قرب الإسناد

أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري

قرب الإسناد

المؤلف:

أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٣٩

« أتم الصلاة ، ولو صلاة واحدة » (١).

١١٨٢ ـ محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه‌السلام : جعلت فداك ، رجل أكل فالوذج فيه زعفران بعدما رمى الجمرة ولم يحلق. قال :

« لا بأس » (٢).

١١٨٣ ـ قال : وسألته يحرم عليّ في حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما يحرم في حرم الله عز وجل؟ قال :

« لا » (٣).

١١٨٤ ـ علي بن سليمان بن رشيد ، عن مالك بن أشيم ، عن إسماعيل ابن بزيع قال : قلت لأبي الحسن الأول علي عليه‌السلام : إن لنا فتاة وقد ارتفع حيضها. فقال لي :

« اخضب رأسها بالحناء ، فإنه سيعود حيضها إلى ما كان ».

قال : ففعلت فعاد الحيض إلى ما كان (٤).

١١٨٥ ـ محمد بن عبد الحميد قال : أخبرني عبد السلام بن سالم ، عن الحسن بن سالم قال : بعثني أبو الحسن موسى عليه‌السلام إلى عمته يسألها شيئاً كان لها تعين به محمد بن جعفر في صداقه. فلما قرأت الكتاب ضحكت ثم قالت لي : قل له : بأبي أنت وأمي ، الأمر إليك فاصنع به ما تريد.

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٥٢٤| ٢ ، والشيخ في التهذيب ٥ : ٤٢٥| ١٤٧٧ وفي الاستبصار ٢ : ٣٣٠| ١١٧٣ ، ونقله المجلسي في البحار ٨٩ : ٨٠| ٧.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٩٩ : ١٦٧| ٣.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٩٩ : ٣٧٥| ١.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٨١ : ٨٩| ٩.

٣٠١

فقلت لها : فديتك ايش كتب إليك؟ فقالت تهدي إليك قدر برام (١) ، أخبرك به؟ قلت : نعم. فاعطتني الكتاب فقرأته ، فإذا فيه : « إن لله ظلاً تحت يده يوم القيامة ، لا يستظل تحته إلاّ نبي أو وصي نبي ، أو مؤمن أعتق عبداً مؤمناً ، أو مؤمن قضى مغرم مؤمن ، أو مؤمن كف أيمة (٢) مؤمن » (٣).

١١٨٦ ـ محمد بن عبد الحميد ، عن أبي جميلة ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : « لا تختضب الحائض » (٤).

١١٨٧ ـ احمد بن محمد ، عن عبد الرحمن بن عمر بن أسلم قال : رأيت أبا الحسن موسى عليه‌السلام احتجم يوم الأربعاء وهو محموم ، فلم تتركه الحمى ، فاحتجم يوم الجمعة فتركته الحمى (٥).

١١٨٨ ـ محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ، عن إبراهيم بن مفضل بن قيس قال : سمعت أبا الحسن الأول عليه‌السلام وهو يحلف أن لا يكلم محمد ابن عبد الله الأرقط أبداً ، فقلت في نفسي : هذا يأمر بالبر والصلة ، ويحلف أن لا يكلم ابن عمه أبداً.

قال : فقال : « هذا من برّي به ، هو لا يصبر ان يذكرني ويعيبني ، فإذا علم الناس أني لا اُكلمه لم يقبلوا منه ، أمسك عن ذكري ، فكان خيراً له » (٦).

١١٨٩ ـ محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن أبي جرير القمي

__________________

(١) البرام : حجر تصنع منه القدور انظر « مجمع البحرين ـ برم ـ ٦ : ١٦ ».

(٢) الأيمة : عدم الزواج ، انظر « الصحاح ـ أيم ـ ٥ : ١٨٦٨ ».

(٣) نقله المجلسي في البحار ٧٤ : ٣٥٦| ١.

(٤) رواه الشيخ في التهذيب ١ : ١٨٢| صدر الحديث ٥٢١ والاستبصار ١ : ١١٦| صدر الحديث ٣٨٨ ، ونقله المجلسي في بحاره ٨١ : ٨٩| ٩.

(٥) رواه الصدوق في الخصال : ٣٨٦| ٧١ ، ونقله المجلسي في بحاره ٥٩ : ٤٣| ٣.

(٦) روى الصفار في بصائر الدرجات : ٢٥٦| ٧ ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره ٤٨ : ١٥٩| ١.

٣٠٢

قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه‌السلام أسأله عن المحرم يكون به الجرح فيكون فيه المدّة ، وهويؤذي صاحبه يجدفيه حرقة.

قال : فأجابني : « لا بأس أن يفتحه » (١).

١١٩٠ ـ أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه‌السلام يقول : « إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة ، وبقاع الارض التي كان يعبد الله عليها ، وأبواب السماء التي كان يصعد بأعماله فيها ، وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء ».

قال : « لأن المؤمنين حصون المسلمين كحصن سور المدينة لها » (٢).

١١٩١ ـ وبهذا الإسناد عن علي بن رئاب قال : سئل أبو الحسن موسى ابن جعفر عليه‌السلام ـ وأنا حاضر ـ عن رجل تزوج امرأة على مائة دينار وعلى أن تخرج معه إلى بلاده ، فان لم تخرج معه الى بلاده فإن مهرها خمسون ديناراً ، أرأيت إن لم تخرج معه إلى بلاده؟

قال : فقال : « إن أراد أن يخرج بها الى بلاد الشرك فلا شرط له عليها في ذلك ، ولها مائة دينار التي أصدقها إياها ، وإن اراد أن يخرج بها إلى بلاد المسلمين ودار الإسلام فله ما شرط عليها ، والمسلموق عند شروطهم ، وليس له أن يخرج بها إلى بلاده حتى يؤدي إليها صداقها ، أو ترضى منه من ذلك ، فما رضيته جائز له » (٣).

__________________

(١) نقله الحر العاملي في الوسائل ٩ : ١٥٩| ١.

(٢) رواه الكليني في الكافي ١ : ٣٠ | ٣ ، والصدوق في علل الشرائع : ٤٦٢| ٢ ، ونقله المجلسي في بحار ٨٢ : ١٧٧| ١٨.

(٣) رواه الكليني في الكافي ٥ : ٤٠٤| ٩ ، والشيخ في التهذيب ٧ : ٣٧٣| ١٥٠٧ ، ونقله المجلسي في بحاره ١٠٣ : ٣٥٥| ٤١.

٣٠٣

١١٩٢ ـ محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان قال : كتب معي عطية المدائني إلى أبي الحسن الأول عليه‌السلام يسأله ، قال : قلت : امرأتي طالق على السنة إن أعدت الصلاة ، فأعدت الصلاة ، ثم قلت : امرأتي طالق على الكتاب والسنة إن أعدت الصلاة ، فأعدت ، ثم قلت : امرأتي طالق طلاق ال محمد على السنة إن اعدت صلاتي ، فأعدت. قال : فلما رأيت استخفافي بذلك قلت : امرأتي عليّ كظهر اُمي إن أعدت الصلاة ، فأعدت ، ثم قلت : امرأتي عليَّ كظهر أمي ان أعدت الصلاة ، فأعدت ، ثم قلت : امرأتي عليَّ كظهر امي ان أعدت الصلاة ، فاعدت ، وقد اعتزلت أهلي منذ سنين.

قال : فقال أبو الحسن عليه‌السلام : « الأهل أهله ولا شيء عليه ، إنما هذا وأشباهه من خطوات الشيطان » (١).

١١٩٣ ـ عبد الله بن عامر ، عن ابن أبي نجران ، عن صالح بن عبد الله الخثعمي قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه‌السلام أسأله عن اُم ولد لي ذكرت أنها أرضعت جارية لي فقال :

« لا تقبل قولما ولا تصدقها » (٢).

١١٩٤ ـ وبهذا الإسناد عن صالح بن عبد الله الخثعمي قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه‌السلام أسأله عن الصلاة في المسجدين أقصّر أو اُتم؟

فكتب إليّ : « أي ذلك فعلت لا بأس ».

قال : وكتبت إليه أسأله عن خصي لي في سن رجل مدرك ، يحل للمرأة أن يراها وتكشف بين يديه؟ قال : فلم يجبني فيها.

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ١٠٤ : ١٦٧| ٤.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٥ : ٤٤٦| ١٧ ، والشيخ في التهذيب ٧ : ٣٢٣| ١٣٢٩ ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره ١٠٣ : ٣٢٢| ٤.

٣٠٤

قال : فسألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عنها مشافهة ، فأجابني بمثل ما أجابني أبوه ، إلا أنه قال في الصلاة : « قصر » (١).

١١٩٥ ـ محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه‌السلام : جعلت فداك ، إن رجلا من مواليك عنده جوار مغنيات قيمتهن اربعة عشر ألف دينار وقد جعل لك ثلثها. فقال :

« لا حاجة لي فيها ، إن ثمن الكلب والمغنية سحت » (٢).

١١٩٦ ـ الحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل ومحمد بن عيسى ، عن حماد بن عيسى قال : رأيت أبا الحسن موسى عليه‌السلام صلى الغداة ، فلما سلّم الإمام قام فدخل الطواف ، فطاف اُسبوعين بعد الفجر قبل طلوع الشمس ، ثم خرج من باب بني شيبة ، ومضى ولم يصل (٣).

١١٩٧ ـ محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى قال : قلت لأبي الحسن الأول عليه‌السلام : إن الحسن بن محمد له إخوة من أبيه ، وليس يولد له ولد إلّا مات ، فادع الله له.

فقال : « قضيت حاجته ».

فولد له غلامان (٤).

١١٩٨ ـ محمد بن عيسى ، عن علي بن يقطين. أوعن زيد ، عن علي بن يقطين ، أنه كتب إلى أبي الحسن موسى عليه‌السلام : إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان ـ وكان وزيراً لهارون ـ فإن أذنت لي ـ جعلني الله فداك ـ

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٨٩ : ٨٠| ٧.

(٢) روى الكليني في الكافي ٥ : ١٢٠| ٧ ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره ٧٩ : ٢٤٢| ١٠.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٨٣ : ١٤٧| ٢ و ٩٩ : ٢١٥| ٧.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٤٨ : ٤٣| ٢٠.

٣٠٥

هربت منه.

فرجع الجواب : « الا آذن لك بالخروج من عملهم ، واتق الله » أو كما قال (١).

١١٩٩ ـ محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الحسن الأول ، قال : كتبت إليه أساله عن هذه المسالة ـ وعرفت خطه ـ : عن أم ولد لرجل كان ابو الرجل وهبها له ، فولدت منه اولاداً ، فقالت له بعد ذلك : إن أباك قد كان وطأني قبل أن يهبني لك.

قال : « لاتصدفغ إنما تفر من سوء خلق » (٢).

١٢٠٠ ـ محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن قال : أخبرني من رأى أبا الحسن الأول عليه‌السلام بمنى ، وهو يمسح ظهر قدمه من أعلى القدم إلى الكعب ، ومن الكعب إلى أعلى القدم (٣).

١٢٠١ ـ محمد بن عيسى ، عن بعض من ذكره ، أنه كتب أبو الحسن موسى عليه‌السلام إلى الخيزران أم أمير المؤمنين يعزيها بموسى ابنها ، ويهنؤها بهارون ابنها.

« بسم الله الرحمن الرحيم

للخيزران أم امير المؤمنين من موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين.

أما بعد : اصلحك الله وأمتع بك ، وأكرمك وحفظك ، وأتم النعمة والعافية في الدنيا والآخرة لك برحمته. ثم إن الأمور ـ اطال الله بقاءك ـ كلها بيد الله

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٤٨ : ١٥٨| ٣٢.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٥ : ٥٦٦| ٤٤ ، ونقله المجلسي في بحاره ١٠٤ : ١٦| ٥.

(٣) رواه الكليني في الكافي ٣ : ٣١| صدر الحديث ٧ ، والشيخ في التهذيب ١ : ٥٧| ١٦٠ وفي الاستبصار ١ : ٥٨| ١٧٠ ، ونقله المجلسي في بحاره ٨٠ : ٢٥٨| ٥.

٣٠٦

عزوجل يمضيها ويقدّرها بقدرته فيها والسلطان عليها ، توكل بحفظ ماضيها وتمام باقيها ، فلا مقدم لما أخر منها ولا مؤخر لما قدم ، استأثر بالبقاء وخلق خلقه للفناء ، أسكنهم دنيا سريع زوالها قليل بقاؤها ، وجعل لهم مرجعاً إلى دار لا زوال لها ولآ فناء. وكتب الموت على جميع خلقه ، وجعلهم اُسوة فيه ، عدلاً منه عليهم عزيزاً وقدرة منه عليهم ، لا مدفع لأحد منه ولا محيص له عنه ، حتى يجمع الله تبارك وتعالى بذلك إلى دار البقاء خلقه ، ويرث به أرضه ومن عليها ، وإليه يرجعون.

بلغنا ـ أطال الله بقاءك ـ ما كان من قضاء الله الغالب في وفاة أمير المؤمنين موسى صلوات الله عليه ورحمته ومغفرته ورضوانه ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، إعظاماً لمصيبته وإجلالا لرزئه (١) وفقده ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون ، صبراً لأمر الله عزوجل وتسليماً لقضائه ، ثم إنا لله وإنا إليه راجعون لشدة مصيبتك علينا خاصة ، وبلوغها من حر قلوبنا ونشوز أنفسنا.

نسأل الله أن يصلي على أمير المؤمنين وأن يرحمه ، ويلحقه بنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبصالح سلفه ، وأن يجعل ما نقله إليه خيراً مما أخرجه منه ، ونسأل الله أن يعظّم أجرك ـ أمتع الله بك ـ وأن يحسن عقباك ، وأن يعوضك من المصيبة بأمير المؤمنين صلوات الله عليه أفضل ما وعد الصابرين من صلواته ورحمته وهداه.

ونسأل الله أن يربط على قلبك ، ويحسن عزاءك وسلوتك ، والخلف عليك ، ولايريك بعده مكروهاً في نفسك ولا في شيء من نعمته عليك.

وأسأل الله أن يهنيك خلافة أمير المؤمنين أمتع الله به وأطال بقاءه ومد في عمره وانسأ في أجله ، وأن يسوغكما بأتم النعمة وافضل الكرامة ، وأطول العمر ،

__________________

(١) لرزيته : ح ل.

٣٠٧

وأحسن الكفاية ، وأن يمتعك وإيانا خاصة والمسلمين عامة بأمير المؤمنين ، حتى نبلغ به أفضل الأمل فيه لنفسه ومنك ـ أطال الله بقاءه ـ ومنا له.

لم يكن ـ أطال الله بقاءك ـ أحد من أهلي وقومك وخاصتك وحرمتك كان أشد لمصيبتك إعظاماً وبها حزناً ولك بالاجر عليها دعاءً وبالنعمة التي احدث الله لامير المؤمنين ـ اطال الله بقاءه ـ دعاء بتمامها ودوامها وبقائها ، ودفع المكروه فيها ، مني.

والحمد لله لما جعل الله عليه بمعرفتي بفضلك والنعمة عليك ، وشكري بلاءك ، وعظيم رجائي لك ، أمتع الله بك وأحسن جزاءك إن رأيت ـ أطال الله بقاءك ـ أن تكتبي إلي بخبرك في خاصة نفسك ، وحال جزيل هذه المصيبة وسلوتك عنها ، فعلتِ ، فإني بذلك مهتم إلى ما جاءني من خبرك وحالك فيه متطلع ، أتم الله لك أفضل ما عودك من نعمه ، واصطنع عندك من كرامته ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته ».

وكتب يوم الخميس لسبع ليال خلون من شهر ربيع الاخر سنة سبعين ومائة (١).

١٢٠٢ ـ محمد بن الحسين ، عن أحمد بن الميثم ، عن الحسين بن أبي العرندس قال : رأيت أبا الحسن موسى عليه‌السلام في المسجد الحرام في شهر رمضان ، وقد أتاه غلام له أسود ـ بين ثوبين أبيضين ـ ومعه قلة وقدح ، فحين قال المؤذن : الله أكبر ، صب له فناوله وشرب (٢).

١٢٠٣ ـ محمد بن الحسين ، عن احمد بن الحسن الميثمي ، عن الحسين بن أبي العرندس قال : رأيت أبا الحسن عليه‌السلام بمنى وعليه نقبة ، ورداء ، وهو

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٤٨ : ١٣٤| ٧.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٨٣ : ٦٢| ٢٥ و ٩٦ : ٣١٣| ٩.

٣٠٨

متكئ على جواليق سود ، متكىء على يمينه ، فأتاه غلام أسود بصحفة فيها رطب فجعل يتناول بيساره فيأكل وهو متكىء على يمينه ، فحدثت بهذا الحديث رجلاً من أصحابنا قال : فقال لي : أنت رأيته يأكل بيساره؟ قال : قلت : نعم. قال : أما والله لحدثني سليمان بن خالد انه سمع أبا عبد الله عليه‌السلام يقول :

« صاحب هذا الأمر كلتا يديه يمين » (١).

١٢٠٤ ـ محمد بن الحسين ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الحسن الأول قال : سمعته يقول لرجل : « لاتمكن الناس من قيادك فتذل » (٢).

١٢٠٥ ـ أيوب بن نوح ، عن صالح بن عبد الله ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام ، قال : ابتدأني فقال : « ماء الحمام لا ينجسه شيء » (٣).

١٢٠٦ ـ محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب قال : قلت لأبي الحسن الاول عليه‌السلام : صليت بقومي ملاة فقمت ولم اسلّم عليهم ، نسيت ، فقالوا : ما سلمت علينا.

قال : « الم تسلم وأنت جالس؟ » قلت : بلى. قال : « فلا شيء عليك ، ولو شئت حين قالوا لك استقبلتهم بوجهك فقلت : السلام عليكم » (٤).

١٢٠٧ ـ محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : صلى أبو الحسن الاول عليه‌السلام صلاة الليل في المسجد الحرام وأنا خلفه ، فصلى الثمان

__________________

(١) نقله المجلسي في البحار ٤٨ : ١١٩| ٣٧.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٧٥ : ٣٩٤| ٧.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٨٠ : ٣٤| ٢.

(٤) رواه الشيخ في التهذيب ٢ : ٣٤٨| ١٤٤٢ ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره ٨٥ : ٣٠٣| ٧.

٣٠٩

وأوتر ، وصلى الركعتين ، ثم جعل مكان الضجعة سجدة (١).

١٢٠٨ ـ محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال : دخلت على أبي الحسن الأول عليه‌السلام في بيته الذي كان يصلي فيه ، فإذا ليس في البيت شيء إلّا خصفة وسيف معلق ومصحف (٢).

١٢٠٩ ـ محمد بن عيسى قال : حدثني إبراهيم بن عبد الحميد قال : سالت أبا الحسن عليه‌السلام ، عن الرجل يشتري الجارية وهي حبلى ، أيطؤها؟

قال : « لا يقربها » (٣).

١٢١٠ ـ محمد بن عيسى قال : حدثني حماد بن عيسى قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام بالبصرة فقلت له : جعلت فداك ، ادع الله تعالى أن يرزقني داراً وزوجة وولداً وخادماً والحج في كل سنة. قال : فرفع يده ثم قال :

« اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارزق حماد بن عيسى داراً وزوجة وولداً وخادماً والحج خمسين سنة ».

قال حماد : فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة.

قال حماد : وقد حججت ثمانية وأربعين سنة ، وهذه داري قد رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذه خادمي ، وقد رزقت كل ذلك.

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٣ : ٤٤٨| ٢٦ ، والشيخ في التهذيب ٢ : ١٣٧| ٥٣١ ، ولم يرد فيهما : « وانا خلفه ، فصلى الثمان وأوتر وصلى الركعتين » ، ونقله المجلسي في بحاره ٨٧ : ١٩٨| ٥.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٤٨ : ١٠٠| ١.

(٣) رواه الشيخ في التهذيب ٨ : ١٧٦| ٦١٩ و ١٧٧| ٦٢٠ وفي الاستبصار ٣ : ٣٦٢| ١٣٠١ و ١٣٠٢ ، ونقله المجلسي في بحاره ١٠٣ : ١٣١| ٣.

٣١٠

فحج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين ، ثم خرج بعد الخمسين حاجاً فزامل أبا العباس النوفلي ، فلما صار في موضع الإحرام دخل يغتسل ، فجاء الوادي فحمله فغرق فمات ، رحمنا الله وإياه ، قبل أن يحج زيادة على الخمسين وقبره بسيالة (١) (٢).

١٢١١ ـ محمد بن عبد الحميد ، عن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام عن العقيقة ، الجارية والغلام فيها سواء؟

قال : « نعم » (٣).

١٢١٢ ـ أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن عبد الله بن جندب قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه‌السلام أساله عن الرجل يريد ان يجعل أعماله من الصلاة والبر والخير أثلاثاً : ثلثاًله ، وثلثين لأبويه ، أو يفردهما من اعماله بشيء مما يتطوع به ، بشيء معلوم ، وإن كان أحدهما حياً والآخر ميتا.

فكتب إلي « أما للميت فحسن جائز وأما للحي فلا إلا البر والصلة » (٤).

١٢١٣ ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه‌السلام : أرأيت إن احتجت إلى طبيب وهو نصراني ، اُسلّم عليه وأدعو له؟ قال :

__________________

(١) السيالة : اول مرحلة لاهل المدينة اذا قصدوا مكة المكرمة. معجم البلدان ٣ : ٢٩٢.

(٢) رواه الشيخ في رجال الكشي ٢ : ٦٠٤| ٥٧٢ ، والمفيد في الاختصاص : ٢٠٥ ، والطبري في دلائله : ١٦٢ ، واورد نحوه الراوندي في الخرائج ١ : ٣٠٤| ٨ ، ونقله المجلسي في بحاره ٤٨ : ٤٧| ٣٦.

(٣) روى الكليني في الكافي ٦ : ٢٦| ١ ، ٢ ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره ١٠٤ : ١٠٨| ٧.

(٤) نقله المجلسي في البحار ٧٤ : ٦٧| ٣٩.

٣١١

« نعم ، لأنه لا ينفعه دعاؤك » (١).

١٢١٤ ـ وعنه ، عن علي بن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة قال : سألت أبا الحسن موسى عليه‌السلام قلت : المرأة تقعد عند رأس المريض وهي حائض ، وهو في حد الميت؟ قال : فقال :

« لا بأس أن تمرضه ، فإذا خافوا عليه وقرب من ذلك تنحت عنه وتتجنب قربه ، فإن الملائكة تتأذى بذلك » (٢).

١٢١٥ ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن أبي جرير الرقاش قال : قلت لأبي الحسن موسى عليه‌السلام : كيف أتوضأ للصلاة؟ قال : فقال :

« لا تغمس في الوضوء ، ولا تلطم وجهك بالماء لطماً ، ولكن اغسله من أعلى وجهك إلى أسفله بالماء مسحاً ، وكذلك فامسح بالماء على ذراعيك ورأسك وقدميك » (٣).

١٢١٦ ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن المفضل عن الكاتب قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن رجل من أصحابنا يموت ولم يترك ما يكفن به ، أفأشتري له كفنه من الزكاة؟.

قال : فقال : « اعط عياله من الزكاة قدر ما يجهزونه به فيكونون هم الذين يجهزونه ».

قلت : فإن لم يكن له ولد ، ولا أحد يقوم بأمره ، فاُجهزه أنا من الزكاة؟

قال : فقال : « كان أبي رضي‌الله‌عنه يقول : إن حرمة عورة المؤمن وحرمة بدنه

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٢ : ٤٧٥| ٧ ، ٨ ، والصدوق في علل الشرائع : ٦٠٠| ٥٣ ، وابن ادريس في المستطرفات : ٤٨| ٨ ، والطبرسي في المشكاة : ٣٣٠ ، ونقله المجلسي في بحاره ٧٥ : ٣٨٩| ٤.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٣ : ١٣٨| ١ ، والشيخ في التهذيب ١ : ٤٢٨| ١٣٦١ ، ونقله المجلسي في بحاره ٨١ : ٢٣٠| ١.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٨٠ : ٢٥٧| ٤.

٣١٢

وهو ميت كحرمته وهو حي ، فوار عورته وبدنه وجهزه وكفنه وحنطه ، واحتسب بذلك من الزكاة ».

قلت : فإن اتجر عليه بعض اخوانه بكفن آخر ، وكان عليه دين ، ايكفن بواحد ويقضي بالآخر دينه؟

قال : فقال : « هذا ليس ميراث تركه ، وأنما هذا شيء صار إليهم بعد وفاته ، فليكفنوه بالذي اتجر عليهم به ، وليكن الذي من الزكاة يصلحون به شأنهم » (١).

١٢١٧ ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس قال : سألت أبا الحسن موسى عليه‌السلام قلت : المرأة ترى الطهر قبل غروب الشمس ، كيف تصنع بالصلاة؟

قال : فقال : « إذا راًت الطهر بعدما يمضي من زوال الشمس أربعة أقدام فلا تصل إلّا العصر ، لأن وقت الظهر دخل عليها وهي في الدم وخرج عنها الوقت وهي في الدم ، فلم يجب عليها أن تصلي الظهر ، وما طرح الله عنها من الصلاة وهي في الدم أكثر ».

قال : « وإذا رأت المرأة بعدما مضى من زوال الشمس أربعة اقدام ، فلتمسك عن الصلاة ، فإذا طهرت من الدم فلتقض صلاة الظهر ، لأن وقت الظهر دخل عليها وهي طاهر وخرج عنها وقت الظهر وهي طاهر ، فضيعت صلاة الظهر ، فوجب عليها قضاؤها » (٢).

١٢١٨ ـ وعنه ، عن ابن محبوب ، عن الفضل بن يونس قال : سألت أبا الحسن موسى عليه‌السلام قلت : تكون معي الجواري وأنا بمكة ، فآمرهن أن

__________________

(١) رواه الشيخ في التهذيب ١ : ٤٤٥| ١٤٤٠ ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره ٩٦ : ٦١| ١٩.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٣ : ١٠٢| ١ ، والشيخ في التهذيب ١ : ٣٨٩| ١١٩٩ وفى الاستبصار ١ : ١٤٢| ٤٨٥ ، ونقله المجلسي في بحاره ٨٣ : ٢٧| ٥.

٣١٣

يقعدن بالحج يوم التروية ، فأخرج بهن فيشهدن المناسك أو أخلفهن بمكة؟

قال : فقال لي : « إن خرجت بهن فهو أفضل ، وان خلفتهن عند ثقة فلا بأس ، فليس على المملوك حج ولا عمرة حتى يعتق » (١).

١٢١٩ ـ احمد بن إسحاق ، قال : حدثني بكر بن محمد الأزدي ، عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام ، قال : كان يقول :

« اللهم إنك أخذت بناصيتي وقلبي فلم تملّكني منهما شيئاً ، فإذ فعلت ذلك بهما فأنت وليهما فاهدهما إلى سواء السبيل ، يارب يارب يارب ، ما أقدرك ما أقدرك ما أقدرك على تعويض كل من كانت له قبلي تبعة ، وتغفر لي فإن مغفرتك للظالمين » (٢).

١٢٢٠ ـ السندي بن محمد ، عن يونس بن يعقوب قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن اخصاء الغنم. قال :

« لا بأس » (٣).

١٢٢١ ـ السندي بن محمد ، عن يونس بن يعقوب قال : أرسلت إلى أبي الحسن موسى عليه‌السلام : إن أخي اشترى حماماً من المدينة ، فذهبنا بها معنا إلى مكة ، فاعتمرنا وأقمنا ثم أخرجنا الحمام معنا من مكة إلى الكوفة ، علينا في ذلك شيء؟

فقال للرسول : « اظنهن كنّ فرّها (٤) قل له يذبح مكان كل طير شاة » (٥).

__________________

(١) رواه الصدوق في الفقيه ٢ : ٢٦٤| ١٢٨٥ ، ونقله المجلسي في بحاره ٩٩ : ١١٤| ٤.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٩٥ : ٣٤١| ١.

(٣) نقله المجلسي في البحار ٦٤ : ٢٢٢| ٢.

(٤) فُرَّه : جمع فارِه ، وهي الشيء الحسن الجيد في بابه « الصحاح ـ فره ـ ٦ : ٢٢٤٢ ».

(٥) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٢٣٥| ١٦ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ١٦٨| ٧٣٣ ، والشيخ في التهذيب ٥ : ٣٤٩| ١٢١٤ ، وفي الاخير نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره ٩٩ : ١٥١| ١٧.

٣١٤

١٢٢٢ ـ هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول لأبيه : « يا أبة ، إن فلاناً يريد اليمن ، أفلا اُزود ببضاعة ليشتري لي لما عصب اليمن؟

فقال له : يا بني ، لأتفعل ».

قال : ولم؟

قال : لأنها إن ذهبت لا تؤجر عليها ولم تخلف عليك ، لأن الله تبارك وتعالى يقول : ( وَلاَ تُؤتُوا السُّفَهاءَ أموالَكمُ الّتي جَعَل الله لَكُم قِياماً ) (١) فأي سفيه أسفه ـ بعد النساء ـ من شارب الخمر؟!

يا بني إن أبي حدثني عن آبائه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من ائتمن غير أمين ، فليس له على الله ضمان ، لأنه قد نهاه أن يأتمنه » (٢).

١٢٢٣ ـ محمد بن عيسى بن عبيد وأحمد بن اسحاق جميعاً ، عن سعدان ابن مسلم قال : قال بعض اصحابنا : خرج أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام في بعض حوائجه ، فمر على رجل وهو يحد في الشتاء. فقال :

« سبحان الله ، ما ينبغي هذا ، ينبغي لمن حد أن يستقبل به دفء النهار ، فإن كان في الصيف أن يستقبل به برد النهار » (٣).

١٢٢٤ ـ محمد بن عيسى وأحمدبن إسحاق جميعاً ، عن سعدان بن مسلم قال : كنت في الحمّام في البيت الأوسط ، فدخل أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام وعليه النورة. قال : فقال : « السلام عليكم » فرددت عليه وتأخرت ، فدخل

__________________

(١) النساء ٤ : ٥.

(٢) نقله المجلسي في البحار ٧٩ : ١٢٧| ١٠ و ١٠٣ : ١٧٨| ٣.

(٣) رواه البرقي في المحاسن : ٢٧٤| ٣٧٩ ، باختلاف في الفاظه ، وروى الكليني في الكافي ٧ : ٢١٧| ٣ ، نحوه ، ونقله المجلسي في بحاره ٧٩ : ٩٧| ٣.

٣١٥

البيت الذي فيه الحوض ، فاغتسلت وخرجت (١).

١٢٢٥ ـ محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق جميعاً ، عن سعدان بن مسلم قال : كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه‌السلام في خصي يبول فيلقى من ذلك شدة ، ويرى البلل بعد البلل. قال :

« يتوضأ ثم ينضح في النهار مرة واحدة » (٢).

١٢٢٦ ـ محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق جميعاً ، عن سعدان بن مسلم قال : رأيت ابا الحسن موسى عليه‌السلام استلم الحجر ثم طاف حتى إذا كان اسبوع التزم وسط البيت ، وترك الملتزم الذي يلتزم أصحابنا ، وبسط يده على الكعبة فمكث ما شاء الله ، ثم مضى إلى الحجر فاستلمه وصلى خلف مقام ابراهيم عليه‌السلام ، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه ، ثم مضى حتى إذا بلغ الملتزم في اخر السبوع التزم وسط البيت وبسط يده ، ثم استلم الحجر وصلى ركعتين خلف مقام ابراهيم عليه‌السلام ، ثم استلم الحجر وطاف حتى إذا كان اخر السبوع التزم وسط البيت ، ثم استلم الحجر ، ثم صلى ركعتين خلف مقام ابراهيم عليه‌السلام ، ثم عاد إلى الحجر فاستلم ما بين الحجر إلى الباب ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم أتى الحجر فصلى ثماني ركعات ، فكان آخر عهده بالبيت تحت الميزاب ، وبسط يده ودعا ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم خرج من باب الحّناطين حتى أتى ذا طوى (٣) ،

__________________

(١) رواه الصدوق في الفقيه ١ : ٦٥| ٢٥١ ، والشيخ في التهذيب ١ : ٣٧٤| ١١٤٧ ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحاره ٧٦ : ٧١| ٤.

(٢) رواه الكليني في الكافي ٣ : ٢٠| ٦ ، والصدوق في الفقيه ١ : ٤٣| ١٦٨ ، والشيخ في التهذيب ١ : ٣٥٣| ١٠٥١ و ٤٢٤| ١٣٤٩. وفي الاخيرين : ينضح ثوبه ، ونقله المجلسي في بحاره ٨٠ : ٣٦٥| ٤.

(٣) ذو طوى : واد بمكة. « معجم ما استعجم » ٣ : ٨٩٦.

٣١٦

وكان وجهه إلى المدينة (١).

١٢٢٧ ـ الحسن بن ظريف ، عن أبيه ظريف بن ناصح قال : كنت مع الحسين بن زيد ومعه ابنه علي ، إذ مر بنا ابو الحسن موسى بن جعفر صلّى الله عليه فسلم عليه ثم جاز

فقلت : جعلت فداك ، يعرف موسى قائهم آل محمد؟

قال : فقال لي : إن يكن أحد يعرفه فهو.

ثم قال : وكيف لايعرفه وعنده خط علي بن أبي طالب صلّى الله عليه وإملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقال : علي ابنه : يا أبه كيف لم يكن ذاك عند أبي زيد بن علي؟

فقال : يا بني ، إن علي بن الحسين ومحمد بن علي سيدا الناس وإمامهم ، فلزم يا بني اباك زيد أخاه فتأدب بأدبه وتفقه بفقهه.

قال : فقلت : فاريه يا أبه إن حدث بموسى حدث يوصى إلى أحد من أخوته؟

قال : لا والله ما يوصي إلّا إلى ابنه ، أما ترى ـ أي بني ـ هؤلاء الخلفاء لا يجعلون الخلافة إلّا في أولادهم (٢).

١٢٢٨ ـ الحسن بن ظريف ، عن معمر ، عن الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عليه‌السلام. قال :

« كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام ذات يوم ـ وأنا طفل خماسي ـ إذ دخل عليه نفر من اليهود فقالوا : أنت ابن محمد نبي هذه الامة ، والحجة على أهل الارض؟

__________________

(١) نقله المجلسي في بحاره ٩٩ : ١٩٤| ١.

(٢) نقله المجلسي في بحاره ٤٨ : ١٦٠| ٤.

٣١٧

قال لهم : نعم.

قالوا : إنا نجد في التوراة أن الله تبارك وتعالى آتى إبراهيم عليه‌السلام وولده الكتاب والحكم والنبوة ، وجعل لهم الملك والإمامة ، وهكذا وجدنا ذرية الأنبياء لا تتعداهم النبوة والخلافة والوصية ، فما بالكم قد تعداكم ذلك وثبت في غيركم ونلقاكم مستضعفين مقهورين لا ترقب فيكم ذمة نبيكم؟!

فدمعت عينا أبي عبد الله عليه‌السلام ، ثم قال : نعم لم تزل امناء (١) الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حق ، والظلمة غالبة ، وقليل من عباد الله الشكور.

قالوا : فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم ، واُوتوا العلم تلقيناً ، وكذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم ، فهل اُوتيتم ذلك؟

فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : اُدن يا موسى. فدنوت فمسح يده على صدري ثم قال : اللهم أيده بنصرك ، بحق محمد وآله. ثم قال : سلوه عما بدا لكم.

قالوا : وكيف نسأل طفلاً لا يفقه؟

قلت : سلوني تفقهاً ودعوا العنت.

قالوا : أخبرنا عن الايات التسع التي أُوتيها موسى بن عمران.

قلت : العصا ، وإخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقمّل ، والضفادع ، والدم ، ورفع الطور ، والمن والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر.

قالوا : صدقت ، فما اُعطي نبيكم من الآيات اللاتي نفت الشك عن قلوب من اُرسل إليه.

قلت : ايات كثيرة ، أعدها إن شاء الله ، فاسمعوا وعوا وافقهوا.

أمّا أول ذلك : انتم تقرّون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه ، فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم ، وبطلان الكهنة والسحرة.

__________________

(١) في نسخة « م » : انبياء.

٣١٨

ومن ذلك : كلام الذئب يخبر بنبوته. واجتماع العدو والولي على صدق لهجته وصدق امانته. وعدم جهله أيام طفوليته. وحين أيفع وفتىً وكهلاً. لا يعرف له شكل ، ولا يوازيه مثل (١).

ومن ذلك : ان سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه وفد قريش ، فيهم عبد المطلب ، فساًلهم عنه ووصف لهم صفته ، فأقروا جميعا بأن هذا الصفة في محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله . فقال : هذا أوان مبعثه ، ومستقره أرض يثرب وموته بها (٢).

ومن ذلك : ان ابرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه ، قبل مبعثه ، فقال عبد المطلب : إن لهذا البيت رباً يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا ، وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيراً أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها (٣).

ومن ذلك : أن أبا جهل ، عمرو بن هشام المخزومي ، أتاه ـ وهو نائم خلف جدار ـ ومعه حجر يريد أن يرميه به ، فالتصق بكفه (٤).

ومن ذلك : ان أعرابياً باع ذوداً (٥) له من أبي جهل فمطله بحقه ، فأتى قريشا وقال : اعدوني على أبي الحكم فقد لوى حقي ، فأشاروا إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو يصلي في الكعبة ، فقالوا : ائت هذا الرجل فاستعده عليه ، وهم يهزؤون بالأعرابي.

__________________

(١) رواه الرواندي في الخرائج والجرائح ١ : ١١٥| ١٩١ ، ونقله المجلسي في بحاره ١٧ : ٢٢٦| ١.

(٢) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح ١ : ١١٤| ٩٠ ، والطبرسي في اعلام الورى : ٤٠ بتفصيل في الرواية ، ونقله المجلسي في بحاره ١٧ : ٢٢٦| ١.

(٣) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح ١ : ١١٤| ١٨٩ ، ونقله المجلسي في بحاره ١٧ : ٢٢٦| ١.

(٤) روى نحوه ابن شهراشوب في المناقب ١ : ٧٥ ، والطبرسي في اعلام الورى : ٥٦ ، ونقله المجلسي في بحاره ١٧ : ٢٢٧| ١.

(٥) الذود من الإبل : ما بين الثلاث الى العشر. « الصحاح ـ ذود ـ ٢ : ٤٧١ ».

٣١٩

فأتاه فقال له : يا عبد الله اعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقي.

قال : نعم فانطلق معه فدق على أبي جهل بابه ، فخرج اليه متغيراً. فقال له : ما حاجتك؟ قال : اعط الاعرابي حقه. قال : نعم.

وجاء الأعراب إلى قريش فقال : جزاكم الله خيرا ، انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه ، فأخذ حقي.

فجاء أبو جهل ، فقالوا : اعطيت الأعرايي حقه؟ قال : نعم. قالوا : إنما أردنا أن نغريك بمحمد ، ونهزأ بالأعرابي. قال : يا هؤلاء دق بابي فخرجت إليه ، فقال : اعط الأعرابي حقه ، وفوقه مثل الفحل فاتحاً فاه كأنه يريدني ، فقال : أعطه حقه ، فلو قلت : لا ، لابتلع رأسي ، فأعطيته (١).

ومن ذلك : أن قريشاً ارسلت النضر بن الحارث وعلقمة (٢) بن أبي معيط بيثرب إلى اليهود ، وقالوا لهما : إذا قدمتما عليهم فسائلوهم عنه ، وهما قد سألوهم عنه فقالوا : صفوا لنا صفته ، فوصفوه. وقالوا : من تبعه منكم؟ قالوا : سفلتنا. فصاح حبر منهم فقال : هذا النبي الذي نجد نعته في التوراة ، ونجد قومه أشد الناس عداوة له (٣).

ومن ذلك : أنّ قريشاً ارسلت سراقة بن جعشم حتى خرج إلى المدينة في طلبه ، فلحق به فقال صاحبه : هذا سراقة يا نبي الله ، فقال : اللهم اكفنيه ، فساخت قوائم ظهره (٤) ، فناداه : يا محمد خل عني بموثق اُعطيكه أن لا اُناصح غيرك ، وكل من عاداك لا اُصالح فقال النبي عليه‌السلام : اللهم إن كان صادق

__________________

(١) روى نحوه الطبرسي في اعلام الورى : ٥٦ ، ونقله المجلسي في بحاره ١٧ : ٢٢٧| ١.

(٢) في هامش « م » : جشعم.

(٣) رواه الراوندي في الخرائج والجرائح ١ : ١١٤| ١٨٨ ، ونقله المجلسي في بحاره ١٧ : ٢٢٧| ١.

(٤) الظهر : الحيوان الذي يركب. « الصحاح ـ ظهر ـ ٢ : ٧٣٠ ». نحوه ،

٣٢٠