تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي

تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

المؤلف:

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البلاغ
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٠

١٦ ـ وفيه : وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأها اثنا عشرة مرة اعطاه الله في كل جنة من الثمان قصرا كل قصر من المشرق الى المغرب.

١٧ ـ وفيه : وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأها اعطاه الله بعدد آياته نورا في الآخرة تضيء له الجنة ، وان من قرأها مائة مرة رأى منزله في الجنة قبل ان يخرج من الدنيا ، وكتب به عمل خمسين نبيا ، وكتب له براءة من النار.

١٨ ـ وفيه : وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انها اربع آيات من قرأها مع تفكر يأتي له من الله اربع بشارات ، عند الموت ، وفي القبر وعند البعث ، وعلى الصراط ، حتى يدخل الجنة خالدا مخلدا ، وان من قرأ قل هو الله احد مرة واحدة تقبلت صلاته.

١٩ ـ وفيه : وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأها اعاذه الله من الشيطان ، وبرىء من النفاق ، وحرم على النار ، وكأنما قرأ القرآن اربعين مرة.

٢٠ ـ وفيه : وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لكل شيء نور ونور القرآن قل هو الله احد.

وروى ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى رجلا يقرأها فقال : هذا عبد قد عرف ربه.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هي المانعة تمنع من عذاب القبر ونفحات النار.

٢١ ـ وفيه : وعن محمد بن المنكدر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لقى ملك ملكا في الهواء احدهما ينزل من السماء والآخر يصعد من الارض ، فقال الذي نزل من السماء : صعدت اليوم بعمل ما صعدت به قط ، قال : وما هو؟ قال : قرأ رجل مائة مرة قل هو الله احد ، قال : وما فعل الله به؟ قال : غفر الله له.

٤٢١

٢٢ ـ الكافي ٢ / ٦٢١ : ابو علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : كان ابي يقول : قل هو الله احد ثلث القرآن ، وقل يا ايها الكافرون ربع القرآن.

٢٣ ـ وفيه : علي بن ابراهيم ، عن ابيه عن النوفلي ، عن السكوني عن ابي عبد الله عليه‌السلام : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صلى على سعد بن معاذ فقال : لقد وافى من الملائكة سبعون الفا وفيهم جبرئيل يصلون عليه فقلت له : يا جبرئيل بما يستحق صلاتكم عليه؟ فقال : بقراءته قل هو الله احد قائما وقاعدا وراكبا وماشيا وذاهبا وجائيا.

٢٤ ـ نفحات الرحمن : عن معاني الاخبار ، وامالي الصدوق ، العطار عن ابيه ، عن ابن عيسى ، عن نوح بن شعيب ، عن الدهقان ، عن عروة بن ابي شعيب ، عن ابي بصير قال عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما لاصحابه : ايكم يصوم الدهر؟ فقال سلمان رحمه‌الله : انا يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : فأيكم يحيى الليل؟ قال سلمان : انا يا رسول الله قال : فأيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال : انا يا رسول الله ، فغضب أحد اصحابه قال : يا رسول الله ان سلمان رجل من الفرس يريد ان يفخر علينا معاشر قريش ، قلت ايكم يصوم الدهر فقال انا ، وهو اكثر ايامه يأكل وقلت ايكم يحيى الليل فقال انا ، وهو اكثر ليله نائم ، وقلت ايكم يختم القرآن في كل يوم فقال انا وهو اكثر وقته صامت ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا فلان اني لك بمثل لقمان الحكيم سله فانه ينبئك. فقال الرجل لسلمان : يا ابا عبد الله اليس زعمت انك تصوم الدهر؟ فقال : بلى. فقال : رأيتك في اكثر نهارك نهارك تأكل. فقال : ليس حيث تذهب اني اصوم الثلاثة ايام في الشهر ، وقال الله عزوجل (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) واصل شعبان

٤٢٢

رمضان فذلك صوم الدهر. فقال : أليس زعمت انك تحيى الليل؟ فقال : بلى. فقال : انت اكثر ليلتك نائم. فقال : ليس حيث تذهب ولكن سمعت حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (من بات على طهر فكأنما احيا الليل كله ، فانا ابيت على طهر). فقال : اليس زعمت انك تختم القرآن في كل يوم؟ قال : بلى. قال : فأنت اكثر ايامك صامت فقال : ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لعلي عليه‌السلام (يا ابا الحسن مثلك في امتي مثل قل هو الله احد ، فمن قرأها مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاثا فقد ختم القرآن ، فمن احبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان ، ومن احبك بلسانه وقلبه فقد كمل ثلثا الايمان ومن احبك بلسانه وقلبه نصرك بيده فقد استكمل الايمان ، والذي بعثني بالحق يا علي لو احبك اهل الارض كمحبة اهل السماء لك لما عذب احد بالنار) وانا اقرأ قل هو الله احد في كل ليلة ثلاث مرات ، فقام وكأنه قد القم حجرا.

٢٥ ـ بحار الانوار ١٩ / ٨٤ : عن توحيد الصدوق وعيون اخبار الرضا عليه‌السلام : الدقاق ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن الحسين ابن الحسن ، عن بكر بن زياد ، عن عبد العزيز بن المهدي قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن التوحيد فقال : كل من قرأ قل هو الله احد وآمن بها فقد عرف التوحيد. قلت : كيف نقرأها؟ قال : كما يقرأ الناس ، وزاد فيه (كذلك الله ربي).

٢٦ ـ وفيه : عن معاني الاخبار : الاسدي ، عن محمد بن الحسن ابن هارون ، عن عبد الله بن معاذ عن ابيه ، عن شعبة ، عن علي بن مدرك عن ابراهيم بن النخعي ، عن الربيع بن خيثم ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ايعجز احدكم ان يقرأ كل

٤٢٣

ليلة ثلث القرآن؟ قالوا : ومن يطيق ذلك. قال : قل هو الله احد ثلث القرآن.

وقد مضى فيه عن ابي النجري عن الصادق عليه‌السلام ان أمير المؤمنين عليه‌السلام قرأ قل هو الله أحد ، فلما فرغ قال : «يا هو يا من لا اله الا هو اغفر لي وانصرني على القوم الكافرين» وكان علي عليه‌السلام يقول يقول ذلك يوم صفين وهو يطارد.

٢٧ ـ وفيه : عن التوحيد والامالي : المكتب ، عن الاسدي ، عن النخعي ، عن النوفلي ، عن علي بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ هو الله احد مرة واحدة فكأنما قرأ ثلث القرآن وثلث التوراة وثلث الزبور.

٢٨ ـ وفيه : عن التوحيد والامالي : احمد بن الحسين ، عن محمد ابن سليمان ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن عبد الله الرقاش ، عن جعفر بن سليمان ، عن يزيد بن الرشيد ، عن مطرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث سرية واستعمل عليها عليا عليه‌السلام ، فلما رجعوا سألهم فقالوا كل خير غير انه قرأنا في كل الصلاة بقل هو الله احد. فقال : يا علي لم فعلت هذا؟ فقال : لحبي قل هو الله احد. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما احببتها حتى أحبك الله عزوجل.

٢٩ ـ وفيه : المحاسن ، منصور بن العباس ، عن احمد بن عبد الرحيم عمن حدثه ، عن عمرو بن ابي المقدام ، عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأ سورة قل هو الله أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن.

٣٠ ـ وفيه : الخرائج ، قال ابن هاشم قلت في نفسي اشتهي أن أعلم ما يقول ابو محمد عليه‌السلام في القرآن أهو مخلوق أو غير

٤٢٤

مخلوق؟ فأقبل علي فقال : أما بلغك ما روي عن ابي عبد الله عليه‌السلام لما نزلت قل هو الله أحد خلق لها اربعة الاف جناح ، فما كانت تمر بملأ من الملائكة الا خشعوا لها ، وقال : هذه نسبة الرب تبارك وتعالى.

٣١ ـ تفسير البرهان : عن علي بن محمد ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن عبدوس ، عن محمد بن أذينة ، عن ابي علي بن راشد ، قال قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : جعلت فداك كتب الى محمد بن الفرج يعلمني أن أفضل ما يقرأ في الفرائض بانا أنزلناه وقل هو الله أحد ، وان صدري ليضيق بقراءتهما في الفجر. فقال : لا يضيق صدرك بهما فان الفضل والله فيهما.

٣٢ ـ وفيه : عن أبي داود ، عن علي بن مهزيار باسناده ، عن صفوان الجمال ، قال سمعت ابا عبد الله عليه‌السلام يقول : صلاة الأولين كلها بقل هو الله أحد.

٣٣ ـ وفيه : عن أبي جعفر ، قال حدثني ابي ، عن آبائه أن امير المؤمنين عليه‌السلام علم أصحابه في مجلس واحد اربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه ، وذكر ذلك وقال في ذلك : من قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) من قبل أن تطلع الشمس ومثلها آية الكرسي منع ماله مما يخاف ومن قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وانا انزلناه قبل أن تطلع الشمس لم يصبه في ذلك اليوم ذنب وان جهد ابليس ، واذا أراد أحدكم حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس ، فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اللهم بارك لأمتي في بكورها يوم الخميس ، وليقرأ اذا خرج من بيته الآيات من آخر آل عمران وآية الكرسي وانا أنزلناه وام الكتاب فان فيها قضاء الحوائج للدنيا والآخرة ، واذا وسوس الشيطان الى أحدكم فليتعوذ بالله وليقل «آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين» ، اذا كسى الله مؤمنا ثوبا جديدا فليتوضأ وليصل ركعتين يقرأ فيهما ام الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله احد وانا انزلناه في ليلة القدر وليحمد الله الذي ستر عورته

٤٢٥

وزينه في الناس ، وليكثر من قول «لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم» فانه لا يعصي الله فيه ، وله بكل سلك فيه ملك يقدس له ويستغفر له ويترحم عليه ، واذا دخل أحدكم منزله فليسلم على أهله يقول «السّلام عليكم» فان لم يكن له أهل فليقل «السّلام علينا من ربنا» وليقرأ قل هو الله أحد حين يدخل منزله فانه ينفي الفقر.

٣٤ ـ وفيه : الشيخ في التهذيب باسناده ، عن الحسين بن سعيد ، قال علي بن النعمان ، وقال الحرث سمعته وهو يقول : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ثلث القرآن ، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربعه ، وكان رسول الله يجمع قول : قل هو الله أحد في الوتر لكي يجمع القرآن كله.

وروى انه من قرأ في الركعتين الاوليين من صلاة الليل في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله احد ثلاثين مرة انفتل وليس بينه وبين الله عزوجل ذنب الا غفر له.

٣ ـ وفيه : وعنه باسناده ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سعيد ، عن الحلبي ، عن الحرث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان ابي يقول (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) تعدل ثلث القرآن ، وكان يحب أن يجمعها في الوتر ليكون القرآن كله.

٣٦ ـ وفيه : وعنه باسناده ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الوتر ثلاث ركعات يفصل بينهن وقد قرأ فيهن جميعاب (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ).

٣٧ ـ وفيه : محمد بن العباس ، عن سعيد بن عجب الانباري ، عن سويد بن سعيد ، عن علي بن مسهر ، عن حكيم بن جبير ، عن ابن عباس : قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام : انما مثلك مثل (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، فان من قرأها مرة فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن قرأها ثلاث مرات فكمن قرأ القرآن كله ، وكذلك

٤٢٦

انت من أحبك بقلبه كان له ثلث ثواب العباد ، ومن أحبك بقلبه ولسانه كان له ثلثا ثواب العباد ، ومن أحبك بقلبه ولسانه ويده كان له ثواب جميع العباد.

٣٨ ـ وفيه : وعنه ، عن علي بن عبد الله ، عن ابراهيم بن محمد عن الحكم بن سليمان ، عن محمد بن كثير ، عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ان فيك مثلا من قل هو الله أحد ، من قرأها مرة فقد قرأ ثلث القرآن ، يا علي من أحبك بقلبه كان له أجر ثلث الامة ، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه كان له أجر ثلثي هذه الامة ، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بسيفه كان له مثل اجر هذه الامة.

٣٩ ـ وفيه : ومن خواص القرآن ، الرضا في صحيفته قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مر على المقابر وقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ) احد عشر مرة ثم وهب أجره للاموات اعطي من الأجر بعدد الاموات.

٤٠ ـ وفيه : وعنه في صحيفته ، عن علي قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اذا صلى بنا صلاة المغرب قرأ في الاولى الحمد و (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) وفي الاخرى الحمد و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ثم قال : قرأت لكم ثلث القرآن وربعه.

٢١٥ ـ سورتا المعوذتين وآثارهما في النشأة الاولى

١ ـ البحار : (طب الائمة) ، محمد بن جعفر البرسي ، عن محمد ابن يحيى الارمني ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ، عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ان جبرائيل عليه‌السلام أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : يا محمد. قال : لبيك يا جبرائيل. قال : ان فلان اليهودي سحرك وجعل السحر في بئر بني فلان

٤٢٧

فابعث اليه ـ يعني الى البئر ـ أوثق الناس عندك وأعظمهم في عينك وهو عديل نفسك حتى يأتيك السحر. قال : فبعث علي بن ابي طالب وقال : انطلق الى بئر أزوان فان فيها سحرا سحرني به لبيد بن اعصم اليهودي فأتني به. قال علي عليه‌السلام : فانطلقت في حاجة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهبطت فاذا ماء البئر قد صار كأنه ماء الحناس ، فطلبته من السحر مستعجلا حتى انتهيت الى أسفل القليب فلم أظفر به. قال الذين معي : ما فيه شيء فاصعد. فقلت : لا والله ما كذبت وما كذبت وما نفسي به مثل أنفسكم يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم طلبت طلبا بلطف فاستخرجت حقا فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : افتحه ، ففتحه فاذا في الحق قطعة كرب النخل في جوفه وتر عليها احدى وعشرين عقدة ، وكان جبرائيل عليه‌السلام انزل يومئذ المعوذتين على النبي ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي اقرأها يومئذ على الوتر فجعل أمير المؤمنين عليه‌السلام كلما قرأ انحلت عقدة حتى فرغ منها وكشف الله عزوجل عن نبيه ما سحر به وعافاه.

٢ ـ وفيه : ويروى ان جبرائيل وميكائيل اتيا الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ، فقال جبرائيل عليه‌السلام لميكائيل عليه‌السلام : ما وجع الرجل؟ فقال ميكائيل : هو مطبوب. فقال جبرائيل عليه‌السلام : ومن طبه؟ قال : لبيد بن اعصم اليهودي ـ ثم ذكر الحديث الى آخره.

٣ ـ وفيه : (طب الائمة) ابراهيم البيطار ، قال حدثنا محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن (ويقال له يونس المصلي لكثرة صلاته) عن ابن مسكان ، عن زرارة قال : قال ابو جعفر الباقر عليه‌السلام : ان السحرة لم يسلطوا على شيء الا على العين.

٤ ـ وفيه : وعن ابي عبد الله الصادق عليه‌السلام انه سئل عن المعوذتين أهما من القرآن؟ فقال الصادق : نعم هما من القرآن. فقال

٤٢٨

الرجل : انهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه. فقال ابو عبد الله عليه‌السلام : اخطأ ابن مسعود أو قال كذب ابن مسعود هما من القرآن. قال : فاقرأ بهما يابن رسول الله في المكتوبة؟ قال : نعم ، وهل تدري ما معنى المعوذتين وفي أي شيء نزلتا ، ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سحره لبيد بن اعصم اليهودي. فقال ابو بصير لأبي عبد الله عليه‌السلام : وما كاد وما عسى أن يبلغ من سحره؟ قال أبو عبد الله الصادق عليه‌السلام : بل كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه يرى يجامع وليس بجامع وكان يريد الباب ولا يبصره حتى يلمسه بيده والسحر حق وما يسلط السحر الا على العين والفرج ، فأتاه جبرائيل فأخبره بذلك فدعا عليا عليه‌السلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر ازوان ـ وذكر الحديث بطوله الى آخره.

٥ ـ وفيه : تفسير فرات بن ابراهيم ، محمد بن عبد الله بن عمر الخراز ، عن ابراهيم بن محمد بن ميمون ، عن عيسى بن محمد ، عن جده ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : سحر لبيد ابن أعصم اليهودي وام عبد الله اليهودية برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في عقد من عن أحمر واخضر واصفر ، فعقدوه له في احدى عشرة عقدة ثم جعلوه في جف من طلع (قال يعني قشور الكف) ثم أدخلوه في بئر بدران بالمدينة في مراقي البئر تحت عرقه (يعني الحجر الخارج) فأقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاثا لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء ، فنزل عليه جبرائيل عليه‌السلام ونزل معه المعوذتين ، فقال له : يا محمد ما شأنك؟ قال : ما أدري أما بالحال الذي ترى. قال : فان ام عبد الله ولبيد بن أعصم سحراك فأخبره بالسحر وحيث هو ، ثم قرأ جبرائيل (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك فانحلت عقدة ، ثم لم يزل يقرأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وينحل عقدة حتى قرأ عليه احد عشر آية وانحلت احد

٤٢٩

عشر عقدة ، وجلس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ودخل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام فأخبره بما أخبره به جبرائيل عليه‌السلام وقال : انطلق فأتني بالسحر ، فخرج أمير المؤمنين عليه‌السلام فجاء به ، فأمر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فنقض ثم تفل ، وأرسل الى لبيد بن اعصم وام عبد الله اليهودية. فقال : ما دعاكم الى ما صنعتم؟ ثم دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على لبيد وقال : لا اخرجك الله من الدنيا سالما. قال وكان موسرا كثير المال ، فمر به غلام يسقي في اذنه قرط قيمة دينار فجاء به فحزم به اذن الصبي فأخذ وقطعت يده فمات وقتها.

٦ ـ وفيه : عن ابي حابس الجهني ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال يا أبا حابس الا اخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون؟ قال : بلى يا رسول الله قال : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس هما المتعوذتان.

٧ ـ وفيه : وعن ابي سعيد الخدري قال : كان رسول الله صلى عليه وآله يتعوذ من أعين الجن ، ومن أعين الانس ، فلما نزلت سورة المعوذتين أخذ بهما وترك ما سوى ذلك.

٨ ـ وفيه : وعن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما سأل سائل ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما ـ يعني المعوذتين.

٩ ـ وفيه : عن ثابت بن قيسر ، اشتكى فأتاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مريض ، فرقاه بالمعوذتين ونفث عليه وقال : اللهم رب الناس اكشف البأس عن ثابت بن قيس بن شماس. ثم أخذ ترابا من واديهم وذلك بعين مطحان فألقاه في ماء فسقاه.

١٠ ـ نفحات الرحمن ص ٤٣ : وعن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان سبب المعوذتين انه وعك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنزل عليه جبرائيل عليه‌السلام بهاتين السورتين فعوذه بهما.

٤٣٠

١١ ـ وفيه : وعن الرضا عليه‌السلام انه رأى مصروعا ، فدعى له بقدح فيه ماء ، ثم قرأ عليه الحمد والمعوذتين ، ونفث في القدح ، ثم أمر بصب الماء على وجهه ورأسه فأفاق ، وقال : لا يعود اليك أبدا.

١٢ ـ مستدرك الوسائل : السيد علي بن طاوس في فلاح السائل ، عن أبي محمد هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، قال حدثنا الحسين بن هارون بن حدود المدائني ، قال حدثنا ابراهيم بن مهزيار ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن الوليد بن صبيح قال : قال لي شهاب بن عبد ربه : اقرأ ابا عبد الله عليه‌السلام مني السّلام واخبره انني يصيبني فزع في منامي ، فقلت له ذلك ، فقال : قل له اذا آوى الى فراشه فليقرأ المعوذتين وآية الكرسي ، وآية الكرسي أفضل.

٢١٦ ـ سورتا المعوذتين وآثارهما في النشأة الاخرى

١ ـ ثواب الاعمال : ابي «ره» قال حدثني أحمد بن ادريس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن حسان ، عن اسماعيل بن مهران ، عن الحسن ، عن الحسين بن ابي العلاء ابي عبيدة الحذاء ، عن ابي جعفر عليه‌السلام قال : من أوتر بالمعوذتين وقل هو الله احد قيل له يا عبد الله أبشر فقد قبل الله وترك.

٢ ـ مجمع البيان : في حديث ابي : ومن قرأ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ، فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله على الانبياء.

٣ ـ وفيه : عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنزلت على آيات لم ينزل مثلهن : المعوذتان.

٤ ـ وفيه : وعنه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا عقبة الا أعلمك سورتين هما افضل القرآن ، أو من أفضل القرآن؟ قلت : بلى

٤٣١

يا رسول الله ، فعلمني المعوذتين ، ثم قرأ بهما في صلاة الغداة وقال لي : اقرأهما كلما قمت ونمت.

٢١٧ ـ سورة الفلق وآثارها في النشأة الاخرى

١ ـ خواص القرآن : قال الصادق عليه‌السلام : من قرأها في كل ليلة من ليالي رمضان في كل صلاة نافلة أو فريضة كان كمن صام او صلى في مكة ، وكمن حج واعتمر باذن الله تعالى.

٢١٨ ـ سورة الناس وآثارها في النشأة الاولى

١ ـ تفسير البرهان : ومن خواص القرآن ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : من قرأ هذه السورة على ألم سكن باذن الله تعالى ، وهي شفاء لمن قرأها.

٢ ـ وفيه : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قرأها عند النوم كان في حرز الله تعالى حتى يصبح ، وهي عوذة من كل ألم ووجع وآفة ، وهي شفاء لمن قرأها.

٣ ـ وفيه : وقال الصادق عليه‌السلام : من قرأها في منزله كل ليلة أمن من الجن والوسواس ، ومن كتبها وعلقها على الاطفال الصغار حفظوا من الجان باذن الله تعالى.

* * *

١ ـ سورة القلاقل وآثارها في النشأة الاولى

١ ـ الكافي ٢ / ٦٢٣ : عنه ، عن احمد بن بكير بن صالح ، عن سليمان الجعفري ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ما من

٤٣٢

احد في حد الصبي يتعهد في كل ليلة قراءة قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس كل واحدة ثلاث مرات ، وقل هو الله احد مائة مرة ، فان لم يقدر فخمسين مرة ، الا صرف الله عزوجل عنه كل لمم ، او عرض من أعراض الصبيان والعطاش ، وفساد المعدة ، ويدور الدم أبدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب ، فان تعهد بنفسه بذلك او تعوهد كان محفوظا الى يوم يقبض الله عزوجل نفسه.

٢ ـ مستدرك الوسائل : في لب اللباب ، وروى من قرأ يا أيها الكافرون فله شفاء من الكفر ورحمة بالثبات على الايمان ، ومن قرأ سورة الفلق فله شفاء من السحر ورحمة بالثبات على العافية ، ومن قرأ سورة الناس فله شفاء من كيد الشيطان ورحمة بالثبات على الالهام.

٣ ـ مجمع البيان : أبو خديجة ، عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : قال جاء جبرائيل الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو شاك ، فرقاه بالمعوذتين وقل هو الله أحد ، وقال «بسم الله أرقيك ، والله يشفيك من كل داء يؤذيك» خذها فلتهنك.

٤ ـ البحار ١٩ / ٨٧ : عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان اذا آوى الى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما قل هو الله احد وقل اعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات.

٥ ـ وفيه : وعن عبد الله بن أنيس الأسلمي : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رسول حبيب. ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : له اقرأ قل هو الله أحد ، والمعوذتين حين تصبح ، وحين تمسي ، ثلاثا كفاك من كل شيء.

٦ ـ وفيه : وعن عبد الله الاسلمي : ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وضع يده على رأس غدوة ثم قال : قل ، فلم أدر ما أقول

٤٣٣

ثم قال : قل هو الله احد. ثم قال لي : قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق حتى فرغت منها. ثم قال لي : قل اعوذ برب الناس حتى فرغت منها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هكذا فعوذ وما تعوذ المتعوذون بمثلهن قط.

٧ ـ وفيه ص ٨٨ : وعن علي عليه‌السلام قال : بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات ليلة يصلي فوضع يده على الارض فلدغته عقرب ، فتناولها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنعله فقتلها ، فلما انصرف قال : لعن الله العقرب ما تدع مصليا ولا غيره او نبيا وغيره ، ثم دعا بملح وماء فجعله في اناء. ثم جعل يصبه على اصبعه حيث لدغته ويمسحها ، ويعوذها بالمعوذتين.

وفي لفظ : فجعل يمسح عليها ، ويقرأ قل هو الله احد وقل اعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس.

٨ ـ نفحات الرحمن : عن جبير بن مطعم ، قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اتحب يا جبير اذا خرجت سفرا أن تكون مثل أصحابك هيئة وأكثرهم زادا؟ فقلت : نعم بأبي انت وامي. قال : فاقرأ هذه السور الخمس : قل يا ايها الكافرون ، واذا جاء نصر الله والفتح ، وقل هو الله احد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل اعوذ برب الناس ، وافتتح سورة «ببسم الله الرحمن الرحيم» واختم قراءتك «ببسم الله الرحمن الرحيم».

قال جبير بن مطعم : وكنت غنيا كثير المال ، فكنت اخرج في سفر ، فأكون من أيسرهم هيئة وأقلهم زادا ، فما زلت منذ علمنيهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقرأت بهن اكون من احسنهم هيئة وأكثرهم زادا حتى ارجع من سفري.

٩ ـ مستدرك الوسائل : السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي ، في كتاب (الانوار

٤٣٤

المضيئة) : حديث القلاقل روى الجد السعيد عبد الحميد ـ يرفعه ـ الى الرئيس ابي الحسن الكاتب البصري وكان من الاشداء الادباء ، قال : اثنتين وتسعين وثلاثمائة ، أسنت البر سنين عديدة ، وبعثت السماء درها ، وخص الحباء اكناف البصرة ، وتسامع العرب بذلك فوردها من الاقطار البعيدة والبلاد الشاسعة ، على اختلاف لغاتهم وتباين فطرتهم ، فخرجت مع جماعة من الكتاب ووجوه التجار نتصفح أحوالهم ولغاتهم ، ونلتمس فائدة ربما وجدناها عند أحدهم فارتفع لنا بيت عال ، فقصدناه فوجدنا في كسره شيخا جالسا قد سقط حاجباه على عينيه كبرا ، وحوله جماعة من عبيده وأصحابه ، فسلمنا عليه ، فرد التحية ، وأحسن التلقية. فقال له رجل منا : هذا السيد ـ واشار الي ـ هو الناظر في معاملة الدرب ، وهو من الفصحاء وأولاد العرب ، وكذلك الجماعة ما منهم الا من ينتسب الى قبيلة وليختص بسداد وفصاحة ، وقد خرج وخرجنا معه حين وردتم ، نلتمس الفائدة المستطرفة من أحدكم ، وحين شاهدناك رجونا ما نبغيه عندك لعلو سنك.

فقال الشيخ : والله يا بني اخي حياكم الله ، ان الدنيا شغلتنا عما ترتجونه مني ، فان اردتم الفائدة فاطلبوها عند ابي وأهل بيته واشار الى خباء كبير بأزائه.

فقلنا : النظر الى مثل والد هذا الشيخ أهم فائدة تتعجل ، فقصدنا ذلك البيت فوجدنا في كسره شيخا منضجعا ، وحوله من الخدم والاماء اوفى مما شاهدناه اولا ، ورأينا عليه من آثار السن ما يجوز له أن يكون والد ذلك الشيخ ، فدنونا منه وسلمنا عليه ، فأحسن الرد وأكرم الجواب فقلنا له مثل ما قلنا لابنه وما كان من جوابه وانه دلنا عليك فخرجنا اليك فقال : يا بني أخي حياكم الله ان الذي شغل ابني عما التمستموه هو الذي شغلني عما هذه سبيله ، ولكن الفائدة تجدونها عند والدي وها هو بيته ، وأشار الى بيت منيف بنحو منه ، فقلنا : فيما بيننا حسبنا من الفوائد

٤٣٥

مشاهدة والد هذا الشيخ الفاني ، ان كانت منه فائدة بعد ذلك فهي ربح لم نحتسب وقصدنا ذلك الخباء فوجدنا حوله عددا كبيرا من الاماء والعبيد ، فحين رأونا تسرعوا الينا ، وبدأوا بالسلام علينا ، وقالوا : ما تبغون حياكم الله؟ فقلنا : نبغي السّلام على سيدكم وطلب الفائدة من عنده ببركتكم. فقالوا الفوائد كلها عند سيدنا ، ودخل منهم مستأذن ثم خرج الآذن لنا ، فدخلنا فاذا سرير في صدر البيت وعليه مخاد من جانبيه ووسادة في أوله وعلى الوسادة رأس شيخ قد بلى وطار شعره ، والازار على المخاد التي من جانبي السرير لتستره ، ولا يثقل منها عليه ، فجهرنا بالسلام ، فأحسن الرد ، وقال قائلنا مثل ما قال لولد ولده ، وأعلمناه انه ارشدنا الى ابنه فحجنا بما احتج به وان اباه ارشدنا اليك ، وبشرنا بالفائدة منك.

ففتح الشيخ عينين قد غارتا من أم رأسه ، وقال للخدم : أجلسوني فلم تزل أيديهم تتهاداه بلطف ـ الى أن جلس ـ وستر بازار التي طرحت على المخاد ، ثم قال لنا : يا بني أخي لأحدثنكم بخبر تحفظونه عني وتفيدون منه ما يكون فيه ثواب لي : كان والدي لا يعيش له ولد ، ويحب أن يكون له عاقبة ، فولدت له على كبر ، ففرح بي وابتهج بمولدي ، ثم قضى ولي سبع سنين ، فكفلني عمي بعده ، وكان مثله في الحذى علي فدخل بي يوما على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له : يا رسول الله هذا ابن اخي ، وقد مضى ابوه لسبيله ، وانني كفيل بتربيته ، وانني أنفس به على الموت ، فعلمني عوذة اعوذه بها ليسلم ببركتها. فقال (ص) : اين انت عن ذات القلاقل. فقال : يا رسول الله وما ذات القلاقل؟ قال : ان تعوذه فتقرأ عليه سورة الجحد (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) الى آخرها ، وسورة الاخلاص : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ) الى آخرها ، وسورة الفلق : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ) الى آخرها ، وسورة الناس : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ) الى

٤٣٦

آخرها ، وانا الى اليوم اتعوذ بها كل غداة ، فما أصبت بولد ولا اصيب لي مال ولا مرضت ولا افتقرت ، وقد انتهى بي السن الى ما ترون ، فحافظوا عليها واستكثروا من التعوذ بها. فسمعنا ذلك منه وانصرفنا من عنده.

١٠ ـ وفيه ١ / ٣٠٢ : وعن احمد بن عبد الرحمن بن جميلة ، عن الحسن بن خالد ، قال : كتبت الى ابي الحسن عليه‌السلام اشكو اليه علة ما في بطني وأسأله الدعاء ، فكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، تكتب ام القرآن والمعوذتين وقل هو الله أحد ، ثم تكتب أسفل من ذلك «اعوذ بوجه الله العظيم وعزته التي لا يمتنع منها شيء من شر هذا الوجع وشر ما فيه وما احذر» تكتب ذلك في لوح او كتف ثم تغسله بماء السماء ثم تشربه على الريق وعند منامك وتكتب اسفل من ذلك «اجعله شفاء من كل داء».

١١ ـ وفيه ٢ / ٣٠٢ : وعن هارون بن شعيب ، قال حدثنا داود بن عبد الله ، عن ابراهيم بن ابي يحيى ، عن محمد بن اسماعيل بن زينب عن جابر ، عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : شكا اليه رجل الحام والابردة وريح القولنج ، فقال : أما القولنج فاكتب له أم القرآن والمعوذتين وقل هو الله أحد ، واكتب اسفل من ذلك «أعوذ بوجه الله العظيم وبقوته وشر ما أحذر منه» تكتب هذا في كتف أو لوح بمسك وزعفران ثم تغسله بماء السماء وتشربه على الريق او عند منامك.

١٢ ـ وفيه : الشيخ ابراهيم الكفعمي في الجنة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان من قرأ التوحيد المعوذتين ثلاثا عند نومه كان كمن قرأ القرآن ، وله بكل آية من القرآن ثواب نبي من الانبياء ، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته امه ، وان مات في يومه أو ليلته مات شهيدا.

٤٣٧

٢ ـ ادعية بعد تلاوة القرآن وختمه

١ ـ البحار ١٩ / ٥٣ : عن اقبال الاعمال ، باسنادنا الى يونس بن عبد الرحمن ، عن علي بن ميمون الصائغ ابي الاكراد عن أبي عبد الله عليه‌السلام انه كان يقول عند الفراغ من قراءة بعض القرآن العظيم : اللهم اني قرأت ما قضيت لي من كتابك الذي أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه ورحمتك ، فلك الحمد ربنا ولك الشكر والمنة على ما قدرت ووفقت ، اللهم اجعلني ممن يحل حلالك ويحرم حرامك ويتجنب معاصيك ويؤمن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه واجعله لي شفاء ورحمة وحرزا وذخرا اللهم اجعله لي انسا في قبري وانسا في حشري وانسا في نشري ، واجعله لي بركة بكل آية قرأتها وارفع لي بكل حرف درجة في أعلا عليين آمين يا رب العالمين ، اللهم صل على محمد نبيك وصفيك ونجيبك ودليلك والداعي الى سبيلك وعلى أمير المؤمنين وليك وخليفتك من بعد رسولك وعلى أوصيائهما المستحفظين دينك المستودعين حقك وعليهم اجمعين السّلام ورحمة الله وبركاته.

٢ ـ الصحيفة السجادية : وكان من دعائه عليه‌السلام عند ختم القرآن : اللهم انك اعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نورا وجعلته مهيمنا على كل كتاب أنزلته وفضلته على كل حديث قصصته ، وفرقانا فرقت به بين حلالك وحرامك ، وقرآنا اعربت به عن شرائع احكامك ، وكتابا فصلته لعبادك تفصيلا ، ووحيا أنزلته على نبيك محمد صلواتك عليه وآله تنزيلا وجعلته نورا نهتدي من ظلم الضلالة والجهالة باتباعه ، وشفاء لمن أنصت بفهم التصديق الى استماعه ، وميزان قسط لا يحيف عن الحق لسانه ، ونور هدى لا يطفأ عن الشاهدين برهانه ، وعلم نجاة لا يضل من أم قصد سنته ، ولا تنال أيدي الهلكات من تعلق بعروة عصمته.

٤٣٨

اللهم فاذا أفدتنا المعونة على تلاوته وسهلت جواس ألسنتنا بحسن عبارته فاجعلنا ممن يرعاه حق رعايته ، ويدين لك باعتقاده التسليم لمحكم آياته ، ويفزع الى الاقرار بمتشابهه وموضحات بيناته.

اللهم انك انزلته على نبيك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله مجملا ، وألهمته علم عجائبه مكملا ، وورثتنا علمه مفسرا ، وفضلتنا على من جهل علمه ، وقويتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله.

اللهم فكما جعلت قلوبنا له حملة ، وعرفتنا برحمتك شرفه وفضله فصل على محمد الخطيب به وعلى آله الخزان له ، واجعلنا ممن يعترف بأنه من عندك حتى لا يعارضنا الشك في تصديقه ولا يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه.

اللهم صل على محمد وآله ، واجعلنا ممن يعتصم بحبله ، ويأوى من المتشابهات الى حرز معقله ، ويسكن في ظل جناحه ، ويهتدي بضوء صباحه ، ويقتدي بتبلج أسفاره ، ويستصبح بمصباحه ، ولا يلتمس الهدى من غيره.

اللهم وكما نصبت به محمدا علما للدلالة عليك ، وانهجت بآله سبل الرضا اليك ، فصل على محمد وآله واجعل القرآن وسيلة لنا الى اشرف منازل الكرامة ، وسلما نعرج فيه الى محل السلامة ، وسببا نجزى به النجاة من عرضة القيامة ، وذريعة نقدم بها على نعيم دار المقامة.

اللهم صل على محمد وآله وأحطط بالقرآن عنا ثقل الاوزار ، وهب لنا حسن شمايل الابرار ، واقف بنا آثار الذين قاموا لك به آناء الليل وأطراف النهار ، حتى تطهرنا من كل دنس بتطهيره ، وتقفوا بنا آثار الذين استضاؤوا بنوره ولم يلههم الامل عن العمل فيقطعهم بخدع غروره

اللهم صل على محمد وآله واجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مونسا ، ومن نزعات الشيطان وخطرات الوساوس حارسا ، ولأقدامنا عن نقلها الى المعاصي حابسا ، ولألسنتنا عن الخوض في الباطل من غير ما آفة مخرسا ،

٤٣٩

ولجواحنا عن افتراق الآثام زاجرا ، ولما طوت الغفلة عنا من تصفح الاعتبار ناشرا ، حتى توصل الى قلوبنا فهم عجائبه ، وزواجر امثاله التي ضعفت الجبال الرواسي على صلابتها على احتماله.

اللهم صل على محمد وآله وأدم بالقرآن صلاح ظاهرنا ، واحجب به خطرات الوساوس عن صحة ضمائرنا ، واغسل به درن قلوبنا وعلائق أوزارنا ، واجمع به منتشر أمورنا ، وأرو به من موقف العرض عليك ظمأ هو اجرنا ، واكسنا به حلل الامان يوم الفزع الاكبر في نشورنا.

اللهم صل على محمد وآله واجبر بالقرآن خلتنا من عدم الاملاق وسق الينا به رغد العيش وخصب سعة الارزاق ، وجنبنا به الضرائب المذمومة ومداني الاخلاق ، واعصمنا به من هو الكفر ودواعي النفاق حتى يكون لنا في القيامة الى رضوانك وجنانك قائدا ، ولنا في الدنيا عن سخطك وتعدي حدودك ذائدا ، ولما عندك بتحليل حلاله وتحريم حرامه شاهدا.

اللهم صل على محمد وآله وهون بالقرآن عند الموت على انفسنا كرب السياق وجهد الانين وترادف الحشارج اذا بلغت النفوس التراقي وقيل من راق وتجلى ملك الموت يقبضها من حجب الغيوب ورماها عن قوس المنايا بأسهم وحشة الفراق ، وداف لها من ذعاف الموت كأسا مسمومة المذاق ، ودنا منا الى الآخرة رحيل وانطلاق ، وصارت الاعمال قلائد في الاعناق وكانت القبور مأوى الى ميقات يوم التلاق.

اللهم صل على محمد وآله وبارك لنا في حلول دار البلى ، وطول المقامة بين اطباق الثرى ، واجعل القبور بعد فراق الدنيا خير منازلنا ، وافسح لنا برحمتك في ضيق ملاحدنا ، ولا تفضحنا في حاضري القيامة بموبقات آثامنا ، وارحم بالقرآن في موقف العرض عليك ذل مقامنا ، وثبت به عند اضطراب جسر جهنم يوم المجاز عليها زلل اقدامنا ، ونجنا فيه من كل كرب يوم القيامة وشدائد اهوال يوم الطامة ، وبيض وجوهنا يوم تسود وجوه الظلمة في يوم الحسرة والندامة ، واجعل لنا في صدور

٤٤٠