القول في البحار وإحاطتها بالأرض
قال : البحار أربعة :
البحر الكبير ، الذي ليس في العالم بحر أكبر منه. وهو أخذ من المغرب إلى القلزم حتى يبلغ واق واق الصين ، وواق واق الصين هو بخلاف واق واق اليمن ، لأن واق واق اليمن يخرج منه ذهب سوء. وهذا البحر يمدّ من القلزم على وادي القرى حتى يبلغ بربر وعمان ، ويمرّ إلى الدّيبل والمولتان حتى يبلغ جبل الصّنف إلى الصين (١).
ثم البحر المغربي الدبوريّ الروميّ ، وهو من أنطاكية إلى جزائر السعادة ، وخليج منه آخذ من الأندلس حتى يبلغ السوس الأقصى ، وعلى ساحل هذا البحر طرسوس والمصّيصة والإسكندريّة وأطرابلس. وطول هذا البحر ألفان وخمس مائة فرسخ ، من أنطاكية إلى جزائر السعادة. وعرضه خمس مائة فرسخ.
والبحر الثالث الخراسانيّ الخزريّ ، لقرب الخزر منه ، إلى موقان إلى طبرستان وخوارزم وباب الأبواب ، ومن بحر جرجان إلى خليج الخزر عشرة أيّام ،
__________________
(١) يبدو أن سبط ابن الجوزي قد نقل ما يتعلق بهذا البحر عن النسخة الكاملة من الكتاب فقال في مرآة الزمان ، السفر الأول ٩٨ تحت عنوان (البحر الشرقي).
(ذكر أحمد بن محمد بن إسحاق في كتاب البلدان وقال : ليس في العالم أكبر من هذا البحر ـ يعني غير البحر المحيط ـ قال : فإنه يأخذ من المغرب وينتهي إلى الصين ، فيمر على النوبة والحبشة ثم على القلزم ثم إلى وادي القرى وجدة وزبيد وعدن والشحر وحضر موت وعمان والديبل وفارس إلى المشرق وجميع بلاد السند والهند عليه. صيفهم شتاؤنا وشتاؤنا صيفهم ، فكانوا وكان شباط عندهم مثل حزيران وتموز وآب عندنا. وعللوا ذلك بقرب الشمس من الأقاليم وبعدها. وقال : وذكر من لا خبرة له به أن عمق الماء فيه في مواضع باع أو أكثر).