الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ١

الموسوعة القرآنيّة خصائص السور - ج ١

المؤلف:


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٩٢

عمر (١) أنّه سمع الأعراب ينشدونه هكذا بالنصب ، ومنهم من يرفع ما ينصب في هذا الباب. قال أبو زبيد (٢) [من الطويل وهو الشاهد المائة] :

أغار وأقوى ذات يوم وخيبة

لأوّل من يلقى وغيّ ميسّر (٣)

باب اللام

وقوله تعالى (لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) [الآية ٧٩] ، فهذه اللّام إذا كانت في معنى «كي» ، كان ما بعدها نصبا على ضمير «أن» ، وكذلك المنتصب ب «كي» ، هو أيضا على ضمير «أن» ، كأنّه يقول : «الاشتراء» ، ف «يشتروا» لا يكون اسما إلّا ب «أن» ، ف «أن» مضمرة وهي الناصبة ، وهي في موضع جرّ باللام. وكذلك (كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً) [الحشر : ٧] «وأن» مضمرة ، وقد جرّتها «كي» ، وقالوا : «كيمه» ، ف «مه» اسم ، لأنّه «ما» التي في الاستفهام ، وأضاف «كي» إليها. وقد يكون «كي» بمنزلة «أن» ، هي الناصبة وذلك قوله تعالى (لِكَيْلا تَأْسَوْا) [الحديد : ٢٣] فأوقع عليها اللام. ولو لم تكن «كي» وما بعدها اسما لم تقع عليها اللام ، وكذلك ما انتصب بعد «حتّى» ، إنّما انتصب بإضمار «أن» ، قال تعالى (حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ) [الرعد : ٣١] ، و (حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [الآية ١٢٠] ، إنّما هو «حتّى أن يأتي» و «حتّى أن تتبّع» ، وكذلك جميع ما في القرآن من «حتّى». وكذلك (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ) [الآية ٢١٤] أي : «حتّى أن يقول ،» لأنّ «حتّى» في معنى «إلى» ، تقول «أقمنا حتّى الليل» أي : «إلى اللّيل». فإن قيل : إظهار «أن» هاهنا قبيح ، قلت : «قد تضمر أشياء يقبح إظهارها إذا كانوا يستغنون عنها». ألا ترى أنّ قولك : «إن زيدا ضربته» ، منتصب بفعل مضمر لو أظهرته لم يحسن. وقد قرئت هذه الآية

__________________

(١). هو عيسى بن عمر الثقفي ، وقد مرت ترجمته قبلا.

(٢). هو أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي المتوفّى من زمن عثمان ، انظر ترجمته وأخباره في الأغاني ٤ : ١٨١ و ١١ : ٢٤ ، والشعر والشعراء ٣٠١ ، وطبقات الشعراء ٥٩٣.

(٣). البيت في الديوان ٦١ ب «اقام» بدل أغار وب «شرّ» بدل «غيّ» ، وفي المخصّص ١٢ : ١٨٤ ب «أقام» بدل «أغار» ، وفي الكتاب وتحصيل عين الذهب ١ : ١٥٧ ، كما في المخصّص.

٢٠١

(وزلزلوا حتّى يقول الرّسول) (١) يريد : «حتّى الرّسول قائل» ، جعل ما بعد «حتّى» مبتدأ. وقد يكون ذلك نحو قولك : «سرت حتّى أدخلها» ، إذا أردت : «سرت فإذا أنا داخل فيها» ، و «سرت» أمس حتّى أدخلها اليوم» ، أي : حتّى «أنا اليوم أدخلها فلا أمنع». وإذا كان غاية للسير نصبته. وكذلك ما لم يجب ، ممّا يقع عليه «حتّى» نحو (لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) (٦٠) [الكهف] وأمّا (وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ) [الحج : ٤٧] فنصب ب «لن» كما نصب ب «أن» وقال بعضهم : إنّما هي «أن» جعلت معها «لا» كأنه يريد «لا أن يخلف الله وعده» فلمّا كثرت في الكلام حذفت ، وهذا قول ، وكذلك جميع «لن» في القرآن. وينبغي لمن قال ذلك القول أن يرفع «أزيد لن تضرب» لأنّها في معنى «أزيد لا ضرب له». وكذلك ما نصب ب «إذن» تقول : «إذن آتيك» تنصب بها كما تنصب ب «أن» وب «لن» فإذا كان قبلها الفاء أو الواو رفعت ، نحو قول الله عزوجل (وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً) (١٦) [الأحزاب] وقوله (فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) (٥٣) [النساء] وقد يكون هذا نصبا أيضا عنده على إعمال «إذن». وزعموا أنّه في بعض القراءة منصوب (٢) ؛ وإنّما رفع ، لأنّ معتمد الفعل صار على الفاء والواو ، ولم يحمل على «إذن» ، فكأنه قال : «فلا يؤتون الناس إذا نقيرا» و «ولا تمتّعون إذن». وقوله تعالى (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ) [الحديد : ٢٩] و (وحسبوا ألّا تكون فتنة) (٣)

__________________

(١). هي في معاني القرآن : ١ : ١٣٢ إلى مجاهد وبعض أهل المدينة ، وفي ١ : ١٣٣ أنّها للكسائي دهرا ، ثمّ عاد عنها إلى النّصب. وفي الكشف ١ : ٢٨٩ و ٢٩٠ و ٢٩١ إلى نافع والأعرج ومجاهد وابن محيصن وشيبة ، وفي التيسير ٨٠ ، والجامع ٣ : ٣٤ ، والبحر ٢ : ١٤٠ ، إلى نافع. أمّا الرفع فهو في معاني القرآن ١ : ١٣٣ إلى القرّاء عدا نافعا والكسائي في أوّل أمره ، وفي السبعة ١٨١ كذلك ، وفي الكشف ١ : ٢٩١ إلى الحسن وأبي جعفر وابن أبي إسحاق وشبل وغيرهم ، وقال إنّ عليه جماعة القرّاء ، وفي البحر ٢ : ١٤٠ إلى الجمهور ، وفي التيسير ٨٠ ، والجامع ٣ : ٣٤ إلى غير نافع.

(٢). في معاني القرآن ٢ : ٣٣٧ ذكر النصب ، ولم ينسب قراءة ، وفي الطّبري ٢١ : ١٣٨ كذلك ، وفي الجامع ١٤ : ١٥١ ذكرت القراءة ، ولم تنسب.

(٣). المائدة ٥ : ٧١ القراءة المشهورة : (أَلَّا تَكُونَ).

٢٠٢

و (أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً) [طه : ٨٩] فارتفع الفعل بعد «أن لا» ، (١) ، لأنّ («أن») هذه مثقّلة في المعنى ، ولكنها خفّفت ، وجعل الاسم فيها مضمرا ؛ والدليل على ذلك ، أنّ الاسم يحسن فيها والتثقيل. ألا ترى أنّك تقول : «أفلا يرون أنّه لا يرجع إليهم» ، وتقول : «أنّهم لا يقدرون على شيء» و «أنّه لا تكون فتنة». وقال تعالى (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ) [آل عمران : ٤١ ؛ ومريم : ١٠] نصب ، لأن هذا ليس في معنى المثقّل ، إنّما هو (آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ) كما تقول : (آيتك أن تكلّم) ، وأدخلت «لا» للمعنى الذي أريد من النفي. ولو رفعت هذا ، جاز على معنى آيتك أنّك لا تكلّم (٢) ، ولو نصب الاخر جاز على أن تجعلها «أن» الخفيفة التي تعمل في الأفعال (٣). ومثل ذلك قوله تعالى (إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ) (١٤) [الانشقاق] وقوله (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ) (٢٥) [القيامة]. وقال (إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللهِ) [الآية ٢٣٠] ؛ وتقول : «علمت أن لا تكرّمني» و «حسبت أن لا تكرمني». فهذا مثل ما ذكرت لك. فإنّما صار «علمت» و «استيقنت» ؛ ما بعده رفع لأنّه واجب. فلمّا كان واجبا لم يحسن أن يكون بعده «أن» التي تعمل في الأفعال ، لأنّ تلك إنّما تكون في غير الواجب ، ألا ترى أنك تقول «أريد أن تأتيني» فلا يكون هذا إلّا لأمر لم يقع ، وارتفع ما بعد الظن وما أشبهه ؛ لأنه مشاكل للعلم ، لأنه يعلم بعض الشيء إذا كان يظنّه. وأما «خشيت أن لا تكرمني» فهذا لم يقع. ففي مثل هذا تعمل أن الخفيفة ، ولو رفعته على أمر قد استقرّ عندك ، وعرفته ، كأنّك جرّبته ، فكان لا يكرمك ، فقلت : «خشيت أن لا تكرمني» أي : خشيت أنّك لا تكرمني جاز.

__________________

(١). أي (إِلَّا).

(٢). في معاني القرآن في آية آل عمران ١ : ٢١٣ ، والمشكل ١ : ٩٥ بلا نسبة ، وفي البحر ٢ : ٤٥٢ إلى ابن أبي عبلة ، وفي الطّبري ١ : ٣٨٧ لم ينسب قراءة. وفي آية مريم في البحر ٦ : ١٧٦ إلى ابن أبي عبلة وزيد بن علي ، وفي معاني القرآن ٢ : ١٦٢ لم ينسب قراءة.

(٣). النصب في آية آل عمران ، في معاني القرآن ١ : ٢١٣ ، والطّبري ٦ : ٣٨٧ ، والمشكل ٩٥ بلا نسبة. والنصب في آية مريم في البحر ٦ : ١٧٦ إلى الجمهور ، وفي معاني القرآن ٢ : ١٦٢ بلا نسبة ، ولا إشارة ما إلى أنه قراءة.

٢٠٣

وزعم (١) يونس (٢) ، أنّ ناسا من العرب يفتحون اللام التي في مكان «كي» (٣) ، وأنشدوا هذا البيت ، فزعم أنّه سمعه مفتوحا [من الوافر وهو الشاهد الحادي بعد المائة] :

يؤامرني ربيعة كلّ يوم

لأهلكه وأقتني الدّجاجا (٤)

وزعم خلف (٥) ، أنّها لغة لبني العنبر ، وأنه سمع رجلا ينشد هذا البيت منهم مفتوحا [من الطويل وهو الشاهد الثاني بعد المائة] :

فقلت لكلبيّي قضاعة إنّما

تخبّر تخبرتماني أهل فلج لأمنعا (٦)

يريد «من أهل فلج». وقد سمعت أنا ذلك من العرب ، وذلك أنّ أصل اللام الفتح ، وإنما كسرت في الإضافة ليفرّق بينها وبين لام الابتداء. وزعم أبو عبيدة (٧) أنّه سمع لام «لعلّ» مفتوحة في لغة من يجرّ بها ما بعدها في قول الشاعر (٨) [من الوافر وهو الشاهد الثالث بعد المائة] :

لعلّ الله يمكنني عليها

جهارا من زهير أو أسيد (٩)

__________________

(١). في خزانة الأدب ٤ : ٣٧٦ نقل هذا النص للاخفش من المسائل البصرية لأبي علي الفارسي ، حتى نهاية البيت «لعلّ الله» مع تقديم وتأخير فيه.

(٢). يونس بن حبيب البصري ، وقد مرت ترجمته فيما سبق.

(٣). انما تكلم على لام كي ، إشارة إلى قوله تعالى في الآية [٧٩](لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً).

(٤). في شرح الأبيات للفارقي ٥١ ب «تواعدني» و «لا هلكها» ، وفي الخزانة ٤ : ٣٧٦ كذلك وبلا عزو فيهما ، ونص الفارقي هو أنه نقل نص أبي علي في المسائل البصرية ، وكذلك نص البغدادي في الخزانة ، وكان نص أبي علي عند الفارقي «وأحفظ من كتاب أبي الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش.» وعند البغدادي : قال أبو الحسن الأخفش.».

(٥). هو أبو محرز خلف بن حيان النحوي المتوفّى في حدود ثمانين ومائة. انظر ترجمته في مراتب النحويين ٤٦ ، وطبقات النحويين ١٦١ ، ونزهة الألبّاء وإنباه الرواة ١ : ٣٤٨ ، وبغية الوعاة ٢٤٢.

(٦). لم تفد المراجع والمصادر شيئا في القائل والقول.

(٧). هو ابو عبيدة معمر بن المثنى التيمي. انظر ترجمته في اخبار النحويين البصريين ٥٢ ومراتب النحويين ٤٤ وطبقات النحويين ١٧٥ ونزهة الألباء ٦٨ وإنباه الرواة ١ : ٢٧٦ وبغية الوعاة ٢٩٥.

(٨). في الخزانة ٤ : ٣٧٥ ، أنّه خالد بن جعفر بن كلاب العبسي. الأغاني ١٠ : ١٢.

(٩). البيت في شرح الأبيات للفارقي ٥١ أما في الخزانة ٤ : ٣٧٥ في العنوان فموافق في اللفظ لما رواه الأخفش ، ولكن ورد في ص ٣٧٧ ب «يقدرني» وفي الأغاني ١٠ : ١٢ ب «يقردني».

٢٠٤

يريد «لعلّ عبد الله» فهذه اللام مكسورة لأنها إضافة. وقد زعم انه قد سمعها مفتوحة فهي مثل لام «كي». وقد سمعنا من العرب من يرفع بعد «كيما» وأنشد (١) [من الطويل وهو الشاهد الرابع بعد المائة] :

إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما

يرجّى الفتى (٢) كيما يضرّ وينفع

فهذا جعل «ما» اسما وجعل «يضرّ» و «ينفع» من صلته جعله اسما للفعل وأوقع «كي» عليه وجعل «كي» بمنزلة اللام. وقوله تعالى (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ) (٣) وقوله (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٥٤) (٤) فيشبه أن تكون الفاء زائدة كزيادة «ما» ويكون الذي بعد الفاء بدلا من «أن» التي قبلها. وأجوده أن تكسر «إن» وأن تجعل الفاء جواب المجازاة. وزعموا أنه يقولون «أخوك فوجد» ، «بل أخوك فجهد» ، يريدون «أخوك وجد» و «بل أخوك جهد» فيزيدون الفاء. وقد فسّر الحسن (٥) (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها) [الزمر : ٧٣] على حذف الواو. وقال : «معناها : قال لهم خزنتها» ، فالواو في هذا زائدة. قال الشاعر (٦) [من الكامل وهو الشاهد الخامس بعد المائة] :

فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن

إلّا كلمّة حالم بخيال (٧)

__________________

(١). هو عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وقيل النابغة الذبياني ، وقيل الجعدي ، وقيل عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ، وقيل قيس بن الخطيم ، وقيل عبد الملك بن عبد الله «ديوان عبد الله بن معاوية ٥٩ ، وخزانة الأدب ٣ : ٥٩١ ، والمقاصد النحوية ٣ : ٣٤٥ و ٤ : ٣٧٩ ، وشرح شواهد ابن الناظم ٢١٦ ، وشرح شواهد المغني ١٧٣ ، والدرر اللوامع ٢ : ٤ ، وهو في المراجع كلها مترجح بين نصب الفعلين ورفعهما وبين لفظ «يرجى» و «يراد».

(٢). في الأصل : يرجى الفتي.

(٣). التوبة ٩ : ٦٣. القراءة المشهورة : (فَإِنْ).

(٤). الأنعام ٦ : ٥٤ : القراءة المشهورة : (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ) و (فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

(٥). هو الحسن البصري ، أحد كبار التابعين.

(٦). هو تميم بن أبيّ بن مقبل. ديوانه ٢٥٩ ، واللسان «لمم» ، والخزانة ٤ : ٤٢٠.

(٧). وهو في الديوان ب «كحلمة» ، وفي اللسان بكسر لام «لمة» ، وانظر الصحاح «لمم».

٢٠٥

وقال (١) [من الكامل وهو الشاهد السادس بعد المائة] :

فإذا ، وذلك ليس إلّا حينه

وإذا مضى شيء كأن لم يفعل (٢)

كأنه زاد الواو وجعل خبره مضمرا ، ونحو هذا مما خبره مضمر كثير.

وقوله تعالى : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ) [الآية ٨٣].

وقوله : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) [الآية ٨٤] فرفع هذا ، لأنّ كلّ ما كان من الفعل على «يفعل هو» و «تفعل أنت» و «أفعل أنا» و «نفعل نحن» ، فهو أبدا مرفوع ، لا تعمل فيه إلا الحروف التي ذكرت لك ، من حروف النصب أو حروف الجزم والأمر والنهي والمجازاة. وليس شيء من ذلك هاهنا ، وإنّما رفع لموقعه في موضع الأسماء. ومعنى هذا الكلام حكاية ، كأنه قال : «استحلفناهم لا يعبدون» أي : قلنا لهم : «والله لا تعبدون» ، وذلك أنها تقرأ (يعبدون) (٣) و (تَعْبُدُونَ) (٤). وقال تعالى : (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ) (٧) [الصافات](لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ) [الصافات : ٨]. فإن شئت جعلت (لا يسّمّعون) مبتدأ ، وان شئت قلت : هو في معنى «أن لا يسّمّعوا» فلمّا حذفت «أن» ارتفع ، كما تقول : «أتيتك تعطيني وتحسن إليّ وتنظر في حاجتي» ومثله «مره يعطيني» إن شئت جعلته على «فهو يعطيني» ، وإن شئت على «أن يعطيني». فلما ألقيت «أن» ارتفع. قال الشاعر (٥) [من الطويل وهو الشاهد السابع بعد المائة] :

__________________

(١). هو أبو كبير الهذلي. ديوان الهذليين ٢ : ١٠٠ ، والصناعتين ٤٤٣ والخزانة ٤ : ٤٢٠. وهو كثير في إعراب القرآن للزجّاج ٣ : ٨٨٩ ، وجاء في الأصل «وقوله».

(٢). في الخزانة ورد مرتين في إحداهما ب «ذكره» و «لم أفعل» ، وفي التمام ٢٤٨ بفتح ياء «يفعل» ، وفي الصناعتين ومجالس ثعلب ١٢٦ ب «ذكره».

(٣). في المصاحف ٥٧ إلى الأعمش وفي السبعة ١٦٢ إلى ابن كثير وحمزة والكسائي ، وكذلك في التيسير ٧٤ والجامع ٢ : ١٣ والبحر ١ : ٢٨٢ ، وفي الطّبري ٢ : ٢٨٨ بلا نسبة ، وفي معاني القرآن ١ : ٥٤ بلا نسبتها ، قراءة.

(٤). في السبعة ١٦٢ إلى أبي عمرو ونافع وعاصم وابن عامر ، وفي التيسير ٧٤ إلى غير ابن كثير أو حمزة والكسائي ، وفي الجامع ٢ : ١٣ بالجزم إلى أبيّ وابن مسعود ، وفي البحر ١ : ٢٨٢ مثل التيسير.

(٥). هو طرفة بن العبد البكري.

٢٠٦

ألا أيّهذا (١) الزّاجري أحضر الوغى (٢)

وأن أتبع اللّذّات هل أنت مخلدي (٣)

ف «أحضر» في معنى «أن أحضر».

وقوله تعالى : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) [الآية ٨٣] فجعله أمرا ، كأنّه يقول : وإحسانا بالوالدين» أي : «أحسنوا إحسانا».

وقال تعالى (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) [الآية ٨٣] فهو على احد وجهين : إمّا أن يكون يراد ب «الحسن» «الحسن» ، وكما تقول : «البخل» و «البخل» (٤) ، وإمّا أن يكون جعل «الحسن» هو «الحسن» في التشبيه كما تقول : «إنّما أنت أمل وشرب». قال الشاعر (٥) [من الوافر وهو الشاهد الثامن بعد المائة] :

وخيل قد دلفت لها بخيل

تحيّة بينهم ضرب وجيع

«دلفت» : «قصدت» فجعل التحية ضربا. وهذه الكلمة في الكلام ليست بكثير وقد جاءت في القرآن. وقد قرأها بعضهم (حسنا) (٦) يريد «قولوا لهم حسنا» وقرأ بعضهم (قولوا للنّاس حسنى) (٧) يؤنثها ولم ينوّنها ، وهذا لا يكاد يكون ، لأنّ «الحسنى» لا يتكلّم بها إلّا بالألف واللّام ، كما لا يتكلّم بتذكيرها إلّا بالألف واللّام فلو قلت : «جاءني أحسن وأطول» لم يحسن حتّى تقول : «جاءني الأحسن والأطول» فكذلك هذا ، يقول : «جاءتني الحسنى

__________________

(١). في الأصل : أيها ذا.

(٢). في الأصل : الوغا.

(٣). هو أحد أبيات معلقته ، وهو في الكتاب وتحصيل عين الذهب ١ : ٤٥٢ ب «أن أشهد» ، وفي معاني القرآن ٣ : ٢٦٥ ب «الزاجري وأن أشهد ، وفي الديوان ٣١ بلفظ رواية الأخفش.

(٤). نقل هذا الرأي بعبارته عنه ، في إعراب القرآن ١ : ٦٠ ، والمحتسب ٢ : ٣٦٣ ، والجامع ٢ : ١٦.

(٥). هو عمرو بن معديكرب الزبيدي. ديوانه ١٣٠ ، وتحصيل عين الذهب ١ : ٣٦٥ ، والكتاب وتحصيل عين الذهب ١ : ٤٢٩ ، ونوادر أبي زيد ١٤٩ ، وفي الخزانة ٤ : ٥٣ إليه ، وبعجز ثان إلى عنترة ، وبعجز ثالث إلى الخنساء ، وبعجز رابع إلى الأعرابي.

(٦). في الطّبري ٢ : ٢٩٤ إلى عامة قراء الكوفة غير عاصم ، وفي السبعة ١٦٢ إلى حمزة والكسائي ، وفي الكشف ١ : ٢٥٠ ، والتيسير ٧٤ والجامع ١ : ١٦ ؛ وزاد في البحر ١ : ٢٨٤ ويعقوب ، وفي حجة ابن خالويه ٦٠ بلا نسبة.

(٧). في الطّبري ٢ : ٢٩٤ إلى بعض القرّاء ، وفي الشواذ بالإمالة للأخفش عن بعضهم ٧ ، وفي البحر ١ : ٢٨٥ إلى أبيّ وطلحة بن مصرف. وقد نقلت هذه القراءة والآراء ، في إعراب القرآن ١ : ٦٠ والمحتسب ٢ : ٣٦٣ والجامع ٢ : ١٦.

٢٠٧

والطّولى». إلّا أنهم قد جعلوا أشياء من هذا أسماء نحو «دنيا» و «أولى». قال الراجز (١) [وهو الشاهد التاسع بعد المائة] :

في سعي دنيا طالما قد مدّت (٢)

ويقولون : «هي خيرة النساء» [«هنّ خيرات النّساء»] (٣) لا يكادون يفردونه ، وإفراده جائز. وفي كتاب الله عزوجل (فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ) (٧٠) [الرحمن] وذلك أنّه لم يرد «أفعل» ، وإنما أراد تأنيث الخير ، لأنّه لما وصف فقال : «فلان خير» ، أشبه الصفات ، فأدخل الهاء للمؤنث (٤).

وقرأ : (تظّاهرون عليهم بالإثم والعدوان) [الآية ٨٥] فجعلها من «تتظاهرون» ، وأدغم التاء في الظاء وبها يقرأ من ذكر في الحاشية (٥). والقراءة المشهورة التي بها نقرأ هي : (تَظاهَرُونَ) (٦) مخففة ، بحذف التاء الاخرة ، لأنّه زائدة ، لغير معنى. وقرئ (وإن يأتوكم أسرى) [الآية ٨٥] (٧) وقرئت (أَسْرى) (٨). وذلك لان

__________________

(١). هو العجاج. ديوانه ٢٦٧ ، والخزانة ٣ : ٥٠٨ و ٥٠٩ ، والتمام ١٧٣ ، والمخصّص ١٥ : ١٩٣.

(٢). في الديوان ب «هن» بدل في ، وكذلك في الخزانة في الموضعين ، وفي التمام والمخصص ، وفي الديوان بضم الميم في (مدت).

(٣). زيادة يقتضيها السياق.

(٤). نقل في الصحاح واللسان «خير» عنه هذا الرأي بعبارة مغايرة.

(٥). رسمت في المصحف بفتح للتّاء وتخفيف الظاء. أما تضعيف الظاء فقراءة في السبعة ١٦٣ إلى ابن كثير ونافع وأبي عمرو وابن عامر ، وفي الكشف ١ : ٢٥٠ والتيسير ٧٤ إلى غير الكوفيين ، وفي البحر ١ : ٢٩١ إلى غير عاصم وحمزة والكسائي من السبعة ، وفي الجامع ٢ : ٢٠ إلى أهل المدينة وأهل مكّة ، وفي الطّبري ٢ : ٣٠٨ ، وحجّة ابن خالويه ٦٠ بلا نسبة.

(٦). في السبعة ١٦٣ إلى أبي عمرو وحمزة والكسائي ، وفي البحر ١ : ٢٩١ إلى أبي حياة. أمّا فتح التاء وتخفيف الظاء ففي الكشف ١ : ٢٥٠ إلى الكوفيين ، وكذلك في الجامع ٢ : ٢٠ ، وعليها رسم المصحف كما أشرنا. وفي الأصل تظاهرون بضم التاء وتخفيف الظاء وكسر الهاء ، ولا ينسجم رسمها مع ما بعدها من كلام.

(٧). رسم المصحف على القراءة الثانية بألف بعد السين. أمّا هذه القراءة فهي في السبعة ١٦٣ ، والكشف ١ : ٢٥١ ، والتيسير ٢٧٤ : ٢١ ، والبحر ١ : ٢٩١ ، إلى حمزة ؛ وفي الطّبري ٢ : ٣١١ ، وحجّة ابن خالويه ٦١ بلا نسبة.

(٨). في السبعة ١٦٣ إلى أبي عمرو وابن عامر ونافع وعاصم والكسائي ، وفي الكشف ١ : ٢٥١ والتيسير ٧٤ إلى غير حمزة ، وفي القرطبي ٢ : ٢١ إلى الجماعة ، وفي البحر ١ : ٢٩١ إلى الجمهور ، وفي الطّبري ٢ : ٣١١ وحجة ابن خالويه ٦١ بلا نسبة.

٢٠٨

«أسير» «فعيل» وهو يشبه «مريض» لأنّ به عيبا كما بالمريض ، وهذا «فعيل» مثله. وقد قالوا في جماعة «المريض» : «مرضى» وقالوا «أسارى» ، فجعلوها مثل «سكارى» و «كسالى» ، لأنّ جمع «فعلان» الذي به علّة قد يشارك جمع «فعيل» وجمع «فعل» نحو : «حبط» و «حبطى» و «حباطى» (١) و «حبج» و «حبجى» و «حباجى» (٢). وقد قالوا (أَسْرى) كما قالوا (سُكارى) (٣).

وقرأ بعضهم (تفدوهم) [الآية ٨٥] (٤) من «تفدي» وبعضهم (تُفادُوهُمْ) (٥) من «فادى يفادي» وبها نقرأ ، وكلّ ذلك صواب.

وقال تعالى (فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ) [الآية ٨٥] ، وقال (ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) [المؤمنون : ٢٤ و ٣٣] و (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ) [القمر : ٥٠] رفع ، لأن كل ما تحسن فيه الباء من خبر «ما» ، فهو رفع ؛ لأن «ما» لا تشبّه في ذلك الموضع بالفعل ، وإنّما تشبّه بالفعل ، في الموضع الذي تحسن فيه الباء ، لأنها حينئذ تكون في معنى «ليس» ، لا يشركها معه شيء.

وذلك قول الله عزوجل (ما هذا بَشَراً) [يوسف : ٣١]. وتميم ترفعه ، لأنّه ليس من لغتهم أن يشبهوا «ما» بالفعل.

وأما قوله تعالى (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) [الآية ٨٣] ثم قال (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) [الآية ٨٣] ثم قال (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ) [الآية ٨٣] فلأنه جلّ جلاله خاطبهم من بعد ما حدّث عنهم ، وذا في الكلام والشعر كثير.

__________________

(١). في الأصل بكسر الفاء.

(٢). في الأصل بكسر الفاء.

(٣). في الأصل بضم الفاء في كلتيهما ، ولا مفاد لذلك الا التكرار ، وقد أشار إلى هذا مكي في المشكل ١ : ١٠٣ على انه وجه أجازه أبو إسحاق ومنعه أبو حاتم ، وفي الإملاء ١ : ٤٩ انها قراءة ، وبلا نسبة وكذلك في الجامع ٢ : ٢١. وعدّ أبو إسحاق القراءتين بالألف بضم الهمزة وفتحها على أنّهما جمع الجمع «لأسرى» اللسان «أسر».

(٤). رسم المصحف على القراءة الثانية بعد الفاء. أما هذه ، ففي المصاحف ٥٧ ، ما يوحي أنها إلى الأعمش ، وفي السبعة ١٦٣ إلى ابن كثير وأبي عمرو وحمزة ، وفي الكشف ٢ : ٢٥١ إلى غير نافع وعاصم والكسائي ، وكذلك في التيسير ٧٤ والبحر ١ : ٢٩١ ، وفي الجامع ٢ : ٢١ أبدل بعاصم حمزة ، وفي الطّبري ٢ : ٣١١ وحجّة ابن خالويه ٦١ بلا نسبة.

(٥). في السبعة ١٦٣ والكشف ١ : ٢٥١ والتيسير ٧٤ والبحر ١ : ٢٩١ إلى نافع وعاصم والكسائي ، وفي الجامع ٢ : ٢١ أبدل بعاصم حمزة ، وفي الطّبري ٢ : ٣١١ وحجّة ابن خالويه ٦١ بلا نسبة.

٢٠٩

قال الشاعر (١) [من الطويل وهو الشاهد العاشر بعد المائة] :

أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة

لدينا ولا مقليّة إن تقلّت (٢)

وإنّما يريدون «تقلّيت». وقال عنترة [من الكامل وهو الشاهد الحادي عشر بعد المائة] :

شطّت مزار العاشقين فأصبحت

عسرا عليّ طلابك ابنة مخرم (٣)

إنّما أراد «فأصبحت ابنة مخرم عسرا عليّ طلابها». وجاز أن يجعل الكلام ، كأنه خاطبها ، لأنّه حين قال : «شطّت مزار العاشقين» ، كأنه قال : «شططت مزار العاشقين» لأنه إيّاها يريد بهذا الكلام. ومثله ممّا يخرج من أوله قوله (٤) [من الرجز وهو الشاهد الثاني عشر بعد المائة] :

إنّ تميما خلقت ملموما فأراد القبيلة بقوله : «خلقت» ، ثمّ قال «ملموما» على الحي أو الرجل ، ولذلك قال :

مثل الصّفا لا تشتكي الكلوما

ثم قال : قوما (٥) ترى واحدهم صهميما فجاء بالجماعة ، لأنّه أراد القبيلة أو الحيّ ؛ ثم قال : لا راحم (٦) النّاس ولا مرحوما وقال الشاعر (٧) [من الطويل وهو الشاهد الثالث عشر بعد المائة] :

أقول له (٨) والرّمح يأطر متنه

تأمّل خفافا إنّني أنا ذلك

و «تبيّن خفافا» ، يريد «أنا هو». وفي

__________________

(١). هو كثير عزّة.

(٢). ديوانه ١٠١. اللسان «قلا» وقيل هو جميل بن معمر «معاني القرآن ١ : ٤٤١».

(٣). ديوانه ١٩٠ وهو من أبيات معلقته ، وانظر مجاز القرآن ١ : ٢٥٢ و ٢٧٣.

(٤). هو المخيّس بن أرطاة الأعرجي ، مجاز القرآن ٢ : ٧١ ، والجمهرة ٢ : ٣٧٣ باب ما جاء على «فعيل» ، والصحاح «صهم» ، واللسان «صهم» ، وقيل بل هو رؤبة بن العجاج. ديوانه ١٨٥ ، واللسان «صهم».

(٥). في المخصص ٣ : ٥٧ ب «قوم».

(٦). في الأصل «زاحم» بالزّاي ، وفي المخصّص كالسابق ب «يرحم» بدل «راحم.

(٧). هو خفاف بن ندبة السّلميّ. ديوانه ٦٤ ، ومجاز القرآن ١ : ٢٩ ، والدرر ١ : ٥١.

(٨). في الدرر ب «وقلت له» وكذلك في الخزانة.

٢١٠

كتاب الله عزوجل (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) [يونس : ٢٢] فأخبر بلفظ الغائب وقد كان في المخاطبة ، لأنّ ذلك يدلّ على المعنى. وقال الأسود (١) [من البسيط وهو الشاهد الرابع عشر بعد المائة] :

وجفنة كإزاء الحوض مترعة

ترى جوانبها بالشّحم مفتونا

فيكون على أنه حمله على المعنى ، أي : ترى كلّ جانب منها ، أو جعل صفة الجميع واحدا كنحو ما جاء في الكلام. وقوله «يأطر متنه». يثني متنه.

وكذلك (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢) [الفاتحة] ثم قال تعالى (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) [الفاتحة : ٥] لأنّ الذي أخبر عنه هو الذي خاطب. قال رؤبة (٢) [من الرجز وهو الشاهد الخامس عشر بعد المائة] :

الحمد لله الأعزّ الأجلل

أنت مليك الناس ربّا فاقبل (٣)

وقال زهير (٤) [من الوافر وهو الشاهد السادس عشر بعد المائة] :

فإنّي لو ألاقيك اجتهدنا

وكان لكلّ منكرة كفاء (٥)

فأبرئ موضحات الرّأس منه

وقد يشفي من الجرب الهناء (٦)

وقال الله تبارك وتعالى (ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) (١٤)

__________________

(١). ليس البيت في ديوان الأسود بن يعفر ، ولا فيما ذكر في الأغاني من شعر للأساود كلهم. ولا أفادت المراجع والمصادر شيئا عن القائل والقول.

(٢). هو رؤبة بن العجاج الرجاز بن الرجاز المعروف توفي سنة ١٤٥ أو ١٤٧ ه‍ ، ترجمته في الأغاني ٢١ : ٨٤ ، والشعر والشعراء ٢ : ٥٩٤ وطبقات الشعراء ٢ : ٧٦١.

(٣). ليس في ديوان رؤبة ، وإنما يوجد في الطرائف الأدبية ٥٧ ، مطلع أرجوزة لأبي النجم العجلي ، أوّلها :

الحمد لله الوهوب المجزل

أعطى فلم يبخل ولم يبخل

والمصراع الأوّل معزوّ إلى أبي النجم منفردا ، أو مع هذا المصراع ، أو مع آخر هو : الواسع الفضل الوهوب المجزل ، والكتاب وتحصيل عين الذهب ٢ : ٣٠٢.

(٤). هو زهير بن أبي سلمى أحد شعراء المعلّقات ، الأغاني ٢ : ١٤٧ و ٩ : ١٤٦ ، والشعر والشعراء ١٣٧ ، وطبقات الشعراء ٦٣ ، وخزانة الأدب ١ : ٣٧٥.

(٥). في الديوان ٨١ ب «لو لقيتك واتجهنا» و «لكان».

(٦). في الديوان ٨١ فأبرئ ، وفي طبعة التوفيق الادبية لشرح الأعلم ص ٧٦ ب «لو لقيتك فاجتمعنا وكان لكلّ مندية فابرئ» والمندية الداهية التي تندي صاحبها عرقا لشدتها.

٢١١

[الذاريات] فذكّر بعد التأنيث كأنه أراد : هذا الأمر الذي كنتم به تستعجلون. ومثله (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ) [الأنعام : ٧٨] فيكون هذا على : الذي أرى ربّي أي : هذا الشيء ربّي (١) ، وهذا يشبه قول بعض المفسّرين ، في قوله تعالى (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ) [الآية ١٨٧] قال : إنّما دخلت «إلى» لأن معنى «الرّفث» و «الإفضاء» واحد ، فكأنه قال : الإفضاء إلى نسائكم» ، وإنّما يقال : «رفث بامرأته» ولا يقال : «إلى امرأته» وذا عندي كنحو ما يجوز من «الباء» في مكان «إلى» في قوله تعالى : (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) [يوسف : ١٠٠] وإنّما هو «أحسن اليّ» فحذف «إلى» ووضع «الباء» مكانها (٢) وفي مكان «على» في قوله تعالى (فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍ) [آل عمران : ١٥٣] إنّما هو «غمّا على غمّ» وقوله تعالى (وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ) (٣) أي : «على قنطار» كما تقول : «مررت به» و «مررت عليه» كما قال الشاعر (٤) ـ وأخبرني من أثق به أنه سمعه من العرب [من الوافر وهو الشاهد الرابع والعشرون] :

إذا رضيت عليّ بنو قشير

لعمر الله أعجبني رضاها (٥)

يريد «عنّي». وذا نحو (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) [الآية ١٤] لأنك تقول : «خلوت إليه وصنعنا كذا وكذا» و «خلوت به». وإن شئت جعلتها في معنى قوله تعالى (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) [آل عمران : ٥٢ والصف : ١٤] أي : «مع الله» ، وكما قال (وَنَصَرْناهُ مِنَ الْقَوْمِ) [الأنبياء : ٧٧] أي : «على القوم» (٦).

__________________

(١). في الجامع ٧ : ٢٧ و ٢٨ نقل هذا الرأي منسوبا مع تغيير في اللفظ وإشراك في النسبة إلى الكسائي ، وفي إعراب القرآن ١ : ٣٢٢ كذلك ، وفي البحر ٤ : ١٦٧ كذلك ، مع عدم إشراك الكسائي.

(٢). ولم تذكر كتب النحو في معاني حروف المباني ، الّا فيام الباء مقام إلى في قوله تعالى (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ) [يوسف : ١٠٠] المغني حرف الباء المغني الثالث عشر. وفي الأصل «إلى مكان الباء» ؛ وقد صححت العبارة فنسقت على العبارة التي بعدها. انظر الخبر الداني ١٠١.

(٣). آل عمران ٣ : ٧٥ في الأصل «بدينار» في الموضعين ، وهو اللفظ الذي عليه الجملة الثانية في الآية الكريمة.

(٤). هو القحيف العامري. مجاز القرآن ٢ : ٨٤ ، والكامل ٢ : ٥٣٨ ٣ : ٨٢٤ ، وأدب الكاتب ٣٦٥.

(٥). في الأصل لعمرو بالواو وفي المجاز «لعمر أبيك».

(٦). سبق للاخفش في الكلام على هذه الآية ، أن أورد هذه الأمثلة نفسها ، وهذه الشواهد تقريبا.

٢١٢

وقال (ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ) [الآية ٨٥] وفي موضع آخر (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) [النساء : ١٠٩] كبعض ما ذكرنا ، وهو كثير في كلام العرب ، وردّد التنبيه توكيدا. وتقول : «ها أنا هذا» و «ها أنت هذا فتجعل «هذا» للذي يخاطب ، وتقول : «هذا أنت». وقد جاء أشدّ من ذا ، قال الله عزوجل (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ) [القصص : ٧٦] والعصبة هي تنوء بالمفاتيح. قال (١) [وهو الشاهد السابع عشر بعد المائة من مجزوء الوافر] :

تنوء بها فتثقلها

عجيزتها.

يريد : «تنوء بعجيزتها ، أي : لا تقوم إلّا جهدا بعد جهد» قال الشاعر (٢) [من البسيط وهو الشاهد الثامن عشر بعد المائة] :

مثل القنافذ هدّاجون قد بلغت

نجران أو بلغت سوآتهم هجر (٣)

وهو يريد أن السنوات بلغت هجرا ، و «هجر» رفع لأنّ القصيدة مرفوعة ومثل ذا قول الشاعر (٤) [من الطويل وهو الشاهد التاسع عشر بعد المائة] :

وتلحق خيل لا هوادة بينها

وتشقى الرّماح بالضّياطرة الحمر (٥)

والضياطرة ، هم يشقون بالرماح.

و «الضياطرة» هم العظام وواحدهم «ضيطار» مثل «بيطار» ومثل قول الشاعر (٦) [من الطويل وهو الشاهد العشرون بعد المائة] :

لقد خفت حتّى ما تزيد مخافتي

على وعل بذي الفقارة عاقل (٧)

__________________

(١). في الأصل رسم القول ، بحيث يشير ضمنا إلى أنه شعر ولم تفد المراجع والمصادر شيئا فيه ، إنما ورد في مجاز القرآن ٢ : ١١٠ ، بحيث لا يميّزه من النثر مائز مّا ، وسيعود الأخفش إلى الاستشهاد بهذا النص فيما بعد.

(٢). هو الأخطل غياث بن غوث التغلبي. ديوانه ١١٠ ، ومجاز القرآن ٢ : ٣٩ ، والكامل ١ : ٣٢٢.

(٣). في الديوان ب «على العيارات» بدل «مثل القنافذ» و «حدثت» بدل «بلغت» ، وفي الكامل «نجران» ، والمغني ٢ : ٦٩٩ كذلك.

(٤). هو خداش بن زهير. الكامل ٢ : ٤٠٦ ، والصحاح «ضطر» واللسان «ضطر».

(٥). البيت فيما سبق من المظان ، وفي مجاز القرآن ٢ : ١١٠ ، والصاحبي ٢٠٣ ، والمقاييس ٢ : ١٠٢ ، والمخصص ٢ : ٧٧ ، وأضداد اللغوي ٧٢٢ ب «تركيب» بدل تلحق ، واللسان ب «نركب خيلا» وفي مجاز القرآن ب «تركب».

(٦). هو النابغة الذبياني. ديوانه ٦٨ ، ومجاز القرآن ١ : ٦٥ و ١٣٩.

(٧). في الأصل عافل بالفاء الموحدة ، وفي الديوان ب «وقد» و «ذي المطارة عاقل» والبيت في مجاز القرآن ١ : ٦٥ ـ

٢١٣

يريد : حتّى ما تزيد مخافة وعل على مخافتي.

وقال تعالى (فَقَلِيلاً ما يُؤْمِنُونَ) (٨٩) وتفسيره : «فقليلا يؤمنون» و «ما» زائدة كما قال تجلى شأنه : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ) [آل عمران : ١٥٩] يقول : «فبرحمة من الله» وقال (إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ) (٢٣) [الذاريات] أي : لحقّ مثل أنّكم تنطقون ، وزيادة «ما» في القرآن والكلام ، نحو ذا كثير.

قال (١) [من المنسرح وهو الشاهد الحادي والعشرون بعد المائة] :

لو بأبانين جاء يخطبها

خضّب ما أنف خاطب بدم (٢)

أي : خضّب بدم أنف خاطب.

وقال تعالى (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) [الآية ٨٩] فان قيل فأين جواب (وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ) [الآية ٨٩] قلت : «جوابه في القرآن كثير» ، واستغني عنه في هذا الموضع إذ عرف معناه (٣). كذلك جميع الكلام إذا طال تجيء فيه أشياء ليس لها أجوبة في ذلك الموضع ويكون المعنى مستغنى به ، نحو قول الله عزوجل (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً) [الرعد : ٣١] فيذكرون ان تفسيره : «لو سيّرت الجبال بقرآن غير هذا لكان هذا القرآن ستسيّر به الجبال» فاستغني عن اللّفظ بالجواب ، إذ عرف المعنى. وقال تعالى (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) [آل عمران : ١٨٨] ، ولم يجئ ل «تحسبنّ» الأول بجواب ، وترك للاستغناء بما في القرآن

__________________

ـ و ١٣٩ ب «وقد» و «القفارة عاقل» ، ومعاني القرآن ١ : ٩٩ ب «ذي المطارة عاقل» ، وفي ٣ : ٢٧٢ ب «في المكاره عاقل» ، وفي معجم البلدان» «مطارة» ب «وقد» و «من ذي مطارة عاقل».

(١). هو المهلهل بن ربيعة التغلبي ، الكامل ٣ : ٨١٦ ، والجمهرة ٣ : ٢١١ ، والاشتقاق ٧٧ ، واللسان «ابن» ، المغني ١ : ٣١٢ ، وشرح شواهد المغني ٢٤٧ ، ومعجم البلدان «أبانان».

(٢). في اللسان ب «رمل» ، وفي المغني وشرح شواهده ب «زمل» ، وفي سائر المراجع الأخرى ب «ضرج» بدل «خضب» ، وأعاد ذكره بين الأبيات في شرح شواهد المغني ، ب «ضرج» أيضا».

(٣). نقل عنه هذا في إعراب القرآن ١ : ٦٣ ، والجامع ٢ : ٢٧ ، والبحر ١ : ٣٠٣.

٢١٤

من الأجوبة. وقال تعالى (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ) [آل عمران : ١٨٠] معناه «لا يحسبنّه خيرا لهم» وحذف ذلك الكلام ، وكان فيما بقي دليل على المعنى. ومثله (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (٤٥) [يس] ثمّ قال تعالى (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ) [يس : ٤٦] من قبل أن يجيء بقوله «فعلوا كذا وكذا» لأنّ ذلك في القرآن كثير ، استغني به. وكان في قوله جل شأنه (وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) (١) دليل على أنّهم أعرضوا فاستغني بهذا وكذلك جميع ما جاز فيه نحو هذا. وقال تعالى : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً) (٧) [الإسراء] ولعلّ معنى قوله تعالى (وَلِيُتَبِّرُوا) على معنى : «خلّيناهم وإيّاكم لم نمنعكم منهم بذنوبكم». وقال (لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) ، ولم يذكر أنّه خلّاهم وإيّاهم على وجه الترك في حال الابتلاء بما أسلفوا ثمّ لم يمنعهم من أعدائهم أن يسلّطوا عليهم بظلمهم. وقال (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ) [الأنعام : ٩٣] فليس لهذا جواب. وقال تعالى (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ) [البقرة : ١٦٥] فجواب هذا إنّما هو في المعنى ، وهذا كثير (٢). وسنفسّر كل ما مررنا به إن شاء الله. وزعموا أنّ هذا البيت ليس له جواب [من الطويل وهو الشاهد الثاني والعشرون بعد المائة] :

ودويّة قفر تمشّى نعامها

كمشي النّصارى في خفاف الأرندج (٣)

يريد «وربّ دويّة» ثمّ لم يأت له بجواب. وقال (٤) [من البسيط وهو

__________________

(١). يس ٣٦ : ٤٦ ، والأنعام ٦ : ٤ أيضا.

(٢). نقل عنه هذا الرأي في إعراب القرآن ١ : ٨٦ و ٨٧ ، والجامع ٢ : ٢٠٥ ، والبحر ١ : ٤٧٢.

(٣). في الأصل : يمشي. البيت للشمّاخ بن ضرار الذبياني ، وهو في ديوانه ٨٣ ب «داوية» و «تمشّى نعاجها» و «اليرندج» ، وفي الكتاب ١ : ٤٥٤ ب «تمشّي» ، ورواه الأصمعي في شرح ديوان العجاج ٣٥٣ ب «تمشّي نعاجها» و «اليرندج» وفي المقاييس ٢ : ٢٦٢ ب «اليرندج» وبلا عزو. وفي الصحاح «دوى» كما في رواية الأخفش بلا عزو. وفي اللسان «ردج» معزوا ب «اليرندج» وفي «دوا» معزوا أيضا برواية الأخفش.

(٤). هو عبد مناف بن ربيع الهذلي. ديوان الهذليين ٢ : ٤٢ ، ومجاز القرآن ١ : ٣٧ و ٣٣١ ، و ٢ : ١٩٢ والصحاح ، ـ

٢١٥

الشاهد الثالث والعشرون بعد المائة] :

حتّى إذا أسلكوه في قتائدة

شلّا كما تطرد الجمّالة الشّردا

فهذا ليس له جواب إلّا في المعنى.

وزعم بعضهم أنّ هذا البيت [من الكامل وهو الشاهد الخامس بعد المائة] :

فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن

إلّا كلمّة حالم بخيال

قالوا : الواو فيه ليست بزائدة ولكن الخبر مضمر.

وقال تعالى (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِما أَنْزَلَ اللهُ بَغْياً أَنْ يُنَزِّلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) [الآية ٩٠] ف «ما» وحدها اسم ، و (أَنْ يَكْفُرُوا) تفسير له نحو : «نعم رجلا زيد» (١) و (أَنْ يُنَزِّلَ) بدل من (بِما أَنْزَلَ اللهُ).

وقال تعالى (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ) [الآية ٩١] بنصب (مُصَدِّقاً) لأنه خبر معرفة. و (تَقْتُلُونَ) في معنى «قتلتم». كما قال الشاعر (٢) [من الكامل وهو الشاهد الرابع والعشرون بعد المائة] :

ولقد أمرّ (٣) على اللّئيم يسبّني

فمضيت ثمّت قلت لا يعنيني

__________________

ـ «قتد» و «شرد» و «جمل» و «سلك» ، والجمهرة ٢ : ٩ ب «أسلكوهم» و ١١٠ و ٣ : ٤٥ ، والإنصاف ٢ : ٢٤٥ ، والتمام بلا عزو ٥٥ ، وتاج العروس «شرد» و «قتد» ، ومختار الصحاح «عز» ، والصّاحبي بلا عزو «٣٩» ، والاشتقاق ٢٤٦ بلا عزو وادب الكاتب ٣٣٣ ، والمخصّص بلا عزو ١٦ : ١٠١ ، وتفرّد الأزهري في التهذيب ١٠ : ٦٣ إلى ابن أحمر ، وبلفظ «سلكوهم» ، بلا ألف ، والأنباري في شرح القصائد السبع ٥٦ بلفظ «أسلموهم» ، وورد في سائر المصادر الأخرى ب «أسلكوهم» ، الّا ما نصصت عليه ، وفيها جميعا ب «تطرد» أمّا في الأصل ف «طرد».

(١). في إعراب القرآن ١ : ٦٤ نقل عنه شاهدا غير هذا ، وفي الجامع ٢ : ٢٨ كذلك ، واستنتج القرطبي ومكّي في المشكل ١ : ١٠٤ من المثال أنّ «ما» في موضع نصب على التمييز عند الأول ، والتفسير عند الثاني ، وكذلك البحر ١ : ٣٠٤ ، ٣٠٥ ، والإملاء ١ : ٥١.

(٢). هو رجل مولّد من بني سلول. الكتاب وتحصيل عين الذهب ١ : ٤١٦ ، والمقاصد النحوية ٤ : ٥٨ ، شواهد المغني ١٠٧ ، والخزانة ١ : ١٧٣ ، وشرح شواهد ابن الناظم ٣٠٣ ، وقيل هو شمر بن عمرو الحنفي ، الأصمعيات ١٢٦.

(٣). في الإنصاف ١ : ٦٥ بلفظ «مررت» والأصمعيات ١٢٦ ، وفي شرح شواهد ابن الناظم ٣٠٣ ـ «ثمّ أقول» ، وفي المقاصد ٤ : ٥٨ ب «واعف ثمّ أقول ما» ، وفي الصّاحبي ٢١٩ ب «عنه» بدل «ثمّت» ، وفي الكامل ٣ : ٨٠٦ ب «فأجوز ثمّ أقول» ، وفي شرح ابن الناظم ٢٠٢ ب «فاعف ثمّ أقول ما». ويمكن النظر في الخصائص ٣ : ٣٣٠ ـ

٢١٦

يريد : «لقد مررت» بقوله «أمرّ».

وقوله تعالى (وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ) [الآية ٩٦] فهو نحو «ما زيد بمزحزحه أن يعمّر» و «ما زيد بضارّه أن يقوم» ف «أن يعمّر في موضع رفع وقد حسنت الباء كما تقول : «ما عبد الله بملازمه زيد».

وقوله تعالى (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) [الآية ٩٧] ، فمن العرب من يقول : (لجبرئيل) فيهمزون ولا يهمزون ، وكذلك (إسرائيل) (١) منهم من يهمز ومنهم من لا يهمز ، ويقولون (ميكائيل) (٢) فيهمزون ولا يهمزون ويقولون (وَمِيكالَ) كما قالوا (وَجِبْرِيلَ). وقال بعضهم (جبرعل) ولا أعلم وجهه إلّا أني قد سمعت (إسرائل) وقال بعضهم (إسراييل) فأمال الراء (٣). وقال أبو

__________________

ـ و ٣٣٢ ، والكشاف ١ : ١٦ ، وشرح ابن عقيل ١ : ١٥٧ ، وأوضح المسالك ، والصحاح «ثمم» ، واللسان «ثمم» ، والمغني ١ : ١٠٢ ، وشرح سقط الزند للبطليوسي ٤ : ١٦٥٩ بالمخصّص ١٦ : ١١٦ والتمام ٢٨ و ٦٧.

(١). وردت في ثلاثة وأربعين موضعا من الكتاب العزيز أوّلها البقرة ٢ : ٤٠ ، وآخرها الصف ٦١ : ١٤ ، المعجم المفهرس ٣٣» ، وفي الجامع ١ : ٣٣١ عدم الهمز إلى الأعمش وعيسى ، وزاد في البحر ١ : ١٧١ أبا جعفر ، وفي البحر ١ : ١٧١ الهمز إلى الجمهور.

(٢). من الآية القادمة.

(٣). في «اللهجات» ٢٤٣ ـ ٢٦٧ ، ولهجة تميم ٨٥ ، والقراآت القرآنية ه ١٠١ ، أنّ الهمزة عامّة لهجة تميم ، ونراه عامّة لهجة الحجاز ؛ «وفي اللهجات ٢٤٧» أنّ جبريل لغة الحجاز وجبرئيل لغة تميم ، وكذلك في الطّبري ٢ : ٣٨٨ والجامع ٢ : ٣٧ والبحر ١ : ٣١٨ ، وفي الطّبري ٢ : ٣٨٨ «ميكائيل» بهمزة وياء لغة تميم وقيس وبعض نجد ، وعليها قرّاء أهل الكوفة ؛ وفي السبعة ١٦٦ و ١٦٧ إلى ابن كثير وابن عامر وعاصم وأبي بكر وحمزة والكسائي ؛ وفي الكشف ١ : ٢٥٥ والتيسير ٧٥ إلى غير نافع وأبي حفص وعمرو وفي الجامع ٢ : ٣٨ إلى حمزة وابن كثير ، وفي البحر ١ : ٣١٨ كما في السبعة مع إسقاط ابن كثير وعاصم ، واضافة قنبل والبزّي. أما «ميكاييل» بياءين فهي في الطّبري ٢ : ٣٨٩ لغة لبعض العرب ، ولم يشر إلى أنّها قراءة ، وفي المحتسب ٩٧ والبحر ١ : ٣١٨ إلى الأعمش ، وفي الجامع ٢ : ٣٨ إلى نافع وابن كثير وعن الأعمش باختلاف. أما «ميكال» فهي في الطّبري ٢ : ٣٨٨ ، والجامع ٢ : ٣١٨ ، لغة أهل الحجاز ؛ وهي في الطّبري قراءة أهل المدينة والبصرة ، وفي الكشف ١ : ٢٥٥ والتيسير ٧٥ والبحر ١ : ٣١٨ إلى أبي عمرو وحفص ، وفي السبعة ١٦٦ إلى أبي عمرو وعاصم وزاد في الجامع انها عن عاصم وعن ابن كثير. أمّا إمالة الراء من «إسرييل» فهي قراءة حمزة والكسائي. الكشف ١ : ١٧٨ وهي كما في «لهجة تميم ١٤٠» لهجة تميم. وفصّل ذلك في الكتاب ٢ : ٢٥٩ و ٢٦٠ ، واللهجات العربية ٢٠٣ ، وما بعدها ان الإمالة لهجة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس ، وقد أوردها ابو حيان في البحر ١ : ١٧١ ولم ينسبها. أما «جبرعل» بالعين فهي من العنعنة وقد خصّت بها تميم وقيس وأسد وكلاب بن عامر بن صعصعة ، كما في اللهجات العربية ٢٨٣ ، وأضاف الفرّاء «ومن جاورهم» ، لهجة تميم ٩٠ ، وفي الطّبري ٢ : ٣٨٨ ـ

٢١٧

الحسن (١) : في «جبريل» «ست لغات : جبراييل (٢) وجبرئيل (٣) وجبرئل (٤) جبراعيل جبرعيل جبرعل وجبريل (٥) وجبريل (٦) فعليل فعليل وجبرائل (٧) جبراعل. وقال تعالى : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) (٩٨) فأظهر الاسم وقد ذكره في أوّل الكلام ، قال الشاعر [من الكامل وهو الشاهد الخامس والعشرون بعد المائة] :

ليت الغراب غداة ينعب دائبا

كان الغراب مقطّع الأوداج (٨)

وقال تعالى : (أَوَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً) [الآية ١٠٠] فهذه واو تجعل مع حرف الاستفهام ، وهي مثل الفاء التي في قوله : (أَفَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ) [الآية ٨٧]. فهذا في

__________________

ـ ساق لفظ «جبرعيل» و «ميكاعيل» مثالا لوزن اللفظ «جبرئيل» و «ميكائيل» ولم ينسبهما قراءة. أما «اسرائل» فكسر الهمزة كما في البحر ١ : ١٧١ قراءة ورش ، ولم يشر إلى حذف الياء. وهي لهجة قيس وأسد وهوازن ، كما في «اللهجات ٥٤٩ و ٥٥٤».

(١). هو المؤلّف أبو الحسن سعيد بن مسعدة الأخفش.

(٢). في التكملة والتاج «جبر».

(٣). في الصحاح والتكملة واللسان والتاج «جبر» ، واللّسان أيضا «جبر» ، وهي قراءة بلا نسبة في حجّة ابن خالويه ٦٢ والكشاف ١ : ١٦٩ ، وفي السبعة ١٦٧ قراءة عاصم وحمزة والكسائي ، وأسقط في الكشف ١ : ٢٥٤ عاصما والتيسير ٧٥ كذلك ، وفي الجامع ٢ : ٣٧ قراءة أهل الكوفة ، وهي لغة تميم وقيس.

(٤). في الصحاح والتكملة «وفيها بتضعيف اللام» ، واللسان والتاج «جبر» ، وفي الكشاف ١ : ١٦٩ ، وباختلاف الهمز في حجّة ابن خالويه ، قراءة بلا نسبة. وفي السبعة ١٦٦ ، وقراءة عاصم في رواية ، وفي الكشف ١ : ٢٥٤ إلى أبي بكر وفي التيسير ٧٥ كذلك وفي الجامع ٢ : ٣٧ كذلك عن عاصم.

(٥). في التكملة والتاج «جبر» ، وفي الكشاف ١ : ١٦٩ ، وحجّة ابن خالويه ٦٢ ، قراءة بلا نسبة ؛ وفي السبعة ١ : ١٦٦ إلى ابن كثير ، والكشف ١ : ٢٥٤ ، والتيسير ٧٥ ، وكذلك وزاد الجامع ٢ : ٣٧ الحسن.

(٦). في الصحاح واللسان والتاج «جبر» ، واللسان أيضا «جبر» ، وفي الكشّاف ١ : ١٦٩ وحجّة ابن خالويه ٦٢ قراءة بلا نسبة ، والكشف ١ : ٢٥٤ و ٢٥٥ والتيسير ٧٥ إلى غير ابن كثير وأبي بكر وحمزة والكسائي ، وفي الجامع ٢ : ٣٧ لغة أهل الحجاز.

(٧). في التكملة ، وفي التاج «جبر» وفيه بلا تضعيف. وفي الكشاف ١ : ١٦٩ قراءة بلا تضعيف. وفي الكشّاف ١ : ١٦٩ قراءة بلا تضعيف وبلا نسبة ، وفي الأصل «جبرعل» بلا ألف.

(٨). لم تفد المراجع والمصادر شيئا في هذا الشاهد ، سوى أنّه مستشهد به لهذا المعنى ، في الأمالي الشّجريّة ، بلا عزو ١ : ٢٤٣.

٢١٨

القرآن والكلام كثير ، وهما زائدتان في هذا الوجه (١). وهي مثل الفاء ، التي في قولك : «أفا لله لتصنعنّ كذا وكذا» وقولك للرجل : «أفلا تقوم». وإن شئت ، جعلت الفاء والواو ، هاهنا ، حرف عطف.

وقوله تعالى (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ) [الآية ١٠٢] ف (هارُوتَ) و (مارُوتَ) معطوفان على (الْمَلَكَيْنِ) ، وبدل منهما ، ولكنهما أعجميان فلا ينصرفان وموضعهما جر. و «بابل» لم ينصرف لتأنيثه (٢) ، وذلك أن اسم كل مؤنث ، على حرفين أو ثلاثة ، أوسطها ساكن ، فهو ينصرف ، وما كان سوى ذلك من المؤنّث فهو لا ينصرف ما دام اسما للمؤنّث.

وقال تعالى (حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما) [الآية ١٠٢] فليس قوله (فَيَتَعَلَّمُونَ) جوابا لقوله (فَلا تَكْفُرْ) [الآية ١٠٢] ، إنما هو مبتدأ ثم عطف عليه فقال (وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) [الآية ١٠٢]. وقال (يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) [الآية ١٠٢] لأنّ كلّ واحد منهما زوج ، فالمرأة زوج والرجل زوج. قال تعالى : (وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها) [النساء : ١] وقال (مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) [هود : ٤٠ والمؤمنون : ٢٧]. وقد يقال أيضا «هما زوج» للاثنين ، كما يقول : «هما سواء» و : «هما سيّان» (٣). [والزوج أيضا : النمط يطرح على الهودج] (٤). قال الشاعر (٥) [من الكامل وهو الشاهد السادس والعشرون بعد المائة] :

من كلّ محفوف يظلّ عصيّه

زوج عليه كلّة وقرامها

__________________

(١). نقل رأيه في زيادة الواو في اعراب القرآن ١ : ٦٨ ، والمشكل ١ : ١٠٥ ، والجامع ٢ : ٣٩ ، والبحر ١ : ٣٢٣ ، والبيان ١ : ١٣.

(٢). نقله في الصحاح «بيل» ، وعبارته قال الأخفش : «لا ينصرف لتأنيثه وذلك أنّ اسم كلّ شيء مؤنث إذا كان أكثر من ثلاثة أحرف فإنه لا ينصرف في المعرفة».

(٣). في الصحاح «زوج» ويقال : «هما زوجان» و «هما زوج» كما يقال «هما سيان» و «هما سواء».

(٤). زيادة يقتضيها السياق ، مستفادة من الجمهرة ٢ : ٩٢ ، والصحاح «زوج» ، واللسان «زوج».

(٥). هو لبيد بن ربيعة العامري. والبيت من معلّقته في ديوانه ٣٠٠ ، وشرح المعلّقات السبع ١١٢ ، وشرح القصائد العشر ١٣٨.

٢١٩

وقد قالوا : «الزوجة». قال الشاعر (١) [من البسيط وهو الشاهد السابع والعشرون بعد المائة] :

زوجة أشمط مرهوب بوادره

قد صار (٢) في رأسه التخويص والنّزع (٣)

وقال تعالى (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) [الآية ١٠٢] فهذه لام الابتداء تدخل بعد العلم وما أشبهه ويبتدأ بعدها ، تقول : «لقد علمت لزيد خير منك» قال تعالى (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) (٨٥) [ص] وقال (لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا) [يوسف : ٨].

وقال : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ خَيْرٌ) [الآية ١٠٣] ، فليس لقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا) جواب في اللفظ ، ولكنّه في المعنى يريد «لأثيبوا» فقوله (لَمَثُوبَةٌ) يدل على «لأثيبوا» فاستغني به عن الجواب (٤). وقوله (لَمَثُوبَةٌ) هذه اللام للابتداء كما فسرت لك.

وقال تعالى (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ) [الآية ١٠٢] ثم قال (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) (١٠٢) يعني بالأوّلين الشياطين ، لأنّهم قد علموا ؛ و (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) يعني الانس (٥). وكان في قوله سبحانه (لَمَثُوبَةٌ) دليل على «أثيبوا» فاستغني به عن الجواب.

وقال تعالى (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ) [الآية ١٠٥] أي : «ولا من المشركين» لا يودّون (أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ) [الآية ١٠٥].

وقال تعالى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) [الآية

__________________

(١). هو الأخطل غياث بن غوث. الديوان ٦٩ ، والتهذيب ٧ : ٤٧٥ واللسان «خوص».

(٢). في الديوان «كان» ، وفي التهذيب واللسان كذلك ، وفي الجمهرة ٢ : ٢٢٨ شاع.

(٣). في الجامع ١ : ٢٤٠ ، عن الأصمعي أنّه : لا تكاد العرب تقول زوجة ، وفي المذكّر والمؤنّث للفرّاء ٩٥ أن التذكير للرجل والمرأة قول أهل الحجاز ، وأنّ أهل نجد يلحقون الهاء فيقولون «زوجة» ، وهو أكثر من زوج ، «اللهجات العربية ٥٠٣ كذلك».

(٤). نقل عنه هذا الرأي في المشكل ١ : ١٠٨ ، وإعراب القرآن ١ : ٦٩ ، والجامع ٢ : ٥٦ ، والبحر ١ : ٣٣٥.

(٥). نقل عنه هذا الرأي في الجامع ٣ : ٥٦.

٢٢٠