تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي

تفسير البيان الصافي لكلام الله الوافي - ج ٥

المؤلف:

الشيخ محمد حسن القبيسي العاملي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة البلاغ
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٠

ومنها قوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ. إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ. الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (١)

فان هذه الآية الكريمة نزلت بمكة في بدء الدعوة الاسلامية ، وقد أخرج البزار والطبراني في سبب نزولها عن أنس بن مالك : انها نزلت عند مرور النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على اناس بمكة ، فجعلوا يغمزون في قفاه ، ويقولون : «هذا الذي يزعم أنه نبي ومعه جبرائيل». فأخبرت الآية عن ظهور دعوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونصرة الله له ، وخذلان للمشركين الذين ناوأوه واستهزأوا بنبوته ، واستخفوا بأمره. وكان هذا الاخبار في زمان لم يخطر فيه على بال أحد من الناس انحطاط شوكة قريش ، وانكسار سلطانهم ، وظهور النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليهم.

ونظير هذه الآية قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) (٢).

ومن هذه الانباء قوله تعالى : (غُلِبَتِ الرُّومُ. فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) (٣).

وقد وقع ما أخبرت به الآية بأقل من عشر سنين ، فغلب ملك الروم ، ودخل جيشه مملكة الفرس.

ومنها قوله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ. سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) (٤).

فأخبر عن انهزام جمع الكفار وتفرقهم وقمع شوكتهم ، وقد وقع هذا في يوم بدر أيضا حين ضرب أبو جهل فرسه وتقدم نحو الصف الاول

__________________

(١) سورة الحجر آية ٩٤ ـ ٩٦.

(٢) سورة الصف آية ٩.

(٣) سورة القمر آية ٤٤ ـ ٤٥.

(٤) سورة الروم آية ٢ ـ ٣.

١٨١

قائلا : «نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه» فأباده الله وجمعه ، وأنار الحق ورفع مناره ، وأعلى كلمته ، فانهزم الكافرون ، وظفر المسلمون عليهم حينما لم يكن يتوهم أحد بأن ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ـ ليس لهم عدة ، ولا يصحبون غير فرس أو فرسين وسبعين بعيرا يتعاقبون عليها ـ يظفرون بجمع كبير تام العدة وافر العدد ، وكيف يستفحل أمر اولئك. النفر القليل على هذا العدد الكثير ، حتى تذهب شوكته كرماد اشتدت به الريح ، لو لا أمر الله واحكام النبوة وصدق النيات؟!

و ـ القرآن وأسرار الخليقة

أخبر القرآن الكريم في غير واحدة من آياته عما يتعلق بسنن الكون ونواميس الطبيعة ، والافلاك ، وغيرها مما لا سبيل الى العلم به في بدء الاسلام الّا من ناحية الوحي الالهي. وبعض هذه القوانين وان علم بها اليونانيون في تلك العصور أو غيرهم ممن لهم سابق معرفة بالعلوم ، الّا أن الجزيرة العربية كانت بعيدة عن العلم بذلك. وان فريقا مما أخبر به القرآن لم يتضح الّا بعد توفر العلوم ، وكثرة الاكتشافات. وهذه الانباء في القرآن كثيرة.

وقد أخذ القرآن بالحزم في اخباره عن هذه الامور ، فصرح ببعضها حيث يحسن التصريح. وأشار الى بعضها حيث تحمد الاشارة ، لان بعض هذه الاشياء مما يستعصي على عقول أهل ذلك العصر ، فكان من الرشد أن يشير البها اشارة تتضح لأهل العصور المقبلة حين يتقدم العلم ، وتكثر الاكتشافات.

ومن هذه الأسرار التي كشف عنها الوحي السماوي ، وتنبه عليها المتأخرون ما في قوله تعالى : (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) (١)

__________________

(١) سورة الحجر آية ١٩.

١٨٢

فقد دلت هذه الآية الكريمة على أن كل ما ينبت في الارض له وزن خاص ، وقد ثبت أخيرا أن كل نوع من أنواع النبات مركب من أجزاء خاصة على وزن مخصوص ، بحيث لو زيد في بعض أجزائه أو نقص لكان ذلك مركبا آخر. وان نسبة بعض من الدقة بحيث لا يمكن ضبطها تحقيقا بأدق الموازين المعروفة للبشر.

ومن الاسرار الغريبة ـ التي أشار اليها الوحي الالهي ـ حاجة انتاج قسم من الاشجار والنبات الى لقاح الرياح. فقال سبحانه : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ) (٢).

فان المفسرين الاقدمين وان حملوا اللقاح في الآية الكريمة على معنى الحمل ، باعتبار أنه أحد معانيه ، وفسروا الآية المباركة بحمل الرياح للسحاب ، أو المطر الذي يحمله السحاب ، ولكن التنبيه على هذا المعنى ليس فيه كبير اهتمام ، ولا سيما بعد ملاحظة أن الرياح لا تحمل السحاب وانما تدفعه من مكان الى مكان آخر.

والنظرة الصحيحة في معنى الآية ـ بعد ملاحظة ما اكتشفه علماء النبات ـ تفيدنا سرا دقيقا لم تدركه أفكار السابقين ، وهو الاشارة الى حاجة انتاج الشجر والنبات الى اللقاح. وان اللقاح قد يكون بسبب الرياح وهذا كما في المشمش والصنوبر والرمان والبرتقال والقطن ، ونباتات الحبوب وغيرها فاذا نضجت حبوب الطلع انفتحت الاكياس ، وانتثرت خارجها محمولة على أجنحة الرياح فتسقط على مياسم الازهار الاخرى عفوا.

وقد أشار سبحانه وتعالى الى أن سنة الزواج لا تختص بالحيوان ، بل تعم النبات بجميع أقسامه بقوله : (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ

__________________

(٢) سورة الحجر آية ٢٢.

١٨٣

اثْنَيْنِ) (١) وقوله تعالى : (سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ) (٢).

ومن الاسرار التي كشف عنها القرآن هي حركة الارض. فقد قال عز من قائل : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً) (٣).

تأمل كيف تشير الآية الى حركة الارض اشارة جميلة لم تنضح الا بعد قرون ، وكيف تستعير للارض لفظ المهد الذي يعمل للرضيع ، يهتز بنعومة لينام فيه مستريحا هادئا؟ وكذلك الارض مهد البشر وملائمة لهم من جهة حركتها الوضعية والانتقالية ، وكما أن تحرك المهد لغاية تربية الطفل واستراحته. فكذلك الارض ، فان حركتها اليومية والسنوية لغاية تربية الانسان بل وجميع ما عليها من الحيوان والجماد والنبات.

تشير الآية المباركة الى حركة الارض اشارة جميلة ، ولم تصرح بها لانها نزلت في زمان أجمعت عقول البشر فيه على سكونها ، حتى أنه كان يعد من الضروريات التي لا تقبل التشكيك.

ومن الاسرار التي كشف عنها القرآن قبل أربعة عشر قرنا : وجود قارة أخرى. فقد قال سبحانه وتعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) (٤)

وهذه الآية الكريمة قد شغلت أذهان المفسرين قرونا عديدة ، وذهبوا في تفسيرها مذاهب شتى. فقال بعضهم : المراد مشرق الشمس ومشرق القمر ومغرباهما ، وحمله بعضهم على مشرقي الصيف والشتاء ومغربيهما. ولكن الظاهر أن المراد بها الاشارة الى وجود قارة أخرى تكون على السطح الآخر للارض يلازم شروق الشمس عليها غروبها عنا. وذلك بدليل قوله تعالى : (يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) (٥).

__________________

(١) سورة الرعد آية ٣.

(٢) سورة يس آية ٣٦.

(٣) سورة طه آية ٥٣.

(٤) سورة الرحمن آية ١٧.

(٥) سورة الزخرف آية ٣٨.

١٨٤

فان الظاهر من هذه الآية أن البعد بين المشرقين هو أطول مسافة محسوسة فلا يمكن حملها على مشرقي الشمس والقمر ولا على مشرقي الصيف والشتاء ، لان المسافة بين ذلك ليست أطول مسافة محسوسة فلا بد من أن يراد بها المسافة التي ما بين المشرق والمغرب. ومعنى ذلك أن يكون المغرب مشرقا لجزء آخر من الكرة الارضية ليصح هذا التعبير ، فالآية تدل على وجود هذا الجزء الذي لم يكتشف الا بعد مئات من السنين من نزول القرآن.

فالآيات التي ذكرت المشرق والمغرب بلفظ المفرد يراد منها النوع كقوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) (١)

والآيات التي ذكرت ذلك بلفظ التثنية يراد منها الاشارة الى القارة الموجودة على السطح الآخر من الارض.

لآيات التي ذكرت ذلك بلفظ الجمع يراد منها المشارق والمغارب باعتبار أجزاء الكرة الارضية.

ومن الاسرار التي أشار اليها القرآن الكريم كروية الارض ، فقال تعالى : (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا) (٢) (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ) (٣) (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ) (٤).

ففي هذه الآيات الكريمة دلالة على تعدد مطالع الشمس ومغاربها ، وفيها اشارة الى كروية الارض ، فان طلوع الشمس على أي جزء من أجزاء الكرة الارضية يلازم غروبها عن جزء آخر ، فيكون تعدد المشارق والمغارب واضحا لا تكلف فيه ولا تعسف. وقد حمل القرطبي وغيره

__________________

(١) سورة البقرة آية ١١٥.

(٢) سورة الاعراف آية ١٣٧.

(٣) سورة الصافات آية ٥.

(٤) سورة المعارج آية ٤٠.

١٨٥

المشارق والمغارب على مطالع الشمس ومعاربها باختلاف أيام السنة ، لكنه تكلف لا ينبغي أن يصار اليه ، لان الشمس لم تكن لها مطالع معينة ليقع الحلف بها ، بل تختلف تلك باختلاف الاراضي. فلا بد من أن يراد بها المشارق والمغارب التي تتجدد شيئا فشيئا ، باعتبار كروية الارض وحركتها.

* * *

في وجوب اكرام القرآن وفضل تعلمه وحامله

وعقاب من تعدى حدوده

١ ـ وجوب اكرام القرآن وتحريم اهانته

١ ـ أصول الكافي ٢ / ٦٠٠ : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان ، عن أبي الجارود ، قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة ، وكتابه ، وأهل بيتي ، ثم أمتي ، ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وأهل بيتي.

٢ ـ مجمع البيان : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال : من قرأ القرآن فظن أن أحدا أعطى أفضل مما أعطى ، فقد حقر ما عظم الله وعظم ما حقر الله.

٣ ـ أصول الكافي ٢ / ٦٠٢ : علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابراهيم بن عبد الحميد ، عن اسحاق بن غالب ، قال : قال ابو عبد الله عليه‌السلام : اذا جمع الله عزوجل الأولين والآخرين ، اذ هم بشخص قد أقبل لم يرقط أحسن صورة منه ، فاذا نظر اليه المؤمنون وهو

١٨٦

القرآن قالوا : هذا منا ، هذا أحسن شيء رأينا ، فاذا انتهى اليهم جاوزهم ، ثم ينظر اليه الشهداء حتى اذا انتهى الى آخرهم جاوزهم فيقولون هذا القرآن ، فيجوزهم كلهم ، حتى اذا انتهى الى المرسلين فيقولون هذا القرآن ، فيجوزهم حتى ينتهي الى الملائكة ، فيقولون هذا القرآن فيجوزهم ، ثم ينتهي حتى يقف عن يمين العرش ، فيقول الجبار عزوجل : وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لأكرمن اليوم من أكرمك ، ولأهينن من أهانك.

٤ ـ مستدرك الوسائل ١ / ٢٨٨ : عن كتاب عاصم بن حميد الحناط عن أبي بصير ، قال حدثني عمرو بن سعيد بن هلال ، قال حدثنا عبد الملك ابن أبي ذر ، قال : لقيني أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم مزق عثمان المصاحف ، فقال : ادع لي أباك. فجاء اليه مسرعا فقال : يا ابا ذر أتى اليوم في الاسلام أمر عظيم ، مزق كتاب الله ، ووضع فيه الحديد ، وحق على الله أن يسلط الحديد على من مزق كتاب الله بالحديد ـ الخبر.

٥ ـ وفيه ١ / ٢٨٨ : جامع الاخبار ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : القرآن أفضل من كل شيء دون الله ، فمن وقر القرآن فقد وقر الله ، ومن لم يوقر القرآن فقد استخف بحرمة الله ، حرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده.

٦ ـ الكافي ٢ / ٦٣٢ : محمد بن يحيى ، عن احمد بن محمد ، عن حسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال أبي عليه‌السلام : ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض الا كفر.

٧ ـ الوسائل ٢ / ٨٧٧ : محمد بن علي بن الحسين ، باسناده عن شعيب بن واقد ، عن الحسين بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام (في حديث المناهي) قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ان يمحا شيء من كتاب الله بالبزاق أو يكتب به.

١٨٧

٨ ـ وفيه : فضائل القرآن لأبي الفداء الدمشقي ، وقال ابو عبيد أيضا حدثنا حجاج ، عن اسرائيل ، عن أبي اسحاق ، عن عبد الله بن يزيد ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : لا يسأل عبد عن نفسه الا القرآن فان كان يحب القرآن فانه يحب الله ورسوله.

٩ ـ مستدرك الوسائل ١ / ٢٨٨ : الجعفريات ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، قال حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جده علي بن الحسين ، عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : لا تقولوا رمضان ـ الى أن قال ـ : ولا يسمى المصحف مصيحف.

١٠ ـ بحار الانوار ١٩ / ٤ : اكمال الدين ، أبي ، عن سعد ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن ابن ابي نجران ، عن ابن حميد ، عن الثمالي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : ان لله عزوجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شيء : كتابه وهو نوره وحكمته ، وبيته الذي جعله للناس قبلة لا يقبل الله من أحد وجها الى غيره ، وعترة نبيكم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

١١ ـ وفيه ١٩ / ١٢ : الخصال ، محمد بن عمر الحافظ ، عن عبد الله ابن بشر ، عن الحسن بن الزبرقان ، عن ابي بكر بن عياش ، عن الأحلج عن أبي الزبير ، عن جابر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون : المصحف ، والمسجد ، والعترة يقول المصحف يا رب حرفوني وخرقوني ، ويقول المسجد يا رب عطلوني وضيعوني ، ويقول العترة يا رب قتلونا وطردونا وشردونا ، فأجثوا للركبتين للخصومة ، فيقول الله جل جلاله لي : انا أولى بذلك.

١٨٨

٢ ـ فضل تعلم القرآن

١ ـ الكافي ٢ / ٦٠٣ : باسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعلموا القرآن فانه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب جميل شاحب اللون فيقول له القرآن : أنا الذي كنت أسهرت ليلك واظمأت هواجرك وأجففت ريقك وأسلت دمعتك أؤول معك حيثما ألت ، وكل تاجر من وراء تجارته وأنا اليوم لك من وراء تجارة كل تاجر ، وسيأتيك كرامة (من) الله عزوجل فابشر ، فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه ويعطى الامان بيمينه والخلد في الجنان بيساره ويكسا حلتين ثم يقال اقرأ وأارق ، فكلما قرأ آية صعد درجة ، ويكسا أبواه حلتين ان كانا مؤمنين ثم يقال لهما : هذا لما علمتماه القرآن.

٢ ـ وفيه ٢ / ٦٠٤ : أبو علي الاشعري ، عن الحسن بن علي بن عبد الله ، عن عبيس بن هشام ، قال حدثنا صالح القماط ، عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الناس أربعة. فقلت : جعلت فداك وما هم؟ فقال : رجل أوتي الايمان ولم يؤت القرآن؟ ورجل أوتي القرآن ولم يؤت الايمان ، ورجل أوتي القرآن والايمان ، ورجل لم يؤت القرآن ولا الايمان. قال : قلت جعلت فداك فسر لي حالهم. فقال : أما الذي أوتي الايمان ولم يؤت القرآن فمثله كمثل الثمرة طعمها حلو ولا ريح لها ، وأما الذي أوتي القرآن ولم يؤت الايمان فمثله كمثل الآس ريحها طيب وطعمها مر ، وأما من أوتي القرآن والايمان فمثل كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، وأما الذي لم يؤت القرآن ولا الايمان فمثله كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها.

٣ ـ وفيه ٢ / ٦٠٥ : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عيسى ، عن سليمان بن رشيد ، عن أبيه ، عن معاوية بن عمار

١٨٩

قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام : من قرأ القرآن فهو غني ولا فقر بعده والا ما به غنى.

٤ ـ وفيه ٢ / ٦٠٧ : علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد ، عن سليم الفراء ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو يكون في تعليمه.

٥ ـ بحار الانوار ١٩ / ٦٧ : تفسير الامام عليه‌السلام ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم ، انه الفوز المبين والشفاء النافع فتعلموه فان الله يشرفكم بتعلمه ، تعلموا سورة البقرة وآل عمران فان أخذهما بركة وتركهما حسرة ولا يستطيعهما البطلة ـ يعني السحرة ـ وانهما ليجيئان يوم القيامة كأنهما غمامتان وعبايتان أو فرقان من طير صواف ، يحاجان عن صاحبهما ويحاجهما رب العزة ، يقولان : يا رب الارباب ان عبدك هذا أقرأنا وأظمأنا نهاره وأسهرنا ليله وأنصبنا بدنه. فيقول الله عزوجل : يا أيها القرآن فكيف كان تسليمه لما حملتك من تفضيل علي بن أبي طالب أخي محمد رسول الله؟ فيقولان : يا رب الارباب واله الالهة والاه والى وليه وعادى أعداءه ، اذا قدر جهر واذا عجز اتقى واستتر. يقول الله تعالى : فقد عمل اذا بكما كما أمرته وعظم من حظكما ما أعظمته ، يا علي أما تسمع شهادة القرآن لوليك هذا. فيقول علي : بلى يا رب. فيقول الله : فاقترح له ما يريده على أماني هذا من الاضعاف المضاعفات ما لا يعلمه الا الله عزوجل. فيقال : قد أعطيته ما اقترحت يا علي ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وان والدي القارىء ليتوجان بتاج الكرامة ، يضيء نوره من مسيرة عشرة آلاف سنة ، ويكسيان حلة لا يقوم لأقل سلك منها مائة ألف ضعف ما في الدنيا بما يشتمل عليه من خيراتها ، ثم يعطى هذا القارىء الملك بيمينه في كتاب والخلد بشماله في كتاب ، يقرأ من

١٩٠

كتابه بيمينه قد جعلت من أفاضل ملوك الجنان ومن رفقاء سيد الانبياء وعلي خير الاوصياء والأئمة بعدهما سادات الاتقياء ، ويقرأ من كتابه بشماله قد أمنت الزوال والانتقال عن هذا الملك ، وأعذت من الموت والاسقام ، وكفيت الامراض والاعلال وجنيت حسد الحاسدين وكيد الكائدين. ثم يقال له : اقرأ وارق ومنزلك عند آخر آية تقرأها. فاذا نظر والداه الى حلتيهما وتاجيهما قالا : ربنا أنى لنا هذا الشرف ولم تبلغه أعمالنا؟ فيقال لهما : اكرام الله عزوجل هذا لكما بتعليمكما ولدكما القرآن.

٦ ـ بحار الانوار في حديث قال ابو عبد الله عليه‌السلام : عليكم بالقرآن فتعلموه ، فان من الناس من يتعلم ليقال فلان قارىء ، ومنهم من يتعلمه ويطلب به الصوت فيقال فلان حسن الصوت وليس في ذلك خير ، ومنهم من يتعلمه ليقوم به في ليله ونهاره ولا يبالي من علم ذلك ومن لم يعلم.

٧ ـ وسائل الشيعة ص ٨٢٥ : مجمع البيان ، عن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ما من رجل علم ولده القرآن الا توج الله أبويه يوم القيامة بتاج الملك وكساه حلتين لم ير الناس مثلهما.

٨ ـ وفيه ص ٨٢٦ : وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ان هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم ، ان هذا القرآن حبل الله ، وهو النور البين ، والشفاء النافع ، عصمة لمن تمسك به ، ونجاة لمن تبعه ـ الحديث ـ.

٩ ـ وسائل الشيعة ص ٨٣٥ : محمد بن علي بن الحسين في (ثواب الاعمال) عن أبيه ، عن أحمد بن ادريس ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد ابن السندي ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن سعد بن

١٩١

طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ان الله ليهم بعذاب أهل الارض جميعا حتى لا يحاشى منهم أحمد اذا عملوا بالمعاصي واجترحوا السيئات ، فاذا نظر الى الشيب ناقلي أقدامهم الى الصلوات والولدان يتعلمون القرآن رحمهم فأخر ذلك عنهم.

١٠ ـ وفيه ص ٨٣٧ : باسناد تقدم في عيادة المريض عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث قال فيه : ومن تعلم القرآن وتواضع في العلم وعلم عباد الله وهو يريد ما عند الله لم يكن في الجنة أعظم ثوابا منه ولا أعظم منزلة منه ، ولم يكن في الجنة منزل ولا درجة رفيعة ولا نفيسة الا وكان له فيها أوفر النصيب وأشرف المنازل.

١١ ـ مستدرك الوسائل ص ٢٨٧ : الشيخ أبو الفتوح في تفسيره ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبة ما استطعتم. وفي آخر : انه الفوز المبين ، والشفاء النافع ، تعلموه ، فان الله يشرفكم بتعلمه.

١٢ ـ وفيه ص ٢٨٧ : عن معاذ بن جبل قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سفر فقلت : يا رسول الله حدثنا بما لنا فيه نفع ، فقال : ان أردتم عيش السعداء وموت الشهداء والنجاة يوم الحشر والظل يوم الحرور والهدى يوم الضلالة فأدرسوا القرآن ، فانه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان. ورواه في جامع الاخبار عنه عليه‌السلام مثله.

١٣ ـ وفيه ص ٢٨٧ : عن عبد الله بن عباس ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ما من مؤمن ذكرا أو أنثى حرا أو مملوك الا ولله عليه حق واجب أن يتعلم القرآن ويتفقه فيه ، ثم قرأ هذه الآية (وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِما كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتابَ) الآية.

١٤ ـ وفيه ص ٢٨٧ : جامع الاخبار ، عن مكحول ، قال جاء ابو ذر

١٩٢

الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله اني أخاف أن أتعلم القرآن ولا أعمل به. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يعذب الله قلبا أسكنه القرآن.

١٥ ـ مستدرك الوسائل ص ٢٨٧ : ابن الشيخ الطوسي في أماليه ، عن أبيه ، عن أبي الفتح هلال بن محمد الحفار ، عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق المعروف بابن السماك ، عن أبي قلابة عبد الملك ابن محمد بن عبد الله الرقاشي ، عن مسلم بن ابراهيم ، عن الحارث بن صهبان ، عن عاصم بن بهذلة ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : خياركم من تعلم القرآن وعلمه. ورواه في الوسائل ص ٢٨٥ مثله :

١٦ ـ وفيه ص ٢٨٧ : وبالاسناد الى الرقاشي ، عن أبيه ، عن محمد ابن مروان ، عن المعارك بن عباد ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تعلموا القرآن وتعلموا غرائبه وفرائضه وحدوده ، فان القرآن نزل على خمسة وجوه حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال ، فاعملوا بالحلال ودعوا الحرام ، واعملوا بالمحكم ودعوا المتشابه ، واعتبروا بالامثال.

١٧ ـ المستدرك ص ٢٨٧ : وبالاسناد الى الرقاشي ، عن وهب بن جرير ، عن موسى بن علي بن رياح ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أيكم يحب أن يغدو الى العقيق والى بطحاء مكة فيؤتى بناقتين كوماوين حسنتين فيدعى بهما الى أهله من غير مأتم ولا قطيعة رحم؟ قالوا : كلنا نحب ذلك يا رسول الله. قال : لان يأتي أحدكم المسجد فيتعلم آية خير له من ناقة ، واثنتين خير له من ناقتين ، وثلاث خير له من ثلاث.

١٨ ـ وفيه ص ٢٨٨ : ابن ابي جمهور «عن درر اللالىء» عن النبي

١٩٣

صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة : رجل قرأ كتاب الله وأم قوما وهم به راضون ـ الخبر.

١٩ ـ وفيه ص ٢٨٨ : عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : معلم القرآن ومتعلمه يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر.

٢٠ ـ وفيه ص ٢٨٨ : عن أنس بن مالك ، قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من علم آية من كتاب الله تعالى كان له أجرها ما تليت ،

٢١ ـ وفيه ص ٢٨٨ : الازدي قال : سألت ابن عباس عن الجهاد فقال : ألا أدلك على ما هو خير لك من الجهاد ، تبني مسجدا فتعلم فيه القرآن والفقه والدين والسنة.

٢٢ ـ مستدرك الوسائل ص ٢٩٠ : عن جامع الاخبار ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من علم ولده القرآن فكأنما حج البيت ، ويكون معه في قبره حيث يبعث ، ويثقل ميزانه ويجاوز به على الصراط كالبرق الخاطف ، ولم يفارقه القرآن حتى ينزل به من الكرامة أفضل ما يتمنى.

٢٣ ـ وفيه ص ٢٩٠ : عن درر اللالىء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تعلموا القرآن ، فان مثل حامل القرآن كمثل رجل حمل جرابا مملوءا مسكا ان فتحه فتح طيبا وان أوعاه أوعاه طيبا.

٢٤ ـ وفيه ص ٢٩٠ : عن تفسير العسكري عليه‌السلام في قوله تعالى : (وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) وذلك ان القرآن يأتي يوم القيامة بالرجل الشاحب يقول لربه عزوجل : يا رب هذا أظمأت نهاره وأسهرت ليله وقويت

١٩٤

في رحمتك طعمه وفسحت في رحمتك أمله فكن عند ظني فيك وظنه. يقول الله تعالى : أعطوه الملك بيمينه والخلد بشماله وأقرنوه بأزواجه من الحور العين واكسوا والديه حلة لا يقوم لها الدنيا بما فيها ، فينظر اليهما الخلائق فيعظمونهما ، وينظران الى أنفسهما فيعجبان منهما ، فيقولان : يا ربنا أنى لنا هذه ولم تبلغهما أعمالنا. فيقول الله عزوجل : ومع هذا تاج الكرامة لم ير مثله الراؤون ولم يسمع بمثله السامعون ولا يتفكر في مثله المتفكرون فيقال : هذا بتعليمكما ولدكما القرآن ، وبتصيركما اياه بدين الاسلام ، وبرياضتكما اياه على حب محمد رسول الله وعلي ولي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتفقيهكما اياه بفقههما ، لانهما اللذان لا يقبل الله لأحد عملا الا بولايتهما ومعاداة أعدائهما ، وان كان ما بين الثرى الى العرش ذهبا يتصدق به في سبيل الله ـ الخبر ـ

٢٥ ـ وفيه ص ٢٩٢ : ابن أبي جمهور في (درر اللالىء) عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعلموا القرآن واقرأوه ، واعلموا انه كائن لكم ذكرا وذخرا ، أو كائن عليكم وزرا ، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم ، فانه من تبع القرآن هجم به على رياض الجنة ، ومن تبعه القرآن زج في قفاه حتى يقذفه في جهنم.

٢٦ ـ وسائل الشيعة ص ٨٢٦ : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال اذا قال المعلم للصبي قل (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) فقال الصبي (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) كتب الله براءة للصبي وبراءة لأبويه وبراءة للمعلم.

٢٧ ـ وفيه ص ٨٢٥ : محمد بن الحسين الرضي الموسوي في (نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال في خطبة له : وتعلموا القرآن فانه ربيع القلوب ، واستشفوا بنوره فانه شفاء الصدور ، وأحسنوا تلاوته فانه أنفع (أحسن) القصص ، فان العالم العامل بغير علمه كالجاهل

١٩٥

الحائر الذي لا يستفيق من جهله ، بل الحجة عليه أعظم ، والحسرة له ألزم ، وهو عند الله ألوم.

٣ ـ فضل حفظ القرآن عن ظهر القلب

١ ـ الكافي ص ٦٠٣ : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، وسهل بن زياد جميعا عن جميل بن صالح ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : الحافظ العامل به مع السفرة البررة.

٢ ـ وفيه ص ٦٠٦ : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد وسهل ابن زياد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال سمعته يقول : ان الذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقة منه وقلة حفظ له أجران.

٣ ـ وسائل الشيعة ص ٨٢٥ : الحسن بن محمد الطوسي في (الامالي) عن أبيه ، عن محمد بن القاسم الالباري ، عن محمد بن علي بن عمر ، عن داود بن رشيد ، عن الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن لهيعة عن المسرج ، عن عقبة بن عمار ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يعذب الله قلبا وعى القرآن.

٤ ـ وفيه ص ٨٢٦ : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قرأ القرآن حتى يستظهره ويحفظه أدخله الله الجنة وشفعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجبت لهم النار.

٥ ـ بحار الانوار : عن معاني الاخبار وتفسير الامام والاحتجاج ، محمد بن القاسم المقرىء ، عن يوسف بن محمد بن زياد ، وعلي بن محمد ابن سيار ، عن أبويهما ، عن أبي محمد العسكري عليه‌السلام قال : قال الصادق عليه‌السلام : لما بعث الله موسى بن عمران ثم من بعده من الانبياء الى بني اسرائيل لم يكن فيهم أحد الا أخذوا عليه العهود والمواثيق

١٩٦

ليؤمنن بمحمد العربي الامين المبعوث بمكة الذي يهاجر الى المدينة يأتي بكتاب بالحروف المقطعة افتتاح بعض سوره ، يحفظه امته فيقرؤونه قياما وقعودا ومشاة وعلى كل الاحوال ، يسهل الله حفظه عليهم ـ الى آخر الخبر.

٦ ـ مستدرك الوسائل ص ٢٨٧ : عن كتاب الامامة والتبصرة لعلي ابن بابويه ، عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الأشعث ، عن موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عدد درج الجنة عدد آي القرآن ، فاذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له ارق واقرأ لكل آية درجة فلا يكون فوق حافظ القرآن درجة.

٧ ـ وفيه ص ٢٨٧ : الجعفريات ، أخبرنا محمد ، حدثني موسى ، قال حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه عن جده علي ابن الحسين ، عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : القلوب أربعة : فقلب فيه ايمان وليس فيه قرآن ، وقلب فيه قرآن وايمان ، وقلب فيه قرآن وليس فيه ايمان ، وقلب لا قرآن فيه ولا ايمان ، فأما القلب الذي فيه ايمان وليس فيه قرآن كالثمرة طيب طعمها ليس لها ريح ، وأما القلب الذي فيه قرآن وليس فيه ايمان كالأشنة طيب ريحها خبيث طعمها ، وأما القلب الذي فيه ايمان وقرآن كجراب المسك ان فتح فتح طيبا وان وعى وعى طيبا ، وأما القلب الذي لا قرآن فيه ولا ايمان كالحنظلة خبيث ريحها خبيث طعمها.

٤ ـ فضل حملة القرآن

١ ـ الكافي ٢ / ٦٠٤ : أبو علي الأشعري ، عن الحسن بن علي بن عبد الله ، وحميد بن زياد ، عن الخشاب جميعا عن الحسن بن علي بن

١٩٧

يوسف ، عن معاذ بن ثابت ، عن عمرو بن جميع ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان احق الناس بالتخشع في السر والعلانية لحامل القرآن ، وان أحق الناس في السر والعلانية بالصلاة والصوم لحامل القرآن. ثم نادى بأعلى صوته : يا حامل القرآن تواضع به يرفعك الله ، ولا تعزز به فيذلك الله ، يا حامل القرآن تزين به لله يزينك الله (به) ، ولا تزين به للناس فيشينك الله به ، من ختم القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جبينه ولكنه لا يوحى اليه ، ومن جمع القرآن فنواله لا يجهل مع من يجهل عليه ، ولا يغضب فيمن يغضب عليه ، ولا يحد فيمن يحد ، ولكنه يعفو ويصفح ويغفر ويحلم لتعظيم القرآن ومن أوتي القرآن فظن أن أحدا من الناس أوتي أفضل مما أوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر ما عظم الله.

٢ ـ وفيه ٢ / ٦٠٦ : ابو علي الاشعري ، عن محمد بن عبد الجبار عن أبي نجران ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عزوجل فيما حملكم من كتابه ، فاني مسؤول وانكم مسؤولون ، اني مسؤول عن تبليغ الرسالة وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي.

٣ ـ ثواب الاعمال ص ٩٠ : أبي «ره» قال : حدثني أحمد بن ادريس ، قال حدثني محمد بن أحمد ، قال حدثني ابو اسحاق ابراهيم ابن هاشم ، عن الحسن الفارسي ، عن سليمان بن جعفر الحميري ، عن اسماعيل بن أبي زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أهل القرآن في أعلى درجة من الآدميين ماخلا النبيين والمرسلين ، ولا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم. قال : فان لهم من الله لمكانا.

١٩٨

٤ ـ الكافي ٢ / ٦٠٦ : علي عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن ابي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حملة القرآن عرفاء اهل الجنة ، والمجتهدون قواد أهل الجنة ، والرسل سادة أهل الجنة.

٥ ـ وسائل الشيعة ص ٨٢٦ : محمد بن علي بن الحسين ، باسناده عن عبد الله بن عباس ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اشراف أمتي حملة القرآن واصحاب الليل.

٦ ـ تفسير الامام العسكري ص ٣ : قال الامام الحسين بن علي العسكري عليه‌السلام ، حدثني ابي علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى ، عن ابيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر ابن محمد الصادق ، عن أبيه الباقر محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين زين العابدين عن أبيه الحسين بن علي سيد المستشهدين ، عن ابيه امير المؤمنين وسيد الوصيين ، وخليفة رسول رب العالمين ، فاروق الأمة ، وباب مدينة الحكمة ووصي رسول الرحمة ، علي بن ابي طالب صلوت الله عليه وعليهم اجمعين عن رسول رب العالمين ، وسيد المرسلين ، وقائد الغر المحجلين ، والمخصوص بأشرف الشفاعات في يوم الدين ، قال : حملة القرآن المخصوصين برحمة الله ، الملبسون نور الله ، المعلمون كلام الله ، المقربون من الله ، من والاهم فقد والى الله ، ومن عاداهم فقد عادى الله ، ويدفع الله عن مستمع القرآن بلوى الدنيا ، وعن قارية بلوى الآخرة ، والذي نفس محمد بيده لسامع آية من كتاب الله عزوجل وهو معتقد أن المورد له عن الله تعالى محمد الصادق في كل اقواله ، الحكيم في كل افعاله ، المودع ما اودعه الله تعالى من علومه امير المؤمنين عليا عليه‌السلام ، المعتقد للانقياد له فيما يأمر ويرسم ، اعظم أجرا من صرة ذهب يتصدق به ومن لا يعتقد هذه الامور لا يقبل منه بل صدقته وبال عليه ، ولقارىء آية من كتاب الله معتقدا هذه الأمور افضل

١٩٩

مما دون العرش الى التخوم ، ولا يكون لمن لا يعتقد هذا الاعتقاد ، بل ذلك كله وبال على هذا المتصدق به. ثم قال : أتدرون متى يتوفر على هذا المستمع وهذا القارىء هذه المثوبات العظيمات؟ اذا لم يقل في القرآن ولم يخف منه ولم يراء به.

٧ ـ مستدرك الوسائل ص ٢٩٠ : وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يوضع يوم القيامة منابر من نور وعند كل منبر نجيب من نجب الجنة : ، ثم ينادي مناد من قبل رب العزة : اين حملة كتاب الله اجلسوا على هذه المنابر ، فلا خوف عليكم ولا انتم تحزنون حتى يفرغ الله تعالى من حساب الخلائق ، ثم اركبوا على هذه النجب واذهبوا الى الجنة.

٨ ـ وفيه ص ٢٨٨ : السيد المرتضى (في الغرر والدرر) عن القاسم ابن سلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال : لا ينبغي لحامل القرآن ان يظن ان احدا اعطى افضل مما اعطى ، لأنه لو ملك الدنيا بأسرها لكان القرآن افضل مما ملك.

٩ ـ وسائل الشيعة عن كتاب (الغايات) للشيخ جعفر بن احمد القمي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ان احق الناس بالتخشع في السر والعلانية لحامل القرآن ، وان احق الناس بالصلاة والصيام في السر والعلانية لحامل القرآن.

١٠ ـ وفيه ص ٨٣١ : عن الخصال ومعاني الأخبار عن أبيه عن علي بن عباس ، والحسن بن علي بن نصير الطوسي ، عن محمد بن عبد الرحمان ، عن غزوان ، عن ابن سنان ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء بن يسار ، عن بشار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : حملة القرآن عرفاء اهل الجنة.

١١ ـ وفيه ص ٨٢٦ : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.

٢٠٠