الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ١١

الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ١١

المؤلف:


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٢٣

المبحث السادس

لكل سؤال جواب في سورة «المطفّفين» (١)

إن قيل : لم لم يقل الله تعالى إذا اكتالوا أو اتّزنوا على الناس يستوفون كما قال سبحانه في مقابلة (وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (٣).

قلنا : لأنّ المطفّفين كانت عادتهم ، أنهم لا يأخذون ما يكال وما يوزن إلّا بالمكيال ، لأن استيفاء الزيادة بالمكيال كان أمكن لهم ، وأهون عليهم منه بالميزان ، وإذا أعطوا كالوا أو وزنوا لتمكّنهم من البخس فيهما.

فإن قيل : لم فسّر سبحانه وتعالى «سجّينا» بكتاب مرقوم ، فقال تعالى : (وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ (٨) كِتابٌ مَرْقُومٌ) (٩) وكذا فسّر تعالى «علّيّين» به ، مع أن سجّينا اسم للأرض السابعة ، وهو فعّيل من السجن ؛ وعلّيّين اسم للجنة أو لأعلى الأمكنة ، أو للسماء السابعة ، أو لسدرة المنتهى؟

قلنا : قوله تعالى : (كِتابٌ مَرْقُومٌ) (٩) وصف معنوي لكتاب الفجّار ولكتاب الأبرار ؛ لا تفسير لسجّين ولعلّيّين ، تقديره : وهو كتاب مرقوم.

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي ، مكتبة البابي الحلبي ، القاهرة ، غير مؤرّخ.

١٤١
١٤٢

المبحث السابع

المعاني المجازية في سورة «المطفّفين» (١)

قوله سبحانه : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (١٥) استعارة ، لأنّ الحجاب لا يطلق إلّا على من يصحّ عليه الظهور والبطون ، والاستتار والبروز. وذلك من صفة الأجسام المحدثة ، والأشخاص المؤلّفة. والمراد بذكر الحجاب هاهنا ، أنهم ممنوعون من ثواب الله سبحانه ، مذودون عن دخول جنته ، ودار مقامته. وأصل الحجب المنع. ومنه قولنا في الفرائض : الإخوة يحجبون الأم عن الثلث إلى السدس. أي يمنعونها من الثلث ، ويردّونها إلى السدس. ومن ذلك أيضا قولهم : حجب فلان عن باب الأمير. أي ردّ عنه ، ودفع دونه. ويجوز أن يكون كذلك معنى آخر ، وهو أن يكون المراد أنهم غير مقرّبين عند الله سبحانه بصالح الأعمال ، واستحقاق الثواب. فعبّر سبحانه عن هذا المعنى بالحجاب. لأنّ المبعد المقصى يحجب عن الأبواب ، ويبعد من الجناب.

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب : «تلخيص البيان في مجازات القرآن» للشريف الرضي ، تحقيق محمد عبد الغني حسن ، دار مكتبة الحياة ، بيروت ، غير مؤرّخ.

١٤٣
١٤٤

سورة الانشقاق

٨٤

١٤٥
١٤٦

المبحث الأول

أهداف سورة «الانشقاق» (١)

سورة الانشقاق سورة مكّيّة آياتها ٢٥ آية ، نزلت بعد سورة الانفطار. وهي سورة هادئة الإيقاع يغلب عليها هذا الطابع ، حتى في وصف مشاهد القيامة ، التي عرضتها سورة التكوير في جوّ عاصف.

«وتطوف سورة الانشقاق بالقلب البشري في مجالات كونيّة وإنسانيّة شتّى ، متعاقبة تعاقبا مقصودا ، فمن مشهد الاستسلام الكوني ، إلى لمسة لقلب الإنسان ، إلى مشهد الحساب والجزاء ، إلى مشهد الكون الحاضر وظواهره الموحية ، إلى لمسة أخرى للقلب البشري ، إلى التعجّب من حال الذين لا يؤمنون بعد ذلك كلّه ، إلى التهديد بالعذاب الأليم ، واستثناء المؤمنين من العذاب» (٢).

مقاطع السورة

يمكن أن تقسم سورة الانشقاق إلى أربعة مقاطع : المقطع الأول : وفيه مطلع السورة ، ذلك المطلع الخاشع الجليل ، الذي يفيد نهاية الكون واستجابة السماء والأرض لأمر الله في خشوع وطواعية (وذلك في الآيات ١ ـ ٥).

والمقطع الثاني : يبيّن أن الإنسان محاسب على عمله ، وسيجازى عليه ، فالمؤمن يأخذ كتابه باليمين ، ويلقى السرور وحسن الجزاء ؛ والكافر يأخذ

__________________

(١). انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته ، الهيئة العامة للكتاب ، القاهرة ، ١٩٧٩ ـ ١٩٨٤.

(٢). في ظلال القرآن للأستاذ سيد قطب ٣٠ / ٩٨.

١٤٧

كتابه من وراء ظهره ، ويلقى الهلاك والسعير (وذلك في الآيات ٦ ـ ١٥).

والمقطع الثالث يعرض مشاهد الكون ، في صورة تأخذ بالألباب (وذلك في الآيات ١٦ ـ ١٩).

والمقطع الرابع يتعجّب من حال هؤلاء الذين يعرضون عن الإيمان ، ويهدّدهم بالجزاء العادل (وذلك في الآيات ٢٠ ـ ٢٥).

وهذه اللمسات المتعدّدة تطوف بالقلب البشريّ ، وتنتقل بالنفس خلال مشاهد الآخرة والدنيا ، والحساب والجزاء ، في آيات قصيرة وحيّز محدود ، ممّا لا يمكن لبشر أن يفعله ؛ ولكنّه القرآن الذي يسّره الله للذّكر ، وأنزله لهداية العالمين.

مع آيات السورة

[الآيات ١ ـ ٥] : يصف الله سبحانه وتعالى ما يحدث من الأهوال يوم القيامة عند خراب الدنيا ، فيذكر سبحانه أن السماء تنشقّ وتصبح ذات فروج وفتحات ، وتنقاد هذه السموات لأمر ربّها وتخضع لتأثير قدرته ، حينما يريد انشقاقها ، فهي أشبه بالمطيع الذي يذعن لأمر سيده ؛ والأرض تسوّى وتبسط باندكاك جبالها ؛ وتخرج ما فيها من الموتى حتى لا يبقى بداخلها شيء ؛ وتنقاد كذلك لأمر ربها ، وتخضع لتأثير قدرته ، لأنها في قبضة القدرة الإلهية ، تصرّفها في الفناء ، كما صرفتها في الابتداء. وجواب «إذا» التي صدّرت بها السورة محذوف ، وتقدير الكلام ، والله أعلم : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١) ترون جزاء ما عملتم من خير أو شر.

وخلاصة ذلك : وصف أحوال يوم القيامة ، وفيه تبدّل الأرض غير الأرض ، والسماوات غير السماوات ؛ ويبرز الناس للحساب ، على ما قدّموا في حياتهم من عمل ؛ وعلينا أن نؤمن بذلك كله ، ونكل علم حقيقته ، ومعرفة كنهه الى الله تعالى.

[الآيات ٦ ـ ١٥] : يا أيّها الإنسان إنك تقطع رحلة حياتك على الأرض كادحا تحمل عبئك ، وتجهد جهدك ، وتشقّ طريقك لتصل في النهاية إلى ربّك ؛ فإليه المرجع وإليه المآب ، بعد الكدّ والكدح والجهاد ، وفي يوم البعث ينكشف الالتباس ، ويعرف كل عامل ما جرّ إليه عمله ، والناس حينئذ صنفان :

١ ـ الذي يعرض عليه سجلّ

١٤٨

أعماله ، ويتناول كتابه بيمينه ، فإنه يحاسب أيسر الحساب ، إذ تعرض عليه أعماله فيعرف بطاعته وبمعاصيه ، ثم يثاب على ما كان منها طاعة ، ويتجاوز له عما كان منها معصية.

عن عائشة (رض) قالت : «سمعت رسول الله (ص) يقول في بعض صلاته : «اللهم حاسبني حسابا يسيرا» فلمّا انصرف قلت : يا رسول الله ، وما الحساب اليسير؟ قال : أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه ، من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك» (١).

فهذا هو الحساب اليسير الذي يلقاه من يؤتى كتابه بيمينه ، ثم ينجو (وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً) (٩) وأهله هم الناجون الذين سبقوه الى الجنة.

٢ ـ (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) (١٠) ، والذي ألفناه في تعبيرات القرآن من قبل هو كتاب اليمين ، وكتاب الشمال ، فهذه صورة جديدة : صورة إعطاء الكتاب من وراء الظهر ، وليس يمتنع أن يكون الذي يعطى كتابه بشماله ، يعطاه كذلك من وراء ظهره ، فهي هيئة الكاره المكره ، الخزيان من المواجهة. والذي نخلص اليه ، أنّ إيتاء الكتاب باليمين ، أو باليسار أو من وراء الظهر ، تصوير لحال المطّلع على أعماله في ذلك اليوم ، فمن الناس من إذا كشف له عمله ابتهج واستبشر ، وتناول كتابه بيمينه ؛ ومنهم من إذا انكشفت له سوابق أعماله عبس وبسر ، وأعرض عنها وأدبر ، وتمنّى لو لم تكشف له ، وتناولها باليسار أو من وراء الظهر ، وحينئذ يدعو ووا ثبوراه ، أي يا هلاك أقبل ، فإنّي لا أريد أن أبقى حيّا. ولا يفعل الإنسان ذلك ، إلّا إذا كان في شدّة التعاسة والشقاء ، كما يقول المتنبي :

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا

وحسب المنايا أن يكنّ أمانيا

وتناول الكافر لكتابه بشماله أو من وراء ظهره علامة على سخط الله عليه ، وهو يدعو على نفسه بالهلاك والويل ، ويدخل نار جهنم التي سعّرت وأوقدت ، ليحترق بنارها ؛ لأنه كان في الدنيا بين عشيرته من الكافرين ، لاهيا في شهواته ، منقادا لأهوائه ، لا يخطر الموت على باله ، ولا البعث ، (إِنَّهُ

__________________

(١). رواه الإمام أحمد بإسناده عن عبد الله بن الزبير عن عائشة ، وهو صحيح على شرط مسلم ، لم يخرجه.

١٤٩

ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) (١٤) إلى ربه ، ولن يرجع إلى بارئه ولو ظن الرجعة في نهاية المطاف ، لقدّم بعض العمل ، وادّخر شيئا للحساب.

(بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً) (١٥) : أي بلى ليحورنّ وليرجعن إلى ربّه ، وليحاسبنّه على عمله ، فهو سبحانه كان مطّلعا على أمره ، محيطا بحقيقته ، عالما بحركاته وخطواته.

وتصوّر الآيات هذا التعيس ، وهو مسرور بين أهله في حياة الدنيا القصيرة ؛ ولكنّه في الآخرة حزين يتمنّى الموت والهلاك ، تقابلها صورة ذلك السعيد المؤمن ، وهو ينقلب إلى أهله مسرورا ، في حياة الآخرة المديدة ، لقاء ما قدّم من سعي حميد ، وعمل صالح.

وتعود الآيات إلى لمحات من الكون ، تجمع بين الخشوع الساكن ، والجلال المرهوب :

[الآيات ١٦ ـ ١٩] : (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) (١٦) والشفق هو الوقت الخاشع المرهوب بعد الغروب ، وبعد الغروب تأخذ النفس روعة ساكنة عميقة ، ويحسّ القلب معنى الوداع ، وما فيه من أسى صامت ، وشجّى عميق ، كما يحس رهبة الليل القادم ، ووحشة الظلام الزاحف ، ويلفّه في النهاية خشوع ، وخوف خفيّ ، وسكون.

(وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) (١٧) : هو الليل وما جمع وما حمل من الظلام والنجوم ، أو ما عمل فيه من التهجّد ، أو ما جمع من مخلوقات كانت منتشرة بالنهار ، فإذا جنّها الليل أوت إلى مأواها.

(وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) (١٨) : أي اكتمل واستدار وصار بدرا ، وهو مشهد رائع للقمر في ليالي اكتماله ، يفيض على الأرض بنوره الحالم الخاشع ، الموحي بالصمت الجليل.

يقسم القرآن الكريم بهذه الأشياء ؛ التي إذا تدبّر الإنسان أمرها ، استدلّ بجلالها وعظمة شأنها على قدرة مبدعها.

(لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) (١٩) : أي لتلاقن أيها الناس أمورا بعد أمور ، وأحوالا بعد أحوال من الموت والبعث والحشر ، إلى أن تصيروا إلى ربّكم وهناك تلقون جزاء أعمالكم.

[الآيات ٢٠ ـ ٢٥] : فلما ذا لا

١٥٠

يؤمنون بالبعث والنشور ، وهم يرون آثار قدرة الله وبدائع صنعه ، وما لهم لا يخضعون لآيات القرآن ، وفيها من اللّمسات والموحيات ما يصل القلب البشري بالوجود الجميل ، وببارئ الوجود الجليل ، وإذا قرأ المؤمن هذه الآية ، سجد لله سجود التلاوة ، عند قوله : (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٢٠) وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) (٢١).

ولكنّ الكافرين قوم معاندون ؛ فالتكذيب طابعهم ، والله أعلم بما يكنّون في صدورهم ، ويضمّون عليه جوانحهم ، من بغي وحسد ، وإشراك بالله ، وحقد للرسول (ص) ؛ ولذلك أمر الله نبيه (ص) أن يبشّرهم جميعا ، بالعذاب المؤلم الموجع يوم القيامة ... ويا لها من بشرى لا تسرّ.

أما الذين آمنوا بالله تعالى ورسوله (ص) ، وامتثلوا أوامر الله فعملوا الأعمال الصالحة ، فلهم الأجر الحسن ، والثواب الدائم الذي لا ينقطع ولا يزول.

مقاصد السورة

١ ـ وصف مشاهد القيامة.

٢ ـ الإنسان كادح عامل في الدنيا ، وسيلقى الجزاء في الآخرة.

٣ ـ المؤمن يأخذ كتابه باليمين ، فيجد السعادة والسرور.

٤ ـ الكافر يأخذ كتابه من وراء ظهره ، فيجد الشقاء والسعير.

٥ ـ القسم بالشّفق والليل والقمر ، تنبيها لجلالها وبديع صنعها.

٦ ـ النّاس تنتقل من الحياة الى الموت ثمّ إلى البعث والحساب والجزاء ، فهم ينتقلون في أحوالهم طبقة بعد طبقة ، ليستقرّوا في نعيم مقيم ، أو في عذاب أليم.

١٥١
١٥٢

المبحث الثاني

ترابط الآيات في سورة «الانشقاق» (١)

تاريخ نزولها ووجه تسميتها

نزلت سورة الانشقاق بعد سورة الانفطار ، ونزلت سورة الانفطار بعد الإسراء ، وقبيل الهجرة ، فيكون نزول سورة الانشقاق ، في ذلك التاريخ أيضا.

وقد سمّيت هذه السورة بهذا الاسم ، لقوله تعالى في أوّلها : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١) وتبلغ آياتها خمسا وعشرين آية.

الغرض منها وترتيبها

يقصد من هذه السورة ، إثبات المعاد ، وما يكون فيه من حساب وثواب وعقاب ؛ فهي أيضا في سياق الإنذار ، والترهيب ، والترغيب ، كسورة المطفّفين ؛ وهذا هو وجه المناسبة في ذكرها بعدها.

إثبات المعاد

الآيات [١ ـ ٢٥]

ذكر سبحانه ، أنه ، إذا حصل انشقاق السماء ، وما ذكر بعده يرى كل إنسان ما عمل ؛ وأنه كادح اليوم حتّى يلاقيه ؛ ثم فصّل ما يكون فيه من أخذ بعضهم كتابه بيمينه ، ومحاسبته حسابا يسيرا ، ومن أخذ بعضهم كتابه وراء ظهره ... إلخ. ثم أقسم ، جلّ وعلا ، بالشفق وما ذكر معه ، على أنهم سيركبون في الشّدّة طبقا بعد طبق ، ووبّخهم على عدم إيمانهم مع هذه النّذر ؛ وذكر

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «النظم الفنّي في القرآن» ، للشيخ عبد المتعال الصعيدي ، مكتبة الآداب بالجمايز ـ المطبعة النموذجية بالحكمية الجديدة ، القاهرة ، غير مؤرّخ.

١٥٣

سبحانه أنهم يكذبون مع قيام هذه الدلائل ، وهو أعلم مما يوعون في صدورهم ؛ ثم أمر جلّت قدرته ، بتبشيرهم بعذاب أليم : (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) (٢٥).

١٥٤

المبحث الثالث

أسرار ترتيب سورة «الانشقاق» (١)

قد استوفي الكلام فيها في سورة المطفّفين.

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب : «أسرار ترتيب القرآن» للسيوطي ، تحقيق عبد القادر أحمد عطا ، دار الاعتصام ، القاهرة ، الطبعة الثانية ، ١٣٩٨ ه‍ / ١٩٧٨ م.

١٥٥
١٥٦

المبحث الرابع

لغة التنزيل في سورة «الانشقاق» (١)

١ ـ قال تعالى : (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) (١٤).

أي : لن يرجع إلى الله تعالى ، تكذيبا بالمعاد ؛ يقال : لا يحور ولا يحول.

أي لا يرجع ولا يتغيّر. أقول : والفعل «حار يحور» من الأفعال المعروفة في عاميّتنا في العراق ، وليس في الفصيحة المعاصرة.

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «من بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السامرّائي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرّخ.

١٥٧
١٥٨

المبحث الخامس

المعاني اللغوية في سورة «الانشقاق» (١)

قال تعالى : (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) (٢) أي : وحقّ لها.

وقال سبحانه : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ) (٢٣) ؛ تقول : «أوعيت في قلبي كذا وكذا» ، كما تقول : «أوعيت الزّاد في الوعاء» ، وتقول : «وعت أذني» ؛ قال تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (١٢) [الحاقّة].

وأمّا : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١) فعلى معنى (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) (٦) (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١) على التقديم والتأخير.

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش ، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد ، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتب ، بيروت ، غير مؤرّخ.

١٥٩
١٦٠