الموسوعة القرآنيّة - ج ٤

ابراهيم الأبياري

الموسوعة القرآنيّة - ج ٤

المؤلف:

ابراهيم الأبياري


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة سجل العرب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٢٨

٧ ـ (الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ

مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)

«الذين كفروا لهم عذاب» : الذين ، فى موضع خفض على البدل من «أصحاب» الآية : ٦ ، أو فى موضع نصب على البدل من «حزبه» الآية : ٦ ، أو فى موضع رفع على البدل من المضمر فى «يكونوا» الآية : ٦ «والذين آمنوا» : الذين ، فى موضع رفع على الابتداء ، و «مغفرة» : ابتداء ثان ، و «لهم» خبره ؛ والجملة : خبر عن «الذين».

٨ ـ (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي

مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ)

«حسرات» : نصب على المفعول من أجله ، أو على المصدر.

١٠ ـ (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ

وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ

وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ)

«يمكرون السيئات» : السيئات ، نصب على المصدر ، لأن «يمكرون» ، بمعنى : يسيئون.

وقيل : تقديره : يمكرون المكرات السيئات ، ثم حذف المنعوت.

وقيل : هو مفعول به ، و «يمكرون» ، بمعنى : يعملون.

و «الهاء» فى «يرفعه» : تعود على «الكلم».

وقيل على «العمل» ، فيجوز النصب فى «الكلم» على القول الثاني ، بإضمار فعل يفسره «يرفعه» ، ولا يجوز على القول الأول إلا الرفع.

١٨ ـ (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها

لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى)

«ولو كان ذا قربى» : اسم «كان» مضمر فيها ؛ تقديره ولو كان المدعو ذا قربى.

ويجوز فى الكلام : ولو كان ذو قربى. ويكون «كان» بمعنى : وقع ، أو على حذف الخبر.

٣٦١

٢٨ ـ (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ

كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)

«مختلف ألوانه» ؛ أي : خلق مختلف ألوانه ، فإنها ترجع على المحذوف ، و «مختلف» : رفع بالابتداء ، وما قبله من المخبر خبره ، و «ألوانه» : فاعل.

«كذلك إنّما يخشى» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف ؛ تقديره : اختلافا مثل ذلك الاختلاف المتقدم ذكره.

٣٣ ـ (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً

وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ)

«أساور» : جمع : أسورة ، وأسورة ، جمع سوار ، وسوار. وحكى فى الواحد : إسوار ، وجمعه : أساور.

«جنّات عدن» : الرفع فى «جنات» على الابتداء ، و «يدخلونها» : الخبر ؛ أو على إضمار مبتدأ ؛ أي : هى جنات ، و «يدخلونها» : نعت ل «جنات».

«يحلّون فيها ، ولباسهم فيها حرير» : كلاهما نعت ل «جنات» ، رفعتهما أو نصبتهما ، على البدل من «الجنات» ، أو على إضمار فعل يفسره ما بعده.

ويجوز أن يكونا فى موضع الحال من المضمر المرفوع ، أو المنصوب فى «يدخلونها» ، لأن فى كلا الحالين عائدين : أحدهما يعود على المرفوع فى «يدخلونها» ، والآخر على المنصوب.

٣٥ ـ (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ)

«الّذى أحلّنا» : الذي ، فى موضع نصب ، نعت لاسم «أن» ، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ ، أو على أنه خبر بعد خبر ؛ أو على البدل من «غفور» الآية : ٣٤ أو على البدل من المضمر فى «شكور» الآية : ٣٤

«دار المقامة» : المقامة ، معناه : الإقامة.

٤١ ـ (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا)

«أن تزولا» : أن ، مفعول من أجله ؛ أي : لئلا تزولا.

وقيل : معناه : من أن تزولا ، لأن معنى «يمسك» : يمنع.

٣٦٢

٤٣ ـ (اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)

«استكبارا» : مفعول من أجله.

«ومكر السّيّئ» : هو من إضافة الموصوف إلى صفته ؛ وتقديره : ومكروا المكر السيئ ، ودليله قوله تعالى بعد ذلك : «ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله» ، ف «مكر السيئ» : انتصب على المصدر ، وأضيف إلى نعته اتساعا ، كصلاة الأولى ؛ ومسجد الجامع.

٤٥ ـ (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِما كَسَبُوا ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ

يُؤَخِّرُهُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِعِبادِهِ بَصِيراً)

لا يجوز أن يعمل «بصيرا» فى «إذا» ، لأن ما بعد «إذا» لا يعمل فيما قبلها ، لو قلت : اليوم إذا زيد خارج ، فتنصب اليوم ب «خارج» لم يجز ، ولكن العامل فيها «خارج» ، لأن «إذا» فيها معنى الجزاء ، والأسماء التي يجازى بها يعمل فيها ما بعدهما ، تقول : من أكرم يكرمنى ، ف «أكرم» هو العامل فى «من». بلا اختلاف ، فأشبهت «إذا» حروف الشرط ، لما فيها من معناه ، فعمل فيها ما بعدها ، وكان حقها أن لا يعمل فيها ، لأنها مضافة إلى ما بعدها من الجمل ، وفى جوازه اختلاف ، وفيه نظر ، لأن «إذا» ، لا يجازى بها عند سيبويه إلا فى الشعر ، فالموضع الذي يجازى بها فيه يمكن أن يعمل فيها الفعل الذي يليها ؛ لأنها مضافة إلى الجملة التي بعدها ، والمضاف إليه لا يعمل فى المضاف ، لأنه من تمامه ، كما لا يعمل الشيء فى نفسه ، وفى تقدير إضافة «إذا» اختلاف.

ـ ٣٦ ـ

سورة يس

١ ـ (يس)

حق النون الساكنة من هجاء «يسن» إذا وصلت كلامك أن تدغم فى الواو بعدها أبدا ، وقد قرأ جماعة بإظهار النون من «يسن» ، ونون (وَالْقَلَمِ) ٦٨ : ١ ، والعلة فى ذلك أن هذه الحروف المقطعة فى أوائل السور حقها أن يوقف عليها على كل حرف منها ، لأنها ليست بخبر لما قبلها ، ولا عطف بعضها على بعض كالعدد ، فحقها الوقف والسكون عليها ، ولذلك لم تعرب ، فوجب إظهار «النون» عند «الواو» ، لأنها موقوف عليها غير متصلة بما بعدها.

هذا أصلها ، ومن أدغم أجراها مجرى المتصل ، والإظهار أولى بها ، لما ذكرنا.

٣٦٣

وقد قرأ عيسى بن عمر بفتح النون على أنه مفعول به ، على معنى : اذكر ياسين ، لكنه لم ينصرف لأنه مؤنث ، اسم للسورة ، ولأنه أعجمى ، فهو على زنة ؛ هابيل ، وقابيل.

ويجوز أن يكون أراد أن يصله بما بعده ، فالتقى ساكنان : الياء والنون ، ففتحه لالتقاء الساكنين ، وبنى على الفتح ، كأين وكيف.

وقد قرئ بكسر النون ، تحركت أيضا لالتقاء الساكنين ، فكسرت على أصل اجتماع الساكنين ، فجعلت ك «جير» فى القسم ، وأوائل السور.

وقد قيل : إنها قسم.

٤ ـ (عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)

«على صراط مستقيم» : خبر ثان.

وقيل : متعلقة ب «المرسلين» الآية : ٢.

٥ ـ (تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ)

«تنزيل العزيز» : من رفعه أضمر مبتدأ ؛ أي : هو تنزيل.

ومن نصبه جعله مصدرا.

ويجوز الخفض فى الكلام على البدل من «القرآن».

٦ ـ (لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ)

«ما أنذر آباؤهم» : ما ، حرف ناف ، لأن آباءهم لم ينذروا ، برسول قبل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقيل : موضع «ما» نصب ، لأنها فى موضع المصدر ؛ وهو قول عكرمة : لأنه قال : ما أنذر آباؤهم ؛ وتقديره : لتنذر قوما إنذار آبائهم ، ف «ما» والفعل : مصدر.

١٢ ـ (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ

فِي إِمامٍ مُبِينٍ)

«ونكتب ما قدموا» ، أي : ذكر ما قدموا ، ثم حذف المضاف ؛ وكذلك ؛ و «آثارهم» ؛ أي : ونكتب ذكر آثارهم : وهى الخطا إلى المساجد.

٣٦٤

وقيل : هى فى موضع نصب ؛ أي : ما سنوا من سنة حسنة ، فعمل بها بعدهم.

«وكل شىء أحصيناه» : تقديره : وأحصيناه كل شىء ، أحصيناه ، وهو الاختيار ، ليعطف ما عمل فيه الفعل على ما عمل فيه الفعل.

ويجوز الرفع على الابتداء ، و «أحصيناه» : الخبر.

١٣ ـ (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ)

«واضرب لهم مثلا أصحاب القرية» : أصح ما يعطى النظر والقياس فى «مثل» ، و «أصحاب» أنهما مفعولان ل «اضرب» ، لعلة قوله تعالى (إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ) ١٠ : ٢٤ ، فلا اختلاف أن «مثلا» ابتداء ، و «كما» : خبره ، فهذا ابتداء وخبره بلا شك ؛ ثم قال تعالى فى موضع آخر (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ) ١٨ : ٤٥ ، فدخل «اضرب» ، على الابتداء ، والخبر ، فعمل فى الابتداء ونصبه ، فلا بد من أن يعمل فى الخبر ، أيضا ؛ لأن كل فعل دخل على الابتداء والخبر فعمل فى الابتداء فلا بد أن يعمل فى الخبر ؛ إذ هو هو ، فقد تعدى «اضرب» ، الذي هو لتمثيل الأمثال ، إلى مفعولين بلا اختلاف فى هذا ، فوجب أن يجرى فى غير هذا الموضع على ذلك ، فيكون قوله «واضرب لهم مثلا أصحاب» مفعولين ل «اضرب» ، كما كان فى دخوله على الابتداء ، والخبر.

وقد قيل : إن «أصحاب» بدل من «مثل» ؛ تقديره : واضرب لهم مثلا مثل أصحاب القرية ، «فالمثل» الثاني : بدل من الأول ، ثم حذف المضاف.

٢٧ ـ (بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)

يكون «ما» والفعل مصدرا ؛ أي : يغفر ربى لى.

ويجوز أن يكون بمعنى : «الذي» ، ويحذف «الهاء» من الصلة ؛ تقديره : بالذي غفره لى ربى.

ويجوز أن يكون «ما» استفهاما ، وفيه معنى التعجب من مغفرة الله له ؛ تقديره : بأى شىء غفر لى ربى : على التقليل لعلمه والتعظيم لمغفرة الله له ، فيبتدأ به فى هذا الوجه ؛ وفى كونه استفهاما بعد ، لثبات الألف فى «ما» ، وحقها أن تحذف فى الاستفهام إذا دخل عليها حرف جر ، نحو (فَبِمَ تُبَشِّرُونَ) ١٥ : ٥٤ ، ولا يحسن إثبات ألف «ما» فى الاستفهام إلا فى شعر ، فبعد لذلك.

٢٨ ـ (وَما أَنْزَلْنا عَلى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّماءِ وَما كُنَّا مُنْزِلِينَ)

«وما كنا منزلين» : ما ، نافية ، عند أكثر العلماء.

٣٦٥

وقال بعضهم : هى اسم فى موضع خفض ، عطف على «جند» ، وهو معنى غريب حسن.

٣٠ ـ (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ ما يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)

«يا حسرة» : نداء منكّر ، وإنما نادى «الحسرة» ليتحسر بها من خالف الرسل وكفر بهم ، والمراد بالنداء بها تحسر المرسل إليهم بها ؛ فمعناها : تعالى يا حسرة ، فهذا أوانك وإبانك الذي يجب أن تحضرى فيه ، ليتحسر بك من كفر بالرسل.

٣١ ـ (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لا يَرْجِعُونَ)

«كم أهلكنا» : كم ، فى موضع نصب ب «أهلكنا».

وأجاز الفراء أن ينصبها ب «يروا» ، وذلك لا يجوز عند جميع البصريين ، لأن الاستفهام وما وقع موقعه لا يعمل فيه ما قبله.

«أنهم إليهم» : أن ، فى موضع نصب على البدل من «كم» ، وما بعدها من الجملة ، فى موضع نصب ب «يروا».

٣٢ ـ (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنا مُحْضَرُونَ)

«إن» : مخففة من الثقيلة ، فزال عملها لنقصها ، فارتفع ما بعدها بالابتداء ، وما بعدها الخبر ، ولزمت اللام فى خبرها فرقا بين الخفيفة بمعنى «ما» وبين المخففة من الثقيلة.

ومن قرأ «لما» بالتشديد جعل «لما» بمعنى «ما» ؛ وتقديره : وما كل إلا جميع ، فهو ابتداء وخبر ، حكى سيبويه ، سألتك بالله لما فعلت.

وقال الفراء : «لما» بمعنى : لمن ما ، ثم أدغم النون فى الميم ، فاجتمع ثلاث ميمات ، فحذف إحداهن استخفافا ، وشبهه بقولهم : علما ، يريدون : على الماء. ثم أدغم وحذف إحدى اللامين استخفافا.

٣٣ ـ (وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ)

«آية» : ابتداء ، و «الأرض» : الخبر.

وقيل : «لهم» : الخبر ، و «الأرض» : رفع بالابتداء ، و «أحييناها» الخبر : والجملة فى موضع التفسير للجملة الأولى.

٣٦٦

٣٥ ـ (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ)

«ما» : فى موضع خفض على العطف على «ثمره» ، ويجوز أن تكون «ما» نافية ؛ أي : ولم تعمله أيديهم.

ومن قرأ «عملت» ، بغير هاء ، كأن الأحسن أن يكون «ما» فى موضع خفض ، وتحذف الهاء من الصلة.

ويبعد أن تكون نافية ، لأنك تحتاج إلى إضمار مفعول ل «عملت».

٣٩ ـ (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)

«قدرناه منازل» ؛ أي : قدرناه ذا منازل ، ثم حذف المضاف.

ويجوز أن يكون حذف حرف الجر من المفعول الأول ، ولم يحذف مضافا من الثاني ؛ تقديره : قدرنا له منازل ، وارتفع «القمر» على الابتداء ، و «قدرناه» : الخبر.

ويجوز رفعه على إضمار مبتدأ ، و «قدرناه» : فى موضع الحال من «القمر».

ويجوز نصبه على إضمار فعل يفسره «قدرناه» ، ولا يكون «قدرناه» حالا من «القمر» ، إنما هو تفسير لما نصب «القمر».

٤٠ ـ (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ

فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)

«أن» : فى موضع رفع ب «ينبغى» ؛ قاله الفراء وغيره.

٤١ ـ (وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)

«آية» : ابتداء ، و «لهم» : الخبر.

وقيل : «أنا» هو الخبر.

فإذا جعلت «لهم» الخبر ، كانت «أنّ» رفعا بالابتداء ، وهى إن لم تتعلق بما قبلها لم ترتفع بالابتداء ، وليس كذلك الخفيفة التي يجوز أن ترتفع بالابتداء ، وإن لم تتعلق بما قبلها ؛ تقول : أن تقوم خير لك ، ف «أن» ابتداء ، و «خير» : الخبر ؛ ولو قلت : أنك منطلق خير لك ، لم يجز عند البصريين.

والهاء والميم فى «ذريتهم» تعود على قوم نوح ، وفى «لهم» : تعود على أهل مكة.

٣٦٧

وقيل : الضميران لأهل مكة.

٤٣ ـ (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنْقَذُونَ)

«صريخ» : فتح ، لأنه مبنى مع «لا» ، ويختار فى الكلام : لا صريخ ، بالرفع والتنوين ، لأجل إتيان «لا» ثانية مع معرفة.

ولو قلت فى الكلام : لا رجل فى الدار ولا زيد ، لكان الاختيار فى «رجل» الرفع والتنوين ، لإتيان «لا» ثانية مع معرفة ؛ لا يحسن فيه إلا الرفع.

٤٤ ـ (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ)

«رحمة» : نصب على حذف حرف الجر ؛ أي : إلا برحمة ؛ أو : لرحمة.

وقال الكسائي : هو نصب على الاستثناء.

وقال الزجاج : هو مفعول من أجله ، و «متاعا» : مثله ، ومعطوف عليه.

٤٩ ـ (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ)

«يخصمون» : من قرأ بفتح الخاء والياء مشددا ، فأصله عنده : يختصمون ، ثم ألقى حركة الياء على الخاء وأدغمها فى الصاد.

ومن قرأ بفتح الياء وكسر الخاء مشددا ، فإنه لم يلق حركة الياء على الخاء أو أدغمها ، ولكن حذف الفتح لما أدغم ، فاجتمع ساكنان : الخاء والمشدد ، فكسر الخاء لالتقاء الساكنين.

وكذلك التقدير فى قراءة من اختلس فتحة الخاء ، اختلسها لأنها ليست بأصل للخاء.

وكذلك من قرأ بإخفاء حركة الخاء ، أخفاها لأنها ليست بأصل فى الخاء ، ولم يمكنه إسكان الخاء لئلا يجمع بين ساكنين ، فيلزمه الحذف والتحريك.

٥١ ـ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)

«فى الصور» : فى موضع رفع ، لأنه قام مقام الفاعل ، إذ الفعل لم يسم فاعله ، و «الصور» : جمع : صورة ، وأصل الواو الحركة ، ولكن أسكنت تخفيفا ؛ فأصله : الصّور ؛ أي : صور بنى آدم.

وقيل : هو القرن الذي ينفخ فيه الملك ، فهو واحد ، وهذا القول أشهر.

٣٦٨

٥٢ ـ (قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)

«يا ويلنا» : نداء مضاف ، والمعنى : يقول الكفار : تعال يا ويل ، فهذا زمانك وأوانك.

وقيل : هو منصوب على المصدر ، والمنادى محذوف ، كأنهم قالوا لبعض ، يا هؤلاء ويل لنا ، فلما أضاف حذف «اللام» الثانية.

وقال الكوفيون : «اللام» الأولى المحذوفة ، وأصله عندهم : وى لنا ، وقد أجازوا : وى لزيد ، بفتح اللام ، ولام الجر لا تفتح ، وأجازوا الضم ، وفى ذلك دليل ظاهر على أن الثانية هى المحذوفة.

«هذا ما وعد الرّحمن» : هذا ، مبتدأ ، و «ما» : الخبر ، على أنها بمعنى «الذي» ، و «الهاء» محذوفة من «وعد» ؛ أو على أنها وما بعدها مصدر ، فلا يقدر حذف هاء ؛ والتقدير : فقال لهم المؤمنون ، أو فقال لهم الملائكة : هذا ما وعد الرحمن ، فتقف فى هذا القول على «مرقدنا» ، وتبتدئ ب «هذا ما وعد الرحمن».

ويجوز أن يكون «هذا» فى موضع خفض على النعت ل «مرقدنا» ، فتقف على «هذا» ، ويكون «ما» فى موضع رفع خبر ابتداء محذوف ؛ تقديره : هذا ما وعد ، أو : حق ما وعد.

٥٧ ـ (لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ)

«ما» : ابتداء ، بمعنى «الذي» ، أو مصدر رفع ما بعدها ، أو نكرة وما بعدها صفة لها ، و «لهم» :

الخبر.

وأصل «يدعون» : يدتعون ، على وزن : يفتعلون ، من دعا يدعو ، وأسكنت العين بعد أن ألقيت حركتها على ما قبلها ، وحذفت لسكونها وسكون الواو بعدها.

وقيل : بل ضمت العين لأجل واو الجمع بعدها ، ولم تلق عليها حركة التاء ، لأن العين كانت متحركة ، فصارت يدتعون ، فأدغمت «التاء» فى «الدال» ، وكان ذلك أولى من إدغام «الدال» فى «التاء» ، لأن «الدال» حرف مجهور ، و «التاء» حرف مهموس ، والمجهور أقوى من المهموس ، فكان رد الحرف إلى الأقوى أولى من رده إلى الأضعف ، فأبدلوا من «التاء» دالا ، وأدغمت «الدال» الأولى فيها ، فصارت : يدعون.

٥٨ ـ (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)

«سلام» : ارتفع على البدل من «ما» التي فى قوله «ولهم ما يدعون» الآية : ٥٧

ويجوز أن يكون نعتا ل «ما» ، إذا جعلتها نكرة ؛ تقديره : ولهم شىء يدعونه سلام.

٣٦٩

ويجوز أن يكون «سلام» : خبر «ما» ، و «لهم» : ظرف ملغى.

وفى قراءة عبد الله «قولا» بالنصب على المصدر ؛ أي : يقولونه قولا يوم القيامة ، أو قال الله جل ذكره قولا.

٦٠ ـ (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)

«أن» : فى موضع نصب على حذف الجار ؛ أي : بأن لا.

٧٢ ـ (وَذَلَّلْناها لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ)

«ركوبهم» : إنما أتى على غير فاعل ، على جهة النسب ، عند البصريين. والركوب ، بالفتح : ما يركب ؛ والركوب ، بالضم : اسم الفعل.

وعن عائشة رضى الله عنها أنها قرأت «ركوبتهم» بالتاء ، وهو الأصل عند الكوفيين ، ليفرق بين ما هو فاعل وبين ما هو مفعول ، فيقولون : امرأة صبور وشكور ، فهذا فاعل ، ويقولون : ناقة حلوبة وركوبة ، فيثبتون الهاء لأنها مفعول.

ـ ٣٧ ـ

سورة الصافات

٦ ـ (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ)

«بزينة الكواكب» : من خفض «الكواكب» ونون «بزينة» ، وهى قراءة حمزة وحفص عن عاصم ، فإنه أبدل «الكواكب» من «الزينة».

وقد قرأ أبو بكر عن عاصم بنصب «الكواكب» وتنوين «زينة» ، على أنه أعمل «الزينة» فى «الكواكب» ، فنصبها بها ؛ تقديره : بأن زينا الكواكب بها.

وقيل : النصب على إضمار : «أعنى».

قيل : على البدل من «زينة» ، على الموضع.

فأما قراءة الجماعة بحذف التنوين والإضافة ، فهو الظاهر ؛ لأنه على تقدير : إنا زينا السماء الدنيا بتزيين الكواكب ؛ أي : بحسن الكواكب.

وقد يجوز أن يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين ، و «الكواكب» : بدل من «زينة» ، كقراءة من نون «زينة».

٣٧٠

٧ ـ (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ)

«وحفظا» : نصب على المصدر ؛ أي : وحفظناها حفظا.

٨ ـ (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ)

«لا يسمعون إلى الملأ» : إنما دخلت «إلى» مع «يسمعون» ، فى قراءة من خفف السين ، وهو لا يحتاج إلى حرف ، لأنه جرى مجرى مطاوعه ، وهو «يسمع» ، فكما كان «يسمع» يتعدى ب «إلى» تعدى «سمع» ب «إلى» ، وفعلت وافتعلت فى التعدي سواء ، ف «يسمع» مطاوع : سمع ، و «استمع» أيضا

مطاوع : سمع ، فتعدى مثل تعدى مطاوعه.

وقيل : معنى دخول «إلى» فى هذا أنه حمل على المعنى ؛ لأنه المعنى : لا تميلون السمع إليهم ، يقال : سمعت إليه كلاما ؛ أي : أملت سمعى إليه.

٩ ـ (دُحُوراً وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ)

«دحورا» : مصدر ؛ لأن معنى «يقذفون ـ الآية : ٨» : يدحرون.

١٢ ـ (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ)

«بل عجبت» : من ضم التاء جعله إخبارا من النبي عليه‌السلام عن نفسه ، وإخبارا من كل مؤمن عن نفسه ، بالعجب من إنكار الكفار للبعث من ثبات القدرة على الابتداء للخلق ، فهو مثل القراءة بفتح التاء ، فى أن العجب من النبي عليه‌السلام.

ومثله فى قراءة من ضم التاء قوله تعالى (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) ٩ : ٣٨ ؛ أي : وهم ممن يجب أن يقال فيهم :

ما أسمعهم وأبصرهم يوم القيامة ؛ ومثله : (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) ٢ : ١٧٥

٢٥ ـ (ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ)

«لا تناصرون» : فى موضع نصب على الحال ، من الكاف والميم فى «لكم» و «ما» : استفهام ابتداء ، و «لكم» : الخبر ؛ كما تقول : مالك قائما؟

٣٥ ـ (إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ)

«يستكبرون» : يجوز أن يكون فى موضع نصب على خبر «كان» ، أو فى موضع رفع على خبر «إن» و «كان» : ملغاة.

٣٧١

٣٨ ـ (إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ)

«العذاب» : خفض بالإضافة.

ويجوز فى الكلام فيه النصب ، على أن يعمل فيه «لذائقوا» ، ويقدر حذف النون استخفافا لا للإضافة.

٤٢ ـ (فَواكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ)

«فواكه» ب : رفع على البدل من «رزق» الآية : ٤ ، أو على : هم فواكه ؛ أي : ذوو فواكه.

٤٧ ـ (لا فِيها غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْها يُنْزَفُونَ)

«غول» : رفع بالابتداء ، و «فيها» : الخبر ، ولا يجوز بناؤه على الفتح مع «لا» ، لأنك قد فرقت بينها وبين «لا» بالظرف.

٥٤ ـ (قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ)

«هل أنتم مطلعون» : روى أن بعضهم قرأه : هل أنتم مطلعون ، بالتخفيف وكسر النون ، وذلك لا يجوز ، لأنه جمع بين الإضافة والنون ، وكان حقه أن يقول : مطلعى ، بياء وكسر العين.

٥٥ ـ (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ)

«فاطلع» : القراءة بالتشديد ، وهو فعل ماض.

وقرئ : فأطلع ، على «أفعل» ، وهو فعل ماض أيضا ، بمنزلة : «اطلع» ، يقال : طلع ، وأطلع ، واطلع ، بمعنى واحد.

ويجوز أن يكون مستقبلا ، لكنه نصب على أنه جواب الاستفهام بالفاء.

٥٧ ـ (وَلَوْ لا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ)

ما بعد «لو لا» ، عند سيبويه : مرفوع بالابتداء ، والخبر محذوف ، و «لكنت» : جواب «لو لا» ؛ تقديره : ولو لا نعمة ربى تداركتنى ، أو أنقذتنى ، ونحوه ، لكنت معك فى النار.

فأما «لو لا» فيرتفع ما بعدها ، عند سيبويه ، بإضمار فعل.

٥٩ ـ (إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ)

«إلا موتتنا» : نصب على الاستثناء ، وهو مصدر.

٦٤ ـ (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ)

«تخرج فى أصل الجحيم» ؛ إن شئت : جعلته خبرا بعد خبر ؛ وإن شئت : جعلته نعتا للشجرة.

٣٧٢

٦٥ ـ (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ)

«طلعها كأنه» : ابتداء وخبر ، والجملة فى موضع النعت ل «شجرة» ، أو فى موضع الحال من المضمر فى «تخرج».

٧٩ ـ (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ)

«سلام على نوح» ؛ أي : يقال له : سلام على نوح ، فهو ابتداء ، وخبر محكى.

وفى قراءة ابن مسعود : سلاما ، بالنصب ، على أنه أعمل «تركنا» الآية : ٧٨ ؛ أي : تركنا عليه ثناء حسنا فى الآخرين.

٨٠ ـ (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)

«الكاف» : فى موضع نصب ، نعتا لمصدر محذوف ؛ تقديره : خيرا كذلك نجزى.

٨٥ ـ (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ)

«ما ذا تعبدون» : ما ، ابتداء بمعنى الاستفهام ، و «ذا» : بمعنى : الذي ، وهو الخبر ؛ تقديره : أي شىء الذي تعبدون.

ويجوز أن يكون «ما» و «ذا» اسما واحدا فى موضع نصب ب «تعبدون».

٨٦ ـ (أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ)

«أئفكا آلهة» : آلهة ، بدل من «أئفكا» و «أئفكا» : منصوب ب «تريدون».

٨٧ ـ (فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ)

«فما ظنكم» : ابتداء وخبر.

٩٣ ـ (فَراغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ)

«ضربا» : مصدر ، لأن «فراغ» بمعنى : فضرب.

٩٦ ـ (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ)

«ما» : فى موضع نصب ب «خلق» ، عطف على الكاف والميم ، وهى والفعل مصدر ؛ أي : خلقكم وعملكم ، وهذا أليق بها ؛ لقوله تعالى : (مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) ١٢٣ : ٢ ، فالقراء

٣٧٣

المشهورون وغيرهم من أهل الشذوذ على إضافة «شر» إلى «ما» ، وذلك يدل على خلقه للشر. وقد فارق عمرو ابن عبيد رئيس المعتزلة جماعة المسلمين فقال : «من شر ما خلق» ، بالتنوين ، وهذا يثبت أن مع الله تعالى خالقين يخلقون الشر ، وهذا إلحاد ، والصحيح أن الله جل وعز أعلمنا أنه خلق الشر وأمر أن نتعوذ منه به ، فإذا خلق الشر ، وهو خالق الخير بلا اختلاف ، دل ذلك على أنه خلق أعمال العباد كلها من خير وشر ، فيجب أن تكون «ما» والفعل مصدرا ، فيكون معنى الكلام : أنه تعالى عم جميع الأشياء ، أنها مخلوقة له ، فقال : والله خلقكم وعملكم.

وقد قالت المعتزلة : إن «ما» بمعنى «الذي» ، فرارا من أن يقروا بعموم الخلق ، وإنما أخبر ، على قولهم : أنه خلقهم وخلق الأشياء التي نحتت منها الأصنام ، وبقية الأعمال والحركات غير داخلة فى خلق الله ؛ تعالى الله الله عن ذلك ، بل كلّ من خلقه لا إله إلا هو ، لا خالق إلا هو ، وخلق الله إبليس ، الذي هو الشر كله ، يدل على خلق الله لجميع الأشياء ، وقد قال تعالى ذكره : (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ) ٣٥ : ٣ ، وقال : (خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) ١٣ : ١٦ ويجوز أن يكون «ما» استفهاما ، فى موضع نصب ب «تعملون» ، على التحقير لعلمهم ، والتصغير له.

١٠٢ ـ (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى)

«فانظر ما ذا ترى» : من فتح «التاء» من «ترى» ، فهو من الرأى ، وليس من : نظر العين ، لأنه لم يأمره برؤية شىء ، إنما أمره أن يدبر رأيه فيما أمر به فيه ؛ ولا يحسن أن يكون «ترى» من العين ، لأنه يحتاج أن يتعدى إلى مفعولين ، وليس فى الكلام غير واحد ، وهو «ما ذا» ، تجعلها اسما واحدا فى موضع نصب ب «ترى».

وإن شئت جعلت «ما» ابتداء ، استفهاما ، و «ذا» بمعنى : الذي ، خبر الابتداء ، وترفع «ترى» على «هاء» تعود على «الذي» ، وتحذفها من الصلة ، ولا يحسن عمل «ترى» فى «ذا» ، وهى بمعنى «الذي» ؛ لأن الصلة لا تعمل فى الموصول.

ومن قرأ بضم التاء وكسر الراء ، فهو أيضا من الرأى ، لكنه نقل بالهمزة إلى الرباعي ، فحقه أن يتعدى إلى مفعولين ، بمنزلة : أعطى ، ولكن لك أن تقتصر على أحدهما ؛ فتقديره : ما ذا ترينا ، «نا» : المفعول الأول ، و «ما ذا» الثاني ، لكن حذف الأول اقتصارا على الثاني ، كأعطى ، تقول : أعطيت درهما ، ولا يذكر المعطى له».

٣٧٤

ولو كان من البصر لوجب أن تتعدى إلى مفعولين ، لا يقتصر على أحدهما ، كظننت ، وليس فى الكلام غير واحد ، ولا يجوز إضمار الثاني. كما جاز فيه من الرأى ، لأن الرأى ليس فعله من الأفعال التي تدخل على الابتداء والخبر ، كرأيت من رؤية البصر ، إذا نقلته إلى الرباعي ، ولو كان من العلم لوجب أن يتعدى إلى ثلاثة مفعولين ، فلا بد أن يكون من الرأى ، والمعنى : فانظر ما ذا تحملنا عليه من الرأى ، هل تبصر أم تجزع يا بنى ، يقال : أريته الشيء : إذ جعلته يعتقده.

و «ما» ، و «ذا» ، على ما تقدم.

١٠٣ ـ (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)

«فلما أسلما وتله» : جواب «لما» محذوف ؛ تقديره : فلما أسلما سعدا ، أو نحوه.

وقال بعض الكوفيين : الجواب «تله» ، و «الواو» : زائدة.

وقال الكسائي : جواب «لما» ، ناديناه ، و «الواو» : زائدة.

١٢٦ ـ (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ)

«الله ربكم ورب آبائكم» : من نصب الثلاثة الأسماء ، جعل «الله» بدلا من «أحسن الخالقين» الآية : ١٣٥ ، و «ربكم» نعتا له ، و «رب» عطفا عليه ، أو على : «أعنى».

ومن رفع فعلى الابتداء والخبر.

١٣٠ ـ (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)

«إلياسين» : من فتح الهمزة ومده جعل «آل» ، الذي أصله «أهل» ، إضافة إلى «ياسين» ، وهى فى المصحف منفصلة ، فقوى ذلك عنده.

ومن كسر الهمزة جعله جمعا منسوبا إلى «إلياسين» ، وإلياسين : جمع «إلياس» جمع السلامة ، لكن الياء المشددة فى النسب حذفت منه ؛ وأصله : إلياسيين.

فالسلام ، فى هذا الوجه ، على من نسب إلى إلياس ، من أمته ، والسلام فى الوجه الأول ، على أهل ياسين.

وقد قال الله تعالى ذكره (عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ) ٢٦ : ١٩٨ ، وأصله : الأعجميين ، بياء مشددة ، ولكن حذفت لثقلها وثقل الجمع ، وتحذف أيضا هذه الياء فى الجمع المكسر ، كما حذفت فى المسلم ، كما قالوا : المسامعة والمهالبة ، وواحدهم : مسمعى ومهلبى.

٣٧٥

١٤٧ ـ (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ)

«إلى مائة ألف أو يزيدون» : أو ، عند البصريين ، على بابها ، للتخيير ؛ والمعنى : إذا رآهم الرائي منكم قال :

هم مائة ألف أو يزيدون.

وقيل : «أو» بمعنى : «بل».

وقيل : «أو» ، بمعنى : الواو ، وذلك مذهب الكوفيين.

١٥١ ـ (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ)

«إن» : تكسر بعد «ألا» ، على الابتداء ، ولو لا «اللام» : التي فى خبرها لجاز فتحها ، على أن تجعل «ألا» بمعنى : حقا.

١٦٣ ـ (إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ)

«من» : فى موضع نصب ب «فاتنين» الآية : ١٦٢ ؛ أي : لا يفتنون ، إلا من سبق فى علم الله أنه يصلى الجحيم. قال ذلك : على أن إبليس لا يضل أحدا إلا من سبق له فى علم الله أن يضله وأنه من أهل النار ، وهذا بيان شاف فى مذهب القدرية.

وقرأ الحسن : «صال الجحيم» ، بضم اللام ، على تقدير : صالون ، فحذف النون للإضافة ، وحذف الواو لسكونها وسكون اللام بعدها ، ويكون «من» للجماعة ، وأتى لفظ «هو» موحدا ردا على لفظ «من» ، وذلك كله حسن ، كما قال (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً) ٢ : ٦٢ ، ثم قال : «فلهم أجرهم عند ربهم» ، فوحد أولا على اللفظ ، ثم جمع على المعنى ؛ لأن «من» تقع للواحد والاثنين والجماعة بلفظ واحد.

وقيل : إنه قرئ بالرفع على القلب ، كأنه «صالى» ، ثم قلب فصار : صائل ، ثم حذف الياء فبقيت اللام مضمومة ، وهو بعيد.

١٦٤ ـ (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ)

تقديره عند الكوفيين : وما منا إلا من له مقام ، فحذف الموصول وأبقى الصلة ، وهو بعيد جدا.

وقال البصريون : تقديره : وما منا ملك إلا له مقام معلوم ؛ على أن الملائكة تبرأت ممن يعبدها وتعجبت من ذلك.

٣٧٦

١٦٧ ، ١٦٨ ـ (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ)

«إن» : مخففة من الثقيلة ، عند البصريين ، ولزمت «اللام» فى خبرها للفرق بينها وبين «إن» الخفيفة التي بمعنى «ما» ، فاسم «إن» مضمر ، و «كانوا» وما بعدها : خبر «إن» ، و «الواو» : اسم «كانوا» ، و «ليقولون» : خبر «كانوا».

وقال الكوفيون : «إن» ، بمعنى : «ما» ، و «اللام» : بمعنى «إلا» ؛ تقديره : وما كانوا إلا يقولون لو أن ؛ و «أن» بعد «لو» : مرفوع على إضمار فعل ، عند سيبويه.

١٨١ ، ١٨٢ ـ (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)

«وسلام ، والحمد» : مرفوعتان بالابتداء ، والمجرور خبر لكل واحد منهما.

ـ ٣٨ ـ

سورة ص

١ ـ (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ)

«ص» : قرأ الحسن بكسر الدال ، لالتقاء الساكنين.

وقيل : هو أمر ، من : صادى يصادى ، فهو أمر مبنى بمنزلة قوله : رام زيدا ، وعاد الكافر ؛ فمعناه : صاد القرآن بعلمك ؛ أي : قابله به.

وقرأ عيسى بن عمر بفتح الدال ، جعله مفعولا به ، كأنه قال : أمل صاد ؛ ولم ينصرف لأنه اسم السورة معرفة.

وقيل : فتح لالتقاء الساكنين : الألف والدال.

وقيل : هو منصوب على القسم ، وحرف القسم محذوف ، كما أجاز سيبويه : الله لأفعلن.

وقرأ ابن أبى إسحاق : صاد ، بالكسر والتنوين ، على القسم كما تقول : لاه لأفعلن ، على إعمال حرف الجر ، وهو محذوف لكثرة الحذف فى باب القسم.

وقيل : إنما نون على التشبيه بالأصوات التي تنون ، للفرق بين المعرفة والنكرة ، نحو : إنه وإيه ، وصه وصه.

٣ ـ (كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)

«ولات حين مناص» : لات ، عند سيبويه : مشبهة ب «ليس» ، ولا تستعمل إلا مع «الحين» ، واسمها مضمر

٣٧٧

فى الجملة مقدر محذوف ؛ والمعنى : وليس الحين حين مناص ؛ أي : ليس الوقت وقت مهرب

وحكى سيبويه أن من العرب من يرفع «الحين» بعدها ويضمر الخبر ، وهو قليل.

والوقف عليها ، عند سيبويه والفراء وابن أبى إسحاق : وابن كيسان : بالتاء ، وعليه جماعة الفراء ، وبه أتى خط المصحف.

والوقف عليها ، عند المبرد والكسائي : بالهاء ، بمنزلة : «ربة».

وذكر أبو عبيد الوقف على «لات» ، ويبتدئ ب «حين» ، وهو بعيد مخالف لخط المصحف الذي عليه.

وذكر أبو عبيد أنها فى الإمام : «تحين» ، التاء متصلة بالحاء ، فأما قول الشاعر :

طلبوا صالحنا ولات أوان

فخفض ما بعد «لات» ، فإنما ذلك عند ابن أبى إسحاق ، لأنه أراد : فلات أواننا أوان صلح ؛ أي : وليس وقتنا وقت صلح ، ثم حذف المضاف وبناه ، ثم دخل التنوين عوضا من المضاف المحذوف ، فكسرت النون لالتقاء الساكنين ، وصار ، التنوين تابعا للكسرة ، فهو بمنزلة : يومئذ ، وحينئذ.

وقال الأخفش : تقديره : ولات حين أوان ، ثم حذف «حين» ؛ وهذا بعيد ، لا يجوز أن يحذف المضاف إلا ويقوم المضاف إليه فى الإعراب مقامه ، فيجب أن يرفع «أوان».

وكذلك تأوله المبرد ، ورواه بالرفع.

١١ ـ (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ)

«جند ما هنالك مهزوم» : ابتداء وخبر ، و «هنالك» : ظرف ملغى ، و «ما» : زائدة.

ويجوز أن يكون «هنالك» : الخبر ، و «مهزوم» : نعتا ل «جند».

١٢ ـ (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ)

إنما دخلت علامة التأنيث فى «كذبت» لتأنيث الجماعة.

٢١ ـ (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ)

«إذ تسوروا» : العامل فى «إذ» : «نبأ» ، وإنما قال «تسوروا» بلفظ الجمع ، لأن «الخصم» مصدر يدل

٣٧٨

على الجميع ، فجمع على المعنى ؛ وتقديره : ذوو الخصم ؛ وكذلك إذا قلت : القوم خصم ؛ فمعناه : ذوو خصم ؛ ويجوز : خصوم ، كما نقول : عادل ، وعدول.

وقال الفراء : «إذ» ، بمعنى : لما ، والعامل فى «إذ» الثانية : «تسوروا».

وقيل : العامل فيهما : «نبأ» ، على أن الثانية تبيين لما قبلها.

٢٢ ـ (إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى

بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ)

«خصمان» : خبر ابتداء محذوف ؛ تقديره : نحن خصمان.

٢٤ ـ (قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ

الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ)

«الخلطاء» : جمع خليط ؛ كظريف وظرفاء ، و «فعيل» إذا كان صفة جمع على : فعلاء ، إلا أن يكون فيه واو ، فيجمع على «فعال» ، نحو : طويل وطوال.

٢٥ ـ (فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ)

«ذلك» : فى موضع نصب ب «غفرنا» ، أو فى موضع رفع على إضمار مبتدأ ، تقديره : الأمر كذلك.

٣١ ـ (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ)

«الجياد» : جمع جواد.

وقيل : هو جمع جائد.

٣٢ ـ (فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ)

«حب الخير» : مفعول به ، وليس بمصدر ؛ لأنه لم يخبر أنه أحب حبا مثل حب الخير ، إنما أخبر أنه آثر حب الخير.

وقد قيل ، هو مصدر ؛ وفيه بعد فى المعنى.

٤٣ ـ (وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ)

«رحمة» : مصدر ؛ وقيل : هو مفعول من أجله.

٣٧٩

«وذكرى» : فى موضع نصب ، عطف على «الرحمة» ، وقيل : فى موضع رفع ، على تقدير : وهى ذكرى.

٤٥ ـ (وَاذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ)

«إبراهيم» وما بعده : نصب على البدل من «عبادنا» ، فهم كلهم داخلون فى العبودية والذكر.

ومن قرأه بالتوحيد جعل «إبراهيم» وحده بدلا من «عبدنا» ، وعطف عليه ما بعده ، فيكون «إبراهيم» داخلا فى العبودية والذكر ؛ وإسحاق ويعقوب داخلان فى الذكر لا غير ، وهما داخلان فى العبودية بغير هذه الآية.

٤٦ ـ (إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ)

«بخالصة ذكرى الدار» : من نون «خالصة» جعل «ذكرى» بدلا منها ؛ تقديره ؛ إنا أخلصناهم بذكرى الدار ، و «الدار» : فى موضع نصب ب «ذكرى» ، لأنه مصدر.

ويجوز أن يكون «ذكرى» : فى موضع نصب ب «خالصة» ، على أنه مصدر ، كالعاقبة.

ويجوز أن يكون «ذكرى» : فى موضع رفع ب «خالصة».

ومن أضاف «خالصة» إلى «ذكرى» جاز أن يكون «ذكرى» فى موضع نصب أو رفع.

٤٧ ـ (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ)

«الأخيار» : جمع : خير ، وخير : مخفف من خيّر ؛ كميت وميت.

٥٠ ـ (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ)

«جنات عدن» : جنات ، نصب على البدل من «لحسن مآب» الآية : ٤٩ ، و «مفتحة» : نصب على النعت ل «جنات» ؛ والتقدير : مفتحة لهم الأبواب منها.

وقال الفراء : التقدير : مفتحة لهم أبوابها ، والألف واللام عنده بدل من المضمر المحذوف العائد على الموصوف : فإذا أجبت به حذفتهما ، وهذا لا يجوز عند البصريين ، لأن الحرف لا يكون عوضا من الاسم.

وأجاز الفراء نصب «الأبواب» ب «مفتحة» ويضمر فى «مفتحة» ضمير «الجنات».

٥٧ ـ (هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ)

«هذا» : مبتدأ ، «حميم» : خبر ؛ وقيل : «فليذوقوه» : خبر «هذا» ، ودخلت الفاء للتنبيه الذي فى «هذا» ، ويرفع «حميم» على تقدير : هذا حميم.

٣٨٠