أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٨

جواد شبّر

أدب الطّف أو شعراء الحسين عليه السلام - ج ٨

المؤلف:

جواد شبّر


الموضوع : الشعر والأدب
الناشر: دار المرتضى
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٥١

تقول عبد الله ما ذنبه

منفطماً آب بسهم الردى

لم يمنحوه الورد إذ صيروا

فيض وريديه له موردا

أفديه من مرتضع ظامياً

بمهجتي لو أنه يفتدى

فطر من فرط الصدا قلبه

يا ليت قد فطر قلبي الصدا

الشيخ محمد رضا بن ادريس بن محمد بن جنقال بن عبد المنعم بن سعدون ابن حمد بن حمود الخزاعي النجفي ، ولد بالنجف عام ١٢٩٨ ونشأ بها وتوفي سنة ١٣٣١ عن عمر يناهز الثلاثين سنة. وجده حمد هذا هو شيخ خزاعة المشهور المعروف ب‍ ( حمد ال حمود ) ترجم له صاحب ( الحصون المنيعة ) وجاء في الطليعة : كان فاضلاً مكباً على الاشتغال في النجف لتحصيل العلم ملتزماً بالتقى وكان أديباً مقلّ الشعر في جميع أحواله فمن شعره :

سقتني الأماني الهنا والسرورا

فكان شرابي شراباً طهورا

وأزهر كوكب روض الفخار

وغصن العلى عاد غضّاً نضيرا

والقصيدة محبوكة القوافي على هذا النفس العالي رواها الخاقاني في شعراء الغري وروى له غيرها في التشبيب والغزل والفخر والحماسة والمراسلات ، ويقول إن والد المترجم له كان من ذوي الفضل وترجم له السيد الأمين في ( أعيان الشيعة ) ج ٤٤ / ٣٤٣ وذكر من مراثيه للحسين قصيدته التي أولها :

مشين يلئن الأزر فوق قنا الخط

ويسحبن في وجه الثرى فاضل المرط

٢٤١

السيد عباس البغدادي

المتوفى ١٣٣١

يرثي الحسين (ع) عام ١٢٩٧ :

دهى الدين خطب فادح هدّ ركنه

ودكّ من الشم الرعان ثقالها

غداة بأرض الطف حرب تجمعت

وحثّت على الحرب العوان رجالها

لتنحر أبناء النبي محمد

بأسيافها ما للنبي وما لها

أما كان يوم الفتح آمنها وقد

أعزّ ببيض المرهفات حجالها

فكيف جزته في بنيه بغدرها

عشية جاءتهم تقود ضلالها

كأني باسد الغاب من آل غالب

وقد تخذت مر المنون زلالها

فياما أُحيلاهم غداة تقلدوا

من البيض بيض المرهفات صقالها

فايمانهم تحكي ندىً سحب السما

وأوجههم في الحرب تحكي هلالها

فثاروا وأيم الله لولا قضاؤه

لما نالت الأعداء منهم منالها

فسل كربلا تنبيك عما جرى بها

فحين التقى الجمعان كانوا جبالها

نعم ثبتوا فيها إلى أن ثووا بها

فعطّر نشر الأكرمين رمالها

وعاد فريد الدهر فرداً يرى العدى

تجول وقد سلّت عليه نصالها

فصال بسيف ثاقب مثل عزمه

ورمح ردينيٍّ يشبّ نزالها

فتعدوا فراراً حين يعدو وراءها

وتنثال حيث السيف منه أمالها

وقد ملأ الغبرا دما من جسومهم

وضيّق بالكفر الطغام مجالها

فوافاه منهم في الحشى سهم كافر

فليت بقلبي يال قومي نبالها

٢٤٢

ألا منجد ينحو البقيع بمقلة

تهل كغيث المزن منها إنهلالها

فيحثو الثرى مستنهضاً أسد الثرى

من اتخذت نقع الجياد اكتحالها

ومَن ضربت فوق الضراح قبابها

فمرّت على شهب السماء ظلالها

بني مضر الغرّ التي سادت الورى

وقد ملأت ستّ الجهات نوالها

ألستم بها ليل الوغى يوم معرك

وفرسانها عند اللقا ورجالها

فكيف قعدتم والفواطم حسراً

وأنتم إذا جار العدو حمىًٍ لها

فوالله لا أنسى المصونة زينباً

غداة استباح الظالمون رحالها

لها الله من ولهانة بين نسوة

ركبن من النيب العجاف هزالها

تجوب بها شرق البلاد وغربها

وتنحو بها سهل الفلا وجبالها

تحنّ فيجري من دم القلب دمعها

حنين نياق قد فقدن فصالها

وأعظم رزء صدّع الصخر رزؤه

وأخمد من شمس الوجود اشتعالها

وقوف بنات الوحي حسرى بمجلس

به سمعت آل الطليق مقالها

السيد عباس الموسوي البغدادي ، ابن علي بن حسين بن درويش بن أحمد بن قاسم بن محمد بن كاسب بن قاسم بن فاتك بن أحمد نصر الله بن ربيع ابن محمود بن علي بن يحيى بن فضل بن محمد بن ناصر بن يوسف بن علي بن يوسف بن علي بن محمد بن جعفر ( الذي يقال له الطويل وبه عرف بنوه بنو الطويل ) ابن علي بن الحسين شيتي ( ويكنى بأبي عبد الله ) ابن محمد الحائري وقبره في واسط وهو المعروف ب‍ ( العكار ) ابن ابراهيم المجاب بن محمد العابد بن الامام موسى الكاظم بن الامام جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر ابن الامام زين العابدين عليهم‌السلام.

كان من خطباء بغداد البارزين بل خطيبها الأول ، اشتهر بالفضل والصلاح. ولد سنة احدى وسبعين ومائتين بعد الألف هجرية ١٢٧١ بمدينة بغداد ونشأ

٢٤٣

فيها. درس النحو والمنطق وقد سجل المترجم له مبدأ تدرجه على الخطابة في كتابه ( المآتم المشجية لمن رام التعزية ) فقال :

كنت في عنفوان الشباب شديد الاشتياق إلى استماع المراثي الحسينية وأتطلب المجالس التي تعقد لمصابه فتبيّن أبي مني ذلك فقال : أتحب أن تكون ذاكراً لمصاب سيد الشهداء فأطرقت براسي حياءً منه ، وعرف مني الرغبة فجعلني عند سلطان الذاكرين وعز المحدثين الملّه محمد بن ملّه يوسف الحلي الشهير بآل القيم وذلك سنة ١٢٨٤ ه‍ فبذل إلى الجد والجهد والقصائد الغرر وأفاض من بحر تلك الدرر ، وكان عندنا يومئذ ببغداد فبقيت ملازماً له حتى بلغت من العمر سبعة عشر سنة فزوجني أبي من ابنة معلمي المزبور وذلك سنة الف ومائتين وسبع وثمانين ١٢٨٧ ه‍ ( (١) وبقيت معه التقط من نائله ست سنوات ، ثم مضى بعدها للحلة الفيحاء وفيها قومه وعشيرته ، وهم يعدون من اشرافها فمكث فيها ستة أشهر وتوفي فيها سنة الف ومائتين وثلاث وتسعين ١٢٩٣ ه‍ تغمده الله برحمته. أقول كتب الشاب المهذب السيد جودت السيد كاظم القزويني ترجمة وافية للسيد عباس الخطيب وعدد فيها مآثره وذلك في مخطوطه ( الروض الخميل ) وأن وفاته عصر السبت ١٤ شعبان سنة ١٣٣١.

__________________

١ ـ وهي شقيقة الشاعر الشيخ حسن القيّم ، فكان القيّم يعتزّ بهذه المصاهرة فلما توفي السيد علي والد السيد عباس نظم في رثائه وذلك سنة ١٣١٦ فقال :

تخطّى الردى في فيلق منه جرار

اليه فأخلى أُجمة الأسد الضاري

وفلّ شبا عضب يصمم في العدا

بأقطع من ماضي الغرارين بتار

أبا أحمد جاورت في ذلك الحمى

أخا المصطفى غوث الندا حامي الجار

لقد حملوا بالأمس نعشك والتقى

فيا لك نعشاً والتقى معه ساري

٢٤٤

ورثاه جمع من الادباء منهم السيد حسون ابن السيد صالح القزويني البغدادي بقصيدة مطلعها :

مصاب عرا قد أرعب الكون هائله

به المجد عمداً قد أُصيبت مقاتلة

ورثاه الشيخ قاسم الحلي نجل المرحوم الشيخ محمد الملا بقصيدة عامرة في ٣٥ بيتاً ، مطلعها :

عصفت على الدنيا بأشأم أنكد

صرّ بها نسفت جبال تجلدي

ورثاه ولده السيد حسن بقوله :

تزلزلت الدنيا وساخت هضابها

غداة انطوى تحت التراب كتابها

وهذه المراثي موجودة في ديوانه المخطوط الذي جمعه ولده السيد حسن وفرغ منه في آخر صفر سنة ١٣٤٥ ه‍ ومعها قصائد في مدائحه وخاصة ما قيل فيه عند رجوعه من حج بيت الله مع والده السيد علي.

مؤلفاته :

ترك المترجم له من الاثار : ١ ـ المجالس المنظمة في مقاتل العترة المحترمة.

__________________

ووسدت فيها حفرة جاء نشرها

بمسكيّة من نافح الطيب معطار

أبا حسن صبراً وإن مضّ داؤها

رزايا سقاكم صرفها رنق أكدار

فكم حازم في الخطب يبدي تجلّداً

وزند الجوى من نار مهجته واري

تسيء الليالي للكرام كأنما

تطالبهم في النائبات بأوتار

بقيت برغم الحاسدين بنعمة

يوفرها عمر الزمان لك الباري

فكم أفوه أخرسن منك لسانه

شقاشق فحل بالفصاحة هدار

دعوه وغايات الفخار فإنه

جرى سابقاً كم يكبُ قط بمضمار

تطيب بك الأفواه ذكراً كأنما

بكل فم أودعت جونة عطار

فلا زال نوء اللطف يسقي ضريحه

بمنسكب من هاطل العفو مدرار

٢٤٥

٢ ـ ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ٣ ـ معاجز الائمة ٤ ـ مقتل الحسين عليه‌السلام ٥ ـ سلسلة الأنوار في النبي المختار ٦ ـ الرحلة الرضية ـ منظومة تبلغ الألف بيتاً نظمها عند زيارته للامام الرضا (ع) سنة ١٣٠٠ ه‍.

أقول وله قصيدة تنشد في المجالس الحسينية ومنها :

فيا راكباً مهرية شأت الصبا

كأن لها خيط الخيال زمام

كنت أرويها كثيراً وأنشدها.

وهو أبو الأشبال الأربعة : ١ ـ السيد حسين ، ٢ ـ السيد حسن ، ٣ ـ السيد صالح ، ٤ ـ السيد هاشم ، رأيتهم واستمعت إلى خطبهم وأحاديثهم. وبعد لقد قضى السيد عباس عمراً في خدمة المنبر الحسيني واعظاً ومرشداً ومحدثاً وناصحاً ، ومنابر بغداد تشهد له ومحافلها تذكره بكل إعزاز وفخر.

٢٤٦

الشيخ علي الجاسم

المتوفى ١٣٣٢

إن جزتَ نعمان الاراك فيمم

حيي به الحيّ النزيل وسلّم

فالروض في مغناه يضحك نوره

ببكاء غادية السحاب المرزم

قد رصعته بقطرها فكأنما

نثرت عليه لآلئاً لم تنظم

واسأل بجرعاء اللوى عن جيرة

رحلوا ولم يروا ذمام متيم

بانوا فأبقوا لوعة من بينهم

قد أرقصت قلب المشوق المغرم

وارحمتاه لتائق كتم الهوى

فأذاعه رجاف دمع مسجم

تتصاعد الزفرات من أنفاسه

عن حرّ نار في الفؤاد مكتّم

نضح الحشى من ناضريه أدمعا

يوم النوى لكنما هي من دم

يا بعد دارهم على ابن صبابة

قد زودته أمضّ داء مسقم

فكأنهم مذ شطّ عنه مزارهم

تركوا حشاه بين نابي أرقم

لم ينسه عهد الديار وأهلها

إلا مصاب بني النبي الأكرم

بالطف كم معها أريق دم وكم

منها استحلّ محرّم بمحرم

يوم أتت حرب لحرب بني الهدى

في فيلق جمّ العديد عرمرم

فاستقبلته فتية من هاشم

من كل ليث للقراع مصمم

منه يراع الموت بابن حفيظة

حامي الحقيقة باللواء معمم

قوم إذا سلّوا السيوف مواضياً

صقلوا شباها بالقضاء المبرم

٢٤٧

لو قارعت يوماً بقارعة الوغى

صعب القياد ربيعة بن مكدم (١)

لتقاصرت منه خطاه رهبة

وانصاع منقاداً بأنف مرغم

لم تدرّع ما كان أحكم نسجها

داود من حلق الدلاص المحكم

لكنها أدرعت بملحمة الوغى

حلق الحفاظ بموقف لم يذمم

في موقف ضنكٍ يكاد لهوله

ينهدّ ركنا يذبل ويلملم

يمشون تحت ظلال أطراف القنا

نحو الردى مشي العطاش الهوّم

يتسارعون إلى الحتوف ودونه

جعلوا القلوب دريّة للاسهم

وهووا على حرّ الصعيد بكربلا

صرعى مضرجة الجوارح بالدم

فكأنما نجم السماء بها هوى

وكأنها كانت بروج الأنجم

وبقي ابن امّ الموت فرداً لم يجد

في الروع غير مهند ومطهم

فنضا حساماً أومضت شفراته

ومضَ البروق بعارض متجهم

وتكشفت ظلمات غاشية الوغى

عن وجه أبلج بالهلال ملثم

وسقى العدى من حرّ طعنة كفه

كأساً من السم المداف بعلقم

وعن الدنية أقعدته حمية

نهضت به من عزة وتكرم

شكرت له الهيجاء نجدته التي

تردي من الأقران كل غشمشم

حمدت مواقفه الكريمة مذ بها

لفّ الصفوف مؤخراً بمقدم

ومعرّض للطعن ثغرة نحره

ليس الكريم على القنا بمحرم

فهوى صريعاً والهدى في مصرع

أبكى به عين السماء بعندم

منه ارتوت عطشى السيوف وقلبه

من لفح نيران الظما بتضرم

وعليه كالأضلاع بين ضلوعه

مما انحنين من القنا المتحطم

وأمض خطب قد تحكمت العدى

بكرائم التنزيل أي تحكم

من كل محصنة قعيدة خدرها

لا تستبين لناظر متوسم

__________________

١ ـ ربيعة بن مكدّم يضرب به المثل في الجاهلية في حمايته للظعن بعد مقلته.

٢٤٨

قد أصبحت بعد الخفارة تتقي

ضرب السياط بكفها والمعصم

ومروعة جمعت على حرق الأسى

منها شظايا قلبها المتألم

تدعو ودفاع الحريق بقلبها

من حرّ ساعرة الجوى المتضرم

وتقول للحادي رويدك فاتئد

هذي معاهد كربلاء فيمم

قف بي أُقيم على مصارع إخوتي

نوحاً كنوح الثاكلات بمأتم

أنعاهم فرسان صدق لم تكن

هيابة عند اللقا في المقدم

وتعج تنفث عن حشى حرانةٍ

عتباً نوافذة كوخز الأسهم

هتفت بعليا هاشم من قومها

شمّ الانوف لها المكارم تنتمي

لا عذر أو تزجي الجياد إلى الوغى

من كل أشقر سابح أو أدهم

حتى تجول بها على هام العدى

وتعوم من دمها ببحر مفعم

أتسومها ضيماً امية بعدما

كانت لها قدماً مواطئ منسم

أكلت ضباها البيض شلو زعيمها

ما آن تهتف هاشم بالصيلم (١)

قوموا فكم ولجت ذئاب امية

لكم غداة الطف أُجمة ضيغم

كم حرمة بالطف قد هتكت لكم

من سلب أبراد وحرق مخيم

كم منكم من ثاكل عبرى ولا

من ثاكل منهم ولا من أيّم

ومخدرات الوحي بين امية

تسبى برغمكم كسبي الديلم

الشيخ علي بن قاسم الأسدي ولد سنة ١٢٤٠ بالحلة وامتد عمره إلى ٩٣ سنة وكان في ريعان شبابه وعنفوان كهولته معدوداً في جملة قراء الحلة وذاكريها في المحافل الحسينية وله في انشاد الشعر من الرثاء وغيره تلحين خاص وطريقة معروفة امتاز برقة نغمتها على غيره ، وتعرف حتى اليوم ب‍ ( الطريقة القاسمية )

__________________

١ ـ الصيلم هو الهقاف بحلف الفضول أشرف حلف أُسس في الجاهلية لنصرة المظلوم وردع الظالم ، ولما جاء الاسلام أيّده وأقرّه ، وسمي بالفضول لفضله أو لأن الذين قاموا به أسماؤهم فضل وفضيل وفاضل وكان الذي دعى لتأسيسه الزبير بن عبد المطلب لقصة حدثت في مكة

٢٤٩

وكان هو المنشد الوحيد يومئذ لأكثر قصائد معاصريه في الحلة والنجف وبصورة خاصة لشعر السيد حيدر الحلي (١).

لم يكن مكثراً من نظم الشعر وتوجد من شعره في الغزل والمدح والنسيب والرثاء جملة في مجموعة عند ابن اخت له في الحلة يعرف بالشيخ أحمد الراضي ، لأن المترجم له لم تك له ذرية حيث لم يتزوج قط وتوفي في جمادى الأولى سنة ١٣٣٢ ونقل إلى النجف ودفن في وادي السلام ، نقل الشيخ اليعقوبي عن مجموعته طائفة من غزله ومديحه ورثائه واليكم هذه القطعة في الغزل وهي من قصيدة :

لله من رشأ قد زارنا سحراً

كأنما فرعه من جنحه الداجي

إذا رنا ينفث السحر الحلال فلم

يترك لهاروت سحراً طرفه الساجي

فيا له قمراً تسبيك طلعته

يغشى العيون بنور منه وهاج

فهزّ أعطافه دلاً على نغم

واختال يخطر من زهو بديباج

وطاف في أُخت خديه موردة

ممزوجة بملّث القطر ثجاج

ما راق للعين شيء مثل منظره

في الحسن إي وسماء ذات أبراج

لو أن إكليله المعقوص من شعر

يراه كسرى قد تاه في التاج

وللشاعر عدة قصائد في رثاء أهل البيت عليهم‌السلام رأيتها في مخطوطة الخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي والتي هي اليوم في حيازة ولده الخطيب الشيخ موسى اليعقوبي واليك مطالعها :

١ ـ يا غادياً يطوي

بمسراه السهولة والوعورة

٢ ـ أيها الممتطي الشملة يطوي

في سراه أديم تلك النواحي

٣ ـ أبا الفضل يا ليث الكريهة إن سطا

يُراع الردى منه بضنك الملاحم

٤ ـ أقم المطي بساحة البطحاء

في خير حيٍّ من بني العلياء

٥ ـ ما بال هاشم عن بني الطلقاء

قعدت ولم توقد لظى الهيجاء

٦ ـ انتثري يا شهب أبراج السما

لقد أطلّ فادح قد عظما

__________________

١ ـ البابليات للشيخ اليعقوبي.

٢٥٠

السيد ناصر البحراني البصري

المتوفى ١٣٣٢

لم لا نجيب وقد وافى لنا الطلب

وكم نولّي ومنا الأمر مقترب

ماذا الذي عن طلاب العز يقعدنا

والخيل فينا وفينا السمر واليلب

تأبى عن الذل أعراق لنا طهرت

فلا تلمّ على ساحاتها الريب

هي المعالي فمن لم يرق غاربها

لم يجده النسب الوضاح والحسب

أكرم ببطن الثرى عن وجهه بدلاً

إن لم تنل رتبة من دونها الرتب

كفاك في ترك عيش الذل موعظة

يوم الطفوف ففي أبنائه العجب

قطب الحروب أتى يطوي السابسب من

فوق النجائب أدنى سيرها الخبب

يحمي حمى الدين لا يلوي عزيمته

فقد النصير ولا تعتاقه النوب

وكيف تثني صروف الدهر عزمته

وهي التي من سناها تكشف الكرب

أخلق بمن تشرق الدنيا بطلعته

ومن لعلياه دان العجم والعرب

ركن العبادة فيها قام يبعثه

داعي المحبة لا خوف ولا رغب

قد ذاق كاس حميا الحبّ مترعة

وعنه زال الغطا وانزاحت الحجب

لم أنسه لمحاني الطف مرتحلاً

تسري به القود والمهرية النجب

حتى أناخ عليها في جحاجحة

تهون عندهم الجلّى إذا غضبوا

أسود غاب يروع الموت بأسهم

ولا تقوم لهم اسد الوغى الغلب

الضارب الهام لا يأدي قتيلهم

والسالب الشوس لا يرتدّ ما سلبوا

٢٥١

أيمانهم في الوغى ترمي بصاعقة

وفي الندى من حياها تخجل السحب

واسوا حسيناً وباعوا فيه أنفسهم

ووازروه وأدّوا فيه ما يجب

حتى تولوا وولّى الدهر خلفهم

وما بقي للعلى حبل ولا سبب

وظل سبط رسول الله منفرداً

لا إخوة دونه تحمي ولا صحب

يا سيداً سمت الأرض السماء به

وأصبحت تغبط الحصبا بها الشهب

إن تبق ملقى على البوغاء منجدلاً

مبضع الجسم تسفي فوقك الترب

فربّ جلاء قد جلّيت كربتها

ورب هيجا خبا منها بك اللهب

فيك المدايح طابت مثلما حسنت

فيك المراثي وفاهت باسمك الندب

أرى المعالي بعد السبط شاحبة

منها الوجوه ومنها الحسن مستلب

وكيف لا تنزع العلياء جدّتها

ومفخر الدين قد أودى به العطب

السيد ناصر السيد أحمد ابن السد عبد الصمد البحراني البصري. يتصل نسبه بالسادة آل شبانه وينتهون بنسبهم غلى الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام. كان من العلماء الأعلام هاجر إلى النجف وحضر بحث الشيخ مرتضى الانصاري رحمه‌الله فاعجب الشيخ به وطلب من أبيه إبقاءه في النجف الأشرف للاشتغال ولو مقدار سنتين ثم سافر للبصرة وكان الطلب من أهلها بالبقاء عندهم إذ كانت مؤهلات رجل الاصلاح متوفرة فيه وهكذا أصبحت شخصيته الوحيدة في البصرة ونال بها زعامة الدين والدنيا وخضع له الامراء والوزراء وهابه الملوك والسلاطين وامتثل أمره القاصي والداني ، وكان قاعدة رصينة للفضيلة وتحقيق الحق وان صدى احاديثه وسيرته حديث الأندية وسيبقى لأنه مثال من أمثلة الاستقامة والعدالة.

قال صاحب أنوار البدرين : للسيد من المصنفات كتاب في التوحيد على قواعد الحكماء والمتكلمين ، استعرته منه وطالعته في بعض أسفاري ولا أنسى

٢٥٢

أني قرضته بخطي ، وله منظومة في الإمامة ولا سيما في يوم الغدير ، قرأ عليّ سلمه الله جملة منها وله قصائد جيدة في رثاء الحسين عليه‌السلام بليغة. انتهى

ولد بالبحرين سنة ١٢٦٠ ه‍. وتوفي يوم الجمعة ٢٢ رجب سنة ١٣٣١ في البصرة وعمره أكثر من سبعين سنة ونقل إلى النجف الأشرف في الفرات (١) وقال فيه السيد جعفر الحلي عدة قصائد مثبتة مشهورة. ومن شعره ما أجاب به السيد جعفر معتذراً عن تأخير رسالة :

يا جيرة الحي وأهل الصفا

قد برح الوجد بنا والخفا

قد لاح لي من أرضكم بارق

ذكرني رسماً لسلمى عفا

فقلت أهلاً بأهيل النقا

وإن بدا منهم أشدّ الجفا

هيهات أجفوهم وقلبي لهم

لم ير عنهم أبداً مصرفا

جاء كتاب منك تشكو به

جفاه خلٍّ عنك لم يصدفا

لكنما جشمتني خطة

كلفتني فيها خلاف الوفا

فحيث أدليت بعذر لنا

قلنا عفا الرحمن عمن عفا

جرحت جرحاً ثم آسيته

فأنت منك الدا ، وأنت الشفا

وقال أحد مترجميه : عالم البصرة والرئيس المطاع فيها وفي نواحيها ، حكي عنه أن كل آبائه إلى الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام علماء فضلاء ادباء. وقد تخرج في النجف على الشيخ مهدي الجعفري والشيخ راضي النجفي ثم انتقل إلى البصرة وأقام فيها علماً ومرجعاً ، وكان آية في الذكاء وقوة الحافظة والملح والنوادر مع الجلالة والعظمة والوقار والهيبة وحسن المعاشرة لا يمل جليسه ، محمود السيرة محسناً إلى الفقراء والغرباء والمترددين شاعراً أديباً لم يعقب. وكان مولده رحمه‌الله بالبحرين ومن أجمل ما أروي له من الشعر قوله :

__________________

١ ـ دفن في أحدى غرف الساباط في الصحن الحيدري الشريف ، وهي حجرة السيد محمد خليفة.

٢٥٣

مني تعلمت السحائب وكفها

وبي اقتدت في نوحها الورقاء

أنّى لها ببلوغ شأوي في الهوى

وأنا الفصيح وها هي العجماء

رأيتها في كتاب ( أحسن الوديعة ) ويتناقل الناس باعجاب عظمته وحسن سيرته وخشونته بذات الله وكيف كان لا تأخذه في الله لومة لائم حتى نقل لي بعض المؤمنين أن فلاحاً فقيراً ضربه أكبر اقطاعي بالبصرة وصدفة جاء هذا الثري لزيارة السيد فانتفض السيد غاضباً واقتص منه لذلك الفقير ، فما كان من هذا الثري المختال إلا أن يعتذر ويقبل يد السيد.

وعندما نقرأ ما دار من المراسلة بينه وبين الشيخ محمد جواد الشبيبي نعرف عظمة هذه الشخصية ونفوذها الاجتماعي. ذكره الشيخ النقدي في الروض النضير فقال : عالم علامة في علوم شتى من الرياضية والطبيعية والأدبية والدينية وكانت له حافظة غريبة قلّ ما توجد في مثله من أهل هذا العصر ، وكان على جلالته يباحث حتى المبتدئين من طلاب العلم ، ملك أزمّة قلوب الشرق عموماً حتى الملوك والحكام ، وكانت الدولة التركية تحترمه غاية الاحترام ، وكان لكلامه نفوذ تام لديهم ، وكان له توفيق غريب في الزعامة مع ديانة وأمانة ورصانة وعبادة وتقوى لإظهار أبهة العلم ، حسن الملبس والمأكل والمشرب ، يكره التقشف وأهله. وذكره السيد الصدر في ( التكملة ) فقال : حكي عن السيد ناصر أن كل آبائه إلى الامام موسى بن جعفر عليه‌السلام علماء فضلاء ادباء. وذكره المصلح الكبير الشيخ كاشف الغطاء في هامش ديوان ( سحر بابل ) فاطراه بما هو أهله.

وذكره صاحب الدرر البهية فقال : نزيل البصرة وعالمها والرئيس المطاع فيها وفي نواحيها ، وهو من آل شبانة ـ بيت كبير من بيوت الشرف والعلم والرياسة قديم في البحرين ذكر صاحب ( السلافة ) جماعة منهم.

وله خزانة كتب كبيرة ولكن لم يبق لها أثر حيت كان عقيما ومات ولم يعقب. توفي في رجب بالبصرة. أرخ وفاته السيد حسن بحر العلوم بقوله :

٢٥٤

اليوم ناصر آل بيت محمد

أرخ بجنات النعيم مخلد

وقال الشاعر الكبير مفخرة الحلة الفيحاء الشيخ حمادي نوح يمدح السيد بهذه القصيدة الغراء وقد أهداها له ، وهذا ما وجدناه منها :

أيسحرني عن غاية الشرف الهوى

ويقمرني عن مركز الفخر قامر

عليّ لنعت الدار فياضة العلا

فرائد ذكر دونهن الجواهر

إذا غاب عن آفاق بابل ناصري

فلي من أعالي البصرة اليوم ( ناصر )

له سطعت أفعال أروع ماجد

إذا غيبت شهب المنى فهو حاضر

وأرقلت الركبان في أمر رشده

إذا عاج منها وارد هاج صادر

وإن جاهدتني في القريض عصابة

تبادرني في جهدها وأُبادر

تصوّر أتقاني فردّ مقالها

حميداً بذكري وهو جذلان شاكر

كأن معاليه على الدهر أنجم

بسود الأماني ناصعات زواهر

وذكر اليعقوبي في البابليات أن مقطعاً من هذه القصيدة يخصّ الإمام الحسين (ع) ومنه :

ليومك يابن المصطفى انصدع الهدى

فما لصدوع الفخر بعدك جابر

ومَن لسماء العلياء يرفع سمكها

ودارت بقطب الكائنات الدوائر

عفاءً على الدنيا إذا ماد عرشها

وقد ثلّه سيف من البغي باتر

تراق دماء الأصفياء عداوة

ودينهم عن كل فحشاء زاجر

وتُنحر قسراً في الطفوف كأنها

أضاع عراها في منى النسك جازر

وتهدى بأطراف الرماح رؤوسها

ليمرح مأفون ويفرح فاجر

ويقدمها رأس ابن بنت محمد

به تتجلّى للسراة دياجر

منيراً يراعي نسوة بعد قتله

به لذن حسرى ما لهنّ معاجر

محجبة قبل الزوال بسيفه

فما زال إلا والصفايا حواسر

٢٥٥

عبد المهدي الحافظ

المتوفى ١٣٣٢

هي صعدة سمراء أم قد

هي وردة حمراء أم خد

وافى بهنّ غزيّل

غنج خفيف الطبع أغيد

متقلّد من لحظه

سيفاً يفوق على المهند

كالبدر إلا أنه

أبهى وأسنى بل وأسعد

شفتاه قالت للعذار

فما العقيق وما الزبرجد

وافترّ مبسمه فلاح

خلاله الدرّ المنضد

فضح الضباء بأتلع

من جيده ، والغصن بالقد

ما مرّ إلا والجمال

يصيح : صلوا على محمد

عاتبته يوماً وقلت

إلى متى التعذيب والصد

أيحلّ قتلُ متيم

غادرته قلقاً مسهد

أدنى هواك له السقام

ومنه صفو العيش نكّد

فأجاب هل لك شاهد

في ذاك قلت الحال يشهد

فأزور من قولي واعرض

مغضباً عني وعربد

فزجرت قلبي قائلاً

أرأيت كيف أساء بالرد

ما آن أن تثني عنان

الغيّ عنه عساك ترشد

فاعدل بنا نحو الغري

وعُد بنا فالعود أحمد

٢٥٦

وامدح به سرّ الآءله

وبابه والعين واليد

مَن مهّد الايمان صارمه

وللاسلام شيّد

لولا صليل حسامه

لرأيت لات القوم يعبد

من خاض غمرتها

غداة حنين والهامات تحصد

إلا أبو حسنٍ أمير النحل

والتنزيل يشهد

أم مَن تصدّى لابن ودّ

ومَن لشمل القوم بدد

ومنها :

وأهتف بخير الخلق

بعد المصطفى المولى المؤيد

وأطلق له العتب الممض

وقل له أعلمتَ ما قد

فعلت بنو الطلقاء في

أبناء فاطمة وأحمد

قد جمّعوا لقتالهم

من كل أشئم إثر أنكد

جيشاً تغضّ به البسيطة

مستحيل الحصر والعد

وقفت لدفعهم كماةٌ

ـ لا تهاب الموت ـ كالسد

من كل قرم لا يرى

للسيف إلا الهام مغمد

فيهم أبو السجاد يقدمهم

على طِرفٍ معوّد

إن عارض الأبطال قطّ

وإن علاهم سيفه قد

فرماه أشقى الأشقياء

هناك بالسهم المحدد

فاغبرّت الأكوان منه

وعاد طرف الشمس أرمد

وتجاوبت بالنوح أملاك

السماء على ابن أحمد

وغدت بنات الوحي

حسرى فوق مصرعه تردد

عبراتها تنهلّ والأحشاء

من حزن توقّد

تتصفح القتلى وتدعو

حرّة الأكباد يا جد

٢٥٧

هذا حسينك في عراص

الطف مقتول مجرد

أنصاره مثل الأضاحي

أصيد في جنب أصيد (١)

الحاج عبد المهدي بن صالح بن حبيب بن حافظ الحائري المتوفى بكربلاء سنة ١٣٣٤ ودفن بها ، كان أديباً من أعيان تجار كربلاء وملاكهم يعرف التركية والفارسية والفرنسية ، انتخب مبعوثاً في زمن الدولة التركية كما انتخب رئيساً لبلدية كربلاء ، ترجم له السيد الأمين في الأعيان والأديب المعاصر سلمان هادي الطعمة وقال : إنه من ألمع شخصيات الأدب والسياسة في مطلع قرن العشرين ، ولد بكربلاء ونشأ في اسرة عربية تعرف ب‍ آل الحافظ تنتسب إلى قبيلة خفاجة ، هاجر جدها الأعلى ـ حافظ ـ من قضاء الشطرة واستوطن كربلاء في مطلع القرن الثالث عشر الهجري ولمع منها في الأوساط التجارية والأدبية رجال عديدون منهم شاعرنا المترجم له.

درس شاعرنا في معاهد كربلاء العلمية وتلمذ في العروض على الشاعر الشيخ كاظم الهر وساعده ذكاؤه وفطنته فحفظ عيون الشعر وكان مجلسه المطل على الروضة الحسينية المقدسة محط أنظار رجالات البلد وملتقى أهل الأدب ، وشعره يمتاز بالرقة ودقة الفكر فمن ذلك قوله :

إلى الله أشكو ما أُقاسي من الجوى

غداة استقلّت بالحبيب ركائبه

وأقفر ربع طالما كان خالياً

به فخلت اكنافه وملاعبه

فبتّ أُقاسي ليلة مكفهرة

وليس سوى الشعرى بها مَن اخاطبه

اكفكف فيها الدمع والدمع مرسل

كغيث همى لما ارجحنّت كتائبه

وأذكر داراً طالما بتّ آنساً

بها بأغنٍّ ما طل الوعد كاذبه

غريراً إذا ما قصّر الليل وصله

أمدّت ليالينا القصار ذوائبه

أهمّ بلثم الغصن من ورد خده

فيمنعني من عقرب الصدغ لاسبه

__________________

١ ـ سوانح الأفكار في منتخب الاشعار ج ٢ / ١٩٣.

٢٥٨

وهناك مراسلات أدبية من شعر ونثر مع الأديب الكبير الحاج محمد حسن أبو المحاسن فقد كتب للمترجم له يستدعيه لحضور مجلس انس يضم نخبة من الادباء فقال :

من مبلغ عني أبا صالح

قول محب صادق الودّ

ما بال مشتاق إلى وصله

معذّب بالهجر والصد

لا يهتدي الانس إلى مجلس

تغيب عنه طلعة ( المهدي )

ونحن كالعقد إنتظمنا فهل

يزينه واسطة العقد

كتب عنه الخاقاني في شعراء الغري وذكر مراسلة الشيخ محمد جواد الشبيبي له.

٢٥٩

الشيخ مهدي الخاموش

المتوفى ١٣٣٢

الشيخ مهدي ابن الشيخ عبود الحائري الشهير ب‍ الخاموش وهي كلمة فارسية تعني خفوت الصوت فيقال : خاموش شد (١).

ولد بكربلاء حدود سنة ١٢٦٠ وتوفي بها سنة ١٣٣٢ وتدرج على مجالس العلم وأندية الأدب فبرع في الخطابة بحسن التعبير وجميل الاسلوب ونظم في كثير من المناسبات من مدح ورثاء وتهان وأعظم حسنة له أن تخرّج على يده السيد جواد الهندي خطيب كربلاء ، وعمّر المترجم له حتى تجاوز السبعين من العمر ومن قصائده المشهورة قصيدته في الإمام الحسين عليه‌السلام ـ وأكثر شعره في أهل البيت :

أما والهوى والغانيات الكواعب

بغير ذوات الدل لستُ براغب

وفي آخرها يصف ندبة عيال الحسين على مصارع القتلى :

تناديه مذ ألفته في الطف عارياً

بأهلي مرضوض القرى والجوانب

فمن لليتامى يابن امّ وللنسا

إذا طوّحت فيها حداة الركائب

__________________

١ ـ يقال أنه عرضت له بحّة في صوته فصار إذا تحدث للناس لا يسمع صوته كاملاً ، فكان بعض الايرانيين يقول عنه : خاموش شد ـ أي خفي صوته ، وسلاح الخطيب نبرات الصوت ، ولذا نجد الناجح من الخطباء هو ذو الصوت الجهوري. يقول ايليا أبو ماضي :

الصوت من نعم الآءله ولم تكن

ترضى السما إلا عن الصداح

٢٦٠