قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٧ ]

الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٧ ]

60/464
*

راحت السفينة (تَجْرِي) تسير على الماء (بِأَعْيُنِنا) أي بحراستنا وحفظنا لها وبمرآنا تحفظها ملائكتنا الموكّلون بها سائرة على وجه الماء الذي أعددناه (جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ) أي إكراما لمن كفر به قومه ورفضت دعوته فجعلنا ذلك ثوابا له بأن نجّيناه وأغرقناهم لأنهم جحدوا رسالته ورفضوا الانصياع لأوامر ربّهم ونواهيه (وَلَقَدْ تَرَكْناها آيَةً) أي أبقينا هذه الحادثة برهانا واضحا ودليلا ساطعا ، وعلامة يراها كلّ ذي لبّ فيعتبر بها (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) فهل في الناس من متذكّر ومتّعظ فيخاف بطش ربّه إذا عصاه؟

١٦ و ١٧ ـ (فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ ...) أي فكيف رأيتم انتقامي بعد إنذاري لكم بالعذاب أيها المعاندون لرسلي؟ وهذا استفهام يدل على التعظيم لشأن هذه الواقعة الأليمة (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟) أي أننا سهّلنا هذا القرآن للتلاوة والحفظ فلا يصعب فهمه ولا استيعاب ما فيه من عبر ، والتسهيل يدعو إليه ويجعله خفيفا على النفس سهلا على اللسان ، قريبا للقلب لحسن بيانه وظهور برهانه ووضوح معانيه وكثرة حكمه. وقد كرّر (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) رحمة بعباده ورأفة بهم فلعلّهم يتّعظون ويعتبرون بما في القرآن من الآيات والبيّنات.

* * *

(كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (١٨) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠) فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٢١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٢٢))

١٨ إلى ٢٢ ـ (كَذَّبَتْ عادٌ فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ ...) أي كذّب قوم عاد رسولهم وهو هود عليه‌السلام ، فأهلكناهم بتكذيبهم له ، فكيف ترى أيها المخلوق عذابي لهم وإنذاري إيّاهم؟ ثم شرح سبحانه كيفيّة إهلاكهم فقال عزّ من قائل : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً) أي بعثنا عليهم