نفحات القرآن - ج ١

آية الله ناصر مكارم الشيرازي

نفحات القرآن - ج ١

المؤلف:

آية الله ناصر مكارم الشيرازي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
المطبعة: سليمان‌زاده
الطبعة: ١
ISBN: 964-8139-88-1
ISBN الدورة:
964-8139-75-X

الصفحات: ٣٨٠

كل عمل باسم الله

تمهيد :

علّمنا القرآن الكريم في بداية كل سورة (عدا سورة التوبة) وفي آيات كثيرة اخرى أن نبدأ عملنا باسم الله وأن نعطّر أجواء قلوبنا وأرواحنا بطيب اسمه.

باسم «الله» وهو الجامع للصفات الكمالية.

باسم «الرحمن» و «الرحيم».

باسمه الذي هوعلى كل شيء قدير.

باسمه الذي هو بكل شيء عليم.

إنّ هذا الاسم المقدّس ينوّر القلب ويهب للروح الصفاء والقوة والنشاط.

ذِكر رحمته الخاصّة والعامّة تبعث في الإنسان عالماً من الأمل.

ذكر قدرته وجبروته يبعث في الإنسان الجرأة لمواجهة المصاعب.

ذكر علمه واحاطته بكلِّ فرد وبكل شيء يُطمئِنُ الإنسان بأنّه ليس لوحده.

فإذا بدأنا عملنا بهذه الروح فاننا سنصل إلى الغاية المطلوبة بلا شك ، وكل سعي وجهاد يبذل وفق هذا المنهج فسوف تكون نتيجته الموفقية والفلاح.

لذلك فقد ارتأينا أن أفضل ما نبدأ به بحثنا في هذا الكتاب هو موضوع (بداية كل عمل باسم الله).

فنبدأ أولاً بمناقشة الآيات ذات العلاقة بهذا المعنى ، ثم نقوم بعملية التفسير والجمع ، وفي المرحلة الأخيرة نذكر بحوثاً مكملة تحت عنوان «توضيحات» وسنواصل اتباع هذا الأسلوب بالترتيب المذكور إلى آخر الكتاب إن شاء الله.

٢١

الآيات :

١ ـ «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ». (كل سور القرآن عدا سورة براءة)

٢ ـ (إقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ). (العلق / ١)

٣ ـ (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَّحيمٌ). (هود / ٤١)

٤ ـ (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَؤُا إِنِّى الْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ* انّهُ مِنْ سُلَيَمانَ وَانَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* الَّا تَعْلُوا عَلَىَّ وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ). (النمل / ٢٩ ـ ٣١)

* *

شرح المفردات :

«الاسم» : يعتقد الكثير من علماء اللغة أنّ هذه الكلمة في الأصل مشتقة من مادة «سمو» (على وزن علو) بمعنى الارتفاع ، وحيث إنّ التسمية سبب للمعرفة والظهور وعلو المنزلة لكل شيء استخدمت كلمة اسم في هذا المعنى (١).

«الرحمن» و «الرحيم» : كلمتان مشتقتان من مادة «رحمة» والمعروف أنّ (الرحمن) يعني ذو الرحمة العامة الشاملة للجميع ، و (الرحيم) يوصف بها ذو الرحمة الخاصة ، وعلى هذا رحمانية الله جعلت فيضه ونعمته شاملة للعدو والصديق والمؤمن والكافر ، ولكن رحيميته أوجبت للمؤمنين مواهب خاصة في الدنيا والآخرة في حين أنّ هذه المواهب محرّمة على الغافلين والبعيدين عن الله.

والشاهد على هذا الاختلاف ما يلي :

١ ـ «الرحمن» صيغة مبالغة والرحيم صفة مشبهة ، وصيغة المبالغة تفيد معنى التأكيد

__________________

(١). البعض يرى أنّ الاسم من مادة (وَسْم) بمعنى (العلامة) ولكن يبدو أنّ هذا غير تام لأنّ جمعه على هيئة أسماء وتصغيره ب (سُمّي) و (سمّيه) يدل على عدم وجود (الواو) في أصله والبعض يعتبره مشتقاً من كلمة (شما) وهي اصطلاح عبري وعند التعريب صارت بهيئة اسم وسماء (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) ولكن هذا مستبعد أيضاً ولا شاهد عليه ، والشاهد الآخر على عدم كون الاسم مشتقاً من مادة (وسم) أنّ الهمزة في اسم تسقط عند وصل الكلام ولو كانت من مادة (وسم) فالهمزة بدلاً عن الواو ولا ينبغي أن تسقط.

٢٢

بنحو أكثر وتدل على سعة هذه الرحمة ، ولكن البعض يرى أنّ كليهما صفة مشبهة أو أنّ كليهما صفة مبالغة ، ولكن مع ذلك صرحوا بأنّ الرحمن تفيد معنى المبالغة الكثيرة (١).

٢ ـ وقال البعض : إنّ الرحيم صفة مشبهة وتُفيد الإستمرار والثبات ، لذلك هي مختصة بالمؤمنين ، لكن الرحمن صيغة مبالغة ولا تدل على المعنى المذكور.

٣ ـ «الرحمن» اسم خاص بالله ولا يطلق على غيره ، في حين أنّ الرحيم يقال لله ولغيره ، وهذا دليل على أنّ مفهوم الرحمن يدل على رحمة أوسع.

٤ ـ هناك قاعدة معروفة في الآدب العربي وهي : «زيادة المباني تدل على زيادة المعاني ، يعني أنّ الكلمة التي حروفها أكثر فإنّ مفهومها يكون أكبر وحيث إنّ «رحمن» خمسة أحرف و (رحيم) أربعة أحرف فمفهوم (رحمن) أوسع (٢).

٥ ـ كما أنّ البعض استفاد هذا المعنى من آيات القرآن حيث إنَ «الرَّحمن» ، ذكر غالباً بنحو مطلق ، في حين أنّ (رحيم) ذكر مقيداً في كثير من الموارد ، مثلاً ، قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ). (البقرة / ١٤٣)

وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً). (النساء / ٢٩)

أمّا الرحمن فذكر من غير قيود فهو يدل على عموم رحمته.

٦ ـ وتشهد بعض الروايات على هذا الاختلاف ، ففي حديث ذي مغزى ومعانٍ عن الإمام الصادق عليه‌السلام نقرأ : «الرحمن اسمٌ خاص بصفة عامة والرحيم اسم عام بصفة خاصة» (٣).

ولكن مع هذا لا يمكن أن ننفي استخدام الكلمتين في معنى واحد ، كما ورد في دعاء الإمام الحسين عليه‌السلام في يوم عرفة : «يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما» ويمكن أن يعدّ هذا استثناءً فلا ينافي الاختلاف المذكور.

«مجراها» و «مرساها» : كلتا الكلمتين اسم زمان أو اسم مكان بمعنى مكان الحركة

__________________

(١). راجع تفاسير مجمع البيان وروح المعاني والميزان ، ج ١ ، ص ٢٠ و ٥٥ و ١٦ على التوالي.

(٢). تفسير شبرّ ، ص ٣٨ ؛ روح المعاني ، ج ١ ، ص ٥٦.

(٣). تفسير مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٢١.

٢٣

وزمانها ، أو مكان التوقف وزمانه (١).

الاولى مشتقة من مادة (جريان) والثانية من مادة (رسو) على وزن (رَسم) بمعنى الثبات والاستقرار ، لذلك يقال للجبال (الرواسي) جمع (راسية) لأنّها ثابتة ومستقرة.

جمع الآيات وتفسيرها

لماذا نبدأ فقط باسم الله؟

في الآية الاولى (بسم الله الرحمن الرحيم) التي تصدرت كل سور القرآن (ما عدا سورة براءة) يعني نعلمكم أن تبدأوا عملكم باسم الله الرحمن الرحيم وتستعينوا به في أداء عملكم وتنفيذ خططكم (٢).

إنّ أعمالنا مهما تكن فهي فانية زائلة وصغيرة محدودة ، أمّا عندما ترتبط بالذات القدسية الباقية الخالدة التي لا حدّ لها ولا نهاية ، فانّها ستصطبغ بصبغته وتستلهم من عظمته وازليته.

قدراتنا مهما تكن فهي ضعيفة لا تمثل إلّاقطرة في بحر ، لكن عندما ترتبط تلك القطرات بالبحار العظيمة للقدرة الإلهيّة فانّها ستجد العظمة وتكتسب روحاً جديدة وهذا كله سرُ بسم الله في بداية كل عمل.

* *

في الآية الثانية كلام عن خطاب جبرئيل الأمين في بداية البعثة للنبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله عندما احتضن النبي وضمه وقال : (إِقْرَأْ بِسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ).

وبهذا فقد بدأ جبرئيل منهاج رسالته عند بعثة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله باسم الله.

* *

__________________

(١). قال بعض المفسرين إنّها اسم زمان فقط كما في (مجمع البيان) والبعض اعتبرها اسم مكان فقط كما في (الميزان) والبعض اعتبرها اسم زمان ومكان كما في (تفسير شبّر).

(٢). البعض يعتقد أنّ هناك جملة محذوفة وهي (ابتديء) ، والبعض قال هي (استعينُ) ، نعم في صورة كون الجملة عن الله سبحانه (كما في جميع السور عدا الحمد) فحينئذ يتعيّن المعنى الأول ولكن في خصوص سورة الحمد حيث إنّ الجمله تعبير عن لسان العباد فيكون فيها المعنى الأول أو الثاني أو كلاهما وعلى هذا فإنّ (ب) في بسم الله إمّا بمعنى الاستعانه أو بمعنى الإِبتداء (تأمل جيداً).

٢٤

الآية الثالثة تتحدث عن قصّه نوح عندما حلت لحظة الطوفان والجزاء الإلهي الشديد على قومه الكفرة والطغاة ، وعندما استعدت السفينة للحركة وصدر الأمر لأصحاب نوح الذين لم يتجاوز عددهم الثمانين بأن يركبوا في الفلك قال (بسم الله مجريها ومرسها) ثم استعان بمغفرة الله ورحمته وقال : (إِنَّ رَبِّى لَغَفُورٌ رَحِيمٌ).

* *

وفي الآية الأخيرة كلام عن كتاب سليمان إلى ملكة سبأ بعد أن أخبره الهدهد عن قوم سبأ وعبادتهم للاصنام.

وعندما تناولت ملكة سبأ الكتاب جمعت أعوانها وافراد البلاط وقالت : (يَا أَيُّهَا المَلَؤُا إِنِّى أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ* إِنَّهُ مِنْ سُلَيَمانَ وانَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* أَلَّا تَعْلُوا عَلَىَّ وَأْتُونِى مُسْلِمِينَ).

* *

من مجموع الآيات الأربع المذكورة ندرك جيداً أنّ ابتداء كل عمل يجب أن يكون ب (بسم الله) ، سواء كان في التعليم والهداية مثل سور القرآن أو كان دعاءً من العباد مع الذات القدسية مثل سورة الفاتحة ، أو بداية البعثة والرسالة وأول نداء للوحي مثل بداية سورة العلق ، أو أنّه بداية الحركة للنجاة من الأخطار والطوفان وبداية توقف السفينة والنزول منها للابتداء بالمنهج الجديد كما في قصة نوح ، أو ابتداء الكتاب المرسل من أجل الدعوة للتسليم إلى الحق كما في كتاب سليمان لملكة سبأ.

وخلاصة الكلام أنّ العمل سواء كان من الله سبحانه أو من الخلق أو من جبرئيل أو من الأنبياء مثل نوح وسليمان أو من عامة الأفراد ، يجب أن يبدأ بـ (بسم الله) ويرتبط بالذات المقدَّسة ويستمد منه القوّة والعلم والإدراك.

وهذا هو معنى الحديث المعروف للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «كل أمر ذي بال لم يذكر فيه اسم الله فهو ابتر» (١).

__________________

(١). سفينة البحار ، ج ١ مادة (سما).

٢٥

والأمر الذي ينبغي ملاحظته أنّ الصفات التي ذكرت بعد بسم الله في الآيات المذكورة تناسب العمل الذي بدأ ب (بسم الله) ففي قصة نوح جاء ذكر «غفور رحيم» وهو إشارة شمول الرحمة الإلهيّة لأصحاب نوح ، وفي قصة نزول أول آية جاء ذكر صفة الربوبية والخالقية ونحن نعلم أنّ مسألة الوحي بداية لعمل تربوي وعلى هذا فإنّ التربية التشريعية تقترن بالتربية التكوينية.

وبهذا نعلمُ أنّ الاستفادة من ذكر الصفات المناسبة هو بمثابة درس للجميع حول كيفية ابتداء أعمالهم ب (بسم الله).

* *

توضيحات

١ ـ الأهميّة الخاصة ل «البسملة»

نلمس في الروايات الإسلامية أهميّة كبيرة لهذه الآية المباركة وأنّها في درجة (اسم الله الأعظم) ، كما روي عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنّه قال : «بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها» (١).

وفي حديث آخر عن الإمام الرضا عليه‌السلام : «أقرب من سواد العين إلى بياضها»(٢).

إنّ لـ (بسم الله) أهميّة بالغة إلى درجة بحيث أنّ بعض الروايات ذكرت أنّ في تركها تعريض النفس للعقاب الإلهي ، كما ورد في رواية أنّ عبدالله بن يحيى دخل في مجلس أمير المؤمنين عليه‌السلام وكان أمامه سرير فأمره الإمام أن يجلس عليه فتحطم السرير فجأة ووقع عبدالله على الأرض وجرح رأسه وخرج منه الدم فأمر أمير المؤمنين عليه‌السلام بماء فغسلوا الدم ثم وضع الأمير يده على الجرح فأحس عبد الله بألم شديد في أوّل الأمر ثم بريء جرحه فقال الإمام عليه‌السلام : «الحمد لله الذي يغسل ذنوب شيعتنا ويطهرها بالحوادث المؤلمة».

__________________

(١). تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٤١ ، ح ٢.

(٢). المصدر السابق ، ح ٩.

٢٦

فقال عبد الله : يا أمير المؤمنين لقد نبهتني ، أخبرني أي ذنب ارتكبته حتى أصاب بهذا الحادث المؤلم كي لا أعود إلى ذنبي فإنّ ذلك يسعدني.

فقال عليه‌السلام : «عندما جلست على السرير لم تقل : (بسم الله الرحمن الرحيم) ألم تعلم أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال عن لسان ربِّه : (إنّ كل عمل ذي بال لم يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر ولا ثمرة فيه).

فقال عبد الله : فديتك لا أدعها بعد هذا أبداً.

فقال الإمام عليه‌السلام : «إذن ستكون سعيداً» (١).

ولكن من الواضح أنّ الاسم الأعظم أو بسم الله الذي هو أقرب ما يكون إليه ليس المقصود منه جريان ألفاظه على اللسان ، فالتلفظ لوحده لا يحل العقد المستعصية ولا يفتح أبواب الخيرات والبركات ولا ينتظم به شتات الأمور ، بل المراد هو التخلق به.

يعني أنّ مفهوم بسم الله يجب أن يذوب في روح الإنسان وباطنه ، وعندما يتلفظ بها بلسانه يشعر أنّ كامل دقائق وجوده قد دخل في الحِمى الإلهيّة وصار من أعماق وجوده يستمد من ذاته المقدّسة.

وينبغي الانتباه إلى أنّ التأكيد على الابتداء ببسم الله ليس فقط في الكلام وإنّما في الكتابة أيضاً كما في كتاب سليمان عليه‌السلام إلى بلقيس.

في حديث الإمام الصادق عليه‌السلام : «لا تدع البسملة ولو كتبت شعراً» ثم ذكر الإمام عليه‌السلام أنّهم كانوا يبدأون رسائلهم قبل الإسلام بعبارة (بسمك اللهم).

ولما نزلت الآية الكريمة (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وإِنَّه بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، بدأوا رسائلهم بعبارة (بسم الله).

وفي حديث آخر نقرأ أنّ الإمام الهادي عليه‌السلام وصى أحد وكلائه وهو داود الصرّمي الذي قال : أمرني عليه‌السلام بحوائج كثيرة فقال لي : قل كيف تقول؟ ، فلم أحفظ مثل ما قال لي ، فمدّ الدواة وكتب «بسم الله الرحمن الرحيم» اذكر إن شاء الله والأمر بيد الله ، فتبسمت ، فقال : «ما

__________________

(١). بحار الأنوار ، ج ٧٣ ، ص ٣٠٥ مع التلخيص.

٢٧

لك» قلت خير. فقال : «أخبرني». قلت : جعلت فداك ذكرت حديثاً حدثني به رجل من أصحابنا عن جدك الرضا (عليه‌السلام) إذا مرّ بحاجة كتب : «بسم الله الرحمن الرحيم» اذكر إن شاء الله فتبسمت ، فقال لي : «يا داود لو قلت إنّ تارك التسمية كتارك الصلاة لكنت صادقاً» (١).

إنّ لبسم الله أهميّة بالغة وعظيمة بحيث نقرأ في حديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «إذا قال المعلّم للصبي بسم الله الرحمن الرحيم (ويكرر الطفل ذلك) كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبيه وبراءة للمعلِّم» (٢).

ونختم هذا الكلام ، بمقالة مشهورة بين جماعة من المفسرين وهي :

إنَّ معاني كل الكتب الإلهيّة مجموعة في القرآن.

ومعاني كل القرآن مجموعة في سورة الحمد.

ومعاني كل سورة الحمد في بسم الله.

ومعاني بسم الله مجموعة في الباء (٣).

وتمركز جميع مفاهيم القرآن والكتب الإلهيّة في باء بسم الله يمكن أن يكون لكون أن كل المخلوقات في عالم التكوين ، وكل التعليمات في عالم التشريع تستمد وجودها من الذات المقدّسة حيث إنّها علة العلل لجميع الكائنات ، ونعلم أن باء بسم الله هي الوسيلة للاستعانة وطلب النصرة من الله وهذه مسألة جديرة بالدقة والتأمل.

٢ ـ هل أنّ بسم الله جزء لكلِّ سورة؟

لم يعدّ المفسرون وعلماء العلوم القرآنية البسملة من آيات السور عند حسابهم للآيات القرآنيه إلّافي سورة الفاتحة ، التي أجمع الفقهاء واتفقوا على أنّ البسمله جزء منها ولذلك

__________________

(١). سفينة البحار ، ج ١ ، ص ٦٦٣ ، مادة (سما).

(٢). تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٤٣ ، ح ٣٢.

(٣). تفسير روح المعاني ، ج ١ ، ص ٣٧.

٢٨

فقد ذكروا أنّ آياتها سبع ومنها البسملة.

وكذلك فإنَّ أحد الأسماء المعروفة لهذه السورة هو «السبع المثانى» لأنّها سبع آيات «مثاني» ، لأنّها نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرتين نظراً لاهميّتها.

ولكن مع هذا فإنّ كتابة البسملة في جميع المصاحف القديمة والجديدة دليل قاطع على جزئيتها للسور.

روى عن عبد الله بن عمر ، أنّه كان إذا بدأ الصلاة بعد التكبير قرأ بسم الله الرحمن الرحيم ، وكان يقول إذا لم تقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فلماذا كتبت في القرآن؟! (١).

واورد السيوطي في المجلد الأول في تفسيره الدر المنثور وهو عالم معروف من أهل السنة روايات كثيرة حول جزئية بسم الله لسورة الحمد.

وهناك روايات كثيرة من طرق أئمّة الهدى وأهل البيت عليهم‌السلام وردت في جزئية بسم الله لسورة الفاتحة ولبقية سور القرآن الكريم ، لذلك فإنّ علماء الشيعة متفقون ومجمعون على جزئيتها في جميع الموارد (٢).

ونذكر مثالاً على الأحاديث الواردة من طرق أهل السنة ما ورد عن «جابر بن عبد الله» أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : «إذا قمت للصلاة فكيف تقرأ؟» فقال جابر : أقول الحمد لله ربّ العالمين (أي بدون بسم الله) فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قل : «بسم الله الرحمن الرحيم» (٣).

ومن أجل رفع سوء الفهم والتوهم أصرَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يجهر بالبسملة في كثير من الصلوات ، تقول عائشة : «ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم» (٤).

وفي حديث آخر يقول أحد أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : كنت اصلّي خلف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان

__________________

(١). سنن البيهقي ، ج ٢ ، ص ٤٣ ـ ٤٧.

(٢). راجع كتب الخلاف للشيخ الطوسي ، ج ١ ، ص ١٠٢ مسألة ٨٢ ؛ سنن البيهقي ، ج ٢ ، ص ٤٤ ـ ٤٥ ـ ٤٦ ؛ تفسير در المنثور ، ج ١ ، ص ٧ ـ ٨ ؛ البيان في تفسير القرآن ، ص ٥٥٢.

(٣). تفسير در المنثور ، ج ١ ، ص ٨.

(٤). المصدر السابق.

٢٩

يجهر ببسم الله في صلوات المغرب والعشاء والصبح وصلوة الجمعة خاصة (١).

والملفت للنظر ما رواه البيهقي من أنّ معاوية صلى بأهل المدينة فتلا : بسم الله الرحمن الرحيم في أوّل سورة الحمد ، ولكن لم يقرأ بسم الله للسورة التي بعدها ولم يكبر حتى ذهب للركوع ، فعندما سلّم للصلاة اعترض عليه جماعة من المهاجرين وقالوا : أسرقت من الصلاة أم نسيت؟ فكان معاوية بعد ذلك يقرأ بسم الله للسورة بعد الحمد أيضاً (٢).

ولكن مع ذلك فإنّ جماعة من علماء السنة لا زالوا يتركون البسملة في الصلاة وحتى في سورة الحمد أو يقرأونها اخفاتاً! ، ومما يلفت النظر أنّ الفخر الرازي ذكر في تفسيره تسعة عشر دليلاً على إثبات أنّ بسم الله الرحمن الرحيم جزء من سورة الحمد وأكثرها روايات عن النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله.

الآلوسي مفسّر القرآن المعروف ناقش هذه الادلة في تفسيره (روح البيان) ، ولكنه يصرّح بأنّ البسملة آية مستقلة في القرآن وإن كانت ليست جزءً من سورة الحمد (٣)!

فهو يعترف بأنّ البسملة جزء من القرآن ، لكن لا نعلم لماذا يصر على أنّها آية مستقلة وليست جزءً من سورة الحمد؟

ومهما كان فلا يخفى أنّ البسملة موجودة في جميع المصاحف طوال التاريخ الإسلامي في بداية جميع السور إلّاسورة البراءة ، ومن المسلَّم أنّ هذا بأمر من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا يمكن أن نعقل أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر أن يكتب في القرآن شيء ليس منه ، وعلى هذا فلا حجّة لنا إذا فصلنا البسملة من السور لأنّ هذا نوع من أنواع التحريف للقرآن الكريم.

ولهذا يقول الإمام الباقر عليه‌السلام في مثل هؤلاء : «سرقوا أكرم آيةٍ في كتاب الله : بسم الله الرحمن الرحيم» (٤).

__________________

(١) تفسير در المنثور ، ج ١ ، ص ٨.

(٢) ذكر «الحاكم» هذه الرواية في المستدرك ، ج ١ ص ٢٣٣ واعتدَّ بسندها ، وورد نفس هذا المضمون بتفاوت ضئيل في تفسير درالمنثور ، ج ١ ، ص ٨ ؛ وتفسير روح المعاني ، ج ١ ، ص ٣٩.

(٣) تفسير روح المعاني ، ج ١ ، ص ٣٧.

(٤) تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٤٢ ، ح ١٥.

٣٠

ويضيف الإمام الصادق عليه‌السلام : «ما لهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها وهي بسم الله الرحمن الرحيم» (١)!

ولهذا فقد ورد عن الأئمّة عليهم‌السلام الاصرار على الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم خاصة وفي جميع الصلوات الليلية والنهارية لأجل القضاء على هذه البدعة الموروثة.

وخلاصة الكلام أنّ أهميّة البسملة بين آيات القرآن أوضح من أن تحتاج إلى البحث ولذلك يجب أن نعطيها أهميّة كبيرة ، ومن المؤسف أنّ البعض من فاقدى الذوق السليم وخشية من أن تقع كتاباتهم بأيدي الأفراد غير المتوضئين أو أن تُداس بالأقدام أو تقع في الأزقة والأسواق ، يمتنعون من كتابة البسملة في رسائلهم وكتاباتهم ، ويضعون محلها عدداً من النقاط غافلين عن أنّ سيئة ترك بسم الله أشدّ بكثيرٍ من هذه المساويء.

نحن مأمورون بأن نكتبها ، وأن نسعى من أجْلِ المحافظة عليها واحترامها ، وإذا لم يراع الآخرون الحرمة اللازمة فلسنا مسؤولين عن أعمالهم ، ولا ينبغي لنا أن نترك البسملة لهذا العذر لأنّ الضرر الذي يصيبنا سيكون أكبر.

لذلك ينقل لنا التاريخ أنّ أول سكة ضربت في الإسلام كانت في زمان «عبد الملك بن مروان» وبأمرٍ من الإمام الباقر عليه‌السلام وكتب على أحد وجهيها «لا اله إلّاالله» وعلى الوجه الآخر «محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» ، ومن الواضح أنّ هذه السكة تقع في أيدي عامة الناس حتى غير المسلمين الذين كانوا يعيشون في محيط الإسلام ، فلم تكن مراعاة هذا الأمر مانعة من ضرب السكة والشعارات الإسلامية الحية ولا ينبغي لها أن تكون (٢).

٣ ـ لماذا لم تُذكر بسم الله في بداية سورة براءة؟

الجواب على هذا السؤال ورد صريحاً في حديث روي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : «لم تُنَزَل بسم الله الرحمن الرحيم على رأس «سورة براءة» لأنّ بسم الله للأمان والرحمة ، ونزلت

__________________

(١) تفسير البرهان ، ج ١ ، ص ٤٢.

(٢) تاريخ التمدن الاسلامي ، جرجي زيدان ، ج ١ ، ص ١٤٣.

٣١

براءة لرفع الأمان وبالسيف» (١) يعني رفع الأمان عن الكفار الناكثين للعهود.

ويعتقد جماعة بان هذه السورة تتمة لسورة الأنفال لأنّ سورة الأنفال تتكلم عن العهود ولهذا لم يذكر بينهما «بسم الله الرحمن الرحيم».

وهذا المعنى ذكر في رواية عن الإمام الصادق عليه‌السلام : «الأنفال والبراءة واحدة» (٢).

واحتُمل أيضاً أنّ الله سبحانه ومن أجل أن يبيّن حقيقة أنّ البسملة جزء في جميع سور القرآن لم يذكرها في بداية هذه السورة.

والجمع بين هذه الأقوال الثلاثة ممكن.

وهناك آيات متعدّدة حول البسملة في القرآن وخصوصاً في مورد ذبح الحيوانات ، والكلام عنها ينبغي أن يكون في محل آخر.

٤ ـ لا تقرنوا اسم الله باسم غيره؟

إنّ القادر المطلق والرحيم الحقيقي هو الذات الإلهيّة المقدّسة سبحانه وتعالى.

وما عالم الوجود إلّامائدة من موائد احسانه ، وكل ما لدنيا منه فيجب طلب الحاجة والعون منه والابتداء باسمه ، والآيات المتعلقة «ببسم الله» والروايات الواردة في هذا المجال كلها تؤكّد على هذا المعنى.

ولهذا فإنّ الذين يقرنون مع اسم الله اسم غيره كالطواغيت الذين يضعون أسماء السلاطين المتجبرين والمتكبرين إلى جنب اسمه سبحانه ويفتتحون بها ويبدأون بها ، أو الأشخاص الذين يبدأون أعمالهم باسم (الله) و «الشعب» ، كل هؤلاء في الحقيقة مصابون بنوع من الشرك ، وحتى اسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا ينبغي أن يُقرن إلى جنب اسم الله في هذا المجال فلا يقال بسم الله ونبيّه.

ففي حديث ورد في تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه‌السلام) : «إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان

__________________

(١). تفسير مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٢ وهذا الحديث ذكره الفخر الرازي عن ابن عباس عن علي عليه‌السلام مع اختلاف يسير وقال عليه‌السلام هناك : لأنّ بسم الله الرحمن الرحيم أمان وهذه السورة نزلت بالسيف ونبذ العهود وليس فيها أمان.

(٢). تفسير مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ١.

٣٢

جالساً يوماً مع أمير المؤمنين على عليه‌السلام فسمعا شخصاً يقول «ماشاء الله وشاء محمد» وآخر يقول «ما شاء الله وشاء علي».

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا تقرنوا محمداً ولا علياً بالله عزوجل».

ثم اضاف : «ولكن إذا أردتم فقولوا ما شاء الله ثم شاء محمد ، ما شاء الله ثم شاء علي» ، يعني اعلموا أنّ مشيئة الله قاهرة وغالبة على كل شيء فليس لها في الوجود من مساوٍ أو نظير أو قرين ، وما محمد في دين الله وأمام قدرة الله إلّاكطير يحلِّق في فضاء هذا الكون الواسع وكذلك علي (١).

__________________

(١) إثبات الهداة ، ج ٧ ، ص ٤٨٢ ، ح ٧٩ (مع قليل من التلخيص).

٣٣
٣٤

نظرية المعرفة

تمهيد :

إنَّ أول قضية تواجه الإنسان في ابحاثه العلمية هي قضية المعرفة ، وأول أسئلة تنقدح في ذهن الإنسان هي :

١ ـ هل هناك عالَم موجود خارج وجودنا أم أنّ ما نسمعه ليس إلّاكالرؤيا والأحلام التي نراها في منامنا وأنّ ما وراء الطبيعة ما هو إلّاوهم وخيال؟

٢ ـ إذا كان هناك عالم ما وراء الطبيعة فهل بامكاننا إدراكه ومعرفته؟

٣ ـ إذا وجد عالم في الخارج وأمكننا معرفته ، فما هي الطرق التي يجب أن نسلكها للوصول إلى معرفته وما هي مصادر معرفته؟

هل أنّ طريق الاستدلالات العقلية كاف لذلك ، أم عن طريق التجربة والعلوم التجريبية الطبيعية؟

أم عن طريق الوحى أو بواسطة طرق اخرى؟ وأيّ هذه الطرق أفضل وأكثر اعتماداً؟

٤ ـ أضف إلى ذلك ما هي الوسائل التي نستطيع بها معرفة العالم؟

٥ ـ وبعد قبول المسائل المذكورة يطرح هذا السؤال وهو : ما هي الأمور التي تؤدّي إلى تقوية وتوسيع مجالات وآفاق المعرفة عند الإنسان ، وتجعل روحه وقلبه أكثر استعداداً لتلقي المعارف؟

وما هي الموانع والعقبات التي تقف حائلاً بين الإنسان والمعارف الحقيقية لعالم الوجود ، وتجره إلى الحيرة والضلال؟

٣٥

هل هناك عالم خارج أذهاننا؟

حول هذه المسألة الأُولى انقسم الفلاسفة إلى قسمين :

١ ـ «الواقعيون» (رئاليسم).

٢ ـ «المشككون أو المثاليون أو التصوريون» (أيدياليسم).

والقسم الثاني في الواقع هم فرع من السوفسطائيين المنكرين للحقائق بل إنّ البعض يعتقد أنّ السوفسطائيين هم أنفسهم المثاليون الذين يعترفون بوجود أنفسهم وأذهانهم ويعتبرون ما سواه وهماً وخيالاً ، وإلّا فكيف يمكن لعاقل أن ينكر كل شيء حتى وجود نفسه إلّاأن يكون مصاباً بخلل عقلي.

وعلى أيّة حال فإنّ أفضل الطرق لإدراك ما وراء الطبيعة هو ايكال الأمر إلى الوجدان ، الوجدان العام لكل الناس ولجميع العقلاء ، بل حتى وجدان المثاليين أنفسهم شاهد على هذا المدّعى.

لأنّ كل المخلوقات عندما تشعر بالعطش تقوم بالبحث عن الماء ، فالعطش والماء وتأثير الماء في رفع العطش امور يدركها حتى الأطفال والحيوانات ، والسوفسطائيون أيضاً لا يختلفون في عملهم عن الآخرين ، فعندما يريد الإنسان أن يعبر شارعاً مزدحماً يقف جانب الشارع قبل كل شيء وينظر يميناً وشمالاً ، وينتظر حتى يخلو الشارع من السيّارات فيعبر الشارع مع الاحتياط ، خشية أن تدهسه سيارة فيصاب بأذىً أو جراح.

هذا العمل يتساوى فيه الواقعيون والمثاليون فالكل يعترف بوجود الشارع والسيارات وخطر الدهس والاصطدام والأمور الاخرى ، وكلهم يعبرون الشارع مع الحيطةِ والتحفظ.

وهكذا عندما يمرض الإنسان ويرى الآثار غير العادية للمرض في نفسه ، فيراجع الطبيب فيأمره الطبيب بان يجري له التحليل وبعد ذلك يكتب له الطبيب وصفة الدواء ، ويحدد له الغذاء المناسب واوقات تناول الدواء والغذاء ومقاديره ، فيرى المريض نفسه مكلفاً بأن يمتثل لهذه الأوامر كي يستعيد صحته السابقة.

وفي كل ذلك لا فرق بين الواقعيين والمثاليين ، فالكل يستجيبُون للمرض بواسطة

٣٦

ادراكهم الوجداني ويعترفون بالعشرات من الحقائق العينية ، من آثار المرض إلى وجود الطب والطبيب والمختبرات والدواء والغذاء.

وبهذا الدليل نقول «ان المثاليين في الحقيقة واقعيون»!

وان المشككين عندما يردونَ ميدان الحياة يتناسون كلامهم ويرون أنفسهم امام الواقع العيني فيتعاملون معه وفق ما يقتضيه.

وقد أيّد القرآن الكريم في آياته الكريمة صحة هذا المعنى فكلّ آيات القرآن تخبر عن الحقائق والواقع العيني الخارجي ، من سماوات وأرض وملائكة وبشر وعالم الطبيعة وما وراءه والدنيا والآخرة.

وإنّ هذا الأمر في القرآن بدرجة من الوضوح والجلاء بحيث لا يحتاج إلى بحث أكثر ، لذلك ننهي هذه المسألة وننتقل إلى مسألة إمكان المعرفة (١).

* *

__________________

(١). نؤكّد هنا مرّة اخرى بأنّ هدفنا في جميع مباحث هذا الكتاب ليس متابعة الآراء الفلسفية أو التاريخية أو ... بل هدفنا في الأصل التفسير الموضوعي يعني متابعة البحث من نظر القرآن ومدى انعكاس الموضوع في الآيات المختلفة ... وإذا وجدت ضرورة للبحوث الفلسفية وغيرها فسنفرد لها بحوثاً منفصلة بعنوان توضيحات في الخاتمة.

٣٧
٣٨

القرآن

وضرورة المعرفة

٤٠ ملاحظة قرآنية حول أهميّة العلم والمعرفة

٣٩
٤٠