سورة القدر
٩٧
المبحث الأول
أهداف سورة «القدر» (١)
سورة القدر سورة مكية ، آياتها ٥ آيات نزلت بعد سورة عبس.
والحديث في هذه السورة عن تلك الليلة الموعودة المشهودة ، التي سجّلها الوجود كله ، في فرح وغبطة وابتهال ، ليلة الاتصال المطلق بين الأرض والملأ الأعلى ، ليلة بدء نزول القرآن الكريم على قلب محمد (ص) ، ليلة ذلك الحدث العظيم ، الذي لم تشهد الأرض مثله في عظمته وفي دلالته ، وفي آثاره في حياة البشرية جميعا ، العظمة التي لا يحيط بها الإدراك البشري.
هي ليلة نزل فيها قرآن ذو قدر ، على نبيّ ذي قدر ، لأمّة ذات قدر.
هي ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك. قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) [البقرة : ١٨٥].
وقد وردت في تعيين هذه الليلة آثار كثيرة ، منها ما ورد في البخاري أن رسول الله (ص) قال :
«إنّي رأيت ليلة القدر ، ثم نسيتها ، أو أنسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان».
ويتوقّع طلبها في أوتار العشر الأواخر ، أي ليلة ٢١ ، ٢٣ ، ٢٥ ، ٢٧ ، ٢٩ ؛ وفي كثير من الروايات أنّها ليلة ٢٧ رمضان.
وعظمة هذه الليلة مستمدّة من نزول القرآن الكريم فيها ، ذلك الكتاب
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.
الخالد الذي وصل الأرض بالسماء ، وكان هداية رب العباد للعباد ، وكان النور والهدى ، والسلامة والسلام للخلق أجمعين.
المفردات :
(لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (٢) : القدر : الشرف والقيامة والمقام.
(وَما أَدْراكَ) : المراد بالاستفهام تقرير عظيم شأنها.
(خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣) : ثواب العبادة فيها ، خير من ألف شهر ، والعدد لا يفيد التحديد ، وإنما يفيد التكثير فهي خير من آلاف الشهور في حياة البشر.
(وَالرُّوحُ) : جبريل (ع).
(سَلامٌ هِيَ) : خير كلّها.
(حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥) : لا تزال الملائكة متنزّلة بالرحمة والمغفرة ، حتى مطلع الفجر.
[الآية ١] : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) نزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ ، إلى سماء الدنيا جملة واحدة ؛ ثم نزل منجّما على ثلاث وعشرين سنة ، وبدأ الإنزال في ليلة مقدّرة ، لها شرفها عند الله ، وزادها شرفا بدء نزول القرآن فيها.
[الآية ٢] : (وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ) (٢) : إن شأنها لعظيم ، عظمة لا تقدّر ، ففيها فاض النور على الوجود كلّه ، وأسبغ الله تعالى فيها السلام والبشرى على البشرية ، بما تضمّنه هذا القرآن ، من عقيدة وتصوّر ، وشريعة وآداب تشيع السلام في الأرض والضمير.
[الآية ٣] : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣) أي هي ، بما نزل فيها من ذكر وقرآن وهداية ، أفضل من ألف شهر ، من شهور الجاهلية ؛ أو العبادة والعمل الصالح فيها أفضل من العبادة في ألف شهر.
روي عن مجاهد أنّ النبيّ (ص) ، ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فتعجّب المسلمون من ذلك ، فأنزل الله عزوجل (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣).
[الآية ٤] : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (٤). تنزّل الملائكة وجبريل الأمين في هذه
الليلة ، بالسلام والأمان ، والرحمة لعباد الله ، وتنزّل بأمر الله وتقديره ، من أجل كلّ أمر ، قضاه الله لتلك السنة إلى عام قابل.
[الآية ٥] : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥) : هي سلام وأمان وثواب موصول ، وعبادة مضاعفة الثواب إلى طلوع الفجر.
وفي الصحيحين : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه». فهي ليلة التجرّد والإخلاص لله ؛ ليلة نزول القرآن ، وعبادة الرحمن ؛ ليلة تغمر الملائكة الأرض بالسلام والأمان من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.
المبحث الثاني
ترابط الآيات في سورة «القدر» (١)
تاريخ نزولها ووجه تسميتها
نزلت سورة القدر بعد سورة عبس ، ونزلت سورة عبس ، فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء ، فيكون نزول سورة القدر في ذلك التاريخ أيضا.
وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى في أوّلها : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) وتبلغ آياتها خمس آيات.
الغرض منها وترتيبها
الغرض من هذه السورة بيان فضل الليلة التي أنزل فيها القرآن ، وهذا للتنويه بشأنه في اختيار تلك الليلة لنزوله ؛ ولا تخفى مناسبة هذا لذكر ابتداء نزوله في سورة العلق ، ولهذا ذكرت بعدها هذه السورة.
فضل ليلة نزول القرآن
الآيات [١ ـ ٥]
قال الله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) فذكر سبحانه أنه أنزله في هذه الليلة ؛ وذكر أنها خير من ألف شهر ؛ وأنّ الملائكة ، تتنزّل فيها بما قدّر من خير أو شرّ ؛ ثم ختمها سبحانه ، بقوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥).
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.
المبحث الثالث
أسرار ترتيب سورة «القدر» (١)
قال الخطابي (٢) لمّا اجتمع أصحاب النبي (ص) على القرآن ، ووضعوا سورة القدر عقب العلق ، استدلوا بذلك على أنّ المراد بهاء الكناية في قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) الإشارة إلى قوله سبحانه (اقْرَأْ) [العلق : ١].
قال القاضي أبو بكر بن العربي. وهذا بديع جدا (٣).
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب : «أسرار ترتيب القرآن» للسيوطي ، تحقيق عبد القادر أحمد عطا ، دار الاعتصام ، القاهرة ، الطبعة الثانية ، ١٣٩٨ ه : ١٩٧٨ م.
(٢). الخطابي هو : أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو سليمان. له شرح سنن أبي داود ، وبيان إعجاز القرآن. توفي سنة ٣٨٨ (وفيات الأعيان : ١ : ١٦٦). والنقل من (البرهان لأبي جعفر بن الزبير) كما قال السّيوطي «الإتقان» : ٣ : ٣٨٣.
(٣). أقول : وهناك مناسبة أخرى خفيّة ، هي أنّه تعالى لمّا ختم العلق بالأمر بالسجود والاقتراب من الله ، وكان المقصود من الاقتراب : التعرّض للرحمة الفائضة من الله على المصلّي ، والصلاة لا تكون إلّا بقرآن ، ذكر في أوّل هذه السورة أن القرآن رحمة في ذاته ، ورحمة في الزمان الذي نزل فيه ، وهو ليلة القدر ، التي تتنزّل الملائكة فيها ، بالروح والسلام على الكون.
المبحث الرابع
مكنونات سورة «القدر» (١)
١ ـ فيها أقوال كثيرة تزيد على الأربعين ، وحاصلها أقوال عشرة :
ليالي العشر الأخيرة (٢) وليلة أول الشهر ، ونصفه ، والسابعة عشرة ، وثلاثة تليها ، ونصف شعبان ، وقيل : بالإبهام ، والتنقّل كلّ عام ، في كلّ رمضان ، وفي كلّ السنة ، فهذه عشرة أقوال (٣).
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «مفحمات الأقران في مبهمات القرآن» للسّيوطي ، تحقيق إياد خالد الطبّاع ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرّخ.
(٢). قال الفيومي في «المصباح المنير» مادة (آخرة) : وقولهم في العشر «الاخر» على فاعل أو «الأخير» أو الأوسط» أو «الأوّل» بالتشديد عامّيّ لأن المراد بالعشر الليالي ، وهي جمع مؤنث ، فلا توصف بمفرد بل بمثلها» انتهى. وقال أيضا في مادة «العشر» : والعامّة تذكّر العشر على معنى أنه جمع الأيام. وهو خطأ فإنه تغيير المسموع» وصحيح العربية أن يقال «العشر الأخر» جمع أخرى و «العشر الأواخر» أيضا جمع آخرة.
(٣). «وأخرج البيهقي في «شعب الإيمان» عن ابن عبّاس : أنّ رجلا قال : يا نبيّ الله ، إنّي شيخ كبير ، يشقّ عليّ القيام ، فمرني بليلة لعلّ الله أن يوفقني فيها لليلة القدر. قال : «عليك بالسابعة».
وأخرج أبو داود وغيره ، عن معاوية بن أبي سفيان ، عن النبي (ص) في ليلة القدر قال : «ليلة سبع وعشرين» انتهى.
انظر في ليلة القدر : «أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي المالكي ٤ : ١٩٦٢ ، و «تفسير الطبري» ٣٠ : ١٦٦ ، و «تفسير ابن كثير» ٤ : ٥٣٢ ، و «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» ، لابن حجر العسقلاني ٤ : ٢٥٥ (كتاب فضل ليلة القدر) ، و «الدر المنثور» للسّيوطي ٦ : ٣٧١.
المبحث الخامس
المعاني اللغوية في سورة «القدر» (١)
قال تعالى : (سَلامٌ هِيَ) [الآية ٥] ، أي : هي سلام ، يريد : مسلّمة.
وقال سبحانه : (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥) ، أي طلوع الفجر ؛ والمصدر هاهنا لا يبنى إلّا على «مفعل».
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش ، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد ، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتاب ، بيروت ، غير مؤرّخ.
المبحث السادس
لكل سؤال جواب في سورة «القدر» (١)
إن قيل : ما معنى قوله تعالى : (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (٤) وتنزّلهم من الأمر لا معنى له.
قلنا : «من» هنا بمعنى الباء ، كما في قوله تعالى : (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) [الرعد : ١١] وقوله تعالى : (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ) [غافر : ١٥] ، أي لكلّ أمر قضاه الله تعالى ، في تلك السنة من ليلة القدر ، إلى مثلها : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ) به من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ؛ وقيل إلى الأرض.
__________________
(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، غير مؤرّخ.
سورة البيّنة
٩٨
المبحث الأول
أهداف سورة «البيّنة» (١)
سورة البيّنة سورة مدنية ، آياتها ٨ آيات نزلت بعد سورة الطلاق.
تعرض السورة أربع حقائق تاريخية وإيمانية :
الحقيقة الأولى : هي أنّ بعثة الرسول (ص) كانت ضرورية ، لتحويل الذين كفروا من أهل الكتاب ومن المشركين ، عمّا كانوا قد انتهوا إليه من الضلال والاختلاف ، وما كانوا ليتحوّلوا عنه بغير هذه البعثة.
قال تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (٢) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (٣).
الحقيقة الثانية : أنّ أهل الكتاب لم يختلفوا في دينهم عن جهل ، ولا عن غموض فيه ، وإنّما اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم ، وجاءتهم البيّنة : (وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) (٤).
الحقيقة الثالثة : أنّ الدّين في أصله واحد ، وقواعده بسيطة واضحة ، لا تدعو الى التفريق والاختلاف في ذاتها وطبيعتها البسيطة اليسيرة : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥).
الحقيقة الرابعة : أنّ الذين كفروا من بعد ما جاءتهم البيّنة هم شرّ البريّة ، وأنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم
__________________
(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.
خير البريّة ، ومن ثم يختلف جزاء هؤلاء عن هؤلاء اختلافا بيّنا.
المفردات :
(مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) [الآية ١] : اليهود والنصارى.
(وَالْمُشْرِكِينَ) [الآية ١] : عبدة الأصنام.
(مُنْفَكِّينَ) [الآية ١] : منتهين عمّا هم عليه.
(الْبَيِّنَةُ) (١) : الحجّة الواضحة ، أو محمد (ص) الموعود به في كتبهم.
(رَسُولٌ) [الآية ٢] : بدل من البيّنة ، وعبّر عنه بالبيّنة للإشارة إلى ظهور أمره ، ووضوح دينه.
(صُحُفاً مُطَهَّرَةً) (٢) : مبرّأة من الزور والضلال ، والمراد بها القرآن.
(فِيها) [الآية ٣] : في صحف القرآن.
(كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (٣) : مضمون الكتاب السماوية الأخرى ، وهي بلا شك لها قيمتها.
(وَما تَفَرَّقَ) [الآية ٤] : اختلفوا إلى طوائف في الدين.
(مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) (٤) :
يتحقّق الموعود برسالة محمد (ص).
(وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥).
(وَما أُمِرُوا) : أي في كتبهم.
(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) : جاعلين الدّين ، خالصا لله.
(حُنَفاءَ) : مائلين عن زائف العقائد ، إلى الإسلام دين الحق.
(الْبَرِيَّةِ) [الآيتان ٦ و ٧] : الخليقة.
(جَنَّاتُ عَدْنٍ) [الآية ٨] : بساتين خلد ، ومقام أبدي.
(الْأَنْهارُ) [الآية ٨] : المراد الأنهار الموعود بها ، من لبن وعسل ، وخمر (١).
(خَشِيَ رَبَّهُ) (٨) : خافه في الدّنيا فأطاعه ، ونجا في الاخرة من عذابه.
مع آيات السورة
[الآية ١] : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ
__________________
(١). من النافل القول إن خمرة الجنّة ليست كخمر الدّنيا ، قال تعالى في وصفها : (لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ) (١٩) [الواقعة].