البلدان

أبي عبدالله أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني [ ابن الفقيه ]

البلدان

المؤلف:

أبي عبدالله أحمد بن محمد بن إسحاق الهمذاني [ ابن الفقيه ]


المحقق: يوسف الهادي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ١
الصفحات: ٧٦٠

فأما الطريق (١) من مرو إلى الشاش والترك. فمن مرو إلى كشماهن ثم إلى الديوان [١٦٢ ب] ثم إلى المنصف ثم إلى الاحساء وإلى بئر عثمان ثم إلى آمل :

فمن مرو إلى آمل ستة وثلاثون فرسخا.

ومن آمل إلى شط نهر بلخ فرسخ ويعبر إلى فربر فرسخ.

ومن آمل إلى بخارا سبعة عشر فرسخا. ولبخارا قهندز ولها من المدن : كرمينية وطواويس وفربر ووردانة وبيكند مدينة التجار.

ومن بخارا إلى كول عشرة فراسخ ومما يلي الجنوب من هذا الموضع جبال الصين.

ومن بخارا إلى سمرقند سبعة وثلاثون فرسخا.

ولسمرقند قهندز. ولها من المدن : الدبوسية وأربنجن وكشان وكس ونسف وخجندة وهي مدينة طيبة كثيرة الخير حسنة. أنشدني رجل من أهلها :

ولم أر بلدة بإزاء شرق

ولا غرب بأنزه من خجنده

هي الغراء تعجب من رآها

وهي بالفارسية دل ببرذه

ويقال إن سمرقند من بناء الإسكندر. واستدارة حائطها اثنا عشر فرسخا. وفيها بساتين ومزارع وأرحاء. ولها اثنا عشر بابا. من الباب إلى الباب فرسخ. وعلى أعلى السور آزاج وأبرجة للحرب. والأبواب الاثنا عشر من حديد (٢). وبين كل بابين منزل للبواب.

فإذا جزت المزارع ، صرت إلى الربض وفيه أبنية وأسواق. وفي ربضها من المزارع عشرة آلاف جريب. ويدخل المدينة ومساحتها خمسة عشر ألف جريب.

ولهذه المدينة [أعني](٣) الداخلة أربعة أبواب ، ومساحتها ألفان وخمسمائة

__________________

(١) المعلومات المتعلقة بالمسافات فيما يلي موجودة لدى البلاذري ٢٥.

(٢) في المختصر : من خشب.

(٣) زيادة من ياقوت (سمرقند).

٦٢١

جريب. وفيها مسجد جامع ، وفيها القهندز وفيه مسكن السلطان. وفي هذه المدينة الداخلة نهر يجري. فأما داخل سور المدينة الكبير ففيه أودية وأنهار وعيون وجبال. وعلى القهندز باب حديد من داخله باب آخر حديد.

وفي أخبار ملوك اليمن قالوا : لمّا مات ناشر ينعم الملك ، قام بالملك من بعده شمر بن افريقيس بن أبرهة. فجمع جنوده وسار في خمسمائة ألف رجل حتى ورد العراق. فأعطاه كشتاشف بن بخت نصر الطاعة وعلم أن لا طاقة له به لكثرة جنوده وشدة صولته. فسار من العراق قاصدا لبلد الصين. فلما صار إلى بلد الصغد اجتمع أهل تلك البلاد [١٦٣ أ] وتحصنوا منه بمدينة سمرقند فأناخ عليها وأحاط بمن فيها من كل وجه وحاربهم حتى استنزلهم بغير أمان فقتل منهم مقتلة عظيمة ، وأمر بالمدينة فهدمت ، فسميت من يومئذ شمركند أي شمر هدمها. فعربتها العرب وقالوا سمرقند. وقال في مسيره هذا :

أنا شمر أبو كرب اليمانا

جلبت الخيل من يمن وشام

لآتي أعبدا مرقوا علينا

بأرض الصين من أهل السوام

فأحكم في بلادهم بحكم

وثيق لا يجاوز بالأثام

فإن أهلك ولم أرجع إليكم

فقد هلك الملوك من آل سام

بنو مهليل انتجعوا فساحوا

وخطّوا البيت بالبلد الحرام

هو البيت العتيق فعظّموه

وإن كانت وجوهكم دوام

سيملك بعدنا أبنا ملوك

يدينون العباد بغير ذام

ويملك بعدهم ملك كريم

نبيّ لا يرخّص في الحرام

محمد اسمه يا ليت يومي

تأخّر بعد مخرجه بعام

ثم سار حتى قارب الصين فمات هو وأصحابه عطشا فلم يبق منهم مخبر. وكان ملكه سبع سنين. فلم تزل سمرقند خرابا إلى أن ملك تبع الأقرن بن أبي مالك بن ناشر ينعم. فلم تكن له همّة إلّا الطلب بثأر جده شمر الذي هلك بأرض الصين. فتجهّز واستعد وسار في مائة ألف رجل من أبطال قومه. فجاء العراق

٦٢٢

فخرج إليه بهمن بن إسفنديار وأعطاه الطاعة وحمل إليه الخراج ثم أقام له الترك في جميع مملكته. وكان طريقه على الأهواز حتى دخل في أرض خراسان فانتهى إلى النهر الأعظم فعبره بالسفن حتى وافى مدينة بخارا فطواها حتى أتى سمرقند وهي خراب فأمر ببنائها وأقام عليها حتى فرغ منها وردها إلى أفضل مما كانت عليه من العمارة. ثم سار منها إلى فرغانة وركب من هناك المفاوز فسار فيها شهرا حتى أتى بلادا واسعة كثيرة المياه والكلأ فابتنى هناك مدينة عظيمة وأسكن فيها ثلاثين من أصحابه ممن لم يستطع السير معه إلى الصين وسماها التبت. فأهلها إلى اليوم لهم زي العرب ولباسهم ولهم فروسية وبأس شديد ، قد قهروا جميع من حولهم من أجناس الأتراك.

وسار من هناك حتى ورد الصين [١٦٣ ب] فخرج إليه ملكها فحاربه فهزمه الأقرن وقتل خلقا من جنوده وأخرب مدينته وشن في أرضه الغارة ، وطلب الملك حتى ظفر [به](١) فقتله وغنم من أرضه غنائم لم يغنم مثلها أحد ممن كان قبله من الملوك. فيقال إن تلك (٢) المدينة التي سكنها هذا الملك خراب إلى اليوم. وفي ذلك يقول تبع بن الأقرن :

أنا تبّع ذو المجد من آل حمير

ملكنا عباد الله في الزمن الخالي

فدانت لنا شرق البلاد وغربها

وأبنا عليها خير أوب وأنفال

ملكناهم قسرا وسارت خيولنا

إلى الهند بالفرسان حالا على حال

ومغرب شمس الله قد وطئت لنا

قبائل خيل غير نكس وأعزال

وسوف تليها بعدنا خير أمة

ذوو نجدة من خير دين وإفضال

يدينون دين الحق لا يسلمونه

سجود ركوع في غدو وآصال

كرام ذوو فضل وعلم ورأفة

فمن بين زهّاد كرام وأبدال

يقر جميع العالمين بفضلهم

وليسوا عن الحرب العوان بأنكال

__________________

(١) زيادة يقتضيها السياق.

(٢) في الأصل : ذلك.

٦٢٣

ضراغمة بيض كأن وجوههم

إذا ما بدوا ليلا قناديل ذيّال

ثم انصرف بعده إلى أرضه وقد أدرك ثأره.

ولما حضر سعيد بن عثمان بن عفان مدينة سمرقند ، حلف أن لا يبرح ولا يزول حتى يدخل المدينة ويرمي القهندز بحجر صلحا أو فدية أو عنوة. فصالحهم على سبعمائة ألف درهم وأن يدخل المدينة من باب ويخرج من الآخر ، وأن يمر على القهندز وأن يعطوه رهنا من أولاد عظمائهم. فدخل المدينة ورمى القهندز بحجر فثبت فيه فتطيروا لذلك وقالوا : ثبت فيها ملك العرب.

وصالح قتيبة بن مسلم أهل سمرقند على أن ما في بيوت النيران وحلية الأصنام. فأخرجت إليه الأصنام فسلب حليّها وأمر بتحريقها فقال سدنتها : إن فيها أصناما من أحرقها هلك. فقال قتيبة : أنا أحرقها [١٦٤ أ] بيدي ، وأخذ شعلة من نار فأضرمها فيها ، فاضطرمت واحترقت ، فوجد بقايا ما كان فيها من مسامير الذهب خمسين ألف مثقال.

وسمرقند من بلاد الصغد ، ومن ورائها كرمانية ودبوس (١) وأشروسنة والشاش ونخشب وبناكت واستوركث ، ابوازكت ، سام ، سرك ، بنكت ، تكت ، رفكت ، وسيج ، برنمذ (٢). هذه كلها من مدن الشاش.

وقالوا : ليس في الأرض مدينة أنزه ولا أطيب ولا أحسن مستشرفا من سمرقند. وقد شبّها الحصين بن المنذر الرقاشي فقال : كأنها السماء للخضرة ، وقصورها الكواكب للإشراق ، ونهرها المجرّة للاعتراض ، وسورها الشمس للأطباق.

__________________

(١) في حدود العالم ١٠٧ : كرمينة ودبوسي وربنجن ، مدن أسفل بلاد السغد على طريق سمرقند. وفي بلدان الخلافة ٥١١ : كرمينية والدبوسية وفي أنساب السمعاني ١ : ٤٥٤ (الدبوسية) و ٥ : ٥٨ (كرمينية).

(٢) وسيج من مدن فاراب (مسالك وممالك ٢٦٣). أما برنمذ (بورنمد) فهي بورنمد وتقع على مرحلتين من سمرقند (القند ١٣٧) وفي أنساب السمعاني (١ : ٤١١) بورنمذ : قرية من أعمال سمرقند بينها وبين اسروشنة.

٦٢٤

وسأل المأمون رجلا عن سمرقند فقال : يا أمير المؤمنين ، كأن مدينتها دارة القمر ، وكأن نهرها المجرة ، وكأن ضياعها حولها النجوم.

وقال الشعبي : شهدت فتح سمرقند مع قتيبة بن مسلم ، فنظر على بعض أبوابها لوحا في الحائط فيه خطوط (١) كأنها عربية وليست عربية. ـ وكان اللوح من حجر ـ فتأمله طويلا ثم قال : والله إني لأظنها بعض فعالات حمير. ابغوني رجلا من الجند قريب العهد باليمن وكلام حمير : فبعث إلى عبد الله الحزامي فقال له : أتعرف هذا الخط؟ قال : نعم ـ أصلح الله الأمير ـ هذا بخط حمير الذي يقال له المسند. قال : اقرأه. فإذا هو : باسمك اللهمّ. هذا كتاب ملك العرب والعجم شمر يرعش الملك الآثم. من بلغ هذا المكان فهو مثلي ، ومن جازه فهو فوقي ، ومن قصر عنه فهو دوني.

فأبى قتيبة أن لا يرجع حتى يطأ بلاد الصين. وبلغ ذلك ملكها فخاف فبعث إليه بإكليل مفصّل بالياقوت وبجراب من تراب بلده وقال : أبسط هذا التراب وامش عليه ، فإذا فعلت فقد برّت يمينك. وضمن له خراجا في كل سنة ، فقيل له ذلك منه وأقام.

وقال الأصمعي : مكتوب على باب سمرقند بالحميرية : بين هذه المدينة وبين صنعاء ألف فرسخ. وبين بغداد وإفريقية ألف فرسخ. وبين سجستان [١٦٤ ب] وبين البحر مائتا فرسخ.

ومن (٢) سمرقند إلى زامين سبعة عشر فرسخا.

وزامين مفرق طريقين إلى الشاش والترك وفرغانة. فمن رامين إلى الشاش خمسة وعشرون فرسخا.

__________________

(١) في الأصل : خطوطا.

(٢) المعلومات الآتية المتعلقة بالمسافات موجودة لدى البلاذري ص ٢٩ فما بعدها.

وفي المخطوطة أخطاء في الاعداد. فكل (أربعة فراسخ) وردت هنا هي في المخطوطة (أربع فراسخ) وكذلك (سبعة فراسخ) كتبت (سبع) إضافة إلى ما سنشير إليه.

٦٢٥

ومن الشاش إلى الفنجهير معدن الفضة سبعة فراسخ وإلى باب الحديد ميلان (١).

ومن الشاش إلى بارجاخ (٢) أربعون فرسخا. وبارجاخ تل حوله ألف عين تجيء من المشرق إلى المغرب وتسمى بركوب آب أي الماء المقلوب صيده تدارج (٣) سود.

ومن الشاش إلى أسبيجاب اثنان وعشرون (٤) فرسخا.

ومن أسبيجاب إلى موضع ملك كيماك مسيرة ثمانين يوما يحمل فيها الطعام.

ومن طراز إلى نوشجان السفلى ثلاثة فراسخ.

ومنها إلى كرباس فرسخان (٥) وهي خرمية يشتو بها الخرلخية وبقربها منشأ الخلجية.

ثم إلى كول شوب أربعة فراسخ.

ثم إلى حل شوب أربعة فراسخ.

ثم إلى كولان ، قرية غناء ذات مياه وأشجار أربعة فراسخ.

ثم إلى بركى ، قرية كبيرة أربعة فراسخ.

ثم إلى أسبره أربعة فراسخ.

ثم إلى نوركث ، قرية عظيمة ثمانية فراسخ.

__________________

(١) في الأصل ميلين. والفنجهير ، يرد لدى البيروني في الجماهر ١٩٥ باسم پنجهير. وفي معجم البلدان ١ : ٧٤٣ (پنجهير : مدينة بنواحي بلخ ، فيها جبل الفضة).

(٢) لدى ابن خرداذبه (بارجاج). وفي الأصل (أربعين فرسخا).

(٣) في ياقوت (بارجاخ) : يصاد فيه الدراج الأسود.

(٤) في الأصل : اثنين وعشرين.

(٥) في الأصل : فرسخين.

٦٢٦

ثم إلى حرجوا (١) أربعة فراسخ.

ثم إلى كتوال ثلاثة فراسخ.

ثم إلى نوشجان الأعلى خمسة عشر يوما للقوافل على المرعى ، وهو حدّ الصين ، فأما لبريد الترك فمسيرة ثلاثة أيام.

والطريق من زامين إلى فرغانة ، ومنها إلى ساباط فرسخان. وإلى سروشنه سبعة فراسخ. منها فرسخان في سهل وخمسة في استقبال ماء جار من ناحية المدينة. فمن سمرقند إلى سروشنة ستة وعشرين فرسخا.

ومن ساباط إلى غلوك ستة فراسخ. ثم إلى خجندة أربعة فراسخ. ثم إلى صامغان خمسة فراسخ. ثم إلى خاجستان أربعة فراسخ. ثم إلى يرمقان سبعة فراسخ. ثم إلى مدينة باب ثلاثة فراسخ. ثم إلى فرغانة أربعة فراسخ. فمن سمرقند إلى فرغانة ثلاثة وخمسون فرسخا. وكان أنوشروان بناها ونقل إليها من كل أهل بيت واحدا وسماها (أز هر خانه) أي من كل بيت واحد. وخجندة من [١٦٥ أ] فرغانة.

ثم إلى فنا عشرة فراسخ. وإلى مدينة أوش عشرة فراسخ. وإلى مدينة خورتكين سبعة فراسخ. وإلى العقبة مسيرة يوم وإلى اطباس مسيرة يوم. واطباس هذه مدينة على عقبة مرتفعة. ثم إلى نوشجان الأعلى إلى مدينة خاقان التغزغز مسيرة ثلاثة أشهر في قرى كبار وخصب. وأهلها أتراك فيهم مجوس يعبدون النار وفيهم زنادقة. والملك في مدينة عظيمة لها اثنا عشر بابا حديدا. وأهلها زنادقة. ومن يسارها كيماك وأمامها الصين على ثلاثمائة فرسخ.

ولملك التغزغز خيمة [من ذهب](٢) على أعلى قصره تسع مائة إنسان ترى من خمسة فراسخ.

__________________

(١) عند ابن خرداذبه (٢٩) : خرنجوان. وما زال التطابق قائما بين ابن الفقيه وابن خرداذبه في الأسماء والمسافات هنا.

(٢) تكملة من ابن خرداذبه ٣١.

٦٢٧

فأما ملك كيماك ففي خيام يتبع الكلأ. وبين طراز وموضعه مسيرة أحد وثمانين يوما في مفاوز (١) وجبال وأودية فيها الأفاعي وغيرها من الحيوانات القتّالة.

والطراز آخر الإسلام من هذا الوجه.

وروي عن عبد الله بن عمر قال : رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم) يشير بيده إلى المشرق ويقول : إن الفتنة ها هنا حيث تطلع قرن الشيطان.

وروي عن عكرمة أنه قال : وقد خرج من خراسان : الحمد لله الذي أخرجنا منها ، لتطوى خراسان طيّ الأديم حتى يقوّم الحمار الذي كان فيها بخمسة دراهم بل بخمسين أو بخمسمائة.

ويروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : إن الدجال يخرج من المشرق من أرض يقال لها خراسان يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة.

خراج خراسان (٢) :

الذي وظّف على عبد الله بن طاهر من خراج خراسان وللأعمال المضمومة إليها لسنتي إحدى واثنتي عشرة ومائتين :

الري ، عشرة آلاف ألف درهم.

قومس : ألفا ألف ومائة ألف وستة وتسعون ألف درهم.

جرجان : عشرة آلاف ألف ومائة ألف وستة وسبعون ألفا وثمانمائة درهم.

كرمان : مائة وثمانون فرسخا في مائة وخمسين فرسخا. كانت تجبى للأكاسرة [١٦٥ أ] ستين ألف ألف درهم.

__________________

(١) إلى هنا ينتهي التطابق مع ابن خرداذبه.

(٢) قائمة خراج خراسان هذه توجد لدى ابن خرداذبه ٤٣ وما بعدها. وتوجد بين القائمتين بعض الاختلافات ، إضافة إلى بعض الاختلافات في أسماء المدن. كما لم يذكر ابن الفقيه بعض المدن مثل مرو الشاهجان.

٦٢٨

سجستان بعد المنكسر من خراج قرى مورّق والرخج وبلاد الداور وزابلستان ـ وهي من ثغور طخارستان ـ وهو تسعمائة ألف وسبعة وأربعون ألف درهم. ستة آلاف ألف ألف وسبعمائة ألف وستة وسبعون ألف درهم.

الطبسين : مائة ألف وثلاثة عشر ألفا وثمانمائة وثمانون درهما.

قهستان : سبعمائة ألف وسبعة وثمانون ألفا وثمانمائة وثمانون درهما.

نيسابور : ألفا ألف وثمانمائة وستون درهما.

نسا : ثمانمائة ألف وثلاثة وسبعون ألفا وأربعمائة درهم.

أبيورد : سبعمائة ألف درهم.

سرخس : ثلاثمائة ألف وسبعة آلاف وأربعمائة وأربعون درهما.

مرو الروذ ورستاق بها يقال لها طنج ، أربعمائة ألف وعشرون ألف وأربعمائة درهم.

الطالقان (١) : أحد وعشرون ألفا وأربعمائة درهم.

غرجستان : مائة ألف درهم ، ومن الغنم ألفا شاة.

باذغيس : أربعمائة ألف وأربعون ألف درهم.

هراة وأسفزار واسفذسج (٢) : ألف ألف ومائة ألف وتسعة وخمسون ألف درهم.

كور طخارستان :

زم : مائة ألف وستة آلاف درهم.

الفارياب : خمسة وخمسون ألف درهم.

__________________

(١) الطالقان : يمكن أن تكون الطايقان ، إذ (الطايقان) مدينة على الحدود بين طخارستان وختلان ، كما في حدود العالم ص ١٠٠. والوصف ينطبق على هذه المنطقة.

(٢) لدى ابن خرداذبه ايندج ص ٣٦.

٦٢٩

الجوزجان : مائة ألف وأربعة وخمسون ألف درهم.

الختلان :

خلم : اثنا عشر ألف درهم.

بلخ وشعب خرة وجبالها : مائة ألف وثلاثمائة وتسعون ألفا وثلاثمائة درهم.

فيروغس (١) : أربعة آلاف درهم.

ترمذ : ألفا درهم.

الروب وسمنجان : اثنا عشر ألف وستمائة درهم.

الباميان : خمسة آلاف درهم.

برخان وجوهرين والمنخان (٢) : مائة ألف وستة آلاف وخمسمائة درهم.

الترمذ : سبعة وأربعون ألفا ومائة درهم.

القيقان (٣) : ثلاثة آلاف وخمسمائة درهم.

شنقان (٤) : أربعة آلاف درهم.

وخان (٥) : عشرون ألف درهم.

__________________

(١) ابن خرداذبه ٣٦ : قبروغش. ونرجح أن الصواب هو : جبغوكث التي وردت في حدود العالم ١١٥ وقال عنها : إنها معسكر الشاش قديما.

(٢) ابن خرداذبه ٣٧ : برمخان وجومرين والبنجار. وفي رحلة ابن فضلان ٨٩ (فنزلنا رباطا يقال له زمجان وهو بباب الترك).

(٣) ابن خرداذبه ٣٧ : البينقان.

(٤) ابن خرداذبه : شقنان. ويبدو أنها هي شكنان ، بقرينة وخان التي تليها حيث ورد الاسمان معا في حدود العالم ٤٠ و ٦٤.

(٥) في الأصل : وجان. والتصحيح من ابن خرداذبه ٣٧ وحدود العالم ٢٨ ، ٤٠ ، ١٢١. وجهان نامه ٤٨ ، ٥٨.

٦٣٠

الميذجان (١) : ألفا درهم.

أخرون : اثنان وثلاثون ألف درهم.

الكست : عشرة آلاف [١٦٦ أ] ألف درهم.

الصغانيان : ثمانية وأربعون ألفا وخمسمائة درهم.

باسارا : سبعة آلاف وثلاثمائة درهم.

الواشجرد : ألف درهم.

العندمين والوخشان (٢) : اثنا عشر ألف رأس وثلاث عشرة دابة.

كابل : ألفا ألف وخمسمائة درهم. ومن الوصائف ألفا رأس قيمتها ستمائة ألف درهم.

وكابل من ثغور طخارستان ولها من المدن : وأذان وخواش وخشك وحبره (٣). وبكابل عود ونارجيل وزعفران وهليلج لأنها متاخمة الهند.

نسف : تسعون ألف درهم.

كس : مائة ألف واثنا عشر ألفا وخمسمائة درهم.

البتم : خمسة آلاف درهم.

الباكبين (٤) : ستة آلاف ومائتا درهم.

رستاق جاوان : سبعة آلاف درهم.

__________________

(١) ابن خرداذبه ٣٧ : المندجان.

(٢) ابن خرداذبه ٣٧ : الزمثان. أما العندمين فنرجح أنها العندميس (ياقوت مادة جيحون) والوخشان نرى أنها الوخشاب الواردة في حدود العالم ٤٠ ، ١٩١.

وانظر أيضا بلدان الخلافة ٤٧٩ ، ٤٨١ ، ٤٨٢.

(٣) ابن خرداذبه ٣٧ : فارواف وأزران وخواس وخشك وخبرة. نرجح أن تكون (خبرة) هي (فره) الواردة في حدود العالم ١٠٢ وبلدان الخلافة ٣٨١ إذ انها ترد قبل أو مع خواش.

(٤) ابن خرداذبه ٣٨ : الباكبكين.

٦٣١

رستاق الديوار (١) : ألفان ومائتان وعشرون درهما.

افنه : ثمانية وأربعون ألف درهم.

خوارزم : أربعمائة ألف وتسعة وثمانون ألف درهم.

آمل : مائتا ألف وثلاثة وتسعون ألفا وأربعمائة درهم.

وراء النهر :

بخارا : ألف ألف ومائة ألف وتسعة وثمانون ألفا ومائتا درهم غطريفية.

السغد وسائر كور نوح بن أسد : ثلاثمائة ألف وستة وعشرون ألفا وأربعمائة درهم. منها على فرغانة ، مائتا ألف وثمانون ألفا محمدية. وعلى مدائن الترك ستة وأربعون ألفا وأربعمائة درهم خوارزمية. ومن الكرابيس الغلاظ الكندجية ألف وسبعة وثمانون ثوبا. ومن المرور وصفائح الحديد ألف وثلاثمائة قطعة نصفين. فالجميع ألف ألف واثنان وسبعون ألف درهم محمدية. منها على الصغد والمعدن بالبتم ومعدن الملح بكس ألف ألف وتسعة وثلاثون درهما محمدية.

وكس ونسف والبتم من كور السغد.

أسروشنة : خمسون ألف ألف درهم. وثمانمائة وأربعون درهم محمدية.

الشاش ومعدن الفضة : ستمائة ألف وسبعة آلاف مسيبية.

خجندة : مائة ألف درهم مسيبية.

فجميع خراج خراسان [١٦٦ ب] وما ضمّ إلى عبد الله بن طاهر من الكور والأعمال : أربعمائة وأربعون ألف ألف وثمانمائة ألف وستة وأربعون ألف درهم. ومن الدواب ثلاثة عشر ألف ألف دابة. ومن الغنم ألفا شاة. ومن السبي ألفا رأس واثنا عشر رأسا قيمتها ستمائة ألف درهم. ومن المرور وصفائح الحديد ثلاثمائة قطعة نصفين.

__________________

(١) ابن خرداذبه ٣٨ : رويان.

٦٣٢

القول في الترك

روي عن حذيفة أنه قال : تغلب الترك على الكوفة ، وتغلب الخزر على الجزيرة ، وتغلب الروم على الشام.

وروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال : لتخرجن الترك أهل العراق من بلادهم.

قال : وكتب عمر رضي الله عنه إلى عماله : إذا أصبتم أحدا من الأتراك فاضربوا عنقه ، فإن لهم خرجة بعد المائتين. فإذا خرجوا كانوا أشدّ كلبا على ما في أيديكم مما في أيديهم.

ويروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال : الترك أول من يسلب أمتي ما خوّلوا.

ويروى عن عبد الله بن عباس أنه قال : والله لتكونن الخلافة في ولدي حتى تغلب على عزّهم الحمر الوجوه الذين وجوههم كأنها المجان المطرقة.

ويروى عن أبي هريرة أنه قال : لا تقوم الساعة حتى يجيء قوم عراض الوجوه صغار العيون فطس الأنوف حتى يربطوا خيولهم بشاطئ دجلة.

ويروى أن معاوية قال : لا تبعثوا الرابضين اتركوهما ما تركوكم : الترك والحبشة.

وفي حديث مرفوع قال : قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : اتركوا الترك ما تركوكم.

وقالوا : لا تضع الشاة بالترك أقل من أربعة ، وربما وضعت خمسة أو ستة كما تصنع الكلبة. فأما اثنين وثلاثة فإنما يكون في الفرد وهي كبار جدا ولها ألايا عظام تجرها على الأرض.

٦٣٣

قال : وبلدان الأتراك (١) : التغزغز وبلادهم أوسع بلدان الأتراك ، حدّهم الصين والتبت والخرلخ والكيماك والغز والجقل (٢) والبجناك والتركش وأركش وخشفاج (٣) وخرخيز ، وبها [١٦٧ أ] مسك. وهي من هذا الجانب [من] النهر. فأما مدينة فاراب فإن فيها مسلحة (٤) للمسلمين. والأخرى أتراك الخرلخية.

وجميع مدائن الترك ست عشر مدينة.

وقال بعض العلماء بالترك : أجناس الترك :

الخرلخ : وهم ما يكون إلى ناحية سمرقند. وهم عتاق الترك.

والبذكشية : وهم أصحاب اللحى العظام.

والغز والتغزغز.

والكيماك : وهم الملوك ، وهم أوغل في بلادهم وأعزهم عند جميع الترك.

والبشناكية والشرية.

والتغزغز عرب الترك ، وهم أصحاب عمد يحلون ويرحلون.

والبذكشية : أصحاب بناء وقرى.

قال : بعث هشام بن عبد الملك رجلا إلى ملك الترك يدعوه إلى الإسلام. قال : فدخلت إليه وهو يتخذ سرجا. فقال للترجمان : من هذا؟ قال : رسول ملك العرب. قال : غلامي؟ قال : نعم. فأمر بي إلى بيت كثير اللحم قليل الخبز. فلما كان ذات يوم ركب في عشرة أنفس مع كل واحد منهم لواء وأمر أن أحمل فحملت

__________________

(١) تتفق أغلب المعلومات المتعلقة بالترك هنا مع ما هو موجود لدى ابن خرداذبه.

(٢) في الأصل : الجقر. وارتأينا ذلك معتمدين على كتاب الكاشغري (ديوان لغات الترك الذي قال ضمن مادة جكل : (اسم لثلاث طوائف من الترك ... ان الغزّية سمّت جميع الترك من لدن جيحون إلى الصين الأعلى ، جكل. وذلك خطأ) (١ : ٣٣٠).

(٣) صوابها خفجاخ. وقد يقال : قبچاق. أما التي قبلها فصوابها اذكش. وهم جيل من الترك (الكاشغري ١ : ٨٩). ونخبة الدهر ٣٤٦.

(٤) في الأصل : مصلحة. والتصحيح من ابن خرداذبه ٣١.

٦٣٤

على دابة. فصعد تلّا وحول التل غيضة. فلما طلعت الشمس أمر واحدا من أولئك العشرة أن ينشر لواءه ويلح (١) به. ففعل. فوافى عشرة آلاف مدجّج. فقال للترجمان : قل لهذا الرسول يعلم صاحبه أن ليس في هؤلاء حجام ولا إسكاف ولا خياط. فإذا أسلموا من أين يأكلون؟

وآخر خراسان من ناحية الشاش ، نوشجان الأعلى. فمن نوشجان إلى مدينة خاقان ملك التغزغز مسيرة ثلاثة أشهر في قرى كبار وخصب وأسواق. وأهلها أتراك وفيهم مجوس يعبدون النار. وفيهم زنادقة على مذهب ماني. والملك في مدينة عظيمة كثيرة الأهل والأسواق ولها ثلاثة [١٦٧ ب] عشر بابا حديدا. وعن يسارها كيماك وأمامها الصين على ثلاثمائة فرسخ.

فأمّا ملك كيماك وأصحابه فبادية يتبعون مساقط القطر ويحلون ويرتحلون في طلب الكلأ.

وقال علي بن ربن كاتب المازيار : أحصن مدينة بنيت على وجه الأرض ، أن ملكا من ملوك الترك أتى سبخة ومستنقع ماء عادي أجاجي في طرف من أطراف سلطانه ، فصرف الماء عنه ثم حفر أساسا عرضه أربعون ذراعا. ثم أمر فرفع من قرار الحفر سوران بالآجر والكلس ، عرض كل سور عشرة أذرع وبينهما فضاء عرضه عشرون ذراعا.

فلما انتهى بالسورين إلى وجه الأرض ، طمّ الفضاء الذي بينهما بالرمل ، وأقبل بينهما فكلما ارتفعا جعل الرمل في وسطهما حتى جعلهما خمسين ذراعا. ثم بنى في المدينة له ولرعيته من المنازل والقصور وحفر حولها خندقا ثم جرف إليها الماء. فلم تلبث أن عادت بعد سنة أجمة عظيمة من أعظم الآجام ، وأودعها أهله ونفيس أمواله فصارت أمنع مدينة بنيت على قلل الجبال أو في قرار الأرض.

وإن ملكا من ملوك الترك رامها ـ والترك أغلب الأمم وأشد احتيالا على نقب المدن والحصون من المواضع البعيدة ـ فسار إليها ونزل على فراسخ منها ، وأمر

__________________

(١) كذا في الأصل. ولدى ياقوت (تركستان) : يليح.

٦٣٥

نقّابيه أن ينقبوا فنقبوا حتى بلغوها. فلما صاروا إلى الأجمة التي حولها خرج عليهم الماء في النقب. فما زالوا يحتالون فيه وهو مرة يغلبهم ومرة يغلبونه حتى استوى لهم قطعه وظنوا أنهم قد ظفروا بالمدينة. ولمّا أفضوا إلى السور وأخذوا في نقبه. فلما نقبوه خرج عليهم الرمل المنهال. فكانوا لا يخرجون منه شيئا إلّا سال من جوانبه أضعافه. فلما رأوا ذلك علموا أن لا حيلة بهم فانصرفوا خائبين.

قالوا : والنعجة تضع في بلاد الترك عدة من السخول في البطن الواحدة. ربما وضعت سبعة وستة وخمسة. فامّا أربعة وثلاثة [١٦٨ أ] ، فجميع مواشيهم على هذا.

والترك إذا أرادت أن تحلف رجلا أتت بصنم من نحاس فتنصبه ثم تحضر قصعة فتصيّر فيها ماء ويوضع بين يدي الصنم ، ثم يجعل في القصعة قطعة ذهب وكف دخن ويؤتى بسراويل امرأة فيوضع تحت القصة. ثم يقولون : استحلف ان نقضت هذا العهد أو غدرت أو خنت فيصيرك الله امرأة تلبس سراويلها ، وسلّط عليك من يقطعك قطعا مثل هذا الدخن ، واصفر لونك مثل اصفرار الذهب. ثم يشرب بعد اليمين ذلك الماء. فعلى ما يفعله إنسان منهم يحنث إلّا مات وأصابته بلية.

وفي بلادهم السمور والفنك الجيد. وهم أرمى الأمم كلّها بالنشاب.

وإذا ولد للرجل منهم ولد ، ربّاه ورعاه وعاله وقام بأمره حتى يحتلم. فإذا بلغ الحلم دفع إليه قوسا وسهاما وأخرجه عن منزله وقال له : احتل لنفسك. ثم يصير ولده عنده مثل الغريب الذي لا يعرفه. هذه سنّتهم في أولادهم.

ومنهم قوم [يبيعون](١) بنيهم وبناتهم.

وتزويجهم ان جواريهم مكشفات الشعور ، فإذا أراد الرجل أن يتزوج نظر إلى التي يريد وألقى على رأسها مقنعة. فإذا فعل ذلك فقد صارت امرأته لا يمنعه عنها والد ولا يدفعها أخ.

__________________

(١) تكملة من ياقوت وهي لديه (يبيع) وعدّلناها لتلاءم ما بعدها.

٦٣٦

وفي بلادهم الختو الجيد ، وهو جبهة دابة تصاد في بلدهم.

وذكر تميم بن بحر المطوعي أن بلدهم شديد البرد. وإنما يسلك فيه ستة أشهر في السنة ، وانه سلك إلى بلاد خاقان التغزغزي على بريد أنفذه خاقان إليه ، وانه كان يسير في اليوم والليلة ثلاث سكك بأشد سير وأحثّه. فسار عشرين يوما في براري فيها عيون وكلأ وليس فيها قرية ولا مدينة غير أصحاب السكك وهم نزول في خيام. وانه كان البريد حمل معه زادا لعشرين يوما وذلك أنه عرف أمر تلك المدينة وان مسافتها عشرون يوما في براري فيها عيون وكلأ. ثم سار بعد ذلك [١٦٨ ب] عشرين يوما في قرى متصلة وعمارات كثيرة ، أهلها كلّهم أو أكثرهم أتراك. منهم عبدة النيران على مذهب المجوس ، ومنهم زنادقة.

وإنه بعد هذه الأيام وصل إلى مدينة الملك وذكر أنها مدينة عظيمة خصيبة حولها رساتيق عامرة وقرى متصلة ولها اثنا عشر بابا من حديد مفرطة العظم.

قال : وهي كثيرة الأهل والزحام والأسواق والتجارات ، والغالب على أهلها مذهب الزنادقة. وذكر أنه حرز ما بعدها إلى بلاد الصين فميّزه ثلاثمائة فرسخ. قال : وأظنه أكثر من ذلك.

قال : وعن يمينه مدينة ملك التغزغز ، بلاد الترك لا يخالطهم غيرهم. وعن يسارها بلاد كيماك وأمامها بلاد الصين.

وذكر أنه نظر قبل وصوله إلى المدينة بخمسة فراسخ إلى خيمة للملك من ذهب على سطح قطره تسع مائة رجل .. وذكر أن خاقان ملك التغزغز كان مخاتنا لملك الصين ، وان ملك الصين يحمل إليه في كل سنة خمسمائة ألف فرند (١).

وذكر أن بين النوشجان الأعلى وبين الشاش على طراز ، أربعين مرحلة للقوافل ، فمن سارها على دابة وكان منفردا قطعها في شهر.

قال : ونوشجان الأعلى بها أربع مدن كبار وأربع صغار. وانه حزر المقاتلة

__________________

(١) والفرند هو السيف.

٦٣٧

في مدينة واحدة على شط بحيرة هناك فميّزهم نحو عشرين ألف فارس بالسلاح التام. وليس في جميع أجناس الترك أشدّ منهم ، وانهم إذا اجتمعوا مع الخرلخية لحرب ، كان منهم مائة رجل ومن الخرلخية ألف رجل ، وعلى هذا يخرجون في جميع حروبهم.

وذكر أن هذه البحيرة شبيهة بالحوض المربع ، وأن حولها جبالا شامخة فيها من جميع أصناف الشجر.

قال : وهناك رسم مدينة قديمة لم أجد في الأتراك من يعرف خبرها ولا من بناها ولا من كان أهلها ولا متى خربت ، وانه نظر فيها إلى نهر يشقها لا يلحق غوره هناك. ورأيت فيه أنواعا من الحيوانات البحرية ما رأيت مثلها. وكذلك رأيت به طيورا لم أر في شيء من البلدان مثلها.

قال : وأهل النوشجان وغيرهم بها يقدمون منهم من المدن والقرى يطوفون بها في سنة مرة واحدة في أيام الربيع ويجعلون ذلك عيدا (١).

قال : ويدخلها الماء من ناحية التبت من مائة وخمسين نهرا كبارا وصغارا. وكذلك من ناحية التغزغز والكيماك. وذكر أنه وجد ملك التغزغز حين [ذهب](٢) إليه معسكرا بالقرب من مدينته وانه حزر جيشه الذي حول سرادقه دون غيرهم فكانوا نحو من اثني عشر ألف رجل. قال : وبعد هؤلاء سبعة عشر قائدا مع كل قائد ثلاثة آلاف. قال : وبين القائد والقائد مصالح من خيام. والقواد ومن معهم من المصالح بأجمعهم محيطون بالعسكر ، ولهم في إحاطتهم فرجة يكون مقدارها أربعة أبواب إلى ناحية العسكر. وجميع دواب الملك ودواب الجند ترعى فيما بين سرادق الملك ومواضع القوّاد لا تتخلص منها دابة إلى خارج العسكر.

وسألناه عن طريق كيماك من طراز فذكر أن الطريق مسيرة طراز إلى قريتين في موضع يقال له كواكب عامرتين اهلينيتين ومسافتهما من طراز سبعة فراسخ.

__________________

(١) في الأصل : عمدا.

(٢) تكملة يقتضيها السياق.

٦٣٨

ومن هذا الموضع ملك كيماك مسيرة ثمانين يوما للفارس المجدّ يحمل معه زاده. وان جميع ذلك صحارى وبراري ومفاوز واسعة كثيرة الكلأ والعيون. وفيه مراعي الكيماكية. وذكر انه سلك وحده هذه الطريق ووجد ملك كيماك مع عسكره في خيام وبقربه قرى وعمارات وانه ينتقل من موضع إلى موضع يتبع الكلأ. وان دوابهم كثيرة دقيقة الحوافر. وحزر من في عسكره فوجدهم نحو عشرين ألف فارس.

وذكر أبو الفضل الواشجردي أن ملك التغزغز غزا ملك الصين مرتين في أيام الرشيد. وقيل ذلك في أيام المهدي [١٦٩ ب] وكانت غزوته ما بين سروشنة إلى سمرقند. وان عامل سمرقند حاربه في عدة وقائع وكانت لهم حروب شديدة. ثم إن صاحب سمرقند رزق النصر عليه فهزمه وقتل خلقا من أصحابه. ويقال إنه كان في ستمائة ألف بين فارس وراجل من أهل الصين. فغنم المسلمون غنيمة عظيمة وأسروا خلقا ، فأولادهم الذين بسمرقند يعملون الكاغذ الجيد وأنواع السلاح والآلات التي لا تعمل بمدن خراسان إلّا بسمرقند.

ومن عجائب بلد الترك حصى عندهم يستمطرون [به](١) ما شاءوا من مطر وثلج وبرد وغير ذلك. وأمر هذا الحصى عندهم مشهور مستفيض لا ينكره أحد من الأتراك. وهو عند ملك التغزغز خاصة ليس يوجد عند أحد من ملوكهم غيره.

وحدثني أبو عبد الله الحسين بن استاذويه. حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن الحسن. حدثنا هشام بن لهراسب السائب الكلبي عن أبي مليح عن ابن عباس قال : لم يتزوج إبراهيم عليه السلام على سارة حتى ماتت فتزوج امرأة من العرب العاربة يقال لها قنطورا بنت مقطور فولدت له مدين ومداين وهو مدين ونيسان واشتق وسرج. فأمر إبراهيم عليه السلام أن يضمّ إليه من ولد إسماعيل وإسحاق ومدين ونيسان ويخرج عنه مدين واشتق وسرج. فقالوا له : يا أبانا كيف تستجيز أن تترك عندك إسماعيل وإسحاق ومدين ونيسان في الأمن والدعة وتخرجنا نحن عنك إلى

__________________

(١) تكملة من ياقوت.

٦٣٩

الغربة والوحشة والوحدة؟ فقال : بذلك أمرت ولكني سأعلمكم اسما من أسماء الله تعالى لتستنصروا به على أعدائكم وتستنزلوا (١) به الغيث إذا أجدبتم. فعلّمهم إياه وخرجوا سائرين حتى نزلوا موضع خراسان فتناسلوا هناك وقهروا بذلك الاسم جميع من ناوأهم. فاتصل خبرهم بالخزر ـ وهم من ولد يافث بن نوح ـ فصاروا إليهم وحالفوهم وتزوجوا إليهم وأقام بعضهم عندهم وانصرف الباقون إلى بلدهم [١٧٠ أ].

وحدث أبو العباس عيسى بن محمد بن عيسى المروزي (٢) فقال : لم نزل نسمع في الثغور الخراسانية التي من وراء النهر وغيرها من الكور الموازية لبلاد الترك الكفرة الغزية والتغزغزية والخرلخية وفيهم المملكة ولهم في أنفسهم شأن عظيم ونكاية في الأعداء شديدة ، ان من الترك من يستمطر في أسفاره وغيرها فيمطر ويحدث ما يشاء من مطر وبرد وثلج ونحو ذلك. فكنا بين منكر ومصدق حتى رأيت داود بن منصور بن أبي علي الباذغيسي ـ وكان رجلا صالحا قد تولى خراسان فحمد أمره ـ وقد خلا بابن ملك الترك الغزية وكان يقال له بالقيق بن حيّويه فقال له : يبلغنا عن الترك أنهم يجلبون المطر والبرد والثلج متى شاءوا فما عندك في ذلك؟ فقال : الترك أذلّ وأحقر عند الله من أن يستطيعوا هذا الأمر. والذي بلغك فهو حق ولكن له خبر أحدثك به. كان بعض أجدادي راغم أباه. ـ وكان الملك في ذلك العصر ـ وشذّ عنه واتخذ لنفسه أصحابا من مواليه وغلمانه وغيرهم ممن يحب الصعلكة ومضى سائرا في شرق البلاد يغير على الناس ويصيد ما يظهر له ولأصحابه. فانتهى به المسير إلى بلد ذكر أهله أنه لا منفذ لأحد وراء جبل لهم. فقال لهم : وكيف ذلك؟ قالوا : لأن الشمس تطلع من وراء هذا الجبل وهي قريبة من الأرض جدا فلا تقع على شيء إلّا أحرقته. قال : أفليس هناك ساكن ولا وحش؟ قالوا : بلى. قال : فكيف يتهيأ لهم المقام على ما ذكرتم؟ قالوا : أما الناس فلهم أسراب تحت الأرض وغيران في الجبال ، فإذا طلعت الشمس بادروا

__________________

(١) في الأصل : لتستنصرون وتستنزلون.

(٢) راجع مقدمة الكتاب فقد ترجمنا له بتفصيل.

٦٤٠