تسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النزول

تسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النزول

المؤلف:


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٧

وعن المعتمر بن سلمان ، عن أبيه ، عن أبي مجلز ، عن أنس بن مالك قال : لما تزوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ، ثم جلسوا يتحدثون ، قال : فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا ، فلما رأى ذلك قام وقام من القوم من قام ، وقعد ثلاثة ، وإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاء فدخل فإذا القوم جلوس ، وإنهم قاموا وانطلقوا ، فجئت وأخبرت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنهم قد انطلقوا ، قال : فجاء حتى دخل ، قال : وذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه وأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ) إلى قوله : (إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) (٥٣) (١).

قوله تعالى : (وَما كانَ لَكُمْ) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : بلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن رجلا يقول : لو قد توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تزوجت فلانة من بعده ، فنزلت : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) الآية.

وأخرج عن ابن عباس قال : نزلت في رجل همّ أن يتزوج بعض نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعده. قال سفيان : ذكروا أنها عائشة.

وأخرج عن السدي قال : بلغنا أن طلحة بن عبيد الله قال : أيحجبنا محمد عن بنات عمنا ويتزوج نساءنا لئن حدث به حدث لنتزوجن نساءه من بعده ، فأنزلت هذه الآية.

وأخرج ابن سعد عن أبي بكر عن محمد بن عمرو بن حزم قال : نزلت في طلحة بن عبيد الله لأنه قال : إذا توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تزوجت عائشة.

وأخرج جويبر عن ابن عباس : أن رجلا أتى بعض أزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكلمها وهو ابن عمها ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تقومن هذا المقام بعد يومك هذا» ، فقال : يا رسول الله ، إنها ابنة عمي والله ما قلت لها منكرا ولا قالت لي. قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد عرفت ذلك أنه ليس أحد أغير من الله ، وأنه ليس أحد أغير مني» فمضى. ثم قال : يمنعني من

__________________

(١) البخاري : التفسير / الأحزاب ، باب : (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ ..) ، رقم : ٤٥١٣ ، ومسلم : النكاح ، باب : زواج زينب بنت جحش ونزول الحجاب .. ، رقم : ١٤٢٨ ، وزاد المسير في علم التفسير ، ج ٦ / ٤١٣ ، والطبري بنحو لفظه ، ج ٢٢ / ٣٧ ، والدر المنثور ، ج ٥ / ٢١٣.

٢٨١

كلام ابنة عمي لأتزوجنها من بعده ، فأنزل الله هذه الآية. قال ابن عباس : فأعتق ذلك الرجل رقبة وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله ، وحجّ ماشيا توبة من كلمته (١).

قوله تعالى : (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ) الآية. قال ابن عباس ، في رواية عطاء : قال رجل من سادة قريش : لو توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لتزوجت عائشة. فأنزل الله تعالى ما أنزل (٢).

الآية : ٥٦ ـ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ).

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن كعب بن عجرة قال : قيل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قد عرفنا السلام عليك ، وكيف الصلاة عليك؟ فنزلت : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٥٦) (٣).

عن الأصمعي قال : سمعت المهدي على منبر البصرة يقول : إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته ، فقال : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (٥٦) آثره صلى‌الله‌عليه‌وسلم بها من بين الرسل ، واختصكم بها من بين الأنام ، فقابلوا نعمة الله بالشكر (٤).

وعن عثمان الواعظ يقول : سمعت الإمام سهل بن محمد بن سليمان يقول : هذا التشريف الذي شرف الله تعالى به نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقوله : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) أبلغ وأتم من تشريف آدم بأمر الملائكة بالسجود له ، لأنه لا يجوز أن يكون الله مع الملائكة في ذلك التشريف ، وقد أخبر الله تعالى عن نفسه بالصلاة على النبي ، ثم عن الملائكة بالصلاة عليه ، فتشريف صدر عنه أبلغ من تشريف تختص به الملائكة ، من غير جواز أن يكون الله معهم في ذلك (٥).

__________________

(١) السيوطي ٢٣٢ ، والدر المنثور ، ج ٦ / ٤١٦ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٢ / ٢٦ ـ ٢٧ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٠٦.

(٢) تفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٢٢٨.

(٣) مسند أحمد ، ج ٤ / ١١٨ ـ ٢٤١ ، وابن أبي شيبة في مصنفه ، ج ٢ / ٥٠٧ ـ ٥٠٨.

(٤) أسباب النزول للنيسابوري ٣٠٠.

(٥) النيسابوري ، ٣٠٠ ـ ٣٠١.

٢٨٢

وعن قتيبة وعلي بن حجر قالا : أخبرنا إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه عشرا» (١).

قال مجاهد : لما نزلت : (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ) ، قال أبو بكر :

ما أعطاك الله تعالى من خير إلا أشركنا فيه ، فنزلت : (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ) [سورة الأحزاب ، الآية : ٤٣] (٢).

الآية : ٥٧ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً) (٥٧).

قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ) الآية. أخرج ابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) الآية. قال : نزلت في الذين طعنوا على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين اتخذ صفية بنت حيي.

وقال جويبر عن الضحاك عن ابن عباس : أنزلت في عبد الله بن أبيّ وناس معه قذفوا عائشة. فخطب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «من يعذرني من رجل يؤذيني ويجمع في بيته من يؤذيني». فنزلت (٣).

الآية : ٥٨ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا).

قال القرطبي : أذيّة المؤمنين والمؤمنات هي بالأفعال والأقوال ، كالبهتان والتكذيب الفاحش المختلق. ومن الأذية تعييره بحسب مذموم أو حرفة مذمومة ، أو شيء يثقل عليه إذا سمعه ، لأن أذاه في الجملة حرام (٤).

__________________

(١) مسلم : الصلاة ، باب : الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد التشهد ، رقم : ٤٠٨ ، وانظر فضل الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في تفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٠٦ ـ ٥١٦.

(٢) النيسابوري ٣٠٢ ، والدر المنثور ، ج ٥ / ٢٠٦.

(٣) السيوطي ٢٣٣ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٢ / ٤٥ ، وزاد المسير ، ج ٦ / ٤٢٠ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥١٧ ، والدر المنثور ، ج ٥ / ٢٢٠ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٢٣٧.

(٤) تفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٢٤٠.

٢٨٣

وقال الضحاك والسدي والكلبي : نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة ، يبتغون النساء إذا برزن بالليل لقضاء حوائجهن ، فيرون المرأة فيدنون منها فيغمزونها ، فإن سكتت اتبعوها ، وإن زجرتهم انتهوا عنها ، ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء ، ولكن لم يكن يومئذ تعرف الحرة من الأمة ، إنما يخرجن في درع وخمار (١) ، فشكون ذلك إلى أزواجهن ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٢).

الدليل على صحة هذا قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ) [سورة الأحزاب ، الآية : ٥٩].

وعن حصين ، عن أبي مالك قال : كانت نساء المؤمنين يخرجن بالليل إلى حاجاتهن ، وكان المنافقون يتعرضون لهن ويؤذونهن ، فنزلت هذه الآية.

وقال السدي : كانت المدينة ضيقة المنازل ، وكان النساء إذا كان الليل خرجن فقضين الحاجة ، وكان فسّاق من فسّاق المدينة يخرجون ، فإذا رأوا المرأة عليها قناع قالوا : هذه حرة ، فتركوها ، وإذا رأوا المرأة بغير قناع قالوا : هذه أمة ، فكانوا يراودونها ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٣).

الآية : ٥٩ ـ قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً).

قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ) الآية. أخرج البخاري عن عائشة قالت : خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها ، فرآها عمر فقال : يا سودة ، أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين ، قالت : فانكفأت راجعة ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بيتي وإنه ليتمشى وفي يده عرق فدخلت فقالت : يا رسول الله ، إني خرجت لبعض حاجتي ، فقال لي عمر كذا وكذا ،

__________________

(١) فيغمزونها : من الغمز ، وهو العصر والجسّ بالأصابع. الإماء : النساء المملوكات ، جمع أمة. درع : قميص يستر جميع البدن. خمار : هو غطاء الرأس.

(٢) زاد المسير ، ج ٦ / ٤٢١.

(٣) النيسابوري ٣٠٣ ، والدر المنثور ، ج ٥ / ٢٢٢.

٢٨٤

قالت : فأوحى الله إليه ثم رفع عنه وإن العرق في يده ما وضعه ، فقال : «إنه قد أذن لكنّ أن تخرجن لحاجتكنّ» (١).

وأخرج ابن سعد في الطبقات عن أبي مالك قال : كان نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخرجن بالليل لحاجتهن ، وكان ناس من المنافقين يتعرضون لهن فيؤذين ، فشكوا ذلك ، فقيل ذلك للمنافقين فقالوا : إنما نفعله بالإماء ، نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ). ثم أخرج نحوه عن الحسن ومحمد بن كعب القرظي (٢).

__________________

(١) صحيح البخاري برقم ٤٧٩٥.

(٢) السيوطي ٢٣٣ ، وزاد المسير ، ج ٦ / ٤٢٢ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٢٤٣ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥١٨.

٢٨٥

٣٤ ـ سورة سبأ

الآية : ١٥ ـ قوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (١٥).

أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن رباح قال : حدثني فلان أن فروة بن مسيك الغطفاني قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا نبي الله ، إن سبأ قوم كان لهم في الجاهلية عزّ ، وإني أخشى أن يرتدوا عن الإسلام ، أفأقاتلهم؟ فقال : «ما أمرت فيهم بشيء بعد» ، فأنزلت هذه الآية : (لَقَدْ كانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ) الآيات (١).

الآية : ٣٤ ـ قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) (٣٤).

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سفيان عن عاصم عن ابن رزين قال : كان رجلان شريكان خرج أحدهما إلى الشام وبقي الآخر ، فلما بعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كتب إلى صاحبه يسأله ما عمل؟ فكتب إليه أنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم ، فترك تجارته ثم أتى صاحبه فقال : دلني عليه ، وكان يقرأ بعض الكتب ، فأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إلام تدعو؟ فقال : «إلى كذا وكذا» فقال : أشهد أنك رسول الله ، فقال : «وما علمك بذلك؟» قال : إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه رذالة الناس ومساكينهم ، فنزلت هذه الآية : (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) (٣٤) فأرسل إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله قد أنزل تصديق ما قلت» (٢).

__________________

(١) السيوطي ٢٣٤ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٣١ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٢٨٢.

(٢) السيوطي ٢٣٥ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٤٠.

٢٨٦

٣٥ ـ سورة فاطر

الآية : ٨ ـ قوله تعالى : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِما يَصْنَعُونَ).

أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : أنزلت هذه الآية : (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ) الآية. حيث قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم أعزّ دينك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام» ، فهدى الله عمر وأضل أبا جهل ، ففيهما أنزلت (١).

الآية : ٢٩ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) (٢٩).

وأخرج عبد العني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس : أن حصين بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي ، نزل فيه : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ) الآية (٢).

الآية : ٣٥ ـ قوله تعالى : (الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) (٣٥).

وأخرج البيهقي في البعث وابن أبي حاتم من طريق نفيع بن الحارث عن عبد الله ابن أبي أوفى قال : قال رجل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا رسول الله ، إن النوم مما يقر الله به أعيننا في الدنيا فهل في الجنة من نوم؟ قال : «لا ، إن النوم شريك الموت ، وليس في الجنة موت» ، قال : فما راحتهم؟ فأعظم ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «ليس فيها لغوب كل

__________________

(١) أسباب النزول للسيوطي ٢٣٦ ، وفيه جويبر ، وهو متروك.

(٢) السيوطي ٢٣٦.

٢٨٧

أمرهم راحة» فنزلت : (لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ) (٣٥) (١).

الآية : ٤٢ ـ قوله تعالى : (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جاءَهُمْ نَذِيرٌ ما زادَهُمْ إِلَّا نُفُوراً) (٤٢).

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي هلال أنه بلغه أن قريشا كانت تقول : لو أن الله بعث منا نبيا ما كانت أمة من الأمم أطوع لخالقها ، ولا أسمع لنبيها ، ولا أشد تمسكا بكتابها منّا ، فأنزل الله : (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ (١٦٧) لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ) (١٦٨) [سورة الصافات ، الآيتان : ١٦٧ ـ ١٦٨] و (لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتابُ لَكُنَّا أَهْدى مِنْهُمْ) [سورة الأنعام ، الآية : ١٥٧] (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ) وكانت اليهود تستفتح به على النصارى ، فيقولون : إنا نجد نبيا يخرج (٢).

__________________

(١) السيوطي ، ٢٣٦ ـ ٢٣٧ ، وانظر تفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٥٧ ـ ٥٥٨.

(٢) السيوطي ٢٣٧ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٤ / ٣٥٨.

٢٨٨

٣٦ ـ سورة يس

الآيتان : ١ ـ ٢ ـ قوله تعالى : (يس) (١) (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) (٢).

أخرج أبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ في السجدة فيجهر بالقراءة حتى تأذى به ناس من قريش حتى قاموا ليأخذوه ، وإذا أيديهم مجموعة إلى أعناقهم ، وإذا بهم عمي لا يبصرون ، فجاءوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : ننشدك الله والرحم يا محمد ، فدعا حتى ذهب ذلك عنهم ، فنزلت : (يس) (١) (وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) (٢) إلى قوله : (أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (١٠) [سورة يس ، الآية : ١٠] قال : فلم يؤمن من ذلك النفر أحد (١).

الآية : ٨ ـ قوله تعالى : (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ) (٨).

وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمدا لأفعلن ولأفعلن ، فأنزل الله : (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً) إلى قوله : (لا يُبْصِرُونَ) (٩) ، فكانوا يقولون : هذا محمد ، فيقول : أين هو؟ أين هو؟ ولا يبصر (٢).

الآية : ١٢ ـ قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ).

قال أبو سعيد الخدري : كان بنو سلمة في ناحية من المدينة ، فأرادوا أن ينتقلوا إلى قرب المسجد ، فنزلت هذه الآية : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) فقال لهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن آثاركم تكتب ، فلم تنتقلون» (٣).

__________________

(١) دلائل النبوة لأبي نعيم برقم ١٥٣ ، وفي إسناده النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز ، وهو متروك / تقريب التهذيب.

(٢) السيوطي ٢٣٨ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٢ / ٩٩.

(٣) سنن الترمذي برقم ٣٢٢٦.

٢٨٩

عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد قال : شكت بنو سلمة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد منازلهم من المسجد ، فأنزل الله تعالى : (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ) فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عليكم منازلكم ، فإنما تكتب آثاركم» (١).

الآية : ٧٧ ـ قوله تعالى : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) (٧٧).

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : جاء العاصي بن وائل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعظم حائل ففتّه ، فقال : يا محمد ، أيبعث هذا بعد ما أرم؟ قال : «نعم ، يبعث الله هذا ، ثم يميتك ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم» ، فنزلت الآيات : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ) إلى آخر السورة.

وأخرج ابن أبي حاتم من طرق عن مجاهد وعكرمة وعروة بن الزبير والسدي نحوه ، وسموا الإنسان : أبيّ بن خلف (٢).

الآية : ٧٨ ـ قوله تعالى : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (٧٨).

قال المفسرون : إنّ أبيّ بن خلف أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعظم حائل ، فقال : يا محمد ، أترى الله يحيي هذا بعد ما قد رمّ؟ فقال : «نعم ، ويبعثك ويدخلك في النار». فأنزل الله تعالى هذه الآية : (وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (٧٨) (٣).

عن أحمد بن الحسين بن الجنيد قال : حدثنا زياد بن أيوب قال : حدثنا هشيم قال : حدثنا حصين ، عن أبي مالك : أن أبيّ بن خلف الجمحي جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعظم حائل ففتّه بين يديه ، وقال : يا محمد ، يبعث الله هذا بعد ما أرم؟ فقال : «نعم ، يبعث الله هذا ، ويميتك ثم يحييك ، ثم يدخلك نار جهنم» ، فنزلت هذه الآيات (٤).

__________________

(١) النيسابوري ٣٠٣ ، والمستدرك ، ج ٢ / ٤٢٨.

(٢) السيوطي ٢٣٩ ، والمستدرك للحاكم ، ج ٢ / ٤٢٩ ، وصححه وأقره الذهبي.

(٣) تفسير ابن كثير ، ج ٣ / ٥٨١.

(٤) النيسابوري ٣٠٤ ، والدر المنثور ، ج ٥ / ٢٦٩.

٢٩٠

٣٧ ـ سورة الصافّات

الآية : ٦٤ ـ قوله تعالى : (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ) (٦٤).

أخرج ابن جرير عن قتادة قال : قال أبو جهل : زعم صاحبكم هذا ، إن في النار شجرة ، والنار تأكل الشجر ، وإنا والله ما نعلم الزقوم إلا التمر والزبد ، فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجرة : (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ) (٦٤) الآية. وأخرج نحوه عن السدي (١).

الآية : ١٥٨ ـ قوله تعالى : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ).

وأخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : أنزلت هذه الآية في ثلاثة أحياء من قريش : سليم ، وخزاعة ، وجهينة : (وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً) الآية.

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد قال : قال كبار قريش : الملائكة بنات الله ، فقال لهم أبو بكر الصديق : فمن أمهاتهم؟ قالوا : بنات سراة الجن ، فأنزل الله : (وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ) (١٥٨) (٢).

الآية : ١٦٥ ـ قوله تعالى : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (١٦٥).

وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك قال : كان الناس يصلون متبددين ، فأنزل الله : (وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) (١٦٥) الآية ، فأمرهم أن يصفوا.

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : حدثت ، فذكر نحوه (٣).

__________________

(١) السيوطي ٢٤٠ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٣ / ٤٠ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٥ / ٨٥.

(٢) تفسير القرطبي ، ج ١٥ / ١٣٤.

(٣) تفسير القرطبي ، ج ١٥ / ١٣٧.

٢٩١

الآية : ١٧٦ ـ قوله تعالى : (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) (١٧٦).

وأخرج جويبر عن ابن عباس قال : قالوا : يا محمد ، أرنا العذاب تخوّفنا به ، عجّله لنا ، فنزلت : (أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ) (١٧٦) الآية (١).

__________________

(١) السيوطي ٢٤١ ، وانظر تفسير الطبري ، ج ٢٣ / ٧٣.

٢٩٢

٣٨ ـ سورة ص

عن سفيان ، عن الأعمش ، عن يحيى بن عمارة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : مرض أبو طالب ، فجاءت قريش وجاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعند رأس أبي طالب مجلس رجل ، فقام أبو جهل كي يمنعه ذلك ، فشكوه إلى أبي طالب فقال : يا ابن أخي ، ما تريد من قومك؟ قال : يا عم ، إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب ، وتؤدي إليهم الجزية بها العجم». قال : كلمة واحدة؟ قال : ما هي؟ قال : «لا إله إلا الله» فقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا؟ قال : فنزل فيهم القرآن : (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) (٢) [سورة ص ، الآيتان : ١ ـ ٢] حتى بلغ : (إِنْ هذا إِلَّا اخْتِلاقٌ) (٧) [سورة ص ، الآية : ٧] (١).

قال المفسرون : لما أسلم عمر بن الخطاب شق ذلك على قريش وفرح المؤمنون ، قال الوليد بن المغيرة لهلاص قريش ، وهم الصناديد والأشراف : امشوا إلى أبي طالب ، فأتوه فقالوا له : أنت شيخنا وكبيرنا ، قد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء ، وإنا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك. فأرسل أبو طالب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فدعاه فقال : يا ابن أخي ، هؤلاء قومك يسألونك ذا السؤال ، فلا تمل كل الميل على قومك. قال : «وما ذا يسألوني». قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلهك. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم». فقال أبو جهل : لله أبوك لنعطينكها وعشر أمثالها. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قولوا لا إله إلا الله». فنفروا من ذلك فقاموا فقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا كيف يسع الخلق كلهم إله واحد؟ فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية : (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ) [سورة ص ، الآية : ١٢] (٢).

__________________

(١) سنن الترمذي برقم ٣٢٣٢ ، وحسّنه ، والمستدرك للحاكم ، ج ٢ / ٤٣٢ ، وصححه وأقره الذهبي ، والدر المنثور ، ج ٥ / ٢٩٥.

(٢) النيسابوري ، ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٢٧. قوله : ارفضنا وارفض .. أي : اتركنا واترك ذكرك.

٢٩٣

٣٩ ـ سورة الزمر

الآية : ٣ ـ قوله تعالى : (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى).

أخرج جويبر عن ابن عباس في هذه الآية قال : أنزلت في ثلاثة أحياء : عامر ، وكنانة ، وبني سلمة ، كانوا يعبدون الأوثان ، ويقولون : الملائكة بنات الله ، فقالوا : (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللهِ زُلْفى) (١).

وأخرج ابن جرير عن قتادة : قالوا : ما نعبد هؤلاء إلا ليقرّبونا إلا ليشفعوا لنا عند الله (٢).

الآية : ٩ ـ قوله تعالى : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ).

قال ابن عباس في رواية عطاء : نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

وقال ابن عمر : نزلت في عثمان بن عفان.

وقال مقاتل : نزلت في عمار بن ياسر (٣).

الآية : ١٧ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ) (١٧).

قوله تعالى : (فَبَشِّرْ عِبادِ) (١٧). أخرج جويبر بسنده عن جابر بن عبد الله قال : لما نزلت : (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ) [سورة الحجر ، الآية : ٤٤] ، أتى رجل من الأنصار إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) السيوطي ٢٤٣.

(٢) تفسير الطبري ، ج ٢٣ / ١٢٢.

(٣) النيسابوري ٣٠٥ ، وزاد المسير ، ج ٧ / ١٦٦ ـ ١٦٧ ، والدر المنثور ، ج ٥ / ٣٢٣.

٢٩٤

فقال : يا رسول الله ، إن لي سبعة مماليك وإني قد أعتقت لكل باب منها مملوكا ، فنزلت فيه هذه الآية : (فَبَشِّرْ عِبادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) (١).

قوله تعالى : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن هذه الآية نزلت في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون : لا إله إلّا الله : زيد بن عمرو بن نفيل ، وأبي ذرّ الغفاري ، وسلمان الفارسي (٢).

الآية : ١٨ ـ قوله تعالى : (فَبَشِّرْ عِبادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) قال عطاء ، عن ابن عباس : إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه آمن بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وصدقه ، فجاء عثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعيد بن زيد وسعد بن أبي وقاص ، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا ، ونزلت فيهم : (فَبَشِّرْ عِبادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ) قال : يريد من أبي بكر (فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) (٣).

الآية : ٢٢ ـ قوله تعالى : (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ).

نزلت في حمزة وعلي وأبي لهب وولده ، فعلي وحمزة ممن شرح الله صدره ، وأبو لهب وأولاده الذين قست قلوبهم عن ذكر الله. وهو قوله تعالى : (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) (٤).

الآية : ٢٣ ـ قوله تعالى : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٢٣).

__________________

(١) جويبر ضعيف جدا.

(٢) السيوطي ، ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٣ / ١٢٣ ، وزاد المسير ، ج ٧ / ١٧٠.

(٣) تفسير القرطبي ، ج ١٥ / ٢٤٤ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٤٨ ، وقال : إنها شاملة لهم ولغيرهم ممن اجتنب عبادة الأوثان.

(٤) تفسير القرطبي ، ج ١٥ / ٢٤٧ ، وقال : والآية عامة فيمن شرح الله صدره بخلق الإيمان فيه.

٢٩٥

عن عمرو بن مرة ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد ، قالوا : يا رسول الله ، لو حدثتنا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية (١).

قال القرطبي : (مُتَشابِهاً) يشبه بعضه بعضا في الحسن والحكمة ويصدّق بعضه بعضا ، ليس فيه تناقض ولا اختلاف (٢).

الآية : ٣٦ ـ قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٣٦).

قوله تعالى : (وَيُخَوِّفُونَكَ) الآية. أخرج عبد الرزاق عن معمر : قال لي رجل : قالوا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لتكفن عن شتم آلهتنا أو لنأمرنها فلتخبلنك ، فنزلت : (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) الآية (٣).

الآية : ٤٥ ـ قوله تعالى : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (٤٥).

قوله تعالى : (وَإِذا ذُكِرَ اللهُ) الآية. أخرج ابن المنذر عن مجاهد : أنها نزلت في قراءة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم النجم عند الكعبة وفرحهم عند ذكر الآلهة (٤).

الآية : ٥٣ ـ قوله تعالى : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٥٣).

قوله تعالى : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا) الآية. تقدم حديث الشيخين في سورة الفرقان.

وأخرج ابن أبي حاتم بسند صحيح عن ابن عباس قال : أنزلت هذه الآية في مشركي أهل مكة.

__________________

(١) النيسابوري ٣٠٦ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٣ / ١٣٥ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٥ / ٢٤٨.

(٢) تفسير القرطبي ، ج ١٥ / ٢٤٩.

(٣) زاد المسير ، ج ٧ / ١٨٤ ، والدر المنثور ، ج ٥ / ٣٢٨.

(٤) السيوطي ، ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٤ / ٨.

٢٩٦

وأخرج الحاكم والطبراني عن ابن عمر قال : كنا نقول : ما لمفتتن توبة إذا ترك دينه بعد إسلامه ومعرفته ، فلما قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة أنزل فيهم : (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا) الآية.

وأخرج الطبراني بسند فيه ضعف عن ابن عباس قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى وحشي قاتل حمزة يدعوه إلى الإسلام فأرسل إليه : كيف تدعوني وأنت تزعم أن من قتل أو زنى أو أشرك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ، وأنا صنعت ذلك فهل تجد لي من رخصة؟ فأنزل الله : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) [سورة مريم ، الآية : ٦٠] ، فقال وحشي : هذا شرط شديد : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً) فلعلي لا أقدر على هذا ، فأنزل الله : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) [سورة النساء ، الآية : ٤٨] ، فقال وحشي : هذا أرى بعده مشيئة فلا أدري أيغفر لي أم لا؟ فهل غير هذا؟ فأنزل الله : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ) الآية. قال وحشي : هذا نعم ، فأسلم (١).

وقال ابن عمر : نزلت هذه الآية في عياش بن ربيعة والوليد بن الوليد ، ونفر من المسلمين كانوا أسلموا ، ثم فتنوا وعذبوا فافتتنوا ، وكنا نقول : لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا أبدا (٢) ، قوم أسلموا ثم تركوا دينهم بعذاب عذبوا به؟ فنزلت هذه الآيات ، وكان عمر كاتبا ، فكتبها إلى عياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ، وأولئك النفر ، فأسلموا وهاجروا (٣).

وعن ابن جريج قال : حدثني يعلى بن مسلم : أنه سمع سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس : أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا ، ثم أتوا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : إن الذي تدعو إليه لحسن ، إن تخبرنا لما عملناه كفارة. فنزلت هذه الآية : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) (٤).

__________________

(١) السيوطي ، ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، وتفسير الطبري ، ج ٢٤ / ١٠ ـ ١١ ، وتفسير زاد المسير ، ج ٧ / ١٩٠ ، والدر المنثور ، ج ٥ / ٧٧.

(٢) صرفا : أي نافلة ، وعدلا : أي فريضة.

(٣) النيسابوري ، ٣٠٦ ـ ٣٠٧ ، وتفسير القرطبي ، ج ١٥ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨.

(٤) رواه البخاري في صحيحه : التفسير / الزمر ، باب : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا ..) ، رقم : ٤٥٣٢ ، وانظر مسلم : الإيمان ، باب : كون الإسلام يهدم ما قبله .. ، ـ

٢٩٧

وعن عمر أنه قال : لما اجتمعنا إلى الهجرة انبعثت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل ، فقلنا : الميعاد بيننا المناصف ميقات بني غفار ، فمن حبس منكم لراياتها فقد حبس ، فليمض صاحبه. فأصبحت عندها أنا وعياش وحبس عنّا هشام ، وفتن وافتتن ، فقدمنا المدينة. فكنا نقول : ما الله بقابل من هؤلاء توبة ، قوم عرفوا الله ورسوله ، ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا. فأنزل الله تعالى : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا) إلى قوله : (أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (٦٠) [سورة الزمر ، الآية : ٦٠] قال عمر : فكتبتها بيدي ، ثم بعثت بها ، فقال هشام : فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى ، فقلت : اللهم فهمنيها ، فعرفت أنها أنزلت فينا ، فرجعت فجلست على بعيري ، فلحقت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

الآية : ٦٤ ـ قوله تعالى : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجاهِلُونَ) (٦٤).

قوله تعالى : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ) الآية. سيأتي سبب نزولها في سورة الكافرون.

وأخرج البيهقي في الدلائل عن الحسن البصري قال : قال المشركون للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أتضلل آباءك وأجدادك يا محمد؟ فأنزل الله : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ) إلى قوله : (مِنَ الشَّاكِرِينَ) (٦٦) [سورة الزمر ، الآية : ٦٦] (٢).

الآية : ٦٧ ـ قوله تعالى : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٦٧).

وأخرج الترمذي وصححه عن ابن عباس قال : مرّ يهودي بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : كيف تقول يا أبا القاسم ، إذا وضع الله السموات على ذه والأرضين على ذه والماء على ذه والجبال على ذه ، فأنزل الله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) الآية. والحديث في الصحيح بلفظ «فتلا» دون «فأنزل» (٣).

__________________

ـ رقم : ١٢٢ ، وانظر تفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٥٩ ـ ٦٠.

(١) النيسابوري ٣٠٨ ، والسنن الكبرى للبيهقي ، ج ٩ / ١٣ ـ ١٤.

(٢) تفسير ابن كثير ، ج ٤ / ٦١.

(٣) سنن الترمذي برقم ٣٢٤٠ ، وصحيح البخاري برقم ٧٤١٥ و ٧٤٥١.

٢٩٨

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : غدت اليهود فنظروا في خلق السموات والأرض والملائكة ، فلما فرغوا أخذوا يقدرونه ، فأنزل الله : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) (١).

وأخرج عن سعيد بن جبير قال : تكلمت اليهود في صفة الرب ، فقالوا بما لم يعلموا ولم يروا ، فأنزل الله الآية (٢).

وعن علقمة ، عن عبد الله قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل من أهل الكتاب فقال : يا أبا القاسم ، بلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع والأرضين على إصبع ، والشجر على إصبع ، والثرى على إصبع؟ فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى بدت نواجذه ، فأنزل الله تعالى : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) الآية (٣).

ومعنى هذا : أن الله تعالى يقدر على قبض الأرض وجميع ما فيها من الخلائق والشجر قدرة أحدنا ما يحمله بإصبعه ، فخوطبنا بما نتخاطب فيما بيننا لنفهم ، ألا ترى أن الله تعالى قال : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي : يقبضها بقدرته (٤).

__________________

(١) أسباب النزول للسيوطي ٢٤٦.

(٢) السيوطي ٢٤٦.

(٣) تفسير الطبري ، ج ٢٤ / ١٨.

(٤) النيسابوري ٣٠٨.

٢٩٩

٤٠ ـ سورة غافر

الآية : ٤ ـ قوله تعالى : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) (٤).

أخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أبي مالك في قوله تعالى : (ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) قال : نزلت في الحارث بن قيس السهمي (١).

الآية : ٥٦ ـ قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (٥٦).

وأخرج عن أبي العالية قال : جاءت اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكروا الدجال ، فقالوا : يكون منا في آخر الزمان. فعظموا أمره وقالوا : يصنع كذا ، فأنزل الله : (الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) فأمر نبيّه أن يتعوّذ من فتنة الدجال (٢).

الآية : ٥٧ ـ قوله تعالى : (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٥٧).

قال السيوطي : نزلت في اليهود ، فيما ينتظرونه من أمر الدجال (٣).

الآية : ٦٦ ـ قوله تعالى : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ

__________________

(١) أسباب النزول للسيوطي ٢٤٧.

(٢) الدر المنثور ، ج ٥ / ٣٥٣.

(٣) أسباب النزول للسيوطي ٢٤٨ ، وزاد المسير ، ج ٧ / ٢٣٤.

٣٠٠