تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي

تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

المؤلف:

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البلاغ
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٠

وهؤلاء علماء العراق الذين كافحوا الحكومات البائدة وحاربوا الشيوعية مع العلم بان جميع هذه الثورات كانت ملونة بالدم ومثقلة بالضحايا.

ومن تتبع تاريخ العلماء يجد ان جميعهم كانوا ثائرين ضد الحكام المنحرفين حتى يومنا هذا حتى اذا هدأت الاوضاع تبجح أهل الكذب والنفاق ضد الحق والصواب فحسب البسطاء ان هذه هي التي قادت المعركة. وان العلماء الذين يكرهون الفخفخة لم يكن لهم نصيب من الكفاح. ولكن التاريخ الواعي سجل بطولاتهم وأمجادهم بأحرف من نور وكتب لهم الخلود والحق والمجد. ولاعدائهم الفساد والعار والبطل والضلال. وفاز العلما بالفضل والاكبار.

٥ ـ أو ليست الاحزاب تنهض بنفس هذا الدور الذي مثلته العلماء.

ج ـ كلا .. ان الاحزاب ـ حتى ولو كان أربابها يعدوا من المسلمين ـ لا تعمل ولا تفكر ان تعمل الا في سبيل نفسها وتقوية ذاتها لا غير.

وصهر جميع القوى والطاقات في خلاياها وشبكاتها ارواء للانانية الجشعة التي تنتفخ بها الاحزاب بصورة عامة. والاحزاب الاسلامية بصورة خاصة.

ان الاحزاب تحاول ضرب جميع المشاريع الاسلامية فكريا وخارجيا.

فالاحزاب لا تتجاوب مع الشعب في آماله وآلامه. بل لهدفها الخاص وتقوية كيانها الفعلي. وانما العلماء وحدهم هم صوت الشعب المخلص المعبر عن آماله وآلامه.

٦ ـ فلو فرضنا صدق جميع ما سبق وصحته. فلماذا لا يقود العلماء حركة حزبية سرية صحيحة. للاطاحة بالسلطات الاستعمارية والعميلة واستعادة مجد الاسلام.

ج ـ ان الحركة الحزبية ليست سوى بند من بنود الباطل.

٥٤١

والاسلام الذي يحارب الباطل لا يمكن أن يتخذ من الحركة الحزبية وسيلة لتحقيق ذاته في المجتمع مادام لا يكون ذلك الا انتهازيا. ومن مبادىء الاسلام الاساسية انه يقول :

(ان الله عزوجل لا يطاع من حيث يعصى)

ان العلماء يرون : ان الاسلام عقيدة وعمل منبثق من عقيدة ترتكز كافة فروعه وأنواعه على جذر واحد هو العقيدة وهي مرتكزة على الحق والعدل.

وكل مسلم ـ ما لم يبلغ رتبة الاجتهاد ـ يكون امامه واجب الاتباع للمرجع ويحرم عليه ان يتخطى واجبه. فيميل مع هواه وشهوات نفسه الامارة.

فالعلماء مسؤولون عن السير وفق خططهم الالهية. ولا يصح لهم الانتماء الى أي حزب من الاحزاب الشيطانية. وأتباع الحق والعدل قليلون دائما.

أما لو تجمع حولهم الناس وانصاعوا لقيادتهم فسيجدونهم أقدر على استعادة مجد الاسلام. كما يحشد التاريخ على صحة ذلك الف دليل ودليل.

٧ ـ يا فرحتنا لو عمل العلماء وأخذوا قيادنا الى حيث النصر الذي نفهمه.

ج ـ الواقع : ان العلماء يعملون العمل الصالح الناجح. ولكن أكثر الناس في الوقت الحاضر لا يفهمون ذلك ، لانهم عاشوا في الاجواء الفاسدة. حتى أصبحت مفاهيمهم قطعة من حياتهم. وبمقدار ما عاشوا ابتعدوا عن المفاهيم الاسلامية.

فعليهم متى أرادوا العمل الصحيح للاسلام ـ ان ينسلخوا فترة عن السياسة الحديثة. والتشبع بالسياسة الاسلامية. حتى يتمكنوا من فهم

٥٤٢

مغزى (حركة الفقهاء المراجع) ويتجاوبوا مع العلماء في الاعمال التي يمارسونها. وعلى من يرغب فيها ان يتأهب لتذليل العقبات واستمراء الصعوبات.

٨ ـ وكيف يمكن الاندماج في (حركة الفقهاء المراجع) وليس لها في الوقت الحاضر جهاز منظم سوى عدد من الوكلاء. الذين لا يملكون مؤهلات الحركة في الاوضاع الراهنة.

ج ـ وكيف لا يوجد (لحركة الفقهاء المراجع) جهاز منظم. مع ان لها ـ في كل وقت ـ قائد هو المرجع الاعلى. وله فروع ممتدة الى أقصى البلاد الاسلامية. يمثلها الوكلاء الذين يتلون المرجع في الوعي العميق للاسلام.

وكيف لا يصلح هذا الجهاز لقيادة الامة. وكان هذا الجهاز بالذات يصلح لها لو سمى نفسه باسم (الحزب).

فبدلا من أن يكون في كل بلد سكرتير للحزب. يكون وكيل للمرجع. ومجرد تسميته (وكيلا) دون (سكرتير) لا يجعل النظام صالحا أو فاشلا. ولا يكون فارقا الا بان الوكيل ـ يمثل المرجع الاعلى ـ ويكون متضلعا في الفقه الاسلامي.

في الوقت الذي يكون فيه السكرتير ـ يمثل الحزب ـ وهو عار عن معرفة فقه الاسلام كليا. وكما يمكن لكل فرد ان يتصل او ينتمي الى سكرتير الحزب. يمكنه أن يتصل او ينتمي الى وكيل المرجع. بل هنا أسهل وأيسر.

وليس هناك فارق في نوعية العمل الذي يقومان به سوى ان الوكيل يعمل في النطاق الجماهيري العام الواسع. والسكرتير يعمل في النطاق الحزبي الضيق.

وبدلا من أن يقود الحركة فرد أو أفراد من اصحاب المطامع

٥٤٣

الشخصية في الحزب يقود الحركة المرجع الاعلى في الاسلام. ولا فارق بينهما الا في أن قادة الحزب يكونون غير عالمين وغير مجتهدين في الفقه الاسلامي. في حين أن يكون القائد للامة (المرجع الاعلى) وأعلم المجتهدين بالفقه الاسلامي.

٩ ـ ولكن العلماء لا ينهضون بالاعمال السرية. حتى يتمكن الانسان من الانطلاق فيها نحو الاهداف الكبيرة.

ج ـ العلماء عند ما يرفضون الاعمال السرية ، يكونون على جانب كبير من الوعي السياسي والاسلامي.

لان الاعمال الواسعة البعيدة الآماد. لا تبقى سرية عن أجهزة الاستعمار والاستخبارات الحكومية.

ولان الاسلام لا يعترف بالحركة السرية ، لانه أبدا يدعو الى الصراحة والصدق والمجاهرة بالحقيقة. وينهى عن النجوى والخفاء ، في الامور البسيطة.

فكيف يعترف بالحركات السرية الواسعة. التي تكهرب الاجواء بالفزع والذعر. وتسبب الشكوك والارتياب بالنسبة الى الجماهير.

١٠ ـ ان من التحجر أن نجحد في نشر الاسلام على الاساليب التي استخدمت في أول نشر الاسلام. بل الواجب أن نأخذ واقع الاسلام ونستعمل الاساليب الحديثة. في تنفيذ الاهداف لواقع الاسلام. لأن الاساليب قد تتطور مع الظروف.

ج ـ ان الاسلام لم يترك للداعية حرية انتهاج الاساليب التي تروق للداعي. ولم يقتصر في تصميمه على اهداف معينة لا تعنى بطرق تطبيقها في كل زمان ومكان.

وانما الاسلام نظام كامل الكون والانسان ولجميع التقلبات التي يحتاجها الانسان في جميع أطوار الحياة. وفي جميع تعاقب العصور

٥٤٤

والاجيال ، لانه الذي وضع نظامه خالق الانسان والمكان والزمان وهو خبير بكل ما هو كائن وما سيكون الى الابد وقد وضع نظامه بلحاظ طبيعة الانسان التي غير قابلة للتغير او التبديل.

والنظام الذي يعنى بتنسيق كل صغيرة وكبيرة من حياة الفرد والدولة والمجتمع. لا يمكن ان يهمل طريقة في سبيل تنفيذه. والا لكان ناقصا. ومعرضا للمناقضات. وهو بالفعل لم يهمل هذا الجانب. وانما نص عليه بالخصوص فقال عزوجل :

(لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ)

فعلينا ان نتبع الحلول التي عرضها الاسلام. لا ان نرتجل الحلول التي نهواها ونرغبها. ولان من تخلى عن الاساليب المقررة لتطبيق الاسلام فقد تخلى بمقدار ذلك عن الاسلام وعن واقعه الصحيح.

ان الاسلام دين عقائدي. يكون الهدف منه تصعيد المستوى الانقيادي للانسان اكثر من ترفيع المستوى الاجتماعي له. وان يكون الدافع لأهل العمل احراز رضا الله تعالى اكثر مما يكون لاحراز غايات ومآرب فردية او جماعية. لان في احراز رضا الله تعالى سعادة الانسان ونجاحه واعتلائه في الدنيا والآخرة.

ويجب أن يكون هدف العامل في الاسلام ، تحقيق القيم المعنوية. اكثر مما هو محاولة لتحقيق القيم المادية. ومثل هذا الدين لا تقدر مكاسبه بحجم الانجازات المادية. التي تربحها ارباب الغايات المادية والاحزاب الشيطانية.

وانما تقدر باصالة العبودية والانقياد التي يكتسبها العامل بعمله في الاسلام فلابد أن تكون أساليبه نابعة من صميم النظام الاسلامي الذي أنزله خالق العباد وألزمهم بتطبيقه. وحذرهم من الانحراف عنه قيد شعرة ولذا يقول عزوجل :

٥٤٥

(تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) النساء آية (١٤)

ان نوعية العمل ملحوظة في الاستثمار. فمن زرع الشوك لا يجني الرطب والرياحين. كذلك من سلك طريقا في أي عمل يعمله لم يكن قد شرعه الاسلام فقد خرج عن حدوده واستحق العقاب والعذاب. وكل من حاول التوصل الى الاسلام بطرق أجنبية فلا يصل ابدا الى الاسلام بل وصوله محتم الى الشيطان الذي أغواه وطغاه.

اذن فقد انحصر طريق الدعوى الى الاسلام الى الحق المبين والصراط المستقيم. في سلوك طريق (حركة الفقهاء المراجع) وحدها دون الحزبية والفردية مهما كانت. وحركة الفقهاء المراجع هي الحركة الصحيحة. النابعة من صميم الاسلام الحق والعدل.

ولا يمكن معالجة المشاكل التي نجمت من انحراف الامة عن خطها الصحيح الا بالرجوع اليه والالتزام بسلوكه دون سواه. فالحق لا يتبرعم عن الباطل وان كثر وطمى.

ولا يمكن بناء شخصية الاسلام الا بحركة تؤمن بالاسلام ذاته أكثر من هدفها الشخصي. ولا يكون هدفها وغرضها الوصول الى الحكم بقدر ما يكون وصولها الى رضا الله والجنة.

وهذه الحركة تتنافى مع حركات جميع الاحزاب والفئات التي في الوجود.

اذن ففي (حركة الفقهاء المراجع) الفوز والنجاح. والعز والسعادة في الدنيا والآخرة وذلك هو الفوز العظيم والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.

(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)

٥٤٦

فالرجوع الى الدين. والانقياد الى علماء الدين ان كنتم عقلاء مسلمين راشدين. فانهم الأوحديون الذين يأخذون بأيديكم الى شاطىء الامان والى السعادة والرضوان وعندهم دون سواهم منهج الحق والعدل. والشرف والفخار. لا بيد الاشرار. وبالانقياد الى علماء الدين المخلصين تنالون رضا الرحمان. وأعالي الجنان.

وباتباعكم لرجال الدين الاتقياء تنالون النصر على الاعداء من خالق السماء.

وها هو يقول عزوجل :

(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ. وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) الاعراف ٩٥

وقال تعالى : (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ. وَآتَوُا الزَّكاةَ. وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ. وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ) الحج آية ٤٠

(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) الاسراء ٩

* * *

الحيوان خلق للحياة الدنيا. وتفكيره ينحصر في نعيمها وجحيمها

والانسان خلق للحياة الآخرة. وتفكيره ينحصر في نعيمها وجحيمها

واهل الدنيا يعملون فيها لها. واهل الآخرة يعملون فيها لغيرها

وهذه الميزة الوحيدة. بين الحيوان والانسان

فانتبهوا يا أولى الالباب

٥٤٧

ختامه مسك

١٤ ـ عرفت الله من تصميم العقل الالكتروني

يقول الدكتور (كلوم هاثاواي) مستشار تصميم العقل الالكتروني :

فاذا كان هذا الجهاز يحتاج الى تصميم. أفلا يحتاج ذلك الجهاز الفيسيولوجي الكيس البيولوجي.

(الذي هو جسمي. والذي ليس بدوره الا ذرة بسيطة من ذرات هذا الكون اللانهائي في اتساعه وابداعه) الى تصميم أدق واحكم.

وليس العالم من حولنا الا مجموعة هائلة من التصميم والابداع والتنظيم. وكل ذرة من ذرات هذا الكون ، هي أكثر تعقيدا من ذلك المخ الالكتروني الذي صنعته شاهدة على وجود خالقه العظيم. وهذا هو السبب الاول الذي اليه تنتهي جميع الاسباب (والاحمق يقول أروني الله).

١٥ ـ عرفت الله بنظرة الى ما وراء القوانين.

يقول الدكتور (دوين فلست) عالم بالطاقة الذرية : مهما بالغنا في تحليل الاشياء وردها الى أصولها الاولى. فلا بد أن نصل في نهاية المطاف الى ضرورة وجود قوانين طبيعية تخضع لها ذرات هذا الكون. ويعدّ هذا دليلا على وجود الله القادر المدبر. فهو الذي قدر لكل ظاهرة أن تسير في طريقها المرسوم. وقد خلق الله (الالكترونات. والبروتونات والنيوترونات. وهو الذي خلق فصور. وأتقن فأبدع. وهو الذي أنشأ هذا الكون وبدأه بقدرته. فانه المبدىء للكون وما حواه ومسيره كما يشاء. (والاحمق يقول أروني الله).

١٦ ـ عرفت الله من خضوع الكون تحت سيطرة مركزية.

يقول الدكتور (ايرل نشترابكس) عالم الرياضيات والفيزياء :

٥٤٨

انني أجد بوصفي من المشتغلين بالعلوم. ان النتائج التي وصلت اليها بدراستي العلمية عن الله والكون تتفق كل الاتفاق مع الكتب المقدسة. التي تأمر بالايمان بالله الخالق العظيم.

وهناك ظواهر عديدة تدل على وحدة الغرض في هذا الكون. وتشير الى أن نشأته والسيطرة عليه لابد أن تتم على يد اله واحد لا آلهة متعددة.

(وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ. وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ. وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).

التدين ضروري لكل انسان

ان الانسان يولد مفطورا على التدين. بمعنى ان كل انسان حينما يكبر جسمه وينضج عقله لابد ان يلتفت الى نفسه التي هي أقرب الاشياء اليه. فيرى انه كان بالامس معدوما. ثم وجد. فيحكم عقله بالضرورة. انه لابد أن يكون له خالق أوجده.

ثم ينظر الى ما يوجد في جسمه. من حياة وسمع وبصر وعقل. فيحكم عقله بدون توقف ان الذي خلقه وأوجده لابد أن يكون حيا موجودا. سميعا بصيرا عالما حكيما لان المعدوم عاجز عن ايجاد نفسه. فهو عن ايجاد غيره أعجز. وكذلك فاقد الحياة والسمع والبصر والعقل والقدرة. فانه يستحيل أن يهب ما هو فاقده كما يقول المثل :

(فاقد الشيء لا يعطية)

وأما كون الذي خلقه وأوجده لابد أن يكون عالما حكيما. لانه يرى جسمه مركبا من أجزاء وذرات لا عداد لها. ولو فقد منه أدنى ذرة. لظهر نقصه. أو فقد حياته اذن فلا بد ان الذي خلقه وأوجده كان عالما بجميع أجزائه وذراته حتى قدر على جمعها وتركيبها. ووضع كل شيء في موضعه حتى جاء كاملا سويا. كما قال تعالى :

(خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ).

٥٤٩

وأما كون الذي خلقه وأوجده كان حكيما لانه قد هيأ له جميع أسباب الراحة والحياة السعيدة. وهو دليل الحكمة والعناية.

واذا أردت مزيد البيان فاليك بعض ما ورد عن عباقرة الزمان ورجالات القرن العشرين من أهل العلم والعرفان. والحضارة والثقافة الذين يقولون بأن التدين ضروري للانسان. وان راحته وسعادته يستحيل وجودها بدون التدين. وان الانسان بطبيعته مفطور على التدين بخالقه وموجده. بدون أن يحتاج الى دليل وان كل مولود يولد على فطرة التدين. كما قال نبي الاسلام.

كل مولود يولد على الفطرة الا ان ابويه ينصرانه أو يهودانه. أو يمجسانه فطرة الله التي فطر الناس عليها.

١ ـ يقول الاستاذ (تولستوي)

ان منبع التدين غريزي في الانسان. فلا تتحطم الاديان بتأثير العلوم والحضارة أبدا والايمان هو قوة الحياة. ولا مجال لتصور انسان بدون ايمان. كما لا مجال لتصوره بغير حياة.

ان البشرية الان قد وصلت الى الدور الاخير. فالدين الذي يليق بالبشر هو الذي يقول : بان غاية الحياة هي خدمة الله ـ راجع : خواطر وسوانح تعريب فتحي زغلول.

٢ ـ ويقول الاستاذ (كاميل فلامريون سكانا) ردا على الملحدين :

كلا. فلن يستطيعوا ان يوقفوا تقدمنا الى دين سام لم نتوصل اليه بعد. ولكن نحن سائرون اليه سيرا حثيثا. هذا الدين هو الاعتقاد بالله الحق. وذلك بواسطة العلوم الصحيحة وسمونا الى معرفة الحقيقة بدرس نواميس الطبيعة.

٣ ـ ويقول الاستاذ (ماكس هولكر)

ان الانسان مفطور على الدين الحق ، راجع كتاب عبد الغفار المصري ١٤٥.

٥٥٠

٤ ـ ويقول الاستاذ (هنزي بيرنجيه)

كما في مجلة المجلات الافرنسية مجلد ٣٤. تحت عنوان الانسان لابد أن يرجع الى دين الفطرة قال : ان هذه المسألة هي أهم ما يشغل العالم المتمدن. لأن مستقبل الامم المتمدنة يتوقف على حلها. واذا كان الارتقاء التاريخي قد هدم كل الاشكال الثابتة الغير قابلة للتغير. فانه لم يستطع ان يعدو على الغريزة الدينية.

٥ ـ ويقول الفيلسوف (ارنست رينان)

من الممكن أن يضمحل ويتلاشى كل شيء نحبه. ونعده من ملاذ الحياة ونعيمها ولكن يستحيل ان ينمحي التدين ويتلاشى. بل سيبقى أبد الأبد حجة ناطقة على بطلان المذهب المادي الذي يود أن يحصر الفكر الانساني في المضائق الدنية للحياة الارضية.

٦ ـ ويقول (دارون) صاحب نظرية النشوء والارتقاء :

يستحيل على العقل أن يمر به ذرة من شك في أن العالم بما فيه من الآيات البالغة والانفس الناطقة المفكرة. أن يكون قد صدر عن مصادفة عمياء. لان المصادفة لا تخلق نظاما ولا تبدع حكما. وذلك عندي أكبر دليل على وجود الله. عن كتاب العقل للعلامة مغنية (٤٢).

اعتراف واذعان

قال الاستاذ ـ بعد الاعتراف والاذعان ـ لقد صدقنا وآمنا بأن لنا خالقا خلقنا وأوجدنا. وأنعم علينا بنعم لا تحصى وأن التدين ضروري لكل انسان.

ولكن كيف لنا أن نتعرف الدين الصحيح حتى نأمن التيهان والتردي في مهاوي الضلال. مع ما نرى من كثرة الاديان ، المدعية في هذه العصور والازمان.

أجبناه : الامر سهل بسيط. فالدين الذي توجد معه ادلة عقلية قطعية تبرهن على انه هو دين الله تعالى الذي فرض على كافة

٥٥١

العباد اتباعه والالتزام بأوامره ونواهيه. المنزلة من عند خالق العباد. فهو الدين الصحيح الذي يجب اتباعه.

وأول علامة للدين الصحيح ، أن يكون مشتملا على شرائع واحكام منزلة من عند الله عزوجل. تبين للناس جميع ما اوجبه عليهم. وما نهاهم عنه على يدي النبي الصادق الامين الذي يدل على نبوته بالاعجاز الخارق الخالد ان الله أرسله الى العباد ليهديهم الى كل ما يرضيه. وينهاهم عما يسخطه ويغضبه.

قال الاستاذ : لعلنا اذا اجرينا هذا التحقيق ادى بنا الطريق الى ترك ما عليه ألاهل والاصدقاء. وأجلب علينا العداء والبلاء.

قلنا له : الامر ايضا سهل بسيط لان العقلاء حينما يقعون بين محذورين من البلاء. فلا بد لهم من ان يتجنبوا اصعبهما مسلكا. واشدهما ضررا.

ونحن ننظر بعقولنا. فمن يحمينا ويكفينا اذا اطعناه وارضيناه عن الاخر تبعناه ولا شك ان احراز رضا الله تعالى يغنينا ويكفينا عن كل احد سواه. لان كل ما سوى الله فقير ضعيف لا يملك لنفسه فضلا عن غيره ضرا ولا نفعا.

والدين الصحيح في عصرنا الحاضر منحصر بدين الاسلام دون سواه لانه هو لا غير الدين الذي توجد ادلته ومعجزته خارقة خالدة. وهي القرآن الذي تحد الانس والجان ان يأتوا بسورة من مثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.

ويشتمل على شرائع واحكام لا يوجد لها مثيل مدى العصور والاجيال وهي كافية لكل ما يحتاج اليه الانسان مهما تطورت العلوم وتعاقبت الاجيال.

وان لم تكتف بما ذكرناه فاليك بشهادات ارباب علماء الزمان الذين يعترفون بذلك.

٥٥٢

١ ـ يقول الاستاذ (سنكس) تحت عنوان محمد :

ان الديانة الاسلامية احدثت رقيا في العالم. وخلصت العقل الانساني من قيوده الثقيلة التي كانت تأسره حول الهياكل بين يدي الكهان ذوي الصبغ الدينية المختلفة :

اما الاسلام في ذاته فهو بنظرنا اكبر واعظم ما يدركه الانسان في معنى الدين الصحيح وتعاليمه في العلاقات التي يجب أن تكون بين الانسان وخالقه. وبين الانسان واخيه لهي أكثر التعاليم انطباقا على نواميس الطبيعة وقوانينها والعقل الانساني.

٢ ـ ويقول الاستاذ (جيبسون) :

ان دين محمد خالي من الشكوك والظنون. والقرآن اكبر دليل على وحدانية الله تعالى وهذا أكبر من أن تدرك عقولنا الحالية أسراره ومعانيه الغير متناهية.

٣ ـ ويقول الدكتور (ريتين) المؤرخ الشهير :

ان دين محمد قد أكد من الساعة الاولى لظهوره ... انه دين عام. فاذا كان صالحا لكل جنس وصنف. كان صالحا بالضرورة لكل عقل وعصر. ولكل درجة من درجات الحضارة.

٤ ـ ويقول (أديسون) :

ان الاسلام لم يكن دينا للعرب. وانما هو دين الانسانية. من أقصى الارض الى أقصاها. ولا هو يختص بجيل دون جيل. بل هو لعامة الاجيال الى منتهى الدهر.

٥ ـ ويقول (بورست سميت) :

اني مصمم الاعتقاد على انه سيأتي يوم يتفق فيه القوم وزعماء النصرانية على أن محمدا نبي حق. وأن الله بعثه حقا للناس كافة بشيرا ونذيرا.

٥٥٣

٦ ـ ويقول الدكتور (غوستاف لبون) :

اني أدعو الى دين عربي قويم أوحاه الله الى رسوله محمد. فكان أمينا على رسالته ووجه أنظار عبدة الاصنام لعبادة الخالق العظيم فكان خير البرية على الاطلاق.

هذا النبي الذي اعتنق شريعته أربعمائة مليون مسلم منتشرة في جميع أنحاء المعمورة يرتلون قرآنا عربيا مبينا .. فرسول كهذا الرسول جدير باتباع رسالته والمبادرة الى اعتناق دعوته. اذ ان دعوى شريعة قوامها معرفة الله الخالق والحض على الخير والردع عن المنكر. وكل ما جاء به يرمي الى الصلاح والاصلاح فالجدير به أن يعتنقه جميع العقلاء. وهذا هو الدين الذي ندعو اليه جميع البشر.

٧ ـ ويقول الدكتور (شاء) الانكليزي :

اني أقدر الديانة الاسلامية لما فيها من قوة الحياة. وهذا الدين هو الدين الصحيح الذي يقدر أن يتماشى مع تطورات الزمن. ويتلاءم مع كل بيئة. ويتكيف مع تقلبات الحياة المختلفة .. لذلك فان هذا الدين يستصرخ ضمير كل انسان حي في المعمورة .. واني أنبأ بأن دين محمد سيكون مقبولا لدى اوروبة الى درجة ما ..

وتتأكد ان المشاكل لا تحل الا عن طريق الاسلام. ولا يتاح للبشر أن يستمد السعادة المبتغاة الا باتباع شريعة محمد. وان الاسلام سيكون الدين العالمي.

٨ ـ ويقول الفيلسوف (برناردشو) الانكليزي :

ولقد وضعت دين محمد دائما موضع الاعتبار السامي. لسبب حيويته المدهشة. فهو الدين الذي يلوح لي انه حائز لأطوار الحياة المختلفة فهو جذاب لكل جيل من الناس وستعترف اوروبا بفائدة هذه العقيدة في حل مشاكلها.

فبهذه الروح افهموا نبوءتي. وفي العصر الحاضر كثيرون من أبناء

٥٥٤

قومي ومن أهل اوروبا قد دخلوا في دين محمد.

(هكذا قال قرآن الاسلام وصدق الله حيث يقول :

(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً. فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ. ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

القرآن معجزة الاسلام الخارقة الخالدة

(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ)

ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين

وها هو يتحد البشر بل الانس والجن على أن يأتوا بمثله. بل بسورة من مثله ثم يحكم عليهم حكما جازما بالعجز والقصور. فاستمع اليه يا صاحب العدل والانصاف حين يقول :

(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ. وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً) الاسراء ٧٨

واستمع اليه حين يهدد الظالمين والمعاندين ويحكم عليهم بالعذاب الشديد ما زالوا معاندين. فيقول عزوجل :

(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا. فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ. فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ)

سورة البقرة آية ٣٣

واستمع الآن أيها الاستاذ اللبيب الى اقوال علماء القرن العشرين وشهاداتهم القيمة في هذا الاعجاز الخالد ما خلد الكون. وأنه يستحيل أن تنحل المشاكل العالمية او ترى العدالة الصحيحة والسعادة الحقيقية الا عن طريق دين الاسلام والالتزام بعقائده وأحكامه. والسير على شريعته ومنهاجه القويم.

١ ـ يقول الاستاذ (غوستاف لبون) :

أن القرآن كتاب سماوي. ولم تكن فيه القوانين الدينية فقط. بل فيه القوانين السياسية والاجتماعية. وهو اكبر كتاب حوى ما لم يحوه غيره من الكتب.

٥٥٥

٢ ـ ويقول الاستاذ (سبانس) :

ان القرآن هو القانون العام ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو صالح لكل زمان. فلو تمسك به المسلمون حقا وعملوا بموجب تعاليمه واحكامه لاصبحوا سادة الامم كما كانوا من قبل.

* * *

الكرم من غير اهله وفي غير محله خيانة كبرى

(ان جمع الاموال منحصر عند اشخاص ثلاثة : الغني ، والزعيم ، وعالم الدين).

ـ فالكرم : مختص بالغني لا غير الذي جمع ماله من الحلال ووهبه لمن استعان به على فعل الخير والصلاح وطاعة خالقه العظيم. فمثل هذا يصدق عليه انه كريم جواد ويستحق من الله الثواب والجزاء ومن الناس المدح والثناء.

أما اذا بذل الغني ماله في غير محله او كان جمعه من غير حله فيكون مجرما في جمعه وبذله فكيف يصدق عليه عنوان كرم وكريم.

ـ واما الزعيم ـ بمعناه العام كالملك والسلطان فانه لا يملك ما تحت يديه من المال وانما هو مال الشعب اجمع وهو فرد من افراد الشعب ليس له حق فيه الا بمقدار ما يستحقه اي فرد من ابناء الشعب فان هو بذله على نفسه وابناء شعبه بالعدل والمساواة بدون ادنى تفاوت او محاباة فقد خرج عن العهدة الملقات على عاتقه وحينئذ يصدق عليه انه نعم المؤتمن ونعم الامين وان هو خص نفسه او من يهواه عن بقية افراد الشعب فقد اصبح خائنا مجرما يستحق العقاب والقصاص من الخالق والمخلوقين وله في الاخرة عذاب الجحيم اذن فعنوان كرم وكريم يستحيل صدقه على الزعيم وانما يصدق عليه عنوان خائن او أمين لا غير

٥٥٦

ـ وكذلك عالم الدين فان المال الذي تحت يديه انما هو حقوق شرعية قد افترضها الخالق العظيم للفقراء في اموال الاغنياء فمتى وصلت الى عالم الدين اصبحت امانة لديه وليس له فيها حق الا كأدنى الفقراء والمساكين فان هو انفقها على اهلها بدون تفاوت او تفريط فقد خرج عن عهدتها وسلم من مسؤوليتها فنعم المؤتمن ونعم الامين وان هو خصّ نفسه او من يهواه عن بقية افراد المستحقين فالويل له يوم يقف بين يدي رب العالمين الذي لا تخفي عليه خافية وسيطالبه كلّ من منعه حقه.

ـ وحينئذ يتمنّ مثل هذا الخائن لو ان الارض تبتلعه ولا ينفضح على رؤوس الاشهاد امام الذين كانوا يأتمون بصلاته ويتبركون بتقبيل يديه لظنهم انه من اولياء الله المقربين واذا هو خائن اثيم من اولياء الشيطان الرجيم وحزبه المجرمين.

ـ ومن العجب العجيب ان مثل هذا الخائن الاثيم يدعي ـ كذبا وزورا ـ انه مقتدي بامام المتقين وسيد الوصيين علي بن ابي طالب (ع) الذي قد احرق يد اخيه بالنار لانه طلب منه صاع شعير زيادة عن غيره من الناس وهو القائل عليه‌السلام :

ـ (ألا وان لكل مأموم اماما يقتدي به ويستضيء بنور علمه الا وان امامكم قد اكتفى من دنياه بطمرية ومن طعمه بقرصية وانما هي نفسي اروضها بالتقوى لتأتني آمنة يوم الخوف الاكبر وتثبت على جوانب المزلق ولو شئت لاهتديت الطريق الى مصفّى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز ولكن هيهات ان يغلبني هواي او يقودني جشعي الى تخير الاطعمة ولعل بالحجاز او اليمامة من لا طمع له بالقرص ولا عهد له بالشبع.

(وحسبك داء ان تبيت ببطنة

وحولك اكباد تحن الى القد)

* * *

٥٥٧

ـ فأين هذا ممن يدعي العلم والاجتهاد واذا دخلت عليه وجدت القهوة في جهة والشاي في جهة والدخان الخبيث في جهة ورأيت المكان الفخم والفراش الفاخر وهناك البذخ والعطاء والاملاك والثراء لمن يحبه ويهواه كل ذلك من اموال المساكين والفقراء.

ـ فالويل لمثل هؤلاء الخونة الذين ائتمنهم الله على اموال عباده عند وقوفهم اذلاء صاغرين بين يدي الجبار القهار العليم الخبير الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا.

ـ اذن فعنوان كرم وكريم يستحيل صدقه على علماء الدين وانما يصدق عليهم بانهم خونة او امناء لا غير.

ـ وبالتالي فقد ظهر باوضح بيان بأن بذل المال من الزعماء والعلماء ان كان لاهله فهو اداء لحقهم وان كان لغير اهله فهو خيانة كبرى من الباذلين واسراف وتبذير (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ)

(وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحابُ النَّارِ) المؤمن / ٤٣ ى

ـ اذن فالواجب على اهل الايمان ان ينظروا لمن يدفعون الاموال التي هي ايضا بايديهم امانة فاذا لم يسلموها للعلماء الامناء يكونوا ايضا قد خانوا الامانة ولم تفرغ ذمتهم مما اوجب الله عليهم وسيطالبون بذلك غدا.

(يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) والعاقبة للمتقين ولا ينبؤك مثل خبير)

وانا عبدك يا رب المستغني بك عمن سواك ولا اطلب منك الا رضاك

الشياح ـ اخوكم الناصح الشفيق الشيخ محمد حسن القبيسي

٥٥٨

الصفحة

 الموضوع

الصفحة

 الموضوع

٧

سورة التكوير

٦٤

سورة الكافرون

١٠

سورة الانفطار

٦٤

سورة النصر

١٣

سورة المطففين

٦٥

سورة المسد

١٦

سورة الانشقاق

٦٥

سورة الاخلاص

٢٠

سورة البروج

٦٦

سورة الفلق

٢٣

سورة الطارق

٦٧

سورة الناس

٢٥

سورة الاعلى

٦٨

ايقاذ وتذكير

٢٧

سورة الغاشية

٧٢

خاتمة في الاعجاز

٢٩

سورة الفجر

٨٦

حكمة المعجزة

٣٣

سورة البلد

٩٤

الدين النصيحة

٣٦

سورة الشمس

٩٦

الكمال الانساني

٣٩

سورة الليل

١٠٤

اعتناء المسلمين بالقرآن

٤١

سورة الضحى

١١٢

حديث الثقلين متواتر

٤٢

سورة الانشراح

١٤٧

علم التنزيل عند أهل بيت (ع)

٤٣

سورة التين

١٧٢

القرآن والمعارف

٤٥

سورة العلق

١٨٦

وجوب احترام القرآن

٤٦

سورة القدر

٢٠٢

عقاب مخالفة القرآن

٤٧

سورة البينة

٢٤٢

الاستشفاء بالقرآن من كل داء

٥٠

سورة الزلزلة

٤٣٥

حديث رائع

٥٢

سورة العاديات

٤٣٨

دعاء ختم القرآن

٥٥

سورة القارعة

خاتمة مهمة

٥٦

سورة التكاثر

٤٤٢

ما يراه المؤمن عند موته

٥٧

سورة العصر

٤٤٥

كيفية غسل الميت

٥٩

سورة الهمزة

٤٤٨

تلقين الميت في القبر

٥٩

سورة الفيل

٤٥١

قرين الانسان في قبره

٦٠

سورة قريش

٤٥٢

القبر جنة. او جحيم

٦١

سورة الماعون

٤٥٥

أهل الايمان يتعارفون

٦٢

سورة الكوثر

٥٥٩

الصفحة

 الموضوع

الصفحة

 الموضوع

٤٥٦

في البرزخ جنة. ونار

٥١٩

مسجد غدير خم

٤٥٧

ماذا يفعل بالاطفال غدا

الحكمة ضالة العقلاء

٤٦٢

الصلاة عمود الدين

٥١٩

افضل المخلوق العقل

٤٦٤

أوقات الصلوات

٥٢١

اصول الدين عند الشيعة

٤٦٥

الجمع بين الصلاتين

٥٢٥

تفسير امير المؤمنين (ع) للناقوس

٤٦٧

نزول الاذان من الله

٥٢٦

ما اجمل هذا الحديث انتبه

٤٦٩

أفضل ما يقرأ في الصلاة

٥٢٨

حب اهل البيت اساس

٤٧٠

تمر بين الاولاد على العبادة

٥٣١

الدين حديث هائل اغتنمه

٤٧١

الزكاة وأقسامها

٥٣٢

السبب في احداث المذاهب

٤٧٣

عقوبة تارك الزكاة

٥٣٣

رسائل ص وآله للملوك

٤٧٨

تارك العمل ملعون

٥٣٥

المقارنة بين حركات ثلاث

٤٨٧

الصيام جنة من النار

٥٤٨

أقوال المفكرين من أهل العلم الذين يمجدون الدين الاسلامي منحصرة فيه

٤٩٣

قضية عجيبة

٥٥٦

الكرم في غير محله خيانة

٤٩٥

الحج امتحان للاخيار والاشرار

٤٩٨

سبب بناء البيت الحرام

٥٦٠