الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ١٢

الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ١٢

المؤلف:


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٧

سورة القدر

٩٧

٦١
٦٢

المبحث الأول

أهداف سورة «القدر» (١)

سورة القدر سورة مكية ، آياتها ٥ آيات نزلت بعد سورة عبس.

والحديث في هذه السورة عن تلك الليلة الموعودة المشهودة ، التي سجّلها الوجود كله ، في فرح وغبطة وابتهال ، ليلة الاتصال المطلق بين الأرض والملأ الأعلى ، ليلة بدء نزول القرآن الكريم على قلب محمد (ص) ، ليلة ذلك الحدث العظيم ، الذي لم تشهد الأرض مثله في عظمته وفي دلالته ، وفي آثاره في حياة البشرية جميعا ، العظمة التي لا يحيط بها الإدراك البشري.

هي ليلة نزل فيها قرآن ذو قدر ، على نبيّ ذي قدر ، لأمّة ذات قدر.

هي ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك. قال تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ) [البقرة : ١٨٥].

وقد وردت في تعيين هذه الليلة آثار كثيرة ، منها ما ورد في البخاري أن رسول الله (ص) قال :

«إنّي رأيت ليلة القدر ، ثم نسيتها ، أو أنسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان».

ويتوقّع طلبها في أوتار العشر الأواخر ، أي ليلة ٢١ ، ٢٣ ، ٢٥ ، ٢٧ ، ٢٩ ؛ وفي كثير من الروايات أنّها ليلة ٢٧ رمضان.

وعظمة هذه الليلة مستمدّة من نزول القرآن الكريم فيها ، ذلك الكتاب

__________________

(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.

٦٣

الخالد الذي وصل الأرض بالسماء ، وكان هداية رب العباد للعباد ، وكان النور والهدى ، والسلامة والسلام للخلق أجمعين.

المفردات :

(لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (٢) : القدر : الشرف والقيامة والمقام.

(وَما أَدْراكَ) : المراد بالاستفهام تقرير عظيم شأنها.

(خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣) : ثواب العبادة فيها ، خير من ألف شهر ، والعدد لا يفيد التحديد ، وإنما يفيد التكثير فهي خير من آلاف الشهور في حياة البشر.

(وَالرُّوحُ) : جبريل (ع).

(سَلامٌ هِيَ) : خير كلّها.

(حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥) : لا تزال الملائكة متنزّلة بالرحمة والمغفرة ، حتى مطلع الفجر.

[الآية ١] : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) نزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ ، إلى سماء الدنيا جملة واحدة ؛ ثم نزل منجّما على ثلاث وعشرين سنة ، وبدأ الإنزال في ليلة مقدّرة ، لها شرفها عند الله ، وزادها شرفا بدء نزول القرآن فيها.

[الآية ٢] : (وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ) (٢) : إن شأنها لعظيم ، عظمة لا تقدّر ، ففيها فاض النور على الوجود كلّه ، وأسبغ الله تعالى فيها السلام والبشرى على البشرية ، بما تضمّنه هذا القرآن ، من عقيدة وتصوّر ، وشريعة وآداب تشيع السلام في الأرض والضمير.

[الآية ٣] : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣) أي هي ، بما نزل فيها من ذكر وقرآن وهداية ، أفضل من ألف شهر ، من شهور الجاهلية ؛ أو العبادة والعمل الصالح فيها أفضل من العبادة في ألف شهر.

روي عن مجاهد أنّ النبيّ (ص) ، ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فتعجّب المسلمون من ذلك ، فأنزل الله عزوجل (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (٣).

[الآية ٤] : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (٤). تنزّل الملائكة وجبريل الأمين في هذه

٦٤

الليلة ، بالسلام والأمان ، والرحمة لعباد الله ، وتنزّل بأمر الله وتقديره ، من أجل كلّ أمر ، قضاه الله لتلك السنة إلى عام قابل.

[الآية ٥] : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥) : هي سلام وأمان وثواب موصول ، وعبادة مضاعفة الثواب إلى طلوع الفجر.

وفي الصحيحين : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه». فهي ليلة التجرّد والإخلاص لله ؛ ليلة نزول القرآن ، وعبادة الرحمن ؛ ليلة تغمر الملائكة الأرض بالسلام والأمان من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.

٦٥
٦٦

المبحث الثاني

ترابط الآيات في سورة «القدر» (١)

تاريخ نزولها ووجه تسميتها

نزلت سورة القدر بعد سورة عبس ، ونزلت سورة عبس ، فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء ، فيكون نزول سورة القدر في ذلك التاريخ أيضا.

وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى في أوّلها : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) وتبلغ آياتها خمس آيات.

الغرض منها وترتيبها

الغرض من هذه السورة بيان فضل الليلة التي أنزل فيها القرآن ، وهذا للتنويه بشأنه في اختيار تلك الليلة لنزوله ؛ ولا تخفى مناسبة هذا لذكر ابتداء نزوله في سورة العلق ، ولهذا ذكرت بعدها هذه السورة.

فضل ليلة نزول القرآن

الآيات [١ ـ ٥]

قال الله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) فذكر سبحانه أنه أنزله في هذه الليلة ؛ وذكر أنها خير من ألف شهر ؛ وأنّ الملائكة ، تتنزّل فيها بما قدّر من خير أو شرّ ؛ ثم ختمها سبحانه ، بقوله تعالى : (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥).

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.

٦٧
٦٨

المبحث الثالث

أسرار ترتيب سورة «القدر» (١)

قال الخطابي (٢) لمّا اجتمع أصحاب النبي (ص) على القرآن ، ووضعوا سورة القدر عقب العلق ، استدلوا بذلك على أنّ المراد بهاء الكناية في قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (١) الإشارة إلى قوله سبحانه (اقْرَأْ) [العلق : ١].

قال القاضي أبو بكر بن العربي. وهذا بديع جدا (٣).

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب : «أسرار ترتيب القرآن» للسيوطي ، تحقيق عبد القادر أحمد عطا ، دار الاعتصام ، القاهرة ، الطبعة الثانية ، ١٣٩٨ ه‍ : ١٩٧٨ م.

(٢). الخطابي هو : أحمد بن محمد بن إبراهيم أبو سليمان. له شرح سنن أبي داود ، وبيان إعجاز القرآن. توفي سنة ٣٨٨ (وفيات الأعيان : ١ : ١٦٦). والنقل من (البرهان لأبي جعفر بن الزبير) كما قال السّيوطي «الإتقان» : ٣ : ٣٨٣.

(٣). أقول : وهناك مناسبة أخرى خفيّة ، هي أنّه تعالى لمّا ختم العلق بالأمر بالسجود والاقتراب من الله ، وكان المقصود من الاقتراب : التعرّض للرحمة الفائضة من الله على المصلّي ، والصلاة لا تكون إلّا بقرآن ، ذكر في أوّل هذه السورة أن القرآن رحمة في ذاته ، ورحمة في الزمان الذي نزل فيه ، وهو ليلة القدر ، التي تتنزّل الملائكة فيها ، بالروح والسلام على الكون.

٦٩
٧٠

المبحث الرابع

مكنونات سورة «القدر» (١)

١ ـ فيها أقوال كثيرة تزيد على الأربعين ، وحاصلها أقوال عشرة :

ليالي العشر الأخيرة (٢) وليلة أول الشهر ، ونصفه ، والسابعة عشرة ، وثلاثة تليها ، ونصف شعبان ، وقيل : بالإبهام ، والتنقّل كلّ عام ، في كلّ رمضان ، وفي كلّ السنة ، فهذه عشرة أقوال (٣).

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «مفحمات الأقران في مبهمات القرآن» للسّيوطي ، تحقيق إياد خالد الطبّاع ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرّخ.

(٢). قال الفيومي في «المصباح المنير» مادة (آخرة) : وقولهم في العشر «الاخر» على فاعل أو «الأخير» أو الأوسط» أو «الأوّل» بالتشديد عامّيّ لأن المراد بالعشر الليالي ، وهي جمع مؤنث ، فلا توصف بمفرد بل بمثلها» انتهى. وقال أيضا في مادة «العشر» : والعامّة تذكّر العشر على معنى أنه جمع الأيام. وهو خطأ فإنه تغيير المسموع» وصحيح العربية أن يقال «العشر الأخر» جمع أخرى و «العشر الأواخر» أيضا جمع آخرة.

(٣). «وأخرج البيهقي في «شعب الإيمان» عن ابن عبّاس : أنّ رجلا قال : يا نبيّ الله ، إنّي شيخ كبير ، يشقّ عليّ القيام ، فمرني بليلة لعلّ الله أن يوفقني فيها لليلة القدر. قال : «عليك بالسابعة».

وأخرج أبو داود وغيره ، عن معاوية بن أبي سفيان ، عن النبي (ص) في ليلة القدر قال : «ليلة سبع وعشرين» انتهى.

انظر في ليلة القدر : «أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي المالكي ٤ : ١٩٦٢ ، و «تفسير الطبري» ٣٠ : ١٦٦ ، و «تفسير ابن كثير» ٤ : ٥٣٢ ، و «فتح الباري بشرح صحيح البخاري» ، لابن حجر العسقلاني ٤ : ٢٥٥ (كتاب فضل ليلة القدر) ، و «الدر المنثور» للسّيوطي ٦ : ٣٧١.

٧١
٧٢

المبحث الخامس

المعاني اللغوية في سورة «القدر» (١)

قال تعالى : (سَلامٌ هِيَ) [الآية ٥] ، أي : هي سلام ، يريد : مسلّمة.

وقال سبحانه : (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥) ، أي طلوع الفجر ؛ والمصدر هاهنا لا يبنى إلّا على «مفعل».

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش ، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد ، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتاب ، بيروت ، غير مؤرّخ.

٧٣
٧٤

المبحث السادس

لكل سؤال جواب في سورة «القدر» (١)

إن قيل : ما معنى قوله تعالى : (مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) (٤) وتنزّلهم من الأمر لا معنى له.

قلنا : «من» هنا بمعنى الباء ، كما في قوله تعالى : (يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ) [الرعد : ١١] وقوله تعالى : (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ) [غافر : ١٥] ، أي لكلّ أمر قضاه الله تعالى ، في تلك السنة من ليلة القدر ، إلى مثلها : (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ) به من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ؛ وقيل إلى الأرض.

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، غير مؤرّخ.

٧٥
٧٦

سورة البيّنة

٩٨

٧٧
٧٨

المبحث الأول

أهداف سورة «البيّنة» (١)

سورة البيّنة سورة مدنية ، آياتها ٨ آيات نزلت بعد سورة الطلاق.

تعرض السورة أربع حقائق تاريخية وإيمانية :

الحقيقة الأولى : هي أنّ بعثة الرسول (ص) كانت ضرورية ، لتحويل الذين كفروا من أهل الكتاب ومن المشركين ، عمّا كانوا قد انتهوا إليه من الضلال والاختلاف ، وما كانوا ليتحوّلوا عنه بغير هذه البعثة.

قال تعالى : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُوا صُحُفاً مُطَهَّرَةً (٢) فِيها كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (٣).

الحقيقة الثانية : أنّ أهل الكتاب لم يختلفوا في دينهم عن جهل ، ولا عن غموض فيه ، وإنّما اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم ، وجاءتهم البيّنة : (وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) (٤).

الحقيقة الثالثة : أنّ الدّين في أصله واحد ، وقواعده بسيطة واضحة ، لا تدعو الى التفريق والاختلاف في ذاتها وطبيعتها البسيطة اليسيرة : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥).

الحقيقة الرابعة : أنّ الذين كفروا من بعد ما جاءتهم البيّنة هم شرّ البريّة ، وأنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم

__________________

(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.

٧٩

خير البريّة ، ومن ثم يختلف جزاء هؤلاء عن هؤلاء اختلافا بيّنا.

المفردات :

(مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) [الآية ١] : اليهود والنصارى.

(وَالْمُشْرِكِينَ) [الآية ١] : عبدة الأصنام.

(مُنْفَكِّينَ) [الآية ١] : منتهين عمّا هم عليه.

(الْبَيِّنَةُ) (١) : الحجّة الواضحة ، أو محمد (ص) الموعود به في كتبهم.

(رَسُولٌ) [الآية ٢] : بدل من البيّنة ، وعبّر عنه بالبيّنة للإشارة إلى ظهور أمره ، ووضوح دينه.

(صُحُفاً مُطَهَّرَةً) (٢) : مبرّأة من الزور والضلال ، والمراد بها القرآن.

(فِيها) [الآية ٣] : في صحف القرآن.

(كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (٣) : مضمون الكتاب السماوية الأخرى ، وهي بلا شك لها قيمتها.

(وَما تَفَرَّقَ) [الآية ٤] : اختلفوا إلى طوائف في الدين.

(مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ) (٤) :

يتحقّق الموعود برسالة محمد (ص).

(وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (٥).

(وَما أُمِرُوا) : أي في كتبهم.

(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) : جاعلين الدّين ، خالصا لله.

(حُنَفاءَ) : مائلين عن زائف العقائد ، إلى الإسلام دين الحق.

(الْبَرِيَّةِ) [الآيتان ٦ و ٧] : الخليقة.

(جَنَّاتُ عَدْنٍ) [الآية ٨] : بساتين خلد ، ومقام أبدي.

(الْأَنْهارُ) [الآية ٨] : المراد الأنهار الموعود بها ، من لبن وعسل ، وخمر (١).

(خَشِيَ رَبَّهُ) (٨) : خافه في الدّنيا فأطاعه ، ونجا في الاخرة من عذابه.

مع آيات السورة

[الآية ١] : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ

__________________

(١). من النافل القول إن خمرة الجنّة ليست كخمر الدّنيا ، قال تعالى في وصفها : (لا يُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ) (١٩) [الواقعة].

٨٠