه» : بدل من «ربك» على الموضع ، فهى فى موضع رفع ، أو تكون فى موضع خفض على البدل من اللفظ ، وقيل : هى فى موضع نصب على حذف اللام ؛ أي : لأنه على كل شىء شهيد.

٣٩٣

ـ ٤٢ ـ

سورة الشورى (حم عسق)

٣ ـ (كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

«الكاف» : فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف ؛ تقديره : وحيا مثل ذلك يوحى الله إليك ؛ والتقدير فيه التأخير بعده «يوحى» ، واسم «الله» : فاعل.

ومن قرأ «يوحى» ، على ما لم يسم فاعله ، فالاسم مرفوع بالابتداء. أو على إضمار مبتدأ ، أو بإضمار فعل ، كأنه قال : بوحيه الله ، والله يوحيه ، أو : هو الله.

ويجوز أن يكون «العزيز الحكيم» خبران عن «الله» جل ذكره.

ويجوز أن يكون نعتا ، و (لَهُ ما فِي السَّماواتِ) ـ الآية : ٤» : الخبر.

٧ ـ (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ

يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ)

«فريق فى الجنة» : ابتداء وخبر ؛ وكذلك : «وفريق فى السعير».

وأجاز الكسائي والفراء النصب فى الكلام ، فى «فريق» ، على معنى : وينذر فريقا فى الجنة وفريقا فى السعير يوم الجمع.

١١ ـ (فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ

أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)

«فاطر السموات» : نعت «لله» جل ذكره ، أو على إضمار مبتدأ ؛ أي : هو فاطر.

وأجاز الكسائي «فاطر» ، بالنصب ، على النداء.

وقال غيره : على المدح.

ويجوز فى الكلام الخفض ، على البدل من «الهاء» فى «عليه» ، الآية : ١٠.

«ليس كمثله شىء» : الكاف ، حرف ، و «شىء» : اسم «ليس» ، و «كمثله» : الخبر.

٣٩٤

١٣ ـ (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا

بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ)

«أن أقيموا» : أن ، فى موضع نصب على البدل من «ما» ، فى قوله «ما وصى» ، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ ؛ أي : هو أن أقيموا الدين.

ويجوز أن يكون فى موضع خفض على البدل من «الهاء» فى «به» الأول ، أو الثاني.

١٤ ـ (وَما تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)

«بغيا» : مفعول من أجله.

١٦ ـ (وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ ما اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ)

«له» : الهاء ، لله عزوجل ، وقيل : للنبى عليه‌السلام.

«حجتهم» : رفع على البدل من «الذين» وهو بدل الاشتمال ، و «داحضة» : الخبر.

وقيل : هى رفع بالابتداء ، و «داحضة» : الخبر ، والجملة : خبر «الذين».

١٧ ـ (اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ)

«لعل الساعة قريب» : إنما ذكّر ، لأن التقدير : لعل وقت الساعة قريب ، أو قيام الساعة قريب ، ونحوه.

وقيل : ذكّر على النسب ؛ أي : ذات قرب.

وقيل : ذكّر ، للفرق بينه وبين قرابة النسب.

وقيل : ذكّر ، لأن التأنيث غير حقيقى.

وقيل : ذكّر ، لأنه حمل على المعنى ، لأن الساعة بمعنى البعث والحشر.

٢٢ ـ (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا)

«مشفقين» : نصب على الحال ، لأن «ترى» من رؤية العين.

٢٣ ـ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً

نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ)

«إلا المودة» : استثناء ليس من الأول.

٣٩٥

٢٦ ـ (وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ

وَالْكافِرُونَ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ)

«الذين» : فى موضع نصب ، لأن المعنى : ويستجيب لله الذين آمنوا.

وقيل : هو على حذف «اللام» ؛ أي : يستجيب الله للذين آمنوا إذا دعوا.

٣٠ ـ (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ)

«فبما» : من قرأ بالفاء جعلها جواب الشرط ؛ لأن «ما» للشرط.

ومن قرأ بغير «فاء» ، فعلى حذف «الفاء» وإرادتها ، وحسن ذلك لأن «ما» لم تعمل فى اللفظ شيئا ، لأنها دخلت على لفظ الماضي.

وقيل : بل جعل «ما» بمعنى : «الذي» ، فاستغنى عن «الفاء» ، لكنه جعله مخفوضا.

وإذا كانت «ما» للشرط كان عاما فى كل مصيبة ، فهو أولى وأقوى فى المعنى ، وقد قال الله تعالى (إِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) ٦٢ : ١٤١ ، فلم تأت «الفاء» فى الجواب.

٣٥ ـ (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ)

من نصبه فعلى إضمار «أن» : لأنه مصروف عن العطف على ما قبله ، لأن الذي قبله شرط وجزاء ، وذلك غير واجب ، فصرفه عن العطف على اللفظ وعطفه على مصدر الفعل الذي قبله ، والمصدر اسم ، فلم يمكن عطف فعل على اسم ، فأضمر «أن» ليكون مع الفعل مصدرا ، فيعطف حينئذ مصدرا على مصدر ؛ فلما أضمر «أن» نصب بها الفعل.

فأما من رفعه فإنه على الاستئناف ، لما لم يحسن العطف على اللفظ الذي قبله.

٣٨ ـ (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ)

«الذين» : فى موضع خفض ، على «للذين آمنوا» الآية : ٣٦.

٤٣ ـ (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ)

«ولمن صبر» : ابتداء ، والخبر : إن ذلك لمن عزم الأمور ، والعائد محذوف ؛ والتقدير : إن ذلك لمن عزم الأمور منه ، أو : له.

٣٩٦

٤٤ ـ (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا

الْعَذابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلى مَرَدٍّ مِنْ سَبِيلٍ)

«هل إلى مرد» : هل ، فى موضع نصب على الحال من «الظالمين» ، لأن «ترى» من رؤية العين. وكذلك : يعرضون ، و «خاشعين» ، و «ينظرون» الآية : ٤٥ ، كلها أحوال من «الظالمين».

٥١ ـ (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ

رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)

«أن يكلمه» : أن ، فى موضع رفع ، لأنه اسم «كان» ، و «لبشر» : الخبر.

«إلا وحيا» : مصدر فى موضع الحال ، من اسم الله جل ذكره.

«أو يرسل رسولا فيوحى» : من نصبهما عطفهما على موضع الحال من اسم الله جل ذكره ، أو عطفهما على معنى قوله «إلا وحيا» ، لأنه بمعنى : إلا أن يوحى ، ولا يجوز العطف على «أن يكلمه» ، لأنه يلزم منه نفى الرسل ، أو نفى المرسل إليهم ؛ وذلك لا يجوز.

ومن رفعه ، فعلى الابتداء ، كأنه قال : أو هو يرسل.

ويجوز أن يكون حالا عطفه على «إلا وحيا» ، على قول من جعله فى موضع الحال.

٥٢ ـ (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ

وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي

إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)

«ما كنت تدرى ما الكتاب» : ما ، الأولى : نفى ؛ والثانية : رفع بالابتداء ، لأنها استفهام ، و «الكتاب» : الخبر ، والجملة فى موضع نصب ب «تدرى».

«ولكن جعلناه» : الهاء : ل «الكتاب» ؛ وقيل : للإيمان ؛ وقيل : للتنزيل.

ـ ٤٣ ـ

سورة الزخرف

٥ ـ (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ)

«صفحا» : نصب على المصدر ، لأن معنى «أفنضرب» : أفنصفح.

٣٩٧

وقيل : هو حال ، بمعنى : صافحين.

«أن كنتم» : من فتح «أن» جعلها مفعولا من أجله ؛ ومن كسر جعلها للشرط ؛ وما قبل «أن» جواب لها ، لأنها لم تعمل فى اللفظ.

٦ ـ (وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ)

«كم» : فى موضع نصب ب «أرسلنا».

٨ ـ (فَأَهْلَكْنا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشاً وَمَضى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ)

«بطشا» : نصب على البيان.

١٢ ـ (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعامِ ما تَرْكَبُونَ)

«الأزواج» ب : جمع : زوج ، وكان حقه أن يجمع على «أفعل» ، إلا أن «الواو» تستثقل فيها الضمة ، فرد إلى جمع «فعل» ، كما رد «فعل» إلى جمع «أفعل» فى قولهم : زمن ، وأزمن.

١٧ ـ (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)

«وجهه» : اسم «ظل» ، و «مسودا» : خبره.

ويجوز أن يكون فى «ظل» ضمير ، هو اسمها ، يعود على «أحد» ، و «وجهه» : بدل من الضمير ، و «مسودا» : خبر «ظل».

ويجوز فى الكلام رفع «وجهه» على الابتداء ، ورفع «مسودا» على خبره ؛ والجملة : خبر «ظل» ، وفى «ظل» : اسمها.

«وهو كظيم» : ابتداء وخبر ، فى موضع الحال.

١٨ ـ (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ)

«أو من ينشأ» : من ، فى موضع نصب بإضمار فعل ؛ كأنه قال : أجعلتم من ينشأ.

وقال الفراء : هو فى موضع رفع على الابتداء ، والخبر محذوف.

٣٣ ـ (وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ

سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ عَلَيْها يَظْهَرُونَ)

«البيوت» : بدل من «من» ، باعادة الخافض ، وهو بدل الاشتمال من جهة الفعل.

٣٩٨

٣٥ ـ (وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)

«إن كل ذلك لما» : فى قراءة من خفف «لما» : أن ، مخففة من الثقيلة ، عند البصريين ؛ واسمها : «كل».

لكن لما خففت ونقص وزنها عن الفعل ارتفع ما بعدها بالابتداء على أصله.

ويجوز فى الكلام نصب «كل» ب «أن». وإن نقصت ، كما يعمل الفعل وهو ناقص فى «لم يك» ٨ : ٥٣ ويجوز أن يكون اسم «إن» مضمرا : «هاء» محذوفة ، و «كل» : رفعا بالابتداء ، وما بعده الخبر ؛ والجملة خبر «إن» ، وفيه فتح لتأخر اللام فى الخبر ، واللام : لام تأكيد ، و «إن» ، عند الكوفيين ، بمعنى : ما.

«ولما» : بمعنى : إلا ، فى قراءة من شدد ، ومن خفف ، ف «ما» ، عندهم : زائدة ، واللام : داخلة على «متاع».

وقيل : «ما» : نكرة ، و «متاع» : بدل من «ما».

٥١ ـ (وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ

تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ)

«مصر» : لم تنصرف لأنه مذكر ، سمى به مؤنث ، ولأنه معرفة.

٥٧ ـ (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ)

«مريم» : لم ينصرف ، لأنه اسم أعجمى ، وهو معرفة.

وقيل : هو معرفة مؤنث ، فلم ينصرف.

وقيل : هو عربى ، من : رام ، فهو «مفعل» ، لكن أتى على الأصل ، بمنزلة : استحوذ ، وكان حقه لو جرى على الاعتلال أن يقال : مرام ، كما يقال «مفعل» من «رام» : مرام ؛ ومن «كان» : مكان.

٦١ ـ (وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ)

«وأنه» : الهاء ، لعيسى عليه‌السلام.

وقيل : للقرآن ؛ أي لا كتاب بعده.

٨١ ـ (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ)

«إن» بمعنى : ما ، والكلام على ظاهره منفى ، و «العابدين» : من العباد.

٣٩٩

وقيل : «إن» للشرط ، ومعنى «العابدين» : الجاحدين لقولهم : إن له ولدا.

وقيل : «إن» : للشرط ، و «العابدين» على بابه ، والمعنى : فأنا أول من عبده ، على أنه لا ولد له.

وقيل : «العابدين» ، بمعنى : الجاحدين أن يكون له ولد.

٨٨ ـ (وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ)

«وقيله» : من نصبه عطفه على قوله «سرهم» و «نجواهم» الآية : ٨١ ؛ أي : يسمع سرهم ونجواهم ويسمع قيله.

وقيل : هو معطوف على مفعول «يعلمون» الآية : ٨٦ ، المحذوف ، كأنه قال : وهم يعلمون ذلك وقيله.

وقيل : هو معطوف على مفعول «يكتبون ـ الآية : ٨٠» المحذوف ؛ تقديره : رسلنا يكتبون ذلك وقيله ؛ أي : ويكتبون قيله.

وقيل : هو معطوف على معنى : «وعنده علم الساعة» الآية : ٨٥ ؛ لأن معناه : ويعلم الساعة ، وكأنه قال : ويعلم الساعة ويعلم قيله.

وقيل : هو منصوب على المصدر ؛ أي : ويقول قيله.

ومن قرأه بالخفض عطفه على «الساعة» الآية : ٥٨ ، والتقدير : وعنده علم الساعة وعلم قيله.

وقرأه مجاهد والأعرج بالرفع على الابتداء ، والخبر محذوف ؛ تقديره : وقيله قيل يا رب ؛ وقيل : تقديره : وقيله يا رب مسموع ، أو : متقبل.

والقول ، والقال ، والقيل : بمعنى واحد. و «الهاء» فى «قيله» : تعود على عيسى ؛ وقيل : على محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

«يا رب» : قرأ أبو قلابة : يا رب ، بالنصب ؛ تقديره : أنه أبدل من الياء ألفا ، وحذفها لدلالة الفتحة عليها ولخفة الألف.

٨٩ ـ (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)

«وقل سلام» : هو خبر ابتداء محذوف ؛ تقديره : وقل أمرى سلام إلى مسالمة منكم ، لم يؤمروا بالسلام عليهم ، إنما أمروا بالتبري منهم ومن دينهم ، وهذا كان قبل أن يؤمر بالقتال ، لأن السورة مكية ، ثم نسخ بالأمر بالقتال.

٤٠٠