الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ١

الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ١

المؤلف:


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٢

٥ ـ (وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ) [الآية ٥٠].

هو القلزم (١) ، وكنيته : أبو خالد. كما أخرجه ابن أبي حاتم عن قيس بن عباد (٢).

قال ابن عسكر : وكأنّه كنّي بذلك لطول بقائه.

وروى أبو يعلى بسند ضعيف ، عن أنس ، عن النّبيّ (ص) قال : «فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء» (٣).

٦ ـ (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) [الآية ٥١].

هي ذو القعدة ، وعشر من ذي الحجّة. أخرجه ابن جرير (٤) عن أبي العالية.

١٠ ـ (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) [الآيتان ٥١ و ٩٢].

أخرج ابن عساكر في «تاريخه» ، عن الحسن البصري قال : كان اسم عجل بني إسرائيل الذي عبدوه : «بهموت».

وأخرجه ابن أبي حاتم ، ولفظه : «يهبوث» (٥).

١١ ـ (ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) [الآية ٥٨].

أخرج عبد الرزاق (٦) ، عن قتادة : أنّها بيت المقدس.

١٢ ـ وأخرج ابن جرير (٧) من طريق العوفي ، عن ابن عباس في قوله

__________________

(١). أي البحر الأحمر الآن. وفي «لسان العرب» : يقال : تقلزمه ، إذا ابتلعه والتهمه ، و «بحر القلزم» مشتق منه ، وبه سمّي القلزم ، لالتهامه من ركبه ، وهو المكان الذي غرق فيه فرعون وآله.

(٢). قيس بن عباد الضّبعي : أبو عبد الله البصري ، مخضرم ، من صالحي التابعين ، وكانت له مناقب وحلم وعبادة. توفي بعد سنة ٨٠ ه

(٣). انظر «المطالب العالية» ٣ : ٢٧٦ ، ورواه أيضا ابن مردويه ، كما في «الفتح الكبير» للنبهاني. لكن روي ما يشهد له : أحمد في «المسند» ١ : ٢٩١ ، والبخاري (٣٨٤٣) في مناقب الأنصار ، ونحوه رقم (٤٦٨٠) ، ومسلم (١١٣٠) واللفظ له ، عن ابن عبّاس قال : قدم رسول الله (ص) المدينة ، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسئلوا عن ذلك؟ فقالوا : هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون ، فنحن نصومه تعظيما له. فقال النّبيّ (ص) : «نحن أولى بموسى منكم» ، فأمر بصومه.

(٤). ١ : ٢٢٢ ، وأبو العالية : رفيع بن مهران الرّياحي ، أدرك الجاهلية ، وأسلم بعد وفاة النّبيّ (ص) بسنتين ، ودخل على أبي بكر ، وصلّى خلف عمر. مات حوالي سنة سبعين.

(٥). بالمثلثة آخره في «الدرّ المنثور» : «يهبوب» بالموحدة آخره.

(٦). وابن جرير ١ : ٢٣٧ ، وهو مجاهد أيضا ، كما في «تفسير البغوي» ١ : ٥٤.

(٧). ١ : ٢٣٨ ، بسند ضعيف.

٨١

(وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) [الآية ٥٨] قال : هو أحد أبواب بيت المقدس ، يدعى : «باب حطّة».

وأخرج (١) عن الربيع : أنها بيت المقدس.

وعن ابن زيد (٢) : أنها أريحا ، قرية به.

١٣ ـ (النَّصارى) [الآية ٦٢].

سمّوا بذلك لأنّهم كانوا بقرية يقال لها : «ناصرة». أخرجه ابن أبي حاتم عن قتادة.

وقيل : لقولهم كما ورد في التنزيل : (نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) [الصف : ١٤] ، حكاه ابن عسكر.

١٤ ـ (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً) [الآية ٧٢].

اسمه عاميل ، ذكره الكرماني (٣).

وقيل : نكار. حكاه الماوردي.

وقاتله : ابن أخيه. أخرجه ابن جرير (٤) ، وغيره ، عن ابن عباس.

وقيل : أخوه.

١٥ ـ (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها) [الآية ٧٣].

أخرج الفريابي (٥) عن ابن عباس.

قال : بالعظم الذي يلي الغضروف.

وقيل : ضرب بالبضعة [أي قطعة اللحم] التي بين الكتفين. أخرجه ابن جرير (٦) عن السّدّيّ.

وقيل : بفخذها. أخرجه ابن جرير (٧) عن قتادة ومجاهد.

__________________

(١). ابن جرير ١ : ٢٣٧.

(٢). وهو عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، من رجال «التهذيب».

(٣). الكرماني : محمود بن حمزة عالم بالقراءات ، يعرف بتاج القراء ، له كتاب «الغرائب والعجائب» نقل في «التفسير» آراء مستنكرة في معرض التحذير منها ، وكان الأولى تركها ، وقد تعرض السيوطي في «الإتقان» ٢ : ١٨٦ لنقده ، ولما كتبه الكرماني في كتابه «العجائب والغرائب». وسيكثر السيوطي في هذا الكتاب من النقل عنه ، وكتاب الكرماني هذا لا يزال مخطوطا ، وتوجد نسخة خطية منه في «مكتبة شستربتي» بإيرلنده تحت رقم (٤١٣٧) وأخرى في المكتبة الظاهرية بدمشق ، والكرماني هذا ، هو غير صاحب «شرح البخاري». توفي نحو سنة (٥٠٥ ه‍).

(٤). ١ : ٢٨٥.

(٥). وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، و «الدر المنثور» ١ : ٧٩.

(٦). «الطبري» ١ : ٢٨٥.

(٧). «الطبري» ط الحلبي ١ : ٣٥٩.

٨٢

وقيل : بعظم من عظامها. أخرجه عن أبي العالية (١).

وقيل : بلسانها (٢).

وقيل : بعجبها (٣).

وقيل : بذنبها. حكاه الكرماني في «الغرائب» (٤).

١٦ ـ (وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ) [الآية ٧٦].

أخرج ابن جرير (٥) ، عن ابن عباس : أنّها في المنافقين من اليهود.

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عكرمة : أنّها نزلت في ابن صوريا.

١٧ ـ (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) [الآية ٧٨].

قيل : المراد بهم المجوس. حكاه المهدوي (٦). لأنّهم لا كتاب لهم.

١٨ ـ (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) [الآية ٨٠].

زعموها سبعة. أخرجه الطبراني وغيره ، (٧) ، بسند حسن ، عن ابن عباس.

وأخرج ابن أبي حاتم ، من طرق ضعيفة عنه : أنها أربعون.

١٩ ـ (وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) [الآية ٨٧].

هو جبريل ، أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن مسعود (٨).

__________________

(١). الأثر في «الطبري» ، ١ : ٢٥٨ ، وتقدم التعريف بأبي العالية.

(٢). قاله الضّحّاك ، كما في «تفسير البغوي» ١ : ٦١.

(٣). «العجب» بفتح فسكون ، من كل دابة : ما ضمت عليه الورك من أصل الذنب ؛ وهو العصعص. و «العجم» لغة في العجب.

(٤). قال ابن تيمية في «مقدمة في أصول التفسير» ص ٥٦ : «فمثال ما لا يفيد ولا دليل على الصحيح منه. البعض الذي ضرب به موسى من البقرة.

(٥). ١ : ٢٩٢.

(٦). أحمد بن عمار ، أبو العباس المهدوي ، صاحب التفسير المسمّى «التفصيل الجامع لعلوم التنزيل» وهو تفسير كبير ، يذكر القراآت والإعراب ، واختصره وسمّاه «التحصيل في مختصر التفصيل» وله «هجاء مصاحف الأمصار على غاية التقريب والاختصار» ونسبته «المهدوي» ترجع إلى «المهدية» قرب القيروان ، توفي في حدود ٤٣٠ ه‍. انظر : «طبقات المفسّرين» للسيوطي : ٣٠ و «الأعلام» ١٥ : ١٨٤.

(٧). ذكر الأثر في مجمع الزوائد» ٦ : ٣١٤ دون تخريج ولعلّه سقط من المطبوع منه ، والأثر مروي في «تفسير الطبري» ١ : ٣٠٣ و «أسباب النزول» للواحدي : ١٧.

(٨). وأبو الشيخ في كتاب «العظمة» عن جابر مرفوعا «الدر المنثور».

٨٣

٢٠ ـ (نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ) [الآية ١٠٠].

هو : مالك بن الصّيف. أخرجه ابن جرير ، (١) عن ابن عباس.

٢١ ـ (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ) [الآية ١٠٢].

هما : هاروت ، وماروت ، كما أخرجه ابن جرير ، (٢) عن ابن عبّاس.

وقيل : جبريل ، وميكائيل. أخرجه البخاري في «تاريخه» ؛ وابن المنذر ، عن ابن عباس ، وابن أبي حاتم عن عطية (٣).

وقرئ بكسر اللام ، (٤) فهما (٥) :

داود ، وسليمان. كما أخرجه ابن أبي حاتم عن عبد الرّحمن بن أبزى (٥١).

وأخرج عن الضّحّاك : (٦) أنهما علجان من بابل (٧).

٢٢ ـ (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) [الآية ١٠٩].

سمّي منهم : كعب بن الأشرف أخرجه ابن جرير ، (٨) عن الزّهري وقتادة.

(سمّي منهم) : حييّ بن أخطب ، وأبو ياسر بن أخطب. أخرجه عن ابن عبّاس (٩).

٢٣ ـ (وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ) [الآية ١١٣].

قاله رافع بن حريملة.

__________________

(١). ١ : ٣٥١.

(٢). ١ : ٣٥٩.

(٣). عطية بن الحارث الهمداني الكوفي : أبو روق ، صاحب «التفسير» ، كان صدوقا في الحديث ، أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجة.

(٤). أي «الملكين» وهي قراءة شاذة.

(٥). عبد الرّحمن بن أبزى : صحابي صغير ، كان في عهد عمر رجلا ، وكان أميرا على خراسان في عهد علي رضي الله عنه.

(٦). الضّحّاك بن مزاحم ، من صغار التابعين ، عرف بكثرة إرساله ، يعتبر من أعلام التفسير في زمنه ، مات بعد المائة.

(٧). انظر «تفسير ابن كثير» ١ : ١٣٧. و «علجان» : مثنّى علج. وهو الرجل الضخم من كفّار العجم. وبعض العرب يطلقه على الكافر مطلقا. والجمع «علوج» و «أعلاج» ، كما في «المصباح المنير».

(٨). «الطبري» ١ : ٣٨٨.

(٩). الأثر في «الطبري» ١ : ٣٨٨.

٨٤

٢٤ ـ (وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ) [الآية ١١٣].

قاله رجل ، من أهل نجران. أخرجه ابن جرير (١) عن ابن عباس.

٢٥ ـ (كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [الآية ١١٣].

قال السّدّيّ (٢) : هم العرب.

وقال عطاء : أمم كانت قبل اليهود والنصارى. أخرجهما ابن جرير (٣).

٢٦ ـ (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ) [الآية ١١٤].

أخرج ابن أبي حاتم (٤) عن ابن عبّاس : أنّهم من قريش.

ومن طريق العوفي عنه : أنهم النّصارى.

وأخرج عبد الرزاق (٥) (عن) قتادة : أنهم بختنصّر وأصحابه الذين خرّبوا بيت المقدس.

٢٧ ـ (وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللهُ) [الآية ١١٨].

سمّي منهم : رافع بن حريملة. أخرجه ابن جرير (٦) عن ابن عبّاس.

وأخرج (٧) عن قتادة قال : هم كفّار العرب.

٢٨ ـ (رَبَّنا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ) [الآية ١٢٩].

هو النّبيّ (ص). ولذلك قال (ص) : «أنا دعوة أبي إبراهيم». أخرجه أحمد (٨) من حديث العرباض بن سارية وغيره.

__________________

(١). ١ : ٣٩٤.

(٢). السّدّي الكبير : إسماعيل بن عبد الرّحمن ـ وهو غير السدي الصغير محمد بن مروان ، المرميّ بالكذب ـ كان عالما بالتفسير والمغازي ، توفي سنة (١٢٨ ه‍.)

(٣). ١ : ٣٩٥.

(٤). وابن إسحاق. «الدر المنثور» ١ : ١٠٨.

(٥). و «الطبري» من طريقه ١ : ٣٩٧.

(٦). ١ : ٤٠٧ وابن إسحاق وابن أبي حاتم ، «الدر المنثور» ١ : ١١٠.

(٧). «ابن جرير» ١ : ٤٠٧ وعبارة : «وأخرج عن قتادة» سقطت من «الدر المنثور» ١ : ١١٠ فليتنبّه.

(٨). في «المسند» ٤ : ١٢٧ ـ ١٢٨ ، والطبري ١ : ٤٣٥ ، والحاكم في «المستدرك» ٢ : ٦٠٠ ، وصحّحه وأقرّه الذهبي. وصحّحه الشيخ أحمد شاكر أيضا ؛ في تعليقه على تفسير الطبري».

والحديث بنحوه رواه الإمام أحمد أيضا في «المسند» ٥ : ٢٦٢ من الحديث أبي أمامة رضي الله تعالى عنه قال : قلت : يا نبيّ الله ما كان أول بدء أمرك؟ قال : دعوة أبي إبراهيم ، وبشرى عيسى ، ورأت أمي أنه يخرج منها نور أضاءت منها قصور الشام.

٨٥

٢٩ ـ (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ) [الآية ١٣٢].

أي : بنيه.

أمّا بنو إبراهيم فسمّي منهم في القرآن : إسماعيل ، وإسحاق.

وسمّى منهم الكلبي : مدن ، ومدين ، ويقشان (١) ، وزمران ، وأشبق ، وشوح (٢).

أخرجه ابن سعد في «طبقاته» (٣) ، ورأيت فيها الأسماء هكذا ؛ مضبوطة في نسخة معتمدة ، ضبطها الدّمياطي ، (٤) وأتقنها.

ثم قال ابن سعد : أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي (٥) قال : ولد لإبراهيم إسماعيل وهو ابن تسعين سنة ، وهو بكره. وولد له إسحاق بعده بثلاثين سنة ، (وإبراهيم يومئذ ابن عشرين ومائة سنة ؛ وماتت سارة ، فتزوّج إبراهيم امرأة من الكنعانيين ، يقال لها : قنطورا) (٦). ثم ولدت (٧) له قنطورا أربعة : ماذي ، وزمران ، وشرجح ، وسبق. (قال : وتزوّج امرأة أخرى يقال لها : حجوني) (٨) ثم ولدت له حجوني سبعة : نافس ، ومدين ، وكيشان ،

__________________

(١). كذا في «تاريخ الطبري» ٢ : ٢٧٠ بمثناة.

ووقع في نسخة من «تاريخ الطبري» ١ : ٣٠٩ و ٢ : ٢٧ ، «بقشان» بموحدة. ووقع في «تاريخ الطبري» أيضا ١ : ٣٠٩ : «يقسان».

وجاء في مطبوع «الدر المنثور في التفسير المأثور» ١ : ١٣٩ : «بيشان».

وقعت الأسماء في «الكامل» لابن الأثير ١ : ١٢٣ هكذا : «نفشان» ، ومران ، ومديان ، ومدن ، ونشق ، وسرح».

(٢). كذا في «الطبقات» لابن سعد : «شوخ» بالخاء المعجمة.

(٣). ١ : ٤٧.

(٤). الدمياطي : عبد المؤمن بن خلف ، شرف الدين ، حافظ للحديث ، ومن أكابر الشافعية ، له علم بالأنساب ، وكتاب «طبقات ابن سعد» المطبوع ، أتى على ذكر الدمياطي في سند النسخة المعتمدة في الطبع ، فلعلّها التي اعتمدها السيوطي ، وللمترجم «معجم» في ذكر شيوخه ، وتوفي عليه رحمة الله في سنة (٧٠٥) ه.

(٥). هو المعروف بالواقدي ، صاحب «المغازي» وغيره ، المتوفّى سنة (٢٠٧ ه‍.) ، وحديثه ، ردّه بعضهم ، وقبله آخرون.

انظر كلام الحافظ ابن حجر في «تهذيب التهذيب» ٩ : ٣٦٣ ـ ٣٦٨ ، والتعليق على «المصنوع في معرفة الحديث الموضوع» للقاري ص ٢٧٧.

(٦). زيادة من «الطبقات» لابن سعد.

(٧). في «الطبقات» : «فولدت».

(٨). كذا في مطبوعة «طبقات ابن سعد» ، وفي «الكامل» لابن الأثير ١ : ١٢٣ : «حجون».

٨٦

وشرّوخ ، وأمّيم ، ولوط ، ويقشان ؛ فجميع ولده (١) ثلاثة عشر رجلا.

وأخرج عن الكلبي قال : ولد لإسماعيل اثنا عشر رجلا : يناوذ (٢) ، وقيذر ، وأذبل ، ومنسي (٣) ، ومسمع (٤) ، ودمار (٥) ، وأذر ، وطيما (٦) ، ويطور ، ونبش (٧) ، وماشي ، وقيذما (٨).

٣٠ ـ قوله تعالى : (وَالْأَسْباطِ) [الآية ١٣٦] و (وَالْأَسْباطِ) [الآية ١٤٠].

أخرج ابن جرير (٩) من طريق حجاج ، عن ابن جريج قال : قال ابن عبّاس : الأسباط بنو يعقوب ، كانوا اثني عشر رجلا ، كلّ واحد منهم ولد سبطا ، أمّة من الناس.

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السّدّي قال : الأسباط بنو يعقوب : يوسف ، وبنيامين ، ووبيل ، ويهوذا ، وشمعون ، ولاوي ، ودان ، وقهاب ، وكود ، وباليون.

٣١ ـ (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ) [الآية ١٤٢].

قال البراء بن عازب : هم اليهود.

أخرجه أبو داود في «الناسخ والمنسوخ» والنّسائي (١٠).

وسمّى منهم ابن عبّاس : رفاعة بن قيس ، وقردم بن عمرو ، وكعب بن

__________________

(١). في «الطبقات» : «ولد إبراهيم». وأسماء بني إبراهيم في «الإتقان» ٢ : ١٤٦ قريبة ممّا ذكر أعلاه.

(٢). في «سيرة ابن هشام» ١ : ٤ : «نابت».

(٣). في «السيرة» ١ : ٥ : «مبشا».

(٤). كذا شكّلت في «السيرة».

(٥). كذا في هامش «سيرة ابن هشام».

(٦). كذا في «السيرة».

(٧). في «السيرة» : «نبش» بفتح فكسر.

(٨). انظر للوقوف على مزيد من الاختلاف في الأسماء التعليق على «سيرة ابن هشام» ١ : ٥ ، و «الكامل في التاريخ» لابن الأثير ١ : ١٢٥.

(٩). ١ : ٢٤٣.

(١٠). يوجد اختلاف بين الروايات التي نقلت أمثال تلك الأسماء. أنظر حول ذلك ما علّقه العلّامة الأديب محمود شاكر على «تفسير الطبري» ٣ : ١١٢ ، وانظر في أسماء زوجات يعقوب (ع) وأولاده كتاب الأستاذ عفيف طبارة «مع الأنبياء في القرآن الكريم» ص ١٥٥.

ووقع أسماء أولاد يعقوب في «الإتقان» ٢ : ١٤٦ : «يوسف ، وروبيل ، وشمعون ، ولاوي ، ويهوذا ، وداني ، وتفتاني بفاء ومثناة ، وكاد ، ويأشير ، وما يشاجر ، ورايلون ، وبنيامين».

٨٧

الأشرف ، ونافع بن أبي نافع (١) ، والربيع بن أبي الحقيق. أخرجه ابن جرير (٢) وغيره (٣).

٣٢ ـ (وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (١٥٩).

فسّروا في حديث أخرجه ابن ماجة (٤) عن البراء بن عازب : بدوابّ الأرض.

وكذا قال مجاهد. أخرجه سعيد بن منصور (٥) وغيره.

وقال قتادة والربيع : هم الملائكة ، والمؤمنون ، أخرجه ابن جرير (٦).

٣٣ ـ (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا) [الآية ١٧٠].

سمّي منهم : رافع بن خارجة (٧) ، ومالك بن عوف. أخرجه ابن أبي حاتم (٨) عن ابن عباس.

٣٤ ـ (عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ) [الآية ١٨٧].

سمّي ممّن وقع له ذلك : عمر بن الخطاب ، وكعب بن مالك.

أخرجه الإمام أحمد (٩) بإسناد حسن.

٣٥ ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) [الآية ١٨٩].

__________________

(١). في «السنن الكبرى» إذ لم أجده في «الصغرى» المطبوعة وهي «المجتبي». وتصريح البراء بأنهم من اليهود جاء عند الطبري في «تفسيره» ٢ : ٣ ، والبيهقي في «السنن الكبرى» ٢ : ١ ، والواحد في «أسباب النزول ص ٢٨ والحازمي في «الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار» ص ٦٤ ، والحديث صحّحه الحافظ ابن حجر في فتح الباري» ٨ : ١٧١ في تفسير قوله تعالى : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها) [الآية ١٤٢].

(٢). كذا في «الطبري» ٢ : ٣ ، وفي «الإتقان» ٢ : ١٤٨ ، «رافع بن حرملة» ، والخلط في أسماء يهود كثير مشكل. انظر «تفسير الطبري» ٣ : ١١١ ، بتحقيق شاكر.

(٣). ٢ : ٣ بزيادة : «وكناية بن أبي الحقيق» ، وكذا وقع في «الدر المنثور».

(٤). ابن إسحاق ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «دلائل النبوة». «الدر المنثور» ١ : ١٤٢.

(٥). في «سننه» برقم (٤٠٢١) في الفتن. قال الحافظ البوصيري في «زوائد ابن ماجة» : «في إسناده اللّيث ، وهو ابن سليم : ضعيف».

(٦). و «الطبري» ٢ : ٣٣.

(٧). ٢ : ٣٤.

(٨). «رافع بن حريملة» ، في المثبت من «سيرة ابن هشام» ١ : ٥٥٢ ، و «الطبري» ٢ : ٤٧ و «الدر المنثور» ١ : ١٦٧.

(٩). و «الطبري» ٢ : ٤٧.

٨٨

سمّي منهم : معاذ بن جبل ، وثعلبة بن عنمة ـ بفتح المهملة والنون ـ الأنصاري السّلمي. أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس (١) ..

٣٦ ـ (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) [الآية ١٩٧].

هي شوّال ، وذو القعدة ، وعشر من ذي الحجّة. كما أخرجه الحاكم (٢) ، وغيره عن ابن عمر ، وسعيد بن منصور (٣) عن ابن مسعود ، والطبراني (٤) وغيره عن ابن عباس ، وابن المنذر (٥) عن ابن الزبير.

وقيل : وذو الحجّة. أخرجه الطبراني (٦) وغيره من حديث ابن عمر مرفوعا ، وسعيد بن منصور عن عمر بن الخطاب موقوفا.

٣٧ ـ (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ) [الآية ١٩٩].

أخرج ابن جرير (٧) من طريق الضّحّاك عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (أَفاضَ النَّاسُ) قال : إبراهيم (٨).

٣٨ ـ (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) [الآية ٢٠٣].

هي أيّام التّشريق الثلاثة. أخرجه الفريابي (٩) عن ابن عمر ، وعن ابن عباس.

وقال ابن عبّاس أيضا : أربعة أيام :

__________________

(١). في «المسند» ٣ : ٤٦٠ ، و «الطبري» ٢ : ٩٦ ، وقال أحمد شاكر (الأثر : ٢٩٤١) : وعندي أنه إسناد صحيح.

(٢). بسند ضعيف. قاله السيوطي في «الدر المنثور» ١ : ٢٠٣ ، وانظر «الإصابة» ١ : ٢٠١.

(٣). في «المستدرك» ٢ : ٢٧٦ ، والطبري ٢ : ١٥١ ، والدّار قطني ٢ : ٢٢٦ ، والبيهقي ٣ : ٣٤٢ ، وصحّحه الحافظ في «فتح الباري» ٣ : ٤٢٠.

(٤). والطبري ٢ : ١٥٠ ، والبيهقي ٣ : ٣٤٢.

(٥). والطبري ٢ : ١٥٠ ، والدار قطني ٢ : ٢٢٦ ، والبيهقي ٤ : ٣٤٢.

(٦). والدّار قطني ٢ : ٢٢٦ ، والبيهقي ٤ : ٣٤٢.

(٧). في «المعجم الأوسط» وفيه يحيي بن السكن ، وهو ضعيف ، قاله الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٦ : ٣١٧ ـ ٣١٨ وسقطت منه كلمة «شوال» فليتنبه.

(٨). ٢ : ١٧١ ، عن الضّحّاك من قوله ، لا من قول ابن عبّاس كما هو هنا. قال أحمد شاكر رحمه‌الله تعالى في تعليقه على «الطبري» : ووهم السيوطي ـ أي في «الدر المنثور» ١ : ٢٢٧ ، فذكره من رواية الطبري عن ابن عبّاس! ولعلّه سبق ذهنه لكثرة رواية الضحاك عن ابن عبّاس!!» انتهى.

(٩). العرب كثيرا ما تدل على الواحد بذكر الجماعة. وانظر «تفسير الطبري» الموضع السابق.

٨٩

يوم النّحر ، وثلاثة بعده ، أخرجه ابن أبي حاتم.

وقال علي : ثلاثة أيام : يوم الأضحى ، ويومان بعده. أخرجه ابن أبي حاتم (١) ..

٣٩ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ) [الآية ٢٠٤].

هو الأخنس بن شريق. أخرجه ابن جرير (٢) عن السّدّي.

٤٠ ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ) [الآية ٢١٧]. هو رجب (٣).

٤١ ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ) [الآية ٢١٩].

قال أبو حيان (٤) : كان السائل عمر ومعاذ.

٤٢ ـ (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [الآية ٢١٩].

سمّي من السّائلين : معاذ بن جبل ، وثعلبة. أخرجه ابن أبي حاتم عن يحيى بلاغا (٥).

٤٣ ـ وقال ابن عسكر (٦) في قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ) [الآية ٢١٥] : نزلت في عمرو بن الجموح ، سأل عن مواضع النّفقة فنزلت. ثم سأل بعد ذلك : كم النّفقة؟ فنزل (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) [الآية ٢١٩].

٤٤ ـ (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى) [الآية ٢٢٠].

قال ابن الفرس (٧) في «أحكام

__________________

(١). الفريابي محمد بن يوسف (١٢٠ ـ ٢١٢ ه‍) : عالم بالحديث ، تركي الأصل ، له «مسند» و «تفسير».

(٢). وخرّجه أيضا : عبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا «الدر المنثور» ١ : ٢٣٤.

(٣). ٢ : ١٨١ ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم : «الدر المنثور» ١ : ٢٣٨.

(٤). انظر «الطبري» ٢ : ٢٠٢ ، و «ابن كثير» ١ : ٢٥٢.

(٥). في تفسيره «البحر المحيط» ٢ : ١٥٦ ، والواحدي في «أسباب النزول» : ٤٨.

وأبو حيّان : هو محمد بن يوسف الأندلسي ، من كبار العلماء بالعربية ، والتفسير ، والحديث ، والترجم ، واللغات ، له «التفسير» و «طبقات نحاة الأندلس» ؛ توفي سنة (٤٥).

(٦). «البلاغ» : قول الراوي : «بلغني أن.» من غير ذكر سنده ، والبلاغ متوقف في الاحتجاج به حتى يثبت اتصاله وصحة سنده.

ملاحظة : انظر الفقرة التالية.

(٧). ابن الفرس (٥٢٤ ـ ٥٩٩ ه‍) : عبد المنعم بن محمد الخزرجي ، أبو عبد الله ، قاض أندلسي ، من علماء غرناطة ، ولي القضاء في أماكن ، وجعل إليه النّظر في الحسبة والشرطة.

٩٠

القرآن» : قيل : إنّ السائل عبد الله بن رواحة.

زاد أبو حيان (١) : وقيل : ثابت بن رفاعة الأنصاري.

٤٥ ـ (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ) [الآية ٢٢٢].

أخرج ابن جرير (٢) عن السّدّي ، والماوردي (٣) ، عن ابن عباس ، أنّ السائل عن ذلك ثابت بن الدحداح الأنصاري.

وقال السّهيلي : عباد بن بشر ، وأسيد بن الحضير (٤).

٤٦ ـ (الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ) [الآية ٢٤٣].

أخرج الحاكم في «المستدرك» (٥) من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : أنهم كانوا أربعة آلاف.

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة عنه : أنّهم أربعة آلاف من أهل قرية يقال لها داوردان (٦).

وأخرج ابن جرير (٧) عن السّدّي : أنّهم بضعة وثلاثون ألفا ، من قرية يقال لها : داوردان قبل واس؟

وأخرج عن عطاء الخرساني (٨) ، : أنهم ثلاثة آلاف (أو أكثر) (٩).

ومن طريق ابن جريج ، عن ابن

__________________

(١). في «البحر المحيط» ٢ : ١٦١.

(٢). ٢ : ٢٢٤.

(٣). الماوردي : أبو الحسن علي بن محمد ، قاضي القضاة ، من كبار العلماء ، وباحث مشهود ولد في البصرة. له «أدب الدنيا والدين» ، و «الأحكام السلطانيّة» و «أعلام النبوّة» و «النكت والعيون» في تفسير القرآن ـ ولعلّه روى فيه أثر ابن عباس هذا ـ من الكتاب ، توفي سنة (٤٥٠) ه.

(٤). رواه مسلم في الحيض (١٦) ، والتّرمذي (٢٩٨١) في التفسير ، وأبو داود (٢٥٨) في الطهارة ؛ كلّهم عن أنس رضي الله عنه.

(٥). ٢ : ٢٨١ ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. وفي سنده «ميسرة» قال الذهبي في «تلخيص المستدرك» : «لم يرويا له». وأخرجه أيضا «الطبري» ٢ : ٣٦٥.

(٦). والذي أثبته ما حقّقه الأستاذ محمود شاكر وصوّبه في تعليقه على «تفسير الطبري» وهو موافق لما في «تاريخ الطبري» و «الدر المنثور» و «معجم البلدان».

(٧). ٢ : ٣٦٦.

(٨). هو ابن أبي مسلم ، صدوق ، ويرسل ويدلّس ، وقد أخرج له مسلم وغيره ، مات سنة ١٣٥ ه‍.

(٩). زيادة من «تفسير الطبري».

٩١

عبّاس : أنهم أربعون ألفا (١).

٤٧ ـ (إِذْ قالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ) [الآية ٢٤٦].

أخرج ابن جرير (٢) عن وهب بن منبّه (٣) : أنّ اسمه شمويل ، ونسبه إلى لاوي بن يعقوب.

وأخرج (٤) عن السّدّي : أنه شمعون ، قال : وإنّما سمّي به ، لأنّ أمّه دعت الله أن يرزقها غلاما ، فاستجاب لها دعاءها ، فولدت غلاما ، فسمّته : شمعون. تقول : الله سمع دعائي.

وأخرج (٥) عن قتادة : أنه يوشع بن نون.

وقيل : اسمه حزقيل (٦). حكاه الكرماني في «العجائب».

وقال ابن عساكر ، وقال ابن عسكر : قيل : اسمه : اشماويل بن هلفا ، واسم أمه حسنة.

٤٨ ـ (فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ) [الآية ٢٤٩].

أخرج ابن جرير (٧) عن السّدّي : أنّهم ثمانون ألفا.

٤٩ ـ (مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ) [الآية ٢٤٩].

أخرج ابن جرير (٨) عن الرّبيع ، وقتادة ، ومن طريق ابن جريج ، عن ابن عبّاس : أنه نهر بين الأردن وفلسطين. ومن طريق العوفي ، عن ابن عبّاس : أنه نهر فلسطين.

__________________

(١). قال ابن جرير رحمه‌الله ٢ : ٣٦٨ : «وأولى الأقوال في مبلغ عدد القوم الذين وصف الله خروجهم من ديارهم بالصواب ؛ قول من حدّ عددهم بزيادة عن عشرة آلاف دون من حدّه بأربعة آلاف وثلاثة آلاف ، وثمانية آلاف ، وذلك أنّ الله تعالى ذكره أخبر عنهم أنهم كانوا الوفا ، وما دون العشرة آلاف لا يقال لهم «ألوف». وإنّما يقال : «هم آلاف» إذا كانوا ثلاثة آلاف فصاعدا إلى العشرة آلاف. وغير جائز أن يقال : هم خمسة ألوف ، أو عشرة ألوف»

(٢). ٢ : ٢٧٣.

(٣). وهب بن منبّه : أبو عبد الله اليماني ، من علماء التابعين ؛ كان ثقة صدوقا ، كثير النقل من كتب الإسرائيليات ، مات سنة بضع عشرة ومائة.

(٤). «ابن جرير» ٢ : ٣٧٣.

(٥). «ابن جرير» ٢ : ٣٧٣.

(٦). انظر «الطبري» ٢ : ٣٧٣ الأثر : (٥٦٣١).

(٧). ٢ : ٣٩٢.

(٨). ٢ : ٣٩١. وانظر «الدر المنثور» ١ : ٣١٨.

٩٢

٥٠ ـ (فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) [الآية ٢٤٩].

عدّتهم ثلاث مائة وبضعة عشر. كما أخرجه البخاري (١) عن البراء.

٥١ ـ (مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) [الآية ٢٥٣].

أخرج ابن جرير (٢) عن مجاهد في قوله تعالى : (مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ) ، قال : موسى. (وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) ، قال : محمّدا.

٥٣ ـ (الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ) [الآية ٢٥٨].

أخرج أبو داود الطيالسي في «مسنده» (٣) عن عليّ ، قال : (الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ) : هو مرود بن كنعان.

وأخرج ابن جرير (٤) مثله عن مجاهد ، وقتادة ، والربيع ، وزيد بن أسلم.

__________________

(١). ٧ : ٣٩٠ في كتاب المغازي : باب عدة أصحاب بدر ، وأحمد في «المسند» ٤ : ٢٩٠ ، والطبري في «تفسيره» ٢ : ٣٩٣

(٢). انظر «تفسيره» ٣ : ٢

(٣). يبدو أن هذا الأثر سقط من نسخة «مسند الطيالسي» المطبوعة في الهند ، وكذلك سقط من كتاب «منحة المعبود في ترتيب مسند الطيالسي أبي داود» لأحمد عبد الرّحمن البنا ، ومن «المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية» للحافظ ابن حجر.

لكن عزاه المؤلف في كتابه «الدار المنثور» ١ : ٣٣١ لذاك «المسند» وابن أبي حاتم. والله تعالى أعلى وأعلم

(٤). ٢ : ٦ ـ ١٧.

٩٣
٩٤

المبحث الخامس

لغة التنزيل في سورة «البقرة» (١)

قال تعالى (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (٢).

١ ـ الرّيب : صرف الدهر. والريب والرّيبة : الشكّ والظنّة والتهمة.

وقد رابني الأمر وأرابني : علمت منه الريبة ، ورأيت منه ما يكره. وقوله تعالى : (لا رَيْبَ فِيهِ) ، أي لا شكّ فيه.

وأراب الرجل : صار ذا ريبة فهو مريب.

وجاءت كلمة «الريب» في قوله تعالى من السورة نفسها : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) [الآية ٢٣].

لقد وردت كلمة «الريب» في سائر سور القرآن خمس عشرة مرة أخرى في خمس عشرة آية من سور القرآن ومنها :

(إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها) [غافر : ٥٩].

كما وردت كلمة «ريبة» في [الآية ١١٠ من سورة التوبة] هي في قوله تعالى :

(لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ).

وقد ورد الوصف من هذه الكلمة «مريب» في سبع آيات من سور مختلفة ، جاء في ست منها وصفا لموصوف هو : «الشكّ» ، ومن ذلك قوله عزوجل : (وَإِنَّنا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) (٦٢).

ولم يلتفت أهل العلم إلى هذا الوصف ، فيعرضوا للشكّ والريب ،

__________________

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «من بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السامرّائي ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، غير مؤرّخ.

٩٥

وعلاقة أحدهما بالآخر ، وتعيين الحد بينهما ، ولم أجد في كتب التفسير شيئا من هذا العلم اللغوي ، الذي يبحث في دقائق الفروق.

وقد ورد «الشكّ» في خمس عشرة آية في سور مختلفة ، جاء في ست منها موصوفا بالوصف «مريب» كما أشرنا.

و «الشكّ» نقيض اليقين ، فاليقين ثبوت العلم ، أما الشكّ فهو نقيضه. وكأنه حال من التردد بعيد عن الاستقرار.

والذي أراه أنه أضعف من «الريب» ، ولو لم يكن ذلك لما وصف «الشكّ» في ست آيات ب «مريب» ، منها قوله تعالى :

(وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنا إِلَيْهِ مُرِيبٍ) (٩) [إبراهيم].

ويدلنا هذا على أن «الشك» قد ورد في تسع آيات أخرى غير موصوف بهذا الوصف ، ويبدوا أنها تعني اليقين الثابت ، كقوله تعالى :

(فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) [يونس : ٩٤].

(إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) [يونس : ١٠٤].

(قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) [إبراهيم : ١٠].

(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ) (٦٦) [النمل].

(إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍ) [سبأ : ٢١].

(أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ) (٨) [ص].

(فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ) [غافر : ٣٤].

(بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) (٩) [الدخان].

ألا ترى أن كلمة «الشكّ» في هذه الآيات التسع تعني التردد وعدم اليقين ، وهي أضعف في دلالتها على المعنى من «الشكّ» موصوفا «بمريب» في الآيات الست التي أشرنا إلى بعض منها؟

إن «الشكّ» قد ورد في سورة يونس ، الآية ٩٤ ، في أسلوب الشرط وهو من أساليب الإنشاء. وأساليب الإنشاء في جملتها لا تحتمل الصدق

٩٦

والكذب ، بخلاف أسلوب الخبر الذي يحتملهما. وعندي أن استعمال «الشكّ» في الآيات التسع ، قد ورد إمّا في حشو جملة الشرط ، وإما بعد «بل» للإضراب ، وإما في حشو جملة الاستفهام ، وإما في جملة توحي بالتردّد وعدم الاستقرار ، كما في قوله تعالى :

(إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْها فِي شَكٍ) [سبأ : ٢١].

وقوله تعالى أيضا : (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) (٩) [الدخان].

وقوله تعالى : (فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ) [غافر : ٣٤].

وعلى هذا كان استعمال الريب ألزم وأوجب لما يقتضي المقام أن تستعمل فيه ، ولا يمكن أن يحل «الشكّ» محلّه.

ألا ترى أن قوله تعالى : (لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها) [الكهف : ٢١]. تقرير حق وبيان وعلم بأمر محقق ، وهذا يؤذن ألا يستعمل فيه ما قد يفهم منه الضعف والتردّد ، فاستبعدت كلمة «الشكّ» واستعملت كلمة «الريب» ، ولا يمكن أن تؤدي الاولى ما تؤديه الثانية.

ومثل هذا قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ) [الحج : ٥].

وقوله تعالى : (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) (٧) [الحج].

وقوله تعالى : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢) [السجدة].

وقوله تعالى : (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ) [الشورى : ٧].

وقوله تعالى : (قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ) [الجاثية : ٢٦].

ألا ترى أن قيام الساعة ، والبعث ، ويوم القيامة ، ويوم الجمع حق لا مراء فيه ، فإثباته وبيانه يتطلب أن تؤدي الألفاظ هذه الحال المقتضاة ، فكان ان استعمل «الريب» ، ولم يستعمل «الشك». تلكم لغة التنزيل في تخير اللفظ ، وأحكام الأداء ، وإصابة دقائق المعاني.

٢ ـ قال تعالى : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (١٥).

٩٧

أقول استعمال «المدّ» في هذه الآية استعمال لطيف دقيق ، فهو غير «المدّ» المعروف بمعنى البسط ، وهو استعمال خاص بهذه اللغة الشريفة.

قال الزمخشري «الكشاف ١ : ٦٧» :

(وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ) [الآية ١٥] : من مدّ الجيش وأمدّه إذا زاده ، وألحق به ما يقوّيه ويكثّره. وكذلك مدّ الدواة وأمدّها : زادها ما يصلحها.

ومددت السرج والأرض : إذا استصلحتهما بالزيت والسماد. ومدّه الشيطان في الغيّ وأمدّه : إذا وأصله بالوساوس حتى يتلاحق غيّه انهماكا فيه.

فإن قلت : لم زعمت أنه من المدد دون المدّ في العمر والإملاء والإمهال؟ قلت : كفاك دليلا على أنه من المدد دون المدّ ، قراءة ابن كثير وابن محيصن : (ويمدّهم) ، وقراءة نافع : (وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ) ، على أن الذي بمعنى أمهله إنما هو مدّ له مع اللام كأملى له. فإن قلت : فكيف جاز أن يوليهم الله مددا في الطغيان وهو فعل الشياطين؟ ألا ترى الى قوله تعالى : (وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِ) [الأعراف : ٢٠٢]؟ قلت : إما أن يحمل على أنهم لمّا منعهم الله ألطافه التي يمنحها للمؤمنين ، وخذلهم بسبب كفرهم وإصرارهم عليه ، بقيت قلوبهم بتزايد الرين والظلمة فيها ، تزايد الانشراح والنور في قلوب المؤمنين فسمى ذلك التزايد مددا. وأسند إليه سبحانه لأنه مسبب عن فعله بسبب كفرهم. وإما على منع القسر والإلجاء ، وإما على أن يسند فعل الشيطان إلى الله لأنه بتمكينه وإقداره ، والتخلية بينه وبين إغواء عباده.

فإن قلت : فما حملهم على تفسير المدّ في الطغيان في الإمهال ، وموضوع اللغة كما ذكرت لا يطاوع عليه؟ قلت استجرّهم إلى ذلك خوف الإقدام على أن يسندوا إلى الله ما أسندوا إلى الشياطين ، ولكن المعنى الصحيح ما طابقه اللفظ وشهد لصحته ، وإلا كان منه بمنزلة الأروى من النعام.

وفي قوله تعالى : (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (١٥)).

العمه : مثل العمى.

قال الزمخشري : «الكشّاف ١ : ٦٩» ، «والعمه مثل العمى ، إلّا أنّ العمى عامّ في البصر والرأي ، والعمه في الرأي

٩٨

خاصة ، وهو التحيّر والتردّد ، لا يدري أين يتوجّه. ومنه قوله : بالجاهلين العمه ، أي : الذين لا رأي لهم ولا دراية بالطرق. وسلك أرضا عمهاء أي : لا منار بها». انتهى كلام الزمخشري.

أقول :

العمى والعمه متقاربان كلّ التقارب في الدلالة وبينهما فرق ما بين العامّ والخاص.

اللغة :

الذي أراه أن مادة المعنى في هاتين الكلمتين العين والميم ، ثم يأتي الصوت الثالث ليعيّن المعنى ، فيدلّ بالفتح في «العمى» على المعنى العام ، ويدلّ بالهاء في «العمه» على المعنى الخاص.

قلت : بالفتح ، وذلك أن الفتح بعد الميم في «العمى» وليس فوق الميم ، هو صوت ثالث ، فلما أطلق قليلا قليلا ولّد ما اصطلح عليه الألف المقصورة ، وحقيقته فتحة لها طول معين يتجاوز الفتحة المألوفة ، وهو صوت ثالث في هذه الكلمة كالصوت الصامت في «العمه» وهو الهاء.

٣ ـ قال تعالى : (يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا) [الآية ٢٠].

أقول : أراد ـ جلّ وعلا ـ في قوله : (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ) كلما أضاء البرق لهم مشوا في ضوئه. وهذا المعنى يدفعنا أن نقول في لغتنا العربية المعاصرة :

«إن هذه المسألة في ضوء العلم الحديث مقبولة» وليس : على ضوء العلم الحديث.

أقول : والذي دفع المعربين في عصرنا إلى استعمال : «على ضوء العلم» هو التأثر باللغات الغربية ولا سيما الفرنسية والإنكليزية.

٤ ـ لن :

قال تعالى : (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) (٢٤).

قال الزمخشري : في «الكشّاف ١ : ١٨١» :

فإن قلت : ما حقيقة «لن» في باب النفي؟ قلت : «لا» و «لن» أختان في نفي المستقبل ، إلّا أنّ في «لن» توكيدا وتشديدا ، تقول لصاحبك : لا أقيم غدا ، فإن أنكر عليك قلت : لن أقيم

٩٩

غدا كما تفعل في أنا مقيم وإني مقيم. وهي عند الخليل في إحدى الروايتين عنه ، أصلها «لا أن» ، وعند الفرّاء «لا» أبدلت ألفها نونا. وعند سيبويه وإحدى الروايتين عن الخليل حرف مقتضب لتأكيد نفي المستقبل.

أقول :

ويبدوا لي أنّ قول الفرّاء أوجه ، وإن أصلها «لا» وهذا يعني أن التنوين عرض لها. وعلى هذا ألا يصح أن نقول : إنّ «إذا» أو «إذن» جاءت من «إذا» ، وإنّ «من» الموصولة أو الشرطية هي من «ما» ، ثم كان الاختصاص بعد ذلك في الاستعمال ، بعد أن غبر عليها الزمان.

٥ ـ قال تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ) [الآية ٣١].

قال الزمخشري : «في الكشّاف ١ : ١٢٦» : وعلّم آدم مسمّيات الأسماء. ثم عرضهم ، أي : عرض المسمّيات.

أقول : ذهب المفسرون إلى هذا التأويل بسبب الضمير «هم» ، الذي يعود إلى جماعة العاقلين ، والأسماء حقّها أن يكون الضمير العائد عليها هو «ها» للتأنيث ، فيكون الفعل «عرضها».

أقول أيضا : لعل هذا الاختصاص في الضمائر في الاستعمال لم يكن واضحا وضوحا كافيا في الحقب البعيدة من تاريخ العربية.

وجاء في «الكشّاف» : وقرأ عبد الله : عرضهن ، وقرأ أبيّ : عرضها.

٦ ـ قال تعالى : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (٤٢).

قال الزمخشري : الباء التي في «الباطل» إن كانت صلة مثلها في قولك : لبست الشيء بالشيء ، خلطته به ، كان المعنى : ولا تكتبوا في التوراة ما ليس منها ، فيختلط الحق المنزل بالباطل الذي كتبتم ، حتى لا يميز حقها وباطلكم ، وإن كانت باء الاستعانة كالتي في قولك : كتبت بالقلم ، كان المعنى : ولا تجعلوا الحق ملتبسا مشتبها بباطلكم الذي تكتبونه.

أقول : كأن الأصوات الصامتة الساكنة التي ندعوها في كتب العربية القديمة «الحروف الصّحاح» هي مادة المعاني في الألفاظ ، ثم تأتي الأصوات الصائتة التي دعيت «أحرف العلة» ،

١٠٠