الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ٣

الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ٣

المؤلف:


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٠٨

٣٧ ـ (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) [الآية ١٠٨].

هم بنو عمرو بن عوف من الأنصار ، منهم : عويم بن ساعدة.

قال ابن جرير (١) : لم يبلغنا أنه سمّي منهم غيره.

٣٨ ـ (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) [الآية ١١٨].

هم هلال ، ومرارة ، وكعب (٢).

٣٩ ـ (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (١١٩).

قال ابن عمر : مع محمد (ص) ، وأصحابه.

وقال الضّحّاك : مع أبي بكر ، وعمر ، وأصحابهما.

وقال السّدّي : مع هلال ، ومرارة ، وكعب.

أخرج ذلك ابن أبي حاتم.

٤٠ ـ (قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) [الآية ١٢٣].

قال الحسن : يعني [الرّوم ، و] (٣) الدّيلم. أخرجه ابن أبي حاتم.

__________________

(١). ٩ : ١٢٧ ، والحديث نحوه عن ابن خزيمة في «صحيحه» برقم (٨٣) وفي هامشه : «إسناده ضعيف». وله شاهد في «المستدرك» ١ : ١٥٥ ، وانظر : «الفتح الربّاني» ١ : ٢٨٤ ، ورواه الطبراني في المعاجم الثلاثة ، كما في «مجمع الزوائد» ١ : ٢١٢ وقال : «رواه أحمد والطبراني في الثلاثة ، وفيه شرحبيل بن سعد ، ضعّفه مالك وابن معين وأبو زرعة ، ووثقه ابن حبان».

(٢). انظر هذا الكتاب الآية (١٠٦) من سورة التوبة (براءة) وانظر «صحيح البخاري» كتاب المغازي ، باب حديث كعب بن مالك رقم (٤٤١٨).

(٣). زيادة من «الدرّ المنثور» ٣ : ٢٩٣.

٢٦١
٢٦٢

المبحث الخامس

لغة التنزيل في سورة «التوبة» (١)

١ ـ وقال تعالى : (إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (٤).

قوله تعالى : (وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً) ، أي : لم يعاونوا عدوّا لكم.

أقول : والمظاهرة : المعاونة ، والتظاهر التعاون.

وقال تعالى : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) [التحريم : ٤] ، أي تعاونا ، والظهير العون.

وقوله تعالى : (تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ) [البقرة : ٨٥] ، أي تتعاونون.

وقوله تعالى : (وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ) [الممتحنة : ٩] ، أي : عاونوا.

واستظهر عليه بالأمر : استعان.

وفي حديث علي رضي الله عنه ، يستظهر بحجج الله وبنعمته على كتابه.

أقول : وقد اجتهد المعاصرون في إثبات «التظاهرة» ، و «المظاهرة» ، لتكون مؤدية لما هو في اللغات الغربية الحديثة Demonstration أو Manifestation : لأن الفعل في هذين الاسمين الأعجميين يعني في العربية ، «أظهر ، وأبان ، وأعلن» فكانت «التظاهرة» أو «المظاهرة» في العربية الجديدة يقابلون بها الكلمتين الأعجميتين.

وهذا يعني ، أن هذين المولّدين

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «من بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السّامرّائي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرخ.

٢٦٣

الجديدين ، ليس فيهما من فكرة «التعاون» ، التي هي في «تظاهر» و «ظاهر».

٢ ـ وقال تعالى : (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ) [الآية ٥].

المراد بقوله تعالى : (وَخُذُوهُمْ) : وأسروهم ، والأخيذ : الأسير.

أقول : وهذا من معاني الفعل «أخذ» ، الذي ينصرف إلى عدة معان.

٣ ـ وقال تعالى : (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً) [الآية ٨].

قوله تعالى : (وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ) ، أي : يغلبوكم ، أقول ، ولم يكن لهذا الفعل معنى الغلبة والفوز إلا بمجيء (عليكم) بعده ، فاستعمال «على» يشعر بهذا.

وقوله تعالى : (لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا) ، أي : لا يراعوا حلفا ، وقيل : قرابة ، وأنشد لحسّان :

لعمرك إنّ إلّك من قريش

كإلّ السّقب من رأل النّعام

وقيل : إنه بمعنى «الإله» ، وقرئ «إيلا» وهو بمعناه.

أقول : إن «الإلّ» مضاعفا ، و «الإيل» بالمدّ ، والإله بمعنى ، وكلّه واحد في الأصل ، وهو من المواد القديمة في مجموعة اللغات السامية. وقد كنا أشرنا إلى هذه المادة في آية سابقة.

٤ ـ وقال تعالى : (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً) [الآية ١٦].

ووليجة الرجل : بطانته وخاصّته ودخلته ، وقال أبو عبيدة : الوليجة البطانة ، وهي مأخوذة من ولج يلج ولوجا ولجة إذا دخل ، أي : ولم يتّخذوا بينهم وبين الكافرين ، دخيلة مودّة.

٥ ـ وقال تعالى : (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [الآية ٢٦].

وقالوا : المعنى : رحمته التي سكنوا بها ، وآمنوا.

أقول : والسكينة من كلم القرآن الخاصّ ، بمعنى اختصّ به ، وهي بهذا المعنى في ثلاث آيات ، ومنها أيضا :

(فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها) [الآية ٤٠].

والسكينة : الوداعة والوقار ، وقوله ،

٢٦٤

عزوجل : (إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ) [البقرة : ٢٤٨].

قال الزجاج : معناه فيه ما تسكنون به ، إذا أتاكم.

وفي الحديث : نزلت عليهم السكينة ، تحملها الملائكة ، أي : الرحمة.

٦ ـ وقال تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ) [الآية ٣٠].

المضاهاة مشاكلة الشيء بالشيء ، وقد يهمز «ضاهأ» ، ومنه القراءة المشهورة ، في الآية التي وقفنا عليها.

وضاهيت الرجل : شاكلته وعارضته ، وفلان ضهيّ فلان ، أي : نظيره وشبيهه.

وقد استعملت المضاهاة بمعنى المعارضة والمماثلة في الأدب ، ومن ذلك «مضاهاة كليلة ودمنة» لابن الهبّارية ، أي : أن الشاعر نظم الحكايات نظما.

ومن الحقّ ، أن نلاحظ أنّ «المهموز» في العربية تسهّل همزته غالبا ، فيتحوّل الهمز إلى مدّ ، نحو أومأ وأومى ، وربأ وربا وغير ذلك.

٧ ـ وقال تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الْكُفْرِ) [الآية ٣٧].

النسيء : تأخير حرمة الشهر إلى شهر آخر ، وذلك أنهم كانوا أصحاب حروب وغارات ؛ فإذا جاء الشهر الحرام وهم محاربون ، شقّ عليهم ترك المحاربة ، فيحلّونه ويحرّمون مكانه شهرا آخر ، حتّى رفضوا تخصيص الأشهر الحرم بالتحريم ، فكانوا يحرّمون من شقّ شهور العام أربعة أشهر ، وذلك قوله تعالى : (لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ) [الآية ٣٧] ، أي : ليوافقوا العدّة التي هي الأربعة ولا يخالفوها ، وقد خالفوا التخصيص الذي هو أحد الواجبين ، وربما زادوا في عدد الشهور فجعلوها ثلاثة عشر ، أو أربعة عشر ليتّسع لهم الوقت. ولذلك قال عزّ وعلا (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً) [الآية ٣٦].

أقول :

ونسأ الشيء : ينسأه نساء وأنسأه : أخّره ، والاسم النّسيئة والنّسيء ونسأ الله في أجله ، وأنسأ أجله : أخّره.

٢٦٥

وفي الحديث عن أنس بن مالك : من أحبّ أن يبسط له في رزقه ، وينسأ في أجله ، فليصل رحمه.

والنّسء : التأخير يكون في العمر والدّين.

ومن هذه الدلالة اللغوية ، أي : التأخير ، أخذ العرب الجاهليون مادة «النسيء» ، فصارت من رسومهم ومصطلحهم ، وإليها أشارت الآية الكريمة.

٨ ـ وقال تعالى : (لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ وَلكِنْ بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ) [الآية ٤٢].

العرض : ما عرض لك من منافع الدنيا. يقال : الدنيا عرض حاضر ، يأكل منه البرّ والفاجر ، أي : لو كان ما دعوا إليه غنما قريبا سهل المنال ، و «سفرا قاصدا» أي : وسطا مقاربا.

أقول في قوله تعالى : (وَسَفَراً قاصِداً) لا أرى أن المراد به «الوسط المقارب» ، إذ لا يمكن أن يأتلف مع «العرض القريب» ، الذي يسبقه في الآية ، ولكني أرى أن يكون «السفر القاصد» هو ما يعبّر عنه في اللغة المعاصرة ب «السفر المباشر» ، وسنأتي إلى المباشر بعد هذا.

ألا ترى أنه قال : إنهم سيتبعونك لو دعوتهم الى مغنم قريب من عرض الدنيا ، وسفر مباشر (يريد أقرب منه) ، ولهرعوا إليك؟

أقول : لو أن المعاصرين أطالوا النظر في كلمات الله ، لرأوا فيها ما يسدّ حاجاتهم اللغوية ، وما يضطربون فيه من مصطلح حديث.

إنهم قالوا : سفر مباشر ، وبداية مباشرة ، وطريقة مباشرة ، كما قالوا سفر غير مباشر ، وبداية غير مباشرة ، وطريقة غير مباشرة ، ويريدون بالنمط الأول ما يشرع فيه على الفور أو في الحال ، وبالنمط الثاني ما لا يشرع فيه في الحال ، بل يتمهّل فيه ويتريّث.

ولا أدري كيف فهموا «المباشرة» على هذا النحو ، ذلك بأن فصيح «المباشرة» أن تلي الأمر بنفسك.

وعلى كل حال لا نستطيع أن نحمل وصف الشيء ب «المباشر» في عربيتنا المعاصرة على الخطأ ، ولكننا ، نقول : إنها لغة جديدة مولّدة ، أدّى إليها التطور في الدلالة ، وهذا شيء يعرض لجميع اللغات ، فقد تتغيّر المعاني ، فيظهر جديد ، ويختفي قديم.

٢٦٦

٩ ـ وقال تعالى : (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ) [الآية ٤٧].

الخبال : الفساد والشر.

والخبل والخبل والخبل والخبال : الجنون ، ويقال به خبال ، أي : مسّ.

وهذا هو المعروف المشهور ، ممّا بقي من الكلمة في اللغة المعاصرة.

وأما الخبال بمعنى الفساد والشر ، كما في الآية فنظيره قوله تعالى :

(لا يَأْلُونَكُمْ خَبالاً) [آل عمران : ١١٨].

قال الزجاج : هو الفساد وذهاب الشيء ، وأنشد بيت أوس :

أبني لبينى لستم بيد

إلا يدا مخبولة العضد

وقوله تعالى : (وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ) ، بمعنى ولسعوا بينكم بالتضريب والنمائم ، وإفساد ذات البين.

وقال الفرّاء : الإيضاع السّير بين القوم.

والأصل من قول العرب : أوضع الراكب ووضعت الناقة ، وهو السير والعدو ، فكأنّ الآية : (وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ) ، تلمح الى هذا الأصل ، لأنّ الموضع يسعى بالإفساد ، ففي الكلمة «سعي» بمعنى السير والعدو.

١٠ ـ وقال تعالى : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ) [الآية ٦١].

الأذن : الرجل الذي يصدّق كلّ ما يسمع ويقبل قول كل أحد ، سمّي بالجارحة التي هي آلة السماع ؛ كأنّ جملته أذن سامعة ، ونظيره قولهم للربيئة «عين». وإيذاؤهم له : هو قولهم فيه «هو أذن».

وأذن خير كقولك : رجل صدق ، تريد الجودة والصلاح ، كأنه قيل : نعم هو أذن ، ولكن نعم الأذن. ويجوز أن يريد : هو أذن في الخير والحق ، وفيما يجب سماعه وقبوله ، وليس بأذن في غير ذلك.

أقول : واستعارة الأذن لهذا النوع من المعاني الشريفة ، ما زال معروفا في العربية المعاصرة ، فيقال : هو أذن صاغية ، أي : مطيع ، ولكن هذه «الأذن الصاغية» تكون في الخير والشر على السواء.

١١ ـ وقال تعالى : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ) [الآية ٦٣].

٢٦٧

المحادّة : المخالفة ومنع ما يجب عليك ، والمعاداة والمنازعة وهي مفاعلة من الحدّ ، وحادّ يحادّ. وقد فكّ الإدغام في الآية ، وحقه أيضا ألا يفكّ ، لغرض صوتي ، لأن الفعل مجزوم ، وينبغي تحريكه بالكسر لمكان سكون اللام بعده.

١٢ ـ وقال تعالى : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ) [الآية ٧٩].

أي : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ) ، أي : المتطوعين المتبرعين.

والمطوّعة : الذين يتطوّعون للجهاد ، أدغمت التاء في الطاء ، كما في (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً) [البقرة : ٨٣] وهو التفعّل من الطاعة.

١٣ ـ وقال تعالى : (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ) [الآية ٨٣].

أقول : الفعل «رجع» في هذه الآية متعدّ ، والكاف هي المفعول به ، فكما يكون «رجع» لازما كقوله تعالى : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (١٨) [البقرة].

وقد جاء الفعل لازما في طائفة كبيرة من الآيات ، أمّا مجيئه متعدّيا ، فهو قليل ، منه الآية التي أثبتناها ، وقوله تعالى : (فَرَجَعْناكَ إِلى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ) [طه : ٤٠] وفي ست آيات أخرى.

أقول : وليس في العربية المعاصرة إلا الفعل اللازم ، فإذا أريد المتعدي صير إلى المزيد بالهمزة «أرجع».

١٤ ـ وقال تعالى : (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرابِ) [الآية ٩٠].

المعذّرون : هم الذين لا عذر لهم ، ولكن يتكلّفون عذرا ؛ وأما المعذرون فهم الذين لهم عذر. وقرأها ابن عباس ساكنة العين ، وكان يقول : والله لكذا أنزلت.

وذهب إلى أن المعذرين الذين لهم عذر ، والمعذرين الذين يعتذرون بلا عذر ، كأنهم المقصّرون الذين لا عذر لهم ؛ فكأن الأمر عنده أن المعذّر بالتشديد ، هو المظهر للعذر اعتلالا من غير حقيقة له في العذر ، وهو لا عذر له ، والمعذر الذي له عذر.

والمعذّر الذي ليس بمحقّ على جهة المفعّل ، وهو في الأصل

٢٦٨

المعتذر ، فأدغمت التاء في الذال ، لقرب المخرجين.

١٥ ـ وقال تعالى : (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ) [الآية ١٠١].

قوله تعالى : (مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ) ، أي : تمهّروا فيه ، وهو من مرن فلان عمله ، ومرد عليه : إذا درب به وضري ، حتى لان عليه ، ومهر فيه.

أقول : ودلالة «مرد» على المرانة والتمهّر ، من لغة التنزيل العزيز ، التي لا نجدها في غير هذه الآية الكريمة.

٢٦٩
٢٧٠

المبحث السادس

المعاني اللغوية في سورة «التوبة» (١)

قال : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) [الآية ٣](أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [الآية ٣] أي : بأنّ الله بريء ورسوله كذلك (وَأَنَّ اللهَ مُخْزِي الْكافِرِينَ) [الآية ٢] أي : بأن الله.

وقال : (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) [الآية ٥] فجمع السياق على أدنى العدد لأنّ معناها «الأربعة» وذلك أن «الأشهر» إنّما تكون إذا ذكرت معها «الثلاثة» الى «العشرة» فإذا لم تذكر «الثلاثة» الى «العشرة» فهي «الشّهور».

وقال تعالى : (وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ) [الآية ٥] وألقى السياق «على» ، قال الشاعر [من الوافر وهو الشاهد السادس والخمسون] :

نغالي اللّحم للأضياف نيئا

ونبذله إذا نضج القدور

أراد : نغالي باللحم (٢).

وقال تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ) [الآية ٦] فابتدأ بعد «إن» ، وأن يكون رفع أحد على فعل مضمر أقيس الوجهين ، لأنّ حروف المجازاة لا يبتدأ بعدها. إلّا أنهم قد قالوا ذلك في (أن) لتمكّنها وحسنها إذا وليتها الأسماء ، وليس بعدها فعل مجزوم في اللفظ ، كما قال الشاعر [من البسيط وهو الشاهد الثامن والسبعون بعد المائة] :

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش ، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد ، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتاب ، بيروت ، غير مؤرخ.

(٢). قد نقل رأي الأخفش ، في زاد المسير ٣ : ٣٩٨.

٢٧١

عاود هراة وأن معمورها خربا (١).

وقال (٢) الاخر [من الكامل وهو الشاهد الرابع والعشرون بعد المائتين] :

لا تجزعي أن منفسا أهلكته

وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي

وقد زعموا أن قول الشاعر (٣) [من الطويل وهو الشاهد الخامس والعشرون بعد المائتين] :

أتجزع أن نفس أتاها حمامها

فهلّا الّتي عن بين جنبيك تدفع (٤)

لا ينشد إلا رفعا ، وقد سقط الفعل على شيء من سببه. وهذا قد ابتدئ بعد «أن» وان شئت جعلته رفعا بفعل مضمر.

وقال تعالى : (كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ) [الآية ٧] فهذا استثناء خارج من أول الكلام. و (الَّذِينَ) في موضع نصب.

وقال تعالى : (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ) [الآية ٨] فأضمر «كيف لا تقتلونهم» والله أعلم (٥).

وقال تعالى : (وَهَمُّوا بِإِخْراجِ الرَّسُولِ) [الآية ١٣] لأنك تقول «هممت بكذا» و «أهمّني كذا».

وقال تعالى : (فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) [الآية ٢٥] لا تنصرف. وكذلك كل جمع ثالث حروفه ألف ، وبعد الألف حرف ثقيل ، أو اثنان خفيفان فصاعدا ، فهو لا ينصرف في المعرفة ولا النكرة ، نحو «محاريب» و «تماثيل» و «مساجد» وأشباه ذلك ، إلّا أن يكون في آخره الهاء ، فإن كانت في آخره الهاء انصرف في النكرة نحو «طيالسة» و «صياقلة». وإنما منع العرب من صرف هذا الجمع ، أنه مثال لا يكون للواحد ولا يكون إلّا للجمع ؛ والجمع أثقل من الواحد. فلما كان هذا المثال لا يكون إلّا للأثقل لم

__________________

(١). سبق الكلام على الشاهد.

(٢). هو النمر بن تولب. ديوانه ٧٢ ، وتحصيل عين الذهب ١ : ٦٧.

(٣). هو زيد بن رزين «ذيل الأمالي ١٠٦ و ١٠٧ ، وسمط اللئالي ٤٩ وشرح شواهد المغني ١٤٩.

(٤). في شرح شواهد المغني : «فهل أنت عمّا بين جنبيك تدفع». وفي المحتسب ١ : ٢٨١ ب «أتدفع عن» بدل «أتجزع أن».

(٥). نقله في إعراب القرآن ٢ : ٤١٩.

٢٧٢

يصرف. وأمّا الذي في آخره الهاء ، فانصرف لأنّها منفصلة كأنّها اسم على حيالها. والانصراف إنّما يقع في آخر الاسم فوقع على الهاء ، فلذلك انصرف فشبه ب «حضرموت» ، و «حضرموت» مصروف في النكرة.

وقال تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً) [الآية ٢٨] وهو «الفقر» ، تقول : «عال» «يعيل» «عيلة» أي : «افتقر». و «أعال» «إعالة» : إذا صار صاحب عيال (١). و «عال عياله» و «هو يعولهم» «عولا» و «عيالة». وقال سبحانه : (ذلِكَ أَدْنى أَلَّا تَعُولُوا) (٣) أي : ألّا تعولوا العيال. و «أعال الرجل» «يعيل» إذا صار ذا عيال (٢).

وقال تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) [الآية ٣٠] وقد طرح بعضهم التنوين ، وذلك رديء ، لأنه إنّما يترك التنوين ، إذا كان الاسم يستغني عن الابن ، وكان ينسب الى اسم معروف. فالاسم هاهنا لا يستغني. ولو قلت «وقالت اليهود عزير» لم يتمّ كلاما إلّا أنه قد قرئ وكثر وبه نقرأ على الحكاية (٣) كأنهم أرادوا «وقالت اليهود نبيّنا عزير ابن الله».

وقال تعالى : (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ) [الآية ٣٢] لأن (أَنْ يُتِمَ) اسم كأنه «يأبى الله إلّا إتمام نوره».

وقال تعالى : (يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) [الآية ٣٤] ثم قال : (يُحْمى عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ) [الآية ٣٥] فجعل الكلام على الاخر. وقال الشاعر (٤) [من المنسرح وهو الشاهد الستون] :

نحن بما عندنا وأنت بما

عندك راض والرأي مختلف

وقال تعالى : (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي

__________________

(١). نقله في الصحاح «عيل» ، وزاد المسير ٣ : ٤١٧ و ٤١٨.

(٢). نقله في اللسان «عيل».

(٣). القراءة بالتنوين ، نسبت في معاني القرآن ، إلى الثقات ؛ وفي الطبري ١٤ : ٢٠٤ إلى بعض المكيين والكوفيين ؛ وفي السبعة ٣١٣ إلى عاصم والكسائي ، والى ابن عمرو في رواية ؛ وفي الكشف ١ : ٥٠١ ، والتيسير ١١٨ ، والجامع ٨ : ١١٦ ، والبحر ٥ : ٣١ اقتصر على عاصم والكسائي. أمّا القراءة بلا تنوين ، فنسبت في معاني القرآن ١ : ٤٣١ إلى الثقات ؛ وفي الطبري ١٤ : ٢٠٥ إلى عامة قراء أهل المدينة ، وبعض المكّيين والكوفيين ؛ وفي السبعة ٣١٣ الى ابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو ، وحمزة ؛ وفي الجامع ٨ : ١١٦ أهمل حمزة ؛ وفي البحر ٥ : ٣١ الى السبعة ، إلا عاصما والكسائي ؛ وفي الكشف ١ : ٥٠١ ، والتيسير ١١٨ ، الى غير عاصم والكسائي.

(٤). سبق الكلام على القائل والقول.

٢٧٣

الْكُفْرِ) [الآية ٣٧] وهو التأخير.

وتقول «أنسأته الدّين» إذا جعلته إليه يؤخّره هو. و : «نسأت عنه دينه» أي : أخّرته عنه. وإنّما قلت : «أنسأته الدّين» لأنّك تقول : «جعلته له يؤخّره» و «نسأت عنه دينه» «فأنا أنسّئه» أي : أؤخّره. وكذلك «النّساء في العمر» يقال : «من سرّه النّساء في العمر» (١) ، ويقال «عرق النّسا» غير مهموز.

وقال تعالى : (لِيُواطِؤُا) [الآية ٣٧] لأنّها من «واطأ» ومثله (هي أشدّ وطاء) (٢) أي : مواطأة ، وهي المواتاة وبعضهم قرأ «وطا» (٣) أي : قياما.

وقال تعالى : (اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ) [الآية ٣٨] لأنّه من «تثاقلتم» ، فأدغمت التاء في الثاء ، فسكنت ، فأحدث لها ألفا ، ليصل إلى الكلام بها.

وقال تعالى : (وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا) [الآية ٤٠] لأنه لم يحمله على (جعل) وحمله على الابتداء.

وقال تعالى : (وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ) [الآية ٤٦] جعل من «بعثته» ف «انبعث» وسمعت من العرب ، من يقول : «لو دعينا لاندعينا». وتقول : «انبعث انبعاثا» أي : «بعثته» ف «انبعث انبعاثا» وتقول : «انقطع به» إذا تكلّم ، فانقطع به ، ولا تقول «قطع به».

وقال تعالى : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) [الآية ٤١] في هذه الحال ، إن شئت قرأت «انفروا» في لغة من قال «ينفر» وان شئت (انفروا).

وقال تعالى : (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) [الآية ٤٣] لأنّه استفهام ، أي : «لأيّ شيء».

وقال تعالى : (لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغاراتٍ أَوْ مُدَّخَلاً) [الآية ٥٧] لأنه من

__________________

(١). نقله في الصحاح «نسأ» وفيه «من سرّه النّساء ولا نساء فليخفّف الرّداء ، وليباكر الغداء ، وليقلّ غشيان النّساء ، وكذلك جاء القول في اللسان ، والتاج «نسأ» مسبوقا بقولهم «قال فقيه العرب».

(٢). المزمل ٧٣ : ٦ ، وهي قراءة نسبت في الطبري ٢٩ : ١٢٩ الى بعض قراء البصرة ، ومكة ، والشام ، في السبعة ٦٥٨ ، والكشف ٢ : ٢٤٤ ، والتيسير ٢١٦ ، الى أبي عمرو وابن عامر ؛ وفي الجامع ١٩ : ٤٠ زاد أبا العالية ، وابن أبي إسحاق ، ومجاهدا ، وحميدا ، وابن محيصن ، والمغيرة ، وأبا حياة ، واختارها أبو عبيد.

(٣). نسبت في الطبري ٢٩ : ١٢٩ الى عامة قراء مكة ، والمدينة ، والكوفة ؛ وفي السبعة ٦٥٨ الى ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وفي الكشف ٢ : ٣٤٤ ، والتيسير ٢١٦ ، الى غير أبي عمرو ، وابن عامر ؛ وفي الجامع ١٩ : ٤٠ الى غير من أخذ بالقراءة الأخرى. وعلى هذه القراءة رسم المصحف.

٢٧٤

«ادّخل» «يدّخل» (١) وقال بعضهم : (مدخلا) (٢) جعله من «دخل» «يدخل» وهي فيما أعلم أردأ الوجهين. ويذكرون أنها في قراءة أبيّ (٣) (مندخلا) (٤) أراد شيئا بعد شيء. وإنما قرئت (مغارات) (٥) لأنها من «أغار» فالمكان «مغار» (٦) قال الشاعر [من البسيط وهو الشاهد الحادي والسبعون بعد المائة] :

الحمد لله ممسانا ومصبحنا

بالخير صبّحنا ربّي ومسّانا

لأنّها من «أمسى» و «أصبح» ، وإذا وقفت على «ملجأ» قلت «ملجئا» لأنه نصب منوّن ، فتقف بالألف ، نحو قولك «رأيت زيدا».

وقال تعالى : (ثانِيَ اثْنَيْنِ) [الآية ٤٠] وكذلك (ثالِثُ ثَلاثَةٍ) [المائدة : ٧٣] وهو كلام العرب. وقد يجوز «ثاني واحد» و «ثالث اثنين» وفي كتاب الله (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ) [المجادلة : ٧] وقال (ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) [الكهف : ٢٢] و (خَمْسَةٌ سادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ) [الكهف : ٢٢] و (سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) [الكهف : ٢٢].

وقال تعالى : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ) [الآية ٥٨] (٧) وقرأ بعضهم : (يلمزك) (٨).

وقال تعالى : (قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) [الآية ٦١] أي : هو أذن خير لا أذن شرّ (٩). وقرأ بعضهم (أذن خير

__________________

(١). في الجامع ٨ : ١٦٥ ، والبحر ٥ : ٥٥ نسبت هذه القراءة إلى الجمهور.

(٢). في الشواذ ٥٣ ، نسبت هذه القراءة الى عبد الله بن مسلم ؛ وفي الجامع ٨ : ١٦٥ الى الحسن ، وابن أبي إسحاق ، وابن محيصن ؛ وزاد في البحر ٥ : ٥٥ سلمة بن محارب ، ويعقوب ، وابن كثير ، بخلاف عنه.

(٣). هو أبيّ بن كعب. ترجمته في طبقات الذهبي ١ : ٣٢ ، وطبقات ابن الخياط ٣٠١ ، وتعريب التهذيب ١ : ٤٣.

(٤). نسبت هذه القراءة الى أبيّ في الشواذ ٥٣ ، والمحتسب ٢٩٥ ، والجامع ٨ : ١٦٥ ، والبحر ٥ : ٥٥.

(٥). في الشواذ ٥٣ ، نسبت هذه القراءة الى عبد الرحمن بن عوف ، وفي البحر ٥ : ٥٥ ، الى سعد بن عبد الرحمن بن عوف.

(٦). نقله في إعراب القرآن ٢ : ٤٣٢ ، والجامع ٨ : ١٦٥.

(٧). في السبعة ٣١٥ نسبت الى كل القراء ، وفي البحر ٥ : ٥٦ نسبت الى الجمهور.

(٨). في السبعة ٣١٥ ، نسبت الى ابن كثير وأهل مكة ؛ وفي الشواذ ٥٣ ، الى الحسن وابن كثير ؛ وفي البحر ٥ : ٥٦ زاد يعقوب وحماد بن سلمة ، عن ابن كثير وأبا رجاء ، وهي قراءة المكّيّين ، ورويت عن أبي عمرو.

(٩). القراءة بالإضافة ، هي في الطبري ١٤ : ٣٢٥ الى عامة قراء الأمصار ؛ وفي حجّة ابن خالويه ١٥١ الى القراء جميعا ، عدا نافعا.

٢٧٥

لكم) (١) والاولى أحسنهما ، لأنك لو قلت «هو أذن خير لكم» لم يكن في حسن (هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) وهذا جائز على ان تجعل (لكم) صفة «الأذن».

وقال تعالى : (وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) [الآية ٦١] أي : وهو رحمة.

وقرأ بعضهم قوله تعالى : (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ) [الآية ٦٣]. بكسر الألف ، لأنّ الفاء التي هي جواب المجازاة ، ما بعدها مستأنف (٢).

وقال تعالى : (يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ) [الآية ٦٢] و «سيحلفون بالله لكم ليرضوكم» (٣) ولا أعلمه إلّا على قوله «ليرضنّكم» كما قال الشاعر (٤) [من الطويل وهو الشاهد السادس والعشرون بعد المائتين] :

إذا قلت قدني قال بالله حلفة

لتغني عنّي ذا أنائك أجمعا (٥)

أي : لتغنينّ عني. وهو نحو (وَلِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ) [الأنعام : ١١٣] أي : ولتصغينّ.

وقال تعالى : (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ) [الآية ٨١] أي : مخالفة. وقرأ بعضهم (خلف) (٦)

__________________

(١). القراءة بتنوين «أذن» في الطبري ١٤ : ٣٢٥ ، نسبت الى الحسن البصري ، وفي حجّة ابن خالويه ١٥١ ، الى نافع وحده ؛ وفي الجامع ٨ : ١٩٢ ، الى الحسن وعاصم في رواية أبي بكر ؛ وفي البحر ٥ : ٦٢ الى الحسن ، ومجاهد ، وزيد بن علي ، وأبي بكر ، عن عاصم.

(٢). نقله في المشكل ١ : ٣٣٣ ، وإعراب القرآن ٢ : ٤٣٤ و ٤٣٥ ، والجامع ٨ : ١٩٥ ، وفي البحر ٥ : ٦٥ أشرك معه الفراء ، والهمزة في المصحف مفتوحة ، وهي قراءة العامة ، القرطبي ٨ : ١٩٥.

(٣). لا توجد في المصحف الكريم آية بهذا المنطوق ، وإنّما فيه : (وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ) [الآية ٤٢] و (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ) [الآية ٩٥] و (يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ) [الآية ٩٦].

(٤). هو حريث بن عناب الطائي ، شرح الأبيات للفارقي ١٨٧ ؛ وشرح شواهد المغني ١٩٠ ، والخزانة ٤ : ٥٨٠ ؛ والمقاصد النحوية ١ : ٣٥٤ و ٣ : ٣٦٠ ؛ والدرر اللوامع ٢ : ٤٤.

(٥). في شرح المفصّل لابن يعيش ٣ : ٨ ، قال بدل قلت ؛ وفي الخزانة ٤ : ٥٨٠ ، ب «قال قطني» بدل «قلت قدني» ، و «لتغنن» ؛ وفي المقاصد النحوية ١ : ٣٥٤ و ٣ : ٣٦٠ ، ب «قال بدل قلت» ؛ وفي الدرر ٢ : ٤٤ ب «قيل» بدل «قلت» ، وفي شرح شواهد المغني للسيوطي ١٩٠ ، ب «إذا قال قدني قلت آليت».

(٦). في الشواذ ٥٤ ، والكشاف ٢ : ٢٩٦ ، نسبت قراءة الى أبي حياة ؛ وفي البحر ٥ : ٧٩ ، زاد ابن عباس ، وعمرو بن ميمون.

٢٧٦

و (خلاف) أصوبهما ، لأنّهم خالفوا مثل «قاتلوا قتالا» ولأنه مصدر «خالفوا».

وقرأ : (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ) [الآية ٩٠] خفيفة لأنها من «أعذروا» (١) وقرأ بعضهم (الْمُعَذِّرُونَ) ثقيلة يريد : «المعتذرون» (٢). ولكنه ادغم التاء في الذال كما قال (يَخِصِّمُونَ) (٤٩) [يس] وبها نقرأ. وقد يكون (المعذرون) (٣) بكسر العين ، لاجتماع الساكنين ، وإنّما فتح لأنّه حوّل فتحة التاء عليها. وقد يكون أن تضم العين تتبعها الميم (٤) وهذا مثل (مُرْدِفِينَ) (٩) [الأنفال] (٥).

وقال تعالى : (عَلَيْهِمْ دائِرَةُ السَّوْءِ) [الآية ٩٨] (٦) كما تقول : «هذا رجل السّوء» وقال الشاعر (٧) [من الطويل وهو الشاهد السابع والعشرون بعد المائتين] :

وكنت كذئب السّوء لمّا رأى دما

بصاحبه يوما أحار على الدّم

وقد قرئت (دائرة السّوء) (٨) ، وذا ضعيف لأنك إذا قلت «كانت عليهم دائرة السّوء» كان أحسن من «رجل السوء» ألا ترى أنك تقول : «كانت عليهم دائرة الهزيمة» لأنّ الرجل لا

__________________

(١). في معاني القرآن ١ : ٤٤٨ ، نسبت إلى ابن عبّاس ، وكذلك في الطبري ١٤ : ٤١٦ ، وأضاف في ٤١٨ أن مجاهدا وقتادة تأوّلا بها. وفي الشواذ ٥٤ ، الى ابن عباس ؛ وفي الجامع ٨ : ٢٢٤ ، الى الأعرج والضحّاك ، ورويت عن عاصم وابن عباس ؛ وفي البحر ٥ : ٨٣ و ٨٤ ، الى ابن عباس ، وزيد بن علي ، والضحّاك ، والأعرج ، وأبي صالح ، وعيسى بن هلال ، ويعقوب ، والكسائي.

(٢). وفي الطبري ١٤ : ٤١٨ ، والبحر ٥ : ٨٣ ، أنها القراءة المجمع عليها عند الجمهور ؛ وعليها رسم المصحف.

(٣). أورد في الجامع ٨ : ٢٢٤ ، هذا الوجه ، ولم ينسبه قراءة.

(٤). نقل هذا في إعراب القرآن ٢ : ٤٣٩ ، والجامع ٨ : ٢٢٤ ، والبحر ٥ : ٨٣.

(٥). وفيها وردت الكلمة بلا «أل» ولا يعلم ما المقصود من التشبيه المذكور.

(٦). في معاني القرآن ١ : ٤٤٩ ، أنها قراءة أكثر القراء ، وفي الطبري ١٤ : ٤٣١ ؛ إلى عامّة قراء أهل المدينة والكوفة ؛ وفي السبعة ٣١٦ ، إلى نافع ، وعاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي ، وابن كثير ، في رواية ، وفي البحر ٥ : ٩١ ، إلى السبعة غير ابن كثير ، وأبي عمرو ، وفي الكشف ١ : ٥٠٥ ، والتيسير ١١٩ ، والجامع ٨ : ٢٣٤ ، إلى غير ابن كثير ، وأبي عمرو.

(٧). هو الفرزدق. ديوانه ٢ : ٧٤٩.

(٨). في معاني القرآن ١ : ٤٤٩ ، نسبت الى مجاهد ، وفي الطبري ١٤ : ٤٣١ ، الى بعض أهل الحجاز ، وبعض البصريين ، وفي السبعة ٣١٦ ، الى ابن كثير ، وأبي عمرو ، وابن محيصن ، وفي الكشف ١ : ٥٠٥ ، والتيسير ١١٩ ، والجامع ٨ : ٢٣٤ ، والبحر ٥ : ٩١ ، اقتصر على ابن كثير ، وأبي عمرو.

٢٧٧

يضاف إلى السّوء ، كما يضاف هذا ، لأنّ هذا يفسر به الخير والشر ، كما نقول : «سلكت طريق الشرّ» و «تركت طريق الخير» (١).

وقال تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) [الآية ١٠٠] (٢) وقرأ بعضهم : (والأنصار) (٣) رفع عطفه على (وَالسَّابِقُونَ) والوجه هو الجرّ ، لأن السابقين الأولين كانوا من الفريقين جميعا.

وقال تعالى : (هارٍ فَانْهارَ بِهِ) [الآية ١٠٩] فذكروا أنه من «يهور» وهو مقلوب وأصله «هائر» ولكن قلب مثل ما قلب «شاك السّلاح» وإنما هو «شائك».

وقال تعالى : (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها) [الآية ١٠٣] فقوله تعالى (وَتُزَكِّيهِمْ بِها) على الابتداء ، وان شئت جعلته من صفة الصدقة ، ثم جيء بها توكيدا. وكذلك (تُطَهِّرُهُمْ) (٤).

وقال تعالى : (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الآية ٦١] أي : يصدّقهم كما تقول للرجل «أنا ما يؤمن لي بأن أقول كذا وكذا» أي : ما يصدقني.

وقال تعالى : (أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُ) [الآية ١٠٨].

أي : «منذ أوّل يوم» لأنّ من العرب من يقول «لم أره من يوم كذا» يريد «منذ أوّل يوم» يريد به «من أوّل الأيّام» كقولك «لقيت كلّ رجل» تريد به «كلّ الرّجال» (٥).

قال تعالى : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ) [الآية ١٠٦] (٦) (من أرجيت) (٧). وقرأ

__________________

(١). نقل في إعراب القرآن ٢ : ٤٤٠ ، والجامع ٨ : ٢٣٨.

(٢). هي في الطبري ١٤ : ٤٣٩ ؛ والبحر ١٤ : ٩٢ قراءة العامة والجمهور.

(٣). في معاني القرآن ١ : ٤٥٠ ، الى الحسن البصري ؛ وكذلك في الطبري ١٤ : ٤٣٩ ؛ وفي الشواذ ٥٤ ، الى عمر بن الخطاب ، والحسن ، وقتادة ، ويعقوب بن طلحة ؛ وفي المحتسب ١ : ٣٠٠ ، زاد سلاما ، وسعيد بن سعد ، وعيسى الكوفي. وزاد في البحر ٥ : ٩٢ ، طلحة ؛ واقتصر في الجامع ٨ : ٢٣٥ ، على عمر بن الخطاب.

(٤). نقله في إعراب القرآن ١ : ٤٤١.

(٥). نقله في الصحاح «يوم».

(٦). في الطبري ١٤ : ٤٦٤ ، أنّ القراءة قرأت بها ولم يعيّن ، وفي الكشّاف ١ : ٥٠٦ ، إلى نافع ، وحفص ، وحمزة ، والكسائي ؛ وفي البحر ٥ : ٩٧ ، زاد الحسن ، وطلحة ، وأبي جعفر ، وابن نصاح ، والأعرج ؛ وفي التيسير ١١٩ ، إلى غير ابن كثير ، وأبي عمرو ، وأبي بكر ، وابن عامر ؛ واقتصر في الجامع ٨ : ٢٥٢ ، على الكسائي وحمزة.

(٧). هي لغة أهل الحجاز ، حملا على طبيعتهم في ترك الهمز ؛ اللهجات العربية ٢٥٤ وما بعدها.

٢٧٨

بعضهم : (وآخرون مرجئون) من «أرجأت» (١).

وقال (بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ) [الآية ١١٠] (٢) و (تقطّع) (٣) في قول بعضهم وكل حسن.

وقال تعالى : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ) [الآية ١١٢] إلى رأس الآية ثم فسر (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (١١٢) لأنّ قوله سبحانه ـ والله أعلم ـ (التَّائِبُونَ) إنّما هو تفسير لقوله جلّ وعلا (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ) [الآية ١١١] ثم فسّر فقال «هم التّائبون».

ثم قال تعالى : (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) [الآية ١١٣] أي «وما كان لهم استغفار للمشركين» وقال (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) [يونس : ١٠٠]. أي ما كان لها الايمان إلّا بإذن الله.

وقال : (إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ) [الآية ١١٤] يريد «إلّا من بعد موعدة» كما تقول : «ما كان هذا الشرّ إلّا عن قول كان بينكما» أي : عن ذلك صار.

وقال تعالى : (مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ) [الآية ١١٧] (٤) وقرأ بعضهم : (تزيغ) (٥) جعل السياق في

__________________

(١). في الطبري ١٤ : ٤٦٤ ، مثل ما قال في السّابقة ؛ وفي الكشف ١ : ٥٠٦ ، إلى غير نافع ، وحفص ، وحمزة ، والكسائي ؛ وفي البحر ٥ : ٩٧ ، الى من لم يأخذ بالأخرى من السبعة ؛ وفي التيسير ١١٩ الى ابن كثير ، وأبي بكر ، وأبي عمرو ، وابن عامر.

(٢). في الطبري ١٤ : ٤٩٨ ، الى بعض قراء المدينة ، والكوفة ؛ وفي السبعة ٣١٩ ، إلى ابن عامر ، وحمزة ، والى عاصم في رواية ؛ وفي الكشف ١ : ٥٠٨ ، والتيسير ١٢٠ ، والبحر ٥ : ١٠١ ، أهمل عاصما ؛ وزاد في الجامع ٨ : ٢٦٦ ، يعقوب.

(٣). قراءة نسبت في الطبري ١٤ : ٤٩٧ ، الى بعض قراء الحجاز ، والمدينة ، والبصرة ، والكوفة ؛ وفي السبعة ٣١٩ ، إلى ابن كثير ، ونافع ، وأبي عمرو ، والكسائي ، وإلى عاصم ، في رواية ؛ وفي الكشف ١ : ٥٠٨ ، والتيسير ١٢٠ ، الى غير ابن عامر ، وحفص ، وحمزة ؛ وفي البحر ٥ : ١٠١ ، الى غير من أخذ بالأخرى من السبعة ؛ وفي الجامع ٨ : ٢٦٦ ، إلى الجمهور.

(٤). القراءة بالياء ، نسبت في السبعة ٣١٩ ، إلى حمزة ، وحفص ، عن عاصم ؛ وفي التيسير ١٢٠ ، والبحر ٥ : ١٠٩ ، إلى حفص ، وحمزة ؛ وزاد في الجامع ٨ : ٢٨٠ ، الأعمش. وعليها رسم المصحف.

(٥). نسبت في السبعة ٣١٩ ، إلى غير حمزة ، وإلى عاصم في رواية ، قرأ بها أبو بكر ؛ واقتصر في التيسير ١٢٠ ، والبحر ٥ : ١٠٩ ، على نسبتها إلى غير حمزة وحفص.

٢٧٩

(كاد) و (كادت) اسما مضمرا ، ورفع القلوب على (يزيغ) ، وان شئت رفعتها على (كاد) وجعلت (يزيغ) حالا ، وإن شئت جعلته مشبها ب «كان» فأضمرت في (كاد) اسما ، وجعلت (يَزِيغُ قُلُوبُ) في موضع الخبر.

وقال تعالى (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ) [الآية ١١٨] وهي هكذا إذا وقفت عليها ، ولا تقول (ملجئا) لأنه ليس هاهنا نون. ألا ترى أنك لو وقفت على «لا خوف» لم تلحق ألفا. وأمّا «لو يجدون ملجأ» فالوقف عليه بالألف ، لأن النصب فيه منوّن.

وقال تعالى : (وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً) [الآية ١٢٣] (١) وبها نقرأ ، وقرأ بعضهم (غلظة) (٢) وهما لغتان (٣).

وقال تعالى : (أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً) [الآية ١٢٤] (٤) ف «أيّ» مرفوع بالابتداء ، لسقوط الفعل على الهاء ، فان قلت : «ألا تضمر في أوّله فعلا» كما في قوله تعالى (أَبَشَراً مِنَّا واحِداً) [القمر : ٢٤] فلأن قبل «بشر» حرف استفهام وهو أولى بالفعل و (أيّ) استغني به عن حرف الاستفهام فلم يقع قبله شيء هو أولى بالفعل فصارت مثل قولك «زيد ضربته». ومن نصب «زيدا ضربته» في الخبر نصب «أيّ» هاهنا (٥).

وقال تعالى : (نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ) [الآية ١٢٧].

كأنه قال : «قال بعضهم لبعض» لأنّ نظرهم في هذا المكان ، كان إيماء أو شبيها به ، والله أعلم.

وقال تعالى : (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما

__________________

(١). في السبعة ٣٢٠ ، هي قراءة غير عاصم.

(٢). في الشواذ ٥٥ ، هي قراءة أبان بن عثمان ؛ وفي البحر ٥ : ١١٥ ، زاد أبا حياة ، والسلمي ، وابن أبي عبلة ، والمفضّل.

(٣). في البحر ، كما سبق ، والجامع ٨ : ٢٩٨ ، أن كسر الفاء لغة أسد ؛ وزاد في الأخير ، أنها لغة لأهل الحجاز ، وأنّ ضمّها لغة تميم.

(٤). ضم «أي» في البحر ٥ : ١١٥ قراءة الجمهور.

(٥). في البحر ٥ : ١١٦ ، أنّها قراءة زيد بن علي ، وعبيد بن عمير ؛ واقتصر في الكشاف ٢ : ٣٢٤ ، على عبيد بن عمير.

٢٨٠