آيات الغدير

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية

آيات الغدير

المؤلف:

مركز المصطفى للدراسات الإسلامية


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
المطبعة: ستاره
الطبعة: ١
ISBN: 964-319-151-6
الصفحات: ٣٧٤
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة
 &

ـ ومنهم العلامة السيد جمال الدين عطاء الله الشيرازي الهروي في الأربعين حديثاً

( مخطوط ) روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي ، لكنه زاد بعد قوله : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله : وأدر الحق معه حيث كان ، وفي رواية اللهم أعنه وأعن به وارحمه وارحم به ، وانصره وانصر به .

ـ ومنهم العلامة عبد الله الشافعي في المناقب / ٢٠٥ مخطوط

روى الحديث بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي .

ـ ومنهم العلامة القندوزي في ينابيع المودة / ٢٧٤ ط . اسلامبول

روى الحديث عن الثعلبي بعين ما تقدم عنه في تفسيره .

ـ ومنهم العلامة الأمر تسري في أرجح المطالب / ٥٦٨ ط . لاهور

روى الحديث من طريق شهاب الدين الدولت آبادي ، والسيد السمهودي في جواهر العقدين ، وجمال الدين المحدث صاحب روضة الأحباب في أربعينه

ـ وعبد الرؤوف المناوي في فيض القدير

ـ ومحمد بن محمد القادري في الصراط السوي

ـ والحلبي في إنسان العيون

ـ وأحمد بن الفضل بن محمد باكثير في وسيلة الامال

ـ ومحمد بن إسماعيل الامير في الروضة الندية

ـ والحافظ محمد بن يوسف الكنجي في كفاية الطالب بعين ما تقدم عن تفسير الثعلبي . انتهى .

سندا القاضي الحسكاني الى ابن عيينة

ـ قال في شواهد التنزيل : ٢ / ٣٨٢

١٠٣٠ ـ أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي أخبرنا أبو بكر الجرجرائي ، حدثنا أبو أحمد البصري قال : حدثني محمد بن سهل حدثنا زيد بن إسماعيل مولى الأنصاري ،

٣٢١
 &

حدثنا محمد بن أيوب الواسطي ، عن سفيان بن عينية ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : عن علي قال : لما نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياً يوم غدير خم فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه . طار ذلك في البلاد ، فقدم على رسول الله النعمان بن الحرث الفهري فقال : أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إلۤه إلا الله وأنك رسول الله ، وأمرتنا بالجهاد والحج والصلاة والزكاة والصوم فقبلناها منك ، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام فقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فهذا شئ منك أو أمر من عند الله ؟!!

فقال : أمرٌ من عند الله .

قال : الله الذي لا إلۤه إلا هو إن هذا من الله ؟

قال : الله الذي لا إلۤه إلا هو إن هذا من الله .

قال : فولى النعمان وهو يقول ( اللهم ) إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم . فرماه الله بحجر على رأسه فقتله ، فأنزل الله تعالى ( سَأَلَ سَائِلٌ ) .

١٠٣١ ـ حدثونا عن أبي بكر السبيعي ، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر أبو جعفر الضبعي ، قال : حدثني زيد بن إسماعيل بن سنان ، حدثنا شريح بن النعمان حدثنا سفيان بن عيينة ، عن جعفر عن أبيه ، عن علي بن الحسين قال : نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علياً يوم غدير خم ( و ) قال : من كنت مولاه فعلي مولاه . فطار ذلك في البلاد . الحديث به ، سواء معنى .

الطريق الثالث : للقاضي الحسكاني عن جابر الجعفي

ـ قال في شواهد التنزيل : ٢ / ٣٨٢

١٠٣٢ ـ و ( رواه أيضاً ) في ( التفسير ) العتيق ( قال ) : حدثنا إبراهيم بن محمد الكوفي قال : حدثني نصر بن مزاحم ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن محمد بن علي قال : أقبل الحارث بن عمرو الفهري الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : إنك أتيتنا

٣٢٢
 &

بخبر السماء فصدقناك وقبلنا منك . فذكر مثله الى قوله : فارتحل الحارث ، فلما صار ببطحاء ( مكة ) أتته جندلة من السماء فشدخت رأسه ، فأنزل الله ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ ) بولاية علي عليه‌السلام .

وفي الباب عن حذيفة ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبي هريرة ، وابن عباس .

الطريق الرابع : للقاضي الحسكاني عن حذيفة بن اليمان

ـ قال في شواهد التنزيل : ٢ / ٣٨٣

١٠٣٣ ـ حدثني أبو الحسن الفارسي ، حدثنا أبو الحسن محمد بن إسماعيل الحسني ، حدثنا عبد الرحمان بن الحسن الأسدي ، حدثنا إبراهيم .

وأخبرنا أبو بكر محمد بن محمد البغدادي ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الشيباني ، حدثنا عبد الرحمن بن الحسن الأسدي ، حدثنا إبراهيم بن الحسن الكسائي ، حدثنا الفضل بن دكين ، حدثنا سفيان بن سعيد ، حدثنا منصور ، عن ربعي ، عن حذيفة بن اليمان قال : لما قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : من كنت مولاه فهذا مولاه . قام النعمان بن المنذر الفهري ( كذا ) فقال : هذا شئ قلته من عندك أو شئ أمرك به ربك .

قال : لا ، بل أمرني به ربي .

فقال : اللهم أنزل علينا حجارة من السماء . فما بلغ رحله حتى جاءه حجرٌ فأدماه فخر ميتاً ، فأنزل الله تعالى ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ) و ( الطريقان ) لفظهما واحد .

الطريق الخامس : للقاضي الحسكاني عن أبي هريرة

ـ قال في شواهد التنزيل : ٢ / ٣٨٣

١٠٣٤ ـ وأخبرنا عثمان أخبرنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البحلي قال : حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد المهدي ، حدثنا

٣٢٣
 &

محمد بن أبي معشر المدني ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعضد علي بن أبي طالب يوم غدير خم ، ثم قا ل : من كنت مولاه فهذا مولاه . فقام إليه أعرابي فقال : دعوتنا أن نشهد أن لا إلۤه إلا الله وأنك رسول الله فصدقناك ، وأمرتنا بالصلاة والصيام فصلينا وصمنا ، وبالزكاة فأدينا ، فلم يقعنك إلا أن تفعل هذا ! فهذا عن الله أم عنك ؟

قال : عن الله ، لا عني .

قال : الله الذي لا إلۤه إلا هو لهذا عن الله لا عنك ؟!

قال : نعم ، ثلاثاً ، فقام الأعرابي مسرعاً الى بعيره ، وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك ، الآية ، فما استتم الكلمات حتى نزلت نارٌ من السماء فأحرقته ، وأنزل الله في عقب ذلك : سأل سائل ، الى قوله دافع . انتهى .

وقد ذكر الحسكاني كما رأيت طريقين آخرين الى سعد بن أبي وقاص ، وابن عباس ، ولم يذكر سندهما .. ولعلهما الطريقان الموجودان في تفسير فرات الكوفي .

*       *

ثانياً : طرق وأسانيد مصادرنا الى سفيان بن عيينة

أسانيد فرات بن ابراهيم الكوفي الى سفيان بن عيينة

ـ تفسير فرات الكوفي ص ٥٠٥

٣ ـ فرات قال : حدثني محمد بن أحمد ظبيان معنعناً : عن الحسين بن محمد الخارفي قال : سألت سفيان بن عيينة عن : سأل سائل ، فيمن نزلت : قال : يا ابن أخي سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك ، لقد سألت جعفر بن محمد عليهما‌السلام عن مثل الذي سألتني عنه ، فقال : أخبرني أبي عن جدي عن أبيه عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : لما كان يوم غدير خم ، قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خطيباً فأوجز في خطبته ، ثم دعا علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأخذ بضبعه ثم رفع بيده حتى رئي بياض إبطيهما وقال : ألم أبلغكم

٣٢٤
 &

الرسالة ؟ ألم أنصح لكم ؟ قالوا : اللهم نعم ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله . ففشت في الناس فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري ، فرحل راحلته ثم استوى عليها ـ ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ ذاك بمكة ـ حتى انتهى الى الأبطح ، فأناخ ناقته ثم عقلها ثم جاء الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلم فرد عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال :

يا محمد إنك دعوتنا أن نقول لا إلۤه إلا الله فقلنا ! ثم دعوتنا أن نقول إنك رسول الله فقلنا ، وفي القلب ما فيه ، ثم قلت صلوا فصلينا ، ثم قلت صوموا فصمنا فأظمأنا نهارنا وأتعبنا أبداننا ، ثم قلت حجوا فحججنا ، ثم قلت إذا رزق أحدكم مأتي درهم فليتصدق بخمسة كل سنة ، ففعلنا .

ثم انك أقمت ابن عمك فجعلته علماً وقلت : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ، أفعنك أم عن الله ؟! قال : بل عن الله ـ قال فقالها ثلاثاً ـ قال : فنهض ، وإنه لمغضب وإنه ليقول : اللهم إن كان ما قال محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء ، تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا ، وإن كان ما قال محمد كذباً فأنزل به نقمتك .

ثم أثار ناقته فحل عقالها ثم استوى عليها ، فلما خرج من الأبطح رماه الله تعالى بحجر من السماء فسقط على رأسه وخرج من دبره ، وسقط ميتاً فأنزل الله فيه : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ، لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ، مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ انتهى .

أسانيد محمد بن العباس الى سفيان بن عيينة

ـ تأويل الآيات : ٢ / ٧٢٢

قال محمد بن العباس رحمه‌الله : حدثنا علي بن محمد بن مخلد ، عن الحسن بن القاسم ، عن عمر بن الأحسن ، عن آدم بن حماد ، عن حسين بن محمد قال : سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل : سَأَلَ سَائِلٌ ، فيمن نزلت ؟ فقال ... بنحو رواية فرات الأخيرة .

٣٢٥
 &

سند الشريف المرتضى الى سفيان بن عيينة

ـ مدينة المعاجز : ١ / ٤٠٧

٢٧٠ ـ السيد المرتضى في عيون المعجزات : قال : حدث أبو عبد الله محمد بن أحمد قال : حدثنا أبي قال : حدثني علي بن فروخ السمان قال : حدثني يحيى بن زكرياء المنقري قال : حدثنا سفيان بن عيينة قال : حدثني عمر بن أبي سليم العيسى ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : لما نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علياً يوم غدير خم وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ...

قلت : قد ذكرت في معنى هذا الحديث رواية المفضل بن عمر الجعفي ، عن الصادق عليه‌السلام في كتاب البرهان في تفسير القرآن بالرواية عن أهل البيت في قوله تعالى : قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ من سورة الأنعام .

وفي سورة المعارج في قوله تعالى : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ، رواية اخرى .

سند منتجب الدين الرازي الى سفيان بن عيينة

ـ الأربعون حديثاً لمنتجب الدين الرازي ص ٨٢

الحكاية الخامسة : أنا أبو العلاء زيد بن علي بن منصور الأديب والسيد أبو تراب المرتضى بن الداعي بن القاسم الحسني قال : نا الشيخ المفيد عبد الرحمن بن أحمد الواعظ الحافظ املاءً : أنا محمد بن زيد بن علي الطبري أبو طالب بن أبي شجاع البريدي بآمل بقراءتي عليه ، أنا أبو الحسين زيد بن إسماعيل الحسني ، نا السيد أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني ، أنا عبد الرحمن بن الحسن الخاقاني ، نا عباس بن عيسى ، نا الحسن بن عبد الواحد الخزاز ، عن الحسن بن علي النخعي ، عن رومي بن حماد المخارقي قال : قلت لسفيان بن عيينة : أخبرني عن ( سَأَلَ سَائِلٌ ) فيمن أنزلت ط قال : لقد سألتني عن مسألة ماسألني عنها أحد قبلك ، سألت عنها جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام فقال : لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك ، حدثني أبي عن آبائه عليهم‌السلام قال : لما حج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حجة الوداع فنزل بغدير خم ، نادى في

٣٢٦
 &

الناس فاجتمعوا فقال : يا أيها الناس ألم أبلغكم الرسالة ؟ قالوا : اللهم بلى . قال : أفلم أنصح لكم ؟ قالوا : اللهم بلى . قال : فأخذ بضبع علي عليه‌السلام فرفعه حتى رؤي بياض إبطيهما ، ثم قال : أيها الناس من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .

قال : فشاع ذلك ، فبلغ الحارث بن النعمان الفهري ، فأقبل يسير على ناقة له حتى نزل بالأبطح فأناخ راحلته وشد عقالها ، ثم أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو في ملأ من أصحابه فقال : يا رسول الله والله الذي لا إله إلا هو إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله فشهدنا ، ثم أمرتنا أن نشهد أنك رسوله فشهدنا ، ثم أمرتنا أن نصلي خمساً فصلينا ، ثم أمرتنا أن نصوم شهر رمضان فصمنا ، ثم أمرتنا أن نزكي فزكينا ، ثم أمرتنا أن نحج فحججنا ، ثم لم ترض حتى نصبت ابن عمك علينا ، فقلت : من كنت مولاه فهذا علي مولاه . هذا عنك أو عن الله تعالى ؟!

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا بل عن الله .

قال : فقام الحارث بن النعمان مغضباً وهو يقول : اللهم إن كان ما قال محمد حقاً فأنزل بي نقمة عاجلة .

قال : ثم أتى الأبطح فحل عقال ناقته واستوى عليها ، فلما توسط الأبطح رماه الله بحجر فوقع وسط دماغه وخرج من دبره ، فخر ميتاً ، فأنزل الله تعالى : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ وقد أورد أبو إسحاق الثعلبي إمام أصحاب الحديث في تفسيره هذه الحكاية بغير إسناد .

سند الطبرسي الى سفيان بن عيينة

ـ تفسير الميزان : ٦ / ٥٨

وفي المجمع أخبرنا السيد أبو الحمد قال : حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال : أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي قال : أخبرنا أبو بكر الجرجاني قال : أخبرنا أبو أحمد البصري قال : حدثنا محمد بن سهل قال : حدثنا زيد بن إسماعيل مولى

٣٢٧
 &

الأنصار قال : حدثنا محمد بن أيوب الواسطي قال : حدثنا سفيان بن عيينه ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن آبائه قال : لما نصب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علياً يوم غدير خم قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه ....

*       *

ثالثاً : طرق وأسانيد من مصادرنا من غير طريق سفيان بن عيينة

أسانيد محمد بن يعقوب الكليني

ـ الكافي : ١ / ٤٢٢

٤٧ ـ علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ ( بولاية علي ) لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ .

ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه‌السلام على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله . انتهى .

ومعنى قوله عليه‌السلام ( هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه‌السلام على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه نزل بتأويلها ، وهذا مثل قول ابن مسعود المتقدم في آية التبليغ أنهم كانوا يقرؤون على عهد صلى‌الله‌عليه‌وآله ( بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ـ في علي ) وما ورد عن ابن عباس في آيات الخندق أنه كان يقرأ ( وَكَفَى اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ـ بعلي ) فهذه ليست قراءات ، لأنه لا يجوز إضافة أي حرفٍ الى نص كتاب الله تعالى ، بل كلها تفاسير من الصحابة ، أو تفسيرٌ نزل به جبرئيل عليه‌السلام فبلغهم إياها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فكانوا يقرؤونها كالذي يشرح آيةً ، أو كتبوها في تفاسيرهم كالهامش .

ـ وفي الكافي : ٨ / ٥٧

١٨ ـ عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم جالساً إذ أقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم ، ولو لا أن تقول فيك طوائف من

٣٢٨
 &

أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم ، لقلت فيك قولاً لا تمر بملأٍ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك ، يلتمسون بذلك البركة .

قال : فغضب أعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدةٌ من قريش معهم ، فقالوا : ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلاً إلا عيسى ابن مريم ، فأنزل الله على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ، وقالوا ءآلهتنا خيرٌ أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون ، إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل . ولو نشاء لجعلنا منكم ـ يعني من بني هاشم ـ ملائكة في الأرض يخلفون . قال : فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك أن بني هاشم يتوارثون هرقلاً بعد هرقل ، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم .... الى آخره ، ولعل في متنه اضطراباً ، وفيه :

ثم قال له : يا بن عمرو إما تبت وإما رحلت .

فقال : يا محمد ، بل تجعل لسائر قريش شيئاً مما في يديك ، فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم !

فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس ذلك إلي ، ذلك إلى الله تبارك وتعالى .

فقال : يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ، ولكن أرحل عنك ، فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة ، أتته جندلةٌ فرضخت هامته ، ثم أتى الوحي الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ـ بولاية علي ـ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ .

أسانيد فرات بن ابراهيم الكوفي

ـ تفسير فرات الكوفي ص ٥٠٣

١ـ قال : حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال : حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد المهتدي قال : حدثنا محمد بن معشر المدني ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : طرحت الأقتاب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم غدير خم

٣٢٩
 &

قال فعلا عليها فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أخذ بعضد علي بن أبي طالب عليه‌السلام فاستلها فرفعها ، ثم قال : اللهم من كنت مولاه فعلي فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله .

فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال : يا رسول الله دعوتنا أن نشهد أن لا إلۤه إلا الله فشهدنا وأنك رسول الله فصدقنا ، وأمرتنا بالصلاة فصلينا ، وبالصيام فصمنا ، وبالجهاد فجاهدنا ، وبالزكاة فأدينا ، قال : ولم يقنعك إلا أن أخذت بيد هذا الغلام على رؤس الأشهاد ، فقلت : اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ! فهذا عن الله أم عنك ؟!

قال : هذا عن الله ، لا عني .

قال : الله الذي لا إلۤه إلا هو لهذا عن الله لا عنك ؟!

قال : الله الذي لا إلۤه إلا هو لهذا عن الله لا عني .

ثم قال ثالثة : الله الذي لا إلۤه إلا هو لهذا عن ربك لا عنك ؟

قال : الله الذي لا إلۤه إلا هو لهذا عن ربي لا عني .

قال : فقام الأعرابي مسرعاً الى بعيره وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم .

قال : فما استتم الأعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نارٌ من السماء فأحرقته ، وأنزل الله في عقب ذلك : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ، لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ، مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ .

٢ ـ قال فرات : حدثني جعفر بن محمد بن بشروية القطان معنعناً ، عن الأوزاعي ، عن صعصعة بن صوحان والأحنف بن قيس قالا جميعاً : سمعنا ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال : يا أحمد أمرتنا بالصلاة والزكاة أفمنك هذا أم من ربك يا محمد ؟ قال : الفريضة من ربي وأداء الرسالة مني ، حتى أقول : ما أديت إليكم إلا ما أمرني ربي .

٣٣٠
 &

قال : فأمرتنا بحب علي بن أبي طالب ، زعمت أنه منك كهارون من موسى ، وشيعته على نوق غر محجلةٍ يرفلون في عرصة القيامة ، حتى يأتي الكوثر فيشرب ويسقي هذه الأمة ، ويكون زمرة في عرصة القيامة ، أبهذا الحب سبق من السماء أم كان منك يا محمد ؟

قال : بلى سبق من السماء ثم كان مني . لقد خلقنا الله نوراً تحت العرش !

فقال عمرو بن الحارث : الآن علمت أنك ساحر كذاب ! يا محمد ألستما من ولد آدم ؟

قال : بلى ، ولكن خلقني الله نوراً تحت العرش قبل أن يخلق الله آدم باثني عشر ألف سنة ، فلما أن خلق الله آدم ألقى النور في صلب آدم ، فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب الى صلب ، حتى تفرقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب وأبي طالب ، فخلقنا ربي من ذلك النور ، لكنه لكن لا نبي بعدي .

قال : فوثب عمرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلاً من الكفار ، وهم ينفضون أرديتهم فيقولون : اللهم إن كان محمد صادقاً في مقالته فارم عمراً وأصحابه بشواظٍ من نار .

قال فرمي عمرو وأصحابه بصاعقة من السماء ، فأنزل الله هذه الآية : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ فالسائل عمرو وأصحابه .

٤ ـ فرات قال : حدثنا أبو أحمد يحيى بن عبيد بن القاسم القزويني معنعناً ، عن سعد بن أبي وقاص ، قال : صلى بنا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة الفجر يوم الجمعة ، ثم أقبل علينا بوجهه الكريم الحسن وأثنى على الله تبارك وتعالى ، فقال : أخرج يوم القيمة وعلي بن أبي طالب أمامي ، وبيده لواء الحمد ، وهو يومئذ من شقتين شقة من السندس وشقة من الإستبرق ، فوثب إليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة ، فقال : قد أرسلوني إليك لأسألك ، فقال : قل يا أخا البادية .

قال : ما تقول في علي بن أبي طالب ، فقد كثر الإختلاف فيه ؟

٣٣١
 &

فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ضاحكاً فقال : يا أعرابي ، ولم يكثر الإختلاف فيه ؟ عليٌّ مني كرأسي من بدني ، وزري من قميصي .

فوثب الأعرابي مغضباً ثم قال : يا محمد إني أشد من علي بطشاً ، فهل يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد ؟

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مهلاً يا أعرابي ، فقد أعطي علي يوم القيامة خصالاً شتى : حسن يوسف ، وزهد يحيى ، وصبر أيوب ، وطول آدم ، وقوة جبرئيل . وبيده لواء الحمد وكل الخلائق تحت اللواء ، يحف به الأئمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والأذان ، وهم الذين لا يتبددون في قبورهم .

فوثب الأعرابي مغضباً وقال : اللهم إن يكن ما قال محمد فيه حقاً فأنزل علي حجراً . فأنزل الله فيه : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ .

سندا محمد بن العباس

ـ تأويل الآيات : ٢ / ٧٢٢

ـ وقال أيضاً : حدثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد السياري ، عن محمد بن خالد ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه تلا : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ـ بولاية علي ـ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ، ثم قال : هكذا هي في مصحف فاطمة عليها‌السلام .

ـ ويؤيده : ما رواه محمد البرقي ، عن محمد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ ـ بولاية علي ـ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ثم قال : هكذا والله نزل بها جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله . انتهى .

وقد تقدم أن عبارة ( بولاية علي عليه‌السلام ) تفسيرٌ للآية ، وكانوا يكتبون ذلك في هامش مصاحفهم ، كما ورد عن مصحف ابن عباس أنه كان فيه : وكفى الله المؤمنين القتال ، بعلي عليه‌السلام .

٣٣٢
 &

سند جامع الأخبار

ـ بحار الأنوار : ٣٣ / ١٦٥

٤٢ ـ جامع الأخبار : أخبرنا علي بن عبد الله الزيادي ، عن جعفر بن محمد الدوريستي ، عن أبيه ، عن الصدوق ، عن أبيه ، عن سعد ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن زرارة قال : سمعت الصادق عليه‌السلام قال : لما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها ـ وفي خبر آخر : وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة آلاف رجل من المدينة ـ جاءه جبرئيل في الطريق فقال له :

يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام ، وقرأ هذه الآية : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ .. فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالإسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا .....

فقال له : يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني ، فعرج جبرئيل ونزل عليه في اليوم الثالث وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بموضع يقال له غدير خم ، وقال له : يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ .

فلما سمع رسول الله هذه المقالة قال للناس : أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي ، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل وصعدها وأخرج معه علياً عليه‌السلام وقام قائماً وخطب خطبة بليغة ، وعظ فيها وزجر ، ثم قال في آخر كلامه : يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم ؟

فقالوا : بلى يا رسول الله ....

فلما كان بعد ثلاثةٍ ، وجلس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مجلسه أتاه رجل من بني مخزوم يسمى عمر بن عتبة ـ وفي خبر آخر حارث بن النعمان الفهري ، فقال :

يا محمد أسألك عن ثلاث مسائل .

فقال : سل عما بدا لك .

٣٣٣
 &

فقال : أخبرني عن شهادة أن لا إلا الله وأن محمداً رسول الله ، أمنك أم من ربك ؟

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أُوحِيَ إلي من الله ، والسفير جبرئيل ، والمؤذن أنا ، وما أذنت إلا من أمر ربي .

قال : فأخبرني عن الصلاة والزكاة والحج والجهاد ، أمنك أم من ربك ؟

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل ذلك .

قال : فأخبرني عن هذا الرجل ـ يعني علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ وقولك فيه : من كنت مولاه فهذا علي مولاه .. الى آخره ، أمنك أم من ربك ؟

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الوحي إليَّ من الله ، والسفير جبرئيل ، والمؤذن أنا ، وما أذنت إلا ما أمرني .

فرفع المخزومي رأسه الى السماء فقال : اللهم إن كان محمد صادقاً فيما يقول فأرسل علي شواظاً من نار ، وفي خبر آخر في التفسير فقال : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، وولى ، فوالله ما سار غير بعيد حتى أظلته سحابة سوداء ، فأرعدت وأبرقت فأصعقت ، فأصابته الصاعقة فأحرقته النار ! فهبط جبرئيل وهو يقول : إقرأ يا محمد : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ .

فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه : رأيتم ؟!

قالوا : نعم .

قال : وسمعتم ؟

قالوا : نعم .

قال : طوبى لمن والاه والويل لمن عاداه ، كأني أنظر الى علي وشيعته يوم القيامة يزفون على نوقٍ من رياض الجنة ، شبابٌ متوجون مكحلون لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ، قد أيدوا برضوان من الله أكبر ، ذلك هو الفوز العظيم ، حتى سكنوا حظيرة القدس من جوار رب العالمين ، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون ، ويقول لهم الملائكة : سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار .

٣٣٤
 &

سند مدينة المعاجز للبحراني

ـ مدينة المعاجز : ٢ / ٢٦٧

العلامة الحلي في الكشكول : عن محمد بن أحمد بن عبد الرحمان الباوردي ....

فقال النضر بن الحارث الفهري : إذا كان غداً اجتمعوا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أقبل أنا وأتقاضاه ما وعدنا به في بدء الإسلام ، وانظر ما يقول ، ثم نحتج ، فلما أصبحوا فعلوا ذلك فأقبل النضر بن الحارث فسلم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال :

يا رسول الله إذا كنت أنت سيد ولد آدم ، وأخوك سيد العرب ، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين ، وابناك الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، وعمك حمزة سيد الشهداء ، وابن عمك ذو الجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء . وعمك جلدة بين عينيك وصنو أبيك ، وشيبة له السدانة ، فما لسائر قومك من قريش وسائر العرب ؟!

فقد أعلمتنا في بدء الإسلام أنا إذا آمنا بما تقول لنا ما لك وعلينا ما عليك .

فأطرق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله طويلاً ثم رفع رأسه فقال :

أما أنا والله ما فعلت بهم هذا ، بل الله فعل بهم هذا فما ذنبي ؟!

فولى النضر بن الحارث وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم .

يعني الذي يقول محمد فيه وفي أهل بيته ، فأنزل الله تعالى : وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ .. الى قوله : وهم يستغفرون .

فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى النضر بن الحارث الفهري وتلا عليه الآية فقال : يا رسول الله إني قد سررت ذلك جميعه أنا ومن لم تجعل له ما جعلته لك ولأهل بيتك من الشرف والفضل في الدنيا والآخرة ، فقد أظهر الله ما أسررنا به .

أما أنا فأسألك أن تأذن لي أن أخرج من المدينة ، فإني لا أطيق المقام بها ! فوعظه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن ربك كريم ، فإن أنت صبرت وتصابرت لم يخلك من مواهبه ، فارض

٣٣٥
 &

وسلم ، فإن الله يمتحن خلقه بضروب من المكاره ، ويخفف عمن يشاء ، وله الخلق والأمر ، مواهبه عظيمة ، وإحسانه واسع .

فأبى الحارث ، وسأله الإذن فأذن له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل الى بيته وشد على راحلته وركبها مغضباً ، وهو يقول : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم .

فلما صار بظهر المدينة وإذا بطيرٍ في مخلبه حجرٌ ، فأرسله إليه فوقع على هامته ، ثم دخلت في دماغه وخرج من جوفه ووقع على ظهر راحلته وخرج من بطنها ، فاضطربت الراحلة وسقطت وسقط النضر بن الحارث من عليها ميتين ، فأنزل الله تعالى : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ ـ بعلي وفاطمة والحسن والحسين وآل محمد ـ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ . انتهى .

وقال في هامشه : لم نجد كتاب الكشكول للعلامة الحلي رحمه‌الله بل هو للمحدث الجليل العلامة السيد حيدر بن علي الحسيني الآملي من علماء القرن الثامن الهجري أوله : أما البداية فليس بخفي من علمك ولا يستتر عن فهمك وآخره : والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين . انتهى .

رواية المناقب لابن شهر آشوب

ـ بحار الأنوار : ٣١ / ٣٢٠

١٧ ـ قب : أبو بصير عن الصادق عليه‌السلام لما قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي لولا أنني أخاف أن يقول فيك ما قالت النصارى في المسيح لقلت اليوم فيك مقالة لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدمك . الخبر .

قال الحارث بن عمرو الفهري لقوم من أصحابه : ما وجد محمد لابن عمه مثلاً إلا عيسى بن مريم يوشك أن يجعله نبياً من بعده . والله إن آلهتنا التي كنا نعبد خيرٌ منه ! فأنزل الله تعالى : وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا الى قوله : وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ .

٣٣٦
 &

وفي رواية : أنه نزل أيضاً : إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ الآية . فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :

يا حارث اتق الله وارجع عما قلت من العداوة لعلي بن أبي طالب .

فقال : إذا كنت رسول الله وعلي وصيك من بعدك وفاطمة بنتك سيدة نساء العالمين والحسن والحسين ابناك سيدا شباب أهل الجنة ، وحمزة عمك سيد الشهداء ، وجعفر الطيار ابن عمك يطير مع الملائكة في الجنة ، والسقاية للعباس عمك ، فما تركت لسائر قريش وهم ولد أبيك !

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويلك يا حارث ما فعلت ذلك ببني عبد المطلب ، لكن الله فعله بهم !

فقال : إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء الآية .

فأنزل الله تعالى : وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ، ودعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الحارث فقال : إما أن تتوب أو ترحل عنا .

قال : فإن قلبي لا يطاوعني الى التوبة ، لكني أرحل عنك !

فركب راحلته فلما أصحر ، أنزل الله عليه طيراً من السماء في منقاره حصاة مثل العدسة فأنزلها على هامته وخرجت من دبره الى الأرض ، ففحص برجله وأنزل الله تعالى على رسوله : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِّلْكَافِرِينَ ـ بولاية علي .

رواية علي بن ابراهيم القمي

ـ تفسير القمي : ٢ / ٣٨٥

أخبرنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن عبد الله ، عن محمد بن علي ، عن علي بن حسان ، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي الحسن عليه‌السلام في قوله : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ قال : سأل رجل عن الأوصياء وعن شأن ليلة القدر ، وما يلهمون فيها ؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : سألت عن عذابٍ واقع ، ثم كفرٍ بأن ذلك لا يكون ، فإذا وقع فليس له من دافع .

٣٣٧
 &

وهناك أسانيد أخرى ، يصعب استقصاؤها فراجع شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي ، وكنز الحقائق للكراجكي ، والفضائل لشاذان بن جبرئيل ، وتفسير القمي ، والمناقب لابن شهراشوب ، وغاية المرام للبحراني .. وغيرها .

النتيجة صحة أصل الحديث ، وتعدد العقاب الإلۤهي

المتأمل في روايات العقاب الالهي العاجل لمن اعترض على ولاية علي عليه‌السلام يصل الى نتيجتين :

الأولى : أن أصل الحديث مستوفٍ لشروط الصحة .. فمهما كان الباحث بطئ التصديق ، ميالاً للتشكيك ، وأجاز لنفسه القول إن الشيعة وضعوا هذا الحديث ودونوه في مصادرهم .. فلا يمكنه أن يفسر وجوده في مصادر السنة بذلك ، لأن عدداً من أئمتهم المحدثين قد رووه وتبنوه ، كما رأيت .

نعم قد يعترض متعصبٌ بأن هؤلاء الأئمة السنيين ، قد رووا ذلك عن أئمة أهل البيت عليهم‌السلام .

وجوابه أولاً ، أن مقام أهل البيت عليهم‌السلام عند السنة لا يقل عن مقام كبار أئمتهم ، خاصةً مثل الإمامين الباقر والصادق عليهما‌السلام اللذين يروي عنهما مباشرةً أو بالواسطة عددٌ من كبار أئمتهم ، مثل أبي عبيد والسفيانين والزهري ومالك وأحمد .. وغيرهم .

والحساسية التي قد تراها عند السنيين من أحاديث أهل البيت عليهم‌السلام إنما هي مما نرويه نحن الشيعة ، أما ما يرويه عنهم أئمتهم ، فقد قبلوه ودونوا عدداً منه في صحاحهم .

وجوابه ثانياً ، أن طرق الحديث ليست محصورةً بأهل البيت عليهم‌السلام فقد تقدم طريق الحاكم الحسكاني عن حذيفة ، وأبي هريرة ، وغيرهما أيضاً .

والنتيجة الثانية : أن الحادثة التي وردت في الأحاديث المتقدمة وغيرها لا يمكن أن تكون حادثة واحدة ، بل هي متعددة .. وذلك بسبب تعدد الأسماء ، ونوع العقوبة والأمكنة ، والأزمنة ، والملابسات المذكورة في روايات الحديث .

٣٣٨
 &

فرواية أبي عبيد والثعلبي وغيرها تقول إن الحادثة كانت في المدينة أو قربها ، وأن العذاب كان بحجرٍ من سجيل .. ورواية أبي هريرة وغيرها تقول إن الإعتراض كان في نفس غدير خم بعد خطبة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأن العقوبة كانت بنارٍ نزلت من السماء .. وبعضها يقول إنها كانت بصاعقة ..

والأسماء الواردة متعددة أيضاً ، والتصحيف يصح في بعضها ، لكن لا يصح في جميعها .

المسألة السابعة : عشيرة سأل سائل بعذاب واقع

بقيت عدة مسائل وبحوث ، تتعلق بموضوعنا :

منها ، عدد المعترضين على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد الغدير ، وهوياتهم .. ونوع العقوبة الإلۤهية ، التي وقعت عليهم ..

ومنها ، ما أحدثه الإعلان النبوي عن ولاية العترة من تأثيرٍ على المسلمين عامة ، وعلى قريشٍ خاصة .. وما يتصل به من الجو العام في الشهرين الأخيرين من حياة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والآيات التي نزلت ، والأحداث التي وقعت .. ومن أهمها تشاور الأنصار وعرضهم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يخصصوا له ولعترته ثلث أموالهم لمصارفهم ، ونزول آية ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) وزيادة حساسية قريش بسبب ذلك .

ومن أهمها أيضاً ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قرر أن يرسل كل شخصيات قريش المؤثرين في جيشٍ الى مؤتة ، وأمَّر عليهم شاباً أسود البشرة من أصل إفريقي عمره تسع عشرة سنة ، هو أسامة بن زيد ! وهدفه من ذلك أن يوجه نظر الأمة الى الجبهة الخارجية ، ويفرغ المدينة من المخالفين لعترته ، حتى إذا توفي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن فيها إلا علي والأنصار .. الى آخر الأحداث والأوضاع التي كانت في هذه الفترة الحاسمة ..

٣٣٩
 &

ومنها ، بحث محاولتي اغتيال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد إعلان الغدير ، في طريق رجوعه في عقبة هرشى ، وفي قصة لده وإعطائه الدواء عندما أغمي عليه من الحمى في مرضه رغم أنه كان نهاهم عنه !

ومنها ، قصة الصحيفة الملعونة الثالثة ، التي ورد في مصادرنا أن المعارضين لإعلان ولاية علي عليه‌السلام كتبوها في المدينة ، وتعاهدوا ضد آل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله !

ومن البحوث المفيدة أيضاً ، بحث فضل يوم الغدير ، وما ورد في مصادر الفريقين من استحباب صومه ، والشكر وإظهار السرور فيه .. الخ .

ومع أنها جميعاً بحوث مفيدة ، ترتبط بموضوعنا .. لكن فضلنا عدم الإطالة بها ، واقتصرنا على أولها ، وهو عشيرة بني عبد الدار القرشية ، التي ورد عند الفريقين أن آية ( سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) نزلت في رئيسها النضر بن الحارث ، وفي ابنه جابر بن النضر .. وغرضنا من هذا البحث أيضاً أن يكون مكملاً للتصور الصحيح عن قبائل قريش ، وحسدها الشديد للنبي وأهل بيته الطاهرين ، صلى الله عليه وعليهم .

الحسد القديم وحلف لعقة الدم

كانت الجزيرة العربية مجتمعاتٍ قبلية ، ومعظم مناطقها تحكمها القبائل وليس فيها حكومةٌ مركزية .

وكانت الصراعات والحروب ، والتحالفات القبلية أمراً شائعاً بين قبائلها ، ومنها قبائل قريش .

ومن أهم الأحلاف القرشية التي سجلتها مصادر التاريخ ، حلف الفضول الذي دعا اليه عبد المطلب جد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله .. وسمي حلف المطيبين ، لأنهم أكدوا تحالفهم بغمس أيديهم في جفنة طيبٍ صنعتها لهم بنت عبد المطلب .

وكانت أهم بنود هذا الحلف : أن يحموا الكعبة الشريفة ممن يريد بها شراً ، ويمنعوا الظلم فيها ، وينصروا المظلوم حتى يصل الى حقه .

٣٤٠