تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي

تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

المؤلف:

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البلاغ
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٠

المؤمنين ودا ولا تجعل الحياة علينا نكدا.

اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما بلغ رسالتك وصدع بأمرك جاها ونصح لعبادك ، اللهم اجعل نبينا صلواتك عليه وعلى آله يوم القيامة اقرب النبيين منك مجلسا ، وامكنهم شفاعة ، واجلهم عندك قدرا واوجههم عندك جاها.

اللهم صل على محمد وآل محمد وشرف بنيانه ، وعظم برهانه ، وثقل ميزانه ، وتقبل شفاعته ، وقرب وسيلته ، وبيض وجهه ، واتم نوره ، وارفع درجته ، واحينا على سننه ، وتوفنا على ملته ، وخذ بنا منهاجه ، واسلك بنا سبيله واجعلنا من اهل طاعته ، واحشرنا في زمرته واوردنا حوضه ، واسقنا بكأسه.

وصل اللهم على محمد وآله صلاة تبلغه بها افضل ما أمل من خيرك وفضلك وكرامتك انك ذو رحمة واسعة وفضل كريم.

اللهم اجزه بما بلغ من رسالاتك ، وادى من آياتك ، ونصح لعبادك وجاهد في سبيلك ، افضل ما جزيت احدا من ملائكتك المقربين وانبيائك المرسلين المصطفين ، والسّلام عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته.

٣ ـ نفحات الرحمن ١ / ٣٩ : عن امير المؤمنين (ع) قال : قال حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : امرني ان ادعو عند ختم القرآن : اللهم اني اسألك اخبات المخبتين ، واخلاص الموقنين ، ومرافقة الابرار ، واستحقاق حقائق الايمان ، والغنيمة من كل بر ، والسلامة من كل اثم ، ووجوب رحمتك ، وعزائم مغفرتك ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار

٤ ـ وفيه : عن امير المؤمنين عليه‌السلام انه كان اذا ختم القرآن قال : اللهم اشرح بالقرآن صدري ، واستعمل بالقرآن بدني ، ونور بالقرآن بصري ، واطلق لساني ، واعني عليه ما ابقيتني فانه لا حول ولا قوة الا بك.

٤٤١

خاتمة. مهمة

ما يراه المؤمن عند موته

١ ـ عن عدة من أصحابنا ـ كما في الكافي الجزء الثالث ص (١٢٨).

عن سهل بن زياد ، عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه قال : قال لي أبو عبد الله (ع) : يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة الا ـ من عرف ـ هذا الامر الذي أنتم عليه. وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه الا ان تبلغ نفسه الى هذه. ثم اهوى بيده الى الوريد ثم اتكأ وكان معي المعلي فغمزني أن أسأله.

فقلت : يا ابن رسول الله فاذا بلغت نفسه هذه أي شيء يرى ... فقال يا عقبة فقلت لبيك وسعديك فقال (ع) أبيت الا أن تعلم. فقلت : نعم يا ابن رسول الله انما ديني مع دينك فاذا ذهب ديني ـ تحقق تخلفي عنك ـ فكيف لي بك يا ابن رسول الله كل ساعة. ثم بكيت فرق لي.

فقال (ع) : يراهما والله. فقلت بأبي وامي من هما قال (ع) : ذلك رسول الله ص وآله وعلي (ع) يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى تراهما. قلت فاذا نظر اليهما المؤمن أيرجع الى الدنيا فقال : لا يمضي أمامه اذا نظر اليهما. فقلت له : يقولان شيئا قال (ع) : نعم يدخان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله ص وآله عند رأسه ، وعلي (ع) عند رجليه. فكيتب رسول الله ص وآله فيقول : يا ولي الله أبشر أنا رسول الله اني خير لك مما تركت من الدنيا. ثم ينهض رسول الله ص وآله فلا يقوم علي (ع) حتى يكب عليه. فيقول يا ولي الله أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تتولاني أما لأنفعنك. ثم قال الصادق (ع) : ان هذا في كتاب الله عزوجل. قلت : أين هو جعلت فداك من كتاب الله فقال (ع) : قوله عزوجل ههنا.

(الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) يونس ى ٦٤ ـ

٤٤٢

عن ابي بصير قال : قال ابو عبد الله (ع) : ان المؤمن اذا حيل بينه وبين الكلام ـ يعني المحتضر ـ أتاه رسول الله ص وآله ومن شاء فجلس رسول الله ص وآله عن يمينه والآخر عن يساره فيقول له رسول الله ص وآله : أما ما كنت ترجو فهوذا امامك. واما ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه. ثم يفتح له باب الى الجنة. فيقول : هذا منزلك من الجنة فان شئت رددناك الى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة. فيقول : لا حاجة لي في الدنيا. فعند ذلك يبيض وجهه ويرشح جبينه. وتقلص شفتاه. وتنتشر منخراه. وتدمع عينه اليسرى. فأي هذه العلامات رأيت فاكتف بها فاذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في جسده. فتختار الآخرة. فتغسله وتقلبه فيمن تقلبه. فاذا أدرج في أكفانه وضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قدما وتلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد الله له من النعيم. فاذا وضع في قبره رد اليه الروح الى وركيه ثم يسأله عما يعلم فاذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذي أراه اياه رسول الله ص وآله. فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيبها.

قال : فقلت : جعلت فداك فأين ضغطة القبر. فقال (ع) : هيهات ما على المؤمنين منها شيء والله. ان هذه الارض لتفتخر على هذه. فتقول وطأ على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن وتقول له الارض : والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري. فأما اذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك فتفسح له مد بصره.

عن عمار بن مروان قال حدثني من سمع أبا عبد الله الصادق (ع) يقول : منكم والله يقبل ولكم والله يغفر انه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين الا أن تبلغ نفسه ههنا ـ وأومأ بيده الى حلقه ـ.

ثم قال (ع) : اذا كان ذلك واحتضر ـ أحدكم ـ حضره رسول الله

٤٤٣

ص وآله. وعلي (ع) وجبرائيل وملك الموت (ع) ، فيدنو منه علي (ع) فيقول : يا رسول الله ان هذا كان يحبنا أهل البيت فأحبه. ويقول رسول الله ص وآله يا جبرائيل ان هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فاحبه. ويقول جبرائيل لملك الموت : ان هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فاحبه وارفق به. فيدنو منه ملك الموت. فيقول له : يا عبد الله قد اخذت امان براءتك تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا.

قال : فيوفقه الله عزوجل فيقول : نعم فيقول : وما ذلك فيقول : ولاية علي بن ابي طالب وأهل بيته (ع) فيقول : صدقت اما الذين كنت ترجوه فقد ادركت. أبشر بالسلف الصالح مرافقة رسول الله ص وآله وعلي أهل بيته (ع) ثم يسل روحه سلا رفيقا.

ثم ينزل بكفنه من الجنة وحنطوه بمسك أذفر. فيكفن بذلك ويحنط بتلك الحنوط. ثم يكسى حلة صفراء من حلل الجنة. فاذا وضع في قبره فتح له باب من ابواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها. ثم يفسح له عن امامه ووراءه مدى البصر. ثم يقال له : نم نومة العروس على فراشها أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ورب عليك راض. ثم يزور آل محمد في جنات رضوى فيأكل معهم من طعامهم ويشرب من شرابهم ويتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت فاذا قام قائمنا بعثهم الله فاقبلوا معه يلبون زمرا زمرا. فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل المحلون وقليل ما يكونون ، هلكت المحاضير ونجا المقربون. من أجل ذلك قال رسول الله ص وآله لعلي (ع) : أنت أخي وميعاد ما بيني وبينك وادي السّلام ... انتهى مختصرا الحديث. الكافي ج ٣ ص ١٣١

عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال : دخل رسول الله ص وآله على رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه فقال : يا ملك الموت أرفق بصاحبي فانه مؤمن. فقال : ابشر يا محمد فاني بكل مؤمن رفيق. واعلم

٤٤٤

يا محمد اني أقبض روح ابن آدم فيجزع أهله فأقوم بناحية من دارهم فأقول لهم : ما هذا الجزع فو الله ما تعجلنا قبل أجله. وما كان لنا في قبضه من ذنب. فاحتسبوا وتصبروا تؤجروا وان جزعتم تأثموا وتوزروا. واعلموا ان لنا فيكم عودة ثم عودة. فالحذر الحذر. انه ليس في شرقها ولا في غربها أهل بيت مدر ولا وبر الا وانا اتصفخهم في كل يوم خمس مرات. ولأنا أعلم بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم. ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتى يأمرني بها ربي.

فقال رسول الله ص وآله : انما يتصفحهم في مواقيت الصلاة فان كان ممن يواظب عليها عند مواقيتها لقنه حجته وهي شهادة (ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ونحى عنه ملك الموت ابليس ...) انتهى.

غسل الميت

عن الحلبي عن ابي عبد الله (ع) قال : اذا أردت غسل الميت فاجعل سترا على عورته ثم ابدأ بكفيه ورأسه ثلاث مرات بالسدر. ثم سائر جسده وابدأ بشقه الايمن فاذا اردت ان تغسل فرجه فخذ خرقة نظيفة فلفها على يدك اليسرى.

ثم ادخل يدك من تحت الثوب الذي على فرج الميت فاغسله من غير أن ترى عورته. فاذا فرغت من غسله بالسدر ، فاغسله مرة أخرى بماء كافور وشيء من حنوطه. ثم غسله بماء بحت غسلة اخرى حتى اذا فرغت من ثلاث جعلته في ثوب ثم جففت.

عن عبد الله الكاهلي قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن غسل الميت فقال استقبل بباطن قدميه القبلة حتى يكون ـ لو جلس ـ وجهه مستقبل القبلة ثم تلين مفاصله فان امتنعت عليك فدعها. ثم ابدأ بفرجه بماء السدر فاغسله ثلاث غسلات واكثر من الماء. وامسح بطنه مسحا رفيقا. ثم تحول الى رأسه وابدأ بشقه الايمن من لحيته ورأسه. ثم ثن

٤٤٥

بشقه الايسر من رأسه ولحيته ووجهه واغسله برفق واياك والعنف. واغسله غسلا ناعما. ثم اضجعه ـ أي اقلبه ـ على شقه الايسر ليبدو لك الايمن. ثم اغسله من قرنه الى قدميه وامسح يدك على ظهره وبطنه. ثلاث غسلات ثم رده الى جنبه الايمن حتى يبدو لك الايسر فاغسله ما بين قرنه الى قدميه. وامسح يدك على ظهره وبطنه ثلاث غسلات.

(ثم رده الى قفاه فابدأ بفرجه بماء كافور فاصنع كما صنعت أول مرة اغسله ثلاث غسلات) بماء كافور. وامسح يدك على بطنه مسحا رفيقا. ثم تحول الى رأسه فاصنع كما صنعت أولا بلحيته من جانبيه كلاهما ورأسه ووجهه بماء كافور ثلاث غسلات. ثم رده الى الجانب الايمن حتى يبدو لك الايسر فاغسله من قرنه الى قدميه ثلاث غسلات وادخل يدك تحت منكبيه وذراعيه ويكون الذراع والكف مع جنبه طاهرة كلما غسلت شيئا منه أدخلت يدك تحت منكبيه وفي باطن ذراعيه. ثم أرده الى ظهره. ثم اغسله بماء قراح كما صنعت أولا. تبدأ بالفرج ثم تحول الرأس واللحية والوجه حتى تصنع كما صنعت أولا بماء قراح.

ثم آزره بالخرقة ويكون تحتها القطن تذفره به اذفارا قطنا كثيرا ثم تشد فخذيه على القطن بالخرقة شدا شديدا. حتى لا تخاف أن يظهر شيء منه واياك أن تقعده أو تغمز بطنه. واياك أن تحشو في مسامعه شيئا. فان خفت أن يظهر من المنخرين شيئا فلا عليك أن تصير فيهما قطنا. وان لم تخف فلا تجعل فيهما شيئا. ولا تخلل أظافره. وكذلك غسل المرأة) انتهى.

تحنيط الميت وتكفينه

عن يونس عنه (ع) قال : أبسط الحبرة بسطا ثم أبسط عليها الازار ثم أبسط القميص عليه وترد مقدم القميص عليه. ثم أعمد الى

٤٤٦

كافور مسحوق فضعه على جبهته موضع سجوده وامسح بالكافور على جميع مفاصله من اليدين والرجلين وفي وسط راحتيه وفي رأسه وفي عنقه ومنكبيه ومرافقه وفي كل مفصل من مفاصله من قرنه الى قدميه. ثم يحمل فيوضع على قميصه ويرد مقدم القميص عليه ويكون القميص غير مكفوف ولا مزرور ويجعل له قطعتين من جريد النخل رطبا قدر ضراع يجعل له واحدة بين ركبتيه نصف مما يلي الساق ونصف مما يلي الفخذ. ويجعل الاخرى تحت ابطه الايمن. ولا يجعل شيئا من الحنوط في منخريه ولا في بصره ومسامعه. ولا على وجهه قطنا ولا كافورا. ثم يعمم ويؤخذ وسط العمامة فيثني على رأسه بالتدوير ثم يلقى فضل الشق الايمن على الايسر والايسر على الايمن ثم يمد على صدره.

وسئل (ع) عن كيفية تكفين المرأة. فقال : كما يكفن الرجل غير انها تشد على ثدييها خرقة تضم الثدي الى الصدر. وتشد على ظهرها ويضع لها القطن اكثر مما يضع للرجال ويحشى القبل والدبر بالقطن ثم يشد عليها الخرقة شدا شديدا.

عن عمار بن موسى بن ابي عبد الله (ع) انه سئل عن الرجل المسلم يموت في السفر وليس معه رجل مسلم ومعه رجال نصارى. ومعه عمته وخالته مسلمتان كيف يصنع في غسله. قال (ع) : تغسله عمته وخالته في قميصه ولا تقربه النصارى.

وسئل عن المرأة تموت في السفر وليس معها امرأة مسلمة. ومعها نساء نصارى. وعمها وخالها مسلمان قال (ع) : يغسلانها ولا تقربها النصرانية. كما كانت المسلمة تغسلها غير أنه يكون عليها درع. فيصب الماء من فوق الدرع.

قلت : فان مات رجل مسلم وليس معه رجل مسلم ولا مرأة مسلمة من قرابته ومعه رجال نصارى ونساء مسلمات ليس بينه وبينهن قرابة.

فقال (ع) : يغتسل النصراني ثم يغسله فقد اضطر. وسئل عن المرأة

٤٤٧

المسلمة تموت وليس معها امرأة مسلمة ولا رجل مسلم من قرابتها ومعها نصرانية ورجال مسلمون ليس بينها وبينهم قرابة قال (ع) : تغتسل النصرانية ثم تغسلها.

وسئل عن النصراني يكون في السفر وهو مع المسلمين فيموت قال (ع) : لا يغسله المسلم ولا كرامة ولا يدفنه ولا يقوم على قبره. الكافي ج ٣ / ١٥٩ ص

وسئل الصادق (ع) عن المرأة تكون في السفر مع الرجال ليس لها معهم محرم ولا معهم امرأة فتموت ما يصنع بها. فقال (ع) : يغسل منها ما أوجب الله عليه التيمم ولا تمس ولا يكشف شيء من محاسنها الذي أمر الله عزوجل بستره قلت : كيف يصنع بها فقال (ع) : يغسل بطن كفيها ويغسل وجهها وظهر كفيها. الكافي ج ٣ / ١٥٩ ص.

عن أبي النمير قال : قلت لأبي عبد الله (ع) حدثني عن الصبي الى كم تغسله النساء فقال (ع) : (الى ثلاث سنين).

تلقين الميت في القبر

عن محمد بن مسلم عنه (ع) قال عند وضع الميت في لحده فقل : بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ص وآله. عبدك وابن عبديك ننزل بك وانت خير منزول به الله افسح له في قبره والحقه بنبيه. اللهم صلي وحدته وآنس وحشته واسكن اليه من رحمتك رحمة تغنيه عن رحمة من سواك. فاذا خرجت فقل انا لله وانا اليه راجعون والحمد لله رب العالمين. اللهم ارفع درجته في أعلى عليين واخلف على عقبه في الغابرين يا رب العالمين.

وعنه (ع) اذا أردت أن تدفن الميت فليكن أعقل من ينزل في قبره عند رأسه وليكشف خده الايمن حتى يفضي به الارض ويدني فمه الى سمعه ويقول :

٤٤٨

اسمع وافهم ثلاث مرات : الله جل جلاله ربك والاسلام دينك والقرآن كتابك والكعبة قبلتك. ومحمد ص وآله نبيك. وعلي بن ابي طالب (ع) امامك وتتمم له بقية الائمة (ع).

وعن سماعة قلت لأبي عبد الله (ع) ما أقول اذا أدخلت الميت قبره. فقال (ع) : قل اللهم هذا عبدك فلان وابن عبدك قد نزل بك وانت خير منزول به وقد احتاج الى رحمتك. اللهم جاف الارض عن جبينه ولقنه حجته واجعل هذا اليوم خير يوم أتى عليه واجعل هذا القبر خير بيت نزل فيه وصيره الى خير مما كان فيه ووسع له في مدخله وآنس وحشته واغفر ذنبه ولا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده اللهم الى رحمتك لا الى عذابك الاليم افسح له في قبره ولقنه حجته وثبته بالقول الثابت وقنا واياه عذاب القبر.

واذا سويت عليه التراب قل : اللهم جاف الارض عن جبينه واصعد روحه الى أرواح المؤمنين في عليين وألحقه بالصالحين.

عن محمد بن مسلم قال كنت مع ابي جعفر (ع) في جنازة رجل من أصحابنا فلما أن دفنوه قام (ع) الى قبره فجثا عليه مما يلي رأسه ثلاثا بكفه. ثم بسط كفه على القبر. ثم قال : اللهم جاف الارض عن جبينه واصعد اليك روحه ولقه منك رضوانا واسكن قبره من رحمتك ما تغنيه به عن رحمة من سواك.

عن يحيى بن عبد الله قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : ما على أهل الميت منكم ان يدرأوا عن ميتهم لقاء منكر ونكير. قلت : كيف ذلك فقال (ع) : اذا افرد الميت فليتخلف عنده أولى الناس به فيضع فمه عند رأسه. ثم ينادي بأعلى صوته.

يا فلان بن فلان ـ أو يا فلانه بنت فلان. هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه من شهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله سيد النبيين. وان عليا أمير المؤمنين سيد الوصيين. وان

٤٤٩

ما جاء به محمد ص وآله حق وان الموت حق وان البعث حق وان الله يبعث من في القبور. قال (ع) : فيقول منكر لنكير انصرف بنا عن هذا فقد لقن حجته.

عن زرارة عن ابي عبد الله (ع) قال : السقط اذا تم له اربعة اشهر غسل.

وعنه (ع) انه سئل عن الصلاة على الصبي متى تجب عليه اذا مات فقال (ع) اذا كان ابن ست سنين.

ن عن ابان بن تغلب قال سمعت ابا عبد الله (ع) يقول : الذي يقتل في سبيل الله يدفن في ثيابه ولا يغسل الا ان يدركه المسلمون وبه رمق ثم يموت بعد ذلك فانه يغسل ويكفن ويحنط. ان رسول الله ص وآله كفن حمزة في ثيابه ولم يغسله ولكنه صلى عليه.

عن زيد بن علي عن ابيه (ع) قال : قال امير المؤمنين (ع) عن الرجل يحترق بالنار فأمرهم ان يصبوا عليه الماء صبا وان يصلى عليه.

عن عمار بن موسى قال قلت لأبي عبد الله (ع) ما تقول في قوم كانوا في سفر فهم يمشون على ساحل البحر فاذا هم برجل ميت عريان قد لفظه البحر. وهم ليس عليهم الا ازار كيف يصلون عليه وهو عريان وليس معهم فضل ثوب يكفنونه فيه فقال (ع) : يحفر له ويوضع في لحده ويوضع الكبن على عورته لتستر عورته باللبن. ثم يصلى عليه. ثم يدفن. قال قلت له فلا يصلى عليه اذا دفن قال (ع) : لا لا يصلى على الميت بعد دفنه. ولا يصلى عليه وهو عريان حتى توارى عورته.

عن ابي جعفر (ع) قال لما توفى طاهر بن رسول الله ص وآله نهى رسول الله ص وآله خديجة عن البكاء فقالت : بلى يا رسول الله ولكن درت ثدياي فبكيت.

فقال ص وآله : أما ترضين أن تجديه قائما على باب الجنة فاذا رآك أخذ بيدك فأدخلك الجنة أطهرها مكانا وأطيبها. قالت (ع) : وان ذلك

٤٥٠

كذلك فقال ص وآله الله أعز واكرم من أن يسلب عبدا ثمرة فؤاده فيصبر ويحتسب ويحمد الله عزوجل ثم يعذبه.

عن قتيبة الأعشى قال : أتيت أبا عبد الله (ع) اعود ابنا له فوجدته على الباب فاذا هو مهتم حزين فقلت : جعلت فداك كيف الصبي فقال : انه لما به ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج الينا وقد أضاء وجهه وذهب التغير والحزن قال فطمعت أن يكون قد صلح الصبي فقلت : كيف الصبي جعلت فداك. فقال (ع) : قد مضى لسبيله. فقلت لقد كنت وهو حي مهتما حزينا وقد رأيت حالك الساعة وقد مات غير تلك الحال فكيف هذا فقال (ع) انا اهل البيت انما نجزع قبل المصيبة فاذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلمنا لأمره.

وعنه (ع) وقد سمع صياحا فقال (ع) : لا يصلح الصياح على الميت ولا ينبغي. ولكن الناس لا يعرفونه والصبر خير.

عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله (ع) قال : سمعته يقول في زيارة القبور : انهم يأنسون بكم فاذا غبتم عنهم استوحشوا.

وعن اسحاق بن عمار قال قلت لأبي الحسن (ع) : المؤمن يعلم بمن يزور قبره قال (ع) نعم ولا يزال مستأنسا به مادام عند قبره فاذا قام وانصرف عن قبره دخله من انصرافه وحشة.

وعن ابن سنان قال قلت لأبي عبد الله (ع) : كيف نسلم على أهل القبور فقال (ع) : نعم تقول : السّلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين أنتم لنا فرط ونحن ان شاء الله بكم لاحقون.

عن الرضا (ع) قال : من أتى قبر أخيه ثم وضع يده على قبره وقرأ انا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن يوم الفزع الاكبر.

قرين الانسان في القبر عمله

عن سويد بن غفلة قال : قال امير المؤمنين (ع) ان ابن آدم اذا

٤٥١

كان في آخر يوم من ايام الدنيا وأول يوم من ايام الآخرة. مثل له ماله وولده وعمله.

فيلتفت الى ماله فيقول : والله اني كنت عليك حريصا شحيحا فمالي عندك اليوم فيقول : خذ مني كفنك. فيلتفت الى ولده فيقول : والله اني كنت لكم محبا واني كنت عليكم محاميا فماذا لي عندكم اليوم. فيقولون نوديك الى حفرتك نواريك فيها.

فيلتفت الى عمله فيقول : والله اني كنت فيك لزاهدا وان كنت علي لثقيلا. فماذا لي عندك اليوم. فيقول : انا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك قال فان كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا. فقال : ابشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك خير مقدم.

فيقول له : من أنت فيقول : أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا الى الجنة وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله ان يعجله فاذا دخل قبره أتاه ملكا القبر ...

فيقولان له : من ربك وما دينك ومن نبيك فيقول : الله ربي والاسلام ديني ومحمد ص وآله نبيي. فيقولان له : ثبتك الله فيما تحب وترضي وهو قوله تعالى :

(يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ)

ثم يفسحان له في قبره مد البصر ثم يفتحان له بابا الى الجنة. ثم يقولان له لم قرير العين نوم الشاب الناعم. كما قال عزوجل

(أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً)

وان كان لربه عدوا فانه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وانتنه ريحا فيقول له : ابشر بنزل من حميم وتصلية جحيم وانه ليعرف غاسله ويناشد حملته أن يحبسوه فاذا دخل القبر أتاه ممتحنا القبر فألقيا عنه أكفانه ثم يقولان له : من ربك وما دينك ومن نبيك. فيقول : لا ادري فيقولان

٤٥٢

لا دريت ولا هديت. فيضربان يافوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله عزوجل من دابة الا وتذعر لها ما خلا الثقلين. ثم يفتحان له بابا الى النار ثم يبشر بشر حال من الضيق من الزج حتى ان دماغه ليخرج من بين ظفره ولحمه. ويسلط الله عليه حيات الارض وعقاربها وهوامها. فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره وانه ليتمنى قيام الساعة فيما هو فيه من الشر.

استغاثة عدو الله بعد موته

عن جابر قال : قال رسول الله ص وآله : اذا حمل عدو الله الى قبره نادى حملته ألا تسمعون يا اخوتاه اني أشكو اليكم ما وقع فيه أخوكم الشقي. ان عدو الله الشيطان خدعني فأوردني ثم لم يصدرني وأقسم لي انه ناصح لي فغشني. وأشكو اليكم دنيا غرتني حتى اذا اطمأننت اليها صرعتني. وأشكو اليكم اخلاء الهوى منوني ثم تبرأوا مني وخذلوني. واشكو اليكم أولادا حميت عنهم وآثرتهم على نفسي فأكلوا مالي وأسلموني. واشكو اليكم مالا منعت منه حق الله فكان وباله علي ونفعه لغيري.

واشكو اليكم دارا أنفقت عليها حريبتي وصار ساكنها غيري. وأشكو اليكم طول الثواء في قبر ينادي : أنا بيت الدود. أنا بيت الظلمة والوحشة والضيق. يا اخوتاه فاحبسوني ما استطعتم واحذروا مثل الذي لقيت فاني قد بشرت بالنار والضيق والصغار وغضب العزيز الجبار. واحسرتاه على ما فرطت في جنب الله ويا طول عولتاه. فمالي من شفيع يطاع ولا صديق يرحمني. لو أن لي كرة فأكون من المؤمنين.

القبر جنة المطيع. وجحيم العاصي

عن ابي بصير عن ابي عبد الله (ع) قال : ان المؤمن اذا أخرج

٤٥٣

من بيته شيعته الملائكة الى قبره. يزدحمون عليه حتى اذا انتهى به الى قبره. قالت له الارض : مرحبا بك وأهلا. أما والله لقد كنت أحب أن يمشي علي مثلك لترين ما أصنع بك فتوسع له مد بصره ويدخل عليه في قبره ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير فيلقيان فيه الروح الى حقويه فيقعدانه ويسألانه فيقولان له : من ربك فيقول الله. فيقولان ما دينك فيقول الاسلام. فيقولان من نبيك فيقول محمد ص وآله. فيقولان من امامك فيقول أئمة الهدى ومصابيح الدجى أولهم علي وآخرهم المهدي (ع).

قال (ع) فينادي مناد من السماء صدق عبدي افرشوا له قبره من الجنة وافتحوا له في قبره بابا الى الجنة وألبسوه من ثياب الجنة حتى يأتينا وما عندنا خير وأبقى.

ثم يقال له : نم نومة العروس. نم نومة لا حلم فيها. ثم قال (ع) : وان الكافر اذا اخرج من بيته خرجت الملائكة تشيعه الى قبره يلعنونه حتى اذا انتهى به الى قبره قالت له الارض : لا مرحبا بك ولا اهلا اما والله لقد كنت أبغض ان يمشي علي مثلك. لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم فتضيق عليه حتى تلتقي جوانحه قال ثم يدخل عليه ملكا القبر وهما منكر ونكير.

قال أبو بصير : جعلت فداك يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة فقال (ع) : لا. قال : فيقعدانه ويلقيان فيه الروح الى حقويه فيقولان له : من ربك فيتلجلج ويقول : قد سمعت الناس يقولون فيقولان له : لا دريت. ويقولان له ما دينك فيتلجلج فيقولان لا دريت. ويقولان له من نبيك فيقول قد سمعت الناس يقولون. فيقولان له : لا دريت. ويسأل عن امام زمانه قال (ع) : فينادي مناد من السماء كذب عبدي افرشوا له في قبره من النار. وألبسوه من ثياب النار وافتحوا له بابا الى النار حتى يأتينا وما عندنا شر وأدهى. فيضربانه بمرزبة ثلاث ضربات

٤٥٤

ليس منها ضربة الا يتطاير قبره نارا لو ضرب بتلك المرزبة جبال تهامة لكانت رميما.

ثم قال (ع) : ويسلط عليه في قبره الحيات تنهشه نهشا والشيطان يغمه غما.

قال : ويسمع عذابه من خلق الله الا الجن والانس قال : وانه ليسمع خفق نعالهم.

(يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ. وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ ما يَشاءُ)

(أهل الايمان يتعارفون ويأكلون ويشربون)

عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند ابي عبد الله (ع) فقال : ما يقول الناس في أرواح المؤمنين. فقلت : يقولون : في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش.

فقال (ع) : سبحان الله المؤمن اكرم على الله من ان يجعل روحه في حوصلة طير. يا يونس اذا كان ذلك اتاه محمد ص وآله وعلي وفاطمه والحسن والحسين (ع) والملائكة المقربون (ع) فاذا قبضه الله عزوجل صير تلك الروح في قالب كققالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون اذا قدم عليها القادم في تلك الصورة التي كانت في الدنيا. ثم بسألونه ما فعل فلان وفلان. فان قال لهم : تركته حيا ارتجوه. وان قال لهم قد هلك قالوا : قد هوى وهلك حيث لم يأت اليهم.

عن عمر عن ابي عبد الله (ع) قال قلت له : ان أخي ببغداد واخاف ان يموت بها. فقال (ع) : لا تبالي حيثما مات اما انه لا يبقى مؤمن في شرق الارض وغربها الا حشر الله روحه الى وادي السّلام. قلت له : وأين وادي السّلام قال : ظهر الكوفة اما اني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون.

٤٥٥

اذا مات الميت اجتمعوا عنده يسألونه عمن مضى وعمن بقي فان كان مات ولم يرد عليهم قالوا : قد هوى وهلك. ويقول بعضهم لبعض دعوه حتى يسكن مما مر عليه من الموت.

وعن ابي بصير قال سألت ابا عبد الله (ع) عن ارواح المشركين فقال : في النار يعذبون يقولون : ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا.

في عالم البرزخ جنة ونار الى يوم البعث

عن ضريس الكناسي قال : سألت ابا جعفر (ع) أن الناس يذكرون ان فراتنا يخرج من الجنة فكيف هو وهو يقبل من المغرب وتصب فيه العيون والاودية.

فقال (ع) : وانا أسمع ان لله جنة خلقها الله في المغرب وماء فراتكم يخرج منها واليها تخرج أرواح المؤمنين عند كل مساء فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف فاذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في وادي السّلام. وان لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها. ويشربون من حميمها ليلهم فاذا طلع الفجر هاجت الى واد باليمن يقال له (برهوت) أشد حرا من نيران الدنيا كانوا فيها يتلاقون ويتعارفون فاذا كان المساء عادوا الى النار. فهم كذلك الى يوم القيامة.

قال : فقلت : أصلحك الله فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد ص وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم امام يعرفونه.

فقال (ع) : أما هؤلاء فانهم في حفرتهم لا يخرجون منها فمن كان منهم له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فانه يخد له الى الجنة التي خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته الى يوم القيامة.

٤٥٦

فيلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته فاما الى الجنة واما الى النار. فهؤلاء موقوفون لأمر الله.

قال (ع) : وكذلك يفعل الله بالمستضعفين والبله والاطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم.

فاما النصاب من أهل القبلة فانهم يخد لهم خد الى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرر والدخان وفورة الجحيم الى يوم القيامة.

ثم مصيرهم الى جهنم والجحيم ثم في النار يسجرون ثم قيل لهم : اينما كنتم تدعون من دون الله. أين امامكم الذي اتخذتموه دون الامام الذي جعله الله للناس اماما).

عن الحسين بن ميسرة قال : سألت ابا عبد الله (ع) عن جنة آدم فقال : جنة من جنات الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبدا.

(ماذا يفعل بالاطفال يوم القيامة)

عن زرارة قال سألت أبا جعفر (ع) عن الاطفال : قال يا زرارة اذا كان يوم القيامة جمع الله عزوجل الاطفال والذي مات من الناس في الفترة. والشيخ الكبير الذي أدرك النبي ص وآله وهو لا يعقل والاصم والابكم الذي لا يعقل والمجنون والأبله الذي لا يعقل. وكل واحد منهم يحتج على الله عزوجل.

فيبعث الله اليهم ملكا من الملائكة فيؤجج لهم نارا ثم يبعث اليهم ملكا فيقول لهم ان ربكم يأمركم ان تثبوا فيها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما وادخل الجنة. ومن تخلف عنها دخل النار ـ لعصيانه وامتناعه باختياره.

٤٥٧

(دعاء ابو ذر لولده عند موته)

عن علي بن ابي رفعة قال : لما مات ابن ابي ذر مسح أبو ذر القبر بيده ثم قال :

رحمك الله يا ذر والله ان كنت بي بارا ولقد قبضت واني عنك لراض. اما والله ما بي لفقدك وما علي غضاضة ومالي الى أحد سوى الله من حاجة ولو لا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك ولقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك. والله ما بكيت لك ولكن بكيت عليك. فليت شعري ماذا قلت وماذا قيل لك. ثم قال اللهم انك قد جعلت لي عليه حقوقا ولك عليه حقوق. اللهم اني قد وهبت له ما افترضت لي عليه من حقي. وانت أولى مني بذلك اللهم هب له ما افترضت عليه من حقك فانت أحق بالجود مني.

(لعن النبي ص وآله لبعض الخلفاء صراحة)

عن يزيد بن خليفة الخولاني قال سأل عيسى بن عبد الله أبا عبد الله (ع) وأنا حاضر فقال تخرج النساء الى الجنازة. وكان (ع) متكئا فاستوى جالسا ثم قال :

ان الفاسق عليه لعنة الله آوى عمه المغيرة بن ابي العاص وكان ممن أهدر رسول الله ص وآله دمه فقال لابنة رسول الله ص وآله دمه فقال لابنة رسول الله ص وآله لا تخبري اباك بمكانه كأنه لا يوقن ان الوحي يأتي محمدا. فقالت : ما كنت لأكتم رسول الله ص وآله عدوه فجعله بين مشجب له ولحفه بقطيفة فأتى رسول الله ص وآله الوحي فأخبره بمكانه فبعث عليا (ع) وقال : اشتمل على سيفك ائت ابنة ابن عمك فان ظفرت بالمغيرة فاقتله. فأتى البيت فجال فيه فلم يظفر به فرجع الى رسول الله ص وآله فأخبره فقال يا رسول الله ص وآله لم أره فقال : ان الوحي قد أتاني فأخبرني أنه في المشجب.

٤٥٨

ودخل عثمان بعد خروج علي (ع) فأخذ بيد عمه فأتى به الى النبي ص وآله فلما رآه أكب عليه ولم يلتفت اليه وكان نبي الله ص وآله حييا كريما.

فقال : يا رسول الله هذا عمي هذا المغيرة بن ابي العاص وقد والذي بعثك بالحق آمنته. قال الامام الصادق (ع) كذب والذي بعثه بالحق ما آمنه فأعادها ثلاثا فلما كان في الرابعة رفع رأسه اليه فقال له : قد جعلت لك ثلاثا فان قدرت عليه بعد ثلاثة قتلته.

فلما ادبر عثمان مع عمه المغيرة قال رسول الله ص وآله : اللهم العن المغيرة بن ابي العاص. والعن من يؤويه. والعن من يحمله. والعن من يطعمه. والعن من يسقيه. والعن من يجهزه. والعن من يعطيه سقاء او حذاء أو رشاء او وعاء وهو يعدهن بيمينه.

وانطلق به عثمان فآواه وأطعمه وسقاه وحمله وجهزه ، حتى فعل جميع ما لعن عليه النبي ص وآله من يفعله به.

ثم أخرجه في اليوم الرابع يسوقه فلم يخرج من أبيات المدينة حتى أعطب الله راحلته ونقب حذاءه وورمت قدماه فاستعان بيديه وركبتيه وأثقله جهازه حتى وجس به فأتى شجرة فاستظل بها.

فأتى رسول الله ص وآله الوحي فأخبره بذلك فدعا عليا (ع) فقال : خذ سيفك وانطلق انت وعمار وثالث لهم فأت المغيرة بن ابي العاص تحت شجرة كذا وكذا.

فأتاه علي (ع) فقتله. فضرب عثمان بنت رسول الله ص وآله وقال : أنت أخبرت أباك بمكانه فبعثت الى رسول الله ص وآله تشكو ما لقيت من عثمان فأرسل اليها رسول الله ص وآله اقني حياءك ما أقبح المرأة ذات حسب ودين في كل يوم تشكو زوجها. فأرسلت اليه مرات كل ذلك يقول لها ذلك.

٤٥٩

فلما كان في الرابعة دعا عليا (ع) وقال : خذ سيفك واشتمل عليه ثم ائت بيت عثمان فخذ بيد بنت ابن عمك فان حال بينك وبينها أحد فاحطمه بالسيف.

واقبل رسول الله ص وآله كالوا له من منزله الى دار عثمان فاخرج علي (ع) ابنة رسول الله ص وآله. فلما نظرت اليه رفعت صوتها بالبكاء واستعبر رسول الله ص وآله وبكى ثم أدخلها منزله وكشفت عن ظهرها فلما ان رأى ما بظهرها قال ثلاث مرات ماله قتله الله وكان ذلك يوم الاحد وبات عثمان ملتحفا بجاريتها فمكثت الاثنين والثلاثة وماتت في اليوم الرابع.

فلما حضر ان يخرج بها أمر رسول الله ص وآله فاطمة (ع) فخرجت ونساء المؤمنين معها وخرج عثمان يشيع جنازتها.

فلما نظر اليه النبي ص وآله قال : من أطاف البارحة بأهله أو بفتاته فلا يتبعن جنازتها. قال ذلك ثلاثا فلم ينصرف.

فلما كان في الرابعة قال لينصرفن أو لأسمين باسمه فأقبل عثمان متوكئا على مولى له ممسك ببطنه فقال : يا رسول الله اني اشتكي بطني فان رأيت أن تأذن لي انصرف : قال انصرف. وخرجت فاطمه (ع) ونساء المؤمنين والمهاجرين فصلين على الجنازة.

)(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ). ويبقى الواحد القهار(

عن يعقوب الاحمر قال : دخلنا على ابي عبد الله (ع) نعزيه باسماعيل فترحم عليه ثم قال : ان الله عزوجل نعى الى نبيه ص وآله نفسه فقال :

(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) ٣٩ / ٣٢ (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) ٣ / ١٨٢ ى

ثم أنشأ يحدث فقال (ع) : انه يموت جميع أهل الارض حتى لا يبقى

٤٦٠