الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ١٢

الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ١٢

المؤلف:


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٧٧

المبحث السابع

المعاني المجازية في سورة «الهمزة» (١)

في قوله سبحانه : (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٩). استعارات عدة منها قوله تعالى : (كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ) (٤). والحطمة اسم من أسماء النار نعوذ بالله منها. وانما سميت بذلك ، والله أعلم ، لكثرة أكلها للواقعين فيها ؛ يقال رجل حطمة إذا كان كثير الأكل. وهذه من صفات المبالغة. وقد يجوز أن يكون معنى ذلك أنها تحطم كلّ ما يقع فيها ، أي تكسره وتأتي عليه. ومنها قوله تعالى : (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) (٧). والمراد بذلك : أنّ ألمها ومضضها (٢) يصلان إلى الأفئدة والقلوب ويبلغان منها كلّ مبلغ ، ويطبقان كلّ موضع ، فكأنّها بذلك مطّلعة عليها ومخالطة. ويقول القائل : اطّلعت على أرض بني فلان : إذا بلغها. وقد يجوز أيضا أن يكون لذلك معنى آخر ، وهو أن شعب النار تدخل من أفواههم حتّى تصل إلى أفئدتهم وقلوبهم ، ويكون ذلك أبلغ في المضض وأعظم للألم ، وقد قال بعضهم في ذلك معنى آخر ، وهو أن يكون المراد أنّ الله تعالى يخلق في النار علما تطّلع به على معرفة ضمائر المعاقبين ، فتوصل الآلام إليهم على قدر مراتبهم في الذنوب : إن كانوا من

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب : «تلخيص البيان في مجازات القرآن» للشريف الرضي ، تحقيق محمد عبد الغني حسن ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ، غير مؤرّخ.

(٢). من المضض : وجع المصيبة.

١٨١

مفارقي الملّة ، أو من يجري مجراهم من أهل القبلة. ويكون الاطّلاع هنا بمعنى العلم. كما قال تعالى : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) (٧٨) [مريم]. والمراد : أعلم الغيب؟ ومن ذلك قول القائل اطّلعت من فلان على معنى قبيح ، أو معتقد جميل ، أي علمت ذلك منه.

ومن استعارات هذه السورة الكريمة قوله تعالى : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) (٨). والمراد مطبقة كما يطبق باب البيت على من فيه. يقال أصدت الباب وأوصدته إذا أغلقته.

ومن الاستعارات ، أيضا ، قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) [الكهف : ١٨] أي بالباب الذي يؤصد على أحد الأقوال. ومنها قوله تعالى : (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) (٩). وقرئ عمد بضم العين والميم ، والمراد بذلك أنّها مطلّة عليهم ، وثابتة لهم ، كما يطل الخباء المضروب بانتصابه ، ويثبت بتمديد أعماده وأطنابه ؛ ويشبه ذلك قوله تعالى : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) [الكهف : ٢٩] وقد تكلّمنا عليه فيما تقدّم.

١٨٢

سورة الفيل

١٠٥

١٨٣
١٨٤

المبحث الأول

أهداف سورة «الفيل» (١)

سورة «الفيل» سورة مكية آياتها خمس آيات نزلت بعد سورة «الكافرون».

وهي سورة تشير الى قدرة الله الغالبة ، وحمايته للبيت الحرام ، وقد ولد النبي (ص) عام الفيل ، وكان حادث الفيل إرهاصا بميلاده ، وبيانا لعناية الله بهذا البيت.

قصّة أصحاب الفيل

بلغت معرفة العرب لحادث الفيل ، وشهرته عندهم : أنهم كانوا يؤرخون به فيقولون : ولد فلان عام الفيل ، وحدث كذا لسنتين خلتا من عام الفيل ، ونحو ذلك.

وجملة ما تشير إليه الروايات المتعددة : أن الحاكم الحبشي لليمن ، في الفترة التي خضعت فيها اليمن لحكم الحبشة ، بعد طرد الحكم الفارسي منها ، ويسمّى أبرهة الأشرم ، كان قد بنى كنيسة في اليمن باسم ملك الحبشة ، وجمع لها كل أسباب الفخامة ، ليصرف بها العرب عن حج البيت الحرام ، فخرج رجل من كنانة فقعد فيها ليلا ، وقيل أجّجت رفقة من العرب نارا ، فحملتها الريح فأحرقت الكنيسة ، فغضب أبرهة ، وأقسم ليهدمنّ الكعبة ، فخرج من الحبشة ، ومعه فيل اسمه محمود ، وكان قويّا عظيما ، واثنا عشر فيلا غيره ؛ وسار بجيشه إلى مكّة ، وانتصر على كل من قاومه من العرب ، حتى وصل إلى

__________________

(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.

١٨٥

المغمّس بالقرب من مكّة ، ثم أرسل إلى أهل مكة يخبرهم أنه لم يأت لحربهم ، وإنّما أتى لهدم البيت ، ففزعوا منه ، وانطلقوا إلى شعف الجبال (١) ينتظرون ما هو فاعل.

وأرسل أبرهة إلى سيّد مكّة ليقابله.

قال ابن إسحاق : «وكان عبد المطّلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم ، وهو يومئذ سيّد مكّة ، فقدم الى أبرهة ، فلمّا رآه أبرهة أجلّه وأعظمه ، وأكرمه عن أن يجلسه تحته ، وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه. فنزل أبرهة عن سريره ، فجلس على بساطه ، وأجلسه معه إلى جانبه ، ثمّ قال لترجمانه : قل له ما حاجتك؟ قال حاجتي : أن يرد عليّ الملك مائتي بعير أصابها لي. فلما قال ذلك ، قال أبرهة لترجمانه قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم قد زهدت فيك حين كلّمتني ، أتكلّمني في مائتي بعير أصبتها لك ، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك ، قد جئت لهدمه لا تكلّمني فيه؟ قال له عبد المطلب : إني أنا ربّ الإبل ، وإنّ للبيت ربّا سيمنعه ، قال : ما كان ليمتنع مني ، قال أنت وذاك ، فردّ عليه إبله.

ثمّ انصرف عبد المطلب الى باب الكعبة فأمسك بحلقه ، وقام معه نفر من قريش ، يدعون الله ويستنصرونه.

فأما أبرهة ، فوجّه جيشه وفيله لما جاء له ، فبرك الفيل دون مكة لا يدخلها. وجهدوا في حمله على اقتحامها فلم يفلحوا.

ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده ، فأرسل عليهم جماعات من الطير ، تحصبهم بحجارة من طين وحجر ، فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزّقة ، وأصيب أبرهة في جسده ، وخرجوا به معهم ، يسقط أنملة أنملة ، حتى قدموا به صنعاء ، فما مات حتّى انشق صدره عن قلبه ، كما تقول الروايات.

«وكان بين عام الفيل وبين المبعث نيّف وأربعون سنة. وكان قد بقي بمكّة من شاهد تلك الواقعة ، وقد بلغت حد التواتر حينئذ ، فما ذاك إلّا إرهاص للرسول (ص)».

وسئل أبو سعيد الخدري عن الطير

__________________

(١). أي أعلاها.

١٨٦

فقال حمام مكة منها ، وقيل جاءت عشية ثم صبّحتهم هلكى ، وعن عكرمة : من أصابته أصابه الجدري ، وهو أول جدري ظهر في الأرض.

وقد ذهب الأستاذ الإمام محمد عبده الى أن الذي أهلك الجيش «هو انتشار داء الجدري والحصبة بين أفراده ، وقد نشأ هذا الداء من حجارة يابسة سقطت على أفراد الجيش ، بواسطة فرق عظيمة من الطير ، ممّا يرسله الله مع الريح. فهي أشبه بالميكروبات الفتّاكة التي تعصف بالجسم».

فالأستاذ الإمام يريد أن يجعل هذه المعجزة الخارقة للعادة ، أمرا متّفقا مع المعهود في حياة الناس ، فيرجع الهزيمة الى انتشار وباء الحصبة أو الجدري ، حتّى يتسنّى له إقناع العقول ، وفي الوقت نفسه يتخلّص مما ورد في بعض الروايات من المبالغة في وصف هذه الطير ، والحجارة التي حملتها في رجليها وفمها.

ونرى أن الأولى عدم إخضاع الآيات لمألوف الناس ، وما يحدث في واقع حياتهم ، لأنّ الآيات تخبر عن خارقة وقعت بقدرة الله القادر ، الذي يقول للشيء كن فيكون.

وإذا سلّمنا أنّ الأمر قد جرى على أساس الخارقة غير المعهودة ، وأنّ الله أرسل طيرا غير معهودة ، فإن ذلك يكون أدعى إلى تحقيق العبرة الظاهرة ، المكشوفة لجميع الأنظار ، في جميع الأجيال ، حتّى ليمنّ الله بها على قريش بعد البعثة ، ويضربها مثلا على رعاية الله لحرماته ، وغيرته عليها.

«فممّا يتناسق مع جو هذه الملابسات كلّها ، أن يجيء الحادث غير مألوف ولا معهود ، بكلّ مقوّماته وبكلّ أجزائه. ولا داعي للمحاولة في تغليب صورة المألوف من الأمر ، في حادث هو في ذاته وبملابساته مفرد فذّ».

ثمّ إنّ إصابة الجيش بالوباء ، وعدم اصابة أحد من العرب القريبين منه ، أمر خارق للعادة. وما دامت المسألة خارقة ، فلم العناء لحصرها في صورة معيّنة ، مألوفة للناس. مع أن السورة تفيد أنّ أمرا خاصّا ، قد أرسله الله على أصحاب الفيل.

إنّنا لا يجوز أن نواجه النصوص القرآنية ، بمقرّرات عقلية سابقة ، بل ينبغي أن نواجه هذه النصوص ، لنتلقّى منها مقرّراتنا الإيمانيّة ، ومنها نكوّن قواعد منطقنا وتصوّراتنا.

١٨٧

«وليس معنى هذا هو الاستسلام للخرافة ، ولكن معناه أن العقل ليس وحده هو الحكم في مقرّرات القرآن ؛ ومتى كانت المدلولات التعبيرية مستقيمة واضحة ، فهي التي تقرر كيف تتلقاها عقولنا ، وكيف نصوغ منها قواعد تصوّرها ومنطقها ، تجاه مدلولاتها ، وتجاه الحقائق الكونية الأخرى».

مع آيات السورة

[الآية ١] : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) (١)؟ ألم تنظر أو ألم تعلم عن الحالة التي وقع عليها عمل الله الذي يتولّى أمرك ، بأصحاب الفيل ، الذين حاولوا هدم البيت الحرام ؛ والخطاب هنا للرسول (ص) ، وهو ، وإن لم يشهد تلك الواقعة ، لكنه شاهد آثارها ، وسمع بالتواتر أخبارها ، فالعلم بها مساو ، في قوّة الثبوت ، للعلم الناشئ عن الرؤية والمشاهدة.

[الآية ٢] : (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) (٢)؟ لقد دبّروا كيدا للبيت الحرام ببناء الكنيسة وصرف وجوه الحجّاج إليها ، فضلّل الله كيدهم بأن أوقع الحريق فيها ، وكادوه ثانيا بإرادة هدم البيت ، فضلّل الله كيدهم بإرسال الطير عليهم.

ومعنى تضليل كيدهم ، أي إضاعته وإبطاله ، يقال : ضلّل كيده إذا جعله ضالا ضائعا ، ومنه قولهم لامرئ القيس : الملك الضّلّيل ، لأنه ضلّل ملك أبيه أي ضيّعه.

[الآية ٣] : (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) (٣) أبابيل : جماعات أو طوائف على هيئة أسراب. أي أرسل الله عليهم فرقا من الطير.

[الآية ٤] : (تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) (٤) السجّيل : الطين الذي تحجّر ، أو الحجارة المحروقة ، أي أرسل الله عليهم جندا من جنوده ، وكم لله من جنود لا يعلمها إلا هو ، لقد أرسل الله على أبرهة وجنده جيشا من الطير ، أسلحتهم حجارة صغيرة في مناقيرها ، ترمي الجندي بها ، فتنفذ من أعلى جسمه إلى أسفله ، فتنهرئ لحومهم ، وتتساقط متناثرة عن أجسادهم.

[الآية ٥] : (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (٥) العصف : ورق الزرع

١٨٨

الذي يبقى في الأرض بعد الحصاد ، تفتّه الريح وتأكله المواشي. وقال الفرّاء : هو أطراف الزرع ، وقيل : هو الحبّ الذي أكل لبّه وبقي قشره.

ووصف العصف بأنه مأكول ، أي فتيت طحين ، حين تأكله الحشرات وتمزّقه ، أو حين يأكله الحيوان فيمضغه ويطحنه ، وهي صورة حسّية للتمزيق بفعل هذه الأحجار التي رمتهم بها جماعات الطير.

وذهب مقاتل وقتادة وعطاء ، عن ابن عبّاس ، أن معنى «عصف مأكول» : أي نبات أكلته الدواب وصار روثا ، الا أنه جاء على أدب القرآن ، كقوله تعالى :(كانا يَأْكُلانِ) [المائدة : ٧٥].

أهداف السورة

١ ـ بيان قدرة الله وحمايته لبيته.

٢ ـ لفت الأنظار الى ما صنعه بأصحاب الفيل.

٣ ـ لقد ضل كيدهم ، وخاب سعيهم.

٤ ـ أرسل الله عليهم جماعات من الطيور في شكل أسراب.

٥ ـ أصابتهم الطير بحجارة مخلوطة بالطّين تحمل الهلاك والدمار.

٦ ـ انتهى الجيش الى ضياع وهزيمة منكرة كما ينتهي الزرع المأكول إلى روث مهمل ضائع.

١٨٩
١٩٠

المبحث الثاني

ترابط الآيات في سورة «الفيل» (١)

تاريخ نزولها ووجه تسميتها

نزلت سورة الفيل بعد سورة «الكافرون» ، ونزلت سورة «الكافرون» بعد سورة الماعون ، ونزلت سورة الماعون بعد سورة التّكاثر ، وكان نزول سورة التكاثر فيما بين ابتداء الوحي والهجرة إلى الحبشة ، فيكون نزول سورة الفيل في ذلك التاريخ أيضا.

وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم ، لإيرادها في قصة أصحاب الفيل ، وتبلغ آياتها خمس آيات.

الغرض منها وترتيبها

الغرض من هذه السورة بيان قصة أصحاب الفيل من الحبشة مع قريش في مكّة ، لتكون عظة لمن يغترّ بماله وقوّته من قريش ، وبهذا تظهر المناسبة بين هذه السورة والسورة السابقة.

قصة أصحاب الفيل

[١ ـ ٥]

قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) (١) ، فذكر ما فعله بأصحاب الفيل حينما أقبلوا لتخريب الكعبة ، مغترّين بقوّتهم وضعف أهل الكعبة ، وأنه أرسل عليهم طيرا أبابيل أي كثيرة متفرّقة يتبع بعضها بعضا ، وأنّها كانت ترميهم بحجارة من سجّيل ، أي طين مطبوخ كما يطبخ الآجرّ ، (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (٥).

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.

١٩١
١٩٢

المبحث الثالث

أسرار ترتيب سورة «الفيل» (١)

ظهر لي في وجه اتّصالها : أنه تعالى لما ذكر حال الهمزة اللّمزة ، الذي جمع مالا وعدّده ؛ وتعزّز بماله وتقوّى ، عقّب ذلك بذكر قصّة أصحاب الفيل ، الذين كانوا أشدّ منهم قوة ، وأكثر أموالا وعتوّا ، وقد جعل كيدهم في تضليل ، وأهلكهم بأصغر الطير وأضعفه ، وجعلهم كعصف مأكول ، ولم يغن عنهم مالهم ولا عزّهم ولا شوكتهم ، ولا فيلهم شيئا.

فمن كان تعزّزه وتقوّيه بالمال وحده ، وهمز الناس بلسانه ، يكون أقرب إلى الهلاك ، وأدنى إلى الذّلّة والمهانة.

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب : «أسرار ترتيب القرآن» للسيوطي ، تحقيق عبد القادر أحمد عطا ، دار الاعتصام ، القاهرة ، الطبعة الثانية ، ١٣٩٨ ه‍ : ١٩٧٨ م.

١٩٣
١٩٤

المبحث الرابع

مكنونات سورة «الفيل» (١)

١ ـ (بِأَصْحابِ الْفِيلِ) (١).

قال سعيد بن جبير : هو أبو الكيسوم. أخرجه أبن أبي حاتم.

وأخرج ابن جرير عن قتادة : أنّ قائد الجيش اسمه أبرهة الأشرم من الحبشة.

٢ ـ (طَيْراً أَبابِيلَ) (٣).

أخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد وعكرمة وغيرهما : أنها العنقاء.

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «مفحمات الأقران في مبهمات القرآن» للسّيوطي ، تحقيق إياد خالد الطبّاع ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرّخ.

١٩٥
١٩٦

المبحث الخامس

لغة التنزيل في سورة «الفيل» (١)

١ ـ قال تعالى : (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) (٣).

الطير من أسماء الجمع ، وهو مفرد في اللفظ. وقد وصف ب «أبابيل» وهو جمع إبّالة ، وهي الحزمة الكبيرة. وشبّهت جماعات الطير بالأبابيل لتضامّها. وقيل : أبابيل مثل عبابيد وشماطيط لا واحد لها.

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «من بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السامرّائي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرّخ.

١٩٧
١٩٨

المبحث السادس

لكل سؤال جواب في سورة «الفيل» (١)

إن قيل : ما معنى «الأبابيل» ، وهل هو واحد أم جمع؟ قلنا : معناها : جماعات في تفرقة أي حلقة حلقة ، وقيل : التي يتبع بعضها بعضا. وقيل : الكثيرة. وقيل : المختلفة الألوان. وقال الفرّاء وأبو عبيدة :

لا واحد لها. وقيل واحدها أبال وأبيل.

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، غير مؤرّخ.

١٩٩
٢٠٠